الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته لم يزل الحديث ايها الاحبة متصلا بقوله تبارك وتعالى بهذه السورة الكريمة سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين هذان الاصلان ايها الاحبة العبادة والاستعانة العبد يردد ذلك في كل ركعة ولكن احوالنا في ذلك تتفاوت غاية التفاوت من الناحية العملية الواقعية هذه الاحوال يمكن ان تجعل على اربعة اقسام او اربع مراتب كما يذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله اكمل هذه المراتب هم الذين جمعوا بين العبادة والاستعانة اهل العبادة والاستعانة الذين يحققون العبادة وعبادة الله تبارك وتعالى هي غاية مرادهم ومطلوبهم وكذلك يطلبون من ربهم تبارك وتعالى ان يعينهم عليها وان يوفقهم للقيام بها ولهذا كان من اكمل الدعاء واحسنه واجمعه ان يسأل العبد ربه تبارك وتعالى الاعانة على مرضاته كما علم النبي صلى الله عليه وسلم حبه معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ان يقول حينما قدم له بهذه المقدمة يا معاذ والله اني لاحبك فلا تنسى ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فذكر له هذه الامور ان يسأل ربه ان يعينه عليها ومن هنا كان انفع الدعاء كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله هو طلب العون من الله تعالى على مرضاته وان افضل المواهب والعطايا والمنح ان يسعف الرب تبارك وتعالى عبده بهذا المطلوب وجميع الادعية المأثورة تدور على هذا او دفع ما يضاد هذا المطلوب او على تكميله وتيسير اسبابه. وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تأملت انفع الدعاء فاذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين فصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره. بل هو يتتبع مرضات الرب تبارك وتعالى اين كانت فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية كلما رفعت له منزلة عمل على سيره اليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة اخرى فهذا ديدنه في سيره الى الله تبارك وتعالى حتى ينقضي العمر فان رأيت العلماء رأيته معهم. وان رأيت العباد رأيته معهم. وان رأيت المجاهدين رأيته معهم ان رأيت الذاكرين رأيته معهم وان رأيت المتصدقين رأيته معهم وهكذا. فهذا العبد هو صاحب العبودية المطلقة الذي لم يتقيد بنوع منها وليس له لذة وراحة الا في مرضات الله تبارك وتعالى وهذا بخلاف من يأخذ بشيء من الدين او من العبادات فيجعل ذلك رسما له ثم بعد ذلك يجفو من اشتغل بغيره والمقصود ان من كان بتلك المثابة من اصحاب العبودية المطلقة فذاك هو المتحقق بقوله اياك نعبد واياك نستعين فهذا ليس يعنيه كثيرا ما يأكل او ما يلبس او ما يعافس من لذات الدنيا فهو يأكل ويلبس ما تهيأ وتيسر وانما اشتغاله وهمه تحقيق امر الله تبارك وتعالى في كل وقت بوقته وهكذا يكون هذا العبد يدور مع مرضاة الله تبارك وتعالى حيث دارت و يستوحش من كل ما يسخطه فهو كالغيث حيث وقع نفع وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منافع حتى شوكها وهو موضع الغلظة كما يقول الحافظ ابن القيم منه على المخالفين. يعني هذا بمنزلة شوك النخلة الغلظة على اعداء الله تبارك وتعالى والغضب اذا انتهكت محارم الله فهو يغضب لله فهو لله وبالله ومع الله ويكون مثل هذا باعلى المراتب يقول ابن القيم فواها له ما اغربه بين الناس وما اشد وحشته منهم وما اعظم انسه بالله وفرحه به وطمأنينته به واليه حينما يناجيه ويتقرب اليه بالوان القربات هذا صاحب هذا المحقق فعلا ويبقى هناك من الناس من يكون دون ذلك كما هو معلوم فمنهم من يكون صاحب عبادة ولكن ليس له استعانة فمثل هذا ينقطع ويضعف ويتلاشى ولربما يكون في قلبه من الخوف من المخلوقين ونحو ذلك ما يخل بعبوديته وتوحيده ومن الناس من يكون عنده استعانة ولكن ليس له كبير تعبد فهو يلجأ الى الله في حاجاته ومطالبه ولكنه ضعيف في العبادة واسوأ هذه المراتب ايها الاحبة من ليس له لا عبادة ولا استعانة فقلبه معلق بالمخلوقين يرجوهم ويخافهم ويأملهم وهو بطال لا يرفع رأسا لشيء من الطاعات والقربات والعبادات ثم ايضا في قوله اياك نعبد واياك نستعين عرفنا ان العبد بحاجة الى الاستعانة في فعل المأمورات وترك المحظورات كذلك هو بحاجة الى استعانة في الصبر على المقدورات ما يصيبه من الاقدار في الدنيا فان الله تبارك وتعالى يقول لقد خلقنا الانسان في كبد فلابد ان يلقى ما يكره سواء من اذى الناس او من غير ذلك فيحتاج الى استعانة بالله تبارك وتعالى وهكذا هو دائما الى ان يكون في حال النزع والاحتضار ثم بعد ذلك هو بحاجة الى عون الله والطافه عند سؤال الملكين وفي البرزخ قال القيامة ولا يقدر على اعانته الا الله جل جلاله فمن حقق الاستعانة بالله تبارك وتعالى فان الله يعينه. فهذه الاستعانة لا تقف عند حد يستعين على مطالبه الاخروية ومطالبه الدنيوية. يستعين على العبادات والطاعات ويستعين على حاجاته واموره المعاشية وما الى ذلك تحتاج الى هذا ويحتاج الى استعانة حتى بعد الموافاة فانه ان لم يعنه الله تبارك وتعالى فانه يكون بعد ذلك خاسرا وهذا المعنى ذكره الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى ثم ايضا العبادة كما هو معلوم اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وعرفنا ان الاستعانة نوع من ذلك لكن لاهمية الاستعانة افردت فقال اياك نعبد واياك نستعين وبذلك نفهم قدر الاستعانة بين انواع العبادات. ونعرف منزلتها فانه لا استقامة على العبادة ابتداء الا بالاستعانة وكذلك ايضا لا ثبات على العبادة الا الاستعانة فافردت من بين افراد العبادة ومن هنا فان السؤال الذي قد يرد عن وجه تقديم العبادة على الاستعانة قد مضى الكلام عليه ان ذلك لامور قد لا تخفى على الناظر المتأمل في هذه الاية وقد ذكرت جملة منها فيما يتصل بحق الرب وحق العبد والسورة منقسمة الى هذا وهذا الى غير ذلك من الامور التي ذكرناها. كذلك ايضا معلوم انه لا انفع القلب من التوحيد واخلاص الدين لله تبارك وتعالى ولا اضر عليه من الاشراك. فالتوحيد هو اجل الاعمال والاشراك هو اسوأ الاعمال فاذا وجد حقيقة الاخلاص التي هي مضمنة في قوله اياك نعبد لانه كما عرفنا هذا توحيد الوجهة يعني لا نعبد سواك مع حقيقة التوكل التي هي مظمنة بقوله واياك نستعين فان هذا يكون فوق ما يجده كل من لم يكن محققا لهذه المراتب ثم ايضا في قوله تبارك وتعالى اياك نعبد تبرأ من الاشراك وفي قوله اياك نستعين تبرؤ من الحول والقوة وتفويض الى الله تبارك وتعالى. وهذا كثير في القرآن. فاعبدوا وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون. قل هو الرحمن ام به وعليه توكلنا رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذوا وكيلا ولهذا قال بعض السلف بان الفاتحة هي سر القرآن. وان سرها هو هذه الكلمة. اياك نعبد واياك نستعين كذلك هذا فيه تربية لاهل الايمان على اللجوء الى الله تبارك وتعالى بالاستعانة به ان يدعوه دائما ان يحقق لهم مطالبهم وان يقيهم ما يحذرون ويتخوفون كذلك في قوله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين كما نلاحظ التقديم والتأخير اياك نعبد سياق الكلام في الاصل نعبدك ونستعينك او ونستعين بك. هذا سياق الكلام. تقديم المعمول على عامله. اياك نعبد واياك نستعين قدم المفعول به في قوله اياك وهو يفيد القصر والاختصاص كما هو معلوم. يعني لا نعبد غيرك ولا اين بسواك؟ وهذا يدل ايضا هذا التقديم على الاهتمام والتعظيم لان العرب تقدم الاهم اياك فالمخاطب هو الله تبارك وتعالى فقدمه اياك نعبد واياك نستعين. كذلك تقديم العبادة على الاستعانة اياك نعبد فقدم الاهم ايضا كما ذكرنا سابقا. وفيه ايضا التفات يعني توجيه الكلام الالتفات يكون بانواع كثيرة من ذلك ان يوجه الكلام من الغائب الى المخاطب او العكس او من ضمير المفرد الى الجمع او غير ذلك فهنا التفات من ظمير الغيبة الى ظمير الخطاب. ولو جرى الكلام على الاصل لقال اياه نعبد لانه كان الكلام بضمير الغيبة. الحمد لله. رب يعني هو رب العالمين. الرحمن يعني هو الرحمن الرحيم ثم بعد ذلك خاطبه مباشرة قال اياك نعبد فهذا التوجيه للخطاب من باب التفنن في الكلام كما هو معروف ومن فوائد الالتفات ان ذلك يكون ايضا لتنشيط السامع كما هي عادة العرب فهو من محسنات الكلام وكذلك ايضا له فوائد اخرى كانه حينما اثنى على الله تبارك وتعالى بهذا الثناء الكثير. الذي بلغ التمجيد الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي. ذكر الحمد مرتين فاذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي فكأنه لما اثنى على ربه تبارك وتعالى اقترب منه فكأنه صار حاضرا بين يديه فخاطبه مباشرة قال اياك نعبد بعد ما كان يقول بظمير الغائب الحمد لله رب العالمين هو رب العالمين. الرحمن ثم قال اياك نعبد واياك نستعين الاحظ التكرار في قوله اياك اياك نعبد واياك ما قال اياك نعبد ونستعين. فالاستعانة غير العبادة فالفعلان مختلفان فاحتاج كل واحد منهما الى تأكيد واهتمام ان كل واحد يحتاج الى اخلاص ان توجه العبادة لله وحده وكذلك اذا استعنت فاستعن بالله فهذا امر قد اكده بهذه الطريقة. هذا بالاضافة الى ان ذكر ذلك ثانيا يعني اياك ذكرها مرتين. هو حينما يكون في حال مناجاة لربه تبارك وتعالى فكأنه يستلذ بذلك. فاذا اعاد الكلام بدلا من الضمير ضمائر للاختصار. فاذا اعاد الكلمة في حال التذاذه بالمناجاة فلا شك ان هذا هو الاليق والاوفق في هذا المقام والله اعلم ولاحظوا مجيء نون الجمع اياك نعبد واياك نستعين. قد يقول قائل هذا موضع افتقار الى الله تبارك وتعالى وانما تأتي النون بصيغة الجمع للمعظم نفسه. فهل هذا مقام تعظيم للنفس؟ هذا مقام تذلل وخضوع فكيف قال اياك نعبد واياك نستعين؟ لماذا لم يقل اياك اعبد واياك استعين هذا يحتمل الجواب عنه جملة من الا وجه فمن ذلك يمكن ان يقال والله اعلم لان هذا المقام لما كان عظيما لم يستقل به الواحد استصغارا لنفسه تحقيق العبودية وتحقيق الاستعانة. فالمجيء بالنون لقصد التواضع لا التعظيم في هذا المقام يعني هذا مقام كبير عبر معه بما يناسبه مما يدل على التعظيم كأن الواحد لا ينهض به فيحتاج الى جمع للنهوض به مما قيل ايضا في ذلك انه يمكن ان تكون هذه النون للتعظيم وليس المقصود بها الجمع مجموع الافراد ان تكون للتعظيم ان الواحد يعظم نفسه ذلك كانه حينما كونوا في حال تحقيق العبادة والاستعانة او طلب هذا المقام فانه يكون بذلك شريفا. اذا كان العبد في حال من العبادة لربه تبارك وتعالى فهو في حال من الشرف لان هذا هو الشرف الحقيقي للعبد. فعند ذلك قال اياك نعبد لانه قد تشرف بهذه بهذه الاحوال قامات بخلاف من كان بغير هذا من الاحوال كذلك ايضا يمكن ان يقال بانه لما كان المقام مقام عبودية وافتقار الى الله تبارك وتعالى واقرار بالفاقة والفقر والحاجة والضعف ويستعين بالله بارك وتعالى فكأنه يقول نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية بمعنى ان ذلك يكون لتعظيم الله تبارك وتعالى. يعني بدلا من ان يقول انا عبدك وحدي وانا الذي استعين بك وحدي. يقول لو ان احدا قال لملك من الملوك انا الذي اطيعك وحدي. وانا الذي انقادوا لك وحدي فانه يكون ممقوتا لكن لما يقول نحن جميعا طوعا اشارتك نحن جميعا طوع بنانك نحن جميعا رعيتك نحن جميعا منقادون لك فان هذا ادعى الى التعظيم من قوله انا وحدي الذي اعظمك انا وحدي الذي اجلك ونحو ذلك فهذا بحق الله تبارك وتعالى يكون اعظم وافخم حينما يقول نحن جميعا عبيدك نحن مماليكك نحن فقراء اليك وانا واحد من هؤلاء العبيد الكثر الذين قد ذلوا لك واظهروا الافتقار كذلك ايضا في قوله تبارك وتعالى اياك نعبد هذه بصيغة الجمع حينما نقولها في كل صلاة فهذا يشعر بان الصلاة قد بنيت على الاجتماع كذلك ايضا ابي العبادة ايها الاحبة هي اعلى مراتب الخضوع ولا يجوز بحال من الاحوال ان توجه الى غير الله تبارك وتعالى لان المستحق لذلك هو الله وحده فهو المنعم المتفضل ومن ثم فاننا نفرده بذلك في كل ركعة وحينما يقول العبد اياك نعبد ايضا ينبغي ان يستشعر ان تكون هذه الكلمة شاملة جامعة شؤونه وامور حياته من اولها الى اخرها. قل ان ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. اياك نعبد فاطلق ذلك. فينوي العبد حتى في حاجاته الدنيوية ومطالبه العادية حينما ينام ويأكل ونحو ذلك ان يتقرب بذلك الى الله تبارك وتعالى. ويكون له فيها نية. واذا كان العبد في حال من الترك القعود عن الاعمال والمزاولات فانه ينوي الخير دائما ويرجيه ويأمله فاذا تيسر له والا فهو في عبادة لذلك كله. فحينما يستريح الانسان او ينام انما يفعل ذلك ليستجم لعبادة اخرى. والله عز وجل يقول فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب على اقوال في المراد بذلك ومن احسنها وارجحها اذا فرغت من عبادة فاشتغل انصب بعبادة اخرى لا يوجد اجازة وشيخ الاسلام كما ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله كان يجلس الى قريب من الظهر من بعد الفجر يذكر ربه تبارك وتعالى وكان يقول هذه غدوتي ولو لم اتغد لم تحملني قواي. وكان يقول لا استجم الا لاعاود يعني الى الذكر والعبادة فهو ينوي ذلك باستجمامه وراحته. فالمؤمن لابد ان يكون له نظر في هذا الباب في شؤونه كلها. اذا اراد ان يتزوج يكون له نية. هذه النية ما هي؟ كيف تكون النية صالحة هل النية فقط قضاء الوتر والشهوة هذا يحصل من البهائم ولكن ما هي نية المؤمن في مثل هذه الامور نيته اولا ان هذا امر شرعه الله فهو مستجيب له الامر الثاني ان هذا من سنة المرسلين عليهم الصلاة والسلام فهو يقتدي بهم. الامر الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم حث عليه يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فهو يفعل ذلك امتثالا لامر رسول الله عليه الصلاة والسلام الامر الرابع وهو انه حينما يتزوج يقصد بذلك ايضا امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم الاخر وذلك حينما قال تزوجوا دود الولود فاني مكاثر بكم الامم. فهو يقصد تكفير نسل هذه الامة كذلك امر خامس انه حينما يتزوج يقصد بذلك ان يعف نفسه عن الحرام فيؤجر كذلك امر سادس حينما يريد الزواج يريد يقصد بذلك ان يعف زوجته هذه المرأة المسلمة التي يتزوجها امر سابع اذا اراد ان يتزوج وان يكون لبنة في هذا المجتمع تقوم على اساس من التقوى والايمان ويكون ذلك سببا وجود مجتمع مسلم يعبد الله تبارك وتعالى ويطيعه الى غير ذلك من انواع المقاصد الصحيحة التي يجمعها النية والقصد الطيب في امر النكاح الذي يتعلق شهوة هي من قبيل الغرائز في الانسان. وهكذا في حاجاته كلها. في قول العبد ايها الاحبة اياك نعبد واياك نستعين ايضا يستحضر انه بجملة هذه المخلوقات الخاضعة لله تبارك وتعالى. هذه الاشجار والاحجار وهذه الكائنات بجميع انواعها هي تخضع لله جل جلاله وهي تسجد له وتسبحه كل ما في السماوات والارض مسبح لله عز وجل ويعبده ولكن كما قال الله تبارك وتعالى ولكن لا تفقهون تسبيحهم فيكون هو من جملة هذه المخلوقات لا يكون متمردا على الله شاذا عن هذه المخلوقات التي عرفت ربها قادة له. كل هذا في هذه الجملة اياك نعبد واياك نستعين الى غير ذلك من الهدايات التي تفوت ومن ثم فانظروا الى حال السلف رضي الله تعالى عنهم صلى سفيان الثوري المغرب باصحابه فقرأ حتى بلغ اياك نعبد واياك نستعين فبكى حتى انقطعت قراءته ثم عاد فقرأ الحمد لله رب العالمين. هذا لو فعله احد اليوم قالوا ماذا اصابه؟ وبدأوا يحللون تحليلات ويوجهون ذلك بتوجيهات بعيدة احد العلماء المعاصرين يقول بعض من عرفه وصلى خلفه مرارا يقول ما اذكر انه استقامت له قراءة الفاتحة بدون بكاء خصوصا عند قوله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين فهذا ما يتصل بهذا الموضع واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه كان لديكم سؤال نعم كيف يقول ان قوله اياك نعبد واياك نستعين اليس من هذه الاوجه ان يقال ان الافراد اياك اعبد فيه تزكية للنفس هذا له وجه يعني هذا القول هذا التوجيه له وجه يمكن ان يضاف الى الاوجه السابقة فيقال ان قوله اياك اعبد واياك نستعين كانه قد جعل نفسه هو القائم بذلك واضافه اليها وانما حينما يقول انا من جملة هؤلاء فذلك ادعى في هذا المقام الى التواضع لربه تبارك وتعالى وعدم الالتفات الى النفس هذا جيد نعم في اضافة اخرى غير هذه تفضل احسنت هذا وجه اخر يقول هذا مناسب ايضا بصلاة الجماعة فحينما يقرأ الامام اياك نعبد فهو لا يمثل نفسه وحده وانما يمثل هؤلاء كذلك يمكن ان يقال لما كانت هذه السورة تقرأ وهي يقال لها ايضا الصلاة كما ذكر ذلك جمع من اهل العلم في اسمائها اخذا من قوله صلى الله عليه وسلم ام قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فالصلاة هؤلاء الذين يصلون كثر في مشارق الارض ومغاربها وفي كل لحظة يصلي قوم لان الاوقات كم تتداخل كما هو معلوم بجري الشمس ومن ثم فانهم يقولون اياك نعبد واياك نستعين. نعم غير هذا تفضل نحن ذكرنا هذا الكلام من قبل بان العبادة تكون سببا من اسباب التوفيق والاعانة وقوة العبد وذكرت لكم امثلة على هذا في حال بعض السلف والا في الاستعانة وسيلة للعبادة. والعبادة تكون ايضا سببا الاعانة والتوفيق هذا مضى الكلام عليه كيف بينهما ملازمة الاستعانة جزء من العبادة فاذا حقق العبد العبادة اعين يعان على مطالبه الدنيوية والاخروية هذا من الجزاء المعجل في الدنيا وهذه هي الاعانة لكن العبد بحاجة الى الاستعانة ليقوم بالعبادة فبينهما ملازمة نعم طيب السلام عليكم