يقول احسن الله اليكم في ظل ازدياد عدد الحالات الحرجة للمصابين بكورونا واحتياجاتهم لاجهزة التنفس الصناعي الموجودة في العنايات المركزة يقول يثور سؤال مهم في هذا الصدد وهو ما الواجب على الممارس الصحي من طبيب وممرض ونحوهما من الطاقم الطبي. اذا كان عدد المحتاجين لاجهزة التنفس الصناعي اكثر من المتوفي بالمستشفى. فهل ثمة ضوابط شرعية يجب مراعاتها من حيث التقديم والتأخير؟ الحمد لله رب العالمين وبعد نعم يا اخي هناك قواعد وضوابط تضبط هذه الاشياء ومن من ذلك الضابط الاول ان من سبق الى مباح فهو احق به ودليل هذه القاعدة قول النبي صلى الله عليه وسلم من عمر ارضا ميتة ليست لاحد فهو احق بها فمن سبق الى هذه الاجهزة وركبت عليه فانه احق بها ممن يأتي بعده. فلا يجوز ان تدخل في مثل ذلك اصطاد الواسطات او الشفاعة ولا المجاملات ولا يجوز ان نقدم من حقه التأخير او نؤخر من حقه التقديم وانما من سبق الى مباح فهو احق به. ومن ادلة هذه القاعدة ايضا ما في الصحيحين من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقيم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه. قيل لنافع هذا في الجمعة قال في الجمعة وغيرها ومن ادلتها ايضا ما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لاحد ان يقيم اخاه من مجلسه ثم يخالفه فيجلس فيه ولكن يقول افسحوا. والادلة عليها ذكرتها في غير هذا الموضع. فمما يخرج عليها هذه الاجهزة التنافسية مع كثرة المرضى فانما يقدم فيها من سبق. فمن سبق الى مباح فهو احق به. وهذه القاعدة يقيدها ما بعدها وهي القاعدة الثانية. الضرورة مقدمة على الحاجة. الضرورة مقدمة على الحاجة فاذا احتاج لهذا الجهاز التنفسي مريضان. احدهما قد بلغت به الحالة المرضية مبلغ الضرورات. والثاني انما بلغت به حالته المرظية مبلغ الحاجات فلا جرى ما وفقكم الله انه يجب علينا ان نقدم من بلغت حالته حالة الضرورة وذلك لان الضرورات مقدمة على الحاجات في ادلة الشرع واصوله ومقاصده فاذا تقدم لها مريضان احدهما مضطر والثاني محتاج فاننا نقدم صاحب الضرورة. فهذان ضابطان يضبط يضبطان باذن الله عز وجل كيفية تعامل الطبيب او المراقب الصحي لهذه الحالات. فاذا سبق احد الى شيء منها فهو احق بها من واذا كان هناك صاحب ضرورة وصاحب حاجة فاننا نقدم صاحب الضرورة على صاحب الحاجة والله اعلم