الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك ما مراد الاصوليين بالتعريف بالرسم الحمد لله رب العالمين وبعد المقصود بالتعريف بالرسم اي التعريف بالحد الجامع المانع الذي يجمع كل اجزاء المعرف فلا يفوت شيء من اجزائه ولا يدخل معه ما ليس من اجزائه. وهو مقابل للتعريف بالمثال. فان العلماء يعرفون الشيء بضرب مثال له تارة ويعرفونه بالحد الجامع المانع المسمى بالرسم تارة اخرى فكقول وذلك كقول الله تبارك وتعالى يؤمنون بالجبت والطاغوت. فانك لو نظرت الى تعريفات السلف للجبت والطاغوت قلت لوجدتهم انهم عرفوها بضرب المثال ليس بالحد الجامع المانع. فمنهم من قال كهان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد ومنهم من قال السحر ومنهم من قال الشيطان. وكل هذه الاقوال صحيحة لانها من باب التعريف بضرب المثال. وكذلك قول الله عز وجل في الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم. فمنهم من قال فمنهم من عرفه بانه طريق محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من عرفه بانه طريق القرآن ومنهم من عرفه بانه طريق ابي بكر وعمر. ومنهم من قال هو الاسلام وغير ذلك من من الاقوال كلها صحيحة لان كل واحد من المعرفين لهذه اللفظة عرفها بضرب مثال يدخل تحت عموم لفظها. واكثر تعريفات السلف رحمهم الله الله تعالى من الصحابة والتابعين في التفسير وغيره من فنون العلم. انما كان على طريق التعريف بضرب المثال وهو ابسط في ولكن لما جاء الاصوليون تعمقوا في مسائل التعريف لا سيما لما دخل الفلاسفة والمتكلمون في التعريفات والحدود وحدود الالفاظ الاصولية تعمقوا في قضية التعريف حتى دوخوا من يقرأوا كتبهم. فيريدون التعريف ثم يريدون عليه الاعتراضات هم يريدون على الاعتراضات اجوبة ثم يريدون على الاجوبة اعتراضات اخرى وهكذا حتى يدوخ الانسان وهو يقرأ صفحات كثيرة في تعريف واحد فطريقة السلف في مسألة التعريفات اسلم. وادخل في الفهم وابعد عن الالتباس وكثرة الملل فان الكلام خيرهما قل ودل فالتعريف بالرسم المقصود به التعريف بالحد الجامع المانع وليس عليه عمل السلف رحمهم الله. وانما السلف على على تعريف الاشياء بامثلتها ومثال التعريف بالرسم كقولهم الامر هو طلب الفعل ممن هو دونه وبعضهم قال طلب الفعل على جهة الاستعلاء. فهذا تعريف عسير. لكن ما رأيك لو قلنا بان الامر هو كقوله اسجدوا لادم فعرفنا الامر بضرب مثال له لفهم الناس. لكن طلب الامر ممن هو دونه على جهة الاستعلاء. هذا شيء عسير وكذلك قولهم في القياس هو الحاق فرع باصل في حكم لعلة جامعة. لكن لو اننا قلنا مثلا القياس كالحاق الذرة بالبر بجامع الكيل في كل لفهم الناس. فاذا دائما التعريف المثالي هو الاصح وهو الافضل وهو الادخل في الفهم وهو الذي جرى عليه السلف رحمهم الله كما تراه في التفسير وغيره واما المتكلمون ومن تابعهم في مثل هذه التعريفات والحدود فانهم يعرفونها بالرسم الجامع المانع الذي يجمع كل افراد المعرف فلا يخرج شيء منها ولا يدخل فيه ما ليس منه والله اعلم