الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ما زال الحديث تصلا بهذه الايات التي خاطب الله تبارك وتعالى بها بني اسرائيل بهذه السورة الكريمة سورة البقرة يقول الله تبارك وتعالى بجملة مارد به عليهم قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس تمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم للظالمين. يخاطبهم يقول انكم حينما تدعون ان الجنة خالصة لكم من بين سائر الناس تمنوا الموت ان كنتم صادقين كانوا يدعون دعاوى كهذه وانهم اولياء الله وانهم احباؤه فرد الله عز وجل عليهم في دعواهم هذه جميعا ان كان الامر كما تقولون وكما تدعون فتمنوا الموت ان كنتم صادقين طالما ان الجنة مضمونة وانها خالصة لكم من دون الناس فتمنوا الموت فان من اعتقد انه من اهل الجنة وجزم بذلك فلا شك ان الموت سيكون محببا اليه لانه هو الطريق الى الجنة التي قد ضمنها وهو يصير الى النعيم المقيم ويزول عنه الكدر في هذه الحياة الدنيا وما بنيت عليه وما ركبت عليه من الكدر الضيق والكبد لقد خلقنا الانسان في كبد فهنا هذا الذي يتمنى الموت ويحب لقاء الله تبارك وتعالى هذا دليل على انه قد صار واثقا بعمله وانه جعل ما بينه وبين الله تبارك وتعالى عامرا فهو متهيأ للقاء الله تبارك وتعالى ولكن مثل هذا في واقع الامر وما دلت عليه دلائل الشرع يحتاج الى شيء من التفصيل فان النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فذكرت له عائشة رضي الله تعالى عنها كراهية الموت كلنا يكره الموت وسألت اذلك كراهية لقاء الله عز وجل؟ فبين لها النبي صلى الله عليه وسلم ان الامر ليس كذلك وان المؤمن اذا حضر يعني احتضر وبشرته الملائكة ملائكة الرحمة احب لقاء الله وان الكافر اذا حضر ورأى ملائكة العذاب كره لقاء الله. فالمؤمن احب لقاء الله فاحب الله لقاءه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. والكافر في هذه الحال حينما يرى ملائكة العذاب يكره لقاء الله فيكره الله لقاءه هذا معنى الحديث لكن هنا في هذه الاية في بني اسرائيل فتمنوا الموت ان كنتم صادقين هذه خاصة في بني اسرائيل. يقول طالما انكم قد ضمنتم هذا وبعض اهل العلم يقول فادعوا على انفسكم بالموت والمعنى واحد فهي خاصة بهم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انهم لو تمنوا الموت لماتوا فهم لعلمهم بسوء حالهم وما هم عليه من الكفر وسوء عاقبتهم لا يتمنون الموت بحال من الاحوال. ولهذا قال الله تبارك وتعالى ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر وقال ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم وهذا كما قلنا في قوله تبارك وتعالى ناهيا للمؤمنين من تولي اليهود لا تتولوا قوما غضب الله عليهم. قد يأسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور. وذكرت في مناسبة سابقة وجهين من المعنى او التفسير في هذا الموضع من كتاب الله عز وجل. قد يئسوا من الاخرة. يعني من ثواب الاخرة كما يئس الكفار. يعني يئس هؤلاء اليهود الاحياء من ثواب الله في الاخرة كيأس الكفار الذين ماتوا ورأوا منازلهم في النار من ثواب الله في الاخرة يعني الذين ماتوا من الكفار ورأوا منازلهم ورأوا ملائكة العذاب يقولون ربي لا تقم الساعة ربي لا تقم الساعة فهؤلاء الاحياء من اليهود يائسون من ثواب الله في الاخرة كيأس الاموات من الكفار الذين عاينوا الحقائق. هذا المعنى الاول والمعنى الثاني كما يئس الكفار من اصحاب القبور كما يأس الكفار من اصحاب القبور يعني من الموتى ان يبعثوا ويرجع ثانية لانهم يعتقدون انه لا بعث وان هذا هو المثوى الاخير والفراق النهائي على كل حال فهنا الله تبارك وتعالى خاطبهم بهذا فتمنوا الموت ان كنتم صادقين وقد ذكر بعض المفسرين بانه على قدر نفرة النفوس من الموت يكون ضعف من ال تلك النفس مع المعرفة التي بها تأنس بربها فتتمنى لقاءه وتحبه وان من احب لقاء الله احب الله لقاءه الى اخره يعني كأنهم يقولون بحسب حال العبد يكون كراهيته للموت وهذا ليس مضطرد ليس بالضرورة بمطرد كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فكلنا يكره الموت ولكن الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم هو حال الاحتضار من احب لقاء الله ومن كره لقاء الله في تلك الحال. واما كراهية الموت في حال العافية ونحو ذلك ف كما جاء في الحديث القدسي وما ترددت في شيء ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته يكره الموت هذه قضية لا يلحق العبد فيها حرج ولا تدل على انحطاط مرتبته او سوء عمله او عاقبته. ولكن اليهود هنا كانوا يجزمون ان الدار الاخرة خالصة لهم من دون الناس قال لهم فتمنوا الموت اذا طالما انكم تضمنون مثل هذه العاقبة ثم ايضا لاحظ هنا في قوله قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس. ان كانت لكم ما قال ان كانت الدار الاخرة لكم وانما قل ان كانت لكم فقدم الجار والمجرور اشعارا بالاختصاص والحصر او للاهتمام لكم وهم يدعون انها محصورة وانها خاصة بهم وفي قوله تبارك وتعالى من دون الناس هذا تأكيد ايضا لمعنى الاختصاص المستفاد من تقديم الجار والمجرور ومن قوله خالصة يعني لا يشرككم فيها غيركم فهم منفردون بها. فجاء هذا الرد ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم. وهذا من اعجاز القرآن هذا نوع من الاعجاز غير الاعجاز البلاغي يعني انواع الاعجاز في القرآن من اشهرها الاعجاز البياني بلاغي بفصاحته نحو ذلك لكن ايضا من الاشياء انه اخبر بامور من الغيب فجاءت كما اخبر فهنا لاحظ هؤلاء اليهود مع شدة الحسد والكراهية وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم والتكذيب بالقرآن يقول وهم يسمعون ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم ومع ذلك ما رفع احد منهم رأسه وقال انا اتمنى الموت ابدا وانما خنسوا فهذا يدل على ان هذا القرآن لا يمكن ان يكون من عند النبي صلى الله عليه وسلم بحال من الاحوال اهو انا يقرر ولن يتمنوه ابدا لن يفعلوا ذلك اطلاقا لما يعرفونه من صدق النبي صلى الله عليه وسلم من كذبهم وافترائهم وما هم عليه من الكفر وسوء الحال الامر الذي يؤدي الى الحرمان من ثواب الله تبارك وتعالى وجزائه الحسن في الاخرة ولهذا ذكر عنهم هذا الوصف قد يأسوا من الاخرة يأسا يعني تاما كما يأس الكفار من اصحاب القبور وعلى كل حال فالله تبارك وتعالى صرف دواعي هؤلاء اليهود من جهة فلم ينتصب احد منهم لتكذيبي النبي صلى الله عليه وسلم او القرآن فيتمنى الموت. وهذا غير الاعجاز البياني بفصاحته وبلاغته هناك ليس فيه صرف للدواعي. هناك القرآن بنفسه قد بلغ في الفصاحة والبلاغة والبيان بحيث لا يستطيع احد ان يأتي بمثله قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. ففرق بين المقامين. هنا في تمني الموت الاعجاز في انه اخبر عن شيء مستقبل وهم اصحاب وقدرة وما قام احد منهم مكذبا له وقال انا اتمنى الموت فصرف الله دواعيهم. هنا صرف الدواعي. لكن في اعجاز القرآن البياني والبلاغي ليس فيه صرف للدواعي بل هو في نفسه معجز. ما يستطيع. يعني حاول ابن المقفع فكان كلما كتب صفحة مزقها حاول مسيلمة الكذاب فعرف وشهر بالكذب. فاذا ذكر ذكر معه لقب الكذب الفيل وما الفيل وما ادراك ما الفيل له خرطوم طويل وذيل قصير يضف دع نقي كما تنقين نصفك في الماء ونصفك في الطين. هذا قرآن مسيلمة. لما سمعه ابو بكر رضي الله عنه لما جاء وفد مسيلمة في حروب الردة قال اسمعوني ما يقول صاحبكم ذكروا له قال اشهد ان هذا لم يخرج من بل ان عمرو ابن العاص حينما كان مشركا والتقى بمسيلم وكلاهما كان يعادي النبي صلى الله عليه وسلم اشد العداوة. قال له عمرو بن العاص هل نزل عليك شيء؟ قال نعم. وذكر له سورة الوبر الوبر الدويبة المعروفة فسمعها عمرو بن العاص قال والله انك تعلم اني اعلم انك كاذب. ويعلم هذا وعمرو ابن العاص يعلم هذا لكن على كل حال فهذا الذي انبرى فليست المسألة في البلاغة القرآنية والفصاحة والبيان الذي تحدى الله به الجن والانس وهو اشهر انواع الاعجاز القرآني هذا ليس من قبيل صرف الدواعي لم يصرف ربنا تبارك وتعالى همم العرب عن معارضته؟ لا هم لا يستطيعون اصلا. هو ارقى من ان حاكيه كلام البشر مهما علا كعبهم في الفصاحة. انتبهوا لان المعتزلة يقولون ان الاعجاز بالصرفة. اعجاز القرآن بالصرفة ما هو الفرق بالصرفة يعني ان القرآن من جنس كلام العرب. وعلى وزان فصاحتهم لكن الله صرف هممهم ودواعيهم عن معارضتي فلن يعارضوه فقط والا لاستطاعوا ان يأتوا بنفس لانه بنفس الاسلوب وبنفس المستوى وقد كذبوا بذلك هذا مسيلمة وهو يعيش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقرآنه لا يكاد يذكر الا ويظحك الصغير والكبير ومن لا يظحك يداري تبسمه. قل لئن الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وتحداهم ان يأتوا بعشر سور من مثله مفتريات وبسورة من مثله وما استطاعوا فهذا معجز بنفسه انه كلام الله لا يمكن للبشر ان يأتوا بكلام مثل هذا القرآن في فصاحته وبلاغته وبيانه. لكن هنا فتمنوا الموت الاعجاز في انهم لم يحصل منهم هذا التمني فما قام منهم احد وقال انا اتمنى الموت ولو تمناه فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولو تمنى اليهود الموت لماتوا هذا بالاضافة الى ان انهم لان هذه الحياة هي الغاية عندهم. كانوا احرص الناس على حياة ولاحظ اللفظ هنا ولتجدنهم احرص الناس على حياة الحياة نكرة هنا وهي في سياق الاثبات والنكرة في سياق الاثبات لا تفيد العموم في الاصل وانما غاية ما هنالك ان ذلك من جنس الاطلاق المطلق وليس يعني المعنى على حياة يعني ادنى ما تصدق عليه كلمة حياة. المهم انه يتشبث باهداب هذه الحياة ولو كانت في غاية التعاسة. والذل والمهانة والانحطاط والسفول المهم انه يعيش. احرص الناس واحرص افعل تفضيل. يعني احرص من كل احد لانهم يعلمون ان هذه الحياة هي الغاية وليس بعدها لهم نصيب من النعيم لانهم يعرفون مآلهم ونصيبهم كذلك ايضا يؤخذ من هذه الاية علم الله تبارك وتعالى المستقبل. لنية من هنا الله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ولتجدنهم احرص الناس على حياة هذا علم ما هو واقع ولن يتمنوه ابدا هذا في المستقبل وكذلك علم ما لم يكن لو كان كيف يكون؟ لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا يبغونكم الفتنة يعني المنافقين هذا ما كان لو كان كيف يكون؟ لان اخرجوا لا يخرجون معهم. وكذلك ايضا في القتال نفاه لا يقاتلون معهم. فهنا ايضا يؤخذ من قوله تبارك وتعالى ولن يتمنوه ابدا. لاحظ هنا لن جاء التعبير في هذا الموضع في سورة البقرة ولن يتمنوه ابدا. بينما في سورة جمعة جاء التعبير بحرف لا النافية ولا يتمنونه هناك ولا يتمنونه وهنا ولن يتمنوه يمكن ان يقال والله تعالى اعلم بانهم في هذا الموضع هنا في سورة البقرة ادعوا ان الدار الاخرة خالصة لهم من دون الناس فجاء بي اقوى صيغة في النفي وهي لن لن لن يتمنوه ابدا. في سورة الجمعة ادعوا انهم اولياء لله يعني اذا ادعى انه ولي لله عز وجل فهذا لا ينفي الولاية عن غيره وان الجنة يدخلها اخرون لكن هنا في سورة البقرة ان الجنة خالصة لهم من دون الناس لا يدخل الجنة الا اليهود. وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى او هذي تفيد التقسيم وليست للتخيير لذاته وتقادمت السنون عليه وكل بصره وسمعه وتلاشت مداركه عندها يكون في حال من البؤس والكآبة والضيق ليس له هوى ولا لذة كل ذلك يزول وتبقى الالام من غير رصيد للثبات من الايمان والعمل الصالح وملازمة ذكر الله عز وجل فيتعاظم جزعه وهذا حال معنى ان اليهود قالوا لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا والنصارى قالوا لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا هذا المعنى لان اليهود يكفرون النصارى ويعتقدون انهم في النار والنصارى يكفرون اليهود ويعتقدون انهم في النار. اذا ما المعنى؟ وقالوا لن يدخل الجنة قالوا يعني اليهود يقولون لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا. والنصارى يقولون لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا. وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. تلك امانيهم. قل هاتوا برهانكم قم ان كنتم صادقين. بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه. ولا خوف عليهم ولا هم يحسنون. لاحظ بعدها وقالت اليهود ليست النصارى على شيء. وقالت النصارى ليست اليهود على شيء. وهم يتلون الكتاب. كذلك قال الذين لا مثل قولهم الذين لا يعلمون عن العرب جهال كل يدعي لنفسه على كل حال فهنا لاحظ لما ادعوا ان الدار الاخرة خالصة لهم من دون الناس قال فتمنوا الموت لما نفاه قال ولي يتمنوه ابدا وهناك ادعوا انهم اولياء لله. فدعاهم الى تمني الموت قال ولا يتمنونه ابدا فجاء بصيغة نفي اخف من التي في البقرة اخف من لن لا في النفي. ليست في قوة لن. فادوات النفي تتفاوت في قوتها وكذلك يؤخذ منه جواز تخصيص العموم لغرض بحسب السياق. قال والله عليم بالظالمين. الله عليم بالظالمين وغير الظالمين. لكن هنا ناسب اي يخص الظالمين تهديد دلهم فهذا جاء في صيغة خبر يقصد به التهديد لان القدير اذا علم بظلم الظالم فان ذلك يكون تهديدا له فيعاقبه ويأخذه متى شاء. وقوله والله عليم بالظالمين. ما قال والله عليم بهم. فجاء بي الاسم مظهرا بالظالمين ولم يكتفي بالضمير والاصل ان تذكر الضمائر اختصارا في الكلام فالاظهار في موضع الاضمار يكون لي علة لفائدة هنا يمكن ان يقال للتسجيل عليهم بالظلم ان هؤلاء متصفون بالظلم وليعم ذلك الحكم كل ظالم من هؤلاء اليهود وغير هؤلاء وغير هؤلاء اليهود والله تعالى اعلم. هذا ما يتعلق بهذه الاية. والله اعلم صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه من عنده سؤال بمقام الرد وفي مقام التقرير ليس بهذا الاطلاق ليس بهذا هذا خاص باليهود هنا تمنوا الموت الرد الخاص باليهود وليس كن رد ليس كل رد نعم اثبات عالي العباد انها صادرة عنهم وان لهما اختيار مشيئة بباب القدر نعم اذا قال ايش اذا قال بان الدار الاخرة خالصة لي يقال اتمنى الموت اذا كنت ظامن ان الجنة لك تمنى الموت اي نعم نعم لا يعني يتظاهرون يتآزرون ويقوي بعضهم بعضا و ما هي ما فيها ما فيها شوفة جن ولا انس هو الله عز وجل يقول ولو كان. وكما قال الله عز وجل شياطين الجن والانس يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولا شك ان شياطين الجن توحي الى شياطين الانس ويحصل بينهم ولهذا يقولون ربنا استمتع ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. يعني الجن والانس فلو تظاهروا ولو تعاونوا ومهما تأزروا كما يحصل من المؤازرة بين الساحر والشياطين ونحو هذا نعم يسأل الاخ عن الدعاء بطول البقاء. يعني يقال ابقاك الله. اطال الله عمرك ونحو هذا. كره الامام احمد ان يقال ذلك من غير تقييد يعني ان يقال اطال الله بقاءك او نحو هذا وانما يقيده يقول اطال الله بقاءك على طاعته طال الله عمرك على طاعته. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول خيركم من طال عمره وحسن عمله كذلك الدعاء بالولد ما يقول اللهم ارزقني ولدا رب ارزقني ذرية وانما هب لي من لدنك ذرية طيبة لانها هذا هذا الولد قد يكون نهاية هذا الاب على يده. فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا. انما يسأل الذرية الطيبة هكذا في القرآن وكذلك طول البقاء يقيد بالطاعة والا فاذا طال العمر مع المعصية فهذا لا يكون محمودا كما يقول بالشاعر يسر المرء طول عيش وطول عيش قد يضره تفنى بشاشته ويبقى بعد حلو العيش مره وتسوءه الايام حتى ما يرى شيئا يسره. فمثل هذا الشاعر البائس حينما يقول مثل هذا الكلام والاخر اللي يقول الا موت يباع فاشتريه فهذا العيش مما لا خير فيه الا رحم المهيمن رأس حر تصدق بالوفاة على اخيه هذا يتمنى انه يموت من الناس من لا يوفق للعمل الصالح ولا لذكر الله عز وجل وانما يكون في حال من الغفلة واذا للاسف كثيرين يكون في حال من البؤس والاكتئاب في اخر العمر لانه كان ينعم بلذات ولهذا يقال للشباب ادركوا من الان لا تؤخر العمل الصالح والطاعة فان من شب على شيء شاب عليه فاذا كان لدى الانسان رصيد من ايام الشباب من طاعة الله وذكره والاشتغال بقراءة القرآن والعلم النافع والعمل الصالح فاذا جاء في سن الشيخوخة فانه يكون في حال من التألق الروحي والصفاء والنقاء والاشراق في وجهه وعمله وحاله فيكون كالذي يلهم الذكر لا يشعر بكلفة ولا تعب وتجده في حال من الرضا والانشراح والسرور فهذا معروف لدى المشتغلين الموفقين بذكر الله وطاعته. اما الذي فنيا العمر والدهر باكل وشرب وذهاب ومجيء واجتماع لذات تتعاقب عليه وفي كل ليلة دورية وفي كل اسبوع مناسبة وفي كل آآ ساعة له فيها طرب ومثل هذا حينما يتلاشى ذلك جميعا لا يستسيغ الطعام ولا الشراب وتكثر علله وامراضه ويضعف سمعه ويضعف بصره و يضعف في حال القيام والقعود مثل هذا لا يبقى له الا الالم الذي لا يكون معه ما يثبته ويصبره فيتعاظم جزعه هي هكذا ولذلك انظر الى من تقادم بهم العمر وهم من اهل العلم والصلاح او العباد او نحو هذا انظروا الى حالهم واشراق قلوبهم واشراق نفوسهم وتجده لربما بلغ المئة او نحو ذلك وهو في حال من الصفاء والغبطة والعطاء والبذل بحسب حاله. البذل المالي او الذكر وقراءة القرآن او العلم ان كان عالما. انظروا الى سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله جاوز التسعين وهو قمة في البذل والعطاء والانشراح والعمل الجاد. لكن انظر الى اسنانه ممن لم يكن لهم همة الا في اللذات والشهوات تجد انه قد انكفى ضعف وتلاشى وفي غم وهم وكآبة الا من رحم الله عز وجل. وهكذا الامثلة كثيرة في عصرنا هذا وفي غير هذا العصر بالصالحين والعلماء ونحو ذلك كيف كانوا وقد جاوز كثير من هؤلاء التسعين من اخر من توفي الشيخ عبد الله ابن عقيل رحمه الله وهو من العلماء تلاميذ الشيخ من كبار تلامذة الشيخ عبدالرحمن ابن السعدي رحمه الله. هذا فقيه وعالم واية بالتواضع وحسن الخلق وحسن المعشر تجاوز التسعين ومع ذلك هو في غاية من البذل والعطاء والاحسان نشر العلم يقرأ عليه اناء الليل والنهار لا يفطر وهو اذا رأيته رأيت في تقاسيم وجهه الرضا الاشراق هذا فضل الله يؤتيه من يشاء فنسأل الله عز وجل ان يحسن عاقبتنا وخاتمتنا واخواننا المسلمين نعم بقي شيء في الموضوع او في اضافات يوجد شيء تفضل نعم احرص نعم هي افعل تفضيل يتفاوت الناس في الحرص على الحياة لا شك لا شك من الناس من يزيد حرصه على الحياة لسبب او لاخر ومن الناس من يضعف فاذا كان الانسان في حال مثلا من العدم او كثرت مصائبه مشكلاته واوظاره ونحو ذلك علله يزهد في الحياة ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يتمنى احد الموت لضر نزل به. لكن الانسان الاخر الذي يعيش في المتع واللذات وعنده الكثير مما يحرص عليه يتمتع به هذا لا يريد ان يذكر الموت ولذلك هؤلاء قد ينزعجون جدا اذا رأى لوحة مكتوب عليها المقبرة يطالبون بازالتها يكتبون الى البلدية يطالبون بازالة هذه اللوحة وهؤلاء لا يحتمل لو انه عرض مثلا وصلاة الجنايز في القناة التي مثلا نشاهدها ولا يحتمل هذا ولا يريد ان يذكر الموت بحضرته والله المستعان