مضافة وهي ان هذا الدعاء مستقل عن الذي قبله ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا فكل دعوة من هذه الدعوات مقصودة بي الذات هذه ثلاثة شروط فهنا وارنا مناسكنا من اجل ان يتعبد لله عز وجل بما شرع وهكذا ايضا وتب علينا العبد لابد ان يعتريه شيء من التقصير. لابد ان يعتريه شيء من التقصير يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ولهذا جاء في الاثر ان القلب اشد تقلبا من القدر اذا استجمعت غليانا وجاء في بعض الاثار عن بعض السلف لان القلب كالريشة وتأمل قوله ربنا واجعلنا مسلمين لك مسلمين لك اذى يفيد الحصر لك يعني دون ما سواك اللام هذه تفيد الاختصاص وفيها معنى الحصر ان يكون الاسلام لله فلا من اسلم وجهه لله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة فيما يستخرج من الهدايات مما ذكره الله تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة سورة البقرة بدعاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع ولده اسماعيل عند بناء الكعبة المشرفة بعد ان سأل ربهما القبول ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم قالا بعد ذلك ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا واجعلنا مسلمين لك بكل الاحوال مع الثبات ومع كل خطاب وتوجيه وامر ونهي ان يكون العبد على حال من الاستسلام لربه ومالكه جل جلاله وتقدست اسماؤه لانقياد لاحكامه ومن ذريتنا امة مسلمة لك واجعل من ذريتنا امة منقادة مستسلمة لك بالايمان والعمل الصالح وارنا مناسكنا بصرنا بمعالم دينك الذي شرعته لنا بمعالم عبادتنا لك وتب علينا انك انت التواب الرحيم تجاوز عنا واقبل توبتنا ووفقنا للتوبة قبل ذلك انك انت التواب كثير التوبة على العباد كثير القبول لتوبتي التائبين وانابة المنيبين. كثير التوفيق الى التوبة وكل هذا من معاني كونه التواب وهو يوفق الى التوبة وهو الذي يقبلها عن عباده فيتوب عليهم يؤخذ من قوله تبارك وتعالى ربنا واجعلنا مسلمين لك لاحظ هناك ربنا تقبل منا ربنا واجعلنا مسلمين لك تكرار هذا الدعاء تكرار اسم الرب ربنا يا ربنا فهذا فيه مزيد من الضراعة لله عز وجل والخضوع له ربنا وقد ذكرت من قبل في بعض المناسبات ان عامة دعاء الانبياء كما قال الشاطبي رحمه الله وغيره انه بهذا الاسم الكريم ربنا وذلك ان من معاني الرب القبول والعطاء والمنع والرزق والهداية كل هذه معاني الربوبية ربنا يا رب ومن معاني الرب التربية والتربيب والاصلاح فهو المصلح لاحوال خلقه وشؤونهم فلا قوام لهم ولا صلاح ولا فلاح ولا نجح الا عونه وتوفيقه ومدده والطافه النازلة المتتابعة على عباده فهذه ايضا ربنا حينما تكررت فهذا ايضا فيه معنى زائد وفائدة وهو محسن فهذا هو التوحيد والاخلاص وابراهيم صلى الله عليه وسلم هو امام الحنفاء اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت رب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب ايضا وصى بنيه يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون فهذا من كمال توحيده عليه الصلاة والسلام. وهذا يدل على ان قضية التوحيد هي اهم المهمات فهذا كبير الحنفاء امام الحنفاء الذي امر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وهو افضل الانبياء على الاطلاق ان يقتدي به وان يتبع ملة ابراهيم حنيفا ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا فهذا النبي العظيم عليه الصلاة والسلام يقول ربنا واجعلنا مسلمين لك لا لغيرك وهكذا ينبغي ان يكون اتباع هؤلاء الرسل الكرام العظام عليهم الصلاة والسلام ان يسلم الانسان وجهه لربه وخالقه وفاطره دون التفات الى احد سواه لا توجه وجهك ولا يلتفت قلبك الى مخلوق فانه لا يملك لك نفعا ولا دفعا ولا ضرا. الذي يملك النفع والضر هو الله الذي له الغنى الكامل المطلق فوالله الذي بيده مقاليد السماوات والارض هو الله فوجه وجهتك اليه سبحانه ولا تلتفت الى المخلوقين فهم فقراء مثلك ليس بيدهم شيء لدفع ولا نفع ولا رفع واذا كانوا كذلك فما حاجة العبد الخلق حينما يعلق قلبه بهم فيكون العبد بهذا مستسلما لله عز وجل في اوامره الدينية الشرعية الاحكام الشرعية حلال والحرام اذا امره ربه او نهاه استسلام وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم لا يكون لاهل الايمان انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا لا يوجد غير هذا فهذا هو حقيقة الاسلام والايمان الكامل وكذلك الاستسلام لاحكامه الكونية القدرية ما يجريه الله في هذا الكون. فاذا وقع المكروه المصيبة ونحو ذلك فلا اعتراظ كلمة لماذا يا رب؟ هذه غير واردة في قواميس اهل الايمان والاسلام الصحيح وانما يقول حمدا لك يا رب فالله تبارك وتعالى لا يقضي للمؤمن قضاء الا كان خيرا له ويؤخذ ايضا من هذه الاية ربنا واجعلنا مسلمين لك شدة الافتقار الى الله تبارك وتعالى بتكرار هذا الاسم الكريم ربنا لشدة الحاجة الى الطافه الربوبية الخاصة ربنا فاضاف الرب الى الضمير ضمير المتكلم ربنا فهذه ربوبية خاصة لاهل الايمان. فهم بحاجة الى مقتضياتها من الرعاية والحفظ والكلاءة والهداية والتوفيق كل هذا يكون لاهل العبودية الخاصة والا فانه اذا تخلى عن ذلك ولا تسأل عن هلكته وضياعه وذهاب مصالحه فيبقى في حال من التشتت والتشرذم ويحرم التوفيق ولا تكون عاقبته الى الفلاح بحال من الاحوال ربنا واجعلنا مسلمين لك هما مسلمان ولكن انظروا الى فقر الانبياء شدة الافتقار الى الله عز وجل كثير من اهل العلم في هذا الموضع يقولون المعنى ثبتنا على الاسلام وقد تكلمنا على قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم. وقول من قال ثبتنا على الصراط المستقيم. وقلنا المعنى اوسع من هذا فكذلك هنا واجعلنا مسلمين لك الله تبارك وتعالى له في كل حال عبودية كل حال من احوال العبد تتصل بها عبودية في هذا المقام في السراء والضراء اذا تجددت النعم او وقعت المكاره او دخل وقت العبادة او نحو ذلك هذه عبوديات يحتاج العبد الى استسلام مع كل لون منها فيكون منقادا مستجيبا اجعلنا مسلمين لك مع الثبات فان هذا الاسلام لا يدوم للعبد الا بتوفيق الله وتثبيته. من الذي يأمن على نفسه ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب يعني القدر فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها وانما الاعمال بالخواتيم ومن الذي يضمن خاتمته من فيحتاج العبد ان يسأل ربه التوفيق والثبات على الهدى فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو من هو اهدى الامة واكمل الامة ايمانا يقول في سجوده يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك في مهب الريح تكفؤها يمنة ويسرة. الانسان لا يملك قلبه. ولهذا قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحب فيكم الحياة في الاستجابة قال واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون. يحول بينه وبين قلبه. يريد ان يتوب ولا يستطيع يريد ان يؤمن ولا يستطيع فاذا طرقت الهداية باب قلبه من اول مرة فينبغي عليه ان يبادر لئلا يحرم لئلا يمنع لئلا يحال بينه وبين هدى الله تبارك وتعالى يؤخذ من هذه الاية ايضا اجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا. الدعاء الذرية بالصلاح والهدى فان ابراهيم صلى الله عليه وسلم في دعائه كما مضى حينما قال الله عز وجل له اني جاعلك للناس اماما. قال ومن ذريتي وهنا اجعلنا مسلمين لك وايضا الذرية ومن ذريتنا امة مسلمة لك الدعاء اولاد من الذكور والاناث اداء مطلب وصلاح هؤلاء الاولاد يعود عليك النفع في الدنيا والاخرة يعود عليك بالنفع في الدنيا والاخرة في الدنيا بالبر وهي جنة في هذه الدنيا اذا كان الولد صالحا بارا مسارعا في بر ابويه. واذا شقي هذا الولد وكان متمردا على ابويه او شاردا عن ربه تبارك وتعالى فلا شك ان هذا اعظم الالم والحسرة في نفوس الابوين الم شديد يغذوانه ويعلقان الامال عليه بعد الله عز وجل ويرقبانه او كما قيل يذرعانه ويشبرانه منذ صغره متى ينبت ومتى يكتمل ومتى يكبر فاذا خابت امالهما ان كان غير صالح الخسارة في الاموال سهلة لكن هذا الولد الذي يجمع المال من اجله توفر الاوقات والجهود من اجله ثم بعد ذلك تكون النتيجة شرود واعراض وعقوق وانحراف هذا من اصعب الاشياء قبل سنة قبل سنة توفي شاب بحادث دراجة نارية اخبرت من قبل هؤلاء الذين وقع معهم الحادث بعد ان تأخر مجيئهم كانوا يبحثون عن بيته واهله وابيه توفي في الحال فلما دلوا على بيتي اهله خرج ابوه مغضبا فقالوا هذا ولده قد وقع له حادث ونريد ان تأتي معنا فقال ليس لي ولد وغضب ليس لي ولد وابى ان يذهب كانوا يحاولون عبثا اقناعه ان يأتي وكان يرفض كل الرفظ ويقول ليس لي ولد يظهر على هيئة الولد وحال الولد انه لم يكن في حال مرضية ويبدو ان هذا الاب قد عانى الامرين منه لحظة تتكسر فيها الحجارة والصخور وتلين لحظة موت ومفاجئ وحادث وقلب الاب مهما يكن لحظات مؤلمة حينما يأتي خبر مصرع هذا الولد على غيري توقع انتظار او ميعاد ويكون الرد بهذه القسوة هذا يدل على ماذا يدل على ان هذا الاب قد لقي ما لقي من العنت مما اخرجه عن طبيعة الاباء وصار قلبه بحال من الشدة والقسوة على هذا الولد فالدعاء للاولاد اذا دعا الانسان بالاولاد لا يقول يا رب ارزقني ذرية وانما هب لي من لدنك ذرية طيبة. ليست القضية ان يرزق الاولاد ذرية طيبة وهكذا في الدعاء الوارد في القرآن وفي الاية التي سمعتم هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين وليس بشجن في حلوق الاباء والامهات هذه قضية لا يشعر بها الاولاد الا اذا جربوا ورأوا ولقوا ما يلقون ويؤخذ من هذه الاية قوله وارنا مناسكنا لان الاصل في العبادات انها توقيفية توقيفية بمعنى انها موقوفة على نقل الشارع. يعني لا يبتدع احد من عنده عبادات ويخترع ويستحسن لا وانما الاصل في العبادات المنع من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد فلا يبتكر الانسان برأيه ويستحسن بنظره عبادات يتقرب الى الله بها والله لم يشرعها فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا العمل الصالح هو الصواب الموافق للشرع ولا يشرك بعبادة ربه احدا ان يكون خالصا. فهذه شروط قبول العمل الاخلاص لله عز وجل والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وان يكون صاحبه على التوحيد والايمان والضعف والفتور لابد ان يقع شيء من العمل من الخلل في عمله ولربما الغفلة الاساءة فيحتاج دائما الى التوبة وتب علينا تب علينا وفقنا للتوبة واقبلها منا فانه لا يتوب الا من وفق من الناس من لا يرفع بذلك رأسا وكذلك ايضا اذا كان هؤلاء الكبار امام الحنفاء ويقول هذا الكلام في مقام عظيم وهو بناء الكعبة. يسأل ربه ان يتوب عليه فهذا يدل على اهمية التوبة وانه لا يستغني عنها احد وان العبد بحاجة الى ذلك حتى حينما يعمل الاعمال الصالحة يتوب مما قد يقع فيها من تقصير وخلل. تب علينا. ولهذا نستغفر بعد الصلاة ثلاثا نسأله المغفرة استغفر الله اطلب المغفرة بعد الصلاة ونستغفر في الاسحار بعد قيام الليل لمن يقوم الليل. وكذلك بعد الحج واداء المناسك فهذه عبادات عظيمة ويستغفر بعدها. فالتوبة لا يستغني عنها احد وتب علينا في احد بعد إبراهيم واسماعيل ومقام مثل هذا ويقول انا ما احتاج الى التوبة اذا كان هذا في بناء الكعبة وتب علينا فماذا يقول في من هو دون ذلك؟ وماذا يقول الغافل؟ وماذا يقول العاصي ومن الناس من اذا قيل له هداك الله غضب ومنهم من اذا قيل له تب الى الله قال اتوب من ماذا ويرى انه كامل العبودية وانه لا يقع من خلل ولا تقصير في عبادته وعمله ويقظته ونومه واحواله كلها ولا يقول هذا الا من كان جاهلا بربه جاهلا بنفسه جاهلا بصراط الله المستقيم الذي رسمه الله لعباده ويكون جاهلا ايضا بسير هؤلاء الائمة والقدوات العظام عليهم الصلاة والسلام. هذه التوبة تارة تكون من الكفر والشرك تارة تكون من الكبائر تارة تكون من الصغائر تارة تكون من الغفلة والتفريط ومجالس الغفلة واللغو والفضول وتارة تكون من الخلل الذي قد يقع والتقصير والفتور عند اداء العبادة كل هذا مما تكون التوبة منا قد يتوب العبد من ترك مستحبات يكتوب من فعل مكروهات يتوب من فعل المشتبهات كل هذا فالتوبة تارة تكون واجبة وتارة تكون مستحبة وتارة تكون محرمة بما لو تاب من العمل الصالح ان لا يفعله. نسأل الله العافية فهذا لا يكون هذا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اذا كان الذي يكون سؤال نعم ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم يمكن ان يقوله لكن لا يلتزم هذا بحيث يكون بعد كل عمل صالح يقول نفس الصيغة. لانه لم يرد التزامها عند هذه الاعمال الصالحة دائما. يعني هذه الصلاة مثلا بعمل صالح هل يكون من مشروع انه بعد كل صلاة يقول ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم واغفر له لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الانسان يقول مثل هذا باعمال يزاولها ونحو ذلك من غير التزام هذه الصيغة بعد كل عملا صالح او كل عبادة يقولها بعينها لئلا يفضي ذلك الى تحديد اذكار في اوقات واحوال لم يحددها الشارع يعني مثلا اذا صام اراد ان يفطر يقول ربنا تقبل منا انك انت لو قالها مرة مرتين لكن ان يجعل ذلك من الاوراد والاذكار عند الافطار هذا لم يشرع وهكذا الله اعلم سلامة الله