فرظ من فرائض الاسلام وعلى الصحيح من اقوال اهل العلم ان منه ما هو فرض عين ومنه ما هو فرض كفاية وجاء في حديث انس ابن مالك رضي الله عنه فما رأوا شيئا اي من متاع الدنيا فرجعوا فقالوا يا ابا هريرة ما رأينا شيئا قال وما رأيتم حلقة علم؟ قالوا بلى. قال هو ذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم الحمد لله المبتدأ بالنعم بارئ النسم ومنشد الرمم ورازق الامم الذي علمنا ما لم نكن نعلم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يسر لكم رحلة عظيمة الى مدينة خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد بحديثي اليكم من القلب عن اعظم رحلة اعظم رحلة انتم مقبلون عليه هذه المحاضرة التي عنوانها اعظم رحلة اقدمها لاعظم راحلين الى البقاع المقدسة المباركة لطلب اعظم مرحل اليه مع رحلة فضلاء الى معلمين ومشايخ وعلماء نجباء فاسأل الله تعالى ان يوفقكم وان يسددكم وان يبارك فيكم وحتى لا يكون الحديث ذا شجون فاني جعلته في محاور المحور الاول مكانة العلم الذي ترحلون اليه المحور الثاني مكانة العلماء الذين ترحلون اليه المحور الثالث مكانة المكان الذي ترحلون اليه المحور الرابع مكانة الرفقة والرحلة الذي تكونون معهم المحور الخامس مكانة الوقت والزمان الذي ترحلون فيه فنبدأ على بركة الله تعالى وهذا هو جهد المقل نبدأ بالمحور الاول مكانة العلم الذي ترحلون اليه اعظم رحلة على وجه الارض هي الرحلة في طلب العلم ولهذا كما سمعتم في ايات سورة الكهف ذكرها الله تبارك وتعالى على وجه التعظيم وان الذي قام به نبي من اولي العزم من الرسل مكلم على وجه الخصوص ومعروف بين اهل الارض واهل السماء مشهور بالتعليم وهو موسى الكليم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة وازكى التسليم اذا كان اعظم رحلة على وجه الارض هي الرحلة في طلب العلم فمن اوجه عظمة هذه الرحلة ان فيها تحصيل ما به النجاة في الدنيا والاخرة وهذه العظمة في هذه الرحلة في شيء امر الله نبيه ان يطلب منه الزيادة فقال له وقل رب زدني علما ولم يأمره ان يطلب الزيادة من شيء في الدنيا الا العلم والعلم عند الاطلاق هو العلم المنزل اعظم من جواهر الدنيا واثمانها وعقارها وارضها ولهذا كانت الرحلة اليه اعظم من رحلة شد الرحل الى العبادة ولما كان العلم عظيما فضل الله به طالوت فلم يقل اصطفاه عليكم لعبادته وانما قال اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم وقدم العلم على الجسم لانه ميزان القوى والقوة بلا علم يفسد اكثر مما يصلح العلم الذي يرحل اليه هو العلم المنزل الذي شرفه اعظم من ان يبتغى به دنيا او يطلب به جاه ولهذا نجد ان الذين لا يعرفون قدر العلم الشرعي سموه معرفة وسموا الذين يتخرجون من جهته ادبا وسموا صناعاتهم التي هي اغلى في قلوبهم سموها علما فسموا الطب علما وسموا الصناعات علما وهي تباع وتشترى كما ترون العلم المحفوظ المنزل هو الذي ترحلون اليه اعظم مطلوب بل يود اهل الارض كلهم ان يكونوا حاصلين عليه حتى ان الجاهل لو قلت له انك جاهل لغضب عليك وهذا العلم مبدأه الحفظ بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم والته الاستنباط لعلمه الذين يستنبطونه منهم المنزلة الرفيعة عند الله انما هو بالعلم الشرعي فان جادل مجادل في ذلك فاقرأ عليه اية المجادلة يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقال صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية في صحيح البخاري ومن حديث ابي هريرة عند غيره من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين هذا العلم مكانته عالية عند الله عز وجل يكفي ان تسمع حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فأسهل الطرق الموصلة الى الجنة بل والى المقامات العالية منها طلب العلم سواء اصبحت عالما او لم تصبح. لكن المهم ملازمة طلب العلم كما قال الامام احمد وقوله احمد مع المحبرة الى المقبرة ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم وقال زر بن حبيش رحمه الله اتيت صفوان ابن عسال المرادي اسأله عن المسح على الخفين. فقال ما جاء بك ما الذي اتى بك الى بلدنا ما الذي جعلك ترحل فقال ما جاء بك يا زر قلت ابتغاء العلم فاخلصوا له نياتكم اخلصوا له نياتكم واياكم وان تشوبوا رحلتكم بشوائب طلبية اخرى فبقدر اخلاصكم للعلم تجدون ثمرة هذه الرحلة يجدون فوائد الرحلة فقلت ابتغاء العلم فقال ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يطلب رواه الترمذي وروي مرفوعا صحيحا من قول النبي صلى الله عليه وسلم وهذا العلم الذي مرتبته عالية فوق مرتبة الشهداء فوق مرتبة العباد والصلحاء. انما يكون بالتعليم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وانما العلم بالتعلم وقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان الرجل لا يولد عالما وانما العلم بالتعلم ترحل اليوم وغدا وشهرا وشهرين وسنة وسنتين كلما سنحت لك فسحة او فرصة اغتنمتها وطلبت العلم ورحلت اليه بعيدا كان ام قريبا تنال به المرتبة العالية عند الله عز وجل وربما تصل الى ان تكون من اهل شهادة الله الذين قرن شهادتهم بشهادته فقال سبحانه في سورة ال عمران التي فيها ذكر العباد واهل العبادة والطاعة واهل الذين كسروا شهواتهم لكن تعلقت بهم الشبهات لقلة العلم. قال شهد الله انه لا اله الا الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط هذا العلم الذي تطلبونه فرض من فرائض الاسلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم رواه ابن ماجة وظعفه جمع من اهل العلم وصححه اخرون ومنهم العلامة الالباني رحمه الله قال الامام ابو عمر ابن عبدالبر علامة المغرب والاندلس قال اسحاق بن راهوية امام خراسان قرين الامام احمد قال اسحاق بن راهوية طلب العلم واجب يعني اما واجب عيني واما واجب كفاية. فلا ينزل عن مرتبة الواجب طلب العلم واجب ولم يصح فيه الخبر اي عنده الا ان معناه ان يلزمه طلب علم ما يحتاج اليه من وضوئه وصلاته وزكاته ان كان له مال وكذلك الحج وغيره قال وما وجب عليه من ذلك لم يستأذن ابويه في الخروج اليه يعني فرض العين لا يحتاج الانسان فيه ان يستأذن والديه وما كان منه فضيلة. وهي الفروض الكفائية لم يخرج الى طلبه حتى يستأذن ابويه ثم قال ابو عمر ابن عبد البر رحمه الله يريد اسحاق والله اعلم ان الحديث في وجوب بطلب العلم في اسانيده مقال لاهل العلم بالنقل. ولكن معناه صحيح عندهم. وان كانوا قد اختلفوا فيه اختلافا متقاربا هذا العلم يا من شددت ازرك وشمرت ردائك وحزمت امتعتك تريد الرحلة في طلبه هذا العلم هو الذي يبقى لك بعد موتك هو الذي يكون مما يدخل في صحيفتك بعد غلق اعمالك في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله وفي رواية اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة الا من ثلاثة اشياء من صدقة جارية او علم ينتفع به بعده. او ولد صالح يدعو له رواه مسلم في صحيحه وروى البخاري معلقا بعضه. والترمذي بسنده كله عن جميل ابن قيس ان رجلا جاء من المدينة الى ابي الدرداء وهو بدمشق فسأله عن حديث فقال له ابو الدرداء جاي من المدينة الى دمشق اكثر من سبع مئة كيلو يصل الى قرابة الف وما هو في الباصات المريحة مثلنا اليوم وكل شيء مهيأ انما يرحلون على اقدامهم كما رحل امام الدنيا البخاري اكثر من ثلاثين الف قدم على قدميه يقول عبدالرحمن بن ابي حاتم رحمه الله عن ابيه وعن ابي حاتم الرازي وبعبدا الكريم الرازي يقول انهما مشيا على قدميهما اكثر من ثنتي عشرة الف فرسخ وهذا الرجل جاء الى ابي الدرداء فقال له ابو الدرداء رضي الله عنه ما جاء بك حاجة ولا جئت في طلب تجارة ولا جئت الا في طلب الحديث فقال الرجل بلى اي ما جئت الا لذلك فقال له ابو الدرداء رضي الله عنه ابشر فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يخرج يطلب علما الا وضعت له الملائكة اجنحتها وسلك به طريق الى الجنة وانا اقول لكم ابشروا فما من عبد يخرج يطلب علم الا وضعت له الملائكة اجنحتها وسلك وسلك به طريق الى الجنة وانه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الارض والصحيح في تفسير العالم اي الذي يعلم والذي يتعلم فيقال هذا عالم ويقال للم تعلم عالم باعتبار المآل كما يقال لليتيم يتيما بعد البلوغ باعتبار ما كان قال وانه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في البحر او حتى الحيتان في البحر وان فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب يمكن الشيطان يأتيك ويزين لك يقول يا اخي عليك بختمات القرآن عليك بالصوم انت ما ينفع الله بك ما هو المهم قل له اي عدو الله ليس المهم ان الله ينفع به المهم اني انا سلكت طريق العلم هذا هو المهم وانت بسلوكك في طلب العلم خير من الصوام القوام. فكيف اذا جمعت مع ذلك الصيام والقيام وتأمل هذه الكلمة النبوية العظيمة مرة اخرى وان فظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء لم يورثوا وان العلماء هم ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر وخرج يوما ابو هريرة رضي الله عنه الى سوق المدينة الذي الذي انتم ذاهبون اليه. خرج الى سوق المدينة فرأى الناس يتبايعون ويشترون فقال انتم ها هنا وميراث محمد صلى الله عليه وسلم يوزع في المسجد فهرع اناس الى المسجد واذا كان الناس يفتخرون بموروثاتهم فانت لك الحق ان تفرخ ان تفرح بموروثات النبوة التي تعلمتها عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال بلغني حديث عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي. ثم سرت اليه شهرا حتى قدمت الشام تأمل من المدينة يذهب الى الشام ويشتري ناقة لاجل هذا الغرض فاذا عبد الله بن انيس الانصاري رضي الله عنه فاتيت منزله وارسلت اليه ان جابرا على الباب رجع الى الرسول فقال جابر ابن عبد الله؟ قلت نعم. فخرج الي فاعتنقته واعتنقني قال قلت حديث بلغني عنك انك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم اسمعه انا منه ثم اورد الحديث هذا الحديث العظيم الذي رواه احمد بنحوه وابن عبدالبر في جامع فضل العلم فيه دلالة على عظيم رحلة الصحابة رظوان الله عليهم لطلب العلم وعن ابن جريج قال سمعت شيخا من اهل المدينة قال سفيان هو ابو سعيد الاعمى يحدث عطاء ان ابا ايوب الانصاري رحل الى عقبة ابن عامر وابو ايوب في المدينة وعقبة ابن عامر في مصر رحل مهو من اجل طلب العلم لحديث واحد فكيف اذا كان لاجل طلب العلم برمته قال ابو سعيد الاعمى يحدث عطاء انه رأى ابا ايوب راحلا الى عقبة ابن عامر فلما قدم مصر اخبروا عقبة فخرج اليه قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم او قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستر المسلم لم يبق احد سمعه غيري وغيرك يعني جاء يتأكد من سماعه ليطابق اللفظ حفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مؤمنا على خزية ستر الله عليه يوم يوم القيامة قال فاتى ابو ايوب راحلته فركبها وانصرف الى المدينة وما حل رحله يعني ذهب فقط ليتأكد من لفظة الحديث وهذا الحديث رواه الامام احمد بنحوه وابن عبد البر بلفظه وعن ابن شهاب قال قال ابن عباس رضي الله عنهما كان يبلغني الحديث عن الرجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلو اشاءوا ان ارسل اليه حتى يجيء فيحدثني فعلت. لمكانته من النبي صلى الله عليه وسلم ولكني كنت اذهب اليه فاقيل على بابه تعرفون حر المدينة وبرد المدينة وهو يقيم على باب المحدث. حتى يخرج الي فيحدثني وعن يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ان كنت لاسير الليالي والايام في طلب حديث الواحد في طلب الحديث الواحد وعن سفيان عن رجل لم يسمه ان مسروقا رحل في حرف وان ابا سعيد رحل في حرف وعن بشرى بن عبيد الله الحظرمي قال ان كنت لاركب الى المصري ان كنت لا اركب الى المصري من الامصار في الحديث الواحد لاسمعه وعن ما لك بن دينار قال اوحى الله عز وجل الى موسى عليه السلام ان اتخذ نعلين من حديد وعصا من حديد ثم اطلب العلم والعبر حتى يخترق نعلاك او يخلق نعلاك وتنكسر قال هذه بعض ما جمعته من الاثار في الرحلة في طلب العلم وانتقلوا الى المحور الثاني مكانة العلماء الذين ترحلون اليه العلماء وطلبة العلم والمشايخ في المسجد النبوي على وجه العموم واخونا فضيلة الشيخ صالح العصيمي حفظه الله ووفقه على وجه الخصوص يقيمون دورات علمية في المسجد النبوي الشريف في مواعيد محددة حتى يمكن لطلبة العلم برمجة انفسهم في حضورها فجزى الله الاخوة في الكويت في اقامة هذه الرحلة في طلبه العلم وهذه والله منقبة لاهل الكويت ومفخرة لاهل الكويت ان القوافل تسير في طلب علم عالم المدينة او في طلب علم اهل المدينة وفي طلب علم احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ولا اعلم رحلة جماعية مثل هذه الرحلة التي انتم فيها فبارك الله القائمين عليها ونفع الله بهم وبكم العلماء مكانتهم عالية لا ريب الذين يعلمون الناس الدين يعلمون الناس الزهد يعلمون الناس العمل العلماء هم الامة في الامة قال ابن مسعود رضي الله عنه الامة معلموا الخير والقانت المطيع. رواه البخاري العالم الذي يعلم صغار العلم قبل كباره وهذا البرنامج برنامج مهمات العلم اطلعت عليه وجدت برنامجا نافعا مفيدا ولا سيما ان مؤلفه وفقه الله هو الذي يقدمه باسلوبه فاحرصوا عليه وانتم ذهبتم لاجل هذا الغرض فالتزموا بالشرط المعتبر الذي به التزمتم وركبتم مع هذه الرحلة والمؤمنون عند شروطهم فلا تلتفتوا يمينا وشمالا وتترك دروس البرنامج لقيل وقال او لتفقد احوال او لتسوق او لصلة رحم او غير ذلك. فان الله يقول فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون وانتم من بلدان شتى ومن اجناس مختلفة جمعكم الله عز وجل في طلب العلم فاخلصوا واحرصوا وحافظوا على اوقاتكم وتلمسوا وتحسسوا حاجتكم وحاجة امتكم الى العلم العلماء لهم مكانة عظيمة حتى بين الله مكانتهم في اول عالي مران على قراءة الوقف بقوله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم فالراسخون في العلم يعلمون تأويل ما اشتبه على كثير من الناس واما على قراءة الوقف الاخرى وما يعلمه تأويله الا الله فالمقصود به مآلات الغيبيات مالات الكيفيات الغيبية والراسخون في العلم يقولون امنا به. كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب وفي قرن شهادة اهل العلم بشهادة نفسه المقدسة وملائكته المسبحة بقدسه دلالة عظيمة على مكانة العلماء شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وبين ثمرة الرسوخ في العلم وانه العمل فقال تعالى لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وقال ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وبهذا يرتقي الانسان ويرتفع وقال سبحانه وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به. فتخبت له قلوبهم وقال جل في علاه ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد واخبر عن زهادة اهل العلم فقال وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير. لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون وذكر الله شهادتهم دون غيرهم يوم القيامة. حيث لا يتكلم احد الا باذنه فقال ثم يوم القيامة يعني يخزيهم يعني الكافرين ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركاء الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين فتأمل يا رعاك الله منزلة العلماء حيث اذن الله لهم بالكلام على الملأ يوم الندامة وقال سبحانه وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم بعثي ولكنكم كنتم لا تعلمون وقد سبق في المحور الاول شيء من ذكر فضل العلم والعلماء وورد الامام الترمذي بسنده عن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه عليه وسلم رجلان احدهما عابد والاخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد فضل العالم على العابد كفظلي على ادناكم تأمل هذا الفرق العظيم ما قال كفضلي على ابي بكر ولا قال كفضلي انا عمر قال كفظلي على ادناكم ثم قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته واهل السماوات والاراضين حتى النملة في حجرها او في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب سمعت ابا عمار الحسين ابن حريث الخزاعي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول عالم يدعى كبيرا في ملكوت السماوات كبيرا يعني السيد العظيم ويشار الى العالم بالسيادة والعظمة عند اهل السماوات والارض وان كان عند اهل الارض من اهل الدنيا لا قيمة له عندهم ذلك لانهم لا موازين صحيحة عندهم مع خفة عقول اهل الدنيا وغبش عقولهم بملذاتها ولعبها ولهوها اذا تقرر مكانة العلماء ننتقل الى المحور الثالث مكانة المكان الذي ترحلون اليه وهذا المحور مهم لكي تحسسوا انفسكم انكم في افضل البقاع لطلب افضل شيء على ايدي فضلاء فاجتمعت لكم الفضائل انكم راحلون الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عاصمة الاسلام ابتداء وعاصمة الخلفاء الراشدين الى مأرز الايمان الى حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه يعلمون الناس الخير الى المكان الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لاهلها ودعا لها وحرمها كما حرم كما حرم ابراهيم مكة فاحذر فانك في حرم الله ورسوله وجعلها حراما وحرم حتى انه يحرم صيدها على قول الائمة الفقهاء الثلاثة رحمهم الله تعالى وهو الصحيح ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة الاهليها والبركة لها ومن بركتها بقاء العلم فيها ولو على ولو في زمن الفترات ولو في زمن الفترات قال الله تعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب المطهرين لمسجد اسس على التقوى من اول يومنا احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب المتطهرين فتذكر ان المدينة هي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم خير الامصار مدينة النبي مدينة المهاجرين والانصار وفي حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام رواه احمد باسناد صحيح بهذا اللفظ وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول واسمعوا لهذه البشارة العظيمة من جاء مسجدي هذا لم يأته الا لخير يتعلمه او يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر الى متاع غيره. رواه احمد وابن ماجة والحاكم وصححه. وقال البصيري هذا اسناد صحيح احتج مسلم بجميع رواتبه وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال تمارى رجلان في المسجد الذي اسس على التقوى وجاء في بعض الروايات انه هو واخر من الانصار. فقال احدهما هو مسجد قباء وقال الاخر هو ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو مسجدي هذا. رواه احمد باسناد صحيح ولا تعارض بين قول الله تعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه ان يكون المراد به عند النزول خصوص مسجد قباء. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله هو مسجدي هذا تعميم المقصد الذي من اجله اسس فهذا اسس على التقوى. وهذا اسس على التقوى وعن ابي هريرة رضي الله عنه وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان ما ركبت اليه الرواحل. اسمعوا الى هذا الحديث العجيب هذا يعنيكم ان خير ما ركبت اليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق. رواه احمد وعبد ابن حميد في الكبرى وابن خزيمة في صحيحه وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشدوا الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الاقصى متفق عليه. ومعنى لا تشد الرحال اي لطلب بركة بقعة الا هذه المساجد الثلاثة. اما شد الرحل لطلب العلم في اي مكان فهي وعبادة وشد الرحل الرحل لطلب التجارة مباح. قال صالح الهمداني رأيت رجلا من اهل سأل الشعبي عن حديث فقال يا ابا عمرو ان من قبلنا من اهل خراسان يقولون في الرجل اذا اعتقامته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته فقال الشعبي حدثني ابو بردة ابن ابي موسى عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين. رجل من اهل الكتاب امن بنبيه. وادرك النبي صلى الله عليه وسلم فامن به باعه وصدقه فله اجران وعبد مملوك ادى حق الله تعالى وحق مواليه او قال وحق سيده فله اجران ورجل كانت له امة فغذاها فاحسن غذائها ثم ادبها فاحسن ادبها ثم اعتقى وتزوجها فله اجران. ثم قال الشعبي للخرساني خذ هذا الحديث بغير شيء. فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا الى المدينة. متفق عليه وعن قيس ابن عباد قال خرجت الى المدينة اطلب العلم والشرف فوالله خروجكم علم وشرف انتقل المحور الرابع مكانة الرفقة والرحلة الذين تكونون معه لا شك انك اذا التفت يمينا او يسارا او امام او خلف تجد طلبة العلم معك فما اعظمهم وما احسنهم وما انورهم وما انجمهم وما انجبهم من كوكبة حواليك لا تسمع منهم غيبة اذا ما كسلت اعانوك واذا ما تذكرت وقفوا معك واذا ما غفلت ذكروك هذه رفقة عظيمة. لذلك قال الله لنبيه في مثله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا ولا شك ان الانسان ربما يجد في رحلة العلم رفقة لا تلائمه. لكنه يتحمل يتحمل من هذا ومن هذا ومن ذاك لاجل انه يعلم انه ما حمله على المجيء الا العلم فينظر الى نيته والى سبب وجوده فيحسن رفقته ويحسن صحبته لله تبارك وتعالى ولا ريب ان الانسان لا يمكن ان يطلب العلم بدون الرفقة ولهذا قال موسى واذ قال موسى لفتاه لابرح حتى ابلغ مجمع البحرين لا ابرح وحتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقوبا فتأمل ان موسى كليم الله طلب الصحبة في الرحلة. فكيف بك انت ويحسن بك ان تختار رفيقا يلائمك ويكون ملائما لطبعك حتى يمكنك السير معه في طلب العلم. حتى تصل او تموت دون ذلك فهذا خير على خير وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب قال الخليل ابن احمد رحمه الله كن على مدارسة ما في صدرك احرص منك على مدارسته ما في كتبك. مع من تدرس؟ مع رفيقك مع زميلك تأخذ العلم في الصباح فتذاكر في المساء. تأخذ العلم في المساء فتذاكر قبل النوم. فيرسخ العلم ويثبت ولا تكتفي بمجرد الكتابة فانها حبر على ورق ربما يذهب ويندثر فعليك بينهما فاكتب واحفظ وفتش وابحث ودقق وانظر لعلك تصل الى علم المحقق ونظر مدقق المحور الخامس مكانة الوقت والزمان الذي ترحلون فيه هذه الايام المباركة التي هي ان احسنت اغتنامها من اجمل ايام عمرك وكأني بنفسي اذكر ثنتي عشرة عاما ثنتي عشرة سنة وانا في المدينة في رفقة خير. ايام لا تعود ولا كان ولا يكون مثلها في حياته. فانتم لا بد ان تدرك ان ايام الرحلة من اعظم ايام الانسان من حيث الاحساس بزيادة الايمان. من حيث الاحساس بالقرب من الرحمن. من حيث الحرص على ما يوصل الى الرظوان وينبغي علينا ان نكون اشحاء بخلاء في اوقاتنا نكون كرماء اسخياف اموالنا في جاهنا لكن شحاب وخلاء في اوقاتها رأس مال طالب العلم وقته رأس مال طالب العلم وقته ليله ونهاره. ليس رأس ماله ما في البنك فهذا رأس مال اهل الدنيا رأس مال طالب العلم وقته فلا تضيع منه شيئا لا تكن مهذارا لا تكن كثير الكلام. وانما عليك باغتنام الاوقات. وتذكر قوله تعالى وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا وذكر بعدها صفات الرحمن الذين يستغلون هذه الاوقات في طاعة الله عز وجل وفي طلب الرضوان قال سلمة ابن شبيب النيسابوري النسائي المقرئ لا يكون طبع بلا ادب ولا علم بلا طلب فعليك ان تؤدب نفسك في رحلتك هذه فتأكل لقيمات تسد به جوعتك وتنام غفوات تذهب به تعبك وتستعين به على نشاطك وتتحدث بقدر ما تحتاج اليه وما سوى ذلك فللعلم وبالعلم وفي العلم قال سابق للبربري رحمه الله قد قيل قبلي في الزمان الاقدم اني وجدت العلم بالتعلم وقال عبد الله ابن بريدة قال لي علي رضي الله عنه تزاوروا وتذاكروا هذا الحديث فانكم ان لم تفعلوا يدرس علمكم وقال عبدالملك ابن عبدالعزيز ابن جريج المكي رحمه الله لما استخرج الذي استخرجته من عطاء الا برفقي به ايه فارفقوا بمن انتم معه وارفقوا ممن تطلبون منه العلم يقول سعيد بن جبير رحمه الله لقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يحدثني بالحديث لو يأذن لي ان اقومه بلا رشة لفعلت. فكونوا ادباء. حلماء. مع بعضكم. ومع رفقتكم ومع من تطلبون العلم منه اختم بخلاصة فاقول تذكروا يا اخواني شرف ما تقومون به وشرف ما انتم مقبلون عليه وشرف وقتكم وشرف رفقتكم وتيقنوا حاجتكم وحاجة الامة الى العلم والعلماء وحافظوا على اوقاتكم واكتبوا العلم وقيدوه بدواوينكم واحفظوه في صدوركم واضبطوا اصوله وقواعده يظبط لكم واسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يبارك لكم وفيكم وعليكم وان يجعلكم مباركين اينما تكونون هذا ما تذكير نفسي واياكم به واوصلكم الله سالمين غانمين واسأل الله عز وجل ان يغنمكم العلم وان يرزقكم غنائم العلم فتعود بخير وسلامة وعافية ورضوان وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين