الذين اصطفينا من عبادنا فانتم يا امة محمد صلى الله عليه وسلم امة مرحومة امة مصطفاة اصطفاكم الله تبارك وتعالى واجتباكم واختاركم من بين ملايين البشر بل ومن بين المليارات لتكونوا حملة ودعاة التوحيد والسنة فهذه من نعمة الله علينا ثم اورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه اعيذكم بالله ان تكونوا من هؤلاء ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات لله رب العالمين احمده سبحانه انعم علينا وعليكم بالعافية في الابدان والبقاء الى شهر رمضان فهذه من نعم الله علينا احمده سبحانه عليها واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فان الحديث عن احوال السلف في رمضان حديث كما يقال ذو شجون فرمضان هم ليس كرمظاننا رمظانهم رمظان العبادة والطاعة رمظان العكوف ولزوم بيوت الله تبارك وتعالى رمضان الذكر والتلاوة ليس كما هو الحال اليوم من بعض المسلمين كان رمظان هو شهر المأكولات والمسلسلات كان رمظان هو شهر المسابقات بل والملاعب والكرة ونحو ذلك من الامور المشغلات والملهيات ماذا عسانا ان نقول حينما نريد ان نذكر احوال السلف في رمضان نقول كما قال الاول لا تعرظن لذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح اذا مشأ كالمقعد اولئك اقوام عرفوا قدر رمضان فاستعدوا له استعدادا عظيما عرفوا فظائل رمظان فلم يضيعوا فيها ساعة ولا دقيقة ولا لحظة اولئكم اقوام عرفوا ان العبادات في رمظان لها فضائل وهي مما توصل الى مرتبة التقوى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فمن كان ظالما لنفسه فبالصوم يصل الى مرتبة المتقين وان لم يصل ولم يقص ولم يمسك عن المحرمات لعله ان يصل الى مرتبة المقتصدين ومن كان مقتصدا فانه في هذا الشهر حري به ان يصل الى درجة المسابقين الى الخيرات ثم اورثنا الكتاب واذا لم نكن ولم نصبح من اهل المسابقة في الخيرات في شهر البركات فمتى سنكون من اهل الطاعات امام السلف وقائدهم وقدوتهم هو محمد صلى الله عليه واله وسلم كيف كان حاله في رمضان مع انه عليه الصلاة والسلام لم يكن منشغلا عن ربه في غير رمضان ولا في لحظة فحياته كلها حياته كلها لله تبارك وتعالى. انطبقت عليه الاية انطباقا كليا تاما قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين فاذا كانت هذه حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في غير رمظان فكيف برمضان يصور لنا بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم حال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان كان اذا دخل رمظان شد مئزره تأملوا معي شد مأزره وايقظ اهله ولم ينم على فراشه صلوات ربي وسلامه عليه وانا اتأمل في حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم في رمظان ما اهتديت متى كان ينام عليه الصلاة والسلام وغالب ظني انه ما كان ينام كما انه من المنصوص عليه انه ما كان يأكل ويشرب يواصل اليوم باليومين واليومين بالثلاثة حتى لا ينشغل بالمباحات في ليالي رمضان عن الطاعات فكذلك كان لا ينشغل بالنوم وقد قال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم له يا رسول الله انا نريد ان نواصل فانك تواصل يعني نوصل اليوم باليومين ما ننشغل بالاكل والشرب والفطور ما الذي يقوله بعض الناس اليوم اذا لم يجد امامه الوانا من الطعام يسب ويشتم وربما طلق وفعل وفعل قالوا يا رسول الله انا نريد ان نواصل كما تواصل قال اني لست كهيئتكم اني ابيت عند ربي فيطعمني ويسقيني ومعنى يطعمني انه يجعل في من قوى الاطعام ما لا احتاج معه الى المطعومات التي انتم تطعمونها ولذلك ايها الاخوة حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم شيء عظيم في رمظان تأملوا معي انه كان يخلو بربه في الاعتكاف مع انه عليه الصلاة والسلام من شغل عن ربه قط وهو المتمثل لامر الله عز وجل فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب فكان عليه الصلاة والسلام كلما فرغ من عبادة انصب واشتغل بجوارحه في عبادة اخرى اذا انهى الفرظ دخل في النفل اذا انهى واجبا دخل في اخرى هكذا كان حياته عليه الصلاة والسلام. واما قلبه والى ربك فارغب. فهذه في كل احوالها. قلبه لم يكن ملتفتا ولا راغبا الا الى ربه تبارك وتعالى وقد رأى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم حبيبهم وخليلهم صلى الله عليه وسلم وامامهم على هذه العبادة العظيمة التي كان بعضهم يريد ان يجاري النبي صلى الله عليه وسلم فيها فكان يتعب كما يقول حذيفة قمت الى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فافتتح البقرة فقلت يركع بها عند المئة فجاوزها فقلت يركع بها عند المائتين فجاوزها فقلت يختم بها الركعة فختمها حتى دخل في النساء فقلت يركع بها فختمها حتى دخل في ال عمران فختمها ثم ركع بركعة واحدة يقرأ هذا كله وهو من تقدم من الله وعد له غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لكن هناك مرتبة من مراتب العبودية التي اثنى الله بها عليه قد وصلها. فاوحى الى عبده ما اوحى نال هذه المرتبة العظيمة مرتبة العبودية الحقة الكاملة لكنه عليه الصلاة والسلام لسمو نيته وكمال همته وعظيم ارادته وجميل ثنائه على ربه لم يرد ان يقف عند هذه المرتبة فاراد مجاوزتها فقام من الليل حتى تفطرت قدماه فقالت عائشة وغيرها يا رسول الله او تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك قال افلا اكون عبدا شكورا يعني مرتبة فوق العبودية يجمع بين كونه عبدا لله حقا وشاكرا لنعم الله صدقا لذلك نجد في حياة الصحابة من العبادات ما يتعجب منها المرء لكن اذا علمت وتيقنت ان امامهم وقدوتهم هو سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه فلا يستغرب ذلك لان هؤلاء التلامذة كانوا بتربية ذلكم الامام العظيم والنبي الكريم والرسول الخاتم صلوات ربي وسلامه عليه تأملوا معي ان عثمان ابن عفان رظي الله عنه يريد يريد ان يركع ولا يستطيع ان يركع يختم القرآن في ركعة ويجعلها وترا فيقال له لم لا تركع تصلي الليل كله بركعة يقول ان الله يكلمني فاستحي ان اقطع كلامه تأملوا معي يرعاكم الله عثمان ذو الحياء يستحي من ربه فلا يركع حتى يختم القرآن نحن ماذا عسانا ان نقول نحن نقول اليوم للامام لم لا تركع هذا حال كثير من اهل المساجد بل ومن اهل الصف الاول فظلا عن من ليسوا من اهل المساجد تأملوا معي صومهم في النهار كيف كان كانوا يمسكون لسانهم قبل بطونهم وفروجهم كانوا يغظون اطرافهم قبل ان قبل النظر الى المطعومات والمشروبات كانوا يمسكون اسماعهم وعقولهم عن الخطرات وعن الخطورات والسيئات قبل امساكها عن المباحات من المطعومات هؤلاء السلف يصدق فيهم قول جرير اولئك ابائي فجئني بمثلهم او قول الاخطل اولئك ابائي فجئني بمثلهم يا جرير اذا جمعتنا المجامع ما كان ولا يكون مثلهم لا في ايراداتهم فقد زكى الله اراداتهم ولا في اعمالهم فقد زكى الله اعمالهم ولا في اقوالهم فقد زكى الله اقوالهم في محكم تنزيله ايات تتلى الى يوم القيامة فما تناول الاخباريين واخبارهم التالفة وما لنا ولي اهل التاريخ وتاريخهم الزائف وقد سطر الله ايراداتهم واعمالهم واقوالهم فهؤلاء هم السلف اصدق الناس لهجة اعظم الناس رغبة الى الله اعبد الناس لربهم تبارك وتعالى ازهد الناس في الدنيا جائتهم الدنيا وهي في ايديهم العشر المبشرون بالجنة العشر المبشرون بالجنة كلهم كانوا اغنياء كلهم كانوا اغنياء لكن الدنيا في ايديهم ما كانت لتشغلهم ولا لتلهيهم صدق فيهم قول الله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار وهكذا اذا نظرت الى التابعين تلامذة الصحابة وجدت امرا عجبا فيا عباد الله يا من نرجو ان نكون على منوالهم ونعتقد اننا نحبهم والله نحبهم ولكن الحب وحده لا يكفي حتى يكون معه عمل واتباع لاحوالهم واعمالهم ولذلك ايها الاخوة كان النبي صلى الله عليه واله وسلم والصحابة يجتهدون في رمظان ما لا يجتهدون في غيره كان اذا جاء رمظان كان اجود من الريح المرسلة وكان اجود ما يكون اذا لقيه جبريل في رمظان يدارسه القرآن. كان عليه الصلاة والسلام كثير الدعاء حتى كان من عظيم دعائه اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ولهذا جاء ان عائشة ام المؤمنين قالت يا رسول الله ارأيت ان رأيت ليلة القدر فما اقول؟ قال قل اللهم انك عفو تحب العفو واعف عني كان كثير من السلف على هذا الحال روي روي ابو عثمان سعيد بن اسماعيل من التابعين في المنام فقيل له بماذا انتفعت من عملك؟ فقال بقول عفوك عفوك. ذكر الحافظ ابن رجب عن ام سلمة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في اخر امره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء الا قال سبحان الله وبحمده وفي الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة انها قالت ما ركع رسول الله ولا سجد الا قال سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك قتل علي رضي الله عنه وهو ماذا يفعل اهو نائم قتل علي رضي الله عنه وضربه ذاك الشقي عبدالرحمن بن ملجم الخارجي التكفيري قتله وهو قائم في ليالي رمضان ينادي لي الناس ان يقوموا الى الصلاة وذلك في ليلة الثامن عشر من شهر رمضان وفي التمهيد للحافظ بعمر بن عبدالبر رحمه الله عن الاوزاعي قال وحدثني الزهري قال حدثني عروة وعمرة يعني بنت عبد الرحمن ان عائشة رضي الله عنها كانت اذا اعتكفت في المسجد تعتكف العشر الاواخر من رمظان ولا تدخل بيتها الا لحاجة الانسان التي لا بد منها امرأة هذه حالها لكنها الصديقة بنت الصديق الطيبة تحت الطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابراهيم ابن ادهم يقول ايها الناس ان من يحصد الزرع بالنهار ويقيم الليل ان من يحصد الزرع يصوم في النهار ويقيم الليل فما كان ينام في رمضان الا خطفة الا خطفة وكان من السلف من يغتسل بين المغرب والعشاء حتى ينشط لقيام الليل ويكون ذلك عونا قال كعب رحمه الله ينادى يوم القيامة مناد بان كل حارث انتحرت وهو حرث وفلان انحرث ماذا زرعت ينادى كل يوم القيامة مناد بان كل حارث يعطى بحرفه ويزاد غير اهل القرآن له وقوة له على قيام الليل وفي تاريخ بغداد في ترجمة الامام ابن مجاهد المقرئ المشهور المعروف عن ابي علي الطوماري قال كنت احمل القنديل قيل في شهر رمضان بين يدي ابي بكر ابن مجاهد الى المسجد لصلاة التراويح فخرج ليلة من ليالي العشر قال خرج من داره واجتاز على مسجده فلم يدخله وانا معه وسار حتى انتهى الى اخر سوق العطش فوقف يعني في بغداد فوقف بباب مسجد محمد بن جرير يعني الطبري ومحمد يقرأ سورة الرحمن فاستمع قراءته طويلا ثم انصرف فقلت له يا استاذ تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا فقال يا ابا علي دع هذا عنك ما ظننت ان الله وتعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة وهو امام المقرئين ويستمع الى غيره وهذا يجعلنا نقول ان الاجتماع للائمة في رمظان ينبغي ان يكون كحال السلف لا سيما وقد جمع عمر الناس على ابي كما جاء عند الامام مالك في الموطأ وغيره قال الحافظ ابن رجب رحمه الله كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال يعني عشرة اجزاء كل ليلة تقولون هذه صعبة انا رأيت هذا بأم عيني في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قد كان بعض طلاب العلم اذا انتهى المشايخ من صلاة التراويح يقومون في مؤخرة المسجد فيقرؤون عشرة اجزاء كل ثلاث ليالي يختمون القرآن قال الحافظ ابن رجب وبعضهم كان يختم في كل سبع منهم قتادة يعني ابن دعامة السدوسي وقال وكان بعضهم يختم في كل عشر وذكر منهم ابو رجاء العطاردي قال وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وفي غيرها. وكان الاسود يعني ابن يزيد النخعي تقرأ في كل ليلتين في رمضان يختم وكان النخعي يعني إبراهيم ابن يزيد ابن قيس النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية في ثلاث وكان قتادة يختم في كل سبع دائما وفي رمظان في كل ثلاث. وفي العشر الاواخر في كل ليلة ومع ذلك كان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان ايضا وكان للشافعي في رمظان ستون ختمة يقرأها في غير الصلاة. وعن ابي حنيفة رحمه الله نحوه وكان للامام البخاري اربعين ختمة في رمضان. ثلاثين منها في الليالي وعشر منها في الايام وكان الزهري ابو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري الامام المعروف العالم العلامة المحدث الذي قال عنه بعض السلف حديث لا يعرفه الزهري فليس بحديث كان الزهري اذا دخل رمظان قال انما هو تلاوة القرآن واطعام الطعام قال ابن عبد الحكم كان مالك اذا دخل رمظان يفر من قراءة الحديث ومجالسة اهل العلم ويقبل على تلاوة في القرآن من المصحف ومدارسته وقد دارس النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فمدارسة التفسير ليس منهيا عنه وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف اول النهار في شهر رمضان فاذا طلعت الشمس ارتاحت ونامت وقال سفيان يعني ابن عيين المكي كان زبيد اليامي اذا حضر رمضان احضر المصاحف وجمع اليه اصحابه ثم قال ابن رجب وانما ورد النهي عن قراءة القرآن في اقل من ثلاث على المداومة طول العام فاما في الاوقات الفاضلة كشهر رمضان خصوصا والليالي العشر على وجه اخص يقول او في الاماكن فاضلة كمكة لمن دخلها من غير اهلها فيستحب الاكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان او المكان قال وهو قول احمد واسحاق عن ابراهوية الحنظلي امام خراسان وغيرهما من الائمة وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق لانه هذا فعل الشافعي وابو حنيفة قال الحافظ ابن رجب رحمه الله واعلم ايها المؤمن ان المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه. جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام اما الذي يسب ويشتم ها ويغظب هذا ما هو بصايم هذا على قول الاوزاعي هذا ما هو صايم وعلى قول ابن حزم هذا مفطر الصوم يعلمك الحلم الصوم يعلمك المسكنة الصوم يعلمك التذلل لله عز وجل. الصوم يعلمك الامساك امساك اللسان. امساك الجوارح ولذلك يقول الحافظ ابن رجب جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام فمن جمع بين هذين الجهادين وفى ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وفى اجره بغير حساب قال كعب يعني الاحبار وهذا من الاسرائيليات لكنه موافق لما عندنا وليس عندنا ما يخالفه والصيام صنفين غير اهل القرآن والصيام. يعطون اجورهم بغير حساب فكن من اهل القرآن ويشفعان له ايضا عند الله عز وجل واما كون الصيام والقرآن يشفعان ففي المسند. من حديث عبد الله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصيام والقرآن صومك هذا قراءتك هذه تشفع لك يوم القيامة يقول الصيام اي ربي منعته الصوم. منعته الطعام والشراب بالنهار. ويقول القرآن منعته النوم بالنهار شفعني فيه فيشفعان في بعض الروايات فيأخذ هذا بعضده وهذا بعضده وماذا تريد خيرا من ذلك فالصيام ايها الاخوة من اعظم العبادات في نهار رمضان. ولذلك كان السلف يهتمون به اهتماما بليغا ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال ذاك لا يتوسد القرآن يعني لا ينام عنه ويصير القرآن كالوسادة. وخرج الامام احمد من حديث بريدة مرفوعا ان القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حتى ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول هل تعرفني انا صاحبك الذي اظمأتك في الهواجر واسهرت ليلك وكل تاجر من وراء تجارته. فيعطى الملك بيمينه والخلد ما عليه ويوضع على رأسه تاج الوقار ثم يقال له اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ حدرا كان او ترتيلا. تقرأ بسرعة تقرأ مرتل تحصل هذا الاجر. حدرا كان او ترتيلا ايها الاخوة يقول محمد بن كعب رحمه الله كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه يشير الى سهره وطول تهجده وكان كثير من السلف اذا جاء رمظان لهم اكلة واحدة هو فطوره هو سحوره لانهم ما كانوا يريدون ان ينشغلوا عن العبادة في هذه الساعات العظيمة منع القرآن بوعده ووعيده مقلى العيون بليلها لا توجع فهموا عن الملك العظيم كلامه فهما تذل له الرقاب وتخضع. نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا سير على طريق السلف وعباداتهم وان يبارك لنا في اوقاتنا ويعيننا على الصيام والقرآن وتلاوة القرآن والذكر وطاعة الرحمن. وصلي اللهم واسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين