الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته لما ذكر الله تبارك وتعالى ابراهيم عليه الصلاة والسلام قليل الرحمن وذكر ملته وقال ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين فكان من ابراهيم عليه الصلاة والسلام سرعة الاستجابة لربه وفاطره جل جلاله وتقدست اسماؤه وكان اسلامه وجهه لرب العالمين يعني انه كان على الاسلام كما قال الله تبارك وتعالى ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ثم قال الله عز وجل ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون حث ابراهيم صلى الله عليه وسلم كما حث يعقوب عليه الصلاة والسلام ابناءهما الوصية تدل على الحث وما يطلب من الغير ما يؤمر به او ينهى عنه مع تأكيد وحث على الامتثال وصوا ابناءهم وصى بها على الثبات على الاسلام قائلين يا بني ان الله اصطفى لكم الدين. اختار لكم هذا الدين دين الاسلام وهو الذي كان عليه جميع الانبياء عليهم الصلاة والسلام فلا تموتن الا وانتم مسلمون. لا تفارقوا هذا الدين. ولا تتخلوا عنه باي حال من الاحوال الى الممات الثبات الى الممات ثبات على الحق على الدين الذي اختاره الله عز وجل لعباده يؤخذ من هذه الاية ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب ابراهيم عليه الصلاة والسلام يوصي ويعقوب عليه السلام يوصي طريق يوصل اليه. اما ان ينشق الانسان الخردل ويصك بالجندل ثم بعد ذلك يقال له استجب فهذا لا يكون نعم قد يكون من الناس من يحتاج الى شيء من التعنيف هذه الاية قد تضمنت امرا في غاية الاهمية وهو الوصية لزوم الدين الذي اصطفاه الله عز وجل لعباده هذا اعظم ما يوصى به ولذلك نجد في وصايا السلف رضي الله تعالى عنهم. وفي وصايا العلماء من بعدهم حينما يكتبون الوصايا يوصون ابناءهم يقدمون بين يدي الوصايا بهذا يوصونهم بان يثبتوا على الاسلام وان يتمسكوا بشرائعه وان يلزموا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والايمان والتوحيد كل ذلك مما يقدم في الوصية وذلك انه اهم المهمات واعظم المطالب قبل ان يذكر ما يحتاج الى الوصية به من امور مالية دنيوية وغير ذلك ونجد في مثل هذه الاية التي تضمنت هذه الوصية جملة من المؤكدات التي تدل على شدة اهمية هذا المضمون الذي تضمنته هذه الوصية ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب عبر بالماضي وذلك لانه امر متحقق او قد تحقق وقوعه وصى وكذلك ايضا لفظ الوصية يدل على امر مؤكد امر يحث على فعله او نهي يحث على اجتنابه ونحو ذلك وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. يعني وصى الا تعبدوا الا اياه ذلكم وصاكم به هذي الوصايا تدل على ان ما تضمنته امر مؤكد امر يحث عليه الموصل ولذلك يعبر بها في كلام الناس وكذلك تخصيص الابناء بهذا وصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب لان هذا هو اهم المطالب فاولى ما توجه العناية اليه هو هذه القضايا الايمان والتوحيد واذا كان الانسان يؤمن باهمية هذه الامور. يؤمن باهمية هذه القضايا فينبغي ان يكون اول من يوجه ذلك اليه هم اقرب الناس اليه من الخطأ ان يولي الانسان اهتمامه وبذله ونصحه ل الابعدين ويكون اقرب الناس اليه لا ينتفعون به بسبب تقصيره واعراضه عنهم وانشغاله بغيرهم فهذا خطأ قد يزهد فيه اقرب الناس اليه وهذا امر لا ينكر فان ازهد الناس بالعالم هم اهله وجيرانه هذا على مر الدهور ولكن عليه ان يبذل جهده عليه ان يبذل جهده ولذلك في الغالب للاسف في الغالب وليس دائما انك تجد اقل الناس انتفاعا بالعالم هم اقرب الناس اليه هم اقرب الناس اليهم لكن هذا ايضا لا يعفي من بذل النصيحة والجهد فهؤلاء الانبياء الكبار عليهم الصلاة والسلام يوصون ابناءهم بمثل هذا وكذلك ايضا لاحظ ووصى بها ابراهيم بنيه. ويعقوب يعني وصى يعقوب بنيه وهنا بنيه اضيف الى المعرفة الهاء وذلك يفيد العموم. يعني جميع الابناء ما اوصى بعضهم ما اوصل اكبر منهم مثلا او الاقرب اليه او الاصلح في نظره وانما عمم هذه عمم هذه الوصية ثم ايضا ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب ويعني وصية مطلقة غير مقيدة بوقت من الاوقات او حال من الاحوال او بموضع من المواضع. لزوم الدين في السراء والضراء. لزوم شرائع الاسلام. في السفر والحظر لزوم شرائع الاسلام باوقات الغربة واوقات ظهور اعلام النبوة وانوارها فهذا يكون في كل شأن وحيث كان ذلك يوافق ما في نفس الانسان او كان مما يثقل عليه. فهذا لابد من لزومه واتباع ما شرعه الله تبارك وتعالى لعباده كذلك ايضا ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون النهي عن الموت على غير الاسلام فهذا يدل على شدة اهمية هذا الامر الذي ينبغي ان تختم به حياة الانسان كما يعيش عليه المرء يؤخذ من هذه الاية ايضا اللطف والرفق بمن يخاطبهم الانسان من اولاده او من يوصيهم او من ينصحهم او من يعظهم او من يذكرهم بنيه يا بني ان الله اصطفى لكم الدين خاطبهم بهذه اللفظة التي تجذب ارواحهم وتسترعي انتباههم يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. ابراهيم عليه الصلاة والسلام حينما خاطب اباه كان يقول يا ابتي وبارق العبارات يخاطبه ومن الناس من اذا خاطب ولده فانه لربما يخاطبه بعبارات جارحة وقاسية ولربما نصحه ويصفه ويسميه في هذه النصيحة اسمع يا كذا اسمع يا كذا اسمع يا كذا مما لربما ينفره من هذه النصيحة وينفره من الناصح ويكره اليه ذلك كله فلا تحصل الاستجابة وانما يقول يا بني كما جاء في وصية لقمان رحمه الله لابنه وهو يعظه فكان يكرر عليه هذه العبارة يا بني يا بني واذا كانوا جمعا يقول يا بني يعني يا ابنائي فالناس يحتاجون الى شيء من هذا اللطف لان المقصود هو الاستجابة اذا كان ذلك هو المطلوب فينبغي ان يسلك له اقرب او القسوة اذا اقتضى المقام ذلك ولكن هذا خلاف خلاف الاصل الاصل في النصيحة ان تكون بالحسنى وان تكون الدعوة بالحسنى فقولا له قولا لينا ليس بعد هذا شيء. فرعون اعتى الخلق ويطالب موسى صلى الله عليه وسلم وهارون عليه السلام بمخاطبته باللين والرفق فلا داعي لاستعمال العبارات الموحشة المخاطبات الدعوية وفي النصح وفي التعليم وفي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك سواء كان ذلك مقولا يشافه به المنصوح او كان ذلك مكتوبا يبعثه اليه او ينشره على الملأ فاستخدام العبارات اللطيفة ادعى الى القبول وانظروا الى كلام اهل العلم شيخ الاسلام وغير شيخ الاسلام بين يدي نصائحه لقوم من الصوفية صوفية من اهل الاشراك تصوف الشرك القبوري ويقدم بين يدي هذه النصائح كلاما يثني على هذا المنصوح باشياء هي فيه من الزهد وما جعل الله له من القبول بين اتباعه وما الى ذلك من كلام يستميله به فمثل هذا ينبغي ان يضع الانسان الهدف امامه ماذا يريد؟ ان يصل اليه في مخاطباته ودعوته وكلامه وظهوره الاعلامي في قناة او غير ذلك يرد او يناقش او يحاور او يخاطب الجمهور او غير ذلك يحتاج انه يحدد المراد الهدف فيكون هذا الخطاب بناء على ذلك. الناس يكثرون من الكلام في هذه السنوات من الخطاب الدعوي وتغيير الخطاب وما اشبه ذلك وهذا كلام فيه اجمال وقد يقصد به بعضهم امورا غير صحيحة لكن ما دل عليه القرآن وما دل عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك انه انه مطلوب كذلك ايضا يؤخذ من هذه الاية ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. اصطفى لكم اختاره لكم من بين سائر الاديان. اصطفى لكم ودخول اللام هنا تدل على ان ذلك مصلحة لهؤلاء العباد وانه نعمة قد اسبغها الله تبارك وتعالى عليهم. فهو لهم وليس عليهم هو ليس بعبء وتكليف ثقيل يرهق كواهلهم وانما هو شيء يتشرفون به فيكون حلية يحصل به كمال الانسانية ويحصل به كمال المروءات. وتقوم به ضروراتهم وتتحقق مصالحهم الكبرى وكذلك ما يتبعها من الحاجيات والتحسينيات فتتحقق مصالح الدنيا والدين وتكون حياتهم على استقامة وعلى حال من الكمال والتمام مما يليق بهذا المخلوق الذي خلقه الله عز وجل في احسن في احسن تقويم وتأمل قوله تبارك وتعالى فلا تموتن الا وانتم مسلمون الا تموتن لاحظ هل يملك الانسان خاتمته نحن نسمع في بعض العبارات في بعض التغريدات ولربما يتداولها بعض الناس ويعجبون بها يقول انت الذي تستطيع تحديد خاتمتك هذا الكلام غير صحيح الانسان لا يملك خاتمته ولا يستطيع ان يحددها ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار. فيدخلها وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها الانسان لا يستطيع ان يحدد الخاتمة ويسأل ربه دائما ان يختم له بخير وان يحسن خاتمته وعاقبته ونحو ذلك لكن يموت الانسان عادة على ما عاش عليه فيكون ذلك من باب بذل الاسباب. ان يجتهد الانسان في ان يستقيم على امر الله وطاعته فيكون ذلك سببا لحسن خاتمته. فالنهي هنا توجه فلا تموتن الا وانتم مسلمون. الى امر لا يملكه المكلف وخطاب الشارع اذا توجه الى المكلف في امر لا يدخل تحت طوقه لا يدخل تحت طاقته والله لا يكلف نفسا الا وسعها فانه يتجه هذه القاعدة يتجه اما الى سببه او الى اثره وفي هذا المثال فلا تموتن الا وانتم مسلمون. يتجه الخطاب الى السبب بان يلزم الاسلام في حياته ويستقيم على شرع الله عز وجل فيكون ذلك سببا حسن خاتمته اما توجهه الى اثره فكما قال الله عز وجل في سورة النور ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله. اقامة الحج في شرعه وذلك في اقامة الحد على الزناة الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر فهنا الرأفة تتسلل الى القلب من غير ارادة الرأفة ارق الرحمة فقد يرحم هذا المحدود المجلود الذي اوقف امام الخلق يتفرجون اليه في السوق او بعد صلاة الجمعة. فهل يؤاخذ الانسان بهذا؟ الجواب لا بان ذلك لا يملكه فيتوجه الخطاب هنا الى الاثر الا يلغى الحد ولا يقلل العدد ولا يخفف يعني في الصفة يضرب ضربا خفيفا تحلت قسم يقول مسكين هذا ضعيف هذا يكفيه ما جاءه. انظروا الى جزعه وحزنه وخوفه واضطرابه قال لا ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله. فتوجه الخطاب هنا الى الاثر لكن هذه الرحمة اللي تقع في القلب لا يؤاخذ الانسان عليها على كل حال فهنا نهي عن الموت على غير دين الاسلام كذلك ايضا التوكيد لمعنى النهي بنون التوكيد المشددة فلا تموتن الا وانتم مسلمون فيحتاج الانسان دائما الى لزوم امر الله عز وجل وطاعته مع كثرة الاستغفار والتوبة لانه يبدر منه ويقع التقصير دائما والمعصية والخلل يجدد التوبة فيكون ذلك محوا لخطاياه وسيئاته وتقصيره فاذا كان عند الوفاة يكون خفيف الحمل خفيف الظهر ويرجى له ان يموت على خير ان يموت على الاسلام من مات على خير ايها الاحبة على السنة غير مفتون فذلك الذي يغبط لا سيما في اوقات الفتن مثل هذه الاوقات اذا مات الانسان وهو غير مفتون على جادة على سنة فهذا يغبط في موته لكن كما ترون الفتن خطافة فتن الشهوات وفتن الشبهات الاعمال بالخواتيم فلا تموتن الا وانتم مسلمون هذا ما يتعلق بهذه الاية واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم ممن سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين. اذا كان من اضافة او سؤال نعم يغبط الغبطة ابق بمعنى ان هي تقابل الحسد وتمني زوال النعمة عن المحسود سواء حصلت له للحاسد او لم تحصل. الغبطة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل وكذلك الاخر الذي اتاه الله مالا او ينفق منه سلطه على هلكته في الحق فهذا يغبط بمعنى انه الانسان يتمنى حاله وفعله من غير ان يزول عنه ذلك الانعام يعني كل يتمنى ان يكون لهما لهذا من غير ان يزول عنه ذلك هذه الغبطة تمني الحالة التي عليها الغير من غير زوال عنه نعم باخر كيف انه ايش الله اعلم قد يكون له بنات كذلك يعقوب وقد لا يكون العلم عند الله عز وجل لكن يمكن ان يكون ان كان له بنات وصى الابناء ويكون البنات داخلات على سبيل التبع. ويمكن ان يكون ذلك اعتبار ان الابناء هم حملة الرسالة والدين والدعوة والبلاغ والنساء تبع لهم والا فالموت على الاسلام مطالب به الجميع. قد لا يكون له بنات وقد نعم طيب كذلك اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون الزموا دين الله في وقت العافية والصحة والحياة فذلك مؤذن بالموت على الحق وعلى الاسلام. يعني ما يحصل من انسان تبديل وتغيير وانحراف وانتكاسة نسأل الله العافية يسأل ربه دائما الثبات. النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول القلوب قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن قلبها كيف شاء فمن يأمن على نفسه بعد ذلك فيغرر بها اقرأ في الشبهات وينظر في الشهوات ويذهب الى اماكن الفتن ويقول انا واثق من نفسي يوسف الصديق الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم عليه الصلاة والسلام يقول والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن النساء هذا يوسف عليه السلام فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن فكيف يذهب الانسان الى اماكن الفتن بدعوى سياحة او يعمل مخالطا للنساء او امرأة تعمل مخالطة للرجال ويقول انا واثق من نفسي وذاك الاب عديم الغيرة يقول انا واثق ببنتي واثق من بنتي هذا كلام لا حول ولا قوة السلامة