الاوان شهر الله المحرم هو احد الاشهر الاربعة الحرم ذات القدر المنيف. وهو شهر اضافه الله اليه اضافة تكريم وتشريف. وقد اصطفاه الله من الاشهر الحرم فجعله سبحانه مما حرم وعظم وعلى العبد المؤمن ان يراعي في هذا الشهر الحرام امورا واحكاما ويجتنب اخطاء واثاما فمنها التزام حدود الله تعالى. قال سبحانه تلك حدود الله. ومن يطع الله ورسوله يدخل جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. وذلك الفوز العظيم. ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخل نارا خالدا فيها وله عذاب مهين. فلا يشتري على انتهاكها وتعديها. ولا يقترب منها لان لا يقع فيها حيث ان التزام حدود الله وعدم تعديها دليل على تقوى القلوب. قال الله تعالى ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. والمحرم من شعائر الله تعالى. ومنها ايظا اقامة فرائظ الله تعالى. فينبغي العناية بالعقيدة الصحيحة. وترك ما يظادها والتزام السر امتي وترك البدع واقامة شعائر الله والتزام السنة وترك البدع واقامة شعائر غير الله واجتناب ما يحادها والقيام بالعبادات البدنية والقلبية. والتزام سائر الاحكام الشرعية الله تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. ومنها ما حرم الله من الربا والزنا واكل الحرام والغنى والكذب والغش والزور والخيانة وسائر للاثام والشرور وهي محرمة فيها وفي غيرها من الازمنة. وان من تعظيم الله عز وجل هذه الاشهر الحرم انهانا عن انتهاك حرمتها واخفار ذمتها فقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام. قال عطاء ابن ابي رباح رحمه الله شعائر الله هنا جميع ما امر الله به ونهى عنه. ومما على العبد ان يراعيه ايضا في الشهر الحرام خاصة وفي غيره عامة ان يؤدي الحقوق الى اهلها وان يرد المظالم الى اصحابها كحقوق الاباء والامهات والابناء وحقوق الاخوان والجيران والشركاء والاجراء. فعن ابي حميد الساعدي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله والله لا يأخذ احد منكم شيئا بغير حقه الا لقي الله يحمله يوم القيامة. لا يقل احد الناس ياخذون انا باخذ. تأمل موقفك يوم القيامة والله لا يأخذ احد منكم شيئا بغير حقه الا لقي الله يحمله يوم القيامة فلاعرفن احدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء او بقرة لها خوار او شاة رواه البخاري ومسلم. ايها المؤمنون انكم في موسم عظيم ومغنم للخيرات كريم. فاغتنموا ايام بالعمل الصالح واكثروا فيه من المتجر الرابح فتقوى الله هي العروة الوثقى والاكرم عند الله منكم هو الاتقى وعلى المريم ان يحافظ على فرائض الله جل وعلا ويكف عن محارمه لينال المراتب العلا ويحفظ نفسه ولسانه عن المثالب عيب ويعرف لاهل الفضل فضلهم ويقدر لذوي الاحسان احسانهم. والا يطلق للسان العنان. يسب من شاء سبه ويذم من يريد ذمه الا وان اعظم من يجب لهم الحق علينا بعد الله تعالى ورسله وانبيائه الصلاة والسلام ان نحفظ حق الصحابة الكرام رجالا ونساء. فان ذلك فان حفظهم وصونهم من طاعة الله عز وجل والوقيعة فيهم من ظلم النفس ونحن في الاشهر الحرم فلا ينبغي ظلم النفس بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه هو الغفور الرحيم