يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وهنا من اكرم وجهه وهنا من اهين وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فدلت الاية على ان اهل اكرام الوجه او اهل اكرام الوجوه هم فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب الى اهله يتمطع كم صفة الان؟ خمسة اوصاف لا صدق ولا صلى. ولكن كذب وتولى. ثم ذهب الى اهله يتمطع. قال الله او لا لك فاولى الحمد لله رب العالمين اكرم الانسان فجعل له وجها تبارك الله احسن الخالقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ذو الوجه الانور والجبين الازهر صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الورود الاغر اما بعد فعنوان هذه المحاضرة هو اكرم وجهك كل انسان يدرك ان اكرم ما في الانسان هو وجهه ولهذا لا يهان الوجه شرعا ولا يرظى العقلاء اصحاب الفطر السليمة باهانة الوجه كذلك اصحاب العقول الصحيحة بل نرى السعي من كل العقلاء على مختلف مشاربهم ومتنوع مذاهبهم وتباين دياناتهم الى تجميل الوجه وحفظه وصونه واكرامه كل يسعى الى هذه الغاية وهو اكرام الوجه بحسب ما يراه من عرفه او من الفه او بعقله او بذوقه ومنهم من يتبع في ذلك شرع ربه تبارك وتعالى هذا الوجه مكرم عند الله تعالى ولذلك اخبر الله سبحانه من حيث العموم عن اكرامه لابن ادم فقال ولقد كرمنا بني ادم واخبر الله عز وجل عن اكرام وجوه بني ادم فطرة فقال سبحانه فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فمن اراد ان يكون على الفطرة فانه يسعى في اكرام الوجه الوجه ايها الاخوة مكرم في الشرع ولهذا نجد ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب الوجه او عن لطمه فضلا عن وسمه واعظم ما يكون من صور الاهانة هو الاهانة في الوجه واعظم صور اهانة الوجه ما قد يكون يوم القيامة ان يكون الوجه عياذا بالله تعالى اسودا كالكوز مجخية فكيف نكرم وجوهنا عن هذه الحال التي هي مآل اهل الكفر والانحلال عياذا بالله تعالى كلنا نعلم ما اخبرنا الله تعالى عن اقسام الوجوه يوم القيامة كما في سورة ال عمران في قوله تعالى اولى الناس بالثواب وبحسن المآب ولهذا قال بعد فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون وثم بين عز وجل ان يوم القيامة وجوها مكرمة برؤية الله تبارك وتعالى وهذه اعلى رفعة وارفع مقامة وجوه يومئذ مكرمة برؤية الله ووجوه باسرة قاترة عابسة كاشحة بسبب كفرها وشركها ومخالفتها لربها كما قال عز وجل وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة فيوم القيامة الوجوه اما ان تكون مسفرة وهي المنورة الظاحكة المسرورة المستبشرة واما ان تكون وجوها مغبرة مدخنة مقترة مكفهرة مسودة مسوءة كما اخبر الله وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة جعلنا الله واياكم منهم. ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة اولئك هم الكفرة الفجرة وقد تكون هذه الوجوه المهانة غير المكرمة عاملة ناصبة وتصلى نارا حامية كما جاء في سورة الغاشية في قوله هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين انية ليس لهم طعام الا من ظريع ثم بين الله عز وجل الوجوه المكرمة ووصفها بانها ناعمة من شدة اكرام الله لها وابعاد الله عز وجل عنها الواردات ولجمالها سعت في الدنيا الفانية لتحصيل الطاعة فعوضت بالباقية والنعومة الدائمة. قال عز وجل وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية وكيف يكرم الانسان وجهه حتى لا يكون من الذين يهانون يوم القيامة فيحشرون على وجوههم لان الله اخبر ان ثم اناسا مهانين عياذا بالله لا يمشون مشية الاستقامة يوم القيامة وانما يحشرون على وجوههم منكسين لانتكاسة قلوبهم وعقولهم في الدنيا عوضهم الله وعاقبهم بعكس ما راموا جزاء وفاقا. فقال عز وجل عنهم ونحشر ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما. مأواهم جهنم وقد جاء في الحديث ان بعض الصحابة رضوان الله عليهم قالوا يا رسول الله وكيف يحشرون على وجوههم قال الذي امشاهم على اقدامهم قادر على ان يمشيهم على وجوههم وهذه مسألة مهمة ايها الاخوة ان ندرك ان الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء. فيجب على العاقل ان يسعى كيف يكرم وجهه من السواد يوم القيامة على السداد في الدنيا والاستقامة ومن السوء في النار بان يتصف باوصاف الابرار وذلك بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والا فلا ملجأ من اساءة الوجه لا ملجأ من اساءة الوجه الا بطاعة الله وطاعة رسوله ولهذا اخبر الله عن مهانة وجوه الكافرين اذا رأوا عياذا بالله تبارك وتعالى النيران يوم القيامة. قال تعالى عنهم فلما رأوا زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون فاللبيب من يفكر كيف يكرم وجهه قبل ان يأتي يوم يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة كما اخبر الله عن بعض اهل النار افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون فمن الاهمية بمكان ايها الاخوة ان يبحث الانسان عما يكرم به وجهه ويسعى لذلك باذلا جهده ووسعه مما ذكر الله عز وجل عن وجوه اناس بسبب اعمالهم فقال انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه. تأملوا معي اعتدوا ظلموا فعاقبهم الله عز وجل بماء كالمهل يشوي الوجوه. بئس الشراب وساءت مرتفقا وقال عز وجل عنهم سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار اننا اذا تتبعنا الايات التي فيها ذكر سواد الوجه وذكر تغيره يوم المعاد ندرك كيف نجنب وجوهنا هذا الوصف السيء وكيف فنكرم وجوهنا ولهذا اقول اكرم وجهك يا عبد الله قبل ان لا ينفع الندم وقبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون كيف ذلك ولنتأمل هذه الاسباب العظيمة اولها نكرم وجوهنا بالتوحيد فما اعظم ان يكرم الانسان وجهه بالتوحيد يقول عز وجل وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء. وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير. هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم فالاكرام فاكرام الوجه يبدأ منها هنا من التوحيد ولهذا ايها الاخوة من اراد ان يكرم وجهه فعليه بالتوحيد فان الله جل وعلا يكرمه بالتسديد اذا اقمنا له سبحانه وتعالى وجوهنا على الطريقة الحنيفية السمحاء اكرم وجوهنا بابعادها عن الشرك والسفه والجهالة والعماء والطريقة الظلماء كما قال عز وجل وان اقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين. ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين فمتى ما اكرمنا الوجه بان جعلناه منقادا للواحد الاحد الا وخرجنا من قباحة الشرك قال تعالى عن ابراهيم عليه السلام اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين وحينئذ فلا يستوي وجه منقاد للواحد الاحد ووجه مشرك بين شركاء متشاكسون نعم اذا اكرمنا وجوهنا بالتوحيد سلمنا مما اخبر الله تعالى من اوصاف الكافرين حين النزع حتى الذين تتوفاهم الملائكة الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم كيف يكون حال وجوههم الارواح تنزع كيف يكون حال وجوههم؟ قال عز وجل ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وهم فالانسان لا يمكن ان يتخلص من هذا الحال الا بالتوحيد للكبير المتعال جل في علاه السبب الثاني من اسباب اكرام الوجه نكرم وجوهنا بالايمان وبطاعة الرحمن وبالاكتفاء بمائدة الله المنزلة من السماء دون النظر الى موائد اهل الشرق والغرب ويكرمنا الله تعالى بان يجعلنا من الصادقين ويجعلنا سبحانه وتعالى بهذا الايمان الصادق المتقرر من المتقين كما قال عز وجل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين الاية فذكر الله عز وجل تولية الوجه وكيف ان هذه الاعمال التي مبدأها الايمان ومنتهاه الوصول الى مرتبة التقوى انه من اعظم اسباب اكرام الوجه ثالثا نكرم وجوهنا بالاخلاص لله تبارك وتعالى فان الاخلاص سبب للخلاص من حال اهل الكفار من اخلص لله عز وجل يخلصه الله تبارك وتعالى لنفسه ويكرمه جل وعلا ويكرم وجهه سبحانه وتعالى بالعدل فيجعل وجوهنا مقبولة عند الناس ونكرم وجوهنا عند كل طاعة بالطاعة والامتثال فيكرمنا الله تبارك وتعالى بالهداية والبعد عن غواية الشيطان واتباعه قال تعالى قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد اي كل طاعة واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون وتمام وتمام الاخلاص بالاحسان الذي هو من اعظم اسباب اكرام الوجه قال عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهقوا وجوههم. تأملوا الاكرام للوجه. ولا يرهقوا وجوههم هم قطر ولا ذلة فاعظم ما تكرم به وجهك ان تكون محسنا لله عز وجل رابعا نكرم وجوهنا بالعنت لله تعالى والانصا بها بين يديه سبحانه وتعالى قبل ان يأتي يوم تنصب هذه الوجوه رغما عنها ان لم تكن قد عنت لله تبارك وتعالى ونصبت في عبادة الله فانها تصاب بالعنت، لان القاعدة ان الله لا يجمع على عبده بين امنين ولا يعطيه خوفين فمن خافه في الدنيا فعمل وادلج امنه الله يوم القيامة ومن امنه في الدنيا وتمنى على الله النجاة خوفه الله يوم القيامة ولهذا يقول عز وجل ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله يقول عز وجل وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلمه فمن اعظم ما نكرم به وجوهنا ان نتعب وجوهنا للحي القيوم في الدنيا حتى لا نصاب بالعنة يوم القيامة ان نترك الظلم حتى انه لا نصاب بعنت الوجه يوم القيامة. خامسا نكرم وجوهنا بالتوجه الى من بيده ملكوت كل شيء ولا نهينها بالتوجه الى من يغيب فلا يكون شهيدا ولا الى من لا يسمع فيكون غائبا ولا الى من لا يقدر ويكون عاجز قال عز وجل ولله المشرق والمغرب. فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم فمن اكرم وجهه بان اسلم لله تعالى وكان محسنا فقد تمسك بالعروة الوثقى قال جل وعلا ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبته الامور وهذه في سورة لقمان وهي دالة على اهمية اسلام الوجه لله عز وجل الذي له ملكوت السماوات والارض سادسا نكرم وجوهنا بالوضوء فنغسلها فتك فتكرم من الله عز وجل بنور الايمان في الدنيا وفي الاخرة وبالغرة يوم القيامة على وجه الخصوص والتحجيل. ومن هنا ندرك اكرام الله لنا بغسل في الوضوء حينما قال يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم. وهذا الامر لتكون مكرمة يوم القيامة وتأمل معي ان المتيمم يترب وجهه. وهذا سبب سابع نكرم نترب وجوهنا بالتراب تعبدا لله عز وجل نضرب التراب بوجوهنا تعبدا لله عز وجل. فنعوض عنها بالنعومة يوم القيامة وبالوضاءة يوم الحشر قال عز وجل فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم ان الله كان عفوا غفورا ثامنا نكرم وجوهنا من التعسير ومن التشدد ومن التنطع من الغنو فيكرمنا الله تبارك وتعالى بالتيسير ويرفع عنا الحرج فلا نجد في وجوهنا ما يشق علينا في دنيانا لان الدين مبناه على اليسر ولا نجد في انفسنا ما يعسر علينا في الدنيا قبل الاخرة. يقول عز وجل فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون فتأملوا رعاكم الله ختم اية التيمم باكرام الله عز وجل من تيمم وترك التنطع وترك الغلو والافراط والتفريط كيف ان الله يكرمه برفع الحرج تاسعا ايها الاخوة نكرم وجوهنا بالتدريب في الحر والبرد والغبرة والقطرة فنذهب الى المساجد ونحتسب الخطى فنكرم بالنور التام يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث بريدة قال بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة. رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه وصححه الالباني فتأملوا رعاكم الله المناسبة بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام كانت تمشي في الظلمة عوضها الله بالنور عاشرا نكرم وجوهنا بالسجود لله تبارك وتعالى والصلاة فتكرم من الكريم بالوظاءة وبالنور وبالغرة قال صلى الله عليه وسلم والصلاة نور كما في صحيح الامام مسلم وفي الحديث المتفق عليه ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء وفي لفظة من اثار الوضوء والصلاة ايها الاخوة يقول عز وجل في سيماهم في وجوههم من اثر السجود نور ظاهر في الدنيا بسبب الطاعة فكيف بالنور يوم القيامة الذي يكون من الله عز وجل الحادي عشر نكرم وجوهنا بالدعاء فيكرمنا الله بالعطاء ويبعدنا عن التوجه الى غيره. يقول عز وجل قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فما من عبد ينصب وجهه الى الله ويدعو كما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. المرة بعد المرة والكرة بعد الكرة واليوم بعد اليوم والشهر بعد الشهر والسنة بعد السنة الا ويستجاب له واياكم والعجلة فحينئذ تمنعون من هذا الاكرام فان من اعظم اسباب اكرام الله وجوه الناصبين اليه بالدعاء بالعطاء انما هو الصبر وعدم الملالة والكلام الثاني عشر ايها الاخوة نكرم وجوهنا بالانقياد التام وهو حقيقة الاستسلام وهو ان نبعد عن نفوسنا رغباتها شهواتها فلا يكون في قلوبنا ما هو لانفسنا. فيصبح حبنا لله. بغضنا لله. عطاؤنا لله. منعنا لله فاذا كان هذا حال العبد في انه انقاد الى ربه فاكرم وجهه بالانقياد لله عز وجل ووالله لا يغلبه اهل العناد مهما اظهر العبد المخالف لك من الشبهات والقول باللفظ او المدان فان الله يكرمك. يقول عز وجل ومن خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره لان لا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم فلا تخشوا فخشاوني وليتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون فمن انقاد لله عز وجل ولم يلتفت الى شبهات المشبهين ولم يلتفت الى ما يلقيه اهل الزيغ والضلال وتمسك بالكتاب والسنة يكرمه الله سبحانه وتعالى بالنصر بالحجة والبرهان بالنصر في الدنيا كما قال عز وجل انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد الثالث عشر نكرم وجوهنا بالتوبة والاوبة الى الله عز وجل بتقوى الله مع اقامة الصلاة والبعد عن الشرك الرابع عشر نكرم وجوهنا بالبعد عن التفرق وعن التحزب وعن اتباع طريقة المشركين. وبذلك يكرمنا الله تعالى بالوحدة وبحفظ ماء الوجه وبالقوة وبالربح كما قال عز وجل فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. ثم اما للربط الان منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فريح ولهذا من اعظم اسباب ذهاب ماء وجه المسلمين انهم تفرقوا ولو انهم اجتمعوا ولم يتفرقوا لاكرموا وجوههم ولصار في وجوههم ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه ونصرت بالرعب مسيرة شهرين ولنزع الله من قلوبنا الوهن الخامس عشر ايها الاخوة نكرم وجوهنا بالبحث عن الكمال وعن التمام وعدم الاكتفاء باليسير الموافق للنفوس وانما من يريد تمام الاكرام للوجه يبحث عن الكمالات وعن الانعامات قال عز وجل فاقم وجهك للدين القيم فاقم وجهك للدين القيم ومن معاني القيم انه صفة للدين اي الدين الاغلى والاعلى والاكمل تمسك به ما تتمسك بمجرد اسم الدين ما تتمسك بمجرد اول الدين تمسك بالدين على وجه العلو على وجه الكمال على وجه التمام ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. ثم قال جل وعلا في اية الروم فاقم وجهك للدين القيم من قبل ان يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون من كفر فعليه كفر ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات من فضله انه ولا يحب الكافر فاذا اسلمنا وجوهنا لله تبارك وتعالى اكرمنا سبحانه بالاجور الوفيرة والعطايا الجزيلة وابعد عن الوجوه الخوف والحزن فاي وجه هذا الوجه النقي؟ الراضي بالقضاء المستبشر بما عند الله الواثق بوعد الله. بلى من اسلم وجهه لله. وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اي اكرام اعظم من هذا من اسلم وجهه لله وهو محسن اذا انقياد تام على وجه الكمال لان معنى وهو محسن اي وهو يبحث عن الكمال اتباع التام فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم فيما يستقبلون في عالم البرزخ وفي عالم القيامة ثم المآل الى الجنة ولا هم يحزنون على ما تركوا وعلى ما فاتهم من امور الدنيا وتحقيق المناط في اه في البحث عن الكمال لا يمكن الا بترك الذنوب كلا حتى ما ربما يراه بعض الناس صغيرا من القيل والقال والغيبة والنميمة والله انه ان القلب ليحزن وان العين لتدمع ان نرى في مجالس طلاب العلم القيل والقال اكثر من البحث عن دقائق المسائل في الايات والاحاديث هذا من الامور العجيبة ربما تجلس في ديوانية يجلسون فيه الساعات تلو الساعات لا يبحثون عن مسألة علمية وانما قيل وقال وهذا خطر ايها الاخوة تحقيق الكمالات لمن يريد الانقياد التام والكمال في اكرام الوجه عليه ان يترك الذنوب كلا فان هذه الذنوب تكسب الوجه ظلمة في الدنيا وظلاما في الاخرة. والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اه تأملوا هذا الحال بسبب ماذا كأنما اغشيت وجوه قطع من الليل مظلمة بسبب ماذا؟ بسبب ما ذكر الله في اول الاية والذين كسبوا السيئات والذين كسبوا السيئات السادس عشر ايها الاخوة نكرم وجوهنا من الحزن على الاقدار بالرضا بما قدره العزيز الغفار هذه درجة راقية لا يصل اليها الا القلة من الناس. ولهذا لا تجد الحزن ممدوحا في الشرع ابدا بل جاء نفي الحزن في الشرع دوما اوجدوا لي اية يأمركم بالحزن والتعبد الى الله بالحزن لن تجد ولا حديثا بل الذي جاء نفي الحزن في الشر لان الله خلق الانسان ليسعد ولم يخلقه ليحزن ولهذا لم يجعل الحزن ولا جنسه عبادة يتقرب بها الانسان الى الله عز وجل فنكرم وجوهنا من الحزن على الاقدار بالرضا بما قدره العزيز الغفار وبذلك نسلم من الاعتراظ على العزيز القهار ونسلم من مسودات الوجوه الدنيوية. قال الله تعالى واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو ما الذي يستفيد هذا الرجل؟ يستفيد ظلام الوجه في الدنيا واسوداد الوجه في الدنيا ثم يعاقب على اعتراضه على الله يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون السابع عشر نكرم وجوهنا بالسرور بايات الله تبارك وتعالى المتلوة والمشاهدة نكرم وجوهنا بالفرح بالتالين للايات يجب علينا اذا رأينا انسان يقرأ ايات الله نفرح وان نسر ويجمع هذين الامرين قوله تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر معناه العكس يجب ان يكون عند المؤمنين. عند من يبحث عن اكرام الوجه يجب ان يرى العكس في وجهه. تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسقون بالذين يتلون عليهم اياتنا. قل افاؤنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير التاسع عشر ايها الاخوة نكرم وجوهنا بالبعد عن الحسد وعن الحقد وعن الغل وعن السيئات فانها مؤثرة على سواد الوجه في الدنيا قبل الاخرة ينبغي علينا اذا كنا نريد ان نكرم وجوهنا ان نبعد من قلوبنا الغل والحقد والحسد فبذلك نبعدها عن عبوسة وجوه الناس وقد ذكر الله تعالى قصة يوسف وكيف انهم حسدوا اخاهم يوسف وارادوا اخلاء وجه ابيهم لانفسهم فصار المطلوب عكس ما ارادوا صار المطلوب ايش؟ عكس ما ارادوا. قال قائلهم اقتلوا يوسف او اطرحه ارضا يخلو لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ذكر بعض المفسرين ان اباهم بعد هذه الحادثة ما كان يقبل على وجه احد منهم وجهه وانما يكلمه وهو معترض عنه عاملهم الله بنقيض قصدهم ولو ان الانسان ولو ان الانسان ابعد عن نفسه الحسد والحقد يجد البشاشة في الوجه ويجد ان الناس يحبونه اما حقود حسود غنون في قلبه هذا الناس يبغضونه في الدنيا. اذا رآه الناس تغيرت وجوههم عليه. فكيف يوم القيامة؟ ثم هو اذا رأى نعمة انعمها الله على عبد ها يتغير وجهه فيصاب بالمهانة في الوجه في الدنيا قبل القيامة عياذا بالله العشرون والحادي والعشرون ايها الاخوة آآ متعلقة بامور هي من باب الترغيب والترهيب. عدم استبعاد القيام. هذا امر مهم من يريد ان يكرم وجهه فعليه ان لا يستبعد القيامة خصوصا خصوصا قيامة نفسه وان يعلم ان قيامة نفسه اقرب اليه من شراك نعله فانه لا يعلم متى يموت هل يعيش الى الفجر؟ لا يعلم ولهذا فان عدم استبعاد القيامة سبب سبب من اسباب وظاءة الوجه واساءة الظن واستبعاد القيامة سبب من اسباب اساءة العمل ثم سبب من اسباب اساءة الوجه يوم القيامة. قال الله تعالى ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين قل انما العلم عند الله وانما انا نذير مبين. فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ولهذا يسأل ايان يوم القيامة لماذا يسأل؟ لانه مستبعد الامر فساء عمله عياذا بالله اما من لم يستبعد القيامة سواء القيامة الكبرى او القيامة الصغرى القيامة الكبرى من باب كل ما هو ات فهو قريب والقيام الصغرى لانه غيب لا يعلم متى يموت فعليه ان يكون مستعدا. الحادي والعشرون من اعظم الاكرام ان يعمل الانسان كأنه يموت غدا وهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمر قال اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح. وهكذا كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه. لانه وسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول له كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل فمن اعظم الاكرام ان الانسان يكرم نفسه بالعمل بالعبادة بالطاعة ويعلم ان العمل والعبادة والطاعة سبب النظارة في الدنيا وفي الاخرة تأملوا معي ايات القيامة وجوه يومئذ ناضرة بالضاد اخت الصاد من النظارة وهي الوظاءة والجمال والبهاء والجلال الى ربها ناظرة سبب النظرة لانها تنظر الى وجه الله. نسأل الله ان يرزقنا واياكم النظر الى وجهه الكريم والعكس الان ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة الان يرد سؤال ما سبب النظارة؟ وما سبب النظر الى الله؟ ما سبب وجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة. موجودة في الايات نفسها قال عز وجل والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق الان تأمل اسباب ما قد سبق. من النظارة او عكسها هذا مو تكرار اولى لك ان تصدق ها وان لا تكذب ثم اولى لك فاولى ان تصلي وان لا تتولى كل واحدة على واحدة هذه اسباب ينبغي ان نعمل لها حتى نكرم بنظارة الوجه يوم القيامة ما عند الله لا يطلب بالبطالة ما عند الله يطلب بالدعاء بالالحاح بالتوبة بالاوبة الاستغفار فهذه اسباب عظيمة ايها الاخوة ينبغي ان نلتفت اليها اقول ايها الاخوة ان الاعمال التي بها ينال الانسان رؤية ربه تبارك وتعالى هي كما في هذه السورة هذه الاعمال العظيمة وقد نبه على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم واعلموا انكم واعلموا انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر اذا هذا الان مسألة عقدية ترون الله عز وجل اذا كنت انت ممن تستيقن انك ترى الله كيف تريد ان ترى الله انتبه الان بوجه مشرق او بوجه عياذا بالله بوجه مكرم او بوجه عياذا بالله معان اطرح هذا السؤال على نفسك فبين النبي صلى الله عليه وسلم سببا من اسباب رؤية الله فقال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعل فدل على ان اعظم سبب من اسباب ادراك النظارة والنظر الى وجه الله انما هو المحافظة على الصلاة لا سيما صلاة الفجر والعصر ونختم هذه المحاضرة بقول الله عز وجل عمن اكرم وجوههم فقال تعرف في وجوههم نظرة النعيم تعرف في وجوههم نظرة النعيم الناس يقولون في الدنيا فلان شوف وجهه مهلهل اكيد مسوي جايه شي زين خبر طيب الله يقول عن اهل الجنة تعرف في وجوههم نظرة عيب يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون يقول صلى الله عليه وسلم ان اول زمرة يدخلون الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر. لا اله الا الله. شيء عجب والله ايها الاخوة. نسأل الله تبارك وتعالى ان يكرمنا واياكم وان يكرم وجوهنا في الدنيا والاخرة وان يبعدنا واياكم من المهانة والاهانة. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين