صلى الله عليه وسلم الا سألوا اذا لم يعلموا فان شفاء العيد سؤال. واما قوله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائلة وجعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام ما معنى هذه الايات من سورة المائدة وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله وعنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب واكثرهم لا يعقلون. وما معنى بحيرة وسائبة ووسيلة وحام؟ نعم. الله سبحانه وتعالى ينهى عن السؤال الذي لا حاجة اليه. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كثرة السؤال. وقال ذروني ما تركت فانما اهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. نعم وفي هذه الايات الكريمة ينهى الله المؤمنين ان يسألوا عن اشياء لا حاجة بهم اليها ولا هي مما يعنيهم في امر دينهم ولو ظهرت لهم هذه الاشياء وكلفوا بها لشقت عليهم وساءتهم. وهذا نهي من الله عن كثرة سؤالهم للرسول صلى الله عليه وسلم في امور لا تعني ولا يحتاجون اليها. ويكون في السؤال عنها سبب لايجابها عليهم وعلى غيرهم. فانها اذا وقعت تقال عنها في حال وجود الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه حصلت الاجابة عليها. فكان ذلك سببا للتكاليف الشاقة وفي ترك السؤال عنها سلامة من ذلك لانها مما عفا الله عنه اي تركه ولم يذكره بشيء فلا تبحثوا عنه ثم انه سبحانه ان السؤال عن هذه الاشياء التي لا ينبغي السؤال عنها وقعت فيه الامم السابقة فكانت عاقبة ذلك سيئة في حقه حيث لم يعملوا بها لما بينت لهم فعوقبوا بسببها. نعم. والمراد بالايتين عموما النهي عن السؤال الذي لا تدعو الحاجة اليه. اما ما دعت الحاجة اليه من امور الدين والدنيا قد شرع الله السؤال عنه بقوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وقال النبي الاية فهذا كلام مبتدأ يتضمن الرد على اهل الجاهلية فيما ابتدعوه في بهيمة الانعام من شريعة الجاهلية حيث جعلوا منها بحيرة وهي التي تشق اذنها ويمنع من ركوبها وحلبها واكل لحمها وهي التي تترك فلا تمنع من مرعى لا ماء ولا تركب ولا تحلب ولا يجز وبرها. والوصيلة هي الناقة او الشاة اذا انتجت عددا معينا من الولد متواصلا فانهم ذبحوها للاصنام وحرموا لحمها على النساء والحام الجمل الفحل اذا حمى ظهره من ان يركب كانوا اذا انتج الفحل عددا معينا قالوا حمى ظهره فلم يركبوه. وهذه من اعمال الجاهلية التي جاء الاسلام بابطاله فالله جل وعلا قال في مطلع السورة يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم. الله جل وعلى احل بهيمة الانعام ان نأكل منها وان نشرب من البانها وان نركبها في حدود المشروع الا ما كان منها ميتة او دما مسفوحا كما في قوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير؟ نعم. وما اهل به لغير الله خالقة والموكولة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما لكيتم وما ذبح على النسك. نعم. نعم جزاكم الله خيرا