الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة فيما يستخرج من الهدايات من هذه الايات التي يذكر الله تبارك وتعالى فيها خبر بني اسرائيل في هذه السورة الكريمة سورة البقرة فحينما طالبهم الله تبارك وتعالى ان يتمنوا الموت حين زعموا ان الدار الاخرة خالصة لهم دون غيرهم. فقال فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ثم اخبر عن امر مستقبل قال ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم. والله عليم بالظالمين. وهذا القدر قد مضى الكلام عليه في الليلة الماضية ثم قال الله تبارك وتعالى ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر. والله بصير بما يعملون ولتجدنهم خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو متوجه الى الامة لان الامة تخاطب في شخص قدوتها ومقدمها عليه الصلاة والسلام. او انه خطاب لكل من يصلح ان يوجه اليه هذا الخطاب ولتجدنهم هؤلاء اليهود احرص الناس على حياة يعني اشد الناس حرصا على طول البقاء بصرف النظر عن هذه الحياة وطبيعتها وما يكون له من لذاتها او الكمالات التي قد يحصلها فيها؟ المهم انه يبقى على حياة ولو كانت ذليلة ومهينة بل ان هذه الرغبة تزيد على رغبة المشركين ومن الذين اشركوا على قول مشهور في تفسير الاية ومن الذين اشركوا يعني هم احرص الناس مطلقا فيدخل في هذا اهل الاشراك ويدخل في ذلك اهل الايمان ويدخل في ذلك السائر الطوائف احرص الناس ولكنه هنا ذكر خصوص المشركين بعدها قال ومن الذين اشركوا يعني احرص الناس ولا حياة وهم احرص على البقاء من المشركين. ولماذا ذكر المشركين؟ لان المشركين لا يؤمنون بالاخرة ولا يؤمنون بالبعث اصلا فكانوا يستبعدون وقوع الاخرة وهذا مشهور عنهم اما اليهود فكانوا يؤمنون بالاخرة. وقد تتابع الرسل عليهم الصلاة والسلام على بني اسرائيل. وكثر ذلك في اي بعث الانبياء ثم بعد ذلك يكون حرص هؤلاء اليهود على البقاء اعظم من حرص المشركين على البقاء. المشركون يرون ان هذه الحياة هي الغاية لكن اليهود يعلمون ان دارا اخرى يصير الناس اليها فما كانوا ينكرون البعث والنشور واليوم الاخر ثم ذكر الله عز وجل شدة حرصهم على البقاء وبينه ووضحه وجلاه فقال يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر. يود احدهم نكرة في سياق الاثبات. يعني كل واحد منهم عنده هذا التمني. لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه يعني هو لا يغني عنه شيئا هذا التعمير فانه مهما بقي فانه يصير الى عذاب الله تبارك وتعالى والله بصير بما يعملون. مطلع على احوالهم. غاية ما هنالك انهم يجمعون الاوزار في طول البقاء لكن هذا يدل على ان هؤلاء يعلمون انه لا نصيب لهم عند الله تبارك وتعالى ولذلك تشبثوا بهذه الحياة. هذا ما يتعلق بمعنى هذه الاية. يؤخذ منها من الهدايات ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا. الحرص على الحياة بمجرده ليس كمالا وليس بمطلب يحمد عليه صاحبه بل ان بقاء بمجرده لا يكون من المحامد. يعني لا يحمد الانسان على انه عمر هكذا فقط. لكن ماذا كان حاله في هذه الحياة فقد يعيش الانسان ايها الاحبة قد يعيش سنوات قليلة قد يموت قبل العشرين. ولكن عنده من اليقين والايمان والعمل الصالح والخوف من الله ومراقبته فيحصل من الاعمال ويرجح الموازين بما لا يكون عند من عاش مئة سنة. فضيعها او طه فيما لا طائل تحته من الوان التفريط والغفلة فليست العبرة في طول المدة وانما بما تقضى فيه هذه المدة ولذلك انظروا ايها الاحبة الى يوم نقضيه تغيب شمسه لم يقضي الانسان فيه شيئا يذكر من الاعمال النافعة المقربة. يعني لربما لو ان الانسان نظر بنظر فاحص الى يومه الذي انصرم غابت شمسه هذا اليوم الذي مضى يوم الاربعاء ونحن الان في ليلة الخميس فحينما غابت الشمس انقضى هذا اليوم يوم الاربعاء منذ الليلة الماضية فماذا حصل فيه الانسان لربما كان حاصل ما نتج عن اعماله ومزاولاته وما الى ذلك ومدة لربما ساعة واحدة فاين ذهبت ثلاث وعشرون ساعة اين ذهبت هذا يستطيع الانسان ان يقيس حينما يترهل مع الزمن تستطيع ان تقرأ جزءا من القرآن في عشر دقائق قراءة حذر وتستطيع ان تقرأه قراءة بتأن في عشرين دقيقة ولكن قد يتطاول الزمان على الانسان من غير تدبر في قراءة جزء فتمضي الساعات وما قضاه لماذا؟ لانه مشتت يقرأ وينشغل ويفتح الجهاز ويقرأ في الرسائل ثم يعيدها ثم يرجع يبحث اين وقف فيتطاول عليه هذا الجزء في زمان طويل انظر الان هذا في قراءة جزء من القرآن. وانظر الى ما تقضيه مثلا في ايام الاجازة من بعد صلاة الفجر الى صلاة الظهر كثير من الناس يقضيها في نوم لكن اذا كان ايام العمل ايام الدراسة ونحو ذلك فيذهب الى الجامعة او يذهب الى ينجب اشياء من الدراسة او العمل او ايام الاختبارات يستطيع ان يقرأ مئات الصفحات ولكنه لربما لا يقرأ عشر صفحات طفحات في شهر واحد عشر في شهر واحد وكذلك في الاعمال فلذلك اقول ايها الاحبة البقاء بمجرده لا يحمد. ولا يطلب وقد ذكرت لكم من قبل ان الامام احمد رحمه الله فيها ان يدعى للانسان بطول البقاء ان يقال اطال الله عمرك لان هذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله. اذا لابد من تقييد فيقال اطال الله بقاءك على طاعته على ونحو ذلك فهنا تكون حياته لها قيمة لها معنى على كل حال هذا رأس مال عند كل احد يتجر فيه مع الله عن الانفاس والدقائق والثواني العمر هو رأس مال فالناس فيه بين مضيع مفرط وبين مجد مجتهد يستغل كل لحظة فيه ثم ايضا هذا ذم لليهود بتهالكهم على هذه الحياة ايا كانت تشبث بالبقاء باي طريقة كان وقد مضى الكلام على اهذا عرضا في مناسبة سابقة فان ذلك قد يقدر ولتجدنهم احرص الناس على حياة ان التنكير هنا للتقليل حياة يعني اقل ما يصدق عليه انه حياة. المهم يعيش. ولو كانت حياة تعيسة لا قيمة لها ولا معنى ويحتمل ان يكون ذلك ولتجدنهم احرص الناس على حياة يعني حياة مخصوصة حياة متطاولة الحياة الطويلة على حياة اي طويلة لكن الاصل عدم التقدير او على حذف يعني هنا على حذف مضاف او على حذف صفة يعني هنا على حياة ولتجدنهم احرص الناس على الحياة المتطاولة. هذا الاول وقريب منه يعني ان يقولوا لتجدنهم احرص الناس على طول حياة الطول او ولتجدنهم احرص الناس على حياة طويلة على حياة متطاولة. المعنى متقارب لكنه يختلف فقط الاعراب الاعراب فهم على كل حال الاقرب والله اعلم ان ذلك يدل على حرصهم على مطلق الحياة مهما كانت هذه الحياة بائسة وهذا لا يمكن ان يكون لاحد من الناس الا اذا كان لا يرجي شيئا عند الله عز وجل في الاخرة لانه مهما كانت حياته بائسة وانما عند الله اشد واعظم من لا نصيب لهم عند الله عز وجل ولذلك جاء في الحديث بانه يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار فيغمس في النار غمسة فيقال يا فلان هل رأيت نعيما قط؟ فيقول لا والله يا رب ما رأيت نعيما قط ويحلف ويؤتى بابئس انسان في الدنيا لك ان تتصور ابأس انسان ماذا يعاني من الامراض والفقر والمشكلات والمصايب ابأس منذ خلق الله عز وجل ادم عليه الصلاة والسلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ابأس انسان يغمس في الجنة غمسة واحدة يا فلان هل رأيت بؤسا قط فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ويحلف انساه غمسة واحدة في الجنة انسته البؤس الذي عاش لربما عاش مئة سنة في بؤس لكن هذا الذي يعيش في بؤس وهو من اهل النار البؤس يعتبر بالنسبة اليه جنة بالنسبة لعذاب النار بالنسبة لعذاب الله جل جلاله وتقدست اسماؤه لذلك قيل بان الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن. هذه العبارة صحيحة هذه العبارة لا اشكال فيها والمعنى ان الكافر مهما كان بائسا في هذه الحياة الدنيا فهي بالنسبة الى ما سيلقاه من عذاب الله عز وجل جنة سجن المؤمن ليس معنى ذلك ان المؤمن يعيش في بؤس في الدنيا لا وانما المقصود سجن المؤمن انه مقيد بحدود الله عز وجل. هذا ممنوع. هذا لا يجوز. هذه حدود الله. هذه محارمه. لكن في لا يوجد شيء اسمه حرام لا يوجد شيء اسمه ممنوع. فاهل الجنة لهم فيها ما تشتهيه نفوسهم. بل اكثر من هذا كما قال الله عز وجل ولهم فيها ما يدعون وقد ذكرنا في درس التفسير في التعليق على المصباح المنير ولهم فيها ما يدعون ما يدعون قيل ما يدعون كل شيء يدعي انه له هو له كل شيء يقول هذا لي هو له والقول الثاني لهم فيها ما يدعون يعني يتمنون. كل ما يتمنى حاصل ما يحتاج تعب ولا يحتاج ارهاق ولا يحتاج معاناة ولا يحتاج الى كبد كما في هذه الحياة الدنيا. كلها كبد لكن الجنة ليس فيها شيء من هذا فهي حرية بان يشمر اهل الايمان للعمل لها وهو صبر قليل. الحياة كلها ايها الاحبة هي صبر ساعة. ثم يفضي هناك الى روح وسعادة ولذات ما فيها تنغيص ولا صداع ولا الم ولا مشكلات ولا هموم ولا غموم ولا تعاسة ولا مرض ولا خوف من مرض لا يوجد امراض في الجنة اطلاقا ولا يوجد اعمال وعبادات يعملونها وتكاليف انما يلهمون التسبيح ويلتذون به كما نلهم النفس هل تجد مشقة في النفس؟ هناك مكان الراحة الكاملة ولا يذهب الشباب ولا يتغير ولا يحصل للانسان المشيب بينما يكون دائما في حال من الكمال المتجدد. واللذات متجددة لا يسأمها الانسان. تتجدد فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم والدينا واخواننا المسلمين من اهلها وعلى كل حال الاقرب عدم التقدير والمقصود احرص الناس على حياء ما يصدق عليه انه حياء ولو كان تافها. يود احدهم لو الف سنة الله يخبرنا عما في نفوسهم عن مكنونات صدورهم يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب اي عمر؟ لماذا يحب ان يعمر الف سنة؟ ولانه يعلم انه ما له في الاخرة نصيب وكما قال مجاهد اببت اليهم الخطيئة طول العمر. ما هم عليه من الكفر والتكذيب للنبي صلى الله عليه وسلم. حبب اليهم طول البقاء لكن هذا الطول في البقاء لا يغني عنهم شيئا وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر. وثقوا ايها الاحبة بانه مهما عمر الانسان هذا العمر المديد يمضي كانه ساعة ولذلك انظروا في جميع الامثلة الله تبارك وتعالى اخبرنا عن اصحاب الكهف انهم بقوا ثلاث مئة وتسع سنوات في كهفهم وضرب على اسماعهم فلما افاقوا تساءلوا كم لبثتم ماذا كان الجواب ابثنا يوما او بعض يوم. ثلاث مئة وتسع سنوات يوم او بعض يوم. الذي اماته الله مئة عام ثم بعثه. قال كم لبثت مئة سنة قال لبثت يوما او بعض يوم. يعني صاحب ثلاث مئة وتسع سنوات وصاحب مئة سنة يوما او بعض يوم. وكذلك ايضا في البعث والنشور ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة اذا هذه الحياة مهما تطاولت واذا اردت ان تعرف هذا انظر الى ما مضى من الايام تذكر ايام الصبا والشباب والنشأة كانها البارحة حينما كنت في المرحلة الابتدائية تذكر التفاصيل باول يوم ذهبت وما بعد ذلك وتذكر باقي المراحل كانها البارحة ونحن نخطئ ايها الاحبة في الحساب. احيانا نخطئ هل كان الحج الماضي ولا الذي قبله ولا الذي قبله؟ كم مضى على هذا؟ ثلاث سنوات او اربع سنوات حينما حججت مع فلان اليس كذلك؟ يلتبس الامر حينما اشتريت الاضحية الفلانية هل كان قبل سنتين او ثلاث ويفاجئك من يقول احيانا يا حليلك هذه كانت قبل سبع سنوات كانها امس لانها امس العمر هكذا يمضي. فهؤلاء الذين قد شابوا وشاخوا واحدودب ظهره وانحنى هذا كان في قمة القوة والشباب ولكن كل ذلك يمضي. فالعبرة بالعمل واما طول العمر فليس بمغن عنه شيئا. فاسأل الله عز وجل ان يبارك لنا ولكم في الاعمار والاعمال وان يتقبل منا ومنكم انه سميع مجيب. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه. اذا كان لديكم اضافات او سؤال تفضلوا نعم نعم يقول اذا كان اليهودي يعلمون مآلهم في الاخرة انا ذكرت لكم في مناسبة سابقة قول الله عز وجل بنهي المؤمنين عن تولي اليهود فتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يأسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور وذكرنا المعنيين وقلنا بان ذلك بمعنى انهم يئسوا كيأس المقبورين الكفار الذين عاينوا الحقائق ورأوا ملائكة العذاب ومنازلهم في العذاب ويئسوا من ثواب الله في الاخرة. فيأس الاحياء من اليهود كيأس اولئك الاموات الذين شاهدوا الحقائق والمصير فالواحد منهم يقول ربي لا تقم الساعة هذا معنى وذكرنا المعنى الثاني فلماذا لا يؤمنون؟ هؤلاء حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم وحسدوا هذه الامة على هذه النبوة والرسالة هذا جانب ثم ايضا الهدى هدى الله. الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء. فالعبد يحمد ربه المؤمن يحمد ربه على نعمة الهداية ويزداد منها ويتمسك بها ويحرص عليها ولا يفرط فيها كم من اناس رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمون انه صادق من المشركين من قومه من قرابته من بني عمه من من اعمامه ومع ذلك عمه ابو طالب الذي ناصره كان يعلم انه على حق وكان يقول ولقد علمت ان دين محمد من خير اديان البرية دين لكنه يعتذر انه يخشى المسبة وان يقال غير دين الاجداد والاشياخ من قريش ورضي ان يموت على الكفر هذا ابو طالب فكيف باليهود اهل التمرد على الله وعلى رسله لا شك ان هذا نعم تفضل تخصيص ايش نعم ان قوله تعالى ومن الذين اشركوا فيه مزيد توبيخ. هؤلاء من اهل الاشراك لا يؤمنون بالبعث اصلا وليس لهم كتاب وليس على دين اصلا من الاديان التي جاء بها الانبياء عليهم الصلاة والسلام واليهود احرص منهم على البقاء. نعم صحيح صحيح يوجد ايش لا هذي ما لها علاقة باليهود العرب هذي تكلمنا عليها في الكلام على الفاتحة في قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم هم اليهود ويدخل فيه من عرف الحق فتركها وان الضالين هم النصارى كما فسر به النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل فيه من ضل عن الحق لجهله جيد فهنا قال ابن القيم كل من فسد من علمائنا فله شبه باليهود يعني باعتبار انه على علم كان انحرافه على علم. وكل من فسد من عبادنا فبه شبه من النصارى. يعني ان انحرافه على جهل هذا هناك ليس هنا هناك في غير المغضوب عليهم ولا الضالين وقد مضى الكلام على هذا. طيب تفضلوا احاطة الله عز وجل باعمال العباد في قوله والله بصير. ايضا اخذ من العموم بما كذلك بصير صيغة مبالغة نافذ البصر وفيه اثبات صفة البصر لله عز وجل هذي الاشياء الواضحة ما احرص اني اوردها. والوقت لا يكفي لو اردنا ان نتتبع كل شيء. لكن نذكر من الهدايات جملا مما قد يحتاج الى تنبيه والله اعلم بقي شيء لا اله الا