الخطب المنبرية

محاسبة النفس سبيل صلاحها واستقامتها | خطبة جمعة | الشيخ رشاد الضالعي

رشاد بن أحمد الضالعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:02ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده ربي لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته - 00:00:35ضَ

ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا - 00:01:00ضَ

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد اعلموا ان خير الحديث كتاب الله - 00:01:29ضَ

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ايها الناس يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم - 00:01:56ضَ

حاكيا عن امرأة العزيز التي راودت نبي الله تعالى يوسف عن نفسه قال الله سبحانه وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي فنفس الانسان تأمره بالسوء والشر - 00:02:22ضَ

وتزينه له حتى توقعه فيه فاذا وقع في الذنب والمخالفة والسوء فان كانت نفسه من الانفس الصالحة لامته على ذلك وعاتبته على ذلك السوء الذي فعله كما قال الله سبحانه - 00:02:51ضَ

لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها ان ارتكب المخالفات التي تلوم صاحبها ان ضيع ما اوجب الله تعالى عليه فاذا لامته وثاب واقلع عن ذنبه - 00:03:17ضَ

اطمأنت تلك النفس بالايمان وبالتوبة اطمأنت الى الله سبحانه يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فهذه ثلاث صفات وصف الله تعالى بها نفس الانسان وقد قال بعض العلماء - 00:03:46ضَ

ان هذه الايات تدل على ان الانفس ثلاث منها نفس امارة بالسوء في كل احوالها ومنها نفس لوامة ومنها نفس مطمئنة واصح من ذلك ان هذه الثلاث كلها صفات لنفس واحدة - 00:04:14ضَ

فتكون امارة بالسوء وتكون لوامة وتكون مطمئنة فنفس الانسان تأمره بالمخالفات تأمره بالسوء وتزينه له حتى يقع فيه ثم من الناس من رزقه الله تعالى نفسا تلوم اكثر من نفوس الاخرين - 00:04:41ضَ

فلا تزال تلومه على تلك المخالفة لا تزال تؤنبه على تلك المعصية وهذا من ارادة الله تعالى بعبده الخير ان يرزقه نفسا لوامة تلومه على المخالفات اذا ارتكبها حتى يتوب الى الله تعالى منها. وحتى يرجع - 00:05:11ضَ

وحتى يترك تلك المخالفات فتصير تلك النفس مطمئنة بالايمان مطمئنة بالتوبة مطمئنة بالقرب من الله جل وعلا وهذا من نعمة الله تعالى عليه فاذا رزقك الله نفسا تلومك فقد اراد بك خيرا - 00:05:40ضَ

اذا رزقك الله نفسا تؤنبك تعاتبك فقد اراد بك خيرا فان هذه النفس اللوامة ترد الانسان الى الطريق الصحيح ترده الى الله جل وعلا جاء في كتاب محاسبة النفس لابن ابي الدنيا بسند صحيح - 00:06:07ضَ

عن الحسن البصري رحمه الله انه قال في تفسير هذه الاية ولا اقسم بالنفس اللوامة قال المؤمن لا يلقى الا وهو يلوم نفسه ويحاسبها ماذا اردت بكلمتي وماذا اردت باكلتي - 00:06:34ضَ

وماذا اردت بشربتي واما الفاجر فانه يمضي قدما لا يعاتب نفسه المؤمن لا يلقى الا وهو يلوم نفسه يعاتبها ويحاسبها في كلامه كل كلامه الذي يتكلم به يحاسب نفسه عليه - 00:07:02ضَ

سواء كان كلاما في الخير في العلم والتعليم والوعظ والارشاد والنصح والتوجيه او كان كلاما بينه وبين صاحبه يحاسب نفسه ماذا اردت بهذا الكلام هل اردت به وجه الله ام اردت به الرياء والسمعة - 00:07:32ضَ

هل اردت بكلامي القرب من الله ان ارضي الناس لا يرى المؤمن الا يحاسب نفسه في كلامه وفي اكلته وفي شربته يسأل ماذا اردت باكلتي وماذا اردت بشربتي حتى لا يعيش غافلا - 00:07:57ضَ

حتى لا يعيش لاهيا عما خلقه الله تعالى له. حتى طعامه وشرابه يحاسب نفسه عليه هل اكله لطاعة الله لتقوي هذا البدن على عبادة الله هل اكل ليستعين به على القيام بما اوجب الله عليه - 00:08:21ضَ

ام اكله بطرا ام اكله فخرا ورياء ام اكله غير ذلك؟ يحاسب نفسه فالنفس اللوامة تقود الانسان الى صلاح حاله تجعله يحاسب نفسه ولا يصلح حال الانسان الا بذلك لا يصلح حال الانسان - 00:08:47ضَ

الا بان يلوم نفسه لا يرى لنفسه الكمال لا يرى لنفسه التمام بل يعترف بالتقصير يعترف بالتقصير في حق الله جل وعلا فيحاسب نفسه على ذلك كما قال الامام ابن القيم رحمه الله - 00:09:19ضَ

قال فبداية المحاسبة بداية المحاسبة للنفس ان تقارن بين نعمة الله عليك وبين ذنوبك ومعصيتك فاذا قارنت بين نعم الله عليك ورأيت ما لله جل وعلا من الفضل عليك ورأيت ذنوبك - 00:09:43ضَ

وتقصيرك قال يتبين لك يتبين لك الفرق وانه لولا عفو الله ورحمته لا حصل لك الهلاك والعطب وهذا والله من اعظم ما يصلح حال الانسان ان يرى نعمة الله عليه - 00:10:10ضَ

ثم ينظر في تقصيره في حق الله ولذا كان الدعاء الذي تضمن هذا الامر سيد الاستغفار كما جاء في صحيح البخاري عن شداد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار - 00:10:35ضَ

ان تقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي ايعترف ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي - 00:10:55ضَ

فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت اي اقروا بنعمتك واعترف بها وهكذا اقر بذنبي واعترف به فهذا صلاح الانسان هذا صلاح حاله ان يشهد نعمة الله عليه انت في نعم عظيمة من الله جل وعلا - 00:11:23ضَ

ونقابل هذه النعم بمعصية الله بالذنوب والخطايا ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. فما من انسان الا ونعم الله عليه سابقة تأمل في نعمة الله عليك - 00:11:47ضَ

في نعمة الصحة في نعمة الفراغ في نعمة المال في نعمة العافية في نعمة الامن في نعمة الاسلام والايمان انقذك الله تعالى من ان تكون من الكفار اذا مت مت على الاسلام وكنت من اهل الجنة - 00:12:11ضَ

وملايين البشر يموتون على الكفر ويكونون من اهل النار ثم بعد هذه النعم نقابلها بمعصية الله ومخالفة امره فاذا تبين الانسان ذلك وحاسب نفسه عليه صلح حاله باذن الله سبحانه وتعالى - 00:12:32ضَ

فالمؤمن مهما عمل مهما قدم من الطاعات يرى نفسه مقصرا لان نعمة الله عليه كبيرة قال الله تعالى عن المؤمنين ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون - 00:12:57ضَ

والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا انظر هذه العبادات ان الذين من خشية ربهم مشفقون مشفقون من لقاء الله ومما يحصل لهم ومما يقدمون عليه والذين هم بايات ربهم يؤمنون - 00:13:22ضَ

حققوا الايمان وقاموا باكمل قيام. والذين بربهم لا يشركون. لا شركا اكبر ولا شركا اصغر الذين يؤتون ما اتوا من الطاعات والقربات والصدقات والنفقات ومع ذلك والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة - 00:13:48ضَ

انهم الى ربهم راجعون كل هذه الطاعات يعملونها وقلوبهم وجلة وقلوبهم خائفة لم يأمنوا لم يقولوا قد فعلنا وفعلنا من الطاعات لم يقولوا قد قدمنا من القربات بل يفعلون كل هذه الخيرات وقلوبهم خائفة - 00:14:15ضَ

وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون هذا الخوف والوجل يحملهم على المسارعة في الخيرات يحملهم على تعظيم امر الله جل وعلا. يحملهم على الرغبة في طاعة الله - 00:14:42ضَ

يحملهم على عدم الامن من مكر الله سبحانه وتعالى بمعرفتهم لهذا الحال فيا ايها الناس ان المؤمن مهما عمل مهما قدم من الطاعات فنعمة الله عليه اعظم نعمة الله تعالى علي اكبر - 00:15:08ضَ

فعليه ان يحاسب نفسه على المسلم ان يحاسب نفسه في حياته كيف تمضي حياته وكم قد مضى من الحياة وكم قد مر من السنين وما هو الزاد الذي يلقى الله تعالى به - 00:15:30ضَ

كان ابو ذر رضي الله عنه يرى قليل المتاع خفيف الحال فقال له بعض الصحابة لما نراك خفيف المتاع قليل المتاع في الدنيا قال اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:15:50ضَ

ان من ورائكم عقبة كؤودا اي صعبة الطلوع والصعود ان من ورائكم عقبة كؤودا لا يجاوزها المثقلون فانا اريد اتخفف لتلك العقبة اتخفف لتلك العقبة فيحاسب نفسه حتى في حاله الذي وعليه - 00:16:15ضَ

وانه يريد ان يتخفف ليوم القيامة ولا يحمل شيئا في هذه الدنيا من حق احد فالمؤمن يحاسب نفسه في حياته في ايامي وليالي التي تمضي كيف مضت ما هو الذي يلقى الله تعالى به - 00:16:46ضَ

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد كل نفس لابد ان تنظر ماذا قدمت للقاء الله باي عمل تلقى الله سبحانه وتعالى باي حال تنتقل الى الله جل وعلا - 00:17:09ضَ

هل كل واحد منا مستعد ان يلقى الله هل كل واحد مستعد الان ان ينتقل الى الله جل وعلا وهو راض عن نفسه وهو راض عن حاله الذي هو عليه - 00:17:30ضَ

ام يريد ان يغير وان يبدل وان يصلح حاله اذا كان راضيا على نفسه مستعد للقاء الله جل وعلا فهذه نعمة من الله عليه واذا كان ليس مستعدا فالى متى - 00:17:49ضَ

ايا امن انه يلقى الله اليوم او غدا او بعد غد الى متى الى متى يظن انه سيبقى في هذه الحياة الدنيا والله اننا بحاجة ان نقف مع انفسنا ولا سيما - 00:18:09ضَ

ونحن في ايامنا هذه التي لا نتذكر فيها الا وقد قدم شهر رمظان وقد اقترب مجيئه في غفلة وفي لهو وفي كسل عن الطاعة وفي وقوع في المحرمات الا من رحمه الله جل وعلا فيحتاج الواحد - 00:18:31ضَ

ان يحاسب نفسه. جاء في كتاب محاسبة النفس لابن ابي الدنيا بسند صحيح عن سليمان التيمي رحمه الله وهو من ائمة التابعين وثقاتهم وعبادهم قال مثلت نفسي اي جعلت نفسي كأنها في الجنة - 00:18:57ضَ

اكل من ثمارها واشرب من انهارها واعانق ابكارها ثم مثلت نفسي فاذا هي في النار اكل من زقومها واشرب من حميمها واعالج سلاسلها واغلالها فقلت لها يا نفس ما هي امنيتك - 00:19:22ضَ

اي مثل نفسه كانها قد دخلت النار وصارت في هذا الحال فقالها يا نفس ما امنيتك الان وانت في النار قالت ان اعود الى الدنيا فاعمل صالحا واتوب قال فقلت لها يا نفس - 00:19:51ضَ

انت الان في الامنية هذه الامنية التي تتمنينها اذا دخلت النار انت الان فيها هذه هي اماني اهل النار يوم القيامة هذه هي اماني من اتاه الموت حتى اذا جاء احدهم الموت قال ربي ارجعون - 00:20:16ضَ

لعلي اعمل صالحا فيما تركت وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واعف من الصالحين ولو ترى اذ وقفوا على النار - 00:20:39ضَ

فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين فهذه امنيات كل نفس فنحن الان في هذه الامنية التي نتمناها يوم القيامة فعلينا ان نحاسب هذه الانفس كيف هي في هذه الحياة التي هي امنية كل ميت - 00:21:00ضَ

والتي هي امنية اهل النار اذا دخلوا النار ان يردوا الى الدنيا فنحن الان فيها فعلينا ان نحاسب هذه النفس وان نلزمها طاعة الله. وان نجاهدها على القيام بامر الله سبحانه وتعالى. فهذا مما ينشطنا في الطاعة - 00:21:26ضَ

مما يعيننا عليها مما يبعدنا عن معصية الله سبحانه وتعالى. نسأل الله تعالى ان يأخذ بنواصينا الى كل خير والحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله - 00:21:48ضَ

وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الناس جاء عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه - 00:22:12ضَ

كما في كما في كتاب محاسبة النفس لابن ابي الدنيا بسند رجاله ثقات ان عمر رضي الله عنه كان يقول اذا خطب حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا - 00:22:36ضَ

فانه اخف عليكم في الحساب غدا ان تحاسبوا انفسكم اليوم وتزينوا للعرض الاكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا انت محاسب ولابد فاذا حاسبت نفسك في الدنيا - 00:23:05ضَ

خف الحساب عليك يوم القيامة واذا اهملتها في الدنيا ثقل الحساب عليك يوم القيامة حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا انظر اعمالك قارن بين حسناتك وسيئاتك - 00:23:36ضَ

لا تنظر الى السيئات القولية او الفعلية فقط بل انظر الى السيئات القولية باللسان وانظر الى السيئات الفعلية بالجوارح وانظر الى السيئات القلبية التي هي اكبر بكثير من سيئات الجوارح - 00:24:03ضَ

الى سيئة الحسب وسيئة الكبر وسيئة العجب وسيئة الرياء وسيئة محاولة ارضاء الناس سيئتي الاعتماد في القلب والتوكل على غير الله. ونحوها من السيئات زنوا انفسكم قبل ان توزنوا انظر اعمالك - 00:24:25ضَ

انظر سيئاتك انظر حسناتك وقارن بينها يومك الذي يمضي وليلتك التي تمشي قارن بين طاعة الله فيها. ومعصية الله جل وعلا فيها قد تعصي الله وانت تظن انك على طاعة - 00:24:53ضَ

قد تعصي الله جل وعلا وانت تظن انك على قربة تعصي الله بقلبك ولسانك وجوارحك تظهر الخير فحاسب نفسك حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا. فانه اخف عليكم في الحساب غدا. ان تحاسبوا انفسكم - 00:25:17ضَ

اليوم اخف وايسر عليك في الحساب غدا يوم القيامة اذا حاسبت نفسك في الدنيا وتزينوا للعرض الاكبر تزينوا بالطاعة والا الناس يعرضون حفاة عراة شعثا غبرا ولكن تزينوا بطاعة الله - 00:25:45ضَ

يوم تعرضون عليه يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية كان السلف يحاسب الواحد منهم نفسه في كل شيء خيار السلف افاضل السلف كانوا اشد محاسبة لانفسهم من الشريك لشريكة. كما قال مالك بن دينار رحمه الله لا يكون العبد تقيا - 00:26:13ضَ

حتى يكون لنفسه اشد محاسبة من الشريك لشريكه جاء عند ابي يعلى وفي كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني بسند صحيح ان عمر ابن الخطاب اطلع على ابي بكر يوما - 00:26:42ضَ

وهو يجر لسانه ان يمسك يد لسانه بيده ويجره الى خارج فمه عجب عمر ماذا يصنع الصديق فقال له يا خليفة رسول الله ماذا تصنع وقال ابو بكر رضي الله عنه - 00:27:03ضَ

قال هذا الذي اوردني الموارد هذا الذي اوردني الموارد هاي لسانه ليس شيء من الجسد الا وهو يشكو الى الله ذرب اللسان الصديق رضي الله عنه يحاسب هذا اللسان ويجرجره الى خارج فمه - 00:27:26ضَ

لانه اورده الموارد ببعض الاقوال وجاء في كتاب محاسبة النفس باسناد صحيح عن انس قال دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما حائطا وبيني وبينه جدار فسمعته يقول من وراء الجدار يقول عمر - 00:27:52ضَ

امير المؤمنين ان يخاطب نفسه بخ بخ والله لتتقين الله او ليعذبنك ان يقول صرت امير المؤمنين ويقول لك الناس امير المؤمنين عمر امير المؤمنين والله لتتقين الله او ليعذبنك - 00:28:15ضَ

وهو وحده ليس معه احد ولكن انسا سمع من وراء الجدار وهو يحاسب نفسه يقول بلغت امير المؤمنين بلغت هذه المنزلة صار الناس يقولون لك ذلك صار الناس يعظمونك صار الناس يجلونك والله لتتقين الله او ليعذبنك - 00:28:39ضَ

لا ينفعك الناس ولا تنفعهم نظرة اليك ولا ثناؤهم عليك ولا تعظيمهم لك اما ان تتقي الله والا انت معرض لعذاب الله فاذا كان هؤلاء السلف المبشرون بالجنة يحاسبنا انفسهم في كل شيء. فعلى الانسان ان يحاسب نفسه. يحاسب نفسه اولا في نعمة الله عليه. كيف يعامل نعمة الله - 00:29:04ضَ

يحاسب نفسه في اعماله هل اعماله طاعة؟ او معصية؟ والله ان كثيرا من الناس لا يبالي بمعصية الله يومه معمور بمعصية الله وهو لا يبالي يصلي الصلوات يصوم رمضان ثم يعمل من المنكرات الكثير - 00:29:35ضَ

ويظن انه من الفائزين يظن انه من الناجين يظن انه ممن قد بلغ في الاعمال خيرا كثيرا حاسب نفسك في اعمالك حاسب نفسك في حياتك حاسب نفسك في مالك الذي بين يديك - 00:29:56ضَ

من اين تأتي به وكيف تنفقه وتصرفه؟ حاسب نفسك في لسانك ماذا تقول فيه هل تقول فيما يرضي الله؟ ام تقول ما يغضب الله جل وعلا؟ هل تؤذي به المسلمين - 00:30:16ضَ

ام انك بعيد عن ايذاء باللسان حاسب نفسك في عينك الى ماذا تنظر وفي ماذا تتأمل؟ حاسب نفسك في سمعك ما الذي تسمعه في يومك وليلتك اتسمع طاعة الله وذكر الله ام تسمع المحرمات - 00:30:33ضَ

ام تسمع الكلام المحرم؟ من غيبة ونميمة وسب وشتم ولهو ومزامير حاسب نفسك في يدك ماذا تصنع بها؟ حاسب نفسك في جلسائك. حاسب نفسك في سائر حياتك. هذا يعيننا على صلاح انفسنا - 00:30:56ضَ

يعيننا على اصلاح قلوبنا يعيننا على اصلاح احوالنا اما اذا غفلنا عن ذلك صرنا ننظر الى انفسنا اننا في طاعة عظيمة وان امثالنا من الناس قليل وان غيرنا مقصر ونحن احسن حالا منهم. هذا يدعو الى الغرور - 00:31:19ضَ

هذا يدعو الى الاعجاب. هذا يدعو الى الامن من مكر الله. هذا يدعو الى ترك الطاعات والكسل عنها. هذا يدعو الى التساهل بالمحرمات الله اثنى على المؤمنين بكل تلك الطاعات التي ذكرت. ثم قال وقلوبهم وجلة - 00:31:41ضَ

انهم الى ربهم راجعون. قلوبهم خائفة مع كثرة طاعتهم مع كثرة عبادتهم وبعدهم عن المعاصي قلوبهم خائفة قلوبهم وجلة مهما عملوا عمر رضي الله عنه يقول لابي موسى الاشعري يوما - 00:32:02ضَ

يا ابا موسى ايسرك ان اسلامنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهجرتنا معه. وجهادنا معه. وكل ما عملنا معه برد لنا اي ثبت لنا اجره وسلم لنا وان ما وراء ذلك - 00:32:24ضَ

كل ما عملنا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم نخرج منه كفافا ليس لنا اجر ولا علينا اثم فقال ابو موسى لا احب ذلك بل اننا قد عملنا بعد النبي صلى الله عليه وسلم اعمالا كثيرة - 00:32:43ضَ

قد جاهدنا في سبيل الله واسلم على ايدينا بشر كثير وصلينا وصمنا وتصدقنا وعملنا من اعمال الخير وانا لنرجو ذلك قال عمر والله اني لارجو ان ما عملته مع النبي صلى الله عليه وسلم برد لي وان ما وراء ذلك اخرج منه كفافا - 00:33:00ضَ

لا علي ولا لي. عمر الذي في زمنه حصل للناس ما حصل من الخير انتصر الاسلام فتحت فارس وبلغ الاسلام اقصى الارظ يرى ويريد ان كل هذه الاعمال التي قام بها يخرج منها سالما - 00:33:26ضَ

ليس له اجر وليس عليه اثم. والواحد منا اليوم يعمل العمل اليسير ثم يعتد به يعمل العمل اليسير ويراه كثيرا. والله اننا مغرورون في اعمالنا في حياتنا الدنيا اذا نظرنا اليها - 00:33:46ضَ

فنظر استكثار عباد الله ان علينا ان نحاسب انفسنا في هذه الحياة. وان نتهيأ لامر ننتقل فيه الى الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد نسأل الله جل - 00:34:03ضَ

وعلى ان يأخذ بنواصينا الى كل خير. نسأل الله تعالى ان يعيننا على البر والتقوى. وان ييسر لنا من العمل ما يرضاه اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم اغفر لنا ولابائنا وامهاتنا ولجميع المسلمين - 00:34:25ضَ

ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. والحمد لله رب العالمين - 00:34:51ضَ