والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه الموضوع كالكلام على حقيقته واذا كان ذلك متقررا مما يحتاج الى ايضاحه وبيانه من اجل الا يلتبس بموضوعنا هذا وما يتعلق بالتفسير. تفسير القرآن على التفسير هو التدبر الجواب لا ليس كذلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة بالكلام على مقدمات التدبر وقد عرفنا في الليلة الماضية بعض ما يتصل بهذا التدبر عرفنا انه بمعنى التفكر والنظر فيما وراء الالفاظ وما تدل عليه من الهدايات والحكم والاحكام وما في مضامينها من العبر وما الى ذلك واما التفسير فانه يدور على معنى الكشف والبيان تفسير الكلام بمعنى الكشف عن المعنى اخراج الشيء من مقام الخفاء الى مقام التجلي يقال له التفسير هذا في اصل معناه واما في حقيقته العرفية الاصطلاحية فهو العلم الذي يبحث عن احوال القرآن من حيث دلالته على مراد الله تبارك وتعالى. بقدر الطاقة البشرية. يعني التفسير هو ابراز المعنى لهذا الكلام واما التدبر فانه يختلف عن ذلك هذا الكلام ما الذي تضمنه من العبر والعظات والهدايات فيقف عندها بثاقب النظر ويتفكر فيها ويتدبر ليحصل له الاتعاظ والانتفاع والاهتداء والاعتبار وما الى ذلك هذا هو التدبر لكن بين هذين الامرين ملازمة وذلك ان معرفة المعنى طريق الى التدبر فالذي لا يفهم المعنى اصلا لا يمكن ان يتدبر الاعجمي حينما يخاطب بالقرآن ولا يفهم شيئا من معانيه اصلا فانه لا يمكن ان يتدبر ويخطئ بعض الفضلاء حينما لا يفرقون بين التأثر والتدبر التأثر قد يكون نتيجة للتدبر لما عرف وتوصل اليه من الوان العبر والعظات والهدايات وما الى ذلك مما جاء في كتاب الله تبارك وتعالى لكن التأثر قد يتأثر الانسان بما لا يفهم فالاعجمي قد يقرأ عليه القرآن بقراءة خاشعة قراءة مرتلة يحصل له سكون وطمأنينة ولذلك يعالج بعض الاعاجم بالاذان او القرآن وهم لا يعرفونه بل قد يكون هؤلاء من الكفار يحصل لهم سكينة. بعض المرضى النفسيين الذين يشعرون باضطرابات نفسية وقلق وما الى ذلك. هؤلاء يعالجون بسماع القرآن كما في بعض المصحات في بلاد الغرب وكذلك قد يسمع الانسان قصيدة بصوت شجي فيتأثر وقد يبكي وهو لا يفهم معانيها ولا يدري عن مراميها اطلاقا وقد يطرب لصوت يسمعه في اغنية بلغة اعجمية لا يفهم منها حرفا واحدا فيحصل له شيء من الطرب والنشوة وهو لا يدري ما الذي يقال ففرق بين التأثر والتدبر. التدبر اذا كان بالنظر الى ما وراء الالفاظ فان هذا لا يحصل لمن لا يعرف معاني الكلام اذا الفهم للمعنى ومعرفة التفسير طريق الى التدبر. الذي يعرف المعاني يمكن ان يتدبر ولذلك ننصح بقراءة التفسير لو يقرأ تفسيرا مختصرا ميسرا مثل التفسير الميسر فانه يستطيع بذلك باذن الله عز وجل ان ينصت الى القراءة قراءة الامام او القراءة المسجلة او حينما يقرأ هذا الورد فيكون له من التدبر ما لا يكون لغيره وكلما كان الانسان اقدر فهما لمعاني كلام الله جل جلاله وتقدست اسماؤه كان ذلك ادعى لي مزيد من الاقتدار على التدبر والاعتبار وما يتبع ذلك وقد يكون ايضا المتدبر يقصد بذلك التوصل الى المعنى. فقد يستشكل المعنى لا يفهم المعنى فيعيد النظر مرة بعد مرة حتى يتوصل اليه اذا التدبر من الجهتين قد يتدبر ليفهم ولكن ايضا الفهم ومعرفة التفسير يكون سبيلا للتدبر بلا شك واما الاستنباط فهو ايضا يختلف عن حقيقة التدبر لكن كما قال كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله بان كل مستخرج شيئا كان مستترا عن العيون او عن معارف القلوب فهو له مستنبط مثل الذي يستنبط الماء من باطن الارض من البئر فهذا كيف يتوصل الى هذه المعاني ويستخرجها؟ المعاني الدقيقة التي تحتاج الى غوص هو يصل اليها تدبر فبالتدبر يمكنه الاستنباط فالاستنباط غير التدبر لكن التدبر هو الالة التي يتوصل بها الى هذا المطلوب هذا هو الفرق بين هذين كيف يمكن استخراج المعاني والهدايات والعبر والاحكام والحكم يكون ذلك بالاستنباط الذي يكون سبيله التدبر يتوصل اليه بالتدبر وقل مثل ذلك بالفهم فانه لا يمكن ان يتدبر ان لم يكن يفهم كما قلنا في التفسير ولكنه ايضا قد يتدبر لي ليفهم المراد يفهم المعنى فالفهم هو تصور المعنى من اللفظ فاذا تصوره كان ذلك طريقا الى التدبر وقد يستشكل ذلك او يستشكل بعضه فيتدبر حتى يفهم هذه هي الالفاظ التي قد تلتبس ولذلك من الناس من قد يدرس التدبر من الناحية العملية التطبيقية فيتحول الدرس الى تفسير ولذلك نحن نهدف في هذا العرض ان شاء الله تعالى وهو من الفوائد التابعة ان المستمع يمكنه من الناحية التطبيقية العملية ان يعرف الفرق تماما بين التدبر والتفسير كما قد عرفه من هذه المقدمة النظرية يعني هذا يحتاج الى شيء من الممارسة مثل تعلم قواعد التجويد وحده لا يكفي فيحتاج الى تطبيق وممارسة تعلم قواعد اللغة العربية النحو لا يكفي وحده يحتاج الى تطبيق وممارسة واوضح من هذا تعلم السباحة عن طريق الكتب والقراءة والدرس هذا لا يكفي فيحتاج الى ممارسة من اجل ان يعرف ذلك ولذلك وجد في الجامعات الجانب التطبيقي بحسب التخصصات فيكون ذلك من قبيل الممارسة التي تؤهله تطبيق ما درس وما تعلم بصورة صحيحة اذا تقرر هذا ايها الاحبة ننتقل بعد ذلك الى كلام على بيان فضل هذا الباب وهو تدبر القرآن الذي نغفل عنه كثيرا. فاول ذلك مما يتصل بشرفه انه يتعلق باشرف متعلق وهو كلام الله تبارك وتعالى. ليس هناك شيء اشرف من القرآن فالعلوم المتعلقة بالقرآن هي اشرف العلوم والله تبارك وتعالى اخبرنا انه انزل هذا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من اجل ان يتدبر كما ذكرنا في الاية في الليلة الماضية كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته فهذه اللام للتعليل يعني من اجل ان يتدبروا اياته فاذا كان الله تبارك وتعالى قد انزله من اجل هذا فينبغي ان يكون ذلك دليلا على منزلته وشرفه وكما قيل بان شرف العلم بشرف المعلومة ويكون شرف الشيء بحسب متعلقه العلوم الان علم الصياغة والاشتغال بالمعادن هل تكون الصنعة المتعلقة بالحديد والصانع المزاول لها كالصنعة التي تتعلق بالذهب والفضة هذا حداد وهذا يصوغ المعادن النفيسة فرق بين الحداد وبين صايغ الذهب فمهنة هذا اشرف كذلك ايضا قيادة المراكب البرية والبحرية والجوية هذا سائق لكنه يسوق سيارة صغيرة وذاك يسوق ويقود سيارة كبيرة للشحن واخر يقود قطارا رابع يقود الطائرة اي هؤلاء اشرف في مهنته الذي يقود الطائرة طيار تكون مهنته ارفع من قائد الطائرة او القطار او نحو ذلك بشرف الطائرة على غيرها وقل مثل ذلك ايضا بالعلوم المختلفة والمهن المتنوعة الذي يشتغل بالطب طب الابدان ان كان هذا الاشتغال بهذا الطب بظاهر من البدن الجلد هل يكون كجراح القلب الجواب لا لان القلب هو اشرف الاعضاء فمهنة هذا اشرف من مهنة هذا وقل مثل ذلك ايضا في ذاك الذي يطبب الانسان والاخر الذي يشتغل بالطب لكنه طب الحيوان الطب البيطري فهذه علوم ينتفع بها ويحتاج اليها لكن الذي يطبب الادميين تكون مهنته اشرف من مهنة الذي يطبب الحيوانات والبهائم وهكذا هذه الحيوانات تتفاضل الذي يطبب الجمال غير الذي يطبب البغال او الحمير او الكلاب اعزكم الله فهذه تخصصات في تلك المجالات وعلى كل حال كذلك ايضا نعرف شرفه بما له من الثمرات العظيمة التي هي في غاية النفع كما لا يخفى فهو يورث العلوم النافعة والاعمال الزاكية خوف من الله تبارك وتعالى والرجاء والمحبة والتوكل والانابة والاعتبار والاتعاظ قد قال الاجر رحمه الله بان القليل من الدرس يعني الدراسة للقرآن مع الفكر فيه وتدبره احب الي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه قل وظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وقول ائمة المسلمين هذا صحيح مما يدل على شرفه ايضا ان هذا سبيل العالمين فان الله تبارك وتعالى اخبر عن هذه الايات انه ما يعقلها الا الا العالمون فهذا طريقهم يتفكرون ويتدبرون ويتعظون وينتفعون بخلاف اولئك الذين لا يعلمون الكتاب الا اماني. يعني مجرد قراءة على احد القولين المشهورين في التفسير فذكر الله ذلك على سبيل الذنب لهم ومنهم اميون جهلة لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون ثم بعد ذلك اقول في جانب اخر يتصل بهذا وهو الكلام على اهمية هذا الباب التي يمكن ان نستبينها من جملة امور فاول ذلك ان الله تبارك وتعالى جعله مقصودا بالقصد الاول من انزال الكتاب كما سبق ليتدبروا اياته قد علق على هذه الاية الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله بي ان كون تدبر الايات من حكم انزاله ان الله اشار اليه في بعض الايات بالتحضيض على تدبره وتوبيخ من لم يتدبر كقوله افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. يوبخ هؤلاء الذين اعرضوا عن تدبره افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولين كما ان الله تبارك وتعالى انكر على من لم يتدبره بهذه الايات معلوم ان كل من لم يشتغل بتدبر ايات هذا القرآن ويتفهم ذلك ويعمل بمقتضاه فهو من جملة المعرضين عن ايات الله تبارك وتعالى ويستحق الانكار والتوبيخ الذي اشار اليه الشيخ محمد الامين رحمه الله كما دلت عليه تلك الايات هذا ان كان الله قد اعطاه فهما يمكنه ان يتدبر معه وقد شكى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء خبر الله تبارك وتعالى في هذا القرآن. وقال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا فهل الذي قد هجر قراءته يدخل في ذلك. والذي قد هجر تدبره يدخل في ذلك والذي هجر العمل به يدخل في ذلك والذي هجر التحاكم اليه يدخل في ذلك فهؤلاء اربعة كلهم داخل في هذا الهجر الذي ذكره الله تبارك وتعالى وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه فهذا التعلم يدخل فيه والتعليم يدخل فيه تعليم المعاني والحكم والعبر والعظات وليس مجرد تعليم الالفاظ خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وقد مضى الكلام على هذا في مناسبات اخرى والله تبارك وتعالى يقول ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون وهذا هو شأن الربانيين الذين يعلمون الكتاب يعلمون الفاظه ويعلمون ايضا يعلمون معانيه و ايضا امر اخر يدل على اهميته انه لا يمكن تحصيل الهدايات والمطالب العالية والكمالات الا بالاقبال على هذا الكتاب العظيم الذي جعله الله عز وجل تبيانا لكل شيء فكمال الانسان انما يكون بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى فالله عز وجل يقول والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فاذا كمل الانسان نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح ثم بعد ذلك ايضا تعدى هذا الى غيره بتعليم غيره وتكميله والتواصي بالحق والصبر فذلك هو الفلاح الذي استثنى الله تبارك وتعالى اهله من اولئك الذين حكم عليهم بالخسران والعصر ان الانسان لفي خسر كما في هذه السورة الكريمة وهذا لا يتحقق الا بالصبر على ذلك جميعا ان يتواصى بالحق ويتواصى ايضا بالصبر ومن هنا تنفق ساعات العمر والانفاس فيما ينال به هذه المطالب الشريفة ليتخلص العبد من الخسران الذي يكون لاولئك الغافلين المعرضين المضيعين وبهذا تستخرج كنوز القرآن وبذلك تكون اثارة الدفائن من العبر والعظات والهدايات والمعاني الجليلة ذلك اذا صرفت العناية اليه وعكف العاكفون بالهمم العالية على تدبره وتفهمه فذلك هو الطريق الى كل خير وبر ومعروف وصلاح ورشاد وهدى كما ان ذلك ايضا يكون طريقا الى معرفة المعبود جل جلاله باسمائه وصفاته معرفة صحيحة وهذا كما جاء مبثوثا في كتاب الله تبارك وتعالى بصفات المعبود سبحانه وتعالى فبذلك يعرف عظيم سلطانه تعرف قدرته تعرف عظمته يعرف فضله على عباده كذلك ايضا تعرف محابه من مساخطه بل يعرف توحيده بانواعه الثلاثة ثم ايضا هذا التدبر ايها الاحبة هو من النصيحة لكتاب الله تبارك وتعالى فان ذلك داخل فيه ان تكون الرغبة عظيمة في فهمه وشدة العناية مع شدة العناية في تدبره كما يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله فيقف عند عظاته وهداياته متدبرا متفهما من اجل ان يمتثل ويعمل ويقوم بما يجب وكما قال شيخ الاسلام رحمه الله بان من قرأ كتابا في الطب او الحساب او النحو او الفقه او غير ذلك فانها لابد ان يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه فكيف بمن قرأ كتاب الله الذي انزله اليه من اجل ان يعمل به وان يهتدي الذي رهنت هدايته وفلاحه وخلاصه ونجاته باتباع هذا القرآن الذي به الهدى الكامل. كيف لا يقبل عليه اقبالا صحيحا ويتدبر ويتفهم ويتصور معانيه ويكون عظيم الرغبة في ذلك كله هذا هو اللائق باهل الايمان وذلك اعظم من تعلم حروفه كما لا يخفى ثم ايضا مما يدل على اهميته ان ذلك من اجل الاعمال وافضل التعبدات التي يتقرب بها الى الله تبارك وتعالى. ان نكثر من قراءة القرآن بالتدبر والتفهم وقد جاء عن خباب ابن الارت رضي الله تعالى عنه قال تقرب الى الله ما استطعت. واعلم انك لن تتقرب اليه بشيء هو احب اليه من كلامه. فاذا حصل ذلك حصلت الثمرات والنتائج الطيبة فذلك يورثنا اليقين ويزيد في ايماننا ويكون طريقا الى العمل بالقرآن والامتثال ارشاداته والكف عن مناهيه ثم انه يكون سبيلا الى الاعتبار والاتعاظ بالامثال والقصص كما يحملنا ذلك على محاسبة النفوس ومراجعتها وهو الطريق ايضا الى معرفة محاب المعبود سبحانه وتعالى ومعرفة مساخطه ان نعرف بذلك اوصاف اولياء الله تبارك وتعالى واوصاف اعدائه ويكون ذلك ايضا سبيلا الى معرفة تفاصيل الصراط المستقيم كما انه اعظم الاسباب لترقيق القلوب وقد جاء بكلام الحافظ ابن القيم رحمه الله بانه لا شيء انفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر فانه جامع لجميع منازل واحوال العاملين ومقامات العارفين. وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء. والانابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الاحوال التي بها حياة القلب و كماله وكذلك يزجر عن جميع الصفات والافعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه ويذكر انه لو علم الناس ما في قراءة القرآن من التدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها فاذا قرأه بتفكر حتى مر باية وهو محتاج اليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة اية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم. فهذا لا شك انه انفع للقلب وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله كلاما نحوا من هذا بان تدبر القرآن يكون مفتاحا للعلوم والمعارف وبه يستنتج كل خير ويزداد الايمان وترسخ شجرته في القلب وبه يعرف المعبود وبه يعرف الطريق الموصل اليه الى غير الى غير ذلك وشيخ الاسلام رحمه الله له عبارات جميلة في هذا الباب منها انه يذكر ان من اصغى الى كلام الله وكلام رسوله بعقله بقلبه وجد فيه من الفهم والحلاوة والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره وجاء عن مجاهد احب الخلق الى الله اعلمهم بما انزل الله وجاء عن الحسن والله ما انزل الله اية الا احب ان يعلم يعني كلف فيمن نزلت ان يعلم فيمن نزلت وما يعنى بها وجاء عن الفضيل ابن عياض لما جاءه قوم يزورونه ليأخذوا عنه العلم. قال لو طلبتم كتاب الله لوجدتم فيه شفاء لما تريدون فقالوا قد تعلمنا القرآن قال ان في تعلمكم القرآن شغلا لاعماركم. واعمار اولادكم. فقالوا كيف يا ابا علي؟ قال لن تعلم القرآن حتى تعرفوا اعرابه ومحكمه ومتشابهه وناسخه من منسوخه فاذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة كيف بالكتب المترجمة والفلسفات الغربية والوثنيات المستوردة التي يزعمون انه يحصل بها تحصيل المهارات او مداواة النفوس او التربية عبارات اهل العلم في هذا كثيرة جدا يكفي ما ذكرته في الكلام على هذا القدر والله اسأل ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين