الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ما زال الحديث ايها الاحبة متصلا الايات التي تتحدث عن تحويل القبلة فالله تبارك وتعالى يقول ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين ولئن جئت ايها الرسول اولئك الذين اعطوا الكتاب توراة والانجيل بكل حجة وبرهان على ان توجهك الى القبلة الى الكعبة بالصلاة حق من عند الله تبارك وتعالى ما تبعوا قبلتك عنادا واستكبارا فلا تتعب باقناعهم والاحتجاج لذلك وما انت بتابع قبلتهم التي حولت عنها وما بعضهم بتابع قبلة بعض لليهود يتبعون قبلة النصارى ولا النصارى يتبعون قبلة اليهود ولئن اتبعت اهواءهم في شأن القبلة وغيرها بعدما جاءك من العلم بانك على الحق وهم على الباطل انك حينئذ لمن الظالمين لانفسهم فقد وضعت الاتباع والتوجه في غير موضعه وهذا خطاب لشخص النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوجه الى جميع الامة باعتبار ان الامة تخاطب في شخص قدوتها ومقدمها عليه الصلاة والسلام وهو تهديد ووعيد لمن يتبع اهواء المخالفين للشريعة الاسلام يؤخذ من هذه الاية الكريمة من الهدايات والفوائد ان ما يصد اليهود عن الدخول في الاسلام وكذلك النصارى ليس هو الجهل به انهم لا يعرفون دين الاسلام او انه لم يقدم اليهم بعرض صحيح ولكن القضية هي كما قال الله تبارك وتعالى ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية بكل برهان وبكل حجة ما تبعوا قبلتك اذا القضية ليست عبارة عن عرض قاصر للاسلام وليست عبارة عن جهل فيه وانه الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن هؤلاء لهم موقف من هذا الدين ومن ثم فانهم يرفضون الدخول فيه فهم يعرفونه لكن يخشونه على مصالحهم وسلطانهم ومن ثم فانهم يكيدون له بانواع الكيد وبشتى الطرق والوسائل طرق مباشرة وبطرق غير مباشرة منذ بعث الله نبيه صلى الله عليه واله وسلم تارة يحاربونه بانفسهم وتارة يشعلون حروبا الوكالة ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك هذه حقيقة يقررها القرآن نعم يوجد من الاتباع من هم مضللون يوجد من لم يبلغه الاسلام بصورة صحيحة هذا امر لا ينكر ولكن هل الذي يمنع هؤلاء في الجملة او جهلهم في الاسلام او انه لم يعرض عليهم بطريقة صحيحة؟ الجواب لا مع ان انه قد يصدر من بعض من ينتسب الى الاسلام ما يصد الناس عن قبوله ويحصل بسبب ذلك من الفتنة لهؤلاء الكفار ولبعض المسلمين ممن لا يعرف حقيقة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيؤدي ذلك بطوائف الى لربما استحسان هذا الاجرام ويؤدي بطوائف اخرين الى نسبة ذلك الى الاسلام فيتشككون فيه وهذا كله غلط وغير صحيح يعني هذا الذي حصل هذه الايام فرنسا هذا من اعظم الصد عن دين الله تبارك وتعالى ولو جد الناس واجتهدوا اعني الاعداء ما جادت قرائحهم باعمال تصرف الناس عن الدين وتصدهم عنه ابلغ من هذا يعني مهما قالوا من الخطب ومهما حذروا من الاسلام ومهما دقوا نواقيص الخطر ان الاسلام ينتشر في القارة الاوروبية ومهما الفوا من الكتب ومهما شوهوا من حقائق الدين ومهما اوجدوا من ترجمات معاني القرآن المحرفة التي تعطي انطباعا سيئا عن الاسلام ومهما بعثوا من المنصرين جيوش المنصرين ومهما انفقوا من الاموال كل هذا يطير في الهباء ولكن مثل هذه التصرفات تكون رسالة قوية موجهة الى تلك الشعوب ان هذا الدين يعني لسان هؤلاء الاعداء الذين يشوهون الاسلام يقولون انظروا هذا الذي كنا نحذركم منه ها انتم ترون باعينكم وتشاهدون حقيقة ما كنا نحذركم من هذا هو الاسلام. نسأل الله العافية الجهود التي تبذل عبر عقود عقود الماضية بالدعوة الى الاسلام المراكز الاسلامية الاموال التي تنفق الدعاة الى الله عز وجل الذين يقدمون صورة عن الاسلام ويشرحون شرائعه وادابه وهدايات الاسلام يأتي حدث كهذا يهدمها الحاصل ايها الاحبة الخلاصة ان القرائح قرائح الاعداء لا يمكن ان تجود بكيد للاسلام وضرب له بمقتل ابلغ من مثل هذه التصرفات التي لا ندري هل تنبعث من حماقات او ان وراء ذلك ما وراءه من كيد خفي الله تبارك وتعالى اعلم بحقيقته نحن لا نعلم لكن الذي نعلمه ان هذا ليس من دين الله في شيء لا من قريب ولا من بعيد وان هذا مفاسد خالصة ليس فيها مصالح للامة وان الامة تدفع الثمن باهظا يدفعه المسلمون في الغرب ويكونون في حال يرثى لها ويدفعه المسلمون في العالم ويؤدي الى مزيد من تسلط الاعداء والطعن في الدين واستضعاف الامة وكيل التهم الى هذا الدين القويم فالى الله المشتكى الى الله المشتكى والله المستعان المقصود ايها الاحبة ان هذه الاية الكريمة تقرر معنى لا مرية فيه هؤلاء لا يتركون اهواءهم مهما قدم لهم من البراهين ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. لكن هذا لا يعني الا تقدم الدعوة فان ذلك فيه من اقامة الحجة ويفتح الله عز وجل قلب من شاء والنبي صلى الله عليه وسلم واتباعه من بعده امروا بالبلاغ والدعوة الى الله ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي احسن الهداية بيد الله ليست اليك ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله. لا تتدخل تقول هؤلاء لا يؤمنون هؤلاء لا خير فيهم. هذا الانسان لا يهتدي لا ان ربك هو اعلم فهو اعلم بما في النفوس بمن ضل عن سبيله. وهو اعلم بالمهتدين فدع هذا الى الله النتائج الى الله ليست اليك قد ترى انسانا في غاية العتو وتستبعد ايمانه وهدايته ثم يتحول بعد ذلك الى شيء اخر يتحمس لهذا الدين وينصره نصرا لربما لا تؤدي بعضه فهذا امر مشاهد الذين حاربوا الاسلام وحاربوا النبي صلى الله عليه وسلم كيف حولهم الاسلام الى شيء اخر الى انصار خالد بن الوليد رضي الله عنه عكرمة ابن ابي جهل من قادة المسلمين وكم ابلوا وكم فتح على ايديهم رضي الله عنهم وارضاهم وكانوا في يوم من الايام يعادون النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الدين اشد العداوة. ابو سفيان القائد الاكبر للمشركين تحول الى الاسلام وهو اول من قاتل المرتدين كان عائدا الى اليمن وفي الطريق قبض النبي صلى الله عليه وسلم. فلقي ذا الخمار مرتدا على الاسلام فقاتله قبل ان يشرع ابو بكر الصديق رضي الله عنه بحرب المرتدين ابو سفيان اول من قاتل المرتدين سهيل بن عمرو العامري الذي اراد عمر رضي الله عنه ان يقلع ثنيتيه لانه خطيب مفوه فلما اسر في يوم بدر عمر عرض على النبي صلى الله عليه وسلم ان يخلع ثنيته بحيث يصير الفا ما يعرف يخطب فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا وقال لعله يقوم مقاما تحمده عليه وفعلا لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا في قريش وقال ايها الناس يا معشر قريش انكم اخر من دخل في هذا الدين. فلا تكونوا اول من يخرج منه فثبتهم فثبتوا فلم ترتد قريش بينما قبائل العرب ارتدت. هذا سهيل ابن عمرو الذي كان سفير قريش في يوم الحديبية فلا تبتأس ولا تيأس فالهداية بيد الله تبارك وتعالى لا تملكها انت ولا انا ولا احد من الناس ثم يؤخذ من قوله تبارك وتعالى ولان اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوه قبلتك وما انت بتابع قبلتهم لاحظ افرد القبلة في قوله قبلتهم مع ان النصارى لهم قبلة يستقبلون المشرق واليهود لهم قبلة يستقبلون التابوت واذا كانوا في بيت المقدس يستقبلون الصخرة توحد القبلة بالنسبة لهؤلاء جميعا مع انها مثناة يحتمل ان يكون ذلك باعتبار ان كل واحدة من هاتين القبلتين باطلة اصلا مخالفة للقبلة الحق فاشتركتا في الاتحاد بالبطلان تعبر عنهما بالمفرد وما انت بتابع قبلتهم الباطلة ايا كانت وجهتها وكذلك ايضا مقابلة المفرد في قبلة المسلمين ما تبعوا قبلتك وما انت بتابع قبلتهم. هذا بالاضافة الى امر ثالث وهو اوضح في توحيد القبلة من جهة اللفظ هو ان وما انت بتابع قبلتهم قبلة مفرد مضاف الى المعرفة الضمير الهاء وهذا يفيد العموم الاضافة هذي تفيد العموم. يعني يصير بمعنى الجمل يعني قبلتهم قبلة اليهود وقبلة النصارى فهو بمعنى الجمع وان كان لفظه مفردا يعني وما انت بتابع قبلات هؤلاء وكذلك ايضا يؤخذ من هذه الاية المبالغة في النفي بعدة مؤكدات لاحظ اسمية الجملة ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك وما انت بتابع بتابع اسمية الجملة وتكرر الاسم فيها مرتين اتبعوا قبلتك وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع ايضا قبلة بعض فيما ذكره فيما بعد ذلك وتأكيد النفي بالباء في قوله بيتابع فهذا الامر لن يتحقق لن يحصل هذا بالنسبة للمجموع والا فانه يؤمن من الافراد كما هو معلوم من اليهود ومن النصارى لكن ان يتحول هؤلاء الى الاسلام لا. قد تتحول بعض الامم الوثنية يعني في جزيرة العرب اسلم جميع الناس في جميع انحاء الجزيرة العربية تقريبا لكن بقي اهل الكتاب المجاورون للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة لم يدخلوا في الاسلام. دخل افراد النصارى الذين كانوا في نجران لم يدخلوا في الاسلام اليهود الذين كانوا في خيبر لما فتحت خيبر وقبل فتح خيبر وبعد فتح خيبر ما دخلوا في الاسلام لكن الامم العرب بمكة الانصار في المدينة اهل اليمامة اهل اليمن وغير هؤلاء كلهم دخلوا في الاسلام ولما جاء الفتح الاسلامي الى بلاد الشام ومصر وما وراء ذلك كل هذه الامم دخلوا في الاسلام لكن من الذي بقي بقي اهل الكتاب صاروا اهل ذمة قد يدخل افراد لكن هل تحولوا كغيرهم الى مسلمين وذابوا بهذه الفتوح الاسلامية؟ يعني مملكة فارس بكاملها لما سقطت بايدي المسلمين تحولوا الى الاسلام وهكذا ما وراء ذلك لكن اهل الكتاب يبقون في هذه الاماكن عبر القرون على دينهم. لا يتحولون عنه جملة لكن قد يسلم بعض الافراد فالذين هم اقرب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم ويرون صباح مساء في المدينة ما دخلوا في الاسلام بينما اهل المدينة دخلوا في الاسلام من غير هؤلاء اليهود في قوله تبارك وتعالى وما انت بتابع قبلتهم ما انت بتابع قبلتهم اشارة الى ان من عرف الله تعالى معرفة صحيحة عرف حقيقة دين الاسلام انه لا يتحول عنه ولذلك انظروا الى سؤالات هرقل لابي سفيان. سأل مجموعة من الاسئلة لا يوجد فيها سؤال واحد عن معجزة ويسأل ابا سفيان قبل اسلام ابي سفيان يسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم وما يدعو اليه سأل عن امور ليس فيها معجزة. فلما اجابه عنها قال ان كانت كما تقول فسيملك ما تحت قدمي هاتين ولولا ما انا فيه لاتيته حتى اغسل عن قدميه عليه الصلاة والسلام. هذا هرقل لكنه شح بملكه حتى تعجب ابو سفيان قال قد امر امر ابن ابي كبشة ان يخشاه ملك بني الاصفر امر النبي صلى الله عليه وسلم ان ملك الروم صار يقول سيملك ما تحت قدمي هاتين فهؤلاء من ضمن الاسئلة من جملة الاسئلة التي وجهت لابي سفيان من قبل هرقل هل يرتد احد من اتباعه بعد دخوله في الاسلام بعد دخوله فيه سخطة له فقال لا فقال هكذا الايمان اذا خالط القلوب او كما قال لا يرتد لكن طيب هؤلاء الذين يرتدون من بعض المنتسبين الى الاسلام هؤلاء كما قال بعض اهل العلم بان هذا الذي يقدر انه معرفة عرف دين الاسلام الواقع انه انه لم يحصل له اليقين والعلم الصحيح بهذا الدين انما هو ظن متصور بصورة العلم اما العلم الحقيقي يعقبه ارتداد فهذا بعيد ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين فمن عرف الاسلام معرفة صحيحة وامن به ايمانا صحيحا استقر ذلك في قلبه فانه لا يرتد عنه لكن كما قال شيخ الاسلام كثير من المسلمين يرثون الاسلام وراثة فمثل هؤلاء لو حصل لهم تشكيك لحصل لهم زعزعة في هذا الايمان حصل خلخلة هذا الذي يحصل الذين اخذوه وراثة لكن من عرفه بقناعة فانه لا يرجع عنه ابدا لكن اذا كان اخذه وراثة لا يعلم حقائقه فيكون قلبه محلا قابلا للتشكيك بقي على كل حال في الاية بقية تحتاج الى مجلس اخر ركوعها للغد ان شاء الله تعالى والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه سلامة الله