حقيقة حديثي يعني في هذه الدقائق التي اتشرف بالحديث معكم فيها حول ما الذي ينبغي ان اه اتني به فيما يتعلق باستقبال هذا الشهر المبارك انتم لا يخفى عليكم اننا بعد ايام قلائل ثلاثة ايام او اربعة ايام آآ نبلغ الشهر المبارك شهر رمضان اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يبلغنا اياه باحسن الاحوال وان يرزقنا صيامه وقيامه ايمانا واحتسابا آآ هذا الشهر المبارك له مزية. هذا الذي ينبغي ان ننطلق منه ان نعرف لماذا كان هذا الشهر بهذه المكانة في دين الاسلام. ما فيه امر شرعه الله عز وجل اصطفاه زمانا او مكانا او تشريعا الا والله تعالى له فيه حكمة هناك سر هناك الا هناك سبب لهذا الاصطفاء الله جل وعلا يقول في محكم كتابه وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة معناه ان الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار من هذا الخلق ما يشاء لكن هذا الاختيار الذي يختاره الله جل وعلا ليس اختيارا لا سبب له بل كل شيء في هذه الاختيارات الالهية التشريعية كانت او زمانية او مكانية لله فيها حكمة اختار الله تعالى رمظان فخصه بهذه الخصائص الكثيرة المميزات العظيمة نتذكر شيئا منها اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رمظان الى رمظان كفارة لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر. وقال صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه والنبي صلى الله عليه وسلم كان يشتد في طاعة الله عز وجل ويجد ويكد ويعمل عملا في هذا الشهر اكثر من غيره من الشهور. حتى انه صلى الله عليه وسلم في اخر الشهر يعتزل في المسجد وينفرد بربه جل في علاه ذاكرا وممجدا وتاليا لكتابه لماذا كل هذا هذه الخصائص التشريعية لابد لها من سبب. سببها يفسره ما ذكره الله جل وعلا في ثنايا ايات الصيام بل في مقدمة فرض الصيام بعد ان كان الصيام خياريا يعني الصوم اول ما شرع شرع على الاختيار من شاء صام ومن شاء اطعم عن صيام كل يوم الله تعالى يقول فما يقول جل وعلا وعلى الذين يطيقونه ان يستطيعون ان يصوموا هذا في اول التشريع وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ومن تطوع خيرا فهو خير له يعني فدية عن صيام ما شرع الله تعالى من صيام واجب لكن قال وان تصوموا خير لكم ثم بعد ذلك جاء التشريع بفرض الصيام على الجمع فقال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن انتبه شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ثم قال فمن شهد منكم الشهر فليصمه الفا في قوله فمن تفيد تعقيب ترتيب في ارتباط بين المقدمة والنتيجة. يعني كأن الله عز وجل بل هذا هو المعنى. الله عز وجل يقول من ذكر نعمة عليكم بانزال القرآن في هذا الشهر المبارك شرعت لكم صيامه فمن شهد منكم الشهر فليصمه. فالامة عبر هذه القرون المتعاقبة في الدنيا كلها وفي الزمان كله وفي المكان كله كلهم يشرح لهم صيام رمضان. لماذا؟ لانه الشهر الذي انزل الله تعالى فيه القرآن. هذي ميزة وخاصية ينبغي ان يتنبه لها وان لا نغفل عنها ان هذا الشهر له سمة وخاصية ينبغي ان نعتني بها وان نستحضرها في سبب صيامنا طيب صيامنا شكر للقرآن ولهذه النعمة قيامنا كذلك شكر لهذه النعمة آآ اغتلاوتنا للقرآن هو شكر لهذه النعمة فكل هذه النعم التي انعم الله تعالى بها علينا يا اخواني هي شكر لهذه النعمة العظيمة التي هي اعظم نعمة من الله بها على البشرية بل بشر الله تعالى بها الناس اجمعين يقول الله جل في علاه يا ايها الناس الخطاب ليس للمؤمنين بل للناس كافة يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون الانسان يا احبابي ويا اخواني يحتاج الى زاد يحتاج الى زاد يتزود به تماما كالذي يسير في طريق سفر هذا الطريق الذي ليسافر من خلاله تتوقعون يا شباب انه يمكن ان يصل الى اه اه هدفه وغايته دون ان يكون معه وقود في سيارته توصله الى غايته. طيب هو من لا وقود في المدينة؟ ما يحتاج اذا كان المسافة طويلة الى اعادة تعبئة الوقود حتى يتمكن من مواصلة السير بلى لابد من هذا لا يمكن ان يصل دون زاد لا يمكن ان يصل دون وقود الاخرة سفر وهذا السفر ليس اختياريا كلنا الى الله مسافرون ما فينا احد مو مسافر انا وانت والجميع والذكر والانثى والحاضر والغائب المسلم والكافر كلنا مسافرون هذا الطريق ليس لنا فيه خيار يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. فهذا السفر كلنا سنسافر من خلاله شعرنا به او لم نشعر نحن في رحلة نحن في انتقال ولهذا الدنيا ليست دار قرار. مطايا هذا السفر يعني المراكب التي يركبها الناس وصولهم الى اجالهم اللي هي منتهى السفر هي الليل والنهار الليل والنهار هما المطية التي نركبها لنصل الى اجالنا. وقد جعل الله لكل شيء قدرا. وقد جعل الله تعالى لكل اجل كتاب هذا الكتاب نحن لا نعلمه لكننا نعلم اننا مسافرون وسنصل الى غاية هذا السفر لا يمكن ان ينجح فيه الانسان دون زاد الزاد الحقيقي وانتبه يا اخي الكريم انتبه معي الزاد الحقيقي الذي يبلغك النجاة في سفرك هو التقوى هذا ليس كلامي وله اجتهاد عالم هذا كلام رب العالمين في القرآن العظيم يقول الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى خير ما تحمله في سفرك هذا لتبلغ الغاية وتصل الى المقصود تقوى الله السؤال الكبير ما هو تقوى الله؟ او ما هي تقوى الله؟ تقوى الله ليست امرا يكون فقط في المظهر او يكون في الصورة او يكون في اللسان. تقوى الله ابتداء يكون في القلب بان يكون القلب صالحا. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا وان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد ثم يضع تعيين تبيين لهذه لهذا الذي به الصلاح والفساد فيقول الا وهي القلب فقلبك هذا الذي ينبض وبه يصلح جسدك يعني لو تعطل القلب تعطل البدن. حياة في الحياة المادية لو يتوقف قلب الانسان لا يعيش كذلك اذا توقفت حياته بالتقوى مات الانسان لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت معناه انه لابد لنا ان نستشعر اننا بحاجة ماسة الى حياة قلوبنا حياة قلوبنا هي التي بها تتحقق لنا التقوى وتصبح بلا لنا بها الاعمال. لهذا اخواني ويا ابنائي نحن بحاجة الى اغتنام هذه الفرصة المباركة هذا الشهر المبارك هو محطة تزود مثل تماما عندما تكون في طريق مسافر وتقف في محطة من محطات هذا الطريق ما الذي تصنعه في هذه المحطة؟ هل تنزل فراشك تنام وتأخذ وقتك المتسع في في الجلوس في هذه المحطة؟ لا غالب قد يفعل هذا بعض الناس لكن غالب المسافرين لا يفعلون هذا غالب المسافرين يجتهدون في انهم يتزودون بكل ما يحتاجون ليستكملوا المسير يقفون عند البترول يملون سياراتهم بترول ياخذون ماء ياخذون طعام ما الى ذلك من الاستعداد الذي يتهيؤون به لمواصلة السير. نحن في هذا الشهر المبارك بحاجة الى ان نتزود. التزود به ننجح التزود به نفلح. التزود هو عنوان نجاحك في الدنيا. لذلك يا اخي في كل يوم وفي كل ليلة وفي كل لحظة احرص على ان تتزوج فان الزاد به هي تحصل النجاة. الزاد ما هو؟ ليس مأكلا ولا مشربا. هذا طبيعي للابدان لا تقوم الابدان الا به. الزاد هو العمل الصالح الذي هو تقوى الله تعالى تقوى الله هي ان تكون ممتثلا صالح القلب ممتثلا امر الله عز وجل مجتنبا عما نهى الله تعالى عنه قدر طاقتك رمظان فرصة لذلك يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. هذا هو السر. هذي هي الغاية. هذا هو الحكمة ما من من من هذا الصيام ان نحقق التقوى لله عز وجل في قلوبنا وفي اعمالنا وجوارحنا وفي منطقنا وفي سائر احوالنا لذلك هي فرصة من خلالها نستطيع ان نتقي الله تعالى. انا اقول يا اخواني ولا اريد ان اطيل في الكلام لكن استحضار هذا المعنى العام يشرح لنا ما هو الصوم هل الصوم هو الامساك عن الطعام والشراب والجماع؟ وما الى ذلك من المفطرات فقط لا هذا الامساك له غاية وله مقصد اذا ما انتبهنا لهذه الغاية وهذا المقصد سيكون صيامنا صوريا يأكل يمنع الانسان يمتنع الانسان من الاكل قلت له من اول الفجر الى اخر آآ النهار وبعد ذلك يأكل ويشرب لكن ليس له اثر على سلوكه ولا على قلبه ولا على اخلاقه الصيام جنة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم جنة يعني مثل الدرع يتوقى به الانسان الشرور ويتوقى به الانسان الافات. اول افات على قلبه ثم على سلوكه وعلى قوله ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم بدأ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه لهذا من المهم ان ندرك معنى الصوم. وان الصوم به تصلح احوالنا وتستقيم اعمالنا. اذا حققنا الغاية منه وهو ان نكون صيامنا محققا للتقوى من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه هذه الغاية ليتنبه لها ونستحضرها في كل عباداتنا انه كل العبادات التي شرعها الله تعالى انما هي لتحقيق التقوى اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين يا رب العالمين هذه مقدمة مختصرة او كلمات موجزة حول مقصود الصيام وغايته المقصود من الصوم تحقيق التقوى في القلب تحقيق التقوى في القول تحقيق التقوى في العمل اللهم اجعلنا من المتقين ويسر لنا يا رب العالمين. خصال اوليائك الصالحين. واحشرنا في زمرة الصديقين يا رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد