بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع تفسير هذه الايات الكريمات من سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. سبحانه وتعالى عما يشركون هؤلاء المشركون الذين عبدوا غير الله الذين نسبوا الى الله الصاحبة والولد الذين عبدوا من دونه الهة اخرى لا تبصر ولا تسمع لا تضر ولا تنفع ما عظموا الله حق تعظيمه ما قدروا الله حق قدره عندما اشرك في عبادته من لا يملك لهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا عندما سووه هذا المخلوق الناقص بالخالق الرب العظيم الذي من عظمته ما ذكرته هذه الاية الكريمة ان الارض جميعا قبضته يوم القيامة وان السماوات على سعتها وعظمتها مطويات بيمينه جل شأنه فكيف يسوى بهذا من ليس عنده نفع ولا ضر ولا عطاء ولا منع ولا يملك من الامر شيئا. سبحانه وتعالى عما يشركون التنزه وتعاظم عن شركهم به جل جلاله. يبقى وما قدروا الله حق قدره اي ما عظموه حق عظمة نعم وقيل نزلت في قريش و يعني الحقيقة ان كل كافر لم يؤمن بالله جل جلاله ولم يعبده وحده ما قدر الله حق قدره ان كل من اضاف الى الله جل جلاله ما لا يليق به او كذب علي او قال عليه بغير علم فما قدر الله حق قدرنا من جعل بينه وبين الجنة نسبا ما قدر الله حق قدره من قال ان الله ثالث ثلاثة ما قدر الله حق قدره من قال ان الله هو المسيح ابن مريم ما قدر الله حق قدره من قال يد الله مغلولة ما قدر الله حق قدره. من قال ان الله فقير ونحن اغنياء ما قدر الله حق قدره. من قال ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استراح في اليوم السابع ما قدر الله حق بقدره. من فضل شرائع البشر على شريعة الله عز وجل من فضل القوانين الوضعية على الاحكام الشرعية ما قدر الله حق قدره. فان الفرق بين الشريعة والقانون الوضعي فبيخالفها كالفرق بين الخالق والمخلوق ما قدروا الله حق قدره من قال ان الله لا يبعث من في القبور ما قدر الله حق قدره كل من اشرك بالله او نسب الى الله ما لا يليق به جل جلاله فما قدر الله حق قدره بالمناسبة وردت احاديث كثيرة متعلقة بهذه الاية الكريمة نذكر بعضها وننبه من قبل ومن بعد ان الاصل في هذه الايات وان مذهب السلف فيها امرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف الايمان بالوصف ونفي الكيف. التفويض فيما يتعلق بالكيف الوصف معلوم والكيف غير معقول. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة لقد روى البخاري في صحيحه ان حبرا من الاحبار جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والشجر على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلائق على اصبع فيقول انا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت حواجزه تصديقا لقول الحبر. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية الكريمة وما قدر الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة وعند الامام احمد هذا الحديث قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب فقال يا ابا القاسم ابلغك ان الله تعالى يحمل الخلائق على اصبع والسماوات على اصبع والاراضين على اصبع والشجر على اصبع والثرى على اصبع. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجزه وانزل الله تعالى قولا وما قدروا الله حق قدره ورواية اخرى عند البخاري عن ابن عمر نعم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقبض يوم القيامة الاراضين على اصبع وتكون السماوات بيمينه ثم يقول قولوا انا الملك وما جاء في بعض روايات هذا يعني الحديث من ان النبي من ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل بيده ما وصف له كان هذا لتحقيق الصفة وليس ذلك من باب التمثيل. فان الله جل وعلا ليس كمثله شيء ومن ثم اذ تكلم اهل العلم في من ذكر شيئا من صفات الله واشار الى شيء من الحواس. كان تكلم عن السمع واشار اله اذنيه. او البصر واشار الى عينه. طبعا يقينا السمع لا يقتضي اثباته. اذن بصر لا يقتضي وحده اثبات عين الا اذا جاءت في نصوص اخرى طيب ماذا اه ما حكم من فعل هذا او ما او ما نفعل هذا اقرب من يعني الى الصواب في هذا ان يقال ان هذا يختلف. ان كان قد فعل ذلك في اطار من يحسن فهمه ومن يضعه في غير موضعه والا يتوهم التمثيل فلا بأس بذلك. اما ان وضعه في اطار عوام واشباه عوام قد يفهمون من حركته او من اشارته شبهة تمثيل الله بخلقه فلابد يقينا ان ينزه الله جل وعلا عن ذلك في اوهام الناس وخيالاتهم والا يؤتى من الافعال ولا من الحركات ما يفتح الذريعة اليه الشيء من ذلك اما ان كان المقصود تحقيق الصفة فلا اشكال يبقى نفرق بين واحد بيتكلم في اطار يعني اكاديمي في اطار آآ طلبة علم تحققوا باصول اهل السنة والجماعة. وبين من يتكلم في هذا على ملأ من الناس فيهم العامة واشباه العامة بارك الله فيكم اللهم اهدنا فيمن هديت. ثم قال تعالى جل من قائل ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله. ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. بعد ان خوفك الله تعالى من عظمته وذكر لهم ان الارض جميعا قبضته يوم القيامة. وان السماوات مطويات بيمينه خوفهم باحوال يوم القيامة رغبهم ورهبهم جل جلاله. فقال ونفخ في الصور قرن عظيم لا يعلم عظمته الا خالقه. ومن اطلعه الله على علمه من خلقه من ذا الذي ينفخ فيه الملك الموكل بالنفخ في الصور وهو اسرافيل عليه السلام احد الملائكة المقربين احد احد وحملة عرش الرحمن طيب يبقى السور قرن ينفخ فيه وقد وردت في ذلك الادلة الصريحة والصحيحة التي تدل دلالة قاطعة على ان الله جل وعلا قد خلق قرنا ينفخ فيه ملك من الملائكة وان هذا القرن يسمى السور. وان الملك الموكل به انما هو اسرافيل عليه السلام وفي الحديث ان اسرافيل قد التقم الصورة وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ ان اسرافيل قد التقم الصور وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ ونفخ في الصور هذا القدر متفق عليه. وقع خلاف يسير في المقصود بالصور في هذه الاية. هل هو ذلك القرن الذي ينفخ فيه قبيل يومي؟ القيامة ام يقصد بها الصور جمع صورة اي صور الموتى بعثها بعض اهل العلم قال بهذا القول الثاني وهو قول ضعيف والمعول عليه والمعتمد قول الاول بارك الله فيكم لاني جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الصور؟ فقال قرن ينفخ فيه خلاص جاء جاء البلاغ عن النبي صلى الله عليه وسلم فقطع كل قول اخر وفي حديث ابي سعيد الذي سبقت الاشارة اليه كيف انعم وصاحب الصور قد التقم واصغى سمعه وحمى جبهته ينتظر متى يؤمر. قالوا يا رسول الله وما تأمرنا؟ قال حسبنا الله ونعم الوكيل وفي الباب حديث ابي هريرة ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله صعق الغش والموت الفزع والغش والموت هذه في النفخة الاولى على من قال انهما نفختان ومن اهل العلم من قال انهما ثلاث نفخات واحدة للفزع والثانية للصعق والثالثة للبعث بعد الموت ينفق في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم ينفخ فيه اخرى فاكون اول من بعث فاذا موسى اخذ بالعرش فلا ادري افاق قبلي امحوس ام حوسب بصعقته يوم الطور او بعث قبلي اخوتي واخواتي لقد استفاضت الادلة في كتاب الله عز وجل على اثبات النفخ في الصور في مواضع كثيرة مما يدل على اهميته ومدى خطورته لكي يدرك الابقون على ربهم انهم لا يعجزونه وان حياتهم تنتهي بنفخة ثم تعاد اليهم بنفخة الارض جميعا قبضته يوم القيامة. السماوات مطويات بيمينه. نفخة في الصور تموت بها الخلائق جميعا صفقة اخرى يكون بها البعث بعد الموت. حتى يعلم يعني من اغتر بقدرته حتى يتدبر اي قدرة هذه اي جهل اعظم من جهل من اعرض عن ربه واغتر بقوته ونسي انه يموت بنفخه يا بنفخة. ما هذا التعالي الذي ملأ رأسه وغلب عليه مشاعره واحاسيسه آآ في القرآن هذه الاية التي التي تلوناها من سورة الزمر قول الله تعالى ويوم ينفخ في سورة النمل ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه داخلين حاقة فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة دولة ياسين ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون سورة الكهف وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا. سورة طه يوم انفخوا في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا. النبأ يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا ولا اريد ان استقصي الايات فهي يعني كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل. فصعق اي غشي او مات على خلاف بين اهل التفسير في القولين الا من شاء الله الا من ثبته الله عند النفخة واهل العلم اختلفوا في المقصود بهذا الاستثناء. نعم فمنهم من قال لقد قصد به جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت وقال اخرون الشهداء قال فريق ثالث عنا بالاستسناء في الفزع ففزع من في السماوات يوم في الارض الا من شاء الله الشهداء. وعنها بالاستثناء في الصعق جبريل وملك الموت وحملة العرش جبريل وملك الموت وحملة العرش نعم وقال فريق ثالث الله جل وعلا يستسني. لكنه ما يدع احدا من اهل السماوات ولا اهل الارض الا اذاقه الموت كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون ثم قال تعالى واشرقت الارض بنور ربها الانوار الموجودة يوم القيامة تذهب فاضمحل الشمس تكور القمر يخسف النجوم تندثر يكون الناس في الظلمة فتشرق عند ذلك الارض بنور ربها. عندما يتجلى وينزل للفصل بينهم يبقى فاضاء معنى اشرقت الارض بنور ربها اي فاضاءت الارض بنور ربها وهذا حين يبرز الرحمن لفصل بين خلقه وذلك اليوم يجعل الله للخلق قوة ينشئهم نشأة يقوون على الا يحرقهم نوره ويتمكنون بها كذلك من رؤيته والا فنوره جل جلاله لو كشف لو كشف الحجاب عن وجهه حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه ووضع الكتاب كتاب الاعمال وديوانه. وضع ونشر ليقرأ ما فيه من الحسنات والسيئات فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. ومن تمام واظهاره يوم القيامة يقال اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا اقرأ كتابك يا عبدي على مهل فهل ترى فيه شيئا غير ما كان وجيء بالنبيين ليسألوا عن التبليغ وعن اممهم ويشهد عليهم فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين فلا نقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين والوزن يومئذ الحق وما يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم؟ قالوا لا علم لنا انك انت علام الغيوم نعم وجيء بالنبيين ليسألهم ربهم عما اجابتهم به اممهم. وردت به عليهم في الدنيا حين جاؤوهم برسالة الله. ويؤتى بالشهداء وقيل المقصود امة محمد صلى الله عليه وسلم يستشهدهم ربهم على الرسل فما ذكرت من تبليغها رسالة الله التي ارسلهم بها ربهم الى امها اذ جحدت اممهم ان يكونوا ابلغوهم رسالة الله الله جل وعلا يسأل الانبياء بلغتم بلغنا يا رب. يسأل الام بلغتم ما بلغنا احد يسأل الانبياء من يشهد لكم محمد وامته طب كيف تشهد امة محمد وهي لم تعش هذه الكرونة الاولى لانها بلغت به في كتاب ربها. اخبرها به الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه وجعله الله قرآنا يتلى كقول الله جل جلاله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا يبقى يجاء بهم ليشهدون للرسل بتبليغ الرسالة. وبتكذيب الامم اياهم وقضي بينهم بالحق العدل التام القسط العظيم لانه حساب صدر ممن لا يظلم مثقال ذرة وممن وسع كل شيء علما وقد سطر في اللوح المحفوظ كل شيء والحفظة الكرام قد كتبوا عليهم ما عملوه واعدل الشهداء قد شهدوا على ذلك الحكم فحكم بذلك من يعلم مقادير الاعمال ومقادير استحقاقها للثواب والعقاب وقضي بينهم بالحق وقضاؤه بينهم بالحق الا يحمل على احد ذنب غيره والا يعاقب جل جلاله نفسا بما كسبت ووفيت كل نفس ما عملت وهو اعلم بما يفعلون وفى الله كل نفس جزاء عملها من خير او شر فاثاب الطائعين وعاقب العصاة والمسيئين وهو اعلم بما يفعلون في الدنيا من طاعة او معصية اللهم اختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا اللهم احملنا في احمد الامور عندك واجملها عاقبا. اللهم ردنا اليك ردا جميلا. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك