الفعل الذي يكون منك هل هو خلق خلقته ام هو فعل فعلته حقيقة واخترته هو فعل فعلته حقيقة باختيار منك. لكن من الذي خلقه الذي خلقه هو الله جل وعلا فاذا الخير والشر فيما يحدث لك اذا قدر الله جل وعلا لك الخير وقضاه من الخير فاعلم انه من عند الله فاحمد الله واعلم ان الله من به وتفضل. فاعظم شكره وطاعته واذا حصل سيئة اذا حصل شر بالنسبة اليك اذا حصلت مصيبة فسلم واصبر وارضى واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما ما اخطأك لم يكن ليصيبك وفي الختام تنبيهات مهمة في هذا الباب الايمان بالقضاء والقدر كتاب الله جل وعلا السابق وهو ما كتبه في اللوح المحفوظ هذا يسمى ام يسمى ام الكتاب وهو لا يتعرض لتغيير ولا تبديل فانه سبب لزيغ القلب وسبب للبعد. ولقد احسن احد العلماء اذ يقول في ذلك لما ذكر قصة موسى والقبر ذكر الحكمة وما يتعلق بها احسن اذ قال تسلى عن الوفاق الا يخوض في ذلك الا بعلم موثوق وهو ما جاء في الكتاب والسنة لان القدر في الحقيقة امر غيبي كما قال ابن عباس القدر سر الله جل جلاله لهذا كلامنا الحمد لله الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا احمده سبحانه على ما انعم به وتفضل وعلى ما قضى به وقدر فهو المحمود في كل اوان بكل لسان وعلى كل حال له الحمد سبحانه كما ينبغي لجلاله وعظمته له الحمد كثيرا كما انعم كثيرا وله الشكر كثيرا كما تفضل كثيرا له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن رضي وسلم وامن وتابع اللهم اجعلنا ممن مننت عليه بالهدى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ثم ايها الاخوة المؤمنون موضوع هذه المحاضرة موضوع مهم لانه ركن من اركان الايمان ولانه ايضا تلتبس معه وفيه اوهام كثير من المسلمين ولانه ايضا وربما جاء الشيطان بشبه على قلب المؤمن ليضله عن نظام التوحيد الذي هو القدر فيكون ذلك سببا لزيغ قلبه بعد هدايته ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر سر الله فالواجب على المؤمن ان يكون مستمسكا بالوحي كما امر الله جل وعلا عباده بذلك فقال سبحانه فاستمسك بالذي اوحي اليك والا يتعدى العبد المؤمن الا يتعدى ما انزل الله جل وعلا في القرآن وما بينه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته لان الهدى الكامل في الكتاب والسنة ومن رغب الهدى من غيرهما اضله الله والنبي عليه الصلاة والسلام صح عنه انه قال اذا ذكر القدر فامسكوا اذا ذكر القدر فامسكوا يعني امسكوا عن الكلام في القدر بما لم توقفوا فيه على علم من الله جل وعلا او من الوحي الذي اوحي الى رسوله صلى الله عليه وسلم الواجب على كل مؤمن ان يسعى في تعلم هذا الركن من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر من الله جل وعلا خيره وشره وان يتعلم ايضا انه لا يجوز له ان يخوض في مسائل القضاء والقدر ولا الهدى والضلال ولا الشقاوة والسعادة ولا احوال الناس الذين جعلهم الله جل وعلا متفاوتين في الايمان وفي الارزاق وفي الاخلاق بما ستسمع ان شاء الله تعالى انما هو من مشكاة الوحي من القرآن والسنة ولا يجوز لاحد ان يخوض في مسائل الغيب بعامة وفي مسائل القدر الا عن علم ودليل لان الخوض في ذلك بالعقول والاوهام والاقفة مسلك من مسالك الضلال والشيطان يأتي العبد ليضله عن سبيل الله بان يخوض في فعل الله جل وعلا بالعلل وانعطش ولهذا احسن ابن تيمية رحمه الله في قوله في تائيته القدرية المشهورة قال واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلتي فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية يريد المرء ان يدرك لما حصل كذا ولما اهتدى فلان وضل فلان؟ ولم اعطي هذا ومنع ذاك؟ ولم مرض هذا وصح ذا؟ ولما هذا صار وذاك صار عبدا ولم ولم ولما؟ فاذا خاض في افعال الله وفي ما يحدث في الملكوت بقوله لم فانه فياضل كما ضل اهل الجاهلية الا ان يتابع ما علل الله جل وعلا به ما يحدث في كتابه او جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فاذا الاصل الاصيل كمقدمة لهذا الموضوع المهم الا نخوض في القدر الا بعلم وان نؤمن به كما سيأتي بخيره وشره والا نقول لما يقضي الله جل وعلا لما حدث ذاك ولما لم يحدث كذا وكذا الايمان بالقضاء والقدر هو الركن السادس من اركان الايمان وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان جالسا في اصحابه اتاه جبريل على صورة رجل فقال يا رسول الله اخبرني عن الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان حج بيت الله الحرام قال صدقت قال فاخبرني قال عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره الايمان بالقدر خيره وشره ركن من اركان الايمان وجاء في القرآن اثبات ذلك في غير ما موضع كما قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر وكما قال جل وعلا وخلق كل شيء فقدره تقديره وقال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وقال جل وعلا لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم فما من شيء يحدث الا ويحدث بقدر الله جل وعلا فما معنى القدر؟ وما معنى القضاء؟ وهل بينهما صلة او ان معناهما واحد القدر في اللغة هو التقدير قدرت الشيء اقدره تقديرا اذا جعلت له مقدارا و وصفا يكون عليه اما في هيئته او في وقت وقوعه او ما اشبه ذلك وهذا يقوله المرء عن نفسه يقول اقدر او يقدر انه يفعل كذا وكذا في اليوم الفلاني يفعل كذا وفي اليوم الفلاني كذا يعني يجعل لافعاله مقادير مؤقتة باوقاتها وفق ارادته هذا من جهة اللغة اما من جهة الشرع فان القدر عرف بعدة تعريفات اجتهد فيها العلماء ومن التعريفات الحسنة في ذلك ان يقال القدر هو تقدير الله جل وعلا للاشياء قبل وقوعهم بعلمه بها الازلي وكتابته لها في اللوح المحفوظ وخلقه سبحانه لكل شيء والا يكون شيء الا بمشيئته تعالى اما القضاء فان مادة قضا في القرآن بل وفي اللغة تكون لعدة معان منها ان يكون معنى القضاء في الانتهاء والفراغ بلغ من الشيء انتهى من الشيء وقال انقضى الشيء. او قضي الامر يعني انتهى كما قال سبحانه قضي الامر الذي فيه تستفتيان. يعني انتهى وفرغ وكما قال فلما قضينا عليه الموتى ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل منسأته. قضينا عليه الموت يعني قدرنا عليه الموت فوقع وانقضى. فصار قضاء وكذلك في قوله فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا فاقض ما انت قاض يعني افعل وانفذ ما تريد انفاذه فانما تنفذ شيئا في هذه الحياة الدنيا فاذا القدر بينه وبين القضاء فرض وهو ان الامر الذي قدره الله جل وعلا اذا وقع وانتهى صار قضاء وفي اثناء وقوعه وقبل ذلك يسمى قدرا لهذا كما ترى في التاريخ ان القدر فيه علم الله جل وعلا لان الله سبحانه علمه بالاشياء ازلي او علمه بالاشياء اول لا بداية له وكذلك كتابته جل وعلا للاشياء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما سيأتي ثم الله جل جلاله لا يكون شيء ويحدث الا بمشيئته وخلقه فاذا وقعت هذه الاشياء وانتهت صارت اضاءة فاذا الايمان بالقضاء والقدر معناه ان يؤمن العبد ان ما يكون من الاشياء ويقع فانما هو بتقدير ثابت من الله جل وعلا. لا يقع الامر ولا تقع الاشياء بدون علم ولا كتابة ولا مشيئة ولا خلق من الله جل وعلا ولا يقع شيء فلا يقع شيء الا باذنه تعالى وعلمه السابق وكتابته سبحانه وتعالى لكل شيء فاذا وقع وانتهى قضي وصار قضاء فنؤمن بالقدر خيره وشره قبل وقوعه فكل ما قدر الله على عبده من خير او شر نؤمن به ونسلم واذا قضي وصار قضاء فاننا نؤمن ونسلم سواء اكان من الخير ام من الشرط ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة. في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم اذا تبين لك ذلك فان الايمان بقدر الله جل وعلا واجب وركن وفرض بان تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك وهذا الايمان لا يكمل بل لا يكون العبد مؤمنا بالقضاء والقدر حتى يؤمن باربع مراتب ذكرها الله جل وعلا في القرآن وجاءت ايضا مبينة في السنة اما المرتبة الاولى فان تؤمن بان الله جل وعلا يعلم كل شيء وعلمه بالاشياء سابق قديم ازلي فيعلم ما سيكون على الفئة والصفة التي سيكون عليها لان علمه سبحانه نافذ يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يقول فتؤمن بان علم الله جل وعلا شامل وكامل وسابق فلا يقع شيء فلا يقع شيء الا والله قد علمه قبل ذلك فلا مجال للاستئناف ولا مجال للبداعة والبداء ولا مجال لوجود اشياء لم يعلمها الله جل وعلا المرتبة الثانية ان الله سبحانه وتعالى لما خلق السماوات والارض قدر مقادير الاشياء التي ستكون في السماوات والارض قبل خلقها بخمسين الف سنة كما ثبت في صحيح مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وكان عرشه على الماء. ومعنى قدر هنا كتب قال سبحانه ايضا في بيان الكتابة ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ما الزبور؟ الزبور اسم لكل كتاب انزله الله جل وعلا فكل كتاب انزله الله مكتوب فيه الارض يرثها عباد الله الصالحون قال سبحانه ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. ما الذكر هنا؟ هو الكتاب السابق الذي كتبه الله جل وعلا في اللوح المحفوظ سماه ذكرا هنا كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا في قوله وكتب في الذكر كل شيء وايضا قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير فما من شيء يحدث الا وقد كتب في اللوح المحفوظ فتكون الاشياء على وصف ما كتب الله جل وعلا فيأتي ان هذه الكتابة ليس معناها الاجبار هذه كتابة لان الله يعلم ما سيكون وان كل شيء سيكون على نحو ما كسب جل جلاله هذه هاتان المرتبتان العلم والكتابة سابقة لوقوع المقدر والمرتبتان الثالثة والرابعة مقارنة لوقوع المخدر وهي انه لا يحدث شيء تؤمن ايمانا بانه لا يحدث شيء الا والله جل وعلا خالقه الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. ومن ذلك فعل العبد من الطاعة والمعصية كما قال سبحانه والله خلقكم وما تعملون. ما هنا قد تكون مصدرية فتكون والله خلقكم وعملكم يعني خلق ذواتكم وخلق عملكم وقد تكون ما هنا موصولة بمعنى الذي فيكون معنى الاية والله خلقكم والذي تعملونه وعلى كل فانها دليل على ان ما يعمله العبد فانه خلق لله جل وعلا والعبد فاعل له حقيقة اذا ما يحدث الشيء الا والله جل وعلا هو الذي خلق المرتبة الاخيرة الرابعة مما يقارن وقوع المقدر ان مشيئة الله جل وعلا نافذة وان مشيئة العبد تبع ولا يمكن للعبد ان تستقل مشيئته باحداث ما يريد بل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله وكان عليما حكيما. فمشيئة العبد واختيار العبد وارادة العبد تبع او هي خاضعة لمشيئة الله فاذا شاء الله جل وعلا الشيكان واذا شاء العبد ولم يشأ الله جل وعلا لم يكن الا ما يشاءه الله جل وعلا. تريد يا عبدي واريد ليس لك يا عبدي الا ما اريد اذا فايماننا بقدر الله جل وعلا تلحظ انه ايمان بامر غيبي يكون وهو علم الله وكتابته السابقة وان هذه الاشياء التي تحصل انما هي بخلق الله جل وعلا ومشيئته سبحانه وتعالى اذا تبين لك ذلك فالقدر وهو ما قدره الله جل وعلا مكتوب في اللوح المحفوظ وايضا يكتبه الملك عليك مجملا اذا عفاك وانت في بطن امك جنينا بعد اربعين ليلة او بعد مئة وعشرين ليلة فيكتب الاجل والرزق والشقاوة والسعادة كما صح عنه عليه الصلاة والسلام من حديث ابن مسعود ومن حديث غيره انه قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين ليلى فيكون في ذلك نصحة فيكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يكون في ذلك الى اخر الحديث فبعد تمام المئة والعشرين يأتيه الملك وهذه الرواية هي لفظ مسلم وفيها زيادة في ذلك مثل ذلك. والرواية الاخرى المعروفة في الصحيحين ليس فيها كلمة في ذلك. وهذه لها فائدة ربما يأتي بيانها ثم بعد ذلك يأتيه الملك فيؤمر باربع كلمات يؤمر بكسب رزقه وعجله وشقي وسعيد فهذه اول الكتابة ولهذا قال السلف السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته في جنازة في البقيع جلس عليه الصلاة والسلام واخذ يمكث الارض بمخصرة عليه الصلاة والسلام وذكر ان كل انسان طبق عليه الكتاب فاهل السعادة ييسرون لاهله لعمل اهل السعادة واهل الشقاوة ييسرون لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وقال له رجل يا رسول الله ارأيت ما نعمل اشيء نعمله ام شيء سبق به الكتاب قال بل شيء سبق به الكتاب قال لماذا لا ندع العمل ونتكل على كتابنا السابق؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ولهذا من الايمان بالقدر ان تؤمن بان قدر الله السابق لا يكون الا باسباب يعملها العبد توصله الى القدر الذي قدره الله جل وعلا. والله سبحانه قدر المقدمات وقدر النتائج حذر الاسباب وقدر النهايات. وهذا هو الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث مستدلا عليه باية سورة الليل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فالرجل او المرأة كتب الانسان سعيدا ولكن ايمانك بانك كتبت كذا او كذا معه عملك للسبب الذي يوصله فاذا كنت تريد ان تكون من اهل السعادة وما كتب غائب عنك مجهول فاعمل فكل ميسر لما خلق له بهذا الايمان بالقدر لا يتم الا بنظامين اولهما نظام التوحيد والثالث نظام الشرع اما نظام التوحيد فان تعلم ان الامور مفروغ منها ومكتوبة وان الله جل وعلا اناط الاشياء والتي كتب باسبابها واما نظام الشرع فهو ان تسعى للاسباب التي تجعلك من السعداء والتي تبعدك من ان تكون من الاشقياء فايمان العبد بالقدر الايمان النافع الايمان الذي يكون حجة له هو ان يؤمن بهذين النظامين الايمان بفعل الله وقدره ثم الايمان بالشرع في ان يفعل الاسباب خذ مثلا بغير الهداية في غير الاعمال الصالحة في غير السعادة والشقاوة انت مؤمن انه سيكون لك ولا ان شاء الله تعالى انت مؤمن بانه ستكون طالب علم. ستحصل الف ريال هل من امن بذلك وقعت عن فعل اسباب العلم او عن التزوج والنكاح حتى يأتيه الولد هل ايمانه حقيقي ليس كذلك لانه لم يفعل السبب الذي يوصله الى المقصود فاذا في قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى يدله على ان التيسير يسرى وعلى ان ان كون العبد يكتب من اهل السعادة او هو مكتوب من اهل السعادة منوط هذا التيسير بفعله للاسباب التي توصله الى ذلك فاذا الكتابة لا يمكن ان تكتب الا ان تتعلم الكتاب. لا يمكن ان تقرأ الا ان تتعلم القراءة فتعلمك القراءة كنتيجة مكتوب ولكنه مكتوب مع السبب الذي يوصلك اليها. ولا يكتب عليك ان تكون قارئا ولا تسعى في اسباب القراءة. لا يكتب لك ان تكون غنيا ولا تسعى في اسباب الغنى. لا يكتب لك ان تكون عالما ولا تسعى في اسباب العلم. لا يكتب لك ان تكون مهتديا صالحا ولا تسعى في اسباب الصلاح. اذا فالكتاب السابق الذي كتبه الله جل وعلا والذي بقدر الله جل وعلا السابق هذا ايمان بما قدر الله جل وعلا وهو التوحيد ثم ايمان بانه لن يحدث شيء من الهداية والضلال من الطاعة او المعصية الا بفعل العبد فاذا فعل الطاعة كانت عاقبته ان يكون من اهل السعادة. واذا فعل غير ذلك كانت عاقبته ان يكون من اهل الشقاوة والعياذ بالله اذا فالقدر على هذا قد بسطت لك وسهلت لك التطور القدر على هذا ليس جبرا بل القدر ايمان بالغيث تؤمن بالقضاء والقدر تؤمن بالغيب وان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأت لم يكن ليصيبه. وان من الايمان بالقدر ان تسعى في الاسباب النافعة اذا تبين لك ذلك فقدر الله جل وعلا الايمان به له مظاهر او له كفات يتصف بها العبد المؤمن الصفة الاولى ان المؤمن بقدر الله جل وعلا لا يعارض القدر بمحض ارائه وافهمت ولهذا ظلت فئات في الامة كالجبرية والقدرية ظلت لاجل انهم قالوا ان القدر يمكن ان يدرك في العقول والافهام. فقاسوا فعل الخالق على فعل المخلوق فضلوا في هذا الباب ومن الذين ضلوا القدرية ومن الذين ضلوا الجبرية وهدى الله جل وعلا اهل السنة لاتباع ما جاء في الكتاب والسنة فصاروا وسطا بين طوائف الضلال في ذلك اما القدرية فهم صنفان الصنف الاول القدرية الغلاة وهم الذين قال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن القدرية مجوس هذه الامة والقدرية الغالية الذين ينفون علم الله جل وعلا يقولون لا الله سبحانه لا يعلم الاشياء الا بعد ان تقع تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا القسم الثاني من القدرية القدرية الذين ينفون القدر سموا قدرية لانهم ينفون لا لانهم يثبتون لانهم يمحون القدر قيل لهم قدرية القدرية نفاة القدر الذين قالوا ان الله لا يخلق فعل العبد وانما العبد يخلق فعل نفسه العبد هو الذي يخلق الصلاة هو الذي يخلق المعصية هو الذي يخلق الذكر هو الذي يخلق قراءة القرآن هو الذي يخلق المشي الى اخره وهؤلاء ايضا قدرية ومناقبون للنصوص وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم الفعل فعل الانسان فعل له قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. انت تزكي نفسك وانت تدفي نفسك بفعل المعصية وتزكي نفسك بفعل الطاعة. هذا كيف خلق الله الفعل؟ لان العبد لا يمكن ان يفعل الفعل الا بشيئين الشيء الاول ان يكون عنده قدرة محصلة لهذا الشيء الذي يريد ان يفعله الشيء الثاني ان يكون عنده ارادة جازمة بها يحصل الشيء الذي يريد ان يتوجه اليه فاذا اجتمعت القدرة التامة والارادة الجازمة غير المترددة حصل للعبد ان يفعل شيء اذا شاء الله جل وعلا يعني ان الفعل الذي تفعله رفع الكأس هذا الذي معي انا قادر اني ارفع الكأس لكن لو ما اردت ان ارفع لا تنفع القدرة. يحدث الفعل لا يحدث لو كان عندي ارادة ويدي لا تستطيع الرفع هل يحدث الرفع؟ لا فاذا يحدث الرفع بقدرة لي على الرفع مع ارادة جازمة ان ارفع فاذا كانت الارادة مترددة ما يحصل واحد يروح المسجد او ما يروح ما يحصل واحد يقرأ القرآن او ما يقرأ ما يحصل فاذا كان عندك قدرة على الذهاب وعندك ارادة حصل في الفعل القدرة التي في الانسان من الذي خلقها خلقها الله جل وعلا. الارادة التي في الانسان من الذي خلقها؟ خلقها الله جل وعلا. اذا النتيجة التي تكون لي شيئين خلقهما الله جل وعلا. من الذي خلق النتيجة؟ هو الذي خلق ما به حصلت النتيجة. فاذا خلق الله جل وعلا لفعل الانسان لان الانسان لا يفعل الشيء الا بما خلق الله جل وعلا فالمحصلة انها خلق لله سبحانه كما قال والله خلقكم وما تعملون. فجعل الذي يعمل يعمله الانسان جعل عمل الانسان جعل فله عملا له وخلقا لله سبحانه فالانسان يعمل لكن لا يخلق فلهذا صار التوحيد في الايمان بالقضاء والقدر ان فعلك ايها العبد هو فعل لك لست مجبورا عليه انت الذي تختار الطاعة وانت الذي تختار المعصية واذا اخترت فتختار بقدرتك وارادتك فالله جل وعلا خالق القدرة وخالق الارادة وما نتج عنهما فهو خلق الله جل وعلا ولهذا ضل ضلت القدرية النفات الذي المعتزلة ومن شابههم في هذا الباب لانهم جعلوا العبد يخلق الافعال والله جل وعلا هو الذي يخلق الافعال ستفعلها لهذا زاد المبنى ليدل على زيادة المعنى فقال لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت اللي ما يمكن تكسب المعصية بسهولة ايضا فيها فيها مشقة على النفس يعني من جهة تحصيلها ومخالفة للايمان ومقتضى طاعة الله جل وعلا سبحانه وتعالى اما البيئة الثانية يقال لهم الجبرية الجبرية هم الذين يقولون الانسان مجبور على كل شيء كيف تفعل؟ الصلاة انا مجبور على الصلاة. المعصية مجبور على المعصية ولذلك قيل لهم جبرية يقولون الانسان كالريشة في مهب الهواء يحركها الهواء كيف يشاء فحركات الانسان طاعة او معصية وافعاله كلها بإجبار الله جل وعلا له. وهؤلاء الجبرية قسمان جبرية في الظاهر والباطن وهم الجهمية وولاة الصوفية وما شابههم الذين يقولون الانسان ليس له اختيار اصلا وانما يفعل به كالريشة في مهب الهواء والقسم الثاني الجبرية المتوسطة قال لها او الجبرية في الباطن دون الظاهر يقولون في الظاهر هو مختار لكن في الباطن في الحقيقة هو مجبور على الفعل وهو قوله الاشاعرة والماتروريدية وهؤلاء وهؤلاء يقولون الانسان مجبور وليس بمختار وهذا خلاف النصوص التي فيها اثبات اختيار الانسان وهديناه النجدين فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فكوا رقبة. انسان هو الذي يختار. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. لانك انت الذي اخترت وهكذا. من يعمل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة لا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين اذا الانسان يختار ويفعل وهو محاسب على ما فعل. اما هؤلاء فيقولون الانسان لا يفعل لا يخلق فعل نفسه وايضا لا يفعل لان الفاعل في الحقيقة هو الله جل وعلا الجهمية وغلاة الصوفية يقولون الفاعل ظاهرا وباطنا هو الله جل وعلا تعالى الله عن قولهم يعني الانسان لما يشرب الخمر من الذي يشرب يقال الله اللي اشرب الخمر اعوذ بالله الانسان اذا فعل معصية الله الانسان هو الذي فعل لذلك جاء الاشاعرة وهم الجبرية المتوسطة فقالوا الانسان مجبور لكنه مجبور في الباطن اما الظاهر اليس بمجبور هو مختار في الظاهر لكن في الداخل الله يجبره واتوا لذلك بلفظ جديد. قالوا الافعال هل يفعلها الانسان حقيقة ام لا يفعلها؟ قالوا لا. افعال الانسان خلق الله واجباره لكنها كسب الانسان الانسان يكسبها كيف يكسبها قالوا تضاف اليه تضاف اليه اضافة عند التقاء كذا بكذا حصل كذا طيب هؤلاء يقال لهم ايضا نفاة الاسباب الذين يقولون لا يوجد شيء سبب بمؤثر طيب حينما اشرب الماء هذا ويحصل لي الارتواء هل الارتواء بالماء هل الارث وبالما نزل المطر فنبت الزرع هل النبات بالماء يقولون الانبات الذي انبت هو الله وانبت عند التقاء الماء بالتراب الذي اروى هو الله وحصل الري حين لامس الماء اللسان ودخل في جوف البدن واحد تزوج وجامع اهله فحملك وولدت كيف حملت قالوا الله الذي احملها عند الارتقاء الذكر في الانثى وهذا كما ترى نقص في نقص في العقل لتنفي ان يكون الشيء سببا هذا ما يصدقه واحد يعقل الامور. ولهذا اتوا بلفظ جديد وما وهو لفظ الكسب فقالوا الكشف هذا هذا احدثه الاشعري فهو موجود في القرآن وفي السنة في معنى العمل وهو الذي يقول بها اهل السنة واحدث لفظ الكسر وهو ان الكسب هو ان العمل يضاف الى العبد اضافة مقارنة وليس اضافة فعل وعمل حقيقي لهذا قال بعض العلماء مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الافهام الكسب عند الاشعر والحال عند البهسم وطفرة النظام. يعني ما يعقل لما كان لا يعقل اصحاب الاشهر والاشاعرة كثير منهم يفسر القرآن مما لا يعقل هنا اتوا الى تفسير الكشف فاختلفوا فيه الى اكثر من عشرة اقوال كل واحد عنده تفسير للكف والكشف في القرآن قال جل وعلا لها ما كتبت يعني لها ايش ما عمل ثم توفى كل نفس ما كسبت وفي الاية الاخرى ثم توفى كل نفس ما عملت فالكسب في القرآن والسنة هو العمل. لماذا سمي كسبا لان العبد يحصله بنوع مشقة ففيه اكتساح ولهذا قال جل وعلا لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فرق الله جل وعلا في الطاعة بين الطاعة والمعصية فقال في الطاعة كتبت وقال في المعصية اكتسبت لماذا؟ لان الطاعة ميسرة قال لها ما كسبت يعني الطاعة ميسرة فيمكن ان تحصلها باسباب ميسورة. اما المعصية تحتاج منك الى مخالفة للفطرة وللايمان الذي في قلبك اهل السنة وسط في ذلك بين هاتين الفرقتين. ما بين الجبرية وما بين القدرية. فيقولون ان الله جل وعلا قدر الاشياء وكتبها سبحانه وتعالى وان هذه الكتابة لا تعني الجبر ولا تعني انه جل وعلا لا يخلق الافعال بل هو سبحانه قدر وكتب وتحصل الاشياء. اذا كان كذلك فهل الانسان يفعل الاشياء في محض ارادته وتحصل الجواب لا ولهذا يدخل في صميم مبحث القضاء والقدر التوفيق والخذلان فما من عبد يحدث له شيء من الخير الا وهو توفيق من الله جل وعلا وما من عبد يفعل فعلا من معصية الله جل وعلا الا والله جل وعلا قد خذله. ولهذا قال النبي الصالح عليه السلام وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. نسأل الله التوفيق ونعوذ به من الخذلان. فما معنى التوفيق وما معنى الخذلان؟ تؤمن بالتوفيق وبالخذلان هذا من الايمان بالقضاء والقدر الايمان بالتوفيق ان تعلم انه لا يمكن لك ان تفعل شيئا الا من الطاعة من الخير مما فيه مصلحتك في الدنيا والاخرة الا والله جل وعلا يعينك عليه والا لو وكلك الى نفسك فكان الشيطان والمضادات تمنع من تمام العمل لهذا المؤمن يرى ان لله جل وعلا عليه منة في كل فعل يفعله لانه هو يريد ان يتوجه الى الطاعة يريد ان يتوجه الى المسجد يريد ان يكون من الصالحين فلو لم يوعن من الله جل وعلا ووكل الى نفسه جاءت الشياطين والفتن وجاء اصحاب السوء وجاء واتاه واتاه بما يصده عن الحق. لهذا قال جل وعلا بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. ان كنتم صادقين. لله منا بتوفيقه. فما معنى التوفيق؟ لفظ التوفيق والخذلان مما اختلف فيه الذين تكلموا في القدر فهناك تعريف للتوفيق والخذلان عند اهل السنة والجماعة بعد السلف الصالح وهناك تعريف له عند الاشاعر والماتريدية نحوهم من الجبرية المتوسطة وهناك تعريف له عند القدرية. الذي يهمنا من هذه لقصر الوقت تعريفه عند اهل السنة والجماعة ان التوفيق هو اعانة خاصة من الله جل وعلا لعبده في تحصيل ما يرضيه والخذلان هو ترك العبد لنفسه فيما يعمل من الاهمال والنبي صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الخلق بربه يقول ربي لا تكلني لنفسي طرفة عين ولا ادنى من ذلك ربي لا تكلني لنفسي طرفة عين لان العبد لو وكل الى نفسه في طرفة العين هذه ما حدثت اذا لابد من اعانة من الله جل وعلا. لهذا العبد الصالح المؤمن اذا حصل رزقا يعلم ان الله هو الذي يسره. اذا اذا فعل طاعة يحمد الله جل وعلا عليها. فالله هو الذي يعين والله هو الذي يذكر والله هو الذي يهدي العباد نرجع الى الكلام الاول وهو ان الايمان بالقضاء والقدر لا يكون الا باسباب مظاهر تكون فيه الاول ان يعلم انه مختار والا يلقي باللائمة على غيره الثاني الا يخوض في ما قدر الله جل وعلا بعقله وفهمه لان القدر كما قال ابن عباس القدر سر الله فلا تفشخه فخرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة على صحابته وهم يتنازعون في القدر فكأنما فقع في وجهه عليه الصلاة والسلام حب الرمان يعني احمر لانهم يتنازعون في القدم فاذا ان تخوض في الافعال وليش هذا غني؟ وليش هذا فقير؟ ليش انا امرض؟ اصير مريض ومشلول وابني يبتلى من يوم يولد واخر يكون صحيحا معافى لا يبتلى. اذا قمت في لم قضى الله عليه كذا ولم قدر الله علي كذا ايخشى ان يأتيك الشيطان حتى فظل في هذا الباب لهذا الواجب في القضاء والقدر التسليم لله جل وعلا وان تعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم ضروك بشيء الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ربنا جل وعلا جعل الاختلاف بين الناس فتنة وهذا ابتلاء وامتحان فقال وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان ربك بصيرا قال المفسرون عند هذه الاية جعل الله جل وعلا اختلاف الناس قتمة لبعضها فالفقير يفتن بالغني ينظر الى الغني وغناه وما فيه النعيم وهو يريد ان يتوسع في الحياة ولا يجد جعل الله جل وعلا الغني فتنة كم للفقيه وايضا بالعكس جعل الله جل وعلا الفقير فتنة للغني هل الغني يشكر ويعلم ان هذا من عند الله ويستعمل المال فيما يحب الله جل وعلا وهو يشكر الى اخره ويعطف على الفقراء ويحب المساكين ام ليس كذلك كذلك الذي خلقه حسن او المرأة التي خلقها حسن جعلها الله جل وعلا فتنة لي من ليس كذلك ينظر جعل الله هذا فتنة لهذا جعل الصحيح فتنة للمريض والمريض فتنة للصحيح واحد ينظر الى ان سير يعاني شبابه جاءته مصيبة اصيب في في رجليه اصيب في سمعه اصيب في بطنه اصيب والناس يتمتعون بحواس هنا يظهر الايمان بالقضاء والقدر من علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانه يرضى بما قضى الله جل وعلا هذا هو المؤمن. لهذا في القرآن كثيرا ما يذكر الله جل وعلا يوصي اهل الجنة رضي الله عنهم ورضوا عنه فرضا العبد عن ربه يكون في الدنيا قال العلماء الرضا مقام الاولياء والكاملين وميزانه انه لا يختار خلاف ما قدر الله جل وعلا له لا يختار خلاف ما قدر الله جل وعلا له. يعني مما يحدث في هذه الدنيا اما في الطاعات والبعد عن المعاصي فيجتهد في رضا الله جل وعلا ويبتعد عنه. فرضا الرب جل وعلا عن العبد منوط برضا العبد عن الله جل وعلا ولهذا قال سبحانه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة من التابعين من هو من يؤمن بالله يهدي قلبه؟ قال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويثني هنا يرضى خلاص يقول ليس في صدره حرج من ما قضى الله جل وعلا عليه. هل الرضا واجب بمعنى انه اذا لم يرضى اذا كان بوده ان هذه المصيبة لم تأته هل الرضا واجب قال العلماء الرضا ليس بواجب بل هو من اعمال الايمان الكاملة ومن المستحبات العظيم ولكن الواجب عند المصايب طبعا والرضا هناك قسمان للرضا الرضا بالمصيبة هذا ليس بواجب كما ذكرت لك وهو الذي يحدث عند الناس اذا قيل لهم الرضا وهناك رضا اخر واجب وهو داخل في الايمان بالقدر وهو الرضا بفعل الله جل وعلا يعني ما يفعله الله جل وعلا ترضى به لا ترد ما فعل الله جل وعلا ولا تنكر عن الله جل وعلا ما فعل. ولا تظاد ما فعل الله جل وعلا في ملكوته بك او بغيرك لكن هل ترضى بالمصيبة التي اضيفت اليك هذا مستحب مثاله مثلا واحد فقد ولد او فقد مبلغا من المال هنا هذه المصيبة ليس واجبا ان ترضى بها ولكنه مستحب ولك الاجر العظيم الا ذلك لكن الرضا بان الله قدرها هذا واجب. اذا فمسألة الرضا اذا اتصلت بالقدر السابق فواجب الايمان به. واذا اتصل بالمقضي لا بالقضاء السابق ان بالقدر السابق وانما بالمقضي بالمصيبة في نفسها فهي مستحبة اما الصبر فهو واجب على كل حال المظهر الثالث من مظاهر الايمان بالقدر في حياة المسلم ان العبد المؤمن يكون بين نظرين بين نظر الى السوابق وبين نظر الى الخواتيم لان النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه انه قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بين حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل من الصلح وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب في عمل بعمل اهل الجنة فيدخله. ولذلك قال طائفة من السلف قلوب الناس على قسمين اما قلوب الابرار فمعلقة بالخواتيم يقولون ماذا يختم لنا واما قلوب السابقين والمقربين فقلوبهم معلقة بالثوابت يقولون ماذا سبق قال انا قال بعض السلف ما ابكى القلوب والعيون ما ابكاها الكتاب السابق ولهذا المؤمن بين مخافتين بين مخافة ان يكون كتب ان يكون شقيا وهو لا يعلم وبين مخافة ان يكون ختم له بالشقاوة وهو لا يعلم وعلاج هذا وهذا في الايمان الحقيقي بالقدر وهو ان يسعى في الاسباب التي تجعله غير زائغ قلبه ولا عمله لهذا ذكرت لك ان القدر لا يتم الا بنظامين نظام الشرع وهو العمل ونظام التوحيد وهو الايمان بما سلف المظهر الرابع اننا نقول الايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى فهل افعال الله جل وعلا فيها شرط المظهر الرابع ان يعلم العبد من مظاهر الايمان ان يعلم العبد ان الشر اذا اصابه او حصل له سواء في مصائب الدنيا او في الافعال افعال المعاصي والذنوب في علم ان الشر بسببه وان الله جل وعلا ليس في افعاله شر. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في ثنائه على ربه لما قام الليل قال والشر ليس اليك يعني الشر لا يضاف الى الله جل وعلا. فالشر ليس في افعال الله شر. افعال الله جل وعلا كلها خير بانها تفضي الى المصلحة طيب كيف نؤمن بالقدر خيره وشره هو شر بالنسبة الى من وقع عليه انا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا. قال جل وعلا في ايام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا فالايام نحيفات يعني فيها شر. وقال في يوم نحس مستمر ونحو ذلك. تقع المصيبة وهي من جهة فعل لله خير ولكنها من جهة اظافتها الى العبد وحصولها للعبد وفعل العبد لها شر لانها بالنسبة اليه مكروهة وليست بمرغوب فيها اذا كان كذلك الواجب على العبد اذا وقعت له الخير ان يعلم انه من عند الله جل وعلا منة وتفضلا وتكرما سواء من الخير الديني الذي هو اعظم الخير او من الخير الدنيوي فيحمد الله جل وعلا على الخير ويؤمن بقدر الله جل وعلا. واذا حصل من الشر ما حصل في علم انه انما حصل له بسبب نفسه ولستمع الى الاذى نكمل الحديث فاذا اذا وقع للعبد ما هو شر بالنسبة اليه فالواجب عليه ان يصبر ايستحب له الرضا ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ولا يعترض على قضاء الله جل وعلا وعلى قدره بل يعلم ان ما اصابه انما هو بسبب ذنوبه قال جل وعلا وما اصابكم وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وقال جل وعلا في سورة النساء ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك والسيئة هنا ما يسوء العبد والحسنة ما يحسن عنده وهناك قدر وتقدير مكتوب في صحف الملائكة وهو الذي يكتب كل سنة ليلة القدر القدر هنا بمعنى القدر. ليلة القدر او ليلة القدر لانه في ليلة القدر من كل سنة يقدر الله جل وعلا فيكتب في الصحف التي بايدي الملائكة الموكلة باحوال الناس مات يقع في السنة المقبلة. ولهذا قال جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب قال ابن عباس رضي الله عنهما اما ما في ام الكتاب فلا يتعرض لتغيير ولا تبديل واما ما في صحف الملائكة فيمحو الله ما يشاء ويثبت وهذا معنى قول عمر وقول غيره من الصحابة والسلف اللهم ان كنت كتبتني شقيا فاكتبني بعيدة وهذا يتغير فالله جل وعلا يجعل الامور منوطة لاسبابها. فاذا كما في قوله عليه الصلاة والسلام من سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في عمره او في اثره فليصل رحمه العمر اليس الاجل منتهي العمر غير العجب وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب العمرة غير الاجل الاجل منقضي اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا اما العمر والاثر فيقبل التغيير لانه هو الذي في صحف الملائكة فينيط الله جل وعلا هذا العمر ينيطه بفعل العبد وهو الذي يعلم ما سيفعله العبد وهذا لاظهار فظل الله جل وعلا ولاظهار اقبال ولاظهار انه ينبغي على العبد ان يقبل على الاسباب التي تجعله ينسأ له في اثره ويرزق ويكثر ما له الى اخره فاذا تغيير القدر او تغيير ما كتب في صحف الملائكة منوط باسباب من سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه ولهذا قد يزيد العمر بر كما قال عليه الصلاة والسلام فان البر لا يزيد في العمر. او ان العمر ليزيد وان ان البر لا يزيد في العمر هذا التنبيه الاول التنبيه الثاني ان الله جل وعلا حجب حكمته عن الناس ولو اطلع الناس على حكمته في الاشياء لهلكوا وحاروا لان الحكمة منوطة بالعلم وعلم الانسان قاصر ولو حصل للانسان انه يعترض على الشيء الذي لا يعلمه لاجل انه لا يعلم الحكمة فانه فيضل بل فيحرم العلم والهدى. وخذ مثلا في حرمان بعظ العلم بسبب الاعتراظ ما جاء في سورة الكهف من قصة موسى عليه السلام مع الخبر سورة نقرأها كل جمعة وفيها من العبر وفيها من الفوائد ما يحيي الايمان في النفوس في جميع احوال الانسان واحوال المسلم هذا الخضر مع موسى الخضر عنده علم من علم الله وعلمناه من لدنا علما. وموسى علمه قاصر عن علم الخبر ركبا في السفينة قرأها الخبر قال اخرقتها موسى اعترض لانه ما يعلم ما الحكمة من الخرف هل الخرق فيه مصلحة او ليس فيه مصلحة لكن ظاهره مساكين ما عندهم شيء وتخرق سفينتهم تتلف عليهم ظاهرة ظلم اليس كذلك موسى عليه السلام للظاهر العلم الذي عنده؟ قال اخرقتها؟ لتغرق اهلها؟ فقد جئت شيئا امرا قال الم اقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امر عسرا. لانه ما علم موسى ما الحكمة. والحكمة مرتبطة بايه؟ بالعلم بعد ذلك قتل الغلام قال قتلت نفسا زكية بغير نفس فقد جئت شيئا نكره في منكر عظيم الاية الثانية ماذا قال الله جل وعلا مقبلا عن قول الخضر قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبره في الموضع الاول قال الم اقل انك لانها اول مرة في الثانية قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا؟ قال ان سألتك عن شيء بعده الى اخر الاية. اذا موسى عليه السلام اعترض على علم الخضر الذي علمه الله جل وعلا وهو كما جاء في الحديث كما قال القبر ما نقص علمي وعلمه من ما نقص علمي وعلمك من علم الله الا كما خذوا هذا العصفور من بانقاذه من من البحر يعني انه لا شيء فاعترض موسى عليه السلام وهذه القصة ليبين لنا الله جل وعلا وليبين للعباد ان عدم العلم مدعاة لعدم الاعتراف اذا لم تعلم فاسكت واحد يجي يستفتي عالم فيجيبه له حق يعترض وهو لا يعلم هذا حق لانه ما يعلم فافعال الله جل وعلا في ملكوته لا تعلم انت الغايات من ورائها فلذلك وجب عليك التسليم. فاذا اعترظت على علم الله وانت لا تعلم حقيقة الحكمة هنا قد حكى بين الملائكة الخصام كان الخضر المكلم كذا الخضر المكرم والوجيه المكلم اذ الم به لماما الوجيه المكلم من موسى عليه السلام اذ الم به الامام تكدر صفو جمعهما مرارا فعجل صاحب السر الصرامة وما سبب الخلاف في اختلاف العلوم هناك بعضا او تماما. فكان من اللوازم ان يكون الاله اهو مخالفا فيها الانامة. فلا تجهل لها قدرا وخذها شكورا للذي يحيي الانام. اللهم اجعلنا من من يؤمن بقضائك وقدرك. اللهم يسر لنا الخير حيث كنا وجنبنا الشر حيث كنا واجعلنا ممن رضيت قوله وعمله. اللهم لنا من امرنا رشدا واصلحنا واصلح بنا ووفق ولاة امورنا لما تحب وترضى واغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا الله وسلم على نبينا محمد