الحمد لله العزيز الجبار. صاحب النعم الكبار. ذي الفضل المدرار احمده جل وعلا ونثني عليه. واصلي واسلم على نبيه المختار وعلى اله واصحابه واتباعه الى يوم القيامة اما بعد وارحب اخوتي الاعزاء سألنا الله عز وجل لهم التوفيق. بخيري الدنيا والاخرة. في هذه الايام تنتاب العالم اجمع. اخبار هذه الجائحة جائحة كورونا التي تتعلق فيروس صغير يقدر الله جل وعلا دخوله للابدان ويتكاثر ومن ثم ينتشر الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله ومن ثم نذكر التذكير اولا فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوه خبر فكان خيرا له. والشكر يكون بالاعتراف بالقلب ان ما عندنا من النعم من الله. انظر كم لله عليك من نعمة كم لله عليك من نعمة. في سمعك في بصرك في يديك وقدميك في اليه الى ان يوحدوا الله. ومن هنا كان الواجب على كان اول واجب على المكلف والتوحيد هو شهادة ان لا اله الا الله. وبالتالي نعلم خطأ تلك المناهج التي تقدموا اعمالا اخرى منهم من يقدم الاخلاق ومنهم من يقدم الدعوة وامر من هذه الامور اذا لم يكن قبله توحيد فانه لم يبنى على اساس صحيح. والنبي صلى الله عليه وسلم لبث سنوات عديدات في مكة لم يكن من شأنه الا التوحيد واصلاح ما في هذه القلوب لترتبط بربنا علام الغيوب سبحانه وتعالى. ومن ثم علينا في هذه الايام ان نذكر بهذا باب التوحيد وباب التوحيد ينطلق العبد فيه من عدد من الامور. اولها استشعار قدرة رب العزة والجلال فهو القادر على كل شيء القادر على ان يبعث عليكم عذاب فمن فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعة ويذيق بعضكم بأس بعض. القادر الذي لا يعجزه وشيء فانظر كيف ارتج العالم اجمع بسبب شيء يسير قدره رب العزة والجلال فيروس لا يشاهر الى حالك. كيف اختلف برنامجك اليومي بسبب هذا القدر الذي قدره الله جل وعلا وبالتالي نستشعر قدرة الله علينا. وهكذا نستشعر غناه سبحانه وتعالى كما قال ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. نحن فقراء. لا نستغفر عن فضله جل وعلا وعن رحمته بنا. وهذا يجعل القلوب ترتبط به سبحانه وتعالى ومن ثم نخاف من الله. نخاف من الله. الاول في القدرة وفي الغنى هذا من توحيد الربوبية والان في توحيد الالوهية فنخاف من الله جل وعلا ان يقدر علينا المقادير العظيمة سواء في الدنيا او في الاخرة ونستشعر انه سبحانه اهلك عظيمة لاسباب سهلة يسيرة. فاهلك قوم نوح وقوم فرعون بالماء المعهد الذي تشربه واهليك ومعاذ بالريح هذا الهواء الذي لا تشاهده وهو قوم ثمود بالصوت بالصيحة. اسباب يسيرة تهلك امما كثيرة اذا قدرها رب العزة وجلال وبالتالي نخاف منه سبحانه وتعالى. وهكذا ايضا نستشعر ما قدره الله جل وعلا على العباد من المصائب ومن الاقدار يقدرها جل وعلا في لحظات وفي نفس الوقت كما اننا نخاف منه سبحانه ونعلم ان الخوف عبادة كما قالت تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان كذلك نرجوه ونؤمل في فضله سبحانه وتعالى و يكون عندنا حسن ظن في الله انه سيرحمنا وانه سيتولانا والرجاء عبادة عظيمة. يقول الله عز وجل في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء وقال عن الكفار والمنافقين الضانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء. وغضب الله عليهم والجمع بين الرجا والخوف شأن اهل الايمان. ولذا قال الله جل وعلا عن الانبياء عليهم السلام كانوا يدعوننا رغبا ورهبا. وليس من شأننا ان نسير على طريقة بعض المتصوفة الذين نعبده بالحب الحب مطلوب كما قال تعالى والذين امنوا اشد حبا لله ولكن ايضا الخوف مطلوب والرجاء مطلوب. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واخشاكم له. وازن الله جل وعلا على العلماء. فقال الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وقال ان ما يخشى الله من عباده العلماء وكذلك عندنا عبادات اخرى عبادات من من التوحيد كعبادة التوكل على الله سبحانه وتعالى ف نعلم ان انه لا يكون شيء في الكون الا بخلق من الله وتقدير منه سبحانه وتعالى فنؤمن بالقضاء والقدر. كما قال قال ان كل شيء خلقناه بقدر. وكذلك نتوكل عليه سبحانه وتعالى. ومن يتوكل على الله الله فهو حسبه اي كافيه. يكفيه كل شيء. وهكذا لا نتوكل الا على الله وقال وعلى ربهم يتوكلون. قدم المعمول على ربهم افادة الحصر والاختصاص. فالتوكل على الله وحده ولا يعني هذا ان نترك الاسباب. الاسباب مطلوبة. كما قال تعالى خذوا حذركم كما قال واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة في الامر بالتداوي عباد الله تداووا فانه ما من داء الا وله دواء. وهكذا نعبد الله الله جل وعلا بعبادتي الصبر والشكر. ولا ينبغي ان تخلو من هاتين العبادتين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امر كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن. ان اصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وان اصابته ضراء قدرتك على النطق والسمع والتفكير في قدرتك على هظم الطعام وشرب الماء الى غير ذلك من نعم كثيرة من اعظم نعم الله عليك ان هداك لدين الاسلام. ان جعلك من اهل التوحيد بعبادة الصبر فتتحمل الاقدار المؤلمة وتعلم ان الله جل وعلا هو الذي وبالتالي ترضى عن الله لان الله لم يرد بك الا الخير. وبالتالي تكون هذه المقادير خيرا لك وتكون عاقبتها حميدة في حقك لانك صبرت عليها ورضيت عن الله في قضائه وقدره فيرضى الله عنك فالشكر والصبر والرضا من اسباب رضا الله. ثم قال تعالى وان تشكروا يرضه لكم كما قال تعالى في الصبر انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. حينئذ استشعر عظيم نعم الله عز وجل عليك وساضرب لك مثلا بعظيم هذه النعم ومن تلك النعم هذا الهواء الذي كل لحظة يدخل في جوفك ويخرج هؤلاء المرظى الذين اصيبوا بهذا المرظ يعجز الواحد منهم عنان يتنفس تنفسا صحيحا. وبالتالي يحتاجون الى اجهزة التنفس الصناعي. الذي اصبحت الدول الكبرى تتخاصم من اجل هذه الاجهزة. مع ما لديها من امكانات وقدرات وعندها من جيوش ورجال وما عندها من مصانع. وانتم تشاهدون اخبار ذلك التي تنقل لكم ولذلك اشكروا الله على نعمه. تتفكر في نعم الله عليك وعلى من حولك. ومن ثم اشكره سبحانه وتعالى بالاعتراف ان هذه النعم من عند الله ما تقول هذا بجهدي ولا هذا باتقاني ومعرفتي هذا فضل من رب العزة والجلال وكذلك تتحدث بها باللسان وتصرفها في مراض رب العزة والجلال. واما ربك فحدث اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور. ومن شكر الله عز وجل ان تشكر من كان سببا في نزول نعم الله عليك. كما في الحديث من لم يشكر الناس لم يشكر الله. وكما قال تعالى ان اشكر لي ولوالديك. الي نصير. ولذلك اعرف فضل الاخرين عليك. وتناسى ما كان منك من احسان اليهم. لانك تريد لذلك رضا رب العزة والجلال ورفعة الدرجة عنده سبحانه وتعالى. ومن هنا تشكر من له فضل عليه واحسان والانزلة هذا هذه الدولة التي نعيش فيها تشكر لله جعلك الله فيها اذ هي دولة التوحيد دولة الاسلام دولة تقوم بالحرمين الشريفين وتقوم على ضيوف رب العزة والجلال من الحجيج والمعتمرين كانت سببا في كثير من النعم على الناس في دينهم في تعليمهم في مساكنهم في مآكلهم ومشاربهم ومن ثم تتقرب الى الله جل وعلا بشكر هذه وكذلك شكري من كان سببا فيها. ومن الامور التي اوصيكم بها ان تزنع ان تزرعوا ثناء الناس بعضهم على بعض فيما يتعلق باعمالهم الصالحة. فكل من ادى عملا صالحا تقرب الى الله عليه وبالتعريف بجهده من اجل ان يقتدى به ويشار على طريقته. وحينئذ اذكر في هذه الازمات مواقف اربع فئات كان لهم اثر جميل في حياة الناس. اولها هذه الفئات علماء الشريعة الدعاة الى دينه الذين يعرفون الناس بما وجب عليهم عليهم الذين يبثون الطمأنينة في القلوب والذين يعلقون هذه القلوب برب العزة والجلال والذين يزرعون الامل وحسن الظن في الله. وهكذا يتقربون الى الله جل وعلا معرفة فضل الطواقم الطبية التي كان لها جهودها ومواجهتها بهذا المرض وكذلك يتقربون الى الله جل وعلا الثناء على جهود الجهات الامنية والعسكرية لما يبذلونه وفي تثبيت احوال الناس واستقرارهم وكذلك ما يتعلق الجهات الخيرية التي تتولى تفقد حاجات المحتاجين. وتسعى الى ايصال المنافع اليهم. ومن ثم يدعمهم الانسان بما يستطيع بقول جميل ودعوة صادقة وبكل ما يستطيعه يتقرب بذلك لله سبحانه وتعالى وهكذا من الامور التي اذكر بها اخوتي الاعزاء ان يتقربوا الى الله جل وعلا باتخاذ ذكر الشريعة امثلة كثيرة في هذا الباب من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم من تصبح على سبع تمرات عجوة لم يضره سحر ولا سم هذا من اتخاذ الاجراءات الاحترازية. وهو من القربات التي يتقرب بها لاننا بذلك نحفظ هذا البدن. والله تعالى يقول ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة. ويقول سبحانه ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ولذلك لما خشي عمرو بن العاص من الاغتسال في صبيحة الليلة الباردة وترك الاغتسال وسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال اني سمعت الله يقول ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. فتركت الاغتسال فصوبه النبي صلى الله عليه وسلم واقره ولم ينكر عليه. والمقصود انه ينبغي بنا ان نعيد صياغة القلوب وان نجعلها على احسن المناهج والدروب. نعيد صياغة هذه القلوب لنزرع فيها المعاني الايمانية معاني التوحيد الذي هو بمثابة الاساس لكل اعمال الناس. متى زرعنا مخافة علام الغيوب في القلوب حينئذ تدارأ الناس من افعال السوء. وحينئذ اقدموا على افعال الخير وهكذا نزرع في قلوب الناس استشعار مراقبة الله جل وعلا لهم. فان الله مطلع على احوالهم يعلم ما في ضمائرهم وصدورهم. كما قال سبحانه واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه وقال يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. وقال يعلم السر واخفاه. وهكذا نستشعر ان الله قد او قد وكل بنا ملائكة يسجلون اعمالنا كما قال سبحانه ان عنكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. كما قال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. ان زراعة هذه الامور في قلوب الناس ممهدة الى اصلاح احوالهم واستقامة امورهم. وآآ لن تكون الاخلاق صحيحة مستمرة الا بالتوحيد. وان من اعظم بخصال التوحيد التي ينبغي بنا ان نزرعها في قلوب الناس عبادة الاخلاص. كما قال تعالى وما امروا الا اعبدوا الله مخلصين له الدين. وكما قال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. والاخلاص افراد العبادة لله وبالتالي تكون نية الانسان في شيئين. استجلاب رظا رب العزة والجلال على اجر الاخرة ورفعة الدرجة في الجنة. كما قال جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. وكما قال تعالى ومن كان يريد العاجلة من كان يريد العاجل عجلا له فيها ما نشاء او لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورة ومن ثم تفكر في اي عمل قبل ان تقدم عليه هل ينفعك في الاخرة هل ينفعك في الاخرة؟ او لا؟ فان كان ينفعك في الاخرة اقدم عليه. وان كان لا ينفعك في الاخرة فاتركه وفكر كيف تجعل اعمالك اليومية تنفعك في الاخرة. بارك الله فيك ووفقك الله لكل خير وجعلك الله من اهل قوله سبحانه ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال ان لي من المسلمين. كما اسأله جل وعلا ان يجعلك موفقا مباركا اماما في الهدى. تتبع في الطاعات واسأله جل وعلا ان يجزي هؤلاء الذين لهم اعمالا خيرة خير الجزاء ومن ذلك مكتب الدعوة في في المنطقة الشرقية وفرع وزارة الشؤون الاسلامية في المنطقة الشرقية على ما يبذلون ومن ذلك هذه المحاضرة كما اسأله جل وعلا الارشاد والدعوة بارك الله فيهم وجعل الله في جهودهم البركة والخير واسأله جل وعلا ان يجزي ولاة امورنا كل خير وان يبارك في جهودهم وان يحمي طواقم ما الطواقم الطبية من الامراض والاوبئة. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. باسمائك الحسنى وصفاتك العلى. اسألك ان ان ترفع الوباء عن الخلق. اللهم ارفع الوبا. اللهم ارفع الوبا. اللهم ارفع الوبا. اللهم انه لا يعجزك ذلك. اللهم يا يا حي يا قيوم نسألك ان تعجل برفع الوبا بفضلك واحسانك يا ذا الجلال والاكرام. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين