اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع المسلم جهله في حلقتها السادسة والخمسين موضوع هذه الحلقة عقيدة اهل الحق. اهل السنة والجماعة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اصبحنا واصبح الملك لله. والحمد لله لا لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة. اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك. وان محمدا عبدك ورسول الصحابة هم ابر هذه الامة قلوبا واعمق هذه الامة علما واقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم. ان الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد اطهر قلوب عباده. فاختاره ليكون مهبط وحيه. وخاتم انبيائه ورسله. ثم نظر الى قلوب وبالعباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم. فوجد قلوب اصحابه اطهر قلوب العباد. فاختارهم ليكونوا وزراء نبيه ونقلة رسالته من بعده الى العالم. فينبغي ان نقدرهم قدرهم وان نعرف لهم حقهم اننا نعتقد ان كل ما احدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله وسلم واصحابه فهو رد من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد نؤمن بان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وان شر الامور محدثاتها. وان كل محدثة بدعة وان كل بدعة ضلالة وان كل ضلالة في النار. وان احب العمل الى الله سبحانه واصوبه. لا مقابل لما شرعه الله الا الهوى. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. واحسن العمل اخلصه واصوبه من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وصلاح العمل بقدر ما فيه من متابعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وان يكون لله جل جلاله خالصا فاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما قلناهم الصفوة من هذه الامة كلهم خير القرون. محبتهم اية على الايمان. بغضهم اية على النفاق. نعقد قلوبنا على محبته وعلى الترضي عنه وعلى الامساك عما شجر بينهم من غير ان نعتقد بعصمة احد منهم. لقد زكى الله اصحاب نبيه هم بحميد الصفات وجميل الخلال محمد رسول الله. والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة. ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره. فاستغرب على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما اعلن سبحانه وتعالى توبته عليهم وجعل توبته عليهم قرآنا يتلى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار. الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق من ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم. اعلن رضاه عنهم لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم. فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا. وقالت تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. لقد وصف المهاجرين بالصدق ووصف الانصار بالفلاح. فقال تعالى من فقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المؤمنين. فاولئك هم المفلحون. اخبر الله جل وعلى ان عن اصحاب نبيه انه حبب اليهم الايمان وزينه في قلوبهم. فقال تعالى واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان خير القرون قرنه فقال خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين ثم الذين يلونهم. نهى عن سب اصحاب فقال لا تسبوا اصحابي. لا تسبوا اصحابي فانه لو انفق احدكم ملء احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. الله الله في اصحابي. فمن احبهم فبحبي احبهم. ومنهم فببغضي ابغضهم. فمن عقائد اهل الحق وجوب محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم وتوقيرهم وتكليمهم والاحتجاج باجماعهم والاقتداء بهم اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار ويعني النبي صلى الله عليه وسلم آآ يعني يقص علينا فيقول يأتي على الناس زمان فيه فئام من الناس فيقولون هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم. ثم تأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس. فيقولون هل فيكم من صاحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم. ثم ياتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب اصحاب رسول الله فيقولون نعم. فيفتح لهم. يقول ابن عبدالبر لقد ثبتت عدالتهم جميعا بثناء الله عز وجل وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم وما اعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ولا تزكية افضل من ذلك ولا تعديل اكمل منه. ايضا من اصول اهل السنة والجماعة السلامة قلوبهم لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. سلامة القلوب من البغض والغل والحقد والكراهة وسلامة من كل قول لا يليق بهم. فقلوبهم مملوءة بالحب والتقدير والسنتهم سالمة من السب والشتم والسب واللعن والتفسيق والتكفير الذي وقع فيه اهل البدع ان سب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر محرم بنص الكتاب العزيز وبنص السنة المطهرة في اه ثمة اشارة لطيفة في قول الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. ان الله جل وعلا رضي عن السابقين الاولين رضا مطلقا لكنه لم يرض عن التابعين الا ان يتبعوهم باحسان. والذين اتبعوهم باحسان. لكن الذين قبلهم قال الاولون من المهاجرين والانصار. ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه ابدا. لم يسخط فعليه ابدا لكن لو سال سائل متى وقع الخلاف بين اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وقع بعد مقتل عثمان رضي الله عنه. فقد كان هذا مصدر الخلاف والخصومة بينهم وكان الدافع الى هذا المطالبة بوجوب الاسراع باخذ القود من قتلة عثمان رضي الله عنه طائفة من الصحابة منه امنا عائشة وطلحة والزبير ومعاوية رضي الله عنهم اجمعين. كانوا يرون المبادرة الفورية الى من قتلة عثمان ووجوب الاسراع باقامة حد الله عليهم. وكان علي رضي الله عنه يرى التمهل قليلا حتى يستتب له الامر حتى يبايعه اهل الشام. يتسنى له بعد ذلك التمكن من القبض عليهم واقامة حكم الله فيهم. ومن كانوا كثيرين في جيشه ومن قبائل مختلفة وكان لهم بعض التمكن يومئذ. سبحان الله! النبي صلى الله عليه وسلم امرنا بالا نسبه ونهانا عن ذلك نهيا صريحا مباشرا. تقول امنا عائشة ومع روءة يا ابن اختي امروا ان يستغفروا لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم امروا بالاستغفار لاصحاب محمد فسبوه. يقول القاضي الظاهر انها قالت هذا. عندما سمعت اهل مصر يقولون ففي عثمان ما يقولون واهل الشام يقولون في علي ما يقولون والحرورية يقولون في الجميع ما يقولون واما الامر والاستغفار فقد جاء في قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ايضا نؤمن بان من شهد لهم رسول الله بالجنة فهم في الجنة العشرة المؤهل وابو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير طلعها عبدالرحمن ابن ابن عوف سعد ابن سعد ابن ابي وقاص سعيد ابن زيد هؤلاء العشرة اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انهم في الجنة وهذا العدد لا يعني قصر التبشير بالجنة على هؤلاء فقد وردت نصوص اخرى بتبشير اخرين. مسلا سيدنا بلال بن رباح النبي صلى الله عليه وسلم يقول رأيتني دخلت الجنة فاذا انا بالروميساء امرأة ابي طلحة وسمعت خشفة فقلت من هذا؟ فقال هذا بلال النبي صلى الله عليه وسلم يقول لبلال يا بلال حدثني بارجى عمل عملته عندك في الاسلام بمنفعة فاني سمعت الليلة خشفا عليك بين يدي في الجنة ايه احسن حاجة عملتها؟ فقال يا رسول الله ما عملت عملا في الاسلام ارجى عندي منفعة من اني لا اتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل ولا نهار الا وصليت بذلك الطهور ما كتب لي ان اصلي اي وقفة اصلي لازم اركع بعدها واصلي ما شاء الله لي ان اصلي. زيد ابن حادثة المبشرين بالجنة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة. فقلت لمن انت؟ قالت انا لزيد ابن حارثة. حاطب ابن ابي بلتعة ممن بشروا بالجنة ايضا فقد صح ان عبدا لحاطب. جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم اشكو حاطبا قالوا يا رسول الله ليدخلن حاطب النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذبت لا يدخلها فانه شهد بدرا والحديبية اه سعد بن معاذ من المرشدين بالجنة ايضا اهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل اصحابه يمسونها ويعجبون من لينها فيقولون اتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها والين. رواية اخرى اهديت النبي صلى الله عليه وسلم جبة السندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس هنا فقال والذي نفس محمد بيده ان مناديل سعد بن معاذ في الجنة احسن من هذا. ايه الخلاصة؟ ان اهل السنة وسط بين اهل الغلو واهل التفريط انحرف في الصحابة فريقان من الناس اهل الغلو واهل التفريط. ففي فرقة اهل التفريط يكفرونهم ويستبيحون لعنهم ويزعمون انهم خرجوا من الاسلام ومن الجادة وهؤلاء يسمون بالنواصب. لانهم ناصبوا اصحاب رسول الله العداوة ويقال لهم ايضا الخوارج. فرقة اخرى تغلو فيهم فترفع علينا رضي الله عنه عن مقام العبودية تجعله مرة اولى بالرثامى وترفعه مرة اخرى الى مصاف الركن الربوبية وهم في هذا كذبة وغلاة ومفرطون. اهل السنة والجماعة لا افراط ولا تفريط يعطون لعلي واولاده وها بيته حق الولاية والصحبة والاسلام والاسبقية قرابة والنسب والصهر لكن لا يفضلونهم عن الخلفاء الذين قبل علي ولا يمدحونهم بما ليس فيهم ولا يعطونهم شيئا من حق الله تعالى ولا من حق رسوله صلى الله عليه واله وسلم وانما كل حسب منزلته التي انزله الله جل وعلا اياها فلم يفرطوا كالخوارج نواصب الذين سبوا اكثر الصحابة وكفروهم ولم يغلو كغلو الروافض وامثالهم. فاسأل الله جل وعلا ان يرزقنا محبة اصحاب نبيه. ويطهر السنتنا من الخوض فيهم واجمل ما قاله عمر بن عبدالعزيز عندما سئل عن الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية فقال فتنة طهر الله اسيافنا فلم تتخطب بدمائها فلنطهر السنتنا من الخوض فيها اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك