ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع هذه المحاضرة في تفسير سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس مثل تأتي هذه الايات الكريمات في اعقابي ما ذكره الله جل جلاله من حكمه بين عباده وقضائه بينهم بالحق وتوفيق كل نفس عملها بغير ظلم تأتي بعد قول الله جل جلاله واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون. ووفيت كل نفس ما عملت وهو اعلم اعلم بما يفعل بعد ان ذكى الله حكمه اجمالا بين عباده الذين جمعهم في الدنيا في خلقه فالله خالق كل شيء في رزقه وكأي من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم فالله يرزق عباده جميعا في الدنيا برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم شمسه تشرق عليهم جميعا ارضه تقلهم جميعا. سماؤه تظلهم جميعا. وعندما اراد خليل الرحمن ابو الانبياء ابراهيم ان يجعل الرزق وقفا على المؤمنين فقال وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير لكن فرق بينهم في الدنيا الايمان والكفر ويفرق بينهم يوم القيامة الجنة والنار ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون. فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحضرون واما الذين كفروا وكذبوا باياتنا ولقاء الاخرة فاولئك في العذاب محضرون بين الله جل وعلا في هذه الاية ان الله تعالى كما فرق بينهم في الدنيا ايمانا وكفرا يفرق بينهم في الاخرة في جزائهم جنة ونارا فقال تعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم هذا يوم الحسرة وانذرهم يوم الحسرة ان قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون. ايهم الان في الدنيا في غفلة وهم لا يؤمنون لا يصدقون بهذا اليوم. انا نحن نرث الارض ومن فعليها والينا يرجعون يوم الحسرة عندما يقضى بين العباد ويود الذين كفروا لو كانوا مسلمين بل هم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم الامل فسوف يعلمون يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خزول وسيق الذين كفروا الى جهنم سوق عنيف. حثهم على السير بسرعة باهانة باذلال باحتقار كما يساق المجرمون الى اقبية سجونهم وفرق بين اقوية السجون في الدنيا وبين الاغلال والنكال والجحيم والسعيد في الاخرة يوم يدعون الى نار جهنم دعا يساقون سوقا عنيفا تضربهم الملائكة بالمقامع ولهم مقام من حديد نعم تسوقهم الزبانية الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون تسوقهم الى شر محبس الى افظع موضع احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم الان هذه جهنم التي كنتم بها تكذبون افسحر هذا؟ ام انتم لا تبصرون؟ اصلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم انما لا تجزون ما كنتم تعملون هذه جهنم التي جمعت كل عذاب حضرها كل شقاء زال عنها كل سرور يدعون اليها دعا يدفعون اليها دفع لامتناعهم من دخولها ثم يساقون اليها زمرا اي فرقا متفرقة جماعات يتبع بعضها بعضا كل زمرة مع الزمرة التي تناسبها المرابون مع المرابين القتلة مع القتلة السحرة مع السحرة الطغاة مع الطغاة الجبابرة مع الجبابرة كل زمرة مع الزمر التي تشكل سعيها وتناسب عملها يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض يلعن بعضهم بعضا ويكفر بعضهم ببعض ويستزيدون من العذاب بعضهم لبعض اتهم عذابا دعها ربنا هؤلاء الذين اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار. قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابه. هنا الفجأة عندما يساق المجرمون الى السجون والسجون موصدة. ثم تفتح ابوابها فجأة ثم يشاهدون وتقع اعينهم فجأة هذه الفجأة لها اثرها البالغ في الفزع والرعب والتمكين والتعذيب حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها لكي يفجعهم ما فيها من شقاء ما فيها من نكال ما فيها من شعير ما فيها من جحيم فتحت ابوابها لاجلهم وقال لهم خزنتها مبكتين موبخينا مقرعين مؤنبين مبشرين بالشقاء الابدي مهنئين بالعذاب السرمدي ذوق انك انت العزيز الكريم ذق انك انت العزيز الكريم مربخين لهم على الاعمال التي اوصلتهم الى هذا المآل الشنيع والفظيع الم يأتكم رسل منه الم تقم عليكم الحجة الم تزر شبهاتكم في الدنيا الم يبلغكم من الكتاب ما على مثله يؤمن من يريد ان يؤمن اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم نذير الم يأتكم رسل منكم تعرفونه تعرفون صدقهم يتمكنون من التلقي عنهم لبثوا فيكم عمرا قبل رسالتهم فعرفتم صدقهم وبلوتم امانتهم ونزاهتهم يتلون عليكم ايات ربكم التي ارسلهم الله بها الدالة على الحق اليقين باوضاع البراهين فما من نبي من الانبياء الا واوتي من الايات ما على مثله امن الناس وقد كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي واني لارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة الحق ابلج والباطن لجلج الحجة اقيمت والشبهة ازيلت لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا حتى نبعث رسولا وينذرونكم لقاء يومكم هذا قد كان هذا يقتضي منكم ان تتقوا سخط ربكم وعذابا ان تجيبوا داعي الله عز وجل وان تؤمنوا به ان تعدوا انفسكم للقائه ان تعدوا انفسكم لهذا اليوم ان زلزلة الساعة شيء عظيم ان تحذروا من عذاب هذا اليوم كما حذره الذين كانوا يقولون انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا لو انكم اقررتم كما اقر المؤمنون اخبتم كما اخبت المخبتون انبتم كما اناب المنيبون ما كان هذا مآلكم وما كان هذا مصيركم قالوا مقرين بذنبهم معترفين بان حجة الله قد قامت عليهم لا لا بلى قد جاءتنا رسل ربنا باياته وبيناته وبينوا لنا غاية التبيين وحذرونا من هذا اليوم ليس لنا عذر لا نستطيع اليوم ان ندعي بانه لم لم تبلغنا حجة او لم تصلنا رسالة او لم يأتنا كتاب او لم يأتنا نذير لكن حقت كلمة العذاب على الكافرين بسبب كفرنا وجبت علينا كلمة العذاب التي جعلها الله لكل من كفر باياته وجحد بما جاحد به الذين غلبت عليهم شقوتهم ولم تسبق لهم من الله الحسنى ولم تسبق لهم من الله الحسنى لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين يقولون لقد كذبنا وخالفنا لما سبق لنا من الشكوى غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين فعدن بسوء اختيارنا عن الحق يعني الى الباطل وعن الخير الى الشر وعبدنا ما لا يضر ولا ينفع ولا يبصر ولا يسمع وتركنا عبادة الواحد القهار هذا كقول الله سبحانه كلما القي فيها فوج جاء لهم خزنتها الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء انتم الا في ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحابه فلا يدخل النار يوم القيامة الا وهو مقر بذنبه معترف بجرمه مقر بان النار اولى به. ليس له على الله حجة فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحابه اما هؤلاء الذين يدلون على الله بحجة المجنون الاحمق الذي مات في الفترة هؤلاء يدلون على الله بحجة يوم القيامة. صغير رجل هرم خرس رجل مات في الفترة رجل اصم اصم لا يسمع يلون على الله بحجة يوم القيامة فيأخذ الله عليهم مواثيق ليطيعونه ثم يوقد لهم نارا يأمرهم بدخولهم من اطاعه جعلها عليه بردا وسلاما ومن عصاه اكبه فيها على وجهي حتى يصدق عموم قوله تعالى كلما القي فيها فوج جاء لهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير فمن لم يأته نذير في الدنيا جاءه نذير في عرصات يوم القيامة فلا يدخل النار احد الا وقد جاءه نذيا وقد اقيمت عليه الحجة وقد ازيلت شبهه وبالتالي من مات لم تبلغه الدعوة. او بلغته بلاغا مشوها الله اعلم بما كانوا عاملين يمتحنهم الله يوم القيامة والله اعلم بما كانوا عابدين. من علم منهم انه لو جاءه نذير في الدنيا لامن وفق في امتحان يوم القيامة ومن علم الله جل وعلا منه انه لو جاءه نذير في الدنيا لابى واستكبر استكبارا يقبل في امتحان هذا اليوم القصد ان حجة الله مقامة وانه تمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في اخباره وعدلا في احكامه جل جلاله فالذين ماتوا من الكفار لم تبلغهم الدعوة في احكام الدنيا كفار في احكام يوم القيامة الله اعلم بما كانوا عاملين. عندما يمتحنون ما الذي يختارون؟ وما الذي اليه يوفقون؟ الله اعلم فلا نجزم لاحد منهم بعينه بجنة او نار. يكل امرهم الى الله جل جلاله. ولا نشغل انفسنا بامر لم يجعله الله الينا. نحن لا نملك مفاتيح الجنة ولا ما في ولا مفاتيح النصر مفاتيح الجنة والنار بيد خالقهما. بيد رب الجنة والنار. فكل من لم يأت فيه بعينه دليل خاص الله اعلم بمآله نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين. ونقول في الجملة ان المسلمين اهل الجنة وان الكفار اهل النار اما فلان بعينه اذا لم يأت فيه دليل خاص ولا نص خاص يوكل امره الى الله جل جلاله نعم قيل ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها. ايقنت لهم الملائكة ادخلوا ابواب جهنم. الملائكة الموكلون بعذابهم. ادخلوا ابواب جهنم ماتوا فينا فيها ابدا لا خروج لكم منها ولا زوال لكم عنها ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها احقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا جزاء وفاقا انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا كذابا وكل شيء اعطيناه حسابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا مر عمر بن الخطاب مر على كثبان من الرمل يقال له رمل عالج فبكى واستعبر قال لو ان اهل النار يمكثون في النار بعدد حبات هذا الرمل لكان لهم امد يرتقبونه ويوم ينتظرونه ولكنه الخلود ابدا والدي ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين بئس المصير بئس المقيل لكم بسبب تكبركم في الدنيا وابائكم عن اتباع الحق واصراركم على الضلالة هذا الذي صيركم الى ما انتم فيه فبئس الحال وبئس المآل الم اقل لكم انه يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون يوم يؤتى بالموت في صورة كبش املح ثم ينادى يا اهل الجنة اتعرفون هذا؟ باعناقهم وينظرون. نعم انه الموت يا اهل النار اتعرفون هذا؟ يشربون باعناقهم نعم انه الموت ثم يذبح بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة قلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون. انا نحن نرث الارض ارض من عليها والينا يرجعون يبقى يقال لهم على وجه الاهانة والاذلال ادخلوا ابواب جهنم كل طائفة يدخل من الباب الذي يناسبها ويوافق عملها خالدين فيها ابدا لا يظعنون عنها ولا يرتحلون منها ولا يفطر عنهم العذاب ساعة ولا ينظرون فبئس مثوى المتكبرين بئس الموت وبئس المستقر ساءت ساءت مستقرا ومقاما النار وقرهم النار مثواه لانهم تكبروا على الحق وابوا من قيادة له فجازاهم الله تعالى من جنس عملهم بالاهانة والذل والخزي والنكال والاغلال ان لدينا انكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا اليما يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا اللهم قنا عذابك يوم تبعث اللهم اختم لنا بالباقيات الصالحات اعمالنا الهي لست للفردوس اهلا ولا اقوى على نار الجحيم الهي توبة واغفر ذنوبي فانك غافر الذنب العظيم الهي ان الملوك اذا شابت عبيدهم في رقهم اعتقوهم عتق ابراري وانت يا خالقي اولى بذا كرما قد شبت في الرق فاعتقني من النار قد شبت في الرق فاعتقني من النار اللهم اختم لنا بالباقيات الصالحات ما لنا اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت