ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ميادي الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد هذه المحاضرة هي بعنوان اثر الحج على تزكية النفوس هذه النفوس البشرية تؤثر عليها اشياء كثيرة سواء كانت من نفس النفوس او من الواردات عليها فالنبي عليه الصلاة والسلام بين ان ما حول الانسان يؤثر على الانسان فقال عليه الصلاة والسلام ما من مولود الا ويولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه وهذا يدل على ان ما حول الانسان مؤثر على نفسه والحج لا شك ان اثره في النفوس عظيمة لمن يحج وليس هذا حديثنا ليس حديثنا عن اثر الحج في النفوس وانما حديثنا عن اثر الحج على النفوس اي بمعنى اننا اذا نظرنا الى هذا الركن العظيم الذي هو الركن الخامس من اركان الاسلام فما الذي يؤثر علينا؟ نظرنا وتأملنا في هذا الركن العظيم واذا اردنا ان نقرب ذلك فلننظر ان الحج هو الركن الخامس من اركان الاسلام وهو تمام البنيان وزينة بيت الاسلام والانسان انما ينظر الى الجمال والكمال بعد التمام فاذا بنيت بيتا ما لا تستطيع ان تقول ان هذا البيت مؤثر عليك باصل بنيانه او بقوة اركانه الا بعد ما يكمل البنيان فحينئذ يؤثر هذا البنيان على نفسك اما حسنا واما قبحا اما ان تقول ما اجمل هذا البيت فتزداد به اعجابا وتزداد به حبا وتزداد له حبا واما انك اذا نظرت الى البيت بعد تمام بنيانه تراه ناقصا في كيت وكيت فيؤثر على نفسك عدم الرغبة فيه ونحن اذا نظرنا الى الركن الخامس من اركان الاسلام فلننظر اليه من جهتين الجهة الاولى ان ننظر الى هذا الركن العظيم من الجهة العملية المؤثرة على النفوس الثاني ان ننظر الى هذا الركن العظيم من الجهة العلمية المؤثرة على النفوس فمن نظر الى الحج نظرة عملية فان هذه النظرة تؤثر على نفسه تزكية وتربية في زيادة ايمانه وخشيته لله تبارك وتعالى ورغبته ورهبته واذا نظر الى الايات الواردة والاحاديث الواردة من الناحية العلمية في الحج ازداد ايمانا وازداد تقى وصلاحا هذا الركن العظيم فيه ظهور لله جل وعلا فيرى الناظر الحجاج وهم يلبون ومن الناحية العلمية نعلم ان الحج انما يبدأ بالتلبية وهذه التلبية العظيمة التي نسمعها من الحجاج في ايام الحج هذه لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك هذه التلبية التي تلزم الحاجة الى حين انتهائه من حجه لتؤثر على النفوس اخلاصا وتؤثر على النفوس اقبالا على الله تبارك وتعالى وتؤثر على النفوس استجابة لامر الله جل وعلا فيرى المسلم كيف ان هؤلاء اتوا من كل فج عميق ممتثلين امر الله تبارك وتعالى رجالا وعلى كل ظامر تركوا اهليهم واوطانهم تركوا اعمالهم واهلي واهليهم وخلانهم تركوا اشغالهم ممتثلين لامر الله تبارك وتعالى هذي تؤثر على النفوس انه اذا كان هؤلاء الملايين قد اتوا الى هذا المكان القفر الصحراء الموحلة والبيداء القاحلة فانه يعلم انه هو من باب اولى عليه ان يقبل في الفيافي الى الله تبارك وتعالى وان يقبل الى الله جل وعلا في الليالي المظلمة طاعة لله تبارك وتعالى وفي النهار والايام الحارة او الباردة فيقبل على الله تبارك وتعالى ثم اذا نظر الانسان الى الحجاج وكيف انهم يأتون الى حجر هو الحجر الاسود فيتزاحمون على استلامه ويتزاحمون على تقبيله ويتزاحمون على وظع الجباه علي ومنهم من يستلمه ويقبل يده ومنهم من لا يستطيع ان يستلمه فيشير بيديه او بيده ثم حجر اخر او ركن اليماني يستلمونه ولا يقبلونه يستلمونه ولا يشيرون اليه ثم حجر اخر هو المقام يحرصون على الصلاة خلفه ثم احجار اخرى يحملونها ويرمون بها الشاخص وهو عبارة عن نصب من الاحجار كل ذلك ستؤثر على النفوس وجوب الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام. حجر تقبله وحجر تستلمه ولا تقبله وحجر تخل تصلي خلفه وحجر تأخذه وترمي به حجرا كل ذلك لتؤثر كل هذه الافعال تؤثر على النفوس وجوب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فالحج من اوله الى اخره تربية وتعليم للنفس على الاقتداء وان هذا الدين ليس بالقياسات العقلية ولا بالخيالات الوهمية انما الدين بالاتباع ليس رأيا يراه فلان بل علم مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من الناحية العملية ومن الناحية العلمية نتذكر جميعا قول الله تبارك وتعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وقوله جل وعلا اولئك الذين هداهم الله فبهداه مقتدي وقوله جل وعلا لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وقوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم لعلي لا القاكم بعد عامي هذا اذا لم يؤثر فيك هذه المشاهد وهذه المناظر الواقعية وهذه المشاهد والايات والاحاديث المتلوة القرآنية والنبوية فاي شيء سيؤثر على نفسك من الامور العظيمة ان هذا الحج العظيم اثره على النفوس عظيم الحج اثره على النفس عظيم من جهة انه يعلم النفس الاجتماع والاعتصام والتآلف والتحابب ملايين البشر يأتون من الوان شتى وبالسن متنوعة ومن بلدان مختلفة ربما لا يفهم بعضهم على بعض الا ببعض الاشارات لكنهم اتوا جميعا شعارهم لبيك اللهم لبيك شعارهم الله اكبر لا اله الا الله شعارهم اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله اتوا كلهم في مكان واحد يصلون معا يبدأون معا يقفون معا ينفرون معا يزدلفون معا ينحرون معا يتعاونون معا يؤثرون معا يصبرون معا اذا هذه المواقف لم تؤثر على نفسك فكبر على نفسك اربعا وعد نفسك في الموتى هذه الصورة الجمعية العظيمة تدلنا من جهة على جمال هذه الشريعة وكمال هذه الشريعة وكيف انها جمعت الخلق مع انهم لا يتفاهمون مع بعض وهنا اذكر قصة قرأتها عن رجل ذهب الى بلاد الغرب فعاد وفي السفينة العظيمة الباخرة الكبيرة وفيها من العمال الركاب ما يصل عددهم الى اكثر من الف انسان واذا صاحب اه السفينة او القبطان يستصغر الاسلام فيقول له هذا الرجل الداعي الى الله عز وجل انت صاحب هذه السفينة في كم دقيقة تستطيع ان تصف الناس الذين معك قال احتاج الى خمس دقائق قال لي كم عددهم قال يصلون الى ستين الى سبعين موظف قال انت ستين سبعين موظف نحتاج الى خمس دقائق لتصفهم. فاذا قلت لك انا اعطيك الف انسان من الوان مختلفة ومن بيئات متنوعة لا يفهمون لغتك. كم تحتاج حتى تصفهم واسقط بين يديه قال يمكن لا استطيع ان اصفهم وقال انت تستهزئ بالاسلام انظر الان الى امام الحرم مجرد ما ان يسمع الناس وهم من الوان بيئات مختلفة ولا يفهمون لغة الامام ولا لغة المؤذن مجرد ما ان يسمعوا حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت يصفون ويترتبون والامام يقول استووا واعتدلوا يتساووا وهم قد جاوزوا الملايين من البشر هذه الصورة الجمعية تؤثر على النفوس قضايا عظيمة منها الايثار منها التواصي بالحق منها التعاون على البر والتقوى منها كيف ان المسلم اخو المسلم؟ كيف نظهر وتظهر وتتجلى معاني قول الله تبارك وتعالى انما المؤمنون اخوة قد يكون في الحجاج من هم من اهل البدع لكنهم يبقون مسلمين قد يكون في الحجاج من هم من اهل الفسق والفجور. لكنهم يبقون من المسلمين قد يكون في الحجاج من هم ظلمة. لكنهم يبقون مسلمين الاخوة الاسلامية لا تنقطع وان ضعف جانب الولاء والبراء مع بعضهم من جهة ما معهم من البدع والظلم والفسق والفجور لكنها لا تنقطع حبايبي المودة لا تنقطع بالكلية الا مع الكفار. والمشركين اما مع المسلم فهي باقية لاسلامه. وان كانوا من اهل البدع والزير والضلال هذه عظمة الاسلام هذي جلال الاسلام وجمال الاسلام لمن اراد ان ينظر الى هذه الصفحة المفتوحة من صفحات الاسلام الناصعة الباقية منذ بزوغ فجر الاسلام والى اليوم. الناس يحجون بهذه الطريقة العظيمة ثم لننظر الى افعال الحج كان فيها من طهر كان فيها من طهارة كم فيها من نقاوة؟ كم فيها من ما يخلص النفوس من الشحناء والبغضاء والغل والحقد والحسد واول ما نزل في هذه البقاع المباركة وثيابك فطهر والرجز فاهجر فنرى الناس وهم يتطهرون للإحرام ويتوضأون للصلاة ثم يغتسلون لدخول مكة ثم يغتسلون بعد العمرة. وبعد الحلق والتقصير ثم وثم وثم فهذه الصور المتنوعة مؤثرة على النفس الطهر والطهارة الطهر والطهارة الحقيقية ظاهرا والطهر والطهارة القلبية الباطنية واذا كان الانسان منا يعتني بثوبه الظاهر نقاوة فليعتني بي قلبه الباطن نقاوة ثم لنتذكر ايضا ان هؤلاء تجردوا من الثياب وهذه الصورة التي نراها الفقير والغني والعالم والجاهل والكبير والصغير والرجل والمرأة وفي قديم الزمان الحر والعبد وفي هذا الزمان الابيض والاسود الاحمر والاصفر كلهم يلبسون لباسا واحدا من حيث كونهم من الذكور ازار ورداء لا يتمايزون اتوا كما قال رب البرية جل وعلا في الحديث القدسي هؤلاء عبادي اتوني شعثا غبرا ليس على رؤوسهم شيء ولا على ابدانهم اثار النقاوة غبرا ضاحين ضاجين ماذا يريدون وانا وانت سيأتي يوم نتجرد من الثياب. شئنا ام ابينا فاذا كنا نرى صور التجرد الامتثالية الاختيارية فلنعمل ليوم سنجرد من ثيابنا رغما عن انوفنا اذا لم تؤثر علينا هذه المواقف العظيمة في التخلي عن الدنيا والزهد فيها. فما الذي سيؤثر علينا هؤلاء تركوا دنياهم وجاءوا الى الله عز وجل رغبة ورهبة جاؤوا يدعون الله عز وجل راجيين راغبين راهبين خائفين محبي لله تبارك وتعالى وسيأتي يوم الناس بعد ذلك يجردونك انت من الثياب هذه الصور لابد انها تؤثر عليك ثم لننظر ايضا ان هذه السورة اعني الحج هي في الواقع من البداية الى النهاية صورة عملية مصغرة لرحلة اول انسان الى اخر انسان فابونا ادم اخرج من الجنة كخروج الحاج من زينته ومن مكان رفاهيته فان جاء وطاف بالبيت امن الرجوع الى الله عز وجل يوم الحشر وان لم يطف بهذا البيت وتكبر وتجبر بقي ولهذا ختم الله جل وعلا ايات ايات الحج بقوله جل وعلا فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى من تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى. واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون حشركم الله بامره الشرعي ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فسيحشركم بامره القدري كن فيكون وسيختلط الناس كاختلاط اهل عرفات لا تعرف اين المميز منهم من غير المميز ثم يزدلفون ويتقربون فربما تميز المزدلفة من غير المزدلف ثم في الدنيا تعرف من الذي جاء الى البيت وقبل في الظاهر اما في الباطن فامره الى الله اما في الاخرة فالناس في ارض المحشر يزدلفون الى القنطرة ثم ينقون في ارض القنطرة ويحاسبون ثم يقربون ويرتفعون في درجات الجنة فهذه تذكر بتلك فان لم تؤثر هذه عليك فما الذي سيؤثر عليك؟ ان الناظر الى اعمال الحج ليجد ان الحجاج من اول وهلة سفرهم الى اخر مهلة رجوعهم يعملون بالذكر حتى قال الله جل وعلا للذين فاضوا من عرفات فاذا فاضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعل الحرام واذكروه كما هداكم. وان كنتم من قبله لمن الضالين والنبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث عائشة وغيرها رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات انما جعل السعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات لاقامة ذكر الله عز وجل ولهذا قال تعالى واذا فضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم. وان كنتم من قبله لمن الضالين. ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور ثم قال فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا فلا بد اذا ان تؤثر هذه علينا عندما نرى مشاهد الحج الحية او نقرأ في ايات واحاديث الحج ان نتغير ولنزداد ذكرا لله تبارك وتعالى. من اجل هذا شرع الشارع الحكيم الذكرى وفتح باب مجال العبادات من اول ذي الحجة فقال صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء وفي بعض الروايات فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد في بعض الروايات والتسبيح حتى نتشبه باولئك الذين قربوا عند البيت واختارهم الله واصطفاهم لحجه هذي مؤثرة على النفس التزكية كذلك يقول ربنا جل وعلا فاذا من عرفات فاذكروا الله عند المشعل الحرام واذكروه كما هداكم وهذه الكاف تفيد المثلية والتشبيه فهي بمعنى فاذكروا الله كهدايتكم الى امور دنياكم فاذكروا الله كهدايتكم الى امور دنياكم وهذا احد التفاسير في الكاف وهذي تؤثر على النفس البشرية ان الناظر اذا رأى كيف ان الله عز وجل علم الناس الحج علم الناس كيف يتقربون اليه يتذكر كيف علم الله الناس كيف يأكلون كيف يشربون كيف يتكسبون فيزداد لله عز وجل ايمانا ويقينا ثم ايها الاخوة اذا تذكر مشهد اخر من مشاهد الحج العظيم كيف ان الحجاج يبتعدون عن مباحات هي لنا ولا هم قبل الاحرام فيتجردون من النخيل ولا يتطيبون ولا يقصون شعورهم ولا اظفارهم ولا يمتشطون ولا يتطيبون ولا يقربون النسا وهم في الاحرام حتى يقضوا تفثهم ويوفوا نذورهم ويطوفوا بالبيت العتيق افلا تؤثر هذه المشاهد علينا فنبتعد عن المحرمات لا سيما في هذه الايام المباركات التي هي من اشهر الحرم فلا تظلموا فيهن انفسكم ان العاقل اذا رأى ان هؤلاء الحجاج اختيارا واصطفاء يبتعدون عن مباحات لاجل انهم دخلوا في الاحرام فنحن علينا اذا دخلنا في الاشهر الحرم اذا دخلنا في اشهر الحج ان نجدد التوبة مع الله عز وجل الى الله تبارك وتعالى اذا كان هؤلاء تركوا الطيبات والملذات تركوا الرفاهية لاجل الاحرام فاولى واجدر بنا نحن ان نترك المحرمات يجري الاشهر الحرم لاجل نشر الحج اذا كان من مشاهد الحج العظيمة انهم يجدون السكينة والطمأنينة في الارض الطيبة المباركة التي جعلها الله مثابة للنمس للناس وامنا هل تؤثر تلك المشاهد العظيمة التي نراها على نفوس الحجاج ونحن ننظر في مشاهد التلفزيون وفي مشاهد الحية التي تنقل عن صور الحجاج فلتؤثر علينا ولنعلم ان الطمأنينة والسكينة في طاعة الله وان الاهانة والمهانة في معصية الله تبارك الراحة في الطاعة والقلق والاضطراب في المعصية هم يجدون امنا وطمأنينة بجوار البيت فنحن فلنجد لانفسنا راحة وطمأنينة في جوار الله تبارك وتعالى بالتي اليه والرغبة اليه والتوبة اليه والاوبة اليه من المشاهد العظيمة المؤثرة على النفوس في الحج ان اولئكم الحجاج جاؤوا متنوعين فمنهم المتمتع ومنهم القارن ومنهم المفرد وهذا يجعلنا نحن ننظر الى احوال انفسنا. ما هي احوالنا هل نحن من اهل الاحسان الذين اتوا بالكمالات وترفعوا عن النقائص والمكروهات ام نحن من اهل الايمان الذين تركوا المحرمات وان زلوا تابوا مباشرة بلا توان ولو لحظات اما اننا من اهل الدرجات الدنيا من اهل الاسلام فقط ولهذا اختلف العلماء في انواع الحج ايها افضل وايها الاقل فمن الفقهاء من قال المفرد اقل درجة والمتمتع بافضل الدرجات ومنهم من قال القارئ افضل ومنهم ومنهم لكن المهم انهم قطعا يتفاوتون في الواقع وان لم نعلم نحن بسبب اختلاف العلماء ما هو الافضل. لكنهم قطعا يختلفون ولا ريب ان من اتى بالعمرة والحج في رحلة واحدة متمتعا انه افضل لان النبي عليه الصلاة والسلام ارشد من لم يسق الهدي الى ذلك كذلك من المشاهد المؤثرة في هذه الرحلة العظيمة ان نتأمل ان اعظم رحلة على وجه الارض هي رحلة الحج وحينئذ نتجنب الرحلات التي تكون في غير طاعة الله تبارك وتعالى تؤثر هذه الرحلة على النفوس فمن الناس من جلس اربعين سنة يجمع المال ليحج وانا وانت ماذا نفعل؟ نجمع الاموال للسياحة نجمع الاموال للتبرد نجمع الاموال للتنزه وا حيفا وحسرتاه على اناس اذا جاء الصيف يذهبون الى مكة يجلسون ثلاثة ايام ثم يذهبون الى المصايف يجلسون الاسابيع تلو الاسابيع اولا يعلمون ان الصلاة في مكة بمئة الف كيف يغفلون عن هذا يا سبحان الله اني لاعلم اناسا يسافرون الى مختلف البلدان فسألت احدهم متى اخر عهدك بالمدينة؟ يقول منذ عشر سنوات ما ذهبت الى المدينة اي الجفاء هذا كل هذا بسبب عدم التأمل ايها الاخوة بسبب عدم التأمل ثم ايها الاخوة من المشاهد العظيمة المؤثرة على النفوس ان ننظر الى بيت الله عز وجل هذا البيت الذي سماه الله بكة تبك اعناق الجبابرة بكة التي تبكي عندها اعين الظالمين واعين المحبين فاذا كان الناس كلهم يتذللون عند البيت عند بيت الله افلا يليق بي وبك ان نبكي في سجودنا لله عز وجل وان نتباكى عندك قراءة كلام الله جل وعلا وان وان هذا البيت العظيم الذي كان المشركون يعظمونه حتى قال عمر لو رأيت قاتل الخطاب ما خوفته يقول وكان الجاهليون قبل الاسلام احدهم يرى قاتل اخيه في مكة فلا يتعرض له يترصد له خارج الحرم وينتظر متى يخرج ليقتله مثابة للناس وامنا مثابة للناس وامنا اذا كان المشركون على شركهم يعظمون البيت فان تعظيمنا نحن بشعائر الله عز وجل اليوم ترى الناس يمدون ارجلهم الى المصاحف وهم من اهل الصف الاول فيتعجب المرء اين تعظيم شعائر الله في قلوبهم اليوم نسمع المؤذن يؤذن ونحن نتكلم ولا كأن الاذان من شعائر الله ولا يقطع احدنا حديثه لاجل اجابة المؤذن وما كاننا لا نعلم ان هذا من شعائر الله عز وجل من الصور العظيمة المؤثرة عن النفوس في الحج ايها الاخوة وهذا امر عظيم ان ننظر الى العبادات فانها انواع مختلفة بعضها لا تعد تؤدى الا في مكة وهذا يدل على ان الامر بيد الله عز وجل يعظم ما شاء من الازمنة وعظم ما شاء من الامكنة جعل الطواف بالبيت والوقوف بعرفات والمبيت في المشعر الحرام بمزدلفة والرمي في منى وجعل مكة كلها منحر لان الامر امره والشرع شرعه والحكم حكمه والملك ملكه الا له الامر والخلق تبارك الله رب العالمين هذه تؤثر على النفوس فلا نقول هذا حلال وهذا حرام الا بنص شرعي منزل من الملك العلام تبارك وتعالى كذلك ايها الاخوة من المشاهد العظيمة المؤثرة على النفوس ما يراه الناظر من ادعية الحجاج كم يدعو ويدعو فنحن يجب علينا ان ندعو الله تبارك وتعالى لا سيما في هذه الايام الفاضلة في هذه ايام التي هي من افضل ايام الدنيا تشبهوا بالكرام ان لم تكونوا مثله ان التشبه بالكرام فلاح وقال ابن وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اذا كان يوم عرفة يجلس في مسجد البصرة يعرف بالناس ويأمرهم بالجلوس في المسجد عشية عرفة ويذكرهم بالله عز وجل ما استطاعوا ان يحجوا لكن يجعلهم يتذكرون ويتعظون ويعتبروه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام افضل ما قلت انا والنبيون من قبلي يوم عرفة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والصحيح من اقوال اهل العلم ان هذا الذكر ليس خاصا بالحجاج لانه عليه الصلاة والسلام قال يوم عرفة ولم يقل يوم عرفات اي نعم الحاج ينبغي ان يكون في دعاء نصيب من هذا الذكر لكن غير الحاج ايضا له ان يأتي بهذا الدعاء العظيم كذلك ايها الاخوة ان الناظر الى الحج يتذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام قد اهدى الى البيت فلنزكي انفسنا ولتؤثر علينا افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنهدي الى البيت تدرون كم كان يهدي مرة اهدى الى البيت مائة بدنة صلوات ربي وسلامه عليه تعلمون ان القارن عليه شاة واحدة من حيث من حيث الفرض شاة واحد والنبي عليه الصلاة والسلام حج قارنا كان يمكنه ان يهدي شاة واحدة لكن جاء في حديث ابي سعيد الخدري وبموسى الاشعري وعلي وجابر وغيرهم ان النبي عليه الصلاة والسلام ذبح في حجي مائة بدنة تقربا الى الله تبارك وتعالى ما تؤثر هذه على نفوسنا افيبخل احدنا بالاضحية افيبقى الواحدنا بالاضحية؟ وحسرتاء على نفوس احبت الدنيا الى هذه الدرجة بعض الناس مع الاسف الشديد اذا جاءه ضيف يكرمه باجود ما يمكنه بل اذا جاء عرس ابنه يضحي بالقعدان ويضحي حملان ويضحي ويضحي باجود ما يجد رياء وسمعة عياذا بالله. اذا جاء العيد يشتري ما تيسر ولا يبحث عن الاجود وكأننا لا نقرأ قول الله تعالى فقربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر لماذا تقبل من احدهما لانه عمد الى افضل ما عنده فقدمه ولماذا لم يتقبل من الاخر؟ لانه عمد الى اسوء ما عنده فقدم فهذه المناظر تؤثر على النفوس جودا وسخاء ايها الاخوة ارجع فاقول بما بدأت به الكلام الحج مشاهد مفتوح مؤثر على النفوس فلنكثر في هذه الايام المباركات من النظر الى هذه المشاهد المرئية الى هذه الايات الكونية القدرية الشرعية الواقعية فانها تؤثر على النفوس تزكية وتربية ولنتذاكر في ايات الحج واحاديث الحج فانها مؤثرة على النفوس وان لم نحج اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يزكي نفوسنا وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه. وان يرينا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين