الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فيقول الله تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة سورة البقرة واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود واذ جعلنا البيت يعني واذكر حين جعلنا كالبيت بيت الله الحرام الكعبة المشرفة مثابة للناس مرجعا يأتونه ويثوبون اليه يرجعون الى اهليهم ثم ما يلبث الواحد منهم ان يتجدد شوقه الى هذا البيت العتيق فتتوق نفسه لمعاودة زيارته وهذا من خصائصه فذلك لا يوجد لموضع في الارض سوى بيت الله الحرام كلما قضى الناس وترهم وعادوا الى اهليهم عادت وتجددت اشواقهم لمعاودة زيارته مثابة للناس كما قال الله تبارك وتعالى عن دعاء ابراهيم صلى الله عليه وسلم ربنا واجعل افئدة من الناس تهوي اليهم افئدة افئدة هي القلوب قيل لها ذلك لكثرة تفؤدها وتوقدها الخواطر والايرادات والافكار افئدة من الناس تهوي اليهم فاستجاب الله عز وجل دعاءه فصار بيته الحرام بهذه المثابة مثابة للناس واملى يعني انهم يأمنون فيه لا يغير عليهم عدو وقد قيل ان مكة من اسمائها كما هو معلوم بكة قيل لانها تبك اعناق الجبابرة فلم يتسلط عليها احد من الجبابرة وكما هو معلوم ان الله تبارك وتعالى اهلك اهل الفيل وذلك في قوله تبارك وتعالى مسطور الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ الم يجعل كيدهم في تضليل وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول هكذا كانت نهايتهم فهذا كما قال الله تبارك وتعالى ومن دخله كان امنا فمن دخل بيته الحرام فينبغي ان يكون امنا فهذا اعظم مكان يأمن الناس فيه على انفسهم وعلى دمائهم واعراضهم واموالهم ولذلك قال الله تبارك وتعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم فعل الارادة يعدى بنفسه تقول اراد عمرو طعاما لكن هنا قال ومن يرد فيه بالحاد اعداه بالباء من يرد بالحاد. فاذا كان فعل الارادة لا يعدى بالباء فهذا يدل على ان فعل الارادة في بطنه فعل اخر. هذا اللي يسميه اهل اللغة التضمين. يعني ضمن معنى فعل اخر يصح ان يعدى بالباب ما الذي يصح ان يعدى بالباب بع الهم هم بكذا هممت بكذا هممت بالسفر هممت فعل كذا فيكون فعل الارادة هنا مضمن معنى الهم ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذيقه من عذاب اليم. للحاد الميل. ميل على الحق. يعني يريد يهم مجرد الهم ببيته الحرام الهم بالالحاد بالميل بظلم الناس باذيتهم بالاساءة اليهم بالسرقة فيه او بتتبع اعراضهم وعوراتهم او نحو ذلك نذيقه من عذاب اليم نذقه فعل الاذاقة يدل على ان هذا العذاب يصل يتغلغل كانه شي يذاق اللي يذاق بالعادة هو الشيء المحسوس فهذا عذاب يصل الى العظم فيذوقه الانسان نذيقه من عذاب اليم تنكير العذاب يدل على شدته وعظمه نذقه وهذا في الدنيا قبل الاخرة نذيقه من عذاب اليم. ومن يرد فيه بالحاد بظلم فهذا كل من يريد ان يخيف الناس بي بيت الله الحرام في الحرم كله من اوله الى اخره البقاع الطاهرة الى من الحرم ومزدلفة من الحرم وعامة مكة من الحرم ما اشتملت عليه حدود الحرم التي حددها الشارع وجعل من ورائها المواقيت كانها حرم اخر يحوط الحرم ويكون كالسياج عليه له احكامه التي تختص به ومن يرد فيه بالحاد فهذا وعيد لكل من تحدثه نفسه بي فعل ما لا يليق في حرم الله عز وجل من قتل النفوس او ظلم للعباد او العدوان باي نوع عليهم واعظم هؤلاء اضيافه تبارك وتعالى الذين جاءوا استجابة لدعوة ابراهيم بامر الله عز وجل واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا. وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق فالويل كل الويل لمن اعتدى علي او ظلمه او اخافه او قتلهم او همه بذلك مجرد الهم معلوم ان من هم بسيئة فلم يعملها. الانسان لا يؤاخذ على السيئات. بل اذا لم يعملها كتبت له حسنة في الحرم شيء اخر مجرد الهم اذا المعصية في مكة ليست كالمعصية في غيرها كل الحاد كل ميل عن الجادة والصراط المستقيم ليس كوقوعه في مكان اخر على وجه الارض وكذلك هنا في هذه الاية الكريمة واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا يأمنون فيه فلا يصح بحال من الاحوال ايها الاحبة ان يخوف الناس بالحرم سواء كان ذلك بقصد او كان ذلك ببلاهة بقصد ان يكون الانسان يريد الاساءة الى الحرم واهل الحرم فيبث الشائعات والمخاوف بيوصل رسالة في النهاية الى الناس الى العالم يقول لهم هذا مكان خوف هذا مكان غير امن فتنقبض نفوسهم من التوجه اليه فقد يكون ذلك ببلاهة ببلاهة كيف تكون هذه البلاهة تكون ايها الاحبة بهذه الالات التي صارت في يد كل احد مواقع في الحرم تحت الانشاء نتوقع كل شيء تحت الانشاء يتوقع كل شيء قد لا يشعر الناس بهذا لان كل احد مشغول بالطواف وبالسعي والمناسك لا يشعر بشيء. فيأتي من يصور نار تشتعل في ناحية مثلا من حرم الله عز وجل في هذا الموضع الذي لا زال تحت الانشاء هناك اعمال هناك حدادة هناك لحام هناك اشياء يتوقع ان يحصل شيء فيأتي هذا يصورها. لا حول ولا قوة الا بالله. انا لله وانا اليه راجعون. اللهم سلم المعتمرين. اللهم سلم المعتمرين ويصور اللهم سلم المعتمرين سجل هذا ليه لماذا يسجل هذا الكلام؟ ما هي المصلحة الشرعية والعقلية والواقعية والبيئية وكل شيء مصلحة واحدة اعجز ان اقلب هذا من كل وجه ابحث عن مصلحة وحدة لتصويره والله ما وجدت تصور ينشر ليه الرسالة التي في النهاية قصد او لم يقصد ستصل للناس ترى هذا موضع خطر ترى المجيء الى الحرم يمثل خطورة كثير من الناس يخاف يا اخوان نحن في الحج مرت سيارة على علبة عصير وتعرفون علب العصير احيانا اذا وطأت عليها السيارة كان لها صوت رجل من الاعاجم يدف امرأة كبيرة في عربية في فجاج منى ولما سمع الصوت فزع وتوقف وترك العربية وجلس يتلفت الى الخلف ويبحث فقلت له هون عليك هذه علبة عصير هون عليك انطلق بعربيتك وبمن فيها لا تتوقف ترى كل شيء ذهل علبة عصير من اين جاء هذا الرجل هذا الخوف؟ من هالمشاهد هذه المشاهد اللي تصور اللقطات هذي اللي تنشر ايها الاحبة ما نفعها؟ وما جدواها؟ هذا حرم الله ينبغي ان يأتي اليه ان يشعر بالامن الكامل فحينما نرسل مثل هذه الصور نصورها نبعثها الى الاخرين كاننا نقول هذا مكان غير امن ثم ان حرم الله عز وجل لا يقبل المساومة في هذه القظايا ولا يقبل مزايدات من اي جهة كانت الجميع يحافظ على الامن ولا يصح بحال من الاحوال ان يكون احد من الناس ممن يدعي الاسلام او ينتسب اليه يكون سببا اخافة لاخافة الناس في حرم الله عز وجل وامنع واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى اتخذوا من مقام وعلى القراءة الاخرى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ومقام ابراهيم عليه الصلاة والسلام يصدق على المكان المعروف الذي فيه موضع القدمين حجر كان يقف عليه في بناء الكعبة لما ارتفع البناء من مقام ابراهيم. ويصدق ذلك يعني يصلى خلفه والنبي صلى الله عليه وسلم صلى خلفه وقرأ الاية فدل على انه يدخل في هذه الاية دخولا اوليا يصلى خلفه. وهذه الاية تدل على هذا بعد الطواف وليس مطلقا فاذا طاف صلى ركعتين ويدخل في مقام ابراهيم ما قاله جمع من السلف مقامات ابراهيم لان مقام مفرد مضاف الى معرفة وهو ابراهيم فالاعلام معارف مقام ابراهيم مضاف ومضاف اليه والاضافة الى المعرفة تكسبه العموم. يعني مقامات ابراهيم عليه السلام. ما هي مقاماته مقاماته في الحج اين من والجمار مزدلفة وعرفة هذه مقامات إبراهيم الصفا المروة كل ذلك يدخل فيه والمصلى المقصود به على هذا المعنى المتعبد يعني مقامات ومواضع للتعبد لله عز وجل بما شرع. ما الذي شرعه في مزدلفة المبيت ليلة النحر بعرف الوقوف في اليوم التاسع وليلة العاشر لمن ادرك الى ما قبل الفجر ولو بلحظة فجر يوم النحر ومن في يوم النحر وايام التشريق هذا كله داخل في مقام ابراهيم عليه الصلاة والسلام وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهر بيتي للطائفين عدنا اليه امرناه بذلك واوحينا به اليهم طهر بيتي اضافة هنا اضافة تشريف للطائفين والعاكفين والركع السجود لمن يطوف في هذا البيت او يعتكف او يصلي فيه حيث عبر عن ذلك بالركوع والسجود كما سيأتي فقوله تبارك وتعالى يؤخذ من هذه الاية واذ جعلنا البيت مثابة للناس تثوب اليه نفوسهم وترجع اليه ابدانهم مرة بعد مرة كلما تفرقوا عادوا اليه فهذا اية من ايات الله عز وجل بهذا الخلق وفي هذا البيت الحرام فقد ذكر الله عز وجل ذلك وهو امر يجده كل احد في نفسه لا يستطيع دفعه ثم ايضا لاحظ الترتيب في هذه القظايا المذكورة يقول الله عز وجل وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع والسجود ذكر ثلاثة انواع من العبادة طواف وهو اخصها قدمه لانه لا يكون بغير بيته الحرام. لا يوجد مكان في الدنيا يطاف فيه سوى الكعبة هي المكان الوحيد التي تتعلق بها هذه العبادة ثم ذكر بعد ذلك الاعتكاف فالاعتكاف يكون في المساجد فقط لا يكون في موضع اخر فذكره بعد الطواف ثم ذكر الصلاة الركع والسجود لان الصلاة لا تختص ببيت الله الحرام ولا تختص بالمساجد بل النبي صلى الله عليه وسلم يقول وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فجاء بهذا الترتيب. الاخص ثم بعد ذلك الاقل خصوصية ثم بعد ذلك الاعم ثم تأمل قوله تبارك وتعالى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين الى اخره فكر التطهير هنا لا يدل على ان البيت نجس فيحتاج الى ان يطهر وانما المقصود تطهير التعبد مطلقا طهرا بيتي. فيدخل فيه الطهارة الحسية والطهارة المعنوية تعهد البيت بالتنظيف ولا يجوز تلويثه وينبغي ان تحفظ قدسيته وحرمته وهذا كما خاطب الله به ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام فيجب على كل احد ان يراعي حرمة البيت والتطهيره ويدخل في ذلك الطهارة المعنوية من الشرك عبادة غير الله ودعاء غير الله. وقد طهره النبي صلى الله عليه وسلم من الاصنام التي كانت على الكعبة وعلى الصفا كما هو معلوم فهذا كله من تطهيره يطهر من الارجاس والادناس والنجاسات الحسية والمعنوية بعد التطهير لا يختص ايضا النجاسات وانما من كل ما يلوثه تأملوا ايها الاحبة حالنا تأملوا حالنا في المشاعر وفي الحرام المشاعر يأتي الناس الى المشعر الى عرفة مثلا وهي نظيفة فاذا خرجوا منها رأيت حالا لا تسر لماذا لماذا لا يراعي كل احد حرمة المكان ويضع هذه الاشياء والنفايات في المواضع المخصصة لها ويخرج الناس منها كما كانت اما قلة المبالاة هكذا فهي تنبئ عن قلة تعظيم وتنبئ للاسف عن ثقافة الغير جيدة فان تربية الناس وثقافتهم تبدو على تصرفاتهم في مثل هذه المقامات هذا الانسان اللي يلقي في كل مكان وفي الطريق وفي حتى يتحول المكان الى حال لا تسر هذا خلاف التطهير الحرم تلويث الحرم بي ما يكون من الاطفال من غير مبالاة ولا اشعار في ان هذا الصبي قد بال في هذا المكان او نحو ذلك فيأتي الناس تلويث الحرم ببقايا مما يتركه الناس من طعامهم ونحو ذلك تصور لو انه اتيح للناس في الحج وفي رمظان ان يدخلوا ما شاؤوا من الاطعمة. كثير من الناس يغضب اذا منع من ادخال الطعام في رمضان في وقت الافطار او في غير وقت الافطار يغضب تغضب لماذا؟ هذه مصلحة الحرم. تصور لو قيل للناس ادخلوا ما شئتم كيف سيكون حال الحرام وفرش الحرم؟ وهل سيجد الناس مكانا يصلون فيه ورائحة الحرام ولكن في كثير من الاحيان الانسان لا ينظر الا الى نفسه وشهوته وحاجته نظرا لا يجاوز انفه يعني لا ينظر الى المصلحة البعيدة. المصلحة العامة. مصلحة الحرم مصلحة المصلين فهذه هذا كله يدخل في التطهير تنظيف المكان. اما ان النوى مرمي على السجاد والناس يصلون العشاء والتراويح والنوى يعلق بثيابهم وهذا يمشي على الفرش بنعليه وهذا يحمل المياه وكانه لن يصبر حتى يصلي هذه الصلاة يضع هذه الكاسات يصفها ويأتي الناس لا يرونها ممن يجوبون ما بين الصفوف بصلاة التراويح او القيام فهذا يضرب هذا الكأس وهذا يضربه برجله من المصلين امامه لا يشعر به ويتلوث الفرش ويتلوث كل هذا اذا جاء المطر غلفت هذه الفرش عن الناس انظر الى حالنا كيف نتسارع اليها ننتزعها انتزاعا كل يريد ان يجلس ولو كان ذلك على حسابي تلافيها ليست هذه حالنا فاقول هذا خلاف ما امر الله عز وجل به من التطهير ولذلك فان الحائض لا تدخل وهذا داخل في التطهير وكذلك ايضا الجنب لا يدخل بالمسجد او في الحرم الا عابري سبيل حتى تغتسلوا هذي اماكن تحتاج الى تطهير ولا يصلح فيها شيء من الجماع ونحو ذلك او اللغو على كل حال اتوقف هنا واكمل هذه الاية ان شاء الله تعالى في الليلة الاتية واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه