السؤال الاول في هذه الحلقة يعد في الحقيقة يعد متابعة للسؤال الذي انهينا به الحلقة الماضية استغرقنا به جل الحلقة الماضية وقد عنون حول التفسير الكارثي لاية من كتاب الله عز وجل وهي قول الله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون لقد قلنا انه قد استدل بها بعض الناس ومنهم بعض المنتسبين الى العلم على صحة التدين اليوم وتأمل في كلمة اليوم باي دين سماوي يقولون لانه تحقق عندهم اصل الايمان بالله واليوم الاخر والعمل الصالح وقالوا انه يتساوى مع الاسلام في تحقيق الخلاص في الاخرة وانه لا صحة للقول بقصر طرق الخلاص على ملة الاسلام ولا بجعل الجنة بعد البعثة المحمدية وقفا على اهل الاسلام وحدهم دون سواهم يقول فما القول الفصل في هذه القضية تحدثنا باسهاب في الحلقة الماضية ذكرنا ان حديث القرآن الكريم في هذه الاية عن هذه الملل قبل تبديلها وتحريفها الذي اصابها من قبل المنتسبين اليها وقبل النسخ الذي طرأ عليه ابي البعثة المحمدية فيكون معنى الاية ان المؤمنين بمحمد والذين هادوا اتبعوا موسى على ملته وشريعته قبل النسخ والتبديل والنصارى الذين اتبعوا المسيح وكانوا على ملته وشريعته قبل النسخ والتبديل والصابئين الحلفاء الذين كانوا من العرب وغيرهم على دين ابراهيم واسماعيل واسحاق قبل التبديل والنسخ هؤلاء وهؤلاء وحدهم هم الذين مدحهم الله تعالى لصحة اتصافهم بالايمان بالله واليوم الاخر وعمل والعمل الصالح فهم الذين يصدق عليهم هذا الوعد الالهي الكريم. فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم اهل هذه البلاد قبل النسخ والتبديل اما اهل الكتاب او غيرهم. بعد النسخ والتبديل بعد البعثة المحمدية لا تشملهم هذه الاية قطعا ليسوا ممن امن بالله ولا باليوم الاخر ولا عمل صالحا فما امن بالله من قال ان الله ثالث ثلاثة ما امن بالله من قال ان الله هو المسيح ابن مريم او قال ان المسيح ابن الله ومع هذا الاعتقاد لا يقبل عمل صالح ولا يصح ابتداء فان الشرك محبط للعمل كله. كما قال ربي جل من قائل ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك. ولا تكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فكفر اهل الكتاب الذين بدلوا دين موسى وعيسى وكذبوا بالمسيح او بمحمد صلى الله عليه وسلم مما علم من ملة الاسلام بالضرورة فالبعثة المحمدية عامة للناس كافة عربهم وعجمهم الذين اوتوا الكتاب منهم والاميين فقد كان كل نبي يبعث الى قومه خاصة وبعث نبينا صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة. واهل الارض قاطبة متبعون باتباعه والدخول في ملته لقد خوطب اهل الكتاب بالدخول في ملة الاسلام وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياته ثمنا قليلا اياك فاتقون. ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على بره او لن او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان امر الله مفعولا. ان الله لا يغفر ان انشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما فكل من لم يدم بدين الاسلام من اهل الكتاب او من غيرهم فهو كافر لقول الله سبحانه ومن يبتغي غير الاسلام دينا ان يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين لقد قررنا هذا في الحلقة الماضية واسهبنا في ذكر تفصيلات وادلة كثيرات لكن هذا اثار بعض ردود الافعال ماذا يعني هذا قال يعني هذا اطلاق موجة جديدة من الغلو في التفكير والتفجير والتدمير هل يعني هذا تدمير اللحمة الوطنية والنسيج الوطني المترابط الذي يتكون من شقي الامة مسلمين وغير مسلمين هل يعني هذا اطلاق اهل الغلو من المتدينين او من غيرهم بالزلم والاعتداء على المجاورين في الاوطان من غير المسلمين. هل هل هل تمزيق النسيم الوطني واطلاق وتسويغ الاعتداء على المعاهدين من غير المسلمين اسئلة كثيرة تحمل كسيرا من القلق والحرج فكانت هذه الحلقة لكي نؤكد على جملة من الثوابت لا علاقة بهذا الوضوح العقدي والتميز الايماني بما استقر في ابجديات العقيدة والشريعة من ان البر والقسط هو اساس بعلاقتي في التعامل مع المسالم لاهل الاسلام من غير المسلمين محليا وعالميا ومن ذلك كفالة حقوقهم وحفظ عهودهم ومواساتهم في مصابهم وتهنئتهم فيما لم يكن من خصوصيات دينهم من مناسبات اجتماعية واقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتبادل الخبرات في مختلف نواحي الحياة وان من البر بهم والنصح لهم دعوتهم الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وان اختلاف الدين لا ينبغي ابدا ان يكون مسوغا لظلم احد او الاستطالة عليه. لقد قال عمر بن الخطاب لعجوز نصرانية اسلمي تسلمي ان الله بعث محمدا بالحق قالت انا عجوز كبيرة والموت اقرب الي انا عجوز كبيرة والموت اخب. فقال عمر اللهم اشهد يا رب انا بلغت. اللهم اشهد ثم تلا قول الله تعالى لا الله في الدين وتركها ومضى بل تحريم غيبتهم الغيبة اللي احنا المستقر عندنا انها من الكبائر كما تحرم في حق المسلم تحرم في حق المعاهد لان الشرع قد عصم عرضه ودمه وماله. بخلاف الحرب اللي بيننا وبينه حرب لا بأس بان تزكره بسوء فهذا ينزع هيبته ولانه بحربه اسقط حرمته واسقط حقه. النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان اهجهم وروح القدس تساندك هذا مع المحارب اما مع المعاهد لأ لاعبين الحنفي يقول وتحرم غيبته كالمسلم لانه بعقد الذمة وجب له ما لنا. فاذا حرمت غيبة المسلم فقد حرمت غيبة غير المسلم من ذلك ايضا الاشادة بمواقفهم النبيلة ومقابلتها بالعرفان والامتنان ومكافئتهم عليها وقد ذكرنا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم تجاه المطعم ابن عدي الذي دخل النبي صلى الله عليه وسلم في جواره في مكة ليلة الطائف حيث دعا بنيه وقومه وقال البسوا السلاح وكونوا عند اركان البيت فاني قد اجرت محمدا هذا الرجل دعا اهل مكة الى ان يكفوا ايديهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال انكم قد فعلتم بمحمد ما فعلتم فكونوا اكف الناس عنه هذه المواقف النبيلة ذكرها لها النبي زكرها له النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدء وقال لو كان المطعم بن عدي حيا وكلمني في هؤلاء النتنة الاسرى لوهبتهم له وينشد حسان ابن ثابت قصيدة يذكر فيها مناقب مطعم بن عدي الذي عاش كافرا ومات كافرا ولم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. يقول فيها ولو ان مجدا اخلد الدهر واحدا من الناس ابقى مجده الدهر مطعما ايضا عمرو بن العاص عندما قال له المستورد القرشي تقوم الساعة والروم اكثر الناس قاله عمرو ابصر ما تقول قال ما اقول الا ما سمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لان قلت ذلك ان فيهم لخصالا اربعة. يصف الروم النصارى غير المسلمين انهم لاحلم الناس عند فتنة واسرعهم افاقة عند مصيبة او بعد مصيبة واوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لضعيف ويتيم ومسكين وخامسة حسنة جميلة. وامنعهم من زلم الملوك غير مسلمين اداهم مآثر عندهم مناقب عندهم فضائل. لم يمنع كفرهم. حسان بن ثابت ايه ابن سامي من ان يزكرهم بهذه المناقب وان يشيد بهم من اجلهم زكرنا ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعلن في بداية غزوة بدر عن خفارته لابي البختري ابن هشام لما كان منه من سعي في نقض صحيفة المقاطعة الزالمة في مكة ولما كان منه من بالاذى عن النبي صلى الله عليه وسلم. ففي اول المعركة قال من لقي ابا البختري ابن هشام فلا يقتله