قال رحمه الله فلو انهم جعلوا الرجاء لرحمة الله ونصره واعزاز دينه نصب اعينهم. وعلموا ان من انصروا الله من ينصر الله ينصره ويثبت قدمه فسعوا بما يمكن تلافيه من امرهم وجمعوا كلمتهم جعلوا وحدة دينهم وحفظه من كل عاد هو الجامعة التي تربط اقصاهم وادناهم وتركوا لهذا كل ما عارظه من الاغراض الفاسدة والاهوية الظارة وقاموا في هذا الامر قياما حقيقيا ولم يمنعهم ما يعترض لهم من العقبات والتهويلات لكان اول فائدة يجنونها الامن على دينهم الذي لولاه لم يسعد دنيا ولا آآ ولا اخرى. وسلامتهم من الضربات المعدة من الضربات المعدة له من الضربات المعدة له ولهم الموجهة اليهم ولامكنهم ان يعيشوا بانفسهم الامم بطمأنينة وحفظ للمصالح الدينية والدنيوية من غير ان يضربوا بسلاح ولا يشوشوا على احد لان كل منصف يعذرهم حيث سعوا لحفظ كيانهم ودفع الظلم عنهم بكل طريق. وهو حق يدلي به القوي والظعيف ثم يسعون في الاستعداد الكافي لمقاومة المعتدين قال فلو جعل الرؤساء هذا الامر الواجب قبلة قلوبهم وجل مقصدهم. وحصل البحث التام في كيفية الوصول الى المقصد من اي طريق ينفث وراجعوا ورجو عواقبه الحميدة لرأوا من اثاره خيرا كثيرا. فنرجو الله ان يوفق جميع المسلمين في اقطار الارض كلها للقيام بدينهم حق القيام وان يكونوا يدا واحدة على من ناوأهم واعتدى عليهم وان ييسر لهم الاسباب النافعة ويزيل عن قلوبهم الذي استولى على اكثرهم. فلو نظروا باعينهم لبعض الامم الصغيرة التي عملت لوحدة مصالحها الخاصة كيف عاشت مع الامم القوية حتى سادتهم في حفظ الحقوق والنظام والمصالح خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي وقع فيه التفاني بين اكبر قوة في العالم مع نظيرتها وكل واحدة منهما تبدأ او تبدئ وتعيد انها ستخرج العالم من الظلم والاعتداء وتجعل لهم نظاما جديدا من العدل جميع الامم فلا علينا ان يكون هذا الكلام منهم حقيقة وانما هو دعاية فالمسلمون احق الناس كلهم للتنبه لهذا الامر وفيه من الكثرة والقوة المستعدة ما يؤهلهم الى اعلى المقامات من الايمان والعون الالهي وقوة الرجاء وما في دينه من الدعوة الى كل اصلاح ونبذ كل ضار. انتهى كلام مصنف رحمه الله هذي رسالة بما يجب على رؤساء المسلمين وهو الا يعملوا لامورهم الشخصية ولا لا يعملوا لامورهم الفئوية والحزبية والطائفية والقبلية وان يتحدوا وان ينظروا الى من حولهم هذه اوروبا التي كانت ممزقة ودويلات فيما بينها كانت تتقاتل لما توحدوا اصبح لهم قوة والمصنف عاش في عصر كانت الاتحاد السوفيتي وامريكا قوتان متقابلتان الشيوعية تزعم انها ترأس العالم ورأسمالية تزعم انها ترأس العالم والحق كما قال الشيخ ان رئاسة العالم لا تصلح الا بالاسلام وذلك لانه الدين القائم على العدل والانصاف. فقد عاش اليهود والنصارى والمجوس في بلاد المسلمين في امن وامان اما الزام الناس بما يسمونه بالشيوعية او الرأسمالية هذا امر يعني فظيع هل تعلمون كم قتلة لينين وستالين آآ لنشر الشيوعية في العالم الشرقي والشمالي قتلوا ما يقرب من اثنا عشر مليون انسان لو جمعنا كل الذين قتلوا في حروب المسلمين مع غيرهم لن تجد هذا ربع هذا العدد لماذا؟ لان الاسلام دين عدل دين انصاف الشيوعية ارادت النازية ارادت الانتهاز والفرصة للقيام وازاحة الستار عن الشيوعية وعن الرأسمالية فقامت الحرب العالمية الاولى والثانية كم قتل من الناس؟ تعلمون؟ اكثر من عشرين مليون انسان عشرين مليون انسان على مدى تاريخ المسلمين لم يقتلوا هذا العدد ولا ربعه ثم نسمع مع الاسف الشديد من يقول ان الامة الاسلامية امة قتل. هؤلاء ما عرفوا تاريخهم واليوم وجد نظام جديد يسمى بنظام الديموقراطي العالمي هذا النظام الجديد يريد ان يسيطر بالقوة وان تكون له الامر وان يكون له الامر والنهي في كل مكان وان يذل المسلمون ومن سواهم تحت آآ يعني ايديهم والمسلمون عليه من يسعى وان يدركوا ان لا خلاص لهم الا بالاتحاد والله جل وعلا قال وهو اصدق القائلين واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال عز وجل في بيان سبب من اسباب الهزيمة قال ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين فنسأل الله جل وعلا ان يصلح ولاة امور المسلمين وان يهيئوه وان يهيئهم سبحانه وتعالى لما فيه صلاح العباد والبلاد وان يبعد من بينهم الشحناء والبغضاء والامور الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين. بارك الله فيك