الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول ما نصيحتكم لمن اذا اقبل رمضان اكثر من الطاعة وترك المعصية. واذا انتهى رمضان عاد الى المعاصي والاثم. الحمد لله نصيحتي لنفسي ولهذا الرجل ومن على شاكلته ان يتقوا الله عز وجل في ايام في ايام عمرهم. وان يعلموا ان رب الذي تفرغوا لعبادته والاجتهاد في طاعته في رمضان هو رب كل الشهور. فالله عز وجل معبود في كل مكان وفي كل زمان فاذا كان الانسان مقرا بان الدافع لتلك العبادة التي يفعلها في رمضان انما هو طلب مرضاة الله عز وجل فالله عز وجل لابد ان يعبد في كل زمان وتطلب مرضاته في كل زمان فيجب علينا ان نربي انفسنا على عدم توقيت العبادات. لله عز وجل في ازمنة دون ازمنة ولا في امكنة دون امكنة. بل علينا ان نربي انفسنا دائما وابدا على ان نعبد الله عز وجل في كل زمان ومكان. نعم قد يجتهد الانسان بالازدياد في بعض العبادات في رمضان دون غيره فهذا امر معروف مشروع وعليه السلف الصالح بل وعليه دلت الادلة من الكتاب والسنة. لكن اما ان ينقطع الانسان عن العبادة في غير رمظان ويقبل على الاجتهاد فيها في رمظان فقط فلا جرم ان هذا قصور كبير وعيب خطير لا بد ان ترك الانسان نفسه وان يصحح سيره الى الله عز عز وجل. وليجعل الواحد منا رمضان محطة ايمانية تربيه على سائر الطاعات ومختلف العبادات. فان هذا الشهر نكثر فيه من قراءة القرآن فلا ينبغي ان تنقطع قراءتنا للقرآن في غيره. وكذلك هذا الشهر نتعود فيه على صلاة القيام وعلى الوتر فلا ينبغي ان ينقطع قيامنا ولو في بعض الليالي ولا ان ننقطع عن الوتر ولو في بعض الليالي وكذلك تعودنا في شهر رمضان على الصيام. فلا ينبغي ان نفرط في صيام ايام النوافل ولو على الاقل في تلك الايام التي رغب الشارع في صيامها كثلاثة ايام البيظ والاثنين والخميس يوم عرفة ويوم عاشوراء فلا ينبغي للانسان ان تنقطع العبادة بعد رمضان الانقطاع الكامل. لكن ربما يضعف الواحد منا عن بعض الطاعات والعبادات عفن بشريا فان النفوس لها اقبال وادبار. لكن الذي ينكر هو الادبار المطلق واما مطلق الادبار عن بعض العبادات او الضعف فعن بعض العبادات فهذا امر يصيب الانسان. فالذي اوصي به نفسي واخواني المؤمنين ان يستمروا على نشاطهم وعبادتهم وتقربهم الى الله عز وجل وان يمتثلوا قول الله عز وجل واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي لابد ان تكون مستمرا ذائبا على الله عز وجل غير منقطع عنها حتى يأتيك الموت وما بعد الموت وانت مطمئن بالله عز وجل بسبب الاقبال على عبادته. والنفوس لابد لها من مجاهدة. يقول الله عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ان الله لمع المحسنين فجاهد نفسك ايها المسلم على الاستمرار في العبادة والمواصلة فيها. واعلموا رحمكم الله تعالى ان قرر عند العلماء في قواعد الشريعة ان الاصل المعتبر المحبوب للشارع انما هو الاستمرار على العبادة على العبادة والمداومة عليها واما الاستكثار منها في وقت والانقطاع في اوقات كثيرة فان هذا غير مطلوب للشارع. فركعة واحدة يداوم عليها في ليله حتى يقبضه الله عز وجل. احب الى الله عز وجل من مئة ركعة يصليها في ليلة ثم ينقطع الكاملة عن قيام الليل فليست العبرة في الشريعة بكثرة الاعمال وانما العبرة في الشريعة بالمداومة على الاعمال والاستمرار عليها ومن المعلوم ان العبد لابد له في كل احواله الدينية والدنيوية ان ان يكون دائم الاستعانة بالله عز وجل فالله عز وجل هو الذي يعين العباد على طاعته. ولذلك في الدعاء العظيم في دعاء الفاتحة في كل صلاة فرض ونافلة. نقول اهدنا اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم. فالله عز وجل يطلب من عباده ان يعبدوه وان يستعينوا به فلولا فلابد ان نستعين بالله عز وجل وان نتوكل عليه وان نكثر من دعائه ان يشرح صدورنا للاستمرار والمداومة على عبادته فان الانسان لا ينبغي ان يعتمد على حوله ولا على قوته بل عليه ان يعتمد على حول الله عز وجل وقوته وان يكثر من دعاء الله والاستعانة به فاذا فاذا اعان الله العبد على العبادة استقامت اموره العبادية وصح سيره الى الله عز وجل. ولذلك من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ في الحديث الصحيح كما عند ابي داوود والنسائي وغيرهما يا معاذ اني احبك في الله لا تدعن دبر كل صلاة ان اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اذا لم يوفق الله العبد ولم يعنه على عبادته وذكره وشكره فان العبد سينقطع. فاستعن يا عبد الله بالله عز وجل ان يعينك على ذكره وعلى عبادته وان يشرح صدرك للطاعة. وان ييسر عليك القربات وان يذلل صعابها لك. وان يعينك عليها. فلربما دعوة صادقة تخرج من قلب صادق تكون سببا لعدم تخلفك عن صلاة الجماعة وسببا لعدم تخلفك عن ختم القرآن كل شهر سببا لعدم تخلفك عن قيام الليل والوتر كل ليلة باذن الله عز وجل. فادعوا الله عز وجل والح وانطرح عند عتبة بابه. واثقا بالله عز وجل جل متوكلا عليه ان يعينك وان يشرح صدرك لعبادته. وان يجمع قلبك على قربه وطلب مرضاته وان يخرج الدنيا من قلبك. وان يجعل الاخرة اكبر همك وهمتك فباذن الله عند ذلك تجد الله عز وجل امامك يستجيب دعواتك ويقربك وييسر لك اسباب العبادة ويشرح صدرك ادرك للاقبال عليها. نسأل الله ان يعيننا والمسلمين جميعا على مداومة على العبادة. والاستمرار على الطاعة والله اعلم