الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا. حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا مع هذه مع المحاضرة الرابعة من تفسير سورة هود مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. الا لعنة الله على الظالمين بعد ان بين الله جل جلاله فيما سبق من ايات ان الناس فريقان فريق يريد الحياة الدنيا وزينتها وفريق على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه. قف على ذلك. ببيان حال كل منهما ومآله في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد اولا كلمة اشهاد جمع لكلمة شاهد واللعنة الطرد من رحمة الله والعوج الالتواء ومعنى معجزين في الارض اين يمكنهم ان يهربوا من عذابه؟ وكلمة لا جرم اي حقا اخبتوا خشعوا وخضعوا واصله من الخبت وهو الارض المطمئنة بعد بيان المفردات التي التي تضمنتها هذه الايات الكريمات نقول ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا لا احد اظلم لنفسه ولا لغيره ممن افترى على الله كذبا باقواله او افعاله او احكامه او صفاته او في اتخاذ الشفعاء والاولياء له بدون اذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون. او في من زعم ان الله قد اتخذ ولدا من الملائكة مملكتك العرب وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا. ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون. قالوا ان زعموا ان الله تزوج من سروات الجن فولدت له الملائكة فقالوا الملائكة بنات الله او النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله. او اليهود الذين قالوا عزير ابن الله او في تبذيب ما جاء به رسله من دينه او في ادعياء النبوة عبر التاريخ ومنادى الساعة دجالون كثيرون كلهم يدعي النبوة بدءا من وزينبة الكذاب وسجاح والاسود العنسي. وفي واقعنا المعاصر ميرزا غلام احمد في الهند ومحمود طه في السودان وغيره. لم تنقطع مسيرة الدجل عبر التاريخ لا احد اظلم لنفسه ولا اظلم لغيره ممن افترى على الله الكذب. او ممن قال اوحي الي لم يوحى اليه شيء او ممن قال سانزل مثل ما انزل الله ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة ما سطو ايديهم. اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاء عائكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون. ومن اظلم ممن افترى على الله اولئك هؤلاء الكذبة يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين. يوم القيامة تعرض اعمال اولئك واقوالهم على ربهم لمحاسبتهم ويقول الذين يقومون للشهادة عليهم من الملائكة والنبيين وصالح المؤمنين هؤلاء الذين كذبوا على ربهم بالافتراء عليه ويفضحونهم بهذه الشهادة على الملأ الشهادة المقرونة باللعنة الدالة على خروجهم من رحمة الله عز وجل وفي معنى هذه الاية جاء قوله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين فمعذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار في حديث ابن عمر في الصحيحين وغيرهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ينجي المؤمن حتى يضع كنفه عليه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ويقول له اتعرف ذنب كذا اتعرف ذنب كذا؟ فيقول اي ربي اعرف حتى اذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه انه قد هلك قال فاني سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته واما الكافر والمنافق فيقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين وما اكثر من يكذبون على ربهم في زمننا هزا ويوم يقوم الاشهاد سيشهدون على هؤلاء الكذبة الكذبة وسيعلنون على الملأ على رؤوس الاشهاد يوم القيامة هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين الذين يزعمون ما يسمى بالديانة الابراهيمية. ويزعمون ان الله جل وعلا لم يختم الهدى والنبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ختاما لا يقبل بعده من الناس دينا الا الاسلام الذين يزعمون ان كل الملل وان كل المحن طرق ومسالك تصل بالناس الى الجنة والى مرضات الله والى نعيمه حتى بعد بعثة النبي محمد هؤلاء كذبة على ربه. والله كذبوا على الله عز وجل منذ ان بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله من الناس دينا الا الاسلام بمعناه الخاص الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي ويتبع الذي يأت به الا كان من اهل النار يوم القيامة سيقوم الاشهاد على هؤلاء ويقولون هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين. التعايش الامن والودع والمطمئن في هذه الدنيا قضية اخرى. خاصة بين من ينتمون الى وطن واحد ويعيشون على ارض واحدة لينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم اقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين للمخالف لنا في الدين البر والقسط العدل والمعاملة الحسنة غاية الحسن اذا كان من المسالمين. اما الغش الديني والغش الحضاري والغش الثقافي والقول بان الملل جميعا سواء وان المحن جميعا سواء وان كل المذاهب والديانات ابواب مفتحة الى السماء تصل بالناس الى ملكوتها وتفضي بالناس الى جنة الخلد والى نعيم الابد هذا كذب على الله عز وجل مثل الفريقين كالاعمي والاصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ان اولى ناسي بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين يبين الله تعالى حال المفترين عليه وفضيحتهم في الدار الاخرة على رؤوس الخلائق من الملائكة ومن سائر الرسل والانبياء والبشر والجار يعني الله جل وعلا كما سلف في الحديث يبني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره. من الناس ويقرره بذنوبه ويقول له اتعرف ذنب كذا اتعرف ذنب كذا؟ حتى اذا قرره بذنوبه. ورأى في نفسه انه قد هلك قال فاني قد سترتها عليك في الدنيا واني اغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناتك اما الكفار والمنافقون فيقولوا الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم كافرون يعني الذين يردون الناس عن اتباع الحق وسلوك طريق الهدى الموصلة الى الله عز وجل ويجنبونهم الجنة ويبغونها عوجا يريدون ان يكون طريقهم عوجا غير معتدل وهم بالاخرة هم كافرون مكذبون بوقوعها وجاحدون بها اي هؤلاء الظالمون الذين يمنعون الناس ويصرفونهم عن سبيل الله وهو دينه القيم وصراطه المستقيم ويصفونه بالعوج والالتواء ويفتنون الناس عن دينهم ويصدونهم عن طريق ربهم ولا يزال الملأ والكبراء يفتنون الضعف ويصدونهم عن السبيل ويقطعون الطريق على ربهم ويبغونها عوجا فما امن لموسى الا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأهم ان يفتنهم. وان فرعون لعال في الارض. وانه لمن المسرفين. ومن سم ومن سم شرع الجهاد نصرة للمستضعفين ومنعا للفتنة في الدين ونشرا للدعوة وقد يكون باللسان بلاغا عن الله ورسالاته وقياما بحجته على عباده بالحكمة والموعظة الحسنة وقد يكون باليد جرأ للحرابة وكفا للعدوان الواقعي او المتوقع على جماعة او المتوقع على جماعة المسلمين ونصرة للمصطفى لكن ليس للاكراه في الدين لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. لحماية الحق في الاختيار وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سراديقه وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا اولئك لم يكونوا معجزين في الارض وما كان لهم من دون الله من اولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون. كانوا تحت قهره وغلبته وفي قبضته وسلطانه سبحان مالك الملك والملكوت سبحان ذي العزة والقدرة والهيبة والجبروت سبحان الحي الدائم الباقي الذي لا يموت. سبحان من قهر العبادة بالموت. سبوح قدوس رب الملائكة والروح وهو القاهر فوق عباده فعال لما يريد يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء. وهم يجادلون في الله وهو شديد به فالقادر على الانتقام منه في الدنيا قبل الاخرة لكن يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. في الصحيحين ان الله لا يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ولهذا قال يضاعف لهم العذاب يضاعف لهم العذاب والكفار كما يحاسبون على الكفر والشرك يحاسبون على الكبائر والمعاصي والمنكرات والموبقات والصد عن سبيل الله. عذابا زائدا فوق عذاب الكفر الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله يضاعف لهم العذاب بما كانوا يفسدون زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ومن يفعل ذلك الشرك والقتل والزنا يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد فيه مهانا. الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا. فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وكان الله غفورا رحيما يضاعف لهم العذاب لماذا لان الله جعل لهم سمعا وابصارا وافئدة ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يشحنون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون كانوا صما عن سماع الحق عميا عن اتباعه كما اخبر تعالى عنه حين دخولهم النار وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون يعذبون على كل امر تركوه وعلى كل نهي ارتكبوه فهم مكلفون بفروع الشرائع امرها ونهيها بالنسبة لاحكام يوم القيامة اولئك لم يكونوا معجزين في الارض وما كان لهم من دون الله من اولياء يضاعف لهم العذاب اي ان هؤلاء الذين يصدون عن سبيل الله لم يكونوا بالذين يعجزون ربهم. بهربهم منه في الارض اذا اراد عقابهم بل هم في قبضته وملكه لا يمتنعون منه اذا اراده ولا يفوتونه هربا اذا طلبه ولم يكن لهم انصار ينصرونه من دونه ويحولون بينهم وبينه اذا هو عذبهم ويضاعف لهم العذاب من اجل ضلالهم واضلالهم وهم ينهون عنه وينأون عنه وان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون بين علة هذه المضاعفة بقوله ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ما كانوا يستطيعون القاء سمعهم الى القرآن اصغاء لدعوة الحق استحواذ الباطل على انفسهم وريني الكفر والظلم على قلوبهم وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون اي انه لشدة انهماكهم في الكفر واتباعهم للهوى والشهوات صاروا يكرهون الحق والهدى فيثقل عليهم سماع ما يبينه من الايات السمعية وما يثبته من الايات البصرية وهم قد ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم. فلا يسمعون الحق سماع منتفع ولا يبصرون حلل الله ابصار مهتد الالات موجودة السمع والبصر والفؤاد موجود. لكنه عطلوها عن الانتفاع بها ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون اولئك الذين خسروا انفسهم لانهم ادخلوا في نار حامية معذبون فيما لا يفتر فيما لا عنهم من عذابها طرفة عين كلما خبت زدناهم سعيرا ضل عنهم ما كانوا يفترون. ذهب عنهم ما كانوا يعبدونه من دون الله. من الانداد والاصنام لم تجد عنهم شيئا لم تغن عنهم فتينا ولا