العقيدة الاولى ان الله يتكلم متى شاء بما شاء كيفما شاء ان الله عز وجل يتكلم بما شاء متى شاء كيفما شاء وهذا مجمع عليه بين اهل السنة والجماعة رحمهم الله والايات في هذا المعنى كثيرة كقول الله عز وجل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه وكل اية فيها قال الله او يقول الله او قلنا فانما يراد فانها دليل على اثبات الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم المسألة الاولى يعتقد اهل السنة والجماعة في كلام الله عز وجل ثلاثة عقائد ثلاث عقائد يعتقد اهل السنة والجماعة في كلام الله عز وجل ثلاث عقائد وقد تواترت عليه ادلة الكتاب والسنة حتى اعدها الامام ابن القيم في اكثر من ثلاثة او اربعة الاف حديث ثلاثة الاف او اربعة الاف نص. كلها تدل على اثبات صفة الكلام لله عز وجل كما ذكر ذلك في طوائف المرسلة فمن جملة الادلة قول الله عز وجل وكلم الله موسى تكليما وقول الله عز وجل ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقول الله تبارك وتعالى في ايتين ومن اصدق من الله حديثا وفي الاية الاخرى قال ومن اصدق من الله قيل ويقول الله عز وجل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله منهم من كلم الله وكذلك قول الله عز وجل وتمت كلمة كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم صفة الكلام لله عز وجل كقول الله عز وجل ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين وقد اثبتت السنة ما اثبته القرآن من اثبات صفة الكلام لله عز وجل ففي الصحيحين من حديث ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا سيكلمه ربه. ليس بينه وبينه ترجمان وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يا ادم اخرج بعث النار. الحديث بتمامه وفي صحيح مسلم ايضا من حديث جويرية رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد قلت بعدك اربع كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن. سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ومداد ومداد كلماته وهذا هو الشاهد. واضافة الكلام الى الله عز وجل من باب اضافة الصفة الى موصوفها من باب اضافة الصفة الى موصوفها. وقد انعقد اجماع اهل السنة والجماعة على اثبات هذه العقيدة لله عز وجل فان قلت وهل هذا كاف في اعتقادي هذا الامر؟ فنقول لا يكفي بل لا بد من الانتقال منها الى العقيدة الثانية وهي ان اهل السنة يعتقدون الاعتقاد الجازم بان كلام الله حرف وصوت فكلام الله عز وجل بحرف وصوت وهذا قد دلت عليه الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة مع ما ايدها من الاجماع يقول الله عز وجل وناديناه من جانب الطور الايمن والنداء لا يكون الا الا بصوت وكذلك قول الله عز وجل فناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة والنداء لا يكون الا بصوت وقال الله عز وجل عفوا وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قال فينادي بصوت يا ادم ان الله يأمرك ان تخرج بعث النار قال وما بعث النار؟ قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون الى النار وواحد منهم الى الى الجنة الحديث بتمامه وبالصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى اذا احب عبدا نام داء. يا جبريل اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل ثم يحبه اهل السماء وكذلك الحرف ايضا له ادلته من الكتاب والسنة فقد اجمع علماء اهل السنة على ان كلام الله عز وجل بحرف. يعني يجوز لك ان تقول ان كلام الله من اصوات كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف وهي كلام الله فوصف ان فوصف كلام الله بانه لانه ظروف وفي الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان جبريل بينما هو عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ سمع نقيظا من فوق رأسه فرفع رأسه فاذا ملك نزل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابشر بنورين اوتيتهما فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ منهما بحرف الا اوتيته لن تقرأ منهما بحرف الا اوتيته. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ان القرآن انزل على سبعة احرف على سبعة احرف بل انك لو رأيت الى كثير من بدايات السور لوجدت فيها ما يسميه العلماء الحروف المقطعة كالف لام ميم الف لام ميم صاد كاف هاء ياء عين صاد حاء ميم عين سين وغيرها من ما هو معلوم لديكم وكلها قد اطبق العلماء على تسميتها بانها الحروف المقطعة وهي من القرآن القرآن كلام الله فوصف كلام الله بانه بانه ماذا؟ بانه من حرف فهذا مجمع عليه بين اهل السنة. فان قلت وهل هاتان العقيدتان كافيتان في كلام الله عز وجل؟ فنقول لا يكفيان بل لا بد من الانتقال منهما الى العقيدة الثالثة وهي ان كلام الله عز وجل قديم النوع حادث الاحاد قديم النوع حادث الاحاد فقولهم قديم النوع اي انه باعتبار اصله صفة ذاتية لا تنفك عن الله عز وجل لا اجلا ولا ابدا فلم يزل الله عز وجل متكلما ولا يزال متكلما باعتبار اصل القدرة على الكلام متى جاء عز وجل فاصل الكلام صفة ذاتية واما قولهم حادثوا الاحاد اي انه صفة فعلية باعتبار افراده اذا تكلم الله عز وجل بها فلا يزال الله عز وجل متكلما بما شاء فاذا وقع الكلام منه فهو صفة ذاتية والا فاصل الكلام اي فاصل القدرة على الكلام صفة فعلية. وقد ذكرت لكم سابقا قاعدة عند اهل السنة والجماعة تقول صفات الافعال ذاتية باعتبار اصل القدرة عليها فعلية باعتبار احاد وقوعها صفات الله عز وجل ذاتية باعتبار اصل القدرة عليها وفعلية باعتبار احاد وقوعها فالغضب باعتبار اصل القدرة عليه ذاتي ولكن اذا وقع الغضب الان من الله صارت عنيا والرضا اصل القدرة عليه ذاتي واذا وقع الرضا اللئام من الله عز وجل صار فعليا وهكذا الكلام فالكلام باعتبار اصله صفة ذاتية ولا جرم في ذلك. بمعنى ان الله ليس بعاجز عن الكلام اذ لو نفي اصل القدرة على الكلام لوصف الله عز وجل بالخرس والبكم وهذا صفة نقص. والنقص منزه ينزه الله عز وجل عنه والله قادر القدرة الكاملة على ان يتكلم متى شاء. فاذا صدر الكلام منه على الصفة التي يريدها الله عز وجل فان كلامه حال صدوره يعتبر صفة فعلية اولم تثبت الادلة ان الله سيتكلم معه اهل الموقف يوم القيامة وسيتكلم مع اهلي الجنة؟ الجواب بدا. وهل وهل هذا الكلام الذي سيكون يوم القيامة وهو واقع الان؟ الجواب لا وانما سيقع في زمانه الذي يريده الله عز وجل من يوم القيامة فحال وقوعه يكون فعليا واما باعتبار اصل القدرة عليه فهو ذاتي. فمتى ما استجمعت ايها الطالب الموفق هذه العقائد الثلاثة في كلام الله عز وجل فانت من اهل السنة والجماعة فاذا اعتقدت ان الله يتكلم متى شاء بما شاء كيفما شاء وقد ذكرنا ادلتها من الكتاب والسنة ثم بعد ذلك اعتقدت ان كلام الله عز وجل بحرف وصوت وذكرنا ادلة الحرف وادلة الصوت. ثم اعتقدت بان كلام الله عز وجل قديم النوع حادث الاحاد فانت من اهل السنة والجماعة في هذه الصفة العظيمة. وفي كل جزئية من جزئيات اعتقاد في هذه الصلة قد خالفنا طائفة من طوائف اهل البدع كما سيأتي بيان اقوالهم في صفة الكلام ان شاء الله تعالى هذا ما يخص المسألة الاولى وهو تفصيل العقيدة بادلتها في هذه الصفة