من جاءك بالباطل ليس لاجل مودته وقربه فاقتنع بالباطل الذي جاء به لا. العمدة ما هو الحق وما هو الباطل اذا عرفت الحق وعرفت الباطل فمسألة هل هذا قريب ام بعيد؟ هل هو محب ام مبغض؟ هل هو معي او ليس معي؟ هذه مسألة لا في الحقيقة وانما يوزن الصواب. فاذا كان الحق قبل واذا كان الباطل رد سواء كان الحق مع بعيد او كان الباطل مع قريب حبيب فانه يرد سواء يرد الباطل ويقبل الحق ممن جاء به. وهذه لا شك تأصيل ظهرت لك ادلته من الكتاب والسنة ومن وصية ابن مسعود هذه وهو من العلم المهم الذي ينبغي بل الاستمساك به. ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه من نصر قومه على غير الحق فهو البعير الذي ردي في مهواة فهو ينزع بذنبه. رواه ابو داوود في سننه موقوفا ومرفوعا ورواه ايضا الامام احمد في المسند قال الخطابي رحمه الله ما حاصله معنى ذلك قد وقع في الاثم وهلك كالبعير اذا تردى في بئر فصار ينزع بذنبه ويمده ولا يقدر على الخلاص. كلمة ابن مسعود من نصر قومه على غير الحق فهو كالبغيض. لانه اذا نصرتهم على غير الحق اعلم ان ما هم عليه مشتبه او مشكوك فيه او باطل ثم تنصرهم معناه انك تؤيدهم على ما هم فيه من الهلك. فينبغي اذا ان ينظر في الحق وفي الباطل من حيث هما