بني على اليسر وبني على السماحة يعني السماحة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين لنا كيف جعل الله جل وعلا هذه الامة عدلا خيارا جعلها عدلا ذو الهدى ودين الحق وجعل شريعته شريعة اليسر قال الله جل وعلا لما فرض الصيام وبين حكم المسافر وغيره يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فاخبرنا انه يريد بنا التيسير علينا ولا يريد ما فيه عسر علينا وقال جل وعلا وما جعل عليكم في الدين من حرج من نجع ابيكم ابراهيم وقال جل وعلا في حق محمد صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. يسر مركز وسائل بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ان يقدم لكم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح ابن عبد العزيز ال الشيخ. وعنوان هذه المادة التحذير من الغلو في الدين. بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق الحمد واوفاه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع والدعاء المسموع اعوذ بالله ان نذل او نذل او نضل او نضل او نجهل او يجهل علينا وهذه المحاضرة بعنوان التحذير من الغلو في الدين ومن المعلوم ان الله جل جلاله رحيم بعباده عظيم الرحمة رؤوف بهم كثير الرأفة عظيمها ولهذا جعل هذا الدين يسرا وما انزل القرآن ليشقى به العباد قال جل وعلا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى قال المفسرون قوله ما انزلنا عليك القرآن لتشقى يعني لم يكن انزال القرآن لعلة ان يشقيك ذلك بل لعلة ان يسعدك لان القرآن يسر ولان القرآن يدعو لليسرى كما قال جل وعلا في الاية الاخرى ونيسرك لليسرى قال المفسرون ايضا يعني نيسرك للطريق والسنة التي هي ايسر واحب وابعد عن التكليف ولهذا يعني تكليف بما لا يطاع ولهذا قال الله جل وعلا في خواتيم سورة البقرة ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ولما دعا المؤمنون بهذا قال الله جل وعلا قد فعلت كما رواه مسلم في الصحيح فهذا الدين مبني على التيسير كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه وهذا يعني ان الدين الذي انزله الله جل وعلا ورضيه لعباده و قام به المصطفى صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وظهرت سنته فيه عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم يسر وسعادة وراحة وطمأنينة ولن يشاده احد الا غلبة وهذا من بشائر الخير ومما يجلب غير المسلم للدخول في الدين لان الديانات فيما قبل وهي على كثير من التكاليف ودين الاسلام ولله الحمد والمنة والفضل والرحمة دين الاسلام جاء يسيرا ميسرا سهلا وقد جاء في الحديث ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق فان المنبت لا ارظ انقطع ولا ظهرا ابقى من حديث جابر ابن عبد الله وهو حسن بمجموع طرقه واذا تبين هذا وان ديننا في شهادتها على الاقوام وجعلها خيارا يعني انها احسن الامم كما قال جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا. لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا فجعل الله هذه الامة امة وسطا. ومعنى كونها وسطا اي انها عدل الخيار. لان الوسط هو العدل وهو الخيار المصطفى لان العرب كانت تمتدح الشيء بكونه واسطة الشيء وبكونه وسطه لانه احسنه وافضله. فجعل الله هذه الامة امة وسطا لما؟ لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وقد جاء في صحيح ابي لله البخاري عند تفسير هذه الاية ان الناس يوم القيامة يأتون فيقيم الله جل وعلا الحجة فيأتي الى قوم نوح فيقول لهم قد جاءتهم الحجة وجاءكم النذير فيقولون ما جاءنا من نذير فيقول الله جل وعلا عليكم شهود هذه امة محمد عليه الصلاة والسلام. هذه امة محمد فتأتي الامة فتقول نعم قد جاءهم نوح بالبينات او كما قال عليه الصلاة والسلام وهذا فيه بيان ان هذه الامة بعلمائها وفقهائها ومن عقل الدين عن المصطفى الله عليه وسلم انها شاهدة على الناس ولا ولا يزال في هذه الامة طائفة ظاهرة بالحق كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من اهل العلم ظهور هذه الطائفة اما ان يكون ظهورا بالسيف والسنان واما ان يكون ظهورا بالحجة والبيان فلا بد ان يكون في هذه الامة طائفة ظاهرة بالحق اما ان يكون ظهورها على غيرها من الامم بالسنان وانها تكون هي القوية وهي الغالبة المنتصرة واما ان يكون ظهورها بما هو اعظم بالحجة والبيان. لان ظهور السيف والسنان كان بعد ظهور الحجة والبيان. الم ترى العهد المدنية بعد العهد المكي اذا تبين ذلك فان مقتضى كون هذه الامة وسطا ان يكون هناك طرفان طرف يجفو طرف يفرط وطرف وطرف اخر يغلو ويفرق فلهذا كانت الاقسام اقسام الناس ثلاثة وسط وهم الخيار الذين اتبعوا المصطفى صلى الله عليه وسلم واصحابه واهل العلم الراسخين وطرف يجفو وهم اهل الجفاء يعني الذين فرطوا في اوامر الله فلم يتبعوا امر الله وارتكبوا منهياته ولم ارفعوا رأسا بكل اوامره عليه الصلاة والسلام. وما جاء في القرآن العظيم وطرف والطرف الاخر هو الذي يغلو وهو وهم الذين غلوا تجاوزوا الحد لان معنى الغلو مجاوزة الحد في تحقيق الشيخ او في ما يوصل اليه فغلى بمعنى جاوز الحج تقول مثلا غلا السعر يعني جاوز المعقول وجاوز المعروف. غلا هذا في امره يعني جاوز الحد الذي اذن له به. فهؤلاء غلوا في الدين يعني جاوزوا الحد الذي اذن لهم به. فلم يكونوا مع امة الوسط العدل الخيار. وانما زادوا عليهم رغبة في التعبد ورغبة في رضا الله جل وعلا. لكن ليس كل من اراد رضا الله جل وعلا يحصل عليه حتى يأتي بالبرهان وهو اتباع المصطفى صلى الله عليه عليه وسلم في قليل الامر وكثيره من جهة تحكيمه على الهوى وعلى ما تريده النفس. قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم لهذا جاء في القرآن النهي عن الغلو والنهي عن الطغيان. فقال جل وعلا مخاطبا اهل الكتاب يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وكلمته القاها الى مريم وروح منه. فامنوا بالله ورسله الاية في اخر سورة النساء. وقال جل وعلا ايضا في سورة المائدة يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق وقال جل وعلا فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا والايات في هذا المعنى متعددة. فدلت الايات على ان الطغيان ومجاوزة الحد والغلو منهي عنه. قال جل وعلا لاهل الكتاب يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم. ولا تغفوا على الله الى الحق ومعلوم ان القاعدة المقررة ان النهي لاهل الكتاب في هذا نهي لنا. لان الغلو في الدين امر مذموم لكل من اتبع رسالة من رصد من رسالات انبياء الله عليهم صلوات الله وسلامه. فدلنا قوله جل وعلا لا تغلوا في دينكم على ان الغلو وفي الدين محرم لان النهي للتحريم بل هو من اشد المحرمات لانه يبعث على ارتكاب كثير من محرمات وهو وسيلة لاثار ومحرمات كثيرة. قال جل وعلا يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم بما غلا اهل الكتاب؟ بما غلا اهل الكتاب في دينهم جعلوا عيسى عليه السلام ابنا لله. جعلوا له بعض خصائص الالوهية الوهية كما جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله يعني لا تجاوز الحد في مدح كما تجاوز النصارى الحد في بمدحهم لعيسى فبلغ بهم ذلك ان عبدوه وهلهوه. ولكن قولوا عبد الله ورسوله وما اعظمها من مكانة ان يكون رسولا لله جل جلاله اذا تبين ذلك فان هذه الامة نهيت عن الغلو وخاف عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم ان يكون فيهم الغلاة فلما كان عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع امر من يلقط له من يلقط له الحصى. وقال بمثل هذه فارموا. واياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو. حديث صحيح قال بمثل هذه فرم واياكم فالغلو حتى في حجم الحصاد حجر الجمار الذي يرمى به قال اياكم والغلو يعني لا تظنن ان الخير والتعبد والقرب من الله وكثرة الحسنات يكون في تكبير الحصاة وانما بمثل هذه فرمي واياك ان تغلو في دين الله لهذا خاف النبي عليه الصلاة والسلام على الامة الغلو. والسبب قوله انما فانما اهلك من كان قبلكم الغلو الغلو سبب من اسباب الافتراق. وسبب من اسباب ضرب الامة بعضها رقاب بعض. وسبب من اسباب الافتراق الوحيد ومن القواعد المقررة ما قاله عليه الصلاة والسلام الجماعة رحمة والفرقة عذاب. لهذا عوائل الغلو في عهده عليه الصلاة والسلام. فكان رجل مرة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال فكان عليه الصلاة والسلام يقسم بعض المال فقال له ذاك الرجل يا رسول الله اعدل يا رسول الله اعدل يعني في قسم المال قال ويحك من يعدل اذا لم اعدل يخرج من ضئضئ هذا اقوام يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان يعني ان الغلو كان عند هذا الرجل وكان من اثار غلوه انه سيتبعه اقوام على غلوه قال يخرج من ضئضئ هذا اقوم يعني جماعة يتبعونه فيما يقول او فيما يفهم قال يده يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم الحديث كذلك حكاية الثلاثة من الصحابة الذين ارادوا التعبد فسألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فاخبروا بها انه كان يتزوج النساء وانه كان يقوم بعض الليل وينام بعضه وانه عليه الصلاة والسلام كان يأكل اللحم فقالوا اين نحن للرسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال الراوي فلما اخبروا بها كأنهم تقالوها يعني قالوا نحن ما خلقنا الا لعبادة الله هذه عبادة قليلة فقال احدهم كذا لا اتزوج النساء وقال احدهم انا اصوم ولا افطر وقال احدهم انا اقوم الليل ولا انام فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم غضب عليه الصلاة والسلام. فقال انا اخشاكم لله واتقاكم لله واني انام واقوم واصوم وافطر واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. متفق عليه هذا من جهة العبادات بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام حصل في الامة انواع من الاضطرابات والخلافات خاصة في اواخر عهد عثمان رضي الله عنه ثم في عهد علي رضي الله عنه حتى بدأت فتنة الخوارج وكان سبب بدايتها مسألة التحكيم حيث دعا علي رضي الله عنه ومعاوية جميعا ان يختار من يحكم في القضية من ذوي العلم والفهم فدعا الى التحكيم تنفق فانفصلت فرقة من جيش علي وسموا بالخوارج قالوا كيف يحكم الرجال في دين الله لما لا يحكم القرآن؟ والله جل وعلا يقول ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. فخرجوا علي رضي الله عنه وكفروه وكفروا الصحابة معه في مسألة لاجل مسألة التحكيم فذهب اليهم ابن عباس رضي الله عنه وجادلهم بالتي هي احسن حتى رجع معه ثلث الجيش في قصة معروفة ويريد التقرب الى الله جل وعلا فاذا عرف اسباب ظهور اهل الغلو فانه يجتنب تلك الاسباب ويأخذ بالحزم في دين الله حتى لا يساق الى نوع من الغلو من حيث يشعر او من حيث لا انا اول غلو في التكفير للامة غلو الخوارج. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج. بقوله قوم يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم لمن قتلهم اجرا عند الله جل وعلا فحصل غلو الخوارج في التكفير كفروا الصحابة لما قال لانهم لم يحكموا القرآن وحكموا الرجال والله جل وعلا يقول ان الحكم الا لله. فلا حكم الا الله جل وعلا فهذا مبدأ الغلو وكان من اسباب ظهوره اختلاف الوضع وحصول القتال بين علي رضي الله عنه ومعاوية من ابي سفيان رضي الله بعد ذلك حصل ايضا غلو اخر وهذا الغلو جاء في اثبات الصفات نظر قوم في صفات الله جل وعلا وقالوا القرآن فيه اثبات الصفات والسنة كذلك تجاوزوا الحد في اثباتها حتى جعلوا صفات الرحمن جل وعلا دالة على التجسيم فقالوا ان الله جل وعلا جسم وله وجه وجه الانسان وله عينان كعين الانسان الى اخره فغلوا في الاثبات والاثبات مشروع فزادوا فيه حتى جعلوا الاثبات تجسيما. والاثبات الحق الذي جاء في الكتاب والسنة سنة على قاعدة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اثبات بلا تجسيم وتنزيه للمولى جل وعلا عن النقص بلا تعطيل قابلهم فرقة اخرى غلت في ذلك فجعلت تنزيه الله جل وعلا فرض وقالوا لا يصلح ان ننزهه الا بان ننفي عنه الصفات كما قاله الجهمية والمعتزلة. فغلوا في مقابلة ببدعة المجسمة وغلوهم فغلوا حتى قالوا انه لا صفة للرحمن جل وعلا الا صفة الوجود او الا ثلاث صفات الى اخر ما هنالك. فكان سبب غلوهم انهم ارادوا تطبيق القرآن. في انه ينزه الله جل وعلا عما يليق عما لا يليق بجلاله وعظمته فغلوا في اثبات ليس كمثله شيء فجعلوا ذلك دليلا على انه جل وعلا ليس له صفة تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ايضا نظرت طائفة في القدر فوجدوا ان القرآن فيه اثبات القدر فذهبوا الى الجبر وان الانسان ليس بمسير اصلا وانما هو كالريشة في مهب الريح لان الله جل وعلا هو الذي يخلق الافعال وهو الذي يقدر الاشياء ومعنى القدر انه سابق ومعنى انه سابق هذا بحسب قولهم انه ان الانسان مجبور عليه والله جل وعلا قدر الاشياء وكتبها في اللوح المحفوظ ليظهر علمه في خليقته وانه جل وعلا بكل شيء عليم اما الانسان فهو مخير فيما هو مناط في التكليف وهذا امر معروف. فغلوا في اثبات القدر حتى جعلوا الانسان مجبور لا اختيار له اتى طائفة ايضا فاتوا بالغلو في التعبدات قالوا لا نصل الى صفاء القلب والى تزكية القلب حتى ننقطع عن الناس بالكلية فخرجوا عن المدن وسكنوا بعض الاديرة وبعض الكهوف واعتزلوا حتى ظهر بعد فترة لهم طريقة وهم الذين سموا الصوفية او ما اشبه ذلك. من اجل اختلاطهم بالنصارى. غلوا في طلب التعبد فاتوا بتعبدات جديدة. اتوا بالبسة جديدة ليس عليها هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولا هدي صحابته. وهم يريدون رفعة الدرجات عند الله جل وعلا غلوا في الانقطاع عن الناس الرغبة في الخلوة في التعبد بالله جل وعلا تسخير القلب ان يجتمع على ذكر الله جل وعلا وعلى التفكر في ملكوته فتركوا السنة في ذلك وخرجوا عما اذن لهم به فبلغ بهم الغلو ان احدثوا طريقة جديدة للعبادات وفي الاذكار وانواع التعبدات فصاروا اهل فرق واهل ضلالات كثيرة وسعت مع الزمن. كل هذا هي قسم العقائد وفي قسم العبادات كان منشأ هذا الافتراء ومنشأ هذه الامور وظهور هذه المحن والفرص كان منشأه الغلو في الدين. ولو اخذوا بالسنة ولم يزيدوا عليها لما حصل هذا الافتراق. العظيم ولما حصل هذا التظليل والتكفير في الامة ولبقيت الامة قلبا واحدا ولكن هكذا اقتضت حكمة الرحمن الرحيم احكم الحاكمين واعدل العادلين. وهذا الذي خشي منه المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال واياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو ووقع مع هذا في هذه الامة اذا نظرنا الى اسباب ظهور الغلاة وهذا مهم لابد ان ننظر الى اسباب ظهور الغلاة حتى لا نقع فيما وقعوا فيه. لان كلا منا يريد الخير فأسباب ظهور الغلو متعددة لكن نذكر منها اشياء بما يوافق مدة هذه المحاضرة فمن الاسباب عدم فهم القرآن على طريقة الصحابة رضوان الله عليهم واخذنا هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج وهو وصف عام لكل اهل البدع قال يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يعني انه لا يجاوز كونهم يتلفظون به واخر الاحرف خروجا من الحنجرة فاذا هو لا يدخل الى القلوب على وجهه الصحيح ولو دخل الى القلوب فانما يدخل على فهمهم الذي اخطأوا فيه وضلوا فيه وهذا لا يعني ان القرآن دخل الى القلوب لان القرآن اذا دخل الى القلب على حقيقته فانه يهدي ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فحقيقة هذا السبب ان اولئك لم يتدبروا القرآن التدبر الصحيح على فهم الصحابة رضوان الله عليهم. بل كما ظهر في الخوارج ان الصحابة قالوا لهم معنى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون كذا فابوا قالوا لهم معنى ان الحكم الا لله كذا فابوا فاذا ما اخذوا بفهم الصحابة في ذلك فاتوا من جهة عدم تدبرهم للقرآن. والله جل وعلا امر عباده ان يتدبروا القرآن. فقال قال سبحانه افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ يعني ان من لم يتدبر القرآن التدبر الصحيح فان على قلبه قفلا. شاء ام ابى. حجزه عن تدبر القرآن التدبر الصحيح. وجعلنا على قلوبهم اكنا ان يفقهوه. فهذا هو السبب الاول ترك تدبر القرآن التدبر الصحيح. والاخذ بما يعن للذهن والفهم ان من غير تأهيل لان يكون مفسرا او مستوعبا لمعاني القرآن فيترك التدبر الصحيح ويأخذ بما يعن لذهنه مع عدم تأهله لذلك فلا يسأل اهل العلم عما اشكل عليه اذا ترك فهم القرآن الفهم الصحيح هذا من اسباب ظهور الغلو في هذه الامة. والله جل وعلا ابتلى الامة بذلك السبب الثاني وجود المتشابه بالكتاب والسنة فان الله جل جلاله قال في اوائل سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهة فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة. وابتغاء تأويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا قال جل وعلا هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات. فالقرآن منه محكم ومنه متشابه. معنى المحكم البين الواضح الذي يفهمه كل احد وهناك متشابه يشتبه معناه الا على الراسخين في العلم وخاصة في مسائل الغيبيات وفي مسائل الاحكام فهذه يشتبه معناها الا على من رسخ في العلم فيرد المتشابه الى المحكم فيتبين المعنى فاهل الزيغ الذين وقع في قلوبهم الزيغ يذهبون الى القرآن فيتبعون المتشابه ليخرجوا الحجج لهم وليس لهم حجة فيما ذهبوا اليه. فتأمل قول الحق جل جلاله فاما الذين في قلوبهم زيغ ايتبعونه فجعل وجود الزيغ في القلب اولا ثم جعل ان هؤلاء الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه. فوجود الزيغ سبق ثم بعد ذلك اولئك تتبعوا المتشابه ليبحثوا لهم عن حجة. وهذا خلاف التسليم لامر الله جل جلاله. فالتسليم للامر ان تأتي القرآن وليس في قلبك اعتقاد الا ما دل عليه القرآن. اما ان يأتي بشيء في قلبه ثم يبحث في المتشابه من القرآن عن الحجة فانه قد يجد الحجة في القرآن بحسب فهمه على اشياء كثيرة النصارى احتجوا على خصوص بعثة النبي صلى الله عليه وسلم للعرب بقوله جل وعلا وانه لذكر لك ولقومك وبقوله جل وعلا وانذر عشيرتك الاقربين. فقالوا هذا دليل على ان الرسالة خاصة. لكن هل هذا فيه حجة ليس كذلك. اين قول الله جل وعلا؟ وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. انا ارسلناك للناس كافة للناس بشيرا ونذيرا والايات الاخرى. اذا ووجود المتشابه في القرآن ابتلى الله به هذه الامة. ومنه الايات التي فيها الكلام على التكفير او الايات التي فيها الصفات والغيبيات ونحو ذلك. وبعض الاحكام فهذه متشابهة بمعنى انا يشتبه علمها الا على اهل العلم الراسخين فينزلون كل اية منزلتها الصحيحة. يعني يجعلون لها معناها الذي يجعل القرآن مؤتلفا غير مختلف فماذا نعمل الواجب انه اذا جاءنا شيء من الحجج من القرآن ونحن لا نعلم معناه لا نجتهد في تفسيره على ما يأن لنا بل نسأل فيه اهل العلم الراسخين لانه بذلك السؤال نرجعه الى المحكم ونخرج من الزيغ لان الله وصف الذين يتبعون المتشابه بان هم اهل الزيغ فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ايضا السنة فيها متشابه لان الله جل وعلا جعل من كلامه متشابها. فكذلك جعل من السنة متشابها احاديث ما نعرف معناها. لو نأخذ معناها مفردها لا وقعنا في امر منكر. فجعل الله جل وعلا هذه الامة مبتلاة بان يكون هناك حديث مشتبهة لا يتضح معناها الا باهل العلم من قال لا اله الا الله حرم ماله ودمه. هل بكلمة لا اله الا الله يكتفي ام لابد من الشهادة وتمام الشروط الى اخر ذلك؟ فاذا هناك احاديث متشابهة يعني يشتبه معناها فيتضح المعنى بردها الى غيرها. اذا كان كذلك فمن باب اولى ان يوجد المتشابه في كلام الصحابة رضوان الله عليهم او في افعالهم وان يوجد المتشابه في كلام العلماء وفي كتبهم وفي تصرفات بعض اهل العلم في التاريخ فاذا ليست الحجة قائمة بوجود نوع احتجاج لمن يذهب اي مذهب من مذاهب الغلو لا الذي يكون حجة هو ان تكون الحجة صحيحة في نفسها محكمة وان يكون قول العالم له دليله من الكتاب والسنة او من اجماع اهل العلم او من عقائد اهل السنة والجماعة. اما ان يذهب المحتج فيحتج بقول عالم ويترك اقوال العلماء الاخرين او يحتج ما وجد في كتاب ويترك ما وجد في كتب علماء المسلمين المحققين فهذا يحدث الغلو لان من اسباب ظهور الغلو الذهاب الى المتشابه وترك المحكمات او عدم العلم بالمتشابه والمحكمات اذا نظرنا اليوم وما قبله في ظهور اهل الغلو تجد انه يحتجون. هل الذي ظهر عنده غلو ليس عنده اي كتابة ولا اي دليل ولا اي حجة؟ لا عنده كتابات وربما الف كتابا او اكثر وعنده نقول لكن ليس الحجة في وجود النقول الحجة في ان تكون هذه النقول صحيحة يعلمها اهل العلم اما وجود النقل من حيث هو فيوجد كثير من الشبهات في من المشتبهات في الكتاب والسنة وفي افعال بعض الصحابة وفي افعال بعض التابعين وفي افعال العلماء واقوالهم وما هو موجود في الكتب. وهذا ابتلاء عظيم اذا لم يلحظ سبب ظهور الغلو. فاذا الواجب على المسلم انه اذا اتي بشيء من المتشابهات التي لا يعلم اهل العلم يقولون بها فلا بد ان يردها الى اهل العلم فيسلم لانهم يبينون له المعنى ففي وقت الصحابة يرد الى الصحابة وفي وقت تابعين يرد الى علماء التابعين وفي كل زمن يرد ما اشكل الى الى علماء ذلك الزمن لان هذه الامة يوجد فيها علماؤها لانه من القواعد المقررة انه لا يجوز ان يخلو زمان من قائم لله بحجة لان معنى ذلك اندثار الدين وهذا ليس في الامكان لانه لا بد ان يكون هناك عالم راسخ في العلم يقوم بحجة الاسلام يرشد اليه ويدل عليه ويحتج له ويبرهن ويدلل عليه من اسباب ظهور الغلو ايضا ترك الرجوع كما ذكرنا للراسخين في العلم وهذا بينا معناه اذا اشكل عليك شيء من الاوضاع والاحوال والاحكام والاحاديث وكلام العلماء او ما هو موجود في الكتب فلا تأخذ تدارسه انت وصاحبك ثم تخرجون بآراء بل لابد ان ترجعه الى اهل العلم فيبينون لك المعنى فاذا نصحوك فانتصح لانهم اشفق هذه الامة على النفس وانتم خير امة اخرجت للناس من الاسباب ايضا وهو سبب مهم ظهور اوضاع واحوال لا ترضي من ذهب الى الغلو ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم قسم المال عليه الصلاة والسلام فلم يرضى ذاك الرجل فقال يا رسول الله اعده يعني ذلك الحال لم يرضي ذلك الرجل فجره عدم رضاه الى الغلو كذلك ما حصل في عهد علي رضي الله عنه في في ظهور الخوارج كما ذكرنا عدم رضاهم بحكم علي وبما حصل اداهم الى الغلو ظهور اوضاع سياسية مختلفة او او ظهور تغير في الاحوال او فتن يدعو او سبب من اسباب الغلو فما الذي يجب هنا لندرأ هذا السبب لندرأ ان نتأثر بهذا السبب غلو جاء من جهة انهم جعلوا لوازم للارجاء فطبقوها حتى خرجوا ان المجتمعات جاهلية ومن المعلوم ان هناك قواعد عند اهل العلم تضبط حكم المجتمع حكم الدار حكم الفرض فيما اذا اظهر بعض الناس يقول الغلو سببه فساد الاوضاع وهذا ليس بصحيح مطلقة بل ظهر الغلو في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعدل من يعدل عليه الصلاة والسلام وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام ظهر الغلو بسبب اوضاع الصحابة بعضهم مع بعض وعلي رضي الله عنه محط فيما ذهب اليه غلو الخوارج لا بسبب فسادا فيه الصحابة ولكن بسبب فساد في فهمهم. اذا تغير الاوضاع قد يكون قوابا او الحال والوضع الذي نشأ عنه الغلو قد يكون صوابا فنظرة هذا الذي غلا اليه لم تكن النظرة الصحيحة فغلا بسبب نظرته الخاطئة على قسم. القسم الثاني تغير في الاوضاع وفي الاحوال بسبب ذنوب الناس الناس خالفوا الشريعة وظهرت اوضاع مخالفة للشريعة فهذا الذي غلا نظر اليها بغير النظرة الشرعية الصحيحة فغلا في الحكم عليها فاداه الى الغلو. اذا ننتبه الى انه اذا رأينا تغيرا في الاحوال والاوضاع وظهورا وفي الفتن او جاء شيء لا نعلم وجهته فلابد ان نحذر لان هذا احد اسباب ظهور الغلو في التاريخ كله من عهد النبي عليه الصلاة والسلام بل وما قبله الى زمننا هذا. اذا تغيرت الاحوال والاوضاع لابد يظهر نوع من انواع الغلو لانه ليس كل احد يرجع الى الشريعة بل لا بد ان يوجد عصاة وخارجين ان يوجد خارجون على الشريعة اذا ننتبه عند تغير الاحوال والاوضاع فقد يكون سبب الغلو تغير الاحوال والاوضاع وليس دائما سبب الغلو فسادا اوضاع بل تغير شيء. قد يكون التغير صحيحا في نفسه لم يفقهه الذي غلا فغلا او قد يكون التغير ذنبا جرما او كبيرة او نحو ذلك فيجره الى الغلو لانه ما وضعه في الميزان الصحيح للامر بالمعروف والنهي عن المنكر او لاحكام الشريعة هل الذي غلا يريد عناد الشريعة ويريد البعد عن الله جل وعلا لا قد بل الغالب ان يكون الذي غلا يريد زيادة في التعبد زيادة في القرب من الله جل وعلا. من اين اخذنا ذلك من قوله عليه الصلاة والسلام في وصف الخوارج يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامه. يعني انهم عندهم زيادة في التعب فالذي فالذين يغلون لا يدل على انهم عدم غلاة انهم كثير انهم كثير التعبد لا بل قد يكون صالحا يعني من جنس الظاهر من جهة كثرة العبادات والصيام النفل والطاعة وملازمة المساجد والغيرة على دين الله والامر والنهي الى اخره ولكنه يكون على باطل لانه هو يريد التقرب ولكن اراد التقرب بالغلو في دين الله مثل الخوارج قتلوا عليا رضي الله عنه عبد الرحمن ابن ملجم تقرب الى الله بقتل افضل رجل على الارض في ذلك الذنب. ولما اتي به ليقتل قال قطعوني ولا تقتلوني مرة واحدة. لم؟ قال حتى تطول مدة ذكري لله جل وعلا وهو مرق من الدين كما يمرق السهو وهو من كلاب اهل النار وهو من كلاب النار ومع ذلك انظر هذا الشغف بالعبادة. فاذا كونه يتعبد او عليه مظاهر الصلاح او نحو ذلك لا يعني انه ليس لي غلو بل الذي يغلو يريد مزيد من التقرب يريد مزيدا من التقرب الى الله جل وعلا. بل هناك خارجي اخر مدح هذا الذي قتل عليا بقوله يا ضربة من تقيا ما اراد بها الا تقيما اني ذاك عبدالرحمن ابن ملجم الذي قتل علي هذا صاحبه يمدحه بعد عقود من الزمن. قال يا ضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ عند عند ذي العرش رضوانا. اني لاذكره حينا فاحسبه اوفى البرية عند الله ميزانا بلغ بهم الحال الى انهم يعتقدون ان هذا الذي قتل علي انه افضل الناس في زمنه. وهذا والعياذ بالله منشأ من مناشيء من اسباب الضلال ان يكون التقييم على الظاهر صالح ورجل صالح وراعي صلاته الى اخره هذا ليس هو الثقيل. التقييم هل هو على السنة ام لا؟ هل هو على اهل السنة والجماعة ام لا؟ هل هو على طريقة السلف الصالح ام لا؟ هذا هو الميزان. اما الصلاح الظاهري ونحو ذلك فهذا يشترك فيه هل غالي والوسط وهو في حق الغالي مذموم لانه ما اداه الى الحق اذا تقرر هذا وتبين نذهب الى مظاهر الغلو ما مظاهر الغلو في الوقت المعاصر وهي موجودة ايضا في تاريخ الامة يعني صور للغلو احوال الغلو مثل لنا هذا الغلو ما هي امثلته واحواله؟ نقول الغلو يكون في بابين عامين الاول في العقائد والثاني في العبادات بما يتصل بالعقيدة الغلو اقسام فمنهم من غلا في حبه وتعظيمه لي بعض بني ادم غلا بعضهم في الانبياء والمرسلين فجعلوا لهم بعض صفات الالهية غلا النصارى في عيسى غلا اليهود في عزير غلا بعض هذه الامة في محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام كيف غلوا في محمد عليه الصلاة والسلام قالوا انه انه عليه الصلاة والسلام يملك ان يغيث من استغاث به بعد مماته يملك ان يجير من استجار به بعد مماته اذهب اليه فاستغفر يغفر لك اطلب منه غفران الذنوب يغفر لك لانه لا يرد له طلب جعلوا النبي عليه الصلاة والسلام له علوم مختصة بالله جل وعلا كما قال شاعرهم فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم من جودة الدنيا وضرتها يعني الاخرة هذي كلها للنبي صلى الله عليه وسلم ومن علومه علم اللوح والقلم يعني يعلم ما في اللوح المحفوظ. هذا غلو يفشز عليها الصلاة والسلام. بل بلغ بهم الغلو في المصطفى عليه الصلاة والسلام. ان قالوا القرآن في الحقيقة لا ان يكون معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام. وقالها وقالها ايضا البوصيري في مفهوم كلامه في نونيته حيث ذكر بعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو ناسبت قدره اياته عظما احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم. يعني لا يناسبه شيء من الايات التي يؤتيها لا القرآن ولا شخص الى اخره لو ناسبه شيء لناسبه شيء واحد وهو انه حين تذكر اسمه عليه الصلاة والسلام على ميت دارسا لمن قد صار رميما تحية لك وصار يتحرك هذا الذي يناسب قدره عليه الصلاة والسلام اما غير ذلك فلا يناسبه. وقاله بعض الشراح لما ساق هذا الكلام قال وهذا هو الواقع فان قدره عليه الصلاة والسلام لا يناسب المعجزات التي اعطاها التي اعطيها حث النسل هذا نوع من الغلو اداهم هذا الغلو الى ان يجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم يعبد ويطلب منه ويستغاث به له صفات الالوهية. كذلك غلا طائفة في بعض الاشخاص في الاولياء والصالحين. فجعلوا الاوليا والصالحين يذهب لهم وينذر لهم ويذبح لهم. ويدعون ويستشفع بهم ويستغاث بهم الى اخر مظاهر الشرك الاكبر. هذا من جراء الغلو فيهم. لم؟ قال هذا له مقام عظيم عند الله جل وعلا. فغلا يعني جاوز بالعبد الصالح الحج فجعله فجعل له بعض صفات الالوهية. والنبي عليه الصلاة والسلام قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد وقال عليه الصلاة والسلام لا تقروني كما ابرز النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله كذلك غلا طائفة في العلماء و جعلوا قول العالم مقدما على قول النبي صلى الله عليه وسلم تقول لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا اترك قول الامام فلان الامام الفلاني ربما ما بلغه هذا الحديث والحجة واضحة ما بلغته السنة فيقول لا اتركه ووجد في بعض الكتب ان المؤلف قال وقال امامنا كذا وفي صحيح مسلم كذا فالله اعلم ايهما الخواطر هذا غلو جعلوا العالم له التفريع والعلماء في هذا الدين دين الاسلام انما هم وثائق ها من الكتاب والسنة وطريقة سلف هذه الامة. هذه وظيفة العلماء. اما العالم لا يستقل يشرع شيئا من عنده لم يكن له اساس الا في المسائل الاجتهادية التي لا نص فيها فيجتهد بالحاق هذه المسألة المجتهد فيها في اصولها من الادلة او القواعد الى اخر ذلك مما هو معلوم في ابواب الاجتهاد من اصول الفقه كذلك الغلو في الولاة والامراء مثل ما بوب الشيخ رحمه الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب امام هذه الدعوة بقوله باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم اربابا من دون الله الوالي يطاع في غير المعصية اما اذا امر بمعصية فلا يطاع فاذا فجوز به الحج فجعل يطاع في كل شيء ويجعل امره صراطا مستقيما هذا نوع من انواع الغلو في حقه فحقه ان يطاع في غير معصية الله. واما اذا جعل يطاع في الطاعة ويطاع في المعصية وفي كل شيء هذا جعل كان المطيع له قد تجاوز الحد هذه امثلة في طاعة الاسماء ايضا من مظاهر الغلو الموجودة اليوم وما قبله الغلو في مسائل السكتين مثلا الغلو في الحكم بغير ما انزل الله الحكم بغير ما انزل الله قال الله جل وعلا في شأن الحاكم ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون وقد قال لنا علماء السنة و من الصحابة فمن بعدهم ان الحاكم الذي يحكم بغير ما انزل الله كفره كفر اصغر الا اذا اعتقد ان حكمه مساو لحكم الله او ان حكمه بغير ما انزل الله جائز او انه افضل ونحو ذلك اما اذا حكم وهو يقول حكم الله افضل لكن غلبتني شهوتي او هكذا الزمن او نحو ذلك والا فانه لا يجوز لي ان افعل ذلك فلا كسروا الحاكم بغير ما انزل الله اذا حكم في قضية واشباه ذلك وهناك من جاوز الحج فقال يكفر الحاكم بغير ما انزل الله مطلقا ما نشاط منه ولا ولا نستفسر ولا يجوز لنا ان ان نقول له كذا ولا ربما كان كذا بل اذا حكم فيصبر وجعلوا الاية في الكفر الاكبر ونصوص الصحابة واضحة كابن عباس وابن مسعود وهي موجودة في تفسير ابن جرير وفي غيره المتحاكم يقول هؤلاء الذين في البلاد التي تحكم بغير ما انزل الله الذين يتحاكمون الى غير ما انزل الله بالصعب حلال الدم لما؟ قال لانه تحاكم الى غير ما انزل الله هذا الظلم ومتجاوزة الحد لان الله جل وعلا جعل لنا الحج الذي يكفر به المتحاكم ابتغاء حكم غير الله والرضا به وارادته واختياره بهذه الشروط. قال جل وعلا يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. قال يريدونه فجعل الارادة شرطا. فاذا تحاكم وهو كاره او وهو مضطر او وهو مكره او ما اشبه ذلك فهذا لا يكفر المتحاكم. لان الاية نقصت على الارادة قادة هنا حيث يريدون ان يتحاكموا في مسائل كثيرة تتعلق بالحكم والتحاكم الى اخره. فاذا مسائل الحكم بغير ما انزل الله يجب شرعا للغلو فيها ان ترد الى اهل العلم لانها هي ظاهرة هذا الزمن في انهم يكفرون اي سورة من صور بالحكم او السحافة وهذه فيها تفاصيل ولها احوال ولها شروط فلا بد من ردها الى اهل العلم حتى لا نكون جاوزنا الحد بما انزل الله جل وعلا من مظاهر الغلو التي جاءت ساعة في هذا الزمن ايضا عند طائفة التكفير بالقاعدة من شك في الكفر الكافر فهو كافر مثله. يأتي يقول هو فلان كان لانه تحاكم ومسألة التحاكم فيها مثل ما ذكرنا لها قيود وشرور. فيجعلها اصلا ثم يقول من لم يكفر فلانا فانه كافر مثله بان القاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر مثله ومن شك في كفر الكافر فهو كافر مثله. والقاعدة صحيحة لكن الفهم اموت فهم غلو. وكيف الاسلام ابن تيمية رحمه الله نصت الفتاوى بقوله وحيث قال العلماء من من لم كفر الكافر فهو كافر مثله او من كف في كفر الكافر فهو كافر مثله فمرادهم من نص الله ورسوله طوله على كفره. لان في في عدم تكفيره تكذيبا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم في تفكيرهم تكفيرهما لتكفير الله ورسوله في ذلك المعين نستمع للالم ومن مظاهر الغلو هذا الزمن جعل المجتمعات الاسلامية جاهلية بعموم يقولون ان المجتمعات اليوم ليست باسلامية وانما هي جاهلية ويترسب على ذلك ان الفرد في داخل هذه المجتمعات الاصل فيه ان يكون جاهليا فيتوقف في شأنه حتى ولو كان ظاهر الاسلام ويصلي يتوقف في شأنه حتى يعلم انه على اعتقاد صحيح يوافقوا اعتقاد اولئك الغلاة فلا يحكمون باسلام من اظهر الاسلام وانما يقولون الاصل في الناس الكفر. والجاهلية وهذا والعياذ بالله غلط وباطل لانه يصح ان ان نقول الاصل في الناس اليوم الجهل في الاسلام والاصل فيمن اظهر الاسلام انه مسلم فلا ينقل عن هذا الاصل الا بشيء بين واضح اما الحكم بالعموم هكذا فانه من مظاهر الغلو لانه لا برهان عليه والجاهلية العامة لا تعود لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان هذه الامة لا تزال منها طائفة على الحق ظاهرة ببيان حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم نتج من ذلك انهم يعتبرون الناس اليوم والتعامل معهم كما يتعامل مع المشركين في العهد المكي مثلا فيتعامل الرجل او المرأة مع الوالد والوالدة كما يتعامل مع الوالد المشركة والمشركة في العهد المهدي ويجعلون الان العهد عهدا مسكيا واما العهد المدني يعني حيث تكون الاحكام ويصون المجتمع مجتمعا مسلما فلم يأتي بعد على حد زعمهم وهذا كما ترى غلو في مسألة التكفير حكم غير المسلم في دار المسلمين الى اخره. هذه كلها لها احكام ينتج من هذه المظاهر انه يستباح الدم ويستباح المال وقد رأيتم فيما سبق وسمعتم في هذه البلاد وفي غيرها مظاهر من مظاهر السباحة الدماء واستباحة الاموال. وهي راجعة الى مسألة الغلو في التكفير مسألة مسألة الغلو في التكفير باللوازم وفي التكفير بالحكم في في مسألة الحكم بغير ما انزل الله واشبه ذلك لهذا يجب على كل احد ان يحرص على ان يكون علمه بهذه المسائل علما سنيا واضحا سلفيا على طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم. هذا اولا والثاني انه من كانت عنده شبهة فليذهب الى ان يحاوره فيها ويجلو عنه الشبهة لانه لا بد ان يكون ثم قائم لله بالحجة. اما ان ليكون هامة علماء المسلمين على الظلام. ويكون هناك من يأتي ويكفرهم ويقول انه على الحق فهذا لا شك انه باطل لان ما بني على باطل فهو باطل اذا تبين هذا فينبغي لكل لكل من عرف من عنده مظهر من مظاهر الغلو ان يسعى في مناصحته او ان يدل اهل العلم عليه حتى يحاوروه ويرزوه الى الحق وينافحوه ويقيموا عليه الحجة ويبين له المحجة هذا يتعلق بالقسم الاول وهو التكفير وهو ما يتصل بالغلو في العقائد او فيما يتصل بالعقيدة. القسم الثاني الغلو في العبادات. وقد ذكرنا لكم امثلة على ذلك. من جهة الغلو في الاذكار او المجاوزة مجاوزة الحد فيها للذهاب الى البدع والمحدثات او الغلو في الصلوات او احداث انواع من التعبدات والسقوط اتباع ذلك مما لم يفقد السنة او انواع الغلو في المحبة احداث الاحتفالات واشباه ذلك البدعية فهذا كله داخل في صاحب غلو التي سببها مجاوزة الحد الذي اذن به يعني مجاوزة المشروع ومجاوزة المشروع تؤدي الى غير مشروع اسأل الله جل وعلا ان يلزمني واياكم الرشد والسداد. وهذه المحاضرات في هذا المسجد ولله الحمد كثير منها ارشادي اهل الجفاش ومنها ما فيه ارشاد لاهل الغلو ومنها ما فيه تشديد لاهل الوسط وتثبيت لهم وبيان الحق فهي ولله الحمد منقسمة لكل ما يهتم هذه لكل فئة وما يصلح لها ولهذا الاهتمام بهذه المحاضرات التي تقام في هذا الجامع المبارك الندوات وبالتعليق عليها من اصحاب السماحة والمشايخ هذا مما يجعل صاحب الدين بازدياد من الخير وفي بصيرة من امره. اسأل الله لي ولكم النور في القلب والسداد في القول والعمل الف وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان يعيذنا من الزيغ وان يجنبنا كل ما فيه خروج عن الهداية اهدنا الصراط المستقيم اللهم احفظنا بالاسلام اللهم احفظ ولاة امورنا ودلهم على الرشاد وباعد بينهم وبين سبل اهل الفساد والهمهم اللهم الرشد والسداد. واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى. اللهم وفق علماءنا الى ما فيه مزيد بيان للحق وايضاح بالحجة والمحجة واجعلهم من المجاهدين في سبيلك الذين تقبلت سرهم انيتهم انك على كل شيء قدير. واستغفر الله لي ولكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم ايها الاحبة انتم على موعد مع تاريخ مبارك من صاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ عضو هيئة كبار العلماء بعض اللجنة الدائمة لبحوث العلمية والافتاء بالتعليق على محاضرة فضيلة الشيخ صالح ال الشيخ التي كانت في عنوان التحذير من الغلو في الدين فليتفضل جزاه الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم وبارك على سيد الاولين والاخرين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد صل يا ربي عليه وعلى اله وصحابته اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا ارحم الراحمين وبعد فلقد اجتمعنا جميعا الى المحاضرة القيمة التي بعنوانها التحذير من الغلو في الدين والتي قام بالقائها ومعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ نائب وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية والدعوة للشمس الواقع ان هذه المحاضرة القيمة عارف قوايا الغلو اصل الغلو واساسه منشأوه اسبابه اسباب الوقاية منه فاتى لما لا حاجة الى المزيد عليه ولقد وسط المقام حقه وتحدد حديثا صحيحا صريحا مبنيا على الادلة من الكتاب والسنة فوفقنا الله واياه لكل خير الله جل وعلا بعث محمدا صلى الله عليه وسلم في حق محمد صلى الله عليه وسلم ويضع عنهم اثرهم والاغلال التي كانت عليه فمحمد صلى الله عليه وسلم وضع الله به عنا الاثار والاغلال التي كانت على من قبلنا اما عقوبة لهم اما هكذا شريعتهم والله جل وعلا وضع بمحمد عنا الاثار والاغلال التي كانت على من قبلنا فصارت شريعتنا يسر وسهولة يقول صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. ويقول انما بعثتم ميسرين. ولم تبعثوا ويقول ان هذا الدين يسر ولن يشاد الجين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا واكثروا اذا تأمل المسلم شريعة الاسلام وجدها بعيدا عن مظاهر الغلو ووجد مظهرها مظهر اليسر في كل احوالها سواء في معتقداتنا او في عباداتنا ولكن هذا لمن وفقه الله وبصر قلبه وشرح صدره للحق فعرف على حقيقته والباقيين على حقيقته ولا مسلسل امامه الاشياء اولا لننظر الى قضية الايمان فاهل السنة والجماعة يقولون الايمان اقوال واعمال قول اللسان واعتقاد القلب وهبل الجوارح يزيد ويمشط يزيد الايمان وينصر فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. ويزيد الله الذين اهتدوا هدى فالإيمان عندهم يزيد وينقص والناس متفاوتون في هذا الايمان قوة وضعفا ويرى اهل السنة ايضا ان المؤمن ان الانسان قد يجتمع فيه ايمان وفي ايمانا طاعة ومعصية صلاح وفساد فهو من جهة بعض الاشياء هو مؤمن ومن جهة الاخلال ببعض واجبات الايمان قد يفسق ففشه ومعصيته لا تسلبوا عنه مسمى الايمان فان الله وصف المؤمنين بالايمان مع وجود بعض المخالفات. قال تعالى فمن عدي له من اخيه شيء فهو قاتله وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فجعلهم مؤمنين مع وقوع هذا الامر منهم يدل على ان العبد يوجد فيه ايمان ومعصية طاعة ومعصية وانه يكون مؤمنا نقص الايمان ولا يرفع عنه مسمى الايمان الا الكفر والعياذ بالله جاءت الخوارج الذين غلوا في دين الله فقالوا الايمان جزء واحد اما ان تعمله كله فتكون اذا وان احللت بشيء فانت فقالوا كل من خالف الايمان قلنا انت كافر وانت مخلد في النار فبنوا على هذا المذهب الخبيث لمجرد المخالفة ذبحوا بها الدماء والامر وحتى على رأيهم الباطل عندما كفروا الصحابة وحكموا بكفرهم فهم يكفرون عثمان وعلي وطلحة والزبير واسبق بقية العشرة من الجنة وسائر اصحاب رسول الله يقول هؤلاء اذنبوا فبسطوا فكفروا فلا دين لهم وبنوا على هذا انهم لا يقبلون السنة. يقولون حملة السنة كفار لا دين له هكذا مذهبهم الباقي ولهذا بابي علي لما حكم الحكمان لما حكم لما حكم الحكمان قالوا انتم بين امرين اما انكم كفار انكم حكمتم الرجالات الشاملة فانتم كفار تتوبوا من كفركم والا حسنة فناظرهم علي ابن عباس لهم يناظرهم فرجع من رجع منهم واصر من اصر منهم فقاتلهم علي وكانوا الا وكانوا الخوارج مسؤولة على عن الايمان. يعني سيوفهم مشلولة على الايمان مغمولة عن اهل الكفر ولهذا في الحديث يقاتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوصاف فاي معصية عندهم يحكمون بسبل صاحبهم ويقول الايمان لا يتجزأ ولا يمكن ان يجتمع ما ايمان ومعصية ولا ايمان ومخالفة هو اما ايمانا واما وهذا على هذا القول الظال تونس صوت الكتاب والسدس وان عارضوها بما وقع في قلوبهم من الزيغ والضلال. وهم عباد اهل صلاة وتلاوة للقرآن لكن والعياذ بالله زاغت قلوبهم عن فهم الحق فلم يستطيعوا ولم تنشرح صدورهم لان بين سعة رحمة الله وفضله وبين قصور الانسان ومخالفته ثم من هذا الغلو ايضا كما اشير اليه ان بعضهم تشاءم في الناس تشاءم من كل المجتمعات وغلب علينا هذا التشاؤم حتى حد الناس جاهلية الجهلة وضلالة عمية وحكموا على الناس بما حكموا عليه ومن اثار هذا الغلو الذي استبيحت به الدماء والاموال التأويلات الخاطئة التحويلات الخاطئة والافهام الزائفة حتى استحلوا بها دماء. اما مسلمين او دماء معاهدين ومستأمنين حيث لم يفهموا نصوص الكتاب والسنة باحترام الدماء والاموال لاهل الاسلام واهل الذمة ومحكوم الذل والمال هذا الغلو ينشأ عن انسان حتى في وضوءه فكم من موسوس بوضوءه وكم من معتد في طهارته ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم يأتي في اخر الزمان اناس يعتدون في الوضوء والدعاء الوضوء الاعتداء بان لا يفسد بالا يكتفي بجانب مرات بل ربما غسل العضو عشر مرات وربما بقي في دورة المياه في ازالة النجاسة او غسل اعضاء وضوء ساعة كاملة كلما توضأ رأى علمه وكلما ازال النجاة رأى انها بقية. فغلى في دينه غلوا خرج من عن يسوء وبعضهم غلا حتى لصلاته باع فعل فيها فعلا ربما سبب له الذهول والشهوة الشديد والنسيان والغفلة وكل هذا من الفطر فالصلاة المعتدلة ما كان عليه رسول الله واصحابه ولا نقرأ ولا الو ولكن صلحتم باعتدال ونور بالصيام ولهذا النبي نهى عن صيام الدهر وقال لا صام من صامه لا صام من صام الدهر بان صيام الدهر يجعل الانسان لا يشعر ولا يفرق بين فطر وصية. ولا يذوق حلاوة الصيام. فقال لا صام من صام يا صالح من صام الدهر ومن الغلو الغلو ايضا كما سبق بالتحرز من النجاسة التحرك الذي يشابه بعضهم اليهود فان اليهود معروف عندهم التشدد. فكانوا لا يؤاتوا الحائض ولا يجالسونها ولا والنصارى بخلافهم لا يبال بالنجاسة. ودين الاسلام جاء وسط بين طريقة اليهود والنصارى. وسط في الامور رجال في الاحوال كذلك بباب الورع والبعد لا بد من الاعتدال والتحذير من الغلو في كل الاحوال. حتى يكون المسلم على بصيرة لدينه يسير على منهج لان هذه الشريعة شريعة وسط وعدل كما قال اهدنا الصراط المستقيم فهي صراط مستقيم في كل الاحوال ثم ايضا كما اشير اليه قضايا والتسبيح والتبديع والتضليل يجب على المسلم ان يتقي الله ويقف عند ما فلا يفسق ولا يكفر ولا يبدع الا عن علم ويقين وعن هدى ولا يغظه اقوال القائلين واجابة المرجفين. ومن لا يبالون بما يقولون. ولا يحسبون لما يقول حسابا فليكونوا معتقدا في اموره كلها يتبع نصوص الكتاب والسنة ويعمل بهما ويحكمهما. الخوارج اخذوا ايات الوعيد واحد الوعيد وغنوا فيها. وتجاهلوا ايات الوهب ايات الوهب واحاديث الوعد. وتجاهلوا سنة توفقوا بينهما وجمعوا بينهما. فلن يسلكوا مسلك الخوارج ولا مسلك المرجئة. وانما كان مشلكهم مسلك الاعتدال في كل الاحوال. اسأل الله ان يحفظني واياكم الاسلام. ويقينا شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ويرزقنا السير على ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه وصلى الله على محمد صاحب الفضيلة يقول السائل نرى كثيرا من الناس يغلو في جانب التكفير بجانب تنفيذ مستحل المعاصي بشرب الخمر فارجو توضيح الضوابط في ذلك المعاصي على العموم ومخادع الله ومن فعلها مستبيحا لها هذا كافر لو قال الخمر حلال او الربا حلال هذا مكذب لله ورسوله لكن لو اقترب من غير اعتقاد يحلها فهو عاص لله على قدر ما بعد في عهد عمر رضي الله عنه تحول اناس من الصحابة الخمر وقالوا ان الله يقول ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناه اذا طعموا اذا مسقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين تقع نحن متقين فلما بلغ عمر امرهم جمع الصحابة بس بشر على ما رأيتم من هؤلاء قالوا له انظرهم ناظرهم فان فان استحلوه كفروا وان اعتقدوا حرمته جلدوا بدأهم عمر وسألهم فقالوا ان الله يقول ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما تعينوا الا ما اتقوا الله منه فقاله عمر هذه الاية في حق اناس قبل التهريب وماتوا تخاف الناس عليك فبين الله انه ليس عليهم لانهم وقت ظلمهم لها لم تكن محرمة هكذا الايمان فناظر الصحابة هؤلاء فلما اقروا بانها حرام وعلموا خطأهم حدثهم عمر حد الشاربين فهكذا يسعى اقناع المخالف واقامة العزة عليه وازالة ما علق عنده من شبهة حتى يتضح الانفس نعم فضيلة الشيخ يقول السائل ما هي بدعة الحارس المحاسبية التي جعلت علماء السلف علماء السلف الصالح يحذرون منه ذلك التحذير لاننا نرى اليوم كثيرا من اهل البدع يمجدون ويمدحون ويجعل منهم ائمة ومجددون فما هو موقف اهل العلم منهم جزاكم الله خيرا؟ الحادث المحاسبي في زمن الامام احمد لوح علم وورع وجهد الا ان احمد رحمه الله بلغوا عنه القوا له السباح ولعله في عموم علم الله وشمول علم الله وانه ربما ذهب مذهب القدرية القائلين بان العلم اولو العلم استأنف وليس علما اجليا كما بين الله فعنده نوع من مذهب القدرية وعنده سك في تشييد تبديع القائلين بخلق القرآن فعنده شيء من من المخالفات ولهذا الامام احمد يعني انت هجره وانكر عليه ما عند الخلفات وان كان مخالفاته لم تبلغ ما عليه الجهمية المعاصرة الضلال ذاكر جيده شيء من مذهب القدر وشيء من التردد في بعض الامور اه التي كفر بها الجميع فكلمة واحد يحب ان يسمع كلامه ويقول انه طلب من احد اصحابه ان ان يستدير المحارب وان احمد طلب مني ان يحدث واحمد يسمعه من وراء الحجاب وقال لا احب ان يعلم الناس اني خوفا من ان يظنوا اني راض باقواله واهله لكن الامام احمد يحب مواعظه ورقائقه وان كان يكره عليه ما هو عليه من المخالفات ويظهر ان مخالفاته ان مخالفاته ليست بمنزل كبيرة لكن زيده تساهل وشيء من الخطأ هجره على اخطائه لكنه كان يسمع رقائقه ومواعظه ليعظ بها قلبه. وهكذا اهل العلم صدور رحبة مع مخالفتهم لقصدهم لكنهم لا يتجاهلون جوانب الخير فيهم يعني يأخذون من خصمهم الحق الذي عنده وان كانوا يمقتونه على ما عندهم من ضعف. هكذا الصدور الرحبة واللبوز الطيبة التي ليس لها غرض ولا هوى كوري فيخفي تزل قدمه هذا امر لا يذكر لكن الكل اتجاهل كل شقي عنده بخطأ وقع فيه. هذا امر لا ينبغي فالامام احمد وامثاله من اهل الاعتدال بالامور كانوا هكذا يقبلون الحق من ويرفضون الباطل ممن جهلوا واذا كرهوا من شخص باطلا لن ينصروه وعليه حقه اللهم الا الغلاة الذلال امثال جهل وبشر وامثال دعاة الضلال بل الائمة منهم موقف التنذير منهم لانهم يعلمون انهم دعاة وضلال وليس للحق عندهم شيء اما من عنده الحداد واشتباه وامور تخفى عليه احيانا فائمة الاسلام اولى من اولئك باطلهم ولا ينكروا ولا يتأبون عن حق انسان عنده. نعم يقول السائل هل المبتدع الذي شرع في دين الله تعالى ما لم يشرعه الله ولا رسوله يكون ممن قال الله فيهم ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ان كان هذا المشرع شرع معتقدا صحة قوله فيها تأويل له تأويل وعرض له تأويل وسهو فهمي الف شخص ويبينه انسان قد تزل قدمه وكم من صالح وعالم وفاضل عفيت عليه امور مع قضية على الاشياء انما المسلم عليه اذا رأى خطأ واذا رأى من قال قولا مخالفا ان يناظره فلعله عذر وانت تلوم نعم يقول السائل هل ختام ينافي هو من السنة من العلماء من يرعوا سنة ومنهم من يقول انه من خبير مباح وعلى كل اذا حيز اليه فلا مانع من نعم يقول السائل انا شاب والبس البنطلون فهل هذا مشابهة الانتصار ما يعني كون الانسان في بلاد المسلمين يلبس لباسهم ويشابههم بملابسه فذاك هو الأفضل العظيم اللهم اني عدت والا كوني مع المصلي مع المسلمين واخالف في ملبسهم والبس لباسا الغالب انه ليس بلباس فالذي انصح به والاولى له ان يقتدي ملابس الملابس التي يعتادها المسلمون يقول السائل لقد حصل لقد حصل لي مشكلة بيني وبيني وبين زوجتي وفي حالة غضب طلقتها طلقة واحدة وبعد فترة وجيزة حصلت مشكلة اخرى وكنت غاضبا فطلقتها بثلاث فارجو من فضيلتكم الاجابة هل لي ان ارجع لزوجتي علما ان زوجتي تريد ان ترجع لي؟ ولكن يحب ان تنورونا بما هو مفيد لنا. دين انت الاتصال وقتا واخر ان شاء الله يسمع منك شافهة عما حصل منك يقول السائل ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم من مات دون ماله او عرضه او ارضه فهو شهيد وهل الحديث يشمل المال كثيره او قليلة ويشمل اي شيء يمس العرض افيدونا افادكم الله. اكيد من قتل دون ما له فهو شهيد ومن كتب دون اهله فهو شهيد. من صحب يعني بهذا نسأل الله لنا ولكم قبل كل شيء العافية وان يعادينا واياكم من البلاء النص على ان من اراد اخذ مالك بغير حق فلا تعجزات عن ما يسر لك ان تدافع مالك وتحمي مالك ولو اراد اغتصابه منك فلك المدافعة ان دافعت عنه فلك المدافعة تدافع بالاسهل فالاسهل بما يمكن ونسأل الله الا يلجأنا من حول دون اهله ايوب على الفهد بيهديه فله ان يدافع ثم يجابها ولو ادت المدافعة الى ما هو اعظم من ذلك؟ اسأل الله لنا ولكم العافية فضيلة الشيخ انتشرت بيننا نحن النساء لبس البنطلون ولبس القصير فما حكم فعل ذلك من النساء اما لباسكن البنطلون في اسواق العامة فحرام عليكم لان البنطلون يفسد يعني يجسد قد جاء المرأة ويبينوا يعني و يوضح تقاطيع جسمنا فلبسك فلبسك اياه بين بين الاجانب او في الاسواق بمحرم لا يجوز نعم يقول السائل لي صديق يعمل في مطعم فاذا ذهبت له يسمح لي ان اكل دون حساب فهل من حقه ذلك؟ وهل يجوز لي الاكل ان كان يملك المطعم فذهب ان كان مستخدما فيه فلا يعطيك الا ما يؤذن له به. او يكون على حسابك يقول السائل انا مواطن من احدى الدول العربية ومقيما بالرياض وقد طلبت مني زوجتي ان ارسل لها صورة شخصية مني حتى تطمئن على صحتي وقد علمت من احاديثكم من حديث فضيلتكم ان التصوير حرام فما رأي فضيلتكم هل ارسل هل ارسل لها صورة ام لا؟ لعل بالمحافظة او شيء او اولى من هذه نعم يقول السائل هناك في بعض المجلات ما يسمى بالابراج فبرج الثوري والعقرب وغيرها وهم يدعون انه سيحدث في اليوم الثاني كذا وكذا لصاحب البرج فنرجو من سماحتكم الافصاح عن حق ذلك. هذا كله من الضلال والقول على الله بلا علم البروج والشهود والصوالح كلها بحي القيوم ما شاء الله كان وما لم يزل منه يقول السائل هل صيام كفارة الايمان الثلاثة ايام متتابعة اذا صمتوا في كل اسبوع يوم هل هذا صواب ام لا؟ اولا ان كفارة للقسمين الاول وهو او الكسوة او الطاعة فاذا حزنت الاشياء الثلاثة فلا تسع رقبة ولا اطعام المساكين ولا كسوة فالجأ الى الصوف اولى ان يكون متتبعا اذا الله صاحب الفضيلة على ما افاد رزاكم الله خيرا على حضوركم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. مع تحيات مركز الوسائل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية