بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. يسر مركز وسائل لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ان يقدم لكم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح ابن عبد العزيز ال الشيخ. وعنوان هذه المادة اعجاز القرآن. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. فمن ابصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار بار انفجر وعلم انه بصفاته ليس كالبشر. الحمد لله وبحمده وصلى الله وسلم على نبيه وعبده. وعلى اله وصحبه وسلم اللهم تسليما مزيدا. اما بعد قد مضى الكلام في الدرس الماظي عن كلام الله جل وعلا. وعلى ان القرآن كلام الحق سبحانه وتعالى. وعلى ان القرآن كلام الله جل وعلا بحروفه ومعانيه. وان الله سبحانه تكلم به فمن انه بدأ وسمعه منه جبريل عليه السلام فبلغه الى النبي عليه الصلاة والسلام فقدم لنا ابطال قول من قال ان وانا مخلوق او ان القرآن عبارة عن كلام الله او من قال ان كلام الله جل وعلا نفسي وكلام الله جل وعلا قديم ونحو ذلك فمن اقوال اهل البدع والضلالات من اقوال المعتزلة والاشاعرة والفلاسفة وغلاف الصوفية وتقدم لنا ذلك مختصرا في اوجه الرد على اولى. وفي مسألة الكلام النفسي ذكرنا بعض الاوجه وسبق ان تقدم لنا في شرح الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية ردودا مزيدة اه سبق ردود مزيدة على ما ذكرنا وقد رد شيخ الاسلام ابن تيمية على من قال بالكلام النفسي في تسعين وجها في رسالة مطبوعة سماها او سميت التسعينية لانها اشتملت على تسعين على تسعين وجها ترد قول من قال ان كلام الله جل وعلا نفسي يعني انه لم يتكلم بصوت يسمع وانما القى ما اراد ما اراده في جبريل. هذه الجملة التي سمعناها الليلة متصلة بالبحث نفسه. قال فمن سمعه يعني القرآن؟ فزعم انه كلام البشر فقد كفر. وقد ذمه الله وهابه واوعده بسقر. حيث قال تعالى ساصليه سقر. فلما اوعد الله فلما اوعد الله بسقر لما قال ان هذا الا قول البشر علمنا وايقنا انه قول خالق البشر ولا ايشبه قول البشر ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن ابصر هذا واعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر وانه بصفاته ليس كالبشر. هذه الجمل مشتملة على تقرير مسألة عظيمة. وهي ان كلام الله جل وعلا لا يشبه قول البشر. وكيف يشبه قول البشر؟ وهو كلام الباري جل وعلا. الذي لا بصفاته البشر فالبشر لهم صفاتهم في كلامهم وفي سمعهم وبصرهم وادراكاتهم واهوائهم والله جل وعلا له صفاته في كلامه وفي سمعه وبصره وجميع صفاته. فلا يشبه في صفاته التي منها كلامه لا يشبه صفات البشر. فمن قال عن القرآن انه قول بشر او انه مخلوق او هو قول جبريل او نحو ذلك وليس لقول الله جل وعلا او انه كلام جبريل وليس بكلام الله جل وعلا فان هذا كافر بالله العظيم. لان من قال ان القرآن كلام بشر فان هذا كفر كما قال سبحانه ان هذا الا قول البشر ساصليه سخر بقول الوليد. اذا لك ذلك فانهم قالوا ايضا اي المشركون قالوا انما يعلمه بشر كما قال سبحانه ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. لسان الذي يلحدون اليه اعجمي. وهذا لسان عربي مبين الذين ابوا هداية القرآن وابوا الاذعان له. وصفوا القرآن بصفات. قال بعضهم هو كيهان. قال بعضهم هو الشعر وقال بعضهم هو قول بشر. وقال بعضهم اساطير الاولين. وكل هذه الاقوال يعلمون انما هي لتنفير الناس عن قولي هذا القرآن فلقد توعد كما هو معلوم في القصة ثلاثة من كفار قريش الا يأتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم بل قبل ذلك وكلهم كان يرد القرآن. ذهب احد الناس ذهب احد هؤلاء الى النبي عليه الصلاة والسلام في الليل يسمع قراءته بالقرآن ولما ذهب وجد فلانا وفلان فاذا بهم ثلاثة يسمعون القرآن لما له من سلطان على نفوسهم ثم لما رجعوا تقابلوا في الطريق فتواعدوا الا يسمعوا مرة اخرى لهذا القرآن لاجل الا يراهم بعض العامة وبعض الناس لا يقبلوا قولهم في رد القرآن. ثم لما جاء من الليل من الليلة الثانية اجتمعوا ايضا ثم صارت ايضا ثالثة حتى رأوا انهم لابد ان يتفارقوا على ذلك. وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه. لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا. كذلك لما ارسل الوليد او عقبة الى النبي صلى الله عليه وسلم يفاوضه في شأن القرآن وان يترك هذا الامر قال له يا محمد ان اردت ملكا ملكناك وان اردت مالا جمعنا ما لك من المال ما تكون به اغنى العرب. وان اردت نساءا نظرنا في اجمل نساء العرب فاتينا بهن اليك فقال عليه الصلاة والسلام له هذا الذي عندك اسمع فتلى عليه صدر سورة فصلت بسم الله الرحمن الرحيم ميم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فاعرض اكثر وهم فهم لا يسمعون ومر عليه الصلاة والسلام في التلاوة حتى بلغ قوله تعالى فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وتموت فالتفت اليه الرجل فقال حسبك الان فرجع الى قومه فقال لما رأوه مقبلا قالوا لقد اتاكم فلان بوجه غير لوجه الذي ذهب به. فلما حضر قالوا ما عندك يا فلان؟ قال اني اني سمعت كلامه. ليس ليس هو بالشعر وليس هو بالكهانة وليس هو بالكلام الذي نأله ان له لحلاوة وان عليه لظلاوة او طلاوة او تلاوة مثلثة ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اسفله نمورة وان اعلاه لمثمر وانه ليعلو ولا يعلى عليه. فتبين بذلك ان اولئك الذين قالوا هو وهو شعر وهو قول البشر انهم هم الذين ردوا على انفسهم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. هذه المسألة يمكن ان نمر عليها فيما ذكر بشيء من التقرير العام كما فعل الشارح. لكن هذه المسألة متصلة ببحث عظيم وهو بحث دلائل النبوة لان كون القرآن لا يشبه كلام البشر ولا يشبه قول البشر هو هو المسألة الموسومة عند العلماء بمسألة اعجاز القرآن وان القرآن معجز وهذه ولا شك مسألة مهمة قل بل نذر ان تتعرض لها كتب العقائد ولها صلة ببحث دلائل النبوة فهي في التوحيد لان صلتها تارة بدلائل النبوة من كون القرآن معجزا ودليلا على صحة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وانه منبأ من عند الله ومن جهة اخرى لها صلة بمبحث كلام الله جل وعلا وهو ان وانا لا يشبه كلام البشر وان كلام الله جل وعلا ليس بكلام البشر. فلا بأس اذا ان نقرر هذه المسألة وهي المسألة الموسومة باعجاز القرآن لاجل ندرة الكلام عليها في كتب العقائد مفصلة ونذكر منها بعض ما يناسب هذه الدروس المختصرة لتقرير هذه المسألة وهي مسألة اعجاز القرآن وقد تكلم فيها انواع من الناس من جميع الفرق والمذاهب اولا ان نجعل البحث فيها في مسائل نقول المسألة الاولى ان لفظ الاعجاز لم يرد في الكتاب ولا في السنة وانما في القرآن وفي السنة ان ما يعطيه الله جل وعلا للانبياء والرسل وما اتاه محمدا عليه الصلاة والسلام ده وبرهان على نبوته. فلفظ المعجزة لم يأتي كما ذكرنا من قبل في الكتاب ولا في السنة. وانما هو لفظ حادث ولا بأس واستعماله اذا عني به المعنى الصحيح الذي سيأتي. الذي جاء في القرآن الايات والبراهين. لكن العلماء استعملوا لفظ اعجاز بسبب وهو ان القرآن تحدى الله جل وعلا به العرب. تحدى الله جل وعلا العرب بان يأتوا بمثله. او ان يأتوا بعشر سور مثله او ان يأتوا بسورة من مثله. فلما تحداهم فلم يغلبوا ولم يأتوا بما تحداهم به فدل على عجزهم وذلك بسبب ان القرآن معجز لهم فلم يأتوا بمثله. قال جل وعلا قل لئن اجتمعت الانس والجن انه على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وقال جل وعلا قل فاتوا بعشر بصور مثله مفتريات. وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا ان ما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو فهل انتم مسلمون؟ اذا تبين ذلك التحدي لما وقع وعجزوا وهم يريدون هي وسيلة لمعارضة القرآن واثبات انه قول البشر فاتوا بمثل عشر سور ائتوا بمثله ائتوا بسورة من مثله لما سمى العلماء فعلهم ذلك او عجزهم سموه سموه مسألة اعجاز القرآن لاجل التحدي وعجز الكفر اياه بمثله. المسألة الثانية ان كلام الله جل وعلا هو المعجز. وليس ان الله جل وعلا اعجز لاجل السماع. اعجز لما انزل القرآن. والفرق بين المسألتين ان الاعجاز صفة القرآن. ولكن لا يقال ان الله جل وعلا اعجز البشر عن الاتيان بمثل هذا القرآن لان هذا القول يتضمن بل يدل على انهم قادرون لكن الله جل وعلا سلبهم القدرة على هذه المعارضة. فاذا الاعجاز والبرهان والاية والدليل في القرآن نفسه لما؟ لانه كلام الله جل وعلا. ولا يقال ان الله جل وعلا اعجز الناس ان يأتوا بمثل هذا القرآن او صرفهم عن ذلك كما هي اقوال يأتي بيانها. فاذا تنتبه الى ان تعبير اهل العلم في هذه المسألة ان القرآن اية فاية محمد عليه الصلاة والسلام القرآن. اية نبوته واية رسالته القرآن. بل محمد عليه الصلاة والسلام لما سمع كلام الله جل وعلا خاف عليه الصلاة والسلام فلما فجأه الوحي وهو في غار حراء فاتاه جبريل فقال قال له اقرع. قال ما انا بقع. قال اقرأ. قال ما انا بقارئ. قال اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق الى اخر ما انزل في اول ما نبه النبي عليه الصلاة والسلام فرجع بها عليه الصلاة والسلام يرجف بها فؤاده لان هذا الكلام لا انتبهوا كلام احد ولم يتحمله عليه الصلاة والسلام. لا في الفاظه ومعانيه ونظمه ولا في ايظا صفة الوحي. والتنزيل فما قطع عليه الصلاة والسلام ان يتحمل ذلك فرجع بهن يعني بالايات يرجف بها فؤاده عليه الصلاة والسلام الى اخر عن القصة. اذا فالنبي عليه الصلاة والسلام نفسه اول ما جاءه الوحي لم يتحمل هذا الذي جاءه لم؟ لانه كلام جل وعلا واما كلام البشر فانه يتحمله لما سمع. المسألة الثالثة وللناس في اعجاز القرآن مسألة اعجاز القرآن كما ذكرنا لها صلة بدلائل النبوة. والقرآن معجز لمن؟ للجن والانس جميعا. بل معجز لكل المخلوقات. لما؟ لانه كلام الله جل وعلا. وكلام الله جل وعلا لا يشبه كلام الخلق. وكون القرآن معجزة راجع الى اشياء كثيرة يأتي فيها البيان. فاختلف الناس في وجه الاعجاز لاجل ان اعجاز القرآن دليل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام في اقوال. القول الاول ذهب اليه طائفة من المعتزلة ومن غيرهم حتى من المعاصرين الذين تأثروا بالمدرسة العقلية في التفسير اه في الصفات والكلام قالوا ان القرآن الاعجاز فيه انما هو بصرف البشر عن معارضته. والا فالعرب قادرة على مغامرته في الاصل. لكنهم صرفوا عن امرته فهذا الصرف هو قدرة الله جل وعلا لا يمكن للنبي عليه الصلاة والسلام ان يصرفه جميعا عن معارضته وهذا لابد ان يكون من قوة تملك هؤلاء جميعا وهي قوة الله جل وعلا. فاذا الصرخة التي تسمع عنها يعني ان الله صرف البشر عن معارضة هذا القرآن والا فان العرب قادرون على المعارضة. وهذا القول هو المشهور الذي ينسب للنظام وجماعة فيما هو معلوم وهذا القول يرده اشياء نقتصر منها على دليلين الدليل والسمع نقلي من القرآن والدليل الثاني عقلي. اما الدليل القرآني فهو قول الله جل وعلا قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا الله جل وعلا اثبت ان الانس والجن لو اجتمعت على ان تأتي بمثل هذا القرآن وصار بعضهم لبعض معينا في الاتيان بمثل هذا القرآن انهم لن يأتوا بمثله. وهذا اثبات لقدرتهم. على ذلك لان اجتماع مع سلب القدرة عنهم في منزلة اجتماع الاموات تحصيل شيء من الاشياء. الله جل وعلا بين انهم لو سمحوا على ان يأتوا بمثل هذا القرآن. وكان بعضهم لبعض معينا وظهيرا على المعارضة فانهم لن يستطيعوا ان يأتوا بمثل هذا القرآن فاثبت لهم القدرة لو اجتمعوا قادرين وبعضهم لبعض يعين لكنهم سيعجزون مع قدرهم التي ستجتمع وسيكون بعضهم لبعض معينا على المعارضة. وهذه الاية هي التي احتج بها المعتزلة على اعجاز القرآن ففيها الدليل ضدهم على بطلان الصرخة. اما الدليل الثاني وهو الدليل المقلي ان الامة اجمعت من جميع الفرق والمذاهب ان الاعجاز ينسب ويضاف الى القرآن. ولا يضاف الى الله جل وعلا. فلا يقال اعجاز الله القرآن وانما يقال باتفاق الجميع وبلا خلاف هو اعجاز القرآن. فاضافة الاعجاب الى القرآن تدل على ان القرآن معجز في نفسه وليس الاعجاز من الله بصفة القدرة. لاننا لو قلنا الاعجاز اعجاز الله بقدرته الناس عن الاتيان بمثل هذا القرآن فيكون الاعجاز بامر خارج عن او فلما اجمعت الامة من جميع الفئات والمذاهب على ان الاعجاز وصف للقرآن علمنا بطلانا ان قلت الاعجاب صفة لقدرة الله جل وعلا لان من قال بالصرخة بان الله سلبهم القدرة هذا راجع الاعجاز يعني تعجيز اولئك راجع الى صفة القدرة وهذه صفة ربوبية. فاذا لا يكون القرآن معجزا في نفسه وانما تكون المعجزة في قدرة الله جل وعلا على الاذان وهذا لا شك انه دليل قوي في ابطال قول هؤلاء ولهذا المعتزلة اخرون ذهبوا الى خلاف قول المتقدمين في الاعجاز بالصرفة لان قولهم لا يستقيم لا نقلا ولا عقلا. المذهب الثاني من المذاهب في اعجاز القرآن من قال القرآن معجز بالفاظه. فالفاظ القرآن بلغت المنتهى في الفصائل لان البلاغيين يعرفون الفصاحة بقولهم فصاحة المفرد في سلامته من نفرة فيه ومن غرابته. القرآن مشتمل على اعلى الفصيح في الالفاظ. ولما تأمل اصحاب هذا القول جميع كلام العرب في خطبهم واشعارهم وجدوا ان كلام المتكلم لابد ان يشتمل على لفظ دال في الفصاحة. ولا يستقيم في كلام اي احد بالمعلقات ولا في خطب العرب ولا في اه نثرهم ولا في مراسلاتهم الى اخره لا يستقيم ان يكون كلامهم دائما في اعلى الفصاحة فنظروا الى هذه فقالوا الفصاح الفصاحة هي دليل اعجاز القرآن لان العرب عاجزون وهذا ليس جيد لان القرآن اسم للالفاظ والمعاني. والله جل وعلا تحدى ان يؤتى بمثل هذا القرآن او بمثل عشر سور مثله مفتريات كما زعموا. وهذه المثلية انما هي باللفظ وبالمعنى جميعا بسورة الكلام المترتبة فاذا كونه معجزا بالفاظه نعم لكن ليس وجه الاعجاز الالفاظ الالفاظ وحدها. القول الثالث من قال ان الاعجاز في المعاني. واما الالفاظ فهي على قارعة الطريق. مثل ما يقوله وغيره يعني فيما ساقه في كتاب الحيوان يقول الشأن في المعاني اما الالفاظ فهي ملقاة على قارعة الطريق يعني ان الالفاظ يتداولون الناس لكن الشأن في الدلالة بالالفاظ على المعاني وهذا لا شك انه قصور لان القرآن معجز بالفاظه وبمعانيه وبصورته العامة كما سيأتي في القول في قول من الاقوال الاتي. القول الثالث الرابع القول الرابع من قال ان القرآن معجز في نظمه. ومعنى النظم والالفاظ المترتبة والمعاني المعاني التي دلت عليها الالفاظ وما بينها من الروابط. يعني ان الكلام يحتاج فيه الى اشياء يحتاج فيه الى الفاظ والى معان في داخل هذه الالفاظ يعبر بها يعبر بالالفاظ عن المعاني والى رابط يربط بين هذه الالفاظ والمعاني في صور بلاغية وفي صور نحوية عالية وهذا مجموع سماه اصحاب هذا القول النوم. وهذا هذا هو مدرسة الجهداني المعروفة العلامة عبد القاهر الجورجاني في ما كتب في دلائل الاعجاز وفي اسهم البلاغة وهذا القول لما قال به الجرجاني وهو مسبوق اليه من جهة الخطاب وغيره يعني في بكلمة هو اراد به الرد على عبدالجبار المعتزلي في كتابه المغني فانه الف كتاب المغني وجعل مجلد كاملا في اعجاز القرآن رد عليه بكتاب دلائل الاعجاز وان الاعجاز راجع الى اللفظ والمعنى والروابط هنيء الى النظم نظم القرآن جميعا. المقصود النظم يعني تآلوا الالفاظ والجمل مع دلالات المعاني البلاغية واللفظية وما بينها من صلات نحوية عالية. وهذا القول قول جيد ولكن لا ينبغي ان يقصر عليه اعجاز القرآن. القول الخامس من قال اعجاز القرآن فيما اشتمل عليه. فالقرآن اشتمل على امور غيبية لا يمكن ان يأتي بها النبي عليه الصلاة والسلام في امر الماظي وفي امر المستقبل. واشتمل القرآن ايظا على امور تشريعية لا يمكن ان تكون من عند النبي عليه الصلاة والسلام واشتمل القرآن على هداية ومخالطة للنفوس لا يمكن ان تكون من عند من عند بشر. وهذا قول بعض المتقدمين وجمع من المعاصرين في ان القرآن مشتمل على هذه الاشياء جميعا. ولكن هذا القول يشكل عليه ان القول في ان اعجاز القرآن الذي تحديت به العرب والعرب حينما خوطبوا به خوطبوا بكلام شمل على اشياء كثيرة وكان تحدي واقعا ان يأتوا بمثل هذا القرآن او بمثل سورة او بمثل عشر سوء او بعشر بصور مثله مفتريات فما زعم. وهذا يؤول الى ما تميزت به العرب. وهو مسألة البلاغة وما تميزوا به من رفعة الكلام وفصاحته وبلاغته. والعرب لم تكن متقدمة عارفة بالامور الطبية ولا بالامور الفلسفية ولا الامور العقدية ولا بالغيبيات وليس عندهم معرفة بالتواريخ على تفاصيلها ونحو ذلك حتى يقال ان الاعجاز وقع في هذه الجهة لكن انهم قوظبوا بكلام من جنس ما يتكلمون به. لكنهم يعني من جهة الالفاظ والحروف لكنهم عجزوا عن الاتيان بذلك لانه كلام الله جل وعلا. القول الاخير والاقوال متنوعة لان المدارس كثيرة. ان القرآن معجز لانه كلام الله جل وعلا وكلام الله جل وعلا لا يمكن ان يشبه كلام المخلوق. وهذا القول هو الذي ذكره الطحاوي هنا قال علمنا وايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر. ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن ابصر هذا واعتبر وعن مثل قول الكفار زجر علم انه بصفاته التي منها القرآن ليس كالبشر. وهذا القول الذي اشار اليه لم يتطرق اليه الشارحون. شارح هذه الرسالة سواء من السلفيين او من تبع من ما تريدين وغيرهم في تقرير هذه المسألة وهو من ارفع واعظم الاقوال بل هو القول الحق في هذه المسألة ان كلام الله جل وعلا لا يمكن ان يشبه كلام البشر. خذ مثلا فيما يتميز به المخلوقات. ترى فلانا فتقول هذا عربي وترى اخر فتقول هذا اوروبي وترى ثالثا فتقول هذا من شرط اسيا. لما؟ لان الصفة العامة دلت على ذلك. ولو اخذ الاخذ يعدد لاخذ يعدد اشياء كثيرة. متنوعة دلته على ان هذه الصورة هي صورة وهذه الصورة صورة اوروبي هذه الصورة الخلقية صورة شرط من شرق اسيا وهكذا فاذا الصورة بها يتفرق تتفرق الاشياء. الذي يدل على الفرقان ما بين شيء وشيء واهمها الصورة العامة له. كلام الناس اذا انتقلنا من الصورة الخلقية كلام الناس يختلف بعضه عن بعض. قول الصحابة اذا سمعنا كلاما اقول هذا من قول الصحابة او من قول السلف لان كلامهم لا يشبه كلام المتأخرين. كما قال ابن رجب كلام السلف قليل تثير الفائدة وكلام الخلفي كثير قليل الفائدة. فكلام السلف له صورة عامة تعلم ان هذا من كلام السلف. فلو اتينا بكلام انسان معافا وفي كلمات له كثيرة قارنناها بكلام السلف لاتضح الفرظ. فاذا المخلوق المخلوق البشر في كلامهم متباين. اذا رأيت كلام الامام احمد تقول هذا ليس كلام ابن تيمية. ترى كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في تقريره تقول ليس هذا بكلام مثلا النووي اذا رأيت كلام الامام احمد تقول هذا ليس هو كلام ابي حنيفة وهكذا فاذا الكلام له صورة له من سمعها ميز هذا الكلام. وهذا هو الذي اشار اليه الطحاوي بان كلام الله جل وعلا لا يشبه كلام البشر اذا تبين ذلك فان كلام الله جل وعلا صفته فهذا القرآن من سمعه ايقن انه ليس بكلام البشر ولهذا بعض الادباء القوات مثل ابن المقطع والمعري ونحو ذلك ارادوا معارضة القرآن بصورة ادبية فظهر بل اتضحوا في ذلك فغيروا منحاهم الى منح التأثير الى ما اشبه ذلك في كتبهم المعروفة وهي مطبوعة ارادوا المعارضة من جهة المعاني من جهة الالفاظ ان يأتوا بشيء لكنهم اتضحوا لان كلام البشر لا يمكن ان يكون مثل كلام الله جل لو علم العرب عندهم معرفة بالبيان هم الغاية في البيان هم الغاية في معرفة الفصاحة هم الغاية في معرفة ترتيب كلام لكنهم لما سمعوا القرآن ما استطاعوا ان يعارضوه لم؟ لان الكلام لا يشبه الكلام لا يمكن لا يمكن ان يعارضوا لان كلام الله جل وعلا لا يشبه كلام المخلوق. اذا تبين لك ذلك فنقول اذا ما نقرره هو ان وجه الاعجاز في كلام الله جل وعلا وان كلام الله سبحانه وتعالى لا يشبه كلام البشر. ولا يماثل كلام البشر وان البشر لا يمكن ان يقولوا شيئا يماثل صفة الله جل وعلا. والناس لا يستطيعون على اختلاف طبقاتهم وتنوع مشاربهم ان يتلقوا اعظم من هذا الكلام والا فكلام الله جل وعلا في عظمته لو تحمل البشر اعظم من القرآن لكانت الحجة اعظم انهم لا يتحملون اكثر من هذا القرآن. لهذا تجد التفاسير من اول الزمان الى الان وكل واحد يخرج من عجائب القرآن ما يخرج والقرآن كنوزه لا تنفذ. ولا يخلق على كثرة الرد لا من جهة التلاوة ولا من جهة التفسير. اذا تبين ذلك الطحاوي هذا من انفس ما سمعت واصح الاقوال في مسألة اعجاز القرآن وهو ان الكلام لا يشبه الكلام. اذا تبين هذا فنقول كلام الله جل وعلا في كونه لا يشبه كلام البشر له خصم. فاوجه اعجاز اوجه اعجاز القرآن التي ذكرها من ذكر نقول هي خصائص لكلام الله جل وعلا. اوجبت ان يكون كلام الله جل وعلا ليس ككلام البشر. مثل ما نقول يقول واحد والله هذا الشعر موزون. هذا البيت فيه كسر. يأتي لوحده؟ والله ما اعرف مشى حرف واحد نقص قال فيه كسر او هذا البيت ما يمكن ان يكون كذا لماذا في هيئته العامة لكن له برهان يأتيك يقول لانه كذا وكذا وكذا. فلان هذا بخصاله دلنا بصفاته حركاته تصرفاته على انه ليس بعربي. هذه القضية العامة لما؟ له قلة عليها لكن هذه خصائص العرب وما تميزوا به عن غيره. يقول هذا الحديث ضعيف او هذا الحديث معلول. ما وجه علته؟ مثل ما قال ابن مثل ما قال ابو حاتم وغيره من ممن تقدم ان اهل الحديث يعرفون العلة كما يعرف صاحب الجوهر الزيف من النهر. تذهب انت ترى هل هذا الماس نقي او ليس بنقي؟ يأتيك صاحب الخبرة ويقول هذا الماس ليس بنقي انت ترى ما تعرف تفرق هل هذا نقي ام؟ هذا الكتاب ولا طبعته؟ طبعة حجرية اللي ما يعرف ما يدري هذا الكتاب مطبوع في روسيا كيف عرفت انه وليس عليه اسم الكتابة هذا الكتاب مطبوع في بلدة كذا في الهند. لماذا؟ عنده البرهان ولكن الصفة العامة هي هذه. ولهذا نقول وننتبه لهذا حتى تخلص من تخلص من اشكال عظيم في هذه المسألة مسألة اعجاز القرآن لتنوع الخطاب فيها وتنوع المدارك فيها نقول ان كلام الله جل وعلا ليس ككلام البشر وكلام الله جل وعلا له خصائص ميزته عن كلام البشر. ما هذه خصائص كل ما قيل داخل في خصائص القرآن اولا القرآن كلام الله جل وعلا واشتمل القرآن على الفاظ العرب جميعا. تجد القرآن فيه كلمات بلغة قريش. وفيه كلمات بلغة هذيل. وفيه كلمات بلغة تميم وفيه كلمات بلغة هوازن وفيه كلمات بلغة اهل اليمن وفي بلغات كثيرة بلغة حمير وانتم سامدون قال ابن عباس الشمود الغنى بلغة حمير. بعض بعض قريش خفي عليها بعض الكلمات. مثل ما قال عمر رضي الله عنه لما هلا سورة النحل في يوم الجمعة في الخطبة تلا سورة النحل فوقف عند قوله تعالى او يأخذهم على تخوف فان لرؤوف رحيم. نظر وقال ما التخوف؟ فسكت الحاضرون. فقام رجل من هذيل. فقال يا امير المؤمنين التخوف في لغتنا التنقص. قال شاعرنا ابو كبير الهذري تخوف الرحل منها تامكا قردا. كما تخوف نبعث تنحرص يعني او يأخذهم على تخوف يعني يبدأ يتنقص. شيء فشيء ينقصون عما كانوا فيه من النعمة شايف شيء حتى يأتي يوم النصف. عمر القرشي خفي عليه هذا هذه الكلمة لانها بلغة اخرى. هل يستطيع احد من العرب ان يحيط بلغة في العرب جميعا لا يمكن. ان يحيط بلغة العرب جميعا بالفاظها وتفاصيلها لا يمكن. ولهذا تجد في القرآن الكلمة بلغة مختلفة وتجد فيه التركيب النحوي بلغة باللغة من لغة العرب فيكون مثلا على لغة حمير في النحو او على لغة سدوس في النحو على لغته ذيل في النحو فاذا الالفاظ والمهاني والتراكيب النحوية في القرآن تنوعت ودخل فيها كل لغات هذا لا يمكن ان يحيط هذه الاحاطة الا خلق اللغات وهو ثاني الالفاظ كما ذكرنا الفاظ القرآن بلغت اعلى والقرآن كله فصيح في الفاظه. والفصاحة راجعة الى الكلمات جميعا الاسمى والافعال الف لام ميم فصيح. اذا من خصائص القرآن التي دلت على اعجازه ان الفاظه جميعا وما استطاع احد ان من العرب الذين انزل عليهم القرآن ان يعيبوا القرآن في لفظ مما فيه كما عابوا كلام بعضهم بعضا. بل قال قائله قال قائلهم ان له لحلاوة. وانا عليه لتلاوة. الى اخر كلام الوجه الثالث من خصائصه المعاني. المعاني التي يتصورها البشر عند قول كلامه لابد ان يكون فيها قصور فاذا تكلم البشر في المعاني العقدية فلا بد ان يكون عنده لا شك قصور. اذا تكلم في المعاني التشريعية لا بد ان يظهر خلل. اذا تكلم في المعاني الاصلاحية التهذيبية لابد ان يكون فيها خلل. ولهذا قال جل وعلا ولو افلا يتدبرون ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فاذا تنوع المعاني على هذا الوجه التام بما يناسب بما يناسب المعاني الكثيرة التي يحتاجها للناس يدل على ان هذا كلام الله جل وعلا يعني انه صفة هذه خصائص كلام الله جل وعلا. فلو قيل تقديرا اننا سنصف القرآن الذي هو كلام الله جل وعلا. وبه فارق كلام البشر فستعدد هذه جميعا فهي خصائص او اوجه للاعجاز بها صار القرآن معجزا بجميعها لا بواحدة الوجه او الخصيصة الرابعة ان القرآن فيه النظر مثل ما قال الجورجاني وهو من احسن من احسن النظريات والكلام في اعجاز القرآن من جهة البيان القرآن فيه القمة في فصاحة الالفاظ وفي البلاغة. البلاغة مترتبة من اشياء مركبة من الفاظه ومن معان ومن روابط. الحروف التي تربط بين الالفاظ والمعاني وتصل الجمل. تصل الجمل بعضها ببعض القرآن اذا من اوجه اعجازه او من صفاته وخصائصه ان نظمه يعني ان ترتيب الكلام ايات فيه وترتيب الجمل في الاية الواحدة يدل على انه الغاية في البيان. ولا يمكن لبشر او لا يمكن للجن والانس لو اجتمعوا ان يكونوا دائما على اعلى مستوى في هذا النبض. ولهذا تجد ان تفاسير القرآن في القرآن حتى الدفاتر المتخصصة في النحو تجده ينشط في اوله تجده يعجز في اخره ما تجده ينشط اخر تجده في البلاغة يريد ان يبين بلاغة القرآن يجود في موضع ثم بعد ذلك تأتي مواضع يفشل ما ما يستطيع ان يبين عن ذلك. ولهذا قال من قال من اهل العلم العلوم ثلاث. علم نضج واحترم. وعلم نضج ولم يحترم. وعلم لم ينضج ولم يحترق والثالث هو التفسير. لم يمض ولم يحترق لانه على كثرة المؤلفات التفسير وهي مئات فانها لم تأتي على كل ما في القرآن. لم لان الانسان يعجز المبين ان يبين عن كل ما في القرآن. اذا نظرية النظم الذي التي ذكرها عبد القادر الجورجاني في كتابيه دلائل لانجاز واسرار البلاغة على تفصيل ما فيها لا شك انها دالة على صفة من صفات القرآن الوجه الخامس ان القرآن له سلطان على النفوس. وليس ثم من كلام البشر ما له سلطان على النفوس في كل الكلام ولكن القرآن له سلطان على النفوس بما تميز به من كلام الله جل وعلا. لانه كلام الله جل وعلا. مثل صار السلطان على ذلك المشرك. يعني انه يرغم الامور. وقد كان مرة احد الدعاة يخطب بالعربية. وفي خطبته يورد ايات من القرآن العظيم يتلوها. فكانت امرأة كافرة لا تحسن الكلام العربي ولا تعرفه لما انتهى الخطيب من خطبته استوقفته وكان اه في في سفينة لما انتهى من خطبته استوقفه وقالت كلامك له لمط تأتي في كلامك بكلمات مختلفة في رنتها وفي قرعها الاذن عن بقية كلامك. فما هذه الكلمات؟ فقال هي وهذا لا شك. اذا سمعت القرآن تجد له سلطان على النفس يلجأ النفس على الاستسلام له. الا من ركب هواه. هذا السلطان تجده في اشياء اولا ان اية ايات القرآن درس معها قد يقول عشر دقائق بقي بقي مسألتان ان ايات القرآن في السورة الواحدة كما هو معلوم لم تجعل ايات العقيدة على حدة وايات الشريعة على حدى الاحكام وايات السلوك على حدى الى اخره. بل الجميع كانت هذه وراء هذا. اية تخاطب المؤمنين. واية اخرى تخاطب المنافقين. واية تخاطب النفس واية فيها الفقيد اذا هو عايش فيها قصص الماضية واية تليها فيها ما سيأتي ويأتيها الوقت ويأتيها الوعيد ويأتيها ذكر الجنة وذكر النار وفيها اية فيها التشريع ثم يرجع الى اية اخرى فيها اصل الخلق قصة ادم وهكذا في تنوه وهذا من اسرار السلطة الذي يكون للقرآن على النفوس لان الانفس متنوعة بل النفس الواحدة لها مشاكل. فالنفس تارة يأتيها وتارة يأتيها ترغيب. تارة تتأثر بالمثل. تارة تتأثر بالقصة. تارة هي ملزمة بالعمل. تارة هي ملزمة فكون هذه وراء هذه وراء هذه تغلق على النفس البشرية انواع ما تتأثر به. وهذا لا يمكن ان يكون الا من كلام من خلق هذه النفس البشرية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبيث. فتجد ان القرآن يحاصره فاي انسان اراد ان يفر لا يمكن ان يفر من القرآن فيأتى فيه قوة اية فيها وصف الكافرين اية ايات فيها قوة في وصف المنافقين ايات فيها قوة في وصف المؤمنين ايات فيها العقيدة فيها الماظي فيها الحاظر فيها النبوة فيها الرسالة فيها الدلالة فيها حال المشركين الى اخره فيما يحصل على النفس الحية. والعقل الواعي الذي يتحرك عنده همة يحصل عليه الهروب وهذا لا يمكن ان يحشره في انواع النفس البشرية الواحدة الا من خلق هذه النفس وتكلم بهذا القرآن لاصلاحها ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فكيف اذا بانواع الانفس المختلفة؟ هذا الذي يصلح له الترغيب وهذا الذي يصلح له الترهيب وهذا الذي يصلح له وصف الجنة وهذا الذي ينشأ عنده الايمان بالحب والى اخره. وذاك الذي ينشأ عنده الايمان بالجهاد ونحو ذلك الانفس وخطاب القرآن للناس جميعا على تنوع انفسهم هذا دليل ثان على ان هذا القرآن له سلطان على النفوس ايضا تجد ان القرآن خوطب به من عنده فن الشعر وما يسميه بعض الناس موسيقى الكلام يعني رنات الكلام بعض الناس عنده شفافية في التأثر باللحم بالرنات الصعود والنزول في نغمة الكلام. هذا ايضا هذا النوع من الناس تجد في القرآن ما يجبره على ان يستسلم له. لبيب بن ربيعة صاحب معلقة وصاحب الديوان المشهور قال قيل له الا تنشدنا من قصائدك؟ لما وقفت عن الشعر؟ قال اغناني عن الشعر وتذوقها كما قال سورة البقرة والية لان هذا شيء هو له تذوق في هذا الفن بخصوصه فيأتي القرآن فيجعل سلطانه على النفس يقصره قصرا. لهذا قال جل وعلا وانه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وقال سبحانه ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا قصلت اياته اعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. الوجه السادس او الصفة السادسة للقرآن او الخاصية السادسة للقرآن التي تميز بها عن كلام الناس ان القرآن فيه الفصل في امور الغيبية. اما اشياء في القرآن انزلت على محمد عليه الصلاة سلام وكان اميا عليه الصلاة والسلام ما لم يظهر وجه بيانها وحجتها في كمال فطرها الا في العصر الحاضر وهو ما اعتنى به طائفة من الناس وسموه الاعجاز العلمي في القرآن. والاعجاز العلمي في القرآن حق لكن له ضوابط توسع فيه بعضهم فخرجوا به عن المقصود الى ان يجعلوا ايات القرآن خاضعة للنظرية وهذا باطل بل النظرية خاضعة للقرآن لان القرآن حق من عند الله والنظريات من صنع البشر لكن بالفهم الصحيح للقرآن فثم اشياء من الاعجاز علمي حق. لم يكن يعلمها الصحابة رضوان الله عليهم على كمال معناها وانما علموا اصل المعنى فظهرت العصر الحاضر في اصول من الاعجاز العلمي. الاعجاز الاقتصادي الاعجاز التشريعي الاعجاز العقدي اشياء تكلم عنها ناس في هذا العصر ما نطيل ببيانها وكل واحدة منها دالة على ان هذا القرآن من عند الله جل وعلا ولو كان من عند غير الله فوجدوا فيه اختلافا كثيرا. الوجه السابع والاخير وبه نختم هذه هذا الدرس ان القرآن من صفاته ان الانسان المؤمن كلما ازداد من القرآن ازداد حبا في الله جل وعلا. وهذا راجع الى الايمان وراجع الى ان صفة القرآن فيها زيادة في الهدى والشفاء للقلوب. فالاوامر والنواهي والاخبار التي في القرآن هي هدى وشفاء لما في القلوب كما قال سبحانه قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وهذا سلطان خاص على الذين امنوا في انه يهديهم ويخرجهم من الظلمات الى النور. في المسائل العلمية وفي المسائل العملية. لهذا ما تأتي فتنة ولا اشتباه الا وعند المؤمن البصيرة بما في هذا القرآن. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فاذا صفة كلام الله جل وعلا في ان المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعلم حدوده ويعلم معانيه ويعلم معانيه ان عنده النور في الفصل في المسائل العلمية والعملية. وهذه لا لا يلقاها الا اهل الايمان. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. وننزل من القرآن اني ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين؟ ولا يزيد الظالمين الا خسارا. فهذا اذا سلطان خاص يزيد المؤمن ايمانا لهذا اذا تليت على المؤمن ايات الله جل وعلا ايش؟ زادتهم ايمانا زادتهم ايمانا لما فيها من السلطان على النفوس. اذا تبين لك ذلك فكلام الله جل وعلا قديم النوع حادث الاحاد. والقرآن من الحادث الاحاد وقت التنزل. كما قال جل وعلا ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم واسروا النجوى الذين ظلموا الى اخر الاية. يعني ان الله جل وعلا تكلم به. وكلام الله جل وعلا اوسع من الكلام بالقرآن. والقرآن جاء على هذا النحو لانه الذي يتحمله الانسان الانس والجن لا يتحملون اكثر من هذا والا لصار عليهم كلفة وبهذا يتبين لك ما ظهر لي من تحصيل اقوال اهل العلم في هذه المسألة العظيمة التي خاض فيها المعتزلة وخاض فيها العشائرة وقل بل نذر من اهل السنة من خاض فيها على هذا النحو بل لا اعلم من جمع فيها الا وجه على هذا النحو في كتب العقائد بل تجدها متفرقة في كتب كثيرة في البلاغة وفي وفي الدراسات في اعجاز القرآن وفي التفسير وفي كتب متنوعة. وما اجمل قول الطحاوي رحمه الله تعالى رحمة واسعة. ايقنا انه قول خالق بشر ولا يشبه قول البشر وهذا هو الحق. فالقرآن بصورته وهيئته وصفته لا يمكن ان يشبه قول البشر حتى في رسمه وتنوع اياته وسوره لا يمكن ان يشبه قول البشر. اسأل الله جل وعلا ان يغرس الايمان في قلوبنا غرسا عظيما وان يجعلنا من اولياء الصالحين وان يهيئ لنا من امرنا رشدا واسأله سبحانه ان يوفقنا مع تحيات مركز الوسائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية