على انه لا ينبغي الاكراه في الدين انلزمكموها وانتم لها كارهون اول نص في الدين على نفي الاكراه في الدين ثم ختم هذا بما جاء في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من هذا اللقاء المتجدد مع المحاضرات السادسة من تفسير سورة هود مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد ارسلنا نوحا الى قومه اني لكم نذير مبين الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم اليم يخبره الله تعالى عن نبيه نوح عليه السلام وكان اول رسول ارسله الله الى اهل الارض من المشركين عبدة الاصنام لان ادم كان نبيا بالاجماع وكان رسولا في الصحيح لكن لم يرسله الله الى المشركين لقد كان اولاده وذريته اول الامر على التوحيد فاول رسول ارسله الله الى المشركين نوح عليه السلام وكان الغلو في الصالحين اول ذريعة الى الشرك في تاريخ البشرية وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد اضلوا كثيرا اسماء رجال صالحين لما ماتوا زين الشيطان الى مريديهم واتباعهم ان يصوروا لهم صورا وان ينصبوا لهم في مجالسهم انصابا لكي تشوقهم الى العبادة وتحفيزهم الى الطاعة ثم لما انقضى هذا الجيل وتنسخ العلم زين لهم عبادتها من دون الله. جاء الشيطان الى جاء الشيطان الى خلوفهم وقال لهم اتدرون لما نصب اباؤهم هذه الانصاب لما صوروا هذه الصور كانوا بها يرزقون وبها ينصرون وبها يمطرون فزين لهم عبادتها من دون الله فكان الغلو في الصالحين اول ذريعة الى الشرك في تاريخ البشرية فارسل الله نوحا الى قومه اني لكم نذير مبين ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه فيخبر الله تعالى عن نبيه نوح وهو كما قلنا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض من المشركين عبدة الاصنام انه قال لقومه اني لكم نذير مبين يبقى نؤكد ادم اول رسول ارسله الله الى الارض بعدما وقع الشرك فيها اما ادم فهو رسول ونبي بالنسبة الى ذريته قبل وقوع الشرك انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده بالصحيح في قصة الشفاعة ان الناس يأتون الى نوح يقولون له انت اول رسول ارسله الله الى اهل الارض اي من المشركين عبدة الاصنام طيب الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم اليم ان استدمتم ما انتم عليه من الشرك وعبادة الانداد والاصنام عذبكم الله عذابا اليما موجعا شاقا يوم يقوم الناس لرب العالمين يوم يقوم الناس لربنا طيب تأمله بعد ان ذكر الله جل وعلا في الايات السابقات بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم واثبت بالبرهان انه رسول من رب العالمين وان القرآن وحي معجز من عند الله عز وجل خف على ذلك بقصص الانبياء من قبلي لكي يقول للناس ان محمدا ليس بدعة من الرسل وانه انما بعث بما بعث به من كان قبله من الدعوة الى عبادة الله وحده. والايمان بالبعث والجزاء فحاله معكم يا معشر قريش ويا اهل مكة ومن حولها من القرى كحال من قبله من الرسل عليهم السلام. مع اقوامهم جملة وتفصيلا كما قال تعالى سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم اليم كانوا اول من اشرك بالله واتخذوا الانداد طب ماذا كان جواب الملاء فقال الملأ الملأ الكبراء الليت الوجهاء الصفوة وكلمة بدأ مأخوذ ايه؟ كانها مما يملأ العين بهاؤه ويملأ العين رواؤه ومشهده ومنظره اذا رأيته تعجبك اجسامه وان يقولوا تسمع لقول بانهم خشب مسندة فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا ويعني بالمناسبة هذه الكلمة وان كثر اطلاقها على الطغاة والزلمة لكن قد تستخدم في رؤساء الخير ايضا ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اذ يختصمون. يعني رؤساء الملائكة الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء قصيدة شوقي في مدح النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم نعم ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم وفم الزمان تبسم وثناء الروح والملأ ملائك حوله للدين والدنيا به بشراء فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا. وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين ادي الحجج التي ساق الشبهات التي ساقها المبطلون سعيا منهم لابطال دعوة نبي الله نوح ما نراك الا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي انت لست بمالك ولكنك بشر مثلنا لم تؤت قدرة كقدرة الملائكة ولا علما كعلمي الملائكة فما الذي ميزك عنا حتى تكون رسولا من الله الينا المسألة الثانية اتباعك اتضاعف من الناس اراذلهم الباعة والحاكى والزبالين والطراشين هكذا تصوروا او صوروا اتباع الرسل لم يتبعك الاشراف ولا الرؤساء ثم هؤلاء الذين اتبعوه اتبعوك بادي الرأي مسألة كان قرار سريع ما كانش عن تفكير وروية وتأمل ودراسة وتمحيص وتحقيق وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بالي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل لا في خلق ولا في خلق ولا رزق ولا حال ولا جاه ولا ايه يعني؟ ليه يعني لماذا اختصك الله دوننا جميعا لكي تكون رسولا منه الينا ثم قالوا في النهاية بل نظنكم كاذبين بما تدعونه فيما تدعون اليه من من البر وما تزعمونه من الدعوة الى الصلاح والاستقامة اعتراض دليل على سفاهاتهم وجهادتهم وقلة علمهم وعقلهم ليس بعار على الحق رذالة من اتبعه فان الحق في نفسه صحيح اتبعه الاشراف او الاراذل بل الحق الذي لا شك فيه ان ان اتباع الحق هم الاشراف ولو كانوا هم الضعف والفقراء والذين يأبونه هم الاراذل ولو كانوا الاقوياء والسادة والاغنياء والواقع في الغالب ان الذين يتبعون الحق خاصة في بداية الامر قبل ان يأتي نصر الله والفتح هم الضعف من الناس والغالب على الاشراف والكبراء المخالفة والتحدي والعصيان والاصرار ما قال تعالى وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا فانا على امة وانا على اثارهم مقتدون. وانا بما ارسلتم به كافرون ولما سال هرقل ملك الروم ابا سفيان عن صفات النبي عليه الصلاة والسلام. فسأله فيما سأله ايتبعه اشراف الناس ام ضعفاؤهم؟ فقال بل ضعفاؤهم. فقال له وهو يجيبه وهكذا اتباع الرسل. في البداية يتبعه الضعفة من الناس ثم يدخل الناس بعد هذا في دين الله او وهذا ويأتي نصر الله اما قوله بادي الرأي النزولاء تبعه كده من غير تفكير ولا روية ولا تحقيق هزا ليس ليس بمذمة ولا عيب. اذا وضح الحق الحق ابلج والباطل لجلج اذا سطعت الحجة ازا تبينت البراهين لا يبقى للرأي ولا للفكر مجال بل لا بد من اتباع الحق وهذه حالة كل من اوتي زكاء وذكاء. عارفين الفرق بينهم الزكاء بازاي الطهارة والذكاء بالذال الذكاء يعني بل لا يفكر ها هنا الا غبي او عيي ولهذا ابو بكر ان كان قال فقد صدق فسمي بالصديق بعد ان ظهرت الايات والحجج والبراهين لم يبقى والا الاستجابة والمسارعة الى امر الله عز وجل. شوفوا في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما دعوت احدا الى الاسلام الا ما كانت له كبوة غير ابي بكر فانه لم يتلعثم ما دعوت احدا الى الاسلام الا كانت له كبوة غير ابي بكر فانه لم يتلعثم ام لم اي لم يترددوا ولا تروى لانه رأى امرا جليا عظيما واضحا فبادر اليه وسارى اما قولهم وما نرى لكم علينا من فضل لان على اعينهم غشاوة لان على قلوبهم غشاوة لا يسمعون ولا يبصرون بل هم في ريبهم يترددون في زلمات الجهل يعمهون هم الافاك كون الكذابون الخراسون الاقلون الارذلون وهم في الاخرة هم الاخسرون يبقى اربع حجج ضاحضة ظنوا انهم بها يبطلون دعوة نبي الله نوح ما نراك الا بشرا مثلنا اي ان الاشراف والزعماء بادروا بقوله ما انت الا بشر مثلنا في الجنس لا مزية لك علينا تجعلنا نطيعك ونذعن لنبوتك وما نراك اتبعك الا الذين هم اراضلنا بادي الرأي. لم نرى متبعيك الا اراد للناس العمل او الزراع والصناع والحاجة والكزا ومن في حكم من ذوي المكانة الاجتماعية المتدنية والهابطة ومعنى بادي الرأي اي قبل التأمل في عواقبه والنظر في مستنده وترجيح العقل له وما نرى لكم علينا من من فضل لا نرى لكم علينا اي امتياز من قوة او كثرة او علم او اسايط رأي يحملنا على اتباعكم ويجعلنا ننزل عن جاهنا ومالنا لكي نكون نحن وانتم سواء وفي النهاية بل نظنكم كاذبين. ترجح عندنا الحكم عليك وعلى من تبعك بالكذب فانت كاذب في دعوى النبوة وهم كاذبون في تصديقك والاخيرة هذه مش طعن في نبي الله نوح فقط بل طعن فيه وبمن حوله من المؤمنين ماذا كان جواب نبي الله نوح نعم قال يا قومي انظروا الى حلم الانبياء يا قومي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي واتاني رحمة من عنده فعميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون ان كنت على يقين وامر جلي ونبوة صادقة وهي الرحمة العظيمة من الله بي وبكم فعميت عليكم اي خفيت عليكم فلم تهتدوا ليها ولم تعرفوا قدرها بل بادرتم الى تكذيبها وردها انكم على قبولها انلزمكم بالاذعان لها؟ وانتم لها كارهون وانتم لها وانتم لها كارهون. المعنى الاجمالي بعد ان ذكى الله مقالتهم وطعنهم في نبي الله نوح بتلك الشبه السابقة خف على ذلك بذكر دحض نوح الشبهات اه اه نعم فماذا قال لهم اخبروني ماذا ترون وماذا تقولون ان كنت على يقين وعلى حجة فيما جئتكم به يتبين لي بها انه الحق من عند الله. ليس من عندي ولا من كسب البشري الذي تشاركونني فيه واتاني رحمة من عندي وهي النبوة. وتعاليم الوحي فحجبها عنكم جهلكم وغروركم بالمال وبالجاه. فلم تتبينوا منها ما يفرق لكم بين الحق والباطل انلزمكموها انقل لكم على قبولها وانتم معرضون عنها غير متدبرين لها. اسمع هذا اول نص في دين الله لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوسقى لا انفصال في هذه الاية اثبات لنبوة نوح عليه السلام ورد لانكارهم لها وتكذيبه ومن معه فيها وابطال لشبهتهم في انه بشر مثلهم المساواة في البشرية لا تقتضي استواء افراد الجنس في الكمالات والفضائل. طبعا المشاهدة والتجارب تدل على ان التفاوت العظيم بين افراد البشر في العقل والفكر والرأي والاخلاق والاعمال حتى ربما كان واحد يساوي الف بل يساوي امة حتى قال الشيعة والناس الف منهم كواحد وواحد تا الانف ان امر عرى هذا في عوام الناس. فما بالك بمن يصطفيهم الله ويختصهم من عباده ويجعلهم مهبط وحيه ويجعلهم سفراءه الى عباده ويا قومي لا اسألكم عليهما ان اجري الا على الله ام تسألهم اجرا وهم من مغرم مثقلون وما انا بطارد الذين امنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني اراكم قوما تجهلون لا اسألكم على نصح لكم مالا اجرة اخذها منكم بدل الاجر من الله عز وجل حتى قالوا قاعدة جميلة احتسب عندما تحتسب ايه بعض القاعدية احتسب يعني ابتغي الثواب من الله. عندما تحتسب اي تدعو الى الله عز وجل احتسب عندما تحتسب فالاحتساب ابتغاء الاجر من الله عز وجل على اعمال الخير وما انا بطارد الذين امنوا فهؤلاء كأنهم استنكفوا ان يجلسوا في مجلس واحد مع الضعفة من المؤمنين من اتباعه وما انا بطارد الذين امنوا انهم ملاقوا ربهم يبقى قال لهم لا اسألكم على نصيحتي لكم اجر فاكون متهما فيه عندكم لمكانة حب المال في نفوسكم واعتزازكم به علي وعلى الفقراء من اتباعي فما اجري في ذلك الا على الله سبحانه. فهو الذي ارسلني وهو الذي يجازيني ويثيبني على ذلك بالمناسبة هذه المقولة صبرت سجلها القرآن على السنة الانبياء جميعا والانبياء سادة المحتسبين وما اشركوا عليه من ان اجري الا على رب العالمين في سورة الشعراء جاءت على لسان نوح وعلى لسان غيره من انبياء الله خمس مرات دي صورة الشعراء وما اسألكم عليه من اجري الا على رب العالمين. الاية مية وتسعة مية سبعة وعشرين مية خمسة واربعين مية اربعة وستين مية وهو ثمانين بنفس اللفظ. وما اسألهم عليه من اجر ان جري الا على رب العالمين وانتهت قول الله تعالى على رزقك يأمر نبيه محمدا قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في وما انا بطارد الذين امنوا. ليس من شأني ولا بالذي يكون مني ان ابعد من يؤمن بي. وينحيه عني احتقارا له على اي حال كانت صفته هذا رد عليهم في قولهم وما نراك اتبعك ان الذين هم اراذلنا بادي الرأي لقد روي انهم قالوا له يا نوح ان احببت ان ان نتبعك فاطرد هؤلاء الضعف والاراضي فاننا لن نرضى ان نكون نحن هم في الامر سواء ثم علل امتناعه من طردهم بقوله انهم ملاقوا ربهم ولكني اراكم قوما تجهلون تجهلون ما يمتاز به البشر بعضه عن بعض من اتباع الحق والتحلي بالفضائل وعمل البر والخير وتظنون لجهلكم وحمقكم ان الميز تكون بالمال والجاه فقط المعنى ده موجود في سورة الشعراء قالوا انؤمن لك واتبعك الارذلون قال وما علمي بما كانوا يعملون؟ ان حسابهم الا على ربي لو تشعرون. وما انا بطارد المؤمنين اني انا كن نذير مبين ويا قوم من ينصرني من الله ان طردتهم افلا تذكرون وخاتم الانبياء عندما راوده قومه على ان يطوي عنه جماعة من الضعفاء ويجلس معهم مجلسا خاصا قال له الله جل جلاله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدونه وجهه وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اليس الله باعلم بالشاكرين؟ ويا قوم من ينصر من الله ان طردتهوش لا اجد احدا يمنع عني ما استحقه من عقاب الله. ان طردتهم بعد ايمانهم واتباعهم اي فيما بلغتهم. فان ذلك كظلم عظيم يستحق العقوبة الشديدة. افلا تذكرون؟ افلا تتفكرون فيما اقول او فيما تقولونه وهو ظاهر الخطأ فتنتهوا عنه فان له مربى ينصرهم وينتقم له جل جلاله احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات على امل اللقاء بالحلقة القادمة يوم الخميس ازا احيانا الله واحياكم حتى نلتقي استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته