بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمحاضرات الدكتور صالح بن فوزان الفوزان من حقق التوحيد دخل الجنة الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك دين القيمة قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقال سبحانه وتعالى وما ارسلنا قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. قال تعالى قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت لله فقد استمسك بالعروة الوسطى لانفصام لها. والله سميع عليم. الله ولي الذين امنوا اخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت. يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. والايات في هذا المعنى كثيرة. كلها تدل على ان التوحيد هو اول واجب على العبد. وعلى ان التوحيد هو الذي خلق الخلق من اجله. وعلى ان التوحيد هو حق الله على عباده. كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله اعلم. قال فان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. قلت افلا اخبر افلا اخبر قال لا تخبرهم فيتكلوا. فحق الله سبحانه وتعالى على عباده ان يعبدوه ولا به شيئا. وهو يسبق كل الحقوق. كما قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين. والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب ذي الجنب وما وابن السبيل وما ملكت ايمانه. ذكر الله في هذه الاية الكريمة عشرة حقوق. وذكر اولها وفي مقدمتها حقه سبحانه وتعالى. وفي اية اخرى يقول جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ثم ذكر في الايات التي بعدها بقية الحقوق الواجبة على العبد هذا بمجموعه على ان حق الله سبحانه وتعالى مقدم على كل الحقوق وهو توحيده واخلاص العبادة له. وترك عبادة ما سواه. والبراءة من ذلك ومن اهله. وبذلك ارسل الله جميع رسله وانزل جميع كتبه كما في الاية التي سمعنا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فكل رسول اول كل رسول اول ما يدعو قومه الى اخلاص العبادة لله قبل اي شيء. من الاوامر والنواهي. كما قص الله ذلك عن انبيائه في كتابه الكريم كما في قوله سبحانه وتعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره والى عاد اخاه هودا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. والى ثمود اخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. والايات في هذا كثيرة ومعلومة اذا تدبرها المسلم. وجد ان هذا الامر واضح فيها وان التوحيد اهم شيء وانه الاساس الذي تنبني عليه بقية احكام الدين وهو الاصل المصحح لبقية العبادات. فكل عمل لا يكون مؤسسا على عقيدة صحيحة فانه يكون عملا باطلا. مهما كلف الانسان نفسه فيه واتعب نفسه فيه اذا لم يكن كن خالصا لله مبنيا على التوحيد الخالص فانه يكون هباء منثورا. كما قال تعالى وقدمنا الى ما من عمل فجعلناه هباء منثورا. والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة. نحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا وجد الله عنده فوفاه حسابا. والله سريع الحساب. وكما قال سبحانه وتعالى وجوه يومئذ عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. كما قال تعالى قل هل ننبئكم الاكثرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنع اولئك الذين كفروا باياتهم ربهم ولقائهم فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. وختم السورة بقوله قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي اياه انما الهكم اله واحد. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحة ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وفي الحديث يقول الله سبحانه وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. وفي رواية فهو للذي اشرك والادلة على هذا كثيرة جدا. تدل على ان اي عمل لا يكون خالصا لوجه الله من شوائب الشرك ولا يكون ايضا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يكون مردودا على صاحبه. كما قال تعالى وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن. فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فبين سبحانه وتعالى انه لن يدخل الجنة الا من بنى عمله على اساسين اصيلين. الاول اسلام الوجه لله عز وجل بمعنى ان يكون عمله خالصا لوجه الله ليس فيه شيء من الشرك الاساس الثاني ان يكون عمله صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو محسن يعني وهو متبع للرسول صلى الله عليه وسلم فهذان الشرطان هما شرط قبول العمل و نفعه لصاحبه عند الله سبحانه وتعالى. دون تقيد بلون او جنس سواء كان هذا العامل عربيا او عجميا او كان هذا العامل يهوديا او نصرانيا او كان هذا العامل ايما كان من الخلق فان عمله لا يكون مقبولا الا اذا توفر فيه هذان الشرطان. من اسلم وجهه لله وهو محسن. فليس بدعوى اليهود ولا النصارى وانما الامر هو بالاخلاص والمتابعة للرسل عليهم الصلاة والسلام. ليس بامانيكم ولا امانية اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا. هذا هو الاساس وهو الاصل وهو القاعدة التي ترتكز عليها حقيقة الدين. واساس الملة. فالتوحيد اذا هو الاعمى وهو القاعدة الاولى التي تبنى عليها بقية احكام الدين. ولهذا كانت قل اول ما تدعو قومها الى تصحيح العقيدة. ثم بعد ذلك تطالبهم ببقية اوامر الدين اما قبل ان تصح العقيدة وقبل ان تخلص العقيدة من الشرك فانه لا فائدة من الاعمال. ولهذا مكث صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة. يدعو الناس الى التوحيد يدعوهم الى ان يقولوا لا اله الا الله الى ان يوحدوا الله الى ان يفردوا الله بالعبادة ويتركوا عبادة الاصنام. ولم يأمرهم في هذه الفترة لا بصلاة ولا بصيام ولا بحج ولا غير ذلك. حتى استقرت العقيدة وحتى اخلصوا دينه لله. فعند ذلك نزلت بقية اوامر الدين على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة. مما يدلنا على ان التوحيد والعقيدة الصحيحة هي الاساس وان المهم ليس كثرة الاعمال وانما المهم نوعية الاعمال النوعية هل هي اعمال خالصة؟ فتكون صحيحة وتكون مفيدة للعامل؟ او هي اعمال غير خالصة فيها دخيل من الشرك والمقاصد لغير الله سبحانه وتعالى فتكون هذه الاعمال مردودة يا اصحابي او تكون هذه الاعمال بدعية وخرافية ليست على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وليست على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فتكون ايضا مردودة. كما قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. عضوا عليها بالنواجز واياكم محدثات الامور. فان كل محدثة بدعة. فالمهم في العمل ان يتوفر فيه هذان الشرطان الاخلاص لله عز وجل والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. والتوحيد اذا تحقق واذا وجد التوحيد الصحيح فان هذا يترتب عليه ثمرات وخيرات في الدنيا اولا في الدنيا الموحد يكون مطمئنا ويكون على بينة من دينه لا تتنازعه الشركيات والاوهام والخرافات وانما يكون مرتكز على اساس صحيح يكون مطمئن القلب. يكون قرير العين. الموحد يكون قرير العين مطمئن القلب في هذه الدنيا. لانه يبني على اساس صحيح. ولان نور التوحيد في قلبه يبعث له ويبعث له الاغتباط برحمة الله عز وجل. اما المشرك فانه يكون قلقا. بهذه الحياة الدنيا وتتجاذبه والعياذ بالله تتجاذبه الاهواء والنزعات والنزغات. كما قال الله سبحانه تعالى حنفاء لله غير المشركين به. فاجتنبوا الرجس من الاوثان. واجتنبوا قول الزور حلفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء سقط من السماء من اعلى شيء. لان التوحيد علو سمو والشرك هبوط ونزول الى الحضيض التوحيد علو وارتفاع لانه تعلق بالله سبحانه وتعالى. تسمو به النفوس وتزكو به الاعمال. وترتفع الى الله سبحانه مقبولة موفرة مضاعفة. من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. فالموحد قلبه معلق بالله عز وجل. وهو مرتفع. ولله العزة ولرسوله للمؤمنين هو مرتفع رفيع القدر رفيع الشرف متعلق بالله عز وجل. اما المشرك فانه سافل ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء. هذا اول بلاء يصيب المشرك الهبوط. الهبوط الى الحضيض الاسفل وما ظنكم بمن يسقط من السماء؟ ماذا تكون حاله؟ الانسان لو سقط من مرتفع قريب لتأثر او مات. فكيف اذا سقط من السما؟ فكأنما فر من السما. ومع ومع سقوطه من هذا الارتفاع الشاهق هناك ما يكفر عليه ويقلقه فكأنما فر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. شبه الله سبحانه وتعالى الشياطين التي تمزقه بالأهوى واللذعات واللذغات بالطير التي تعترض للساقط من السماء فتمزقه بمخالبها الهوى الهوى الذي ينزع بالانسان عن الحق الى الباطل شبهه بالريح او تهوي به الريح في مكان صحيح فهذا اجتمع عليه ثلاث افات والعياذ بالله. اولا انه سقط والسقوط بلاء وخطر. سقط من شاهق والثاني انه في سقوطه يعترضه امران الشيطان والهوى الشيطان يمزقه ويقطعه اربا اربا والهوى يبعده عن الحق. لان الهوى اذا اتبع الانسان هواه بعد به عن الحق. او تهوي به في مكان سحيق بعيد. فهو معرض للأخطاء. هذا كله بسبب انه افلت يده من العروة الوسطى افلت يده من التوحيد فاصابته هذه الافات وتعرض لهذه الاخطار التي لا نجاة له الا بالتوحيد بالرجوع الى التوحيد. والصعود الى علو التوحيد. الاية الثانية قال تعالى اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ كون الانسان له عدة معبودات متفرقة متشتتة هل هي خير؟ ام الله الواحد القهار ان يكون له معفود؟ ان يكون له معبود واحد هو الاله والحق الذي بيده مقاليد السماوات والارض بيده الارزاق والاجال والحياة والموت والجنة والنار بيده كل شيء سبحانه وتعالى. اذلك خير؟ ام هذه الاصنام؟ وان كانت الموازنة هنا ليست على بابها فان الله هو الحق وما سواه فهو الباطل. لكن هذا لتقرير البرهان. واقامة الدليل على صحة الايمان بالله وبطلان عبادة ما سواه. على صحة التوحيد وبطلان الشرك. اأرباب متفرقون؟ خير ام الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وفي الاية الثالثة يقول سبحانه وتعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلم لرجل هل يستويان مثلا؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. هذا برهان واضح ضرب الله لنا مثلا في انفسنا لو ان انسانا مملوكا لو ان انسانا مملوكا رقيب وهذا الرقيق له عدة اسياد. يملكه جماعة من الناس. كل له هوى وكل له رغبة. تخالف رغبة الاخر وهوى الاخر فهذا هذا المملوك يبقى متحيرا ما يدري من يرظي منهم. ان ارضى هذا غظب عليه هذا وان ارضى هذا عليها ثم هو لا يدري ما الذي يرضي هذا والذي يرضي الاخر؟ فهو في قلق من هؤلاء السادة لا يدري من يرضي منهم واذا راح في طاعة واحد اغضب الاخر فيبقى قلقا. ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشائم ورجلا سلما لرجل واحد سيده واحد ما يملك الا واحد يعرف ما ما الذي يرضيه ويعرف ما يريد فهو في راحة معه. وفي طمأنينة. لان ليس له الا ما لك واحد. وهو الذي يرضيه وهو معه في وئام ووفاق ورجلا سلما لرجل يعني لا يملكه الا الواحد هل يستويان مثلا؟ هل يستوي العبد الذي يملكه عدة سادة؟ والعبد الذي لا يملكه الا سيد واحد هذا في الناس فكيف مع الخالق سبحانه وتعالى؟ الذي هو اكرم الاكرمين واجود الاجودين والذي بين للناس ما يرضاه وما يكرهه واوضح للناس طريق الحق من طريق الباطل. هل يستويان مثلا؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون فالتوحيد في الحياة الدنيا له اثار على الموحدين ظاهرة الطمأنينة وراحة النفس وارتفاع القيمة فاهل التوحيد والحمد لله في عزة وفي رفعة. اما اهل الشرك فانهم في قلق واوهام وفي وساوس وفي هموم تتجاذبه. لانهم لما تركوا ما خلقوا من اجله. سلط الله عليهم الاهواء والشياطين. فهم دائما في قلق. كما قال العلامة ابن القيم هربوا من الرق الذي خلق فبولوا برق النفس والشيطان. فمن لم يعبد الله فانه يبتلى بعبادة الهوى وعبادة الدنيا وعبادة الشياطين وعبادة الاصنام والاوثان. فهو عبد ولا بد. فاما ان يكون عبدا لله واما ان يكون عبدا لغيره. هربوا من الرق الذي خلقوا له. فبولوا برفق النفس والشيطان. فهذا من ثمرات التوحيد الدنيا ومن ثمرات التوحيد في الدنيا انه يعصم الدم والمال فيصبح المسلم محرم محرم دمه ومحرم ماله ومحترم من اعتدى عليه فانه يردع بالقصاص العادل والجزاء الصارم لانه اعتدى على محترم ومحفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى قال عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه وماله وحسابه على الله عز وجل حرم دمه وماله فيصبح دمه معصوما ويصبح ماله معصوما ويصبح عرضه معصوما كما قال عليه الصلاة والسلام. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. هذا هذه ثمرة التوحيد في الدنيا او بعض ثمرات التوحيد وهي كثيرة لا يمكن حصرها. ولكن هذا ما يحضرنا منها حسب اما في الاخرة فالتوحيد نسأل الله من فضله يورث دخول الجنة كما قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. الذين امنوا يعني اخلصوا العبادة لله سبحانه وتعالى. ولم يلبسوا يعني لم يخلطوا ايمانهم يعني توحيدهم بظلم يعني بشرك الظلم المراد به هنا الشرك. لان النبي صلى الله عليه وسلم فسره بذلك. لما سئل عن معنى هذه الاية الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اشكلت على الصحابة. وقالوا اينا يا رسول الله لم يظلم نفسه؟ النبي صلى الله عليه وسلم بين لهم ان هذا الظلم المراد به الشرك. وتلا عليهم قوله تعالى حكاية عن لقمان انه قال يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. الذين لا يخلطون ايمانهم بشرك يصححون عقيدتهم ويموتون على التوحيد يكون لهم الامن يوم القيامة. الامن المطلق الامن الكامل بحيث لا يخافون في الدار الاخرة لا من موت ولا من الام ولا من اسقام ولا يخافون من زوال النعمة التي هم فيها لا يخافون من عدو لا يخافون من اي مكدر او منغص لان دار الامان وهم في الغرفات امنون. والجنة دار السلام والله يدعو الى دار السلام. ان متقين في مقام امين. في جنات وعيون. يلبسون من سندس واستبرق متقابلين فالجنة دار الامن وهي دار الموحدين. لا يدخل الجنة الا موحد. اما المشرك اما فانه لا يدخل الجنة ابدا. كما قال الله جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وما للظالمين من انصار. الجنة دار الموحدين خاصة. الذين اخلصوا الله عز وجل من الشرك اخلصوا اعمالهم لله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لا يشرك بعبادة ربه احدا. اما من مات على الشرك فانه يكون من اهل النار قطعا وتحرم عليه الجنة ابد الاباد. بنص هذه الاية الكريمة انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ومن فوائد التوحيد في الدار الاخرة ان الله يكفر به الخطايا التي هي دون الشرك. كما قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالشرك لا يمكن ان يغفر. اذا مات الانسان عليه فانه لا مطمع له في المغفرة. اما الموحد فانه اذا مات على التوحيد وان كان عنده شيء من المعاصي فانه بوعد الله سبحانه وتعالى ان الله يكفر عن الخطايا اذا شاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ان شاء الله غفر له بفظل التوحيد. وادخله الجنة بدون في عذاب وان شاء عذبه في النار بقدر معصيته ثم يخرجه من النار بتوحيده. يخرجه من النار بعد ذلك بتوحيده ويدخله الجنة فالموحد مآله الى الجنة اما ابتداء واما بعد ما يعذب بمشيئة الله سبحانه وتعالى. وعلى كل فالموحد على خير فهو امن اما من دخول النار واما امن من الخلود في النار لو دخلها هذا فضل التوحيد واما المشرك فانه لا طمع له في النجاة من النار. اذا دخلها لا يمكن. ولابد له من دخولها لان النار دار المشركين. كما قال سبحانه وتعالى وما هم من لها سبعة ابواب. لكل باب منهم جزء مقسوم نبئ عبادي اني انا كما قال سبحانه وتعالى اه لما ذكر قصة ابليس مع ادم لما قال لما قال انظرني الى يوم يبعثون. قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. قال ربي بما رويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين الا عبادة منهم المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. الا من اتبعك من الغاويين. وان جهنم فموعدهم اجمعين لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقصود. هذا هذه دار الكفار والعياذ بالله ثم ذكر دار المتقين ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين لا يمسهم فيها نصبوا وما هم منها بمخرجين. فالدار دار العذاب هذه خاصة بالمشركين وبعض العصاة من الموحدين الذين يدخلونها ما شاء الله ثم يخرجون منها. اما الجنة فهي دار اهل الايمان ودار اهل التوحيد. ودار اهل العقيدة الصحيحة. الذين ماتوا على التوحيد. كما في الحديث من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار. في الحديث من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله دخل النار. وفي الحديث الاخر يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. هذا ايضا فيه ثمرة التوحيد. وان الله يغفر لاهل التوحيد كما في قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وفي هذه هذا الحديث الذي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه انه قال يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض يعني بملئ الارض بقراب الارض خطايا ثم ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. هذا وعد من الله عز وجل لاهل التوحيد. هذا من ثمرات التوحيد الله يكفر به الخطايا وان كثرت وان ملأت الارض ما دامت العقيدة سليمة فان صاحبها يرجو مغفرة الله عز وجل وفي الحديث ايضا ان من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه ان انه رأى النبي عرضت عليه الامم عليه الصلاة والسلام عرضت عليه الامم فرأى النبي ومعه الرهف يعني معه الجماعة دون العشرة. يعني ما تبعه من قومه الا عدد قليل والبقية عصوا الرسل. النبي ومعه الرهف والنبي ومعه الرجل والرجلان اقل. اقل اقل من الرهن. ما تبعه الا رجل او رجلان والنبي وليس معه احد فيه انبياء ما تبعهم احد. خالفتهم اممهم والعياذ بالله. قال اذ رفع لي سواد عظيم يعني رفع له خلق كثير لكنهم بعيدون لا يميزهم. فظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه. لان موسى عليه السلام تبعه كثير ثم رفع لي سواد عظيم. فقيل فقيل هذه امتك. ومعهم سبعون الف يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. سبعون الف يدخلون الجنة. بلا حساب ولا عذابا ثم نهض صلى الله عليه وسلم ودخل منزله ولم يبين هؤلاء السبعين الف. فجعل الصحابة يبحثون في معرفتهم لحرصهم على الخير. جعلوا يبحثون وكل يدلي برأيه. بعضهم قال لعلهم الذين ولدوا في الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا. والبعض الاخر قال لعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكروا اشياء كل ادلى برأيه خاض الناس في اولئك لان الصحابة يهمهم يهمهم دخولهم الجنة والنجاة من النار. اما اطماع الدنيا ومتاع الدنيا هذا ما يهمهم كثيرا. انما الذي يهمهم هو النجاة من النار دخول الجنة. فلما ذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الميزة العظيمة جعلوا يبحثون فيها ليعرفوها حتى يعملوا. ما هو بس يعرفون هذا الشيء. من باب الاطلاع على الشيء. لا وهذا ليعملوا به ليعملوا بعمل هؤلاء السبعين. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكروا له ذلك. فبين عليه الصلاة والسلام من هم هؤلاء؟ قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون هؤلاء الذين حققوا التوحيد لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم فقام عكاشة ابن محصن رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم. قال انت منهم ثم قام رجل اخر فقال يا رسول الله ادعوا الله ان يجعلني منهم. قال سبقك بها عكاشة الفائدة من هذا الحديث او الشاهد من هذا الحديث هو بيان فضل التوحيد. وان من حققه واخلصه ولم يشرك بالله شيئا من الشرك الاكبر ولا من الشرك الاصغر فانه يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب. وهذا في فضل التوحيد وميزة اهل التوحيد وان من حققه تحقيقا شاملا حصل على هذه الميزة. اما من حصل عنده شيء من الشرك فان كان الشرك اكبر والعياذ بالله فهذا لا طمع له في الجنة وان كان هذا الشرك شركا اصغر فهذا لا لا يبطل التوحيد وصاحبه من اهل التوحيد ولكن عنده نقص وهذا النقص يؤاخذ به. ويناله من جزاءه. الا اذا تاب الى الله سبحانه وتعالى فان الله اخبر انه لا يغفر لمن اشرك وهذا يشمل الشرك الاكبر والشرك الاصغر الا اذا للانسان الموحد اذا كان عنده اعمال راجحة اعمال صالحة راجحة وعنده شيء من الشرك الاصغر فان الله سبحانه وتعالى يغفر له. اذا رجحت حسناته ورجحت اعماله الصالحة فقد يغفر له هذا الشرك الاصغر ولكن هو خطير وخطير جدا. والشرك بالله سواء كان شركا اكبر او اصغر فان خطره عظيم. فعلى المسلم ان يعتني بمعرفة الشرك ليتجنبه. ويعتني بمعرفة التوحيد والعقيدة. ليستقيم عليها وليتمسك بها فان من لا يعرف التوحيد ولا يعرف الشرك فانه لا يأمن من ان يقع في الشرك وان يخل بالتوحيد. والله جل وعلا بين لنا التوحيد. وما يصحح التوحيد وبين لنا ما يخل التوحيد فيجب علينا ان نتعلم ومن هنا يأتي دور الاهتمام بدراسة العقيدة الصحيحة وان ندرس التوحيد دراسة واعية ودراسة فاهمة حتى نستقيم على التوحيد الصحيح ونبتعد عما يناقض التوحيد او ينقصه من الاعمال والاقوال الشركية. فان الامر خطير وان الفتنة عظيمة وكان حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه يقول كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان اقع فيه. والنبي عليه الصلاة والسلام بين للناس الشرك ووسائل الشرك وسد كل الطرق المفضية الى الشرك اهتماما بالامر النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرك وامر بالتوحيد واخلاص العبادة لله وسد كل طريق يؤصل الى ولو من بعيد وحمى حمى التوحيد عليه الصلاة والسلام. ففي مرة قال له رجل ما شاء الله وشئت فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده. الرسول صلى الله عليه وسلم لا شك جعلنا له مشيئة والمخلوق له مشيئة ولكن هذه المشيئة تابعة لمشيئة الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فهذا الرجل لما قال للرسول ما شاء الله وشئت انكر عليه قال قل ما شاء الله وحده فهذا باب شده النبي صلى الله عليه وسلم. النبي صلى الله عليه وسلم نهى امته عن للصلاة عند القبور وان كان المصلي انما يصلي لله. ولكنه اذا صلى عند القبور يخشى ان اليه الشيطان فيوقع في نفسه شيئا من تعظيم الموتى والتعلق بهم ثم بعد ذلك يشرك بهم مع الله عز وجل كما حصل للمشركين قديما وحديثا. فانها ما عبدت القبور الا عن طريق الغلو فيها. عن طريق الغلو فيها والتعلق فيها. النبي صلى الله عليه وسلم ابعد امته عن هذه الفتنة. ونهى نهى عن الصلاة عند القبور ونهى عن الكتابة على القبور. ونهى عن افراج القبور. يعني اضاءتها بالانوار لانها اذا كتب عليها واذا اسرجت فان قلوب العوام تتعلق بها. ويدب اليهم الشيطان فيوقع فيها شرك ويقول لهم ان هذه القبور فيها سر. وفيها نفع كما حصل للمشركين قديما وحديثا. ونهى النبي الله عليه وسلم عن البناء على القبور لانه اذا بني على القبر وجصص بالجص او زوق بانواع التزويق والزينة فان ذلك يسكن العوام. ويعلق قلوبهم بغير الله سبحانه وتعالى. وامر بتسوية القبور بمعنى ان كل قبر رفع رفعا غير المشروع ان يسوى وان يعاد يهدم ما عليه من بنا ويزال ما عليه من كتابة. ويزال ما عليه من اصراج وتنوير. ومن ستور وغير ذلك ويجعل القبر كقبور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبور صحابته. كانوا يدفنون في القبور وتسوى عليهم وترفع قدر شبر قدر شبر فقط ولا يزاد على ذلك ولا يزاد عليها من غير تراب وانما يكتفى بترابها وترفع عن الارض قدر شبر حتى يعرف الناس ان هذا قبر فلا يدوسون عليه ولا يهينونه اما ان يزاد عن هذا بان تبنى عليها القباب او ترخى عليها الستور او تنور بالانوار او تكتب عليها او تجسط هذا كله مما او يصلى عندها هذا كله مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. ولعن فاعله. وشدد النكر فيه كل ذلك سدا لذريعة الشرك. ونهى عن الصلاة عند طلوع الشمس صلاة النافلة يعني. صلاة النافلة عند طلوع الشمس او عند غروبها او بعد صلاة العصر او بعد صلاة الفجر كل هذه الاوقات نهي عن صلاة النافلة فيها لان الكفار والمشركين كانوا يعظمون معبوداتهم في هذه الاوقات. فنهي المسلم ان يتشبه بهم. خشية ان يدب الشرك الى سدا لذريعة الشرك. من اولها كل هذا محافظة على عقيدة التوحيد. التي هي اساس الملة وهي القاعدة التي تبنى عليها سائر الاعمال. فالواجب على المسلمين عموما واهل العلم منهم خصوصا ان يهتموا بالعقيدة وان يدرسوها للناس ويشرحوها للناس عن طريق الدروس الخاصة والحلق وعن طريق الخطب خطب الجمع وعن طريق المحاضرات وعن طريق الندوات وعن طريق اللقاءات وعن طريق البرامج في وسائل الاعلام وعن طريق الكتابة والتأليف. كل هذا واجب على علماء المسلمين ان يبينوا للناس عقيدتهم وان يحذروهم مما يخل بها. مما يناقضها او ينقصها. لان العقيدة هي الاساس. التي من بها فكما قال الله تعالى فقد استمسك بالعروة الوسطى لا انفصام لها. ومن افلتت يده منها فكما قال الله تعالى ومن يشرك بالله فكأنما فر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. هذا وبعد مدة من الزمن توفي ايضا. ولم يتمكن من صيام الكفارة. بل يجب على ورثته من بعده صيام شهرين متتابعين ام لا يجب عليه؟ هذا مرجعه للقاضي اذا كان القاضي حكم عليه بالدية وحكم عليه ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح ومعرفة الحق والعمل به والدعوة اليه. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه. وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. ولا لا يكفي ايها المسلم اذا عرفت الحق وعملت به في نفسك لا يكفي هذا. حتى تدعو الناس اليه حتى تدعو الناس الى الحق. كما قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. وكما قال الله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. ومن اعظم المعروف التوحيد. ومن اعظم المنكر الشرك فيجب على المسلم وعلى العلما خصوصا ان يأمروا بالتوحيد وينهوا عن الشرك ويبين للناس ما وقع الكثير من الخلق اليوم حتى من الذين يدعون الاسلام ما وقعوا فيه من الشركيات والبدع والخرافات والوثنيات التي على الدين الصحيح حتى اصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا. وحتى اصبح التوحيد منكرا عند كثير من الناس. واصبح الشرك هو المألوف ويزعمون انه هو عقيدة المسلمين. ومع الاسف يقولون هذه عقيدة الائمة الاربعة وكذبوا والله. ويقولون هذا هو اهل السنة والجماعة وكذبوا والله فان عقيدة الائمة الاربعة واهل السنة والجماعة هي عقيدة الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان العقيدة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم صافية خالصة. هذه عقيدة الائمة الاربعة واهل السنة والجماعة. اما عقيدة الخرافيين والمخرفين والذين يتعلقون بالاموات وبالاضرحة فهذه عقيدة اهل الشرك. ليست عقيدة اهل السنة والجماعة اهل السنة والجماعة منها برءاء كما قال ابراهيم عليه الصلاة والسلام واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني ابراء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدي. وجعله الله قدوة لنا. قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم معك اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغض ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. هذا هو هي عقيدة اهل السنة والجماعة. اما عقيدة هؤلاء القبوريين والخرافيين فهذه عقيدة المشركين واهل السنة والجماعة منها برءاء. كما برأهم الله منهم. هذا ونسأل الله عز وجل ان يثبتنا واياكم على الحق ويتوفانا على الاسلام. واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد هذا يقول بسم الله الرحمن الرحيم. بعض المسلمين نراهم يتمسحون باستار الكعبة. فهل هذا يقدح في توحيدهم؟ على كل حال الذي شرعه الله عز وجل حول بيته العتيق هو الطواف. كما قال تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق وكما طاف محمد صلى الله عليه وسلم بالبيت العتيق. وكذلك المشروع مع البيت العتيق هو استقباله في كما قال تعالى فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. والذي يستحب ان يمس ويستلم من البيت العتيق هو الركن اليماني والحجر الاسود. هذا الذي معه رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما بقية اجزاء البيت الشريف الاركان الاخرى هذه لا لا تستلم ولا يتمسح بها. لان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا. ولما طاف معاذ ابي سفيان رضي الله تعالى عنه وجعل يستلم جميع الاركان الاربعة نهاه ابن عباس عن هذا فقال معاوية رضي الله عنه ليس شيء من البيت مهجورا. فقال له ابن عباس رضي الله عنهما لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فقال معاوية صدقت وترك ما كان يعمله واقتصر على الاستلام الركن اليماني والحجر الاسود. هذا هو المشروع اما ما زاد عن ذلك فهذا لا اصل له. التمسح في البيت والتعلق به. والقاء مثلا فجسم الانسان عليه وتقبيل اجزاء البيت كل هذا ما ورد ما ورد الا ان الحجر الاسود يستلم ويقبل الركن اليماني يستلم فقط ولا يقبل والاركان الباقية لا تستلم ولا تقبل. هذا هو المشروع في البيت. الاتصال على ما شرعه الله فيه الخير الكثير. من كان يريد الاجر ويريد الثواب فليقتصر على السنة. فان فيها الخير الكثير وما خالفها فانه لا خير فيها. وان كان قصد الانسان الخير لكنه اذا فعل شيئا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يشرعوا فانه لا خير في عمله هذا يكون ضررا على ايه؟ نعم. هذا يقول رجل حدث حدث عليه حادث سيارة. وتوفي معه ثلاثة نفر اه الكفارة اذا كان القاضي في المحكمة حكم عليه بانه مدان في هذا الحادث وانه يفرط وان الحادث وقع بسبب تفريطه ووجبت عليه الدية والكفارة فلا شك ان الكفارة واجبة عليه وهي اعتق رقبة كما قال الله سبحانه وتعالى ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله الى ان قال فمن يعني من لم يجد رقبة فصيام شهرين متتابعين فالصيام بدل من الاعتاق لمن لم يقدر عليه وهذا اذا كان القاضي حكم عليه بالضمان بالدية والكفارة ومات قبل ان يكفر الكفارة باقية عليه ما في شك فيها. فاذا كان هناك امكان للاعتاق بان يوجد رقيق مثلا يشترى ويعتق فان هذا يؤخذ من تركته. يؤخذ من تركته اما الصيام فلا اعلم انه تدخله النيابة في مثل هذه والله تعالى اعلم هذا يقول نسمع كثيرا من الناس اذا ذهب الى زيارة المسجد النبوي يقول بلغ بلغ اسلامي رسول الله الله عليه وسلم فهل لهذا الامر سند من الكتاب؟ لا هذا ليس له سند. ليس له سند اللي يذهب الى المدينة يوصى انه على الرسول بدلا من الغايب. هذا ليس له دليل الكتاب ولا من السنة. وما كان الصحابة يعملون هذا. مع حرصهم على الخير ومحبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم. الرسول صلى الله عليه وسلم الله ارشدنا الى ان نصلي ونسلم عليه. في اي مكان. ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فانت ايها المسلم صلي وسلم على نبيه في اي مكان. وقال عليه الصلاة والسلام صلوا علي حيث كنتم. فان صلاتكم تبلغني. ولما رأى علي ابن الحسين رجلا يأتي يعتاد المجيء الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. يكرر المجيء انكر عليه هذا وقال له ما انت ومن بالاندلس الا سوا فانت ومن بالاندلس؟ وهو المسمى الان ما انت الا وهو سوا. يعني فالذي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في اي مكان تبلغه الصلاة بدون ان يوصي احدا يروح يسلم على الله انما هذا في شأن الاحيا في شأن الاحياء خاص اما الاموات فلا اصل تحميل السلام لهم. والرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا يصلى ويسلم عليه في اي مكان هذا هذا يقول احيانا يقع الانسان في عمل او قول فيه شرك والنية عنده حسنة او جهل منه في حكم هذا العمل والقول فهل يؤاخذ على ذلك؟ ارجو افادتنا اذا كان جاهلا ما عرف ان هذا شرك فهو لا يؤاخذ على هذا لكن اذا تبين له وبين له هذا وجب عليه التوبة الى الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن هذا الشيء. اما وقع في شيء وهو يجهل حكمه فانه لا يؤاخذ به ولكن يؤاخذ بانه لم يسأل وهو بين المسلمين وبين العلماء وبين اهل العلم فهو لا مثلا يعذر بترك السؤال. قال الله تعالى فاسألوه اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فلا يجوز للانسان انه يقدم على عمل الا بعد ان يسأل اهل العلم هل هذا العمل مشروع او غير مشروع؟ من هذه الناحية يؤاخذ بتفريطه. نعم قال لي احد المشائخ ان الشرك الان منتشر. بين اكثر الناس وانه لا يجوز اكل لحوم الذبائح التي تذبح هنا حتى تتأكد من ان الذابح انه موحد. لا هذا لا اصل له الكلام هذا. بلاد المسلمين الاصل فيها التوحيد والحمد لله. الذبائح تذبح في بلاد المسلمين الاصل فيها انها حلال. ولا وهذا من من الغلو ان الانسان تشدد هذا التشدد يقول ما ياكل من هالذبيحة الا اذا عرفت ان اللي ذابحها موحد ما دام انه في بلاد المسلمين فالاصل في ذبائح المسلمين السداد والمشروع فلا تبحث عن هذا. نعم. الا اذا عرفت ان الذي ذبحها يعمل شيء من الشركيات. اذا عرفت هذا فذبيحة حرام. نعم. ما حكم دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم؟ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاء غيره الشرك الاكبر لان الدعاء هو اعظم انواع العبادة. وقال صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة. يعني هو اعظم من اعظم انواعها. الله جل وعلا يقول فادعوا الله مخلصين له الدين. ويقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب يستجيب دعوة الداعي اذا دعاه. فيقول سبحانه وتعالى فلا تدعو وان المساجد لله فلا تدعوا. مع الله احدا فالدعاء خالص حق الله سبحانه وتعالى. فاذا دعا الانسان مخلوقا نبيا او وليا ميتا او غائبا وطلب منه قضاء حاجاته وتفريج كرباته فهذا هو الشرك الاكبر والعياذ بالله. هذا هو شرك المشركين الاولين الذين يدعون من دون الله عز وجل. فلا يجوز دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ولا دعاء غيره من الاموات ولا حتى الحاضرين فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى. يقول ايضا والحلف به الحلف بالرسول صلى الله عليه وسلم. كذلك الحلف بالرسول او بغيره شرك. كما قال صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك قد كفر او اشرك. ونهى صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله. الحلف هذا لا يكون الا بالله عز وجل لانه تعظيم وفيه نوع تعبد للمحلوف للمحلوف به فلا يجوز الحلف الا سبحانه وتعالى. من كان حالفا قال صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. وهذا يقول تمسح بشبان التمسح بالشباك الحجرة النبوية لا يجوز هذا. لان هذا ان كان المتمسح بذلك يتبرك بالبناء والشباك فهذا شرك. لان طلب البركة من غير الله عز وجل شرك. ان تبرك بشجرة او حجر او غير ذلك فقد اشرك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي واقد الليثي قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حدثاء عهد بكفر وكان للمشركين خرجوا مع الرسول صلى الله وسلم لغزوة حنينة وكان للمشركين سدرة يعكفون عندها ويلوظون بها اسلحتهم يعني يتبركون بها. فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انوار كما لهم ذات انواط فكبر النبي صلى الله عليه وسلم قال الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها فما لهم الهة؟ قال انكم قوم تجهلون لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر رب لدخلتموه. فالتبرك بالاحجار او بالاشجار او بالمباني او بالشبابيك. سواء حجرة النبي صلى الله عليه وسلم او غيرها لا يجوز. وهو شرك. فليتق الله المسلم والبركة انما تطلب من الله سبحانه وتعالى وباتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته واقتده لامره هذا هو اللي فيه البركة اما التمسك التمسح بالجمادات والمخلوقات فهذا لا يجدي شيئا. هذا يقول هل من يقيم حفلا المولد واحياء لليلة سبعة وعشرين من رجب ولاهل بدر. الاصل عندنا هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بسنته فقد اوصانا بهذا. فقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي هل وجدنا في سنة رسول الله الثابتة عن انه كان يحيي ليلة سبع وعشرين من رجب؟ هل وجدنا فيها انه كان يحيي ليلة هل وجدنا فيها انه كان يحيي ليلة بدر؟ ما في شيء من هذه الامور. ما لم يكن في سنة الرسول فهو بدعة ومن عمله عمله فقد عمل بدعة. وعمله مردود عليه. كما قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه ارضنا فهو رد يعني مردود عليه. فهذه الاحتفالات بالمولد بالاسراء والمعراج. بليلة مثلا بدر او غير ذلك كل هذه من البدع المحدثة التي ما انزل الله بها من سلطان والذي يريد الخير يتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي يريد الشر يعمل بالبدع والخرافات وسيلقى جزاءه. ان لم يتب الى الله سبحانه وتعالى. ما اظنها عاقل يريد لنفسه الشر ولكن الشيطان والهوى والعصبية الجاهلية هي التي تحمل الانسان على هذه الامور. والتقليد الاعمى. وكما قال الله تعالى ان غالب هؤلاء انما يقلدون ابائهم على غير هدى. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول. قالوا حسبنا ما الفينا عليه اباءنا او لو كان اباؤنا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون؟ هالدين ما هو بيؤخذ بالعوائد والتقليد وانما يؤخذ بالسنة. اتباع الكتاب والسنة. هذا هو العمل الصالح. الذي ينفع صاحبه هل وجدتم في كتاب الله او في سنة رسول الله الامر باحياء هذه المناسبات؟ لا والله. وانما الامر باتباع الكتاب والسنة فهذا هو الموجود وهو الصحيح الثابت. فعلينا اذا كنا نريد لانفسنا الخير ولاخواننا ولمجتمعنا الخير علينا ان تتمسك بالسنة وندعو اليها وان نحذر من البدع لانها بدع ضارة ومهلكة. لو انك رأيت انسانا قد اشتعل حريق في بيته او في دكانه او في سيارته ثم لم تنبهه ولم تخبره بذلك انك تعد في هذا تعد مقصرا ومجرما. وتعد في هذا ربما يحملك على انك عدو له حيث لم تبلغه. فكيف اذا رأيته يمارس بدعة تبعده عن الناس؟ وعن الجنة ولا تنهاه ولا تبين له هذا من اخطر الامور يا عباد الله. نحن نريد الخير. لا نريد لاحد الا الخير. ما نريد التفرقة بين المسلمين كما يقال عنا. وانما نريد للمسلمين الخير نريد اجتماع المسلمين على الحق. لان هذا فيه صلاحهم وفلاحهم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. فلا يمكن الاجتماع الا على الحق وعلى حبل الله الذي هو الكتاب والسنة. اما البدع فانها تفرط البدع تشتت الناس. البدع تضر الناس. البدع تهلك الناس في دينهم ودنياهم. فعلينا ان نحاذر ونحذر يقول هل يعد مشركا؟ لا هذا ما هو مشرك اللي يحيي هذه المناسبات ما نسميه مشرك نسميه مبتدع يسميه مبتدعة ونرجو ان الله يهدي ضال المسلمين الى الحق وان يبصرهم بالطريق الصحيح هذا الذي نريده لهم