الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ما زال الحديث ايها الاحبة متصلا بقوله تبارك وتعالى مؤدبا اهل الايمان يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم لا تقولوا راعنا ذكرنا ما يؤخذ من هذه الاية من الادب قد اعجبني مقال لي الشيخ العالم الاديب محمد ابن إبراهيم الحمد حفظه الله وهو اديب اي انه من اصحاب الادب في قلمه وبيانه وهو من اصحاب الادب ايضا في ذوقه و اخلاقه ومعاشرته فاجتزء ببعض العبارات التي ضمنها تحت هذا العنوان اكسو الفاظك وذكر قول الامام الشافعي رحمه الله حينما سمع المزني يوما يقول فلان كذاب فقال يا ابا ابراهيم اكسوا الفاظك اكسوا الفاظك احسنها لا تقل فلان كذاب ولكن قل حديثه ليس بشيء فالعبارة الاولى قاسية شديدة والعبارة الثانية اليق ونقل ما جرى بين هارون الرشيد وامرأته زبيدة حينما لامته على حبه وايثاره لابنه المأمون وتقديمه على الامين فقال لها الان اريك عذري فدعا ولده الامين وكانت عند الرشيد مساويك جمع سواك شوك فقال له يا محمد ما هذه يقول للامين الملقب بالامين واسمه محمد ما هذه؟ قال مساويك فدعا المأمون وقال له ما هذه يا عبد الله فقال ضد محاسنك يا امير المؤمنين يعني ما تساويك جمع مسواك لكن المخاطبة بها كانك تقول للمخاطب مساويك يعني مساوئك مساوئك فالمخاطبة بها ليست كما ينبغي. هذه مساويك. هذه معايبك وهو يقصد جمع سواك فالمأمون غير العبارة لما تفطن لما فيها فقال هذه الضد محاسنك انظر مراعاة الادب في المخاطبات الالفاظ وقد جاء في الحديث ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ونقل قول الامام النووي رحمه الله ومما ينهى عنه الفحش وبذائة اللسان ومعناه التعبير عن الامور المستقبحة بعبارة صريحة وان كانت صحيحة والمتكلم بها صادقا يقول النووي وينبغي ان يستعمل في ذلك الكنايات ويعبر عنها بعبارة جميلة يفهم بها الغرض وبهذا جاء القرآن والسنن الصحيحة قال تعالى احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم وقال وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض وقال وان طلقتموهن من قبلي ان تمسوهن يعني ونعبر بالافضاء مس وكذلك ايضا عبر عن الجماع الرفث احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم افضى بعضكم الى بعض بالمعاشرة والجماع وكذلك ايضا في قوله تبارك وتعالى هنا وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض الافظاء هنا بمعنى الجماع وهكذا ايضا المسيس يقول النووي رحمه الله قال العلماء فينبغي ان يستعمل في هذا وما اشبهه من العبارات التي يستحيا من ذكرها بصريح اسمها الكنايات المفهمة فيكنى عن جماع المرأة بالافضاء والدخول والمعاشرة والوقاع ونحو ذلك يقول النووي وكذلك يكنى عن البول والتغوط بقضاء الحاجة والذهاب الى الخلاء ولا يصرح بالقراءة والبول ونحوهما وكذلك ذكر العيوب كالبرص والبخر والصنان وغيرها يعبر عنها بعبارات جميلة يفهم منها الغرض ويقول القاسمي رحمه الله جمال الدين اياك وما يستقبح من الكلام فانه ينفر عنك الكرام ويوثب عليك اللي قام يعني يجعل هؤلاء اللئام يجترئون عليك ويقول الماوردي رحمه الله وما يجري مجرى فحش القول وهجره ولزوم تنكبه ما كان شنيع البديهة ومستنكر الظاهر وان كان عقب التأمل سليما وبعد الكشف والروية مستقيما فهذا كله ايها الاحبة مما ينبغي التفطن اليه ولا يشفع للانسان ان يعبر بعبارات فيها صلف وشدة وقسوة ثم يتذرع ويعتذر بانه صريح فان الصراحة لا تعني الفظاظة والفحش والصفاقة وما الى ذلك هذا الامام البخاري رحمه الله في عباراته في الجرح والتعديل كان يقول فيه نظر تركوه سكتوا عنه بدلا من العبارات الشديدة كقول كذاب او نحو ذلك من العبارات هذا ما يتعلق هذه الاية وما يتصل بها. ثم قال الله تبارك وتعالى بعدها ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ما يحب الكفار من اهل الكتاب والمشركين ان ينزل عليكم من خير ادنى خير من ربكم سواء كان ذلك من قبيل الوحي او العلم او النصر او غير ذلك والله يختص برحمته من يشاء يختص بالنبوة والوحي ويختص بالهدى ويختص ايضا بالعطاء والمنح يؤخذ من هذه الاية من الفوائد ان قوله تبارك وتعالى ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم ما يود هؤلاء ان ينزل عليكم من خير من ربكم. يعني جميع طوائف الكفر فهم اما اهل كتاب واما من غير اهل الكتاب من ملل الشرك والاشراك فهؤلاء جميعا حالهم واحدة ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم نزول الخير من الله تبارك وتعالى لا يحبونه لنا اذا هم لا يحبون لنا الخير واذا كانوا بهذه المثابة ما يود هؤلاء ان ينزل الخير من ربنا ومن معاني الربوبية الرزق والعطاء والنفع والمدد وما الى ذلك فهم لا يريدون ان ينزل علينا خيرا من الله واذا كان هؤلاء بهذه المثابة لا يودون ان ينزل خير من الله عز وجل على هذه الامة فمن باب اولى انهم لن يتفضلوا بخير ولن يتسببوا فيه اذا كان محض الخير من الله لا يريدونه لنا ولا يحبونه لنا فهل سيكون ذلك بتسببهم وسعيهم او على ايديهم بمنحهم وتفضلهم واحسانهم وعطفهم وشفقتهم من الله لا يريدونه لنا من ربنا واذا كان كذلك فماذا يرجى من هؤلاء من ظن ان هؤلاء يمكن ان يحسنوا الى الامة وان ينظروا الى قضاياها بنظر القسط والعدل والاحسان والعطف والمراعاة وما اشبه ذلك فهو مخطئ اولم يعرف هؤلاء ولم يعرف حقائقهم التي جلاها القرآن ثم تأمل قوله تبارك وتعالى في هذه الاية. ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير وهنا خير نكرة في سياق النفي وقد سبقت بملء التي تنقلها من الظهور في العموم الى التنصيص الصريح في العموم. يعني اي خير في اي باب من الابواب في اي وقت من الاوقات في اي حال من الاحوال لاي شخص من الاشخاص او طائفة من طوائف الامة لان العموم يشمل اربعة اشياء عموم الافراد وعموم الاحوال وعموم الاوقات والازمان وعموم المواضع والامكنة في اي زمان وفي اي مكان ولاي شخص ولاي فئة وفي اي حال من الضر والشدة والمسغبة والكرب لا يودون ان ينزل من الله فكيف يسعون فيه من خير اي خير حتى لو كان حتى لو كان قليلا يسيرا لا شأن له لا يذكر لا يودون لا يودون فكيف يفعلون قد يود الانسان ان يأتي الخير من الله لكنه هو لا تجوز به يده قد يود الانسان الخير للمسلمين المتضررين ولكن قد لا يبذل لهم شيئا لكن هؤلاء مجرد محبة الخير لا يريدونها هذا كلام علام الغيوب هذا كلام الله عز وجل وليس بكلام احد يسيء الظن وينظر بنظرة سوداء الى هؤلاء الناس انما هذا الكلام الخلاق العليم الذي خلقنا وخلقهم وخلق الخير والشر يقول مثل هذا ومن ثم فانه ينبغي الحذر من هؤلاء الكفار على اختلاف طوائفهم وان يتعامل معهم على هذا الاساس انهم لا يريدون بنا خيرا انظروا الى احوال هؤلاء المنكوبين نسأل الله ان يرفع الضر عنهم حينما يلجأون الى بلادهم ويركبون الاخطار انظر الى التعامل معهم كيف يكون وهم يدعون انهم حماة الحرية ودعاة الانسانية كل هذا يذهب ويتلاشى حينما يكون المتضرر البائس من المسلمين ثم ايضا لاحظ هذا الوصف لهم بالكفر ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ما قال ما يود اهل الكتاب فهم قد كفروا بكتبهم ولو كانوا مؤمنين بها حقا لامنوا بهذا القرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم لان كتبهم تأمرهم لذلك ثم ايضا تأمل قوله هنا في التعليل. حسدا من عند انفسهم. لا يتمنون لنا الخير اطلاقا. لماذا حسدا من عند انفسهم الحسد يكون على ماذا هل يحسد الانسان على الفشل الجواب لا هل يحسد الانسان على الاخفاق؟ الجواب لا هل يحسد الانسان على الضلال الجواب لا انما يحسد على المنح والهبات الجزيلة والعطايا الجليلة فهذا يدل على انهم يعلمون ان هذه الامة قد اعطاها الله وهباها واجتباها فجاء الحسد البائس ما يحسد المحروم ما يحسد التائه لا يحسد ولكن الذي يحسد هو المنعم عليه صاحب النعمة فدل على انهم يعلمون جيدا ما عليه هذه الامة من الهدى الكامل والاجتباء والاصطفاء فجاء الحسد بناء على ذلك لا يحسد الانسان الا على منقبة على نعم ثم ايضا تأمل تقديم الجار المجرور في قوله عليكم ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير ما قال ان ينزل خير عليكم من خير عليكم عليكم من خير من ربكم من خير من ربكم فهنا هذا التقديم يفيد الاختصاص كما هو معلوم تقديم ما حقه التأخير يفيد الاختصاص وتقوية المعنى ولاظهار كمال العناية بشأن المنزل والمنزل عليه ان ينزل عليكم انتم بالخصوص. المشكلة معكم لان هذا الكتاب لم ينزل على بني اسرائيل واما المشركون فقالوا اقترحوا لو انه انزل هذا القرآن على غير النبي صلى الله عليه وسلم على رجل من القريتين عظيم مكة او الطائف اهم يقسمون رحمة ربك؟ يعني النبوة هذا رد على المشركين واما اليهود وقد حسدوا هذه الامة على تحويل الكتاب والرسالة والوحي من بني اسرائيل بعد ان كان ذلك فيهم ردحا من الزمان متطاولا فنزل على هذه الامة وصار فيها الاجتباء والاصطفاء فحسدوهم كما هو معلوم ثم ان هذا الحسد من قبل هذه الطوائف جميعا من اهل الكتاب وطوائف المشركين لن يغير من الامر شيئا فالله تبارك وتعالى يختص برحمته من يشاء كما قال هنا والله يختص برحمته من يشاء فهذا الفضل من الله عز وجل والالطاف الربانية لا يمنعها حسد وحاسد ولا تمني متمني وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير فهذا هو ربنا تبارك وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك هذي قضايا محسومة ونحن دائما نرى ما يصدق ذلك نرى من العبر والعظات والايات الشواهد على هذا هذا الذي حصل في بيت الله الحرام نسأل الله عز وجل ان يتقبلهم بجملة الشهداء وان يعوضهم خيرا وان يجبر مصاب ذويهم يلاحظ هذا السقوط في لحظة في ثانية الذي لم يكتب له ان يصاب به يتقدم قليلا خطوات والذي كتب عليه يرجع خطوات. هذا يمشي يسير الى حتفه وهذا يتقدم خطوات لان اجله لم يحضر بعد هذه ام صبيانها يمشون خلفها وهي واجعة في امن الاماكن في بيت الله الحرام وان كنت لا احب ان تنشر مثل هذه الصور اطلاقا لان هذا او المكان الامن ومن دخله كان امنا فلا يصح نشر اي صور تبعث على القلق والخوف ولو كان الذي ينشرها بحسن نية لكن المؤدى في النهاية ان هذا المكان خطر هذا مؤدة هذه الصور التي تنشر ان هذا المكان خطر هذا ينشر هذه الصور واخر ينشر حريقا في المكان الذي يحتمل فيه وهو تحت الانشاء ما الفائدة من نشر مثل هذا؟ لكن ليس هذا موضع الحديث الان لكن الشيء بالشيء يذكر ينبغي ان ينشر ما يبعث الطمأنينة في نفوس الناس وليس الخوف هذا مقتضى العقل وما يدعو اليه الشرع الناس يطمئنون فهم امنون في بيت الله الحرام لكن اذا جاء القدر وهنا كما قيل لابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقال ان ان الهدهد يرى الماء وهو في الهواء. الماء الذي تحت الارض في باطن الارض يقال الله اعلم ويقال ان سليمان عليه السلام حينما تفقد الطير فلم يرى الهدهد انه احتاج الى الماء. فالهدهد كان يدله على مواضع الماء تحت الارض اذا احتاجوا الى حفر لاستخراج الماء هكذا يقال ويقال انه لما كانت تحمله الريح كانت الطيور تظله فبقيت فجوة مكان الهدهد وكان هذه الطيور منظمة كل طائر قد عرف مكانه فلما دخلت عليه الشمس نظر فاذا هذا مكان الهدهد وجده غائبا فسأل عنه على كل حال هذا او هذا. فسئل ابن عباس رضي الله عنهما اذا كان الهدهد بهذه المثابة يرى الماء تحت الارض فهذا الصبي الغلام يضع له الفخ ويصيده. حبة في فخ فقال ابن عباس رضي الله عنهما وهو الشاهد اذا جاء القدر عمياء البصر ولهذا قالوا الحذر يؤتى من مأمنه ولا ينجي حذر من قدر اذا جاء نعم يجب تعاطي الاسباب ولكن اذا جاء القدر فهنا جاء امر الله عز وجل فهذا يسير الى حتفه بخطوات وهذا ينتقل بخطوات لان حتفه لم يحن بعد هي هكذا هؤلاء وقوف يتفرجون ينظرون ما جاءت اجالهم واخرون قد جاءت اجالهم يسيرون اليها وهنا والله يختص برحمته من يشاء فلا ما يصل اليك من الخير لن يرده احد وما يصل الى الاخرين لن يستطيع احد رده. اذا لماذا الحسد هؤلاء الذين حصلوا على ارباح في التجارات او عمروا قصورا او دورا او حصل لهم ثروة او حصلوا وظائف جيدة او انهم تفوقوا في دراستهم وتخرجوا من الجامعات وحصلوا اعلى الشهادات. لماذا الحسد؟ هم ما اخذوا منك شيئا وما اخذوا من رزقك شيئا اطلاقا لو حصل كل واحد منهم مثل مال قارون لم يكن ذلك على حساب رزقك بهلالة بربع هللة وفضل الله عز وجل واسع فيطلب منه ماذا تريد؟ تريد النجاح؟ تريد التفوق؟ تريد ان تتوظف؟ تريد المال؟ تريد الثروة؟ تريد العلم عليك ان تسأل ربك تبارك وتعالى مع بذل الاسباب مع بذل الاسباب اما هؤلاء زملائك وغير زملائك الذين حصل لهم ما لم يحصل لك ما اخذوا منك شيئا لم يضيقوا عليك الفرص فان رزقك سيأتي وذكرت لكم من قبل مثالا في ذلك الرجل الذي سقط في القليب ثم تداعى الناس فاخرجوه واذا به لم يصب باي اذى فحملوه معهم وذهب الى مجلسهم وسقوه لبنا ثم بعد ذلك سألوه كيف وقعت؟ ماذا حصل اخذهم معه ليريهم كيف سقط فبينما هو يمشي واذا بقدمه تزل فوقع فاصابته جوانب البئر او القليب فما وصل الى قعرها الا وقد فارق الحياة بقي له دقائق وبقي له شربة لبن الاجل بقي فيه شيء والرزق بقي فيه شيء وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الرزق يطارد الانسان كما يطارده الاجل تطلب العلم وقد لا تحصل تبقى سنوات طويلة واخر في عشر هذه المدة التي تقضيها يحصل من العلم الكثير ويحفظ الكثير. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء لم يكن عائقا وحائلا بينك وبين العلم. فلماذا الحسد فلان عنده وفلان عمر واولاده عمروا وفلان كذا وفلان كذا. هم ما اخذوا منك شيئا وما كانوا سببا لحجزك عن شيء من رزقك هذا النظر الصحيح والامام القدر يورث مثل هذه المعاني ايها الاحبة ثم ايضا تأمل قوله تبارك وتعالى والله يختص برحمته من يشاء. والله ذو الفضل العظيم فهنا ذو الفضل اكد الخبر بالجملة الى اسمية. فهي تدل على الثبوت فضل الثابت العظيم الذي لا يمنعه حسد وحاسد ولا يجلبه مجرد الاماني وهكذا التعبير بالمضارع يختص يدل على تحقق الوقوع والاستمرار هذا الاختصاص حينا بعد حين وهكذا في قوله تبارك وتعالى والله ذو الفضل ذو والله ذو الفضل. ما قال وهو ذو الفضل فوضع الظاهر الاسم الكريم والله للتعظيم وتربية المهابة في نفوس العباد. ما قال ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ان ينزل عليكم من خير من ربكم. ما قال والله يختص برحمته من يشاء وهو ذو الفضل العظيم. ما قال هذا وانما قال والله والله يختص والله ذو الفضل العظيم. فاظهار الاسم الكريم والاستغناء به عن الضمير مكانه لا شك انه افخم وادعى لي التعظيم وتربية المهابة. ولاحظ اضافة الرب اليهم من خير من ربكم فهذا فيه تشريف لهذه الامة وعناية الله عز وجل بها وكذلك ايضا من ربكم ان هذا الرب هو الذي ينقلهم يربيهم وينقلهم من طور الى طور ومن حال الى لحاله من كمال الى كمال ومن معاني ربوبيته ان يبعث الرسل وان ينزل الوحي والكتب وما الى ذلك فنسأل الله عز وجل من فضله وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اذا كان لديكم سؤال نعم او اضافة استغفر الله استغفر الله نعم في شيء تفضل الفقهاء يقولون بانه يكون مطلقا لا يقال بعد السلام مباشرة وانما الذي يقال بعد السلام مباشرة هو التكبير المقيد من فجر يوم عرفة لما نقل عن جمع من الصحابة يقولون عن ق بان هذا النقل عن الصحابة في التكبير من بعد صلاة الفجر يوم عرفة الى عصر اخر ايام التشريق تخصيصه بعد الصلاة يدل على انه بعد السلام مباشرة فكون هذا لم يذكر في اول العشر الى ما قبل يوم عرفة قالوا يدل على انه لا يكون بعد السلام مباشرة. لكن يقول الاذكار. الاذكار التي بعد الصلاة. في مثل هذه الايام وان كبر بعدها فهذا كله وقت تكبير يكبر وهو في الطريق وفي السوق وفي البيت وفي كل مكان وفي المسجد قبل الصلاة وبعد الاذكار لكن لو قرأتم في كلام الفقهاء لا سيما الاحناف اصحاب مذهب ابي حنيفة رحم الله الجميع يشددون جدا في التكبير المقيد يقولون لو انه نسي فبدأ بالاذكار فانه لا يعود اليه التكبير المقيد وهذا مبالغة ولكن يقوله لا اشكال في هذا لكن كل هذا يدور حول انه يقال بعد السلام مباشرة المقيد ويقال في سائر الاوقات يعني لا يختص بي بعد الصلاة انما هي كلها ايام ذكر وتكبير اعني يوم عرفة ويوم النحر وايام التشريق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجل. وقال فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرى فهي ايام ذكر في كل وقت لكن بعد السلام مباشرة يتأكد التكبير اما في هذه الايام فيكون في كل الاوقات لا يختص بعد السلام مباشرة وانما يقول اذكار الصلاة. هكذا يقول الفقهاء. فاذا قال الاذكار واراد ان يكبر يكبر كما يكبر قبل الصلاة وفي الطريق اليها ومنها واذا دخل داره وهو فيها جالس طيب السلام عليكم