بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمحاضرات الدكتور صالح بن فوزان الفوزان التشبه بالكفار واثره على الامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه والمتمسكين بسنته الى يوم الدين. اما بعد فان الله سبحانه وتعالى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون كما قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق وكفى بالله شهيدا. قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون في سورة التوبة وفي سورة الجمعة اه في سورة التوبة وفي سورة الصف فالهدى المراد به العلم النافع ودين الحق المراد به العمل الصالح الله سبحانه وتعالى بعث رسوله بهذين الامرين بالعلم النافع والعمل الصالح. واذا اجتمع العلم النافع والعمل الصالح حصلت حصلت السعادة الدائمة واذا انتفى هذان الامران انتفى العلم النافع والعمل الصالح او انتفى احدهما بان وجد العلم بدون عمل او وجد العمل بدون علم حصلت الخسارة الدائمة في الدنيا والاخرة فلا سعادة الا بهذين الامرين العلم النافع الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل الصالح الذي انبنى على شرطين الاخلاص لله سبحانه وتعالى من كل شائبة شرك اكبر او اصغر والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم الخالية من كل بدعة وخرافة ومحدثة وضلالة ولهذا فرض الله علينا ان نقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة من صلاتنا سواء كانت فريضة او نافلة وفي اخرها اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ذكر الله بهذه الاية من ختام هذه السورة ثلاث طوائف من البشر امرنا ان ندعو الله ان يهدينا لاتباع واحدة منها وان نسأله ان يجنبنا طريق اثنتين اما التي امرنا الله جل وعلا ان يهدينا صراطها وطريقها قوم المنعم عليهم صراط الذين انعمت عليهم وهؤلاء هم اهل العلم والعمل من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا كما قال تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا فهؤلاء هم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح وهم الذين نسأل الله في كل ركعة من صلاتنا ان يهدينا صراطهم وطريقهم واما الفرقتان اللتان نتبرأ من طريقتهما ونسأل الله ان يجنبنا اياها فهما فرقة المغضوب عليهم وفرقة الظالين فالمغضوب عليهم هم الذين اخذوا العلم وتركوا العمل هم الذين تعلموا العلم وتركوا العمل به وهؤلاء في طليعتهم اليهود الذين اتاهم الله الكتاب وعلمهم العلم بعث اليهم الرسل متتابعة فعلموا ولكنهم لم يعملوا بل باعوا دينهم بدنياهم وباعوا اخرتهم بدنياهم والعياذ بالله كتموا العلم واشتروا به ثمنا قليلا كما قال سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه يعني محمد صلى الله عليه وسلم. كما يعرفون ابناءهم الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. وان فريقا منهم ايكتمون الحق وهم يعلمون قال تعالى واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب اتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون هؤلاء هم اليهود وكل من اتصف بصفاتهم وتشبه بهم فانه يكون تابعا لهم ويناله قسط من نصيبهم في الخسارة اما خسارة تامة او دون ذلك بحسب ما حصل من التشبه بهم في معرفة الحق وعدم العمل به فهذا وصف متناول لكل من علم الحق ولم يعمل به سواء من اليهود او من غيرهم. ممن تشبه منهم ممن تشبه بهم والفرقة الثالثة هم الذين اخذوا العمل بدون علم وهم الجهال الذين يعبدون الله على جهل وعلى ضلال وانما يعبدون الله بحسب ما تمليه عليه اهوائهم او بحسب ما وجدوا عليه اباءهم من غير اثارة من علم او اقتداء بنبي وهؤلاء في طليعتهم النصارى النصارى يغلب عليهم الجهل والتعبد بالجهل والرهبانية التي ما انزل الله بها من سلطان وكل من تشبه بهم من ظلال هذه الامة من المتعبدة على جهل الصوفية وسائر الذين يعبدون الله على جهل وعلى غير بصيرة فهؤلاء هم الضالون ولهذا قال بعض علماء السلف من فسد من علمائنا افيه شبه باليهود لان عندهم علم لكنهم لم يعملوا به ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى لانهم يتعبدون بغير علم وبغير برهان وبغير دليل فالامر عظيم فالفرقة الناجية هم الذين انعم الله عليهم اهل العلم والعمل وهم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك اتباع الانبياء عليهم الصلاة والسلام الذين سبقوا ومظوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لكنهم سائرون على طريق الانبياء من مؤمن الامم السابقة لكن بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فان الاتباع يكون له خاصة عليه الصلاة والسلام لانه خاتم النبيين لا نبي بعده ولانه بعث الى الناس كافة الى سائل اهل الارض عربهم وعجمهم ابيضهم واسودهم الى ان تقوم الساعة. ونسخ الله بشريعته جميع الشرائع السابقة فلا طريق الى الله بعد بعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم الا باتباعه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين فالطريق الموحد هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم وما عداه من الطرق فانه اما طريق منسوخ واما طريق ضلال لا اصل له منه من البداية ولا طريق الا طريق محمد صلى الله عليه وسلم فان دينه نسخ الاديان ورسالته ختمت الرسالات وبعثته شملت جميع اهل الارض في سائر الامكنة وعمت سائر الازمنة الى ان تقوم الساعة قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته. واتبعوه لعلكم تهتدون وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين للعالمين نذيرا العالمين دين عالمي شامل للثقلين الجن والانس واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا انصتوا. فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به. يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به. ولن نشرك بربنا احدا فدل هذا على ان بعثته عامة للجن والانس عليه الصلاة والسلام ولا يسع احدا الخروج عن طريقته ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي من هذه الامة من يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا دخل النار قال صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخل الجنة الا من ابى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من اطاعني دخل الجنة. ومن عصاني فقد ابى وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بشريعة كاملة لم تدع شيئا يحتاجه الناس الا وقد بينته اتم البيان ووظحته اكمل التوظيح كما قال الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وقد اكمل الله به الدين شهد الله لهذا الدين بانه كامل. اليوم اكملت لكم دينكم فلا حاجة لاهل هذا الدين لا حاجة باهل هذا الدين الى غيره مما عليه سائر الامم بل الامم كلها بحاجة الى هذا الدين كل الامم بحاجة الى هذا الدين وهذا الدين لا يحتاج الى ما عند الامم لانه هو دين الله الذي اكمله لعباده وامر باتباعه واخبر انه لا نجاة الا لمن تمسك به وسار عليه فمن اراد النجاة ومن اراد الفلاح ومن اراد السعادة في الدنيا والاخرة فليتمسك بهذا الدين يقتدي بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم فانه القدوة قال الله سبحانه وتعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فهو القدوة الكاملة عليه الصلاة والسلام فيما جاء به في اخلاقه في اعماله في اقواله في جميع ما يحتاجه البشر هو القدوة الكاملة عليه الصلاة والسلام وكذلك بعد الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة خلفائه الراشدين وصحابته الاكرمين والقرون التي اثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة كل ظلالة في النار وقال عليه الصلاة والسلام افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قلنا من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. اذا فالقدوة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته بما كانوا عليه من العلم النافع والعمل الصالح وقال عليه الصلاة والسلام خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال الراوي لا ادري ذكر بعد قرنه قرنين او ثلاثة ثم واخبر بعد ذلك صلى الله عليه وسلم انها ستحدث الفتن والاختلاف وتتنوع الاهواء والنزعات والنزغات وحينئذ يجب على من يريد النجاة ان يرجع الى ما كان عليه سلف هذه الامة الذين هم خير القرون وافضل الاجيال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه ومن جاء بعدهم وحذا حذوهم من التابعين واتباعهم قبل ان تحدث الفتن والمخالفات والفرق والافتراقات والاهوى والضلالات ولهذا يقول امام دار الهجرة ما لك بن انس رحمه الله لا يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها وهي كلمة عظيمة ان اخر هذه الامة لا يصلحها الا ما اصلح اولها والذي اصلح اولها هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم النافع والعمل الصالح كذلك هذا يصلح اخر هذه الامة اذا هي تمسكت به وسارت على نهجه اذا فالقدوة الكاملة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك من تمسك بسنته واهتدى بهديه وسار على نهجه من اتباعه هم القدوة وهم الجماعة وهم الفرقة الناجية وهم اهل الحق والايمان الذين يجب علينا ان ان نتشبه بهم وان نقتدي بهم وان نسير على نهجهم لانهم على هدى وعلى طريق مستقيم وعلى جادة صواب ومنهج حق اما الفرق المخالفة والامم المختلفة فانه يجب علينا الحذر من التشبه بهم في سمتهم واخلاقهم في جميع امورهم الخاصة بهم لانهم اعداؤنا واعداء ديننا سواء كانوا من اليهود او كانوا من النصارى او كانوا من الوثنيين والمشركين او كانوا من اي لون او جنس ما داموا يخالفون ديننا ولا يتبعون رسولنا فانه يجب علينا ان نعاديهم قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم. لا يأنونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون فما داموا انهم اعداؤنا واعداء ديننا واعداء نبينا بل وقبل ذلك كله اعداء الله سبحانه وتعالى فانه يجب علينا ان نقاطعهم وان ننابذهم وان نتبرأ منهم وان نبغضهم في الله عز وجل وهذا يعني اننا لا نتشبه بهم لا في عاداتهم وتقاليدهم ولا في عباداتهم ولا في امورهم الخاصة بهم لان التشبه بهم في الظاهر يدل على محبتهم في الباطل قال صلى الله عليه وسلم ليس منا من تشبه بغيرنا فقال صلى الله عليه وسلم لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى وقال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم وامر بمخالفتهم فقال اكرموا اكرموا اللحى واحفوا الشوارب. خالفوا المشركين خالفوا المشركين المشركون يحلقون لحاهم ويوفرون شواربهم فيجب على هذه الامة ان تعاكسهم وتخالفهم فتكرم اللحى وتحفي الشوارب. فالذي يحلق لحيته في شاربه ويوفر شاربه هذا يكون متشبها بالمشركين وتشبهه بالمشركين في الظاهر يدل على انه يحبهم في الباطل لانه لو كان يبغضهم في قلبه لم يتشبه بهم وقال صلى الله عليه وسلم لما وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء وسألهم فقالوا انه يوم نجى الله فيه موسى وقومه واغرق فرعون وقومه فنحن نصومه وقد صامه موسى عليه السلام شكرا لله. فنحن نصومه شكرا لله امر النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه وقال نحن اولى بموسى منكم فصامه صلى الله عليه وسلم وامر بصيامه لكنه لكنه امر ان يصام يوم قبله او يوم بعده مخالفة لليهود فقال صوموا يوما قبله او يوما بعده خالفوا اليهود وقال صلى الله عليه وسلم لان بقيت الى قابل لاصومن التاسع والعاشر مخالفة لليهود بان لا يتشبه بهم حتى ولا في صورة العبادة مع انها عبادة لله عز وجل لكن نخالفهم في صفة العبادة نصوم يوما قبله او يوما بعده فكيف بالذي يتشبه بهم في الامور الاخرى يتشبه بهم في زيهم ولباسهم يتشبه بهم في عاداتهم وتقاليدهم يتشبه بهم في بدعهم واعيادهم يتشبه بهم في كلامهم واكلهم وشربهم في لباسهم كل هذه امور تدل على ان هؤلاء الذين يتشبهون بالكفار انهم متخلفون متخلفون ايمانيا لا عقليا عندهم عقول. لكنهم متخلفون ايمانيا ايمانهم ضعيف ايمانهم ناقص او ليس عندهم ايمان اصلا لانه لو كان عندهم ايمان صحيح لخالفوا اعداء الله واعداء رسوله واعداء امة الاسلام لان هذا الدين والحمد لله كامل فيه كل خير غني بتشريعاته غني بكل ما يصلح احوال المسلمين في معاشهم ومعادهم اليس بحاجة الى استجلاب عادات من الكفار وتقاليد من الكفار ليس بحاجة المسلمون والحمد لله ليسوا بحاجة لان دينهم غني بتشريعاته واحكامه قد كفل لهم الكمال والسعادة والرقي. والعزة والكرامة فالمسلمون هم هم الاعلون كما قال تعالى وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين كيف يتشبه الاعلى بالسافل كيف يتشبه الشريف بالوضيع هذه دناءة المسلم غني باسلامه. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون فالتشبه بالكفار خطير جدا وقد كثروا في هذا في هذا الزمان كثر التشبه بالكفار وذلك للجهل باحكام الدين في الغالب او للتساهل او للاعجاب بالكفار وهذه اشد. اذا كان الانسان معجبا بالكفار ومعظما لهم. ويتشبه بهم لانه انهم امة راقية وانهم امة لها قيمتها فهو يتشبه بهم لانهم يكبرون في عينه وتقديره فهذا خطير جدا. ربما يكون هذا ردة عن دين الاسلام كما قال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على هذا الحديث اقل درجاته انه يدل على تحريم التشبه بهم وان كان ظاهره يدل على كفر المتشبه بهم او كما قال رحمه الله ولهذا اهتم علماء المسلمين بالتحذير من التشبه بالكفار قديما وحديثا وكتبوا في ذلك الكتابات المفيدة التي توضح عدم التشبه بالكفار والنهي عنه من ذلك ما كتبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم النفيس اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم وهذا كتاب يجب على كل طالب علم وعلى كل مسلم ان يقرأه وان يتأمله لانه كانه كتب في هذا الوقت وكأنه يرى مشكلات هذا الوقت التي وقعنا فيها فكتب في هذا كتابه جيدا في هذا الكتاب وتناول في كتابته التحذير من التشبه بالمشركين والوثنيين والتحذير من التشبه باليهود والنصارى ولذلك سماهم اصحاب الجحيم اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم واصحاب الجحيم هم الكفار على اختلاف طرائقهم ومللهم والصراط المستقيم هو الذي ذكره الله في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهذه الاية تدل على وجوب مخالفة اصحاب الجحيم فقد ابتلي المسلمون اليوم بانواع من التشبهات منها لا وقع في هذه الامة من البناء على القبور كما كانت الامم السابقة تبني على قبور الانبياء والصالحين قال صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى. اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك ولما ذكرت له ام سلمة وام حبيبة رضي الله عنهما ذكرتا له ما رأتاه في ارض الحبشة من التصاوير والنقوش التي تكون في كنائسهم قال صلى الله عليه وسلم اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير اولئك شرار الخلق عند الله فوقع في هذه الامة ما حذر منه صلى الله عليه وسلم فبني على القبور اشيدت القباب على القبور والمساجد بنيت على القبور بمختلف البلاد التي كانت التي كانت اسلامية وصارت اليوم بلادا وثنية بنيت المساجد على القبور على قبر الحسين على قبر عبد القادر الجيلاني على قبر فلان وعلان بنيت المساجد على القبور وصار المسجد الذي ليس فيه قبر ليس له قيمة عند العوام القبر المسجد الذي ليس فيه قبر ليس له قيمة عند عوامهم وانما تجد الزحام وتجد اه الجموع الغفيرة تتكاثر عند المساجد المبنية على القبور. يطوفون بها كما ويطوفون بالكعبة يذبحون لها وينظرون لها تمسحون بها يستغيثون بالاموات يدعونهم من دون الله عز وجل يطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات هذا من اعظم التشبه من اعظم التشبه بالامم الكافرة فان هذه ملة وثنية موروثة عن الامم الكافرة من قديم الزمان فوجد في هذه الامة من تشبه بهم وسار على نهجه كان النصارى يحتفلون بمولد المسيح ابتدعوا الاحتفال بمولد المسيح عليه الصلاة والسلام عبد الله ورسوله عيسى ابن مريم ابتدعوا الاحتفال في يوم مولده وجعلوا لهذا الموسم جعلوا له عيدا يتكرر كل سنة يعطلون فيه الاعمال ويتفرغون فيه امور احدثوها من الكفر والضلال والفسوق والفواحش وانواع من الاجرام يمارسونها في عيد مولد المسيح بزعمهم والمسيح بريء منهم ومن عيدهم فوجد في هذه الامة من اقتدى بهم واحدث ما واحدث عيدا لمولد محمد صلى الله عليه وسلم فصاروا يقيمون احتفالات بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم يقيمونها كما يقيم النصارى احتفالات مناسبة مولد المسيح كل هذا من التقليد الاعمى الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها هذا واظحة لا لبس فيها الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده ولم يأمر بذلك ومضى على هذا القرون المفضلة لا يوجد لهذا العيد او لهذا الاحتفال ذكر في الاسلام وهم اشد الناس محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يحب الرسول اكثر من محبة ابي بكر الصديق للرسول الذي فداه بنفسه وماله وبذل الغالي والنفيس والكثير في نصرته صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم لو لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا واخبر صلى الله عليه وسلم ان ان احب الناس اليه ابو بكر الصديق ومع هذا ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وابن عمه علي ابن ابي طالب. هؤلاء الخلفاء الراشدون ما اقاموا احتفالا بمولده صلى الله عليه وسلم وكذلك المهاجرون والانصار وكذلك القرون المفضلة التابعون واتباع التابعين ما احدثوا هذا الاحتفال انما احدثه حثالات جاءوا من بعد وجهال وضلال جاءوا من بعد فاجتنبوا هذا المولد من النصارى واحدثوه في الاسلام وصار الان كانه دين صار الان كانه دين كانه من دين الرسول صلى الله عليه وسلم يستجهل من ينكره يعتبر من ينكره من الشذاذ او من الجهال عندهم كل هذا بسبب التقليد الاعمى الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فديننا ليس دين طقوس آآ تشبه طقوس النصارى او اليهود. ديننا دين عبادة صحيحة دين اخلاص لله عز وجل واتباع للرسول صلى الله عليه وسلم ليس فيه من هذه الترهات وهذه البدعيات والمحدثات. قال صلى الله عليه وسلم ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل بدعة ضلالة فكل ظلالة في النار واما التشبه بهم في الامور الاخرى في اللباس في المشي في المأكل في المشرب في سفور النساء وتبرج النساء فحدث عن ذلك الشيء الكثير والعياذ بالله ولا حول ولا قوة الا بالله فاصبحت الامة الان الا من شاء الله. لا اقول كل الامة لكن اصبح كثير من الامة اليوم انما يعيشون على استيراد عادات من الكفار التخلق بها في بلاد الاسلام وكان الاسلام عاجز او كان الاسلام فقير او كان الاسلام ناقص حتى يحتاج الى استيراد هذه العادات وهذه التقاليد وهذه الترهات التي لا خير فيها في العبادات في المآكل في المشارب في الملابس في اشياء كثيرة كما لا يخفاكم اليوم والواجب علينا جميعا الرجوع الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والى ما عليه السلف الصالح والى التمسك بديننا والى رفظ كل ما يخالف ديننا النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل وقال له انه نذر ان ينحر ابلا ببوالة اسم موضع جاء يستفتي الرسول صلى الله عليه وسلم هل ينفذ نذره في هذا المكان فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل كان فيه وثن من اوثان الجاهلية يعبد؟ قال لا قال هل كان فيه عيد من اعيادهم؟ قال لا. قال فاوفي بنذرك فانه لا وفاء بنذر في معصية الله ولا فيما لا يملكه ابن ادم الرسول صلى الله عليه وسلم استفصل هل هذا المكان يمارس فيه كان يعني كان في الزمان الماظي هل كان المشركون في الزمان الماظي؟ يمارسون فيه شيئا ام من عباداتهم فلما تبين له انه لا ليس فيه شيء من ذلك امر بالوفاء بالنذر. فدل على انه لو كان فيه شيء كان يمارس عبادات الجاهلية انه لا يجوز لهذا الرجل ان ينحر فيه ابله. لان في هذا تشبها بهؤلاء الذين كانوا يمارسون الكفر في هذا المكان فاذا فعل ذلك كان متشبها بهم وان كان هو لا يقصد الا الله سبحانه وتعالى لكن صورة العمل فيها تشبه. فلهذا الرسول صلى الله عليه وسلم استوضح من الرجل وخرج صلى الله عليه وسلم الى غزوة حنين لاصحابه بعد فتح مكة وكان قد صحبه ناس اسلموا من عهد قريب ناس من العرب اسلموا من عهد قريب. لم يتمكنوا من معرفة احكام الاسلام لانهم جديد عهد به خرجوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فلما مر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بسدرة كانت للمشركين كان المشركون يعكفون حولها وينوطون بها اسلحتهم يعني يتبركون بها يقال لها ذات انواط هذه الشجرة كانت للمشركين. كانوا يتبركون بها ويعكفون عندها يعني يقيمون عندها. وكانوا بها اسلحتهم للتبرك فقال هؤلاء الذين اسلموا حديثا قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم شجرة يتبركون بها تماثل شجرة هؤلاء المشركين فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله اكبر الله اكبر الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون ان هؤلاء مكبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة. حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فهذا اخبار منه صلى الله عليه وسلم انه سيكون في هذه الامة من يتشبه باليهود والنصارى وبالامم السابقة في كل شيء حتى في الامور التافهة حتى لو كان فيهم من يدخل جحر الظب لكان في هذه الامة من يدخل جحر الظب تشبها بهم وهذا خبر معناه التحذير خبر معناه التحذير والنهي وان لا نغتر الا نغتر بهذه الامور التي فيها تشبه بالكفار لا نغتر بها لان الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا منها وبين لنا انه سيكون هناك تشبه فلا نكون من هؤلاء المتشبهين وادلة الكتاب والسنة في تحريم التشبه بالكفار فيما هو من عاداتهم وتقاليدهم ودياناتهم امور كثيرة وانا ذكرت لكم هذا الكتاب لشيخ الاسلام ابن تيمية ففيه كثير من توضيح هذه الامور فعليكم بقراءته كذلك في وقتنا هذا كتب الشيخ حمود بن عبد الله التويجري حفظه الله كتب رسالة حافلة اسمها الايضاح والتبيين لما وقع من التشبه بالمشركين ذكر فيها اشياء كثيرة مما وقع في هذا العصر. فعلى طالب العلم وطالب الحق ان يقرأها. حتى يكون على حذر مما وقع فيه كثير من الناس اليوم وليكون الانسان على بصيرة ولا يقلد الناس تقليد الاعمى بل عليه ان يكون دائما وابدا مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وان خالفها الاكثرون المتمسك بالسنة سيجد من الناس بعض الملامة او بعض المشقة او بعض المضايقات ولكن عليه ان يصبر قد قال النبي صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء قالوا ومن هم يا رسول الله قال الذين يصلحون اذا فسد الناس وفي روايتنا الذين يصلحون ما افسد الناس وقال صلى الله عليه وسلم المتمسك بسنتي عند فساد امتي له اجر خمسين قالوا منا او منهم يا رسول الله؟ قال بل منكم يعني الصحابة رضي الله تعالى عنهم وذلك لما يلقى لما يلقى المتمسك بالسنة في اخر الزمان لما يلقى من التعب من الناس. قال صلى الله عليه وسلم القابض على دينه يعني سيأتي سيأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر او على خبط الشوك لما يلقى من الغربة وكثرة المخالفين وكثرة المعاتبين له. ولكن ما دام انه على الحق وما دام انه على جادة الصواب فليصبر وهذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتشبه بالمشركين والكفار لا يأتي بخير ابدا وان ظن بعظ الناس ان فيه حظارة وفيه تقدما وفيه وفيه لكن هذه امال خادعة. الحق والخير كله بالتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الخير كله لانه الدين الكامل والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين فعلينا ان ان نعي هذا هذا الامر وان نتبصر في ديننا وان نحذر من التقاليد التي غزت بلاد المسلمين اليوم واصبحت كأنها السنن واصبحت السنن غريبة في كثير من الناس يعني صار المعروف منكرا والمنكر صار معروفا بسبب الجهل وبسبب كثرة الشر وقلة من اه يدافع هذا الشر ويحذر منه. ولكن الحمد لله مع ما حصل على المسلمين مع ما حصل على المسلمين من التأخر ما حصل على المسلمين من الظعف وما حصل من كثرة الضلالات وكثرة الامور المخالفة الا ان هذا الدين والحمد لله باق وقد تكفل الله بحفظه قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون واخبر صلى الله عليه وسلم ان هناك طائفة لا تزال على الحق قال لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين. لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله سبحانه وتعالى فهذه بشرى انه مهما كثر الشر فان الخير موجود ومهما كثر اهل الضلال فان اهل الحق والحمد لله موجودون فعلينا ان نكون من هؤلاء الطائفة الناجية الظاهر المتمسكين بالحق حتى نكون من هؤلاء الذين اخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم بانهم هم الفرقة الناجية من بين سائر الفرق المخالفة اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واسأله سبحانه وتعالى ان يبصرنا واياكم بدينه وان ينصر دينه ويعلي كلمته اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل وصلى الله وسلم على نبينا محمد نشكر لصاحب الفضيلة جزاه الله كل خير على ما ابداه لنا من نصح وارشاد وبيان فيقول السائل وفقنا الله واياه صاحب الفضيلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي ما حكم من يأخذ من الغرب؟ بعض الاعمال التي ليس فيها ظرر على اسلامه. ولم يرد ذكرها في الاسلام ولكن يأخذها ابتغاء التقدم والتحضر فقط. افيدونا جزاكم الله خيرا. بسم الله الرحمن الرحيم. الاشياء النافعة التي ليست هي من خصائصهم وانما خلقها الله سبحانه وتعالى في منفعة البشر لا بأس ان نأخذ نهائي الاسلحة والثياب والبضائع الاطعمة المباحة هذه ليست لهم الله سبحانه وتعالى خلق هذه المنافع للمسلمين بالاصالة والكفار تبع فقط قال تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة الله خلقها خلق لكم ما في الارض جميعا وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. فهذا من نعم الله سبحانه وتعالى. هذه المنافع وهذه الخيرات التي خلقها الله سبحانه وتعالى الاصل ان اهل المسلمين لكن لما تخلف المسلمون وتكاسلوا سبق اليها الكفار الصناعات والاختراعات فلا حرج على المسلمين ان يشتروا من الكفار هذه الاشياء وان يستوردوها لانها نافعة ولانها في الاصل لهم مخلوقة لهم فشراؤها باموالنا من غير ان يكون لهم علينا فضل او منة وانما نشتريها باموالنا هذا لا لا حرج بل الله تعالى امرنا ان نأخذ بالاسباب النافعة قال تعالى واعدوا لهم استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يلبسون مما نسج الكفار يشترون منهم السلع يتبادلون معهم البيع والشراء هذا لا بأس به هذا ليس تقليدا ولا تشبها بل هذا اخذ بالاشياء النافعة والاستفادة من خبراتهم بالصناعة في التجارة في الاعمال في الزراعة الاستفادة من خبراتهم المباحة لا بأس بها. وهذا لا يسمى تشبها وانما هذا يعتبر اخذا بالاسباب النافعة ونحن نأخذها منهم بثمن لا منة لهم علينا فيها ولله الحمد نشتريها منهم باموالنا ليس لهم علينا فيها منة. نعم. يقول السائل صاحب الفضيلة ذكرت ان من اتصف بصفات اليهود او عمل بعملهم يحق عليه ما يحق على اليهود فهل العاصين من امة محمد اذا كانت معصيتهم مماثلة لليهود؟ فهل يعتبر من اليهود او من امة محمد لكنه عاصي افيدونا جزاكم الله خيرا. هذا فيه تفصيل من تشبه باليهود في عقائدهم وعباداتهم هذا لا شك انه يكون مثلهم يكون حكمه حكمهم تماما من تشبه بهم في عباداتهم فان حكمه يكون مثله اما من تشبه منه بهم فيما دون ذلك في غير العبادات في اللباس او في الاكل والشرب او في العادات الخاصة بهم فهذا لا يكون كفرا ولا يكون حكمه حكم اليهود. من كل وجه لكن يكون فيه شبه من اليهود ويكون عليه اثم بقدر هذا الشبه يكون عليه اثم بقدر هذا التشبه ويستحق من العقوبة بقدر هذا التشبه لكنه لا يكون حكمه حكمهم من كل وجه الا اذا اخذ عقائدهم واخذ عباداتهم واقتدى بهم في ذلك فهذا يكون كافرا بدين الاسلام ويكون حكمه حكم اليهود والنصارى فمثلا عباد القبور الذين بنوا عليها وصاروا يطوفون بها يستغيثون بالاموات ويفعلون هذه الافعال هؤلاء تشبهوا بالمشركين في الجاهلية الاولى فيكون حكمهم حكم المشركين لانهم شاركوهم وساووهم في هذا الشيء واقتدوا بهم في هذا الشيء اما من افتدى بهم في اللباس في الاكل في الشرب في العادات الخاصة بهم فهذه معصية عليها اثم وعليها عقوبة لكنها لا تصل الى حد الخروج من الملة بل يكون عليها من الاثم والعقوبة بقدرها. كسائر المعاصي اين المعاصي تتفاوت وتختلف؟ ليست على حد سواء منها الكبيرة ومنها الصغيرة ومنها الشرك ومنها الكفر ومنها ما دون ذلك. نعم نعم يقول السائل صاحب الفضيلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو ايضاح الاتي يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة يقول عز وجل عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم. لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. ولم يخرجوكم من ديارهم بان ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين. واخرجوكم من ودياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم. ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون. يقول سؤالنا حول ذلك ما المراد والمودة وكيف تكون؟ وهل تؤخذ الاية من قوله لا ينهاكم الله على ظاهرها؟ وكيف نقسط اليهم؟ وهل هي فضة الضعفاء والنساء فقط وهل يدخل فيهم المتعاقدون النصارى الذين يعملون ها هنا في هذه البلاد؟ هذا الجواب من وجهين الوجه الاول اما قوله تعالى عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عليكم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم فهذا وعد من الله سبحانه وتعالى لان هؤلاء سيسلمون ويدخلون في الاسلام ويزول عنهم الكفر فيكونون حينئذ من المسلمين. وقد حصل ما وعد الله به. فبعضهم اسلم وحسن اسلامه اما الوجه الثاني فهو في قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين فهذه تعني انه يجوز ان نكافئ الكافر على قدر احسانه مكافأة اذا صنع للمسلمين شيئا من المعروف فانه يكافى على ذلك على قدر احسانه والمسلم كريم اه لا يجازي على الاحسان الا بالاحسان. فهذا من اخلاق الاسلام الفاضلة وهي المجازاة على الاحسان ام بالاحسان لكن ليس معنى هذا المودة في القلوب لا الكافر اذا احسن الينا لا نحبه بقلوبنا. ولكننا نكافيه على احسانه الذي بذله معنا لئلا يكون له يد علينا ولا يكون له منة علينا. اذا كافئناه واعطيناه جزاءه على ما فعل معنا لا يكون له يد علينا. لاننا قد كافئناه اعطيناه بدلا مما بدل لنا فهذا في التعامل الدنيوي في التعامل الدنيوي فقط. اما الدين فلا يجوز لنا ان نتولى الكفار حتى ولو احسنوا الينا لا نتولاهم بمعنى نحبهم لا المحبة لا تكون الا مع المؤمنين فقط اما الكفار فنحن نبغضهم لكن لا يحملنا بغضهم على ان لا نكافئهم على احسانهم اذا احسنوا الينا احسانا دنيويا وعملوا لنا شيء من المنافع والمعروف نكافئهم على ذلك تكافئهم على ذلك كما ان الله سبحانه وتعالى قال في الوالدين كما قال سبحانه وتعالى ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير ان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب اليك فيجب على الولد ان يحسن الى والده الكافر وان يبر به آآ بان ينفعه في دنياه وان يوفر له الطعام والشراب لانه والده فالاحسان الى الوالد وان كان كافرا هذا مطلوب هذا مطلوب من الولد لكن لا يطيعه في معصية الله عز وجل. ولا يتبعه على دينه وانما يتبع محمد صلى الله عليه وسلم ويحسن الى والده الكافر ولكن يتبع دين الحق. لا دين الوالد اذا كان على غير حق صاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب اليه ولما جاءت ام اسماء بنت ابي بكر الصديق وكانت كافرة كانت امها كافرة جاءت تطلب من ابنتها المساعدة في المدينة بعد الهدنة التي حصلت بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين في الحديبية جاءت هذه المرأة الى ابنتها اسماء رضي الله عنها تطلب منها المساعدة فاسمى رظي الله عنها استفتت الرسول صلى الله عليه وسلم. قالت ان امي جاءت اه وهي راغبة يعني يعني طامعة في قامعة في العطاء افا اصلها؟ قال صلى الله عليه وسلم صلي امك فامرها ان تصل امها مع انها كافرة فهذا من باب التعامل الدنيوي. فقط. اما التعامل الديني فنحن لا نحبهم ابدا ما داموا على الكفر لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم المحبة لا تكون الا لاهل الايمان اما التكافؤ في امور الدنيا فهذا لا بأس به ان ان نكافئ من احسن الينا وان كان كافرا كما ان بغضنا لهم لا يحملنا على ظلمهم والتعدي عليهم. بغير حق. قال تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى فيجب ان نعدل بحق الكافر والمسلم في الحكومات والخصومات والا نتعدى عليهم بغير حق. بل نقيم العدل فيهم ولا نظلمهم شيئا من حقوقهم الدنيوية اذا تخاصموا الينا او تحاكموا الينا نحكم بينهم بالعدل وان احكم بينهم بالقسط هذا ما يجب ان يعرف حول هذه الايات انها في امور الدنيا وليست في امور القلوب والمحبة. نعم. تقول السائلة سمعنا عن سماحتكم فتوى بتحريم لبس البنطلون للمرأة امام زوجها امل من سماحتكم توضيح هذا الامر لكثير من الناس في الالتباس الذي وقع لدى الكثير من العامة حول هذه الفتوى. جزاكم الله خيرا هذي ما فيها اشكال البنطلون هذا ليس من عاداتنا ولا في بلادنا فما الداعي لانها تلبس البنطلون في بلادنا هذا ما هو من لباسنا ولا في ونحن قلنا ان الانسان يلبس اللباس المعروف في وطنه وفي بلده ولا يلبس اللباس المخالف لذلك لانه يكون فيه شهرة ويكون فيه دعوة للاخرين لما هو قد يكون اسوأ هذا الذي قلته واقوله الان اقول هذا ليس من لباسنا ولا من لباس نسائنا لا عند الزوج ولا في البيت ولا خارج البيت فالمرأة تلبس ما يلبسه مجتمعها وفيه الخير والكفاية ولله الحمد سؤالنا الاخير امرأة تسأل عن حكم التلفاز علما ان لديها بنات وهي تحاول منعهن وتقول ان والد هذه البنات يأبى ذلك ويريد ان تترك البنات حتى يمتنعن بانفسهن. فما حكم ذلك؟ مع رجائنا بيان وتفصيل حول التلفاز الله السلامة لا يعد لها شيء الانسان اللي يسلم من التلفاز فالسلامة احسن له وابعد له واوفر لوقته اوفر لوقته ينتفع بوقته في الراحة والنوم وينتفع بوقته في دراسة وينتفع بوقته في امور اخرى. لان التلفاز يأخذ عليه الوقت يسره. ياخذ عليه الليل وقد ينام عن صلاة الفجر بسببه فالسلامة منه والابتعاد عنه مهما امكن غنيمة وخروج من الخطر اما من ابتلي به والتزم بان لا يستعمله الا في الاشياء التي هي اخف ظررا مثل الاخبار يعني يشوف فيه الاخبار يشوف فيه المحاضرات اذا كان فيه محاضرات او الاجوبة اذا كان فيه اسئلة واجوبة اه لبعض العلماء من هذه النواحي هذا اخف وان كان هذا لا ينبغي السلامة منه ايضا لكن هو اخف اما من يستعمله لمشاهدة النساء التي التي تظهر فيه او لمشاهدة المسلسلات او لمشاهدة الاغاني والمزامير والات اللهو التي تعرض فيه علانية هذا منكر وحرام ولا يجوز للانسان ان يقره في بيته ولا ان يجعله بين بناته وبين اولاده. لان الخطير الحاصل انه يجب على على الاب ان يتقي الله سبحانه وتعالى وان يبعد هذا عن بيته اسلم لدينه وعرضه واسلم لذريته وابعد عن الخطر نعم. واخر دعوانا في هذا ان الحمد لله رب العالمين. فنشكر لصاحب الفضيلة على ما قدمه لنا من علم وفائدة فجزاه الله عنا كل خير