ارجو ان تشرحوا لنا معنى هذه الايات الكريمات من سورة الانبياء. وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرف اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين. ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما. وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين. هذه الاية ذكر الله جل وعلا فيها قضية وحادثة حكم فيها داوود بحكم وحكم فيها سليمان اذ بحكم اخر. وهذه القضية هي ان غنما رعت في مزرعة قوم في الليل نفشت فيها يعني فسدت فيها واكلتها ليلا. نعم. فتقدم اهل الحرث الى داوود عليه السلام ليحكم بينهم وبين اهل هذه الغنم. داوود عليه السلام حكم بان الغنم تكون لاهل الحرث عوضا عن حرفهم. ثم ان سليمان عليه السلام لما سمع الحكم حكم بحكم اخر وهو ان يقوم اصحاب الغنم على سقي الحرث وتعاهده حتى يتكامل. وتكون الغنم بايدي اصحاب الحرف يستغلونها ويشربون من البانها عوضا اما فاته من الحرث فاذا تكامل الحرث كما كان سلم لاهل الحرف حرفهم وسلم لاهل الغنم غنمهم. نعم. الله جل وعلا ذكر هذه قضية وذكر هذين الحكمين قال وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرف اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين يعني حاضرين فهمناها سليمان ثم اثنى على النبيين بقوله وكلا اتينا حكما وعلما. قيل ان داوود عليه السلام حكم بالوحي وسليمان حكم بالوحي فيكون حكم سليمان ناسخا لحكم داوود. وقيل انك لا ان كلا النبيين حكما بالاجتهاد. وهذا فيه دليل على ان الانبياء فيجتهدون فكل منهما حكم باجتهاده. وعلى كل حال هذا من حكم النبيين عليهما الصلاة والسلام. والله جل وعلا ذكر هذا لعباده عبرة وتبصرة. نعم