الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له من علينا بانزال الكتاب المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ما من به علينا وعليكم من الانشغال بالقرآن فان نرى لا سيما في هذه الازمنة المتأخرة انشغال الناس بالدنيا وانشغال الناس باللهو واللعب والقيل والقال فاذا رأيت ان الله عز وجل قد فظلك خصص وقتك للقرآن فاعلم ان هذا نوع اشتباه واصطفاء في الحديث الذي رواه البخاري وغيره ان عمر رضي الله عنه في اخر حجة حجها لما رجع قافلا وصل الى عسفان فادركه امير مكة يريد ان يتحدث معه في بعض الامور فقال له من وليت على مكة قال ابن ابزة وعمر رضي الله عنه يعرف اهل مكة بطنا بطنا فقال ومن ابن ابزى؟ ما عرف قال يا امير المؤمنين رجل من الموالي يعني ليس من حساب قريش ولا من انسابهم فقال عمر رضي الله عنه ويحك اتولي على قريش المولى قال يا امير المؤمنين انه حافظ لكتاب الله عالم بالفرائض فقال عمر رضي الله عنه حين اذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين ومن وضعه القرآن فلا رفعة له ومن اصعب واشق صور ان وضعهم القرآن الذين لا يعملون به يقرأونه ويتلونه ولا يجعلونه اماما يقتدى به ولا يجعلونه امامهم يهتدون بهداه فان من اعظم غايات انزال القرآن الكريم العمل به لا شك ان حفاظه هم سرج الامة وان حملته هم هداة الامة وان العاملين به هم ائمة الامة وقدوة الامة ولهذا ينبغي بعد ان من الله علينا وعليكم بالاهتمام بالقرآن ان نبذل قصارى جهدنا في العمل قد هتف العلم بالعمل فان اجابه والا ارتحل وانتم تعلمون ما قاله ابو عبد الرحمن السلمي وهو من كبار سادات التابعين ممن قرأ القرآن على امثال عثمان ابي وعلي وابن مسعود يقول رحمه الله كان الذين يقرؤوننا القرآن لا يتجاوزون عشر ايات حتى نحفظهن ونعمل بما فيهن وهذه فيها اشارة الى ان مجالس الحفظ ومجالس الفقه مختلفة عن مجالس العرض فما قمتم به انما هو من مجالس العرظ وينبغي للانسان ان يكون له مجلس عرض وتلاوة للقرآن الكريم كما كان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه فله مجلس عرض يختم القرآن كل يوم وليلة وهذا جاء في الصحيحين قال لقيني النبي صلى الله عليه وسلم او قال في بعض طرقات المدينة فقال يا عبد الله ما خبر بلغني عنك بلغني انك تصوم النهار وتقيم الليل وتختم القرآن في كل يوم وليلة فما انكر عبد الله شيئا من هذا وكان عمره قد جاوز الحادية عشرة فقط وهو متزوج ايضا فلم ينشغل بزوجته ولم ينشغل للدنيا الفانية وانما كان انشغاله او عظم انشغاله بالعلم فقال عبدالله نعم يا رسول الله هو ما بلغك يعني الخبر اللي وصلك صحيح اني اختم القرآن في يوم وليلة قال فلا تفعل اختم القرآن في شهر وهذا اوسع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في ختم القرآن وروي في المسند انه قال اختم القرآن في اربعين يوم لكن الاثبت هو ختم القرآن في شهر فقال عبد الله لكني شاب فتي اطيق اكثر من ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فاختم القرآن في خمسة عشر يوما يعني كل يوم يقرأ جزئين فقال اني شاب فتي اطيق اكثر من ذلك فقال فاختم القرآن في سبعة ايام ومعلوم ان ختم القرآن في سبعة ايام عادة مطردة بين عامة الصحابة القراء اهل القرآن من اين علمنا ان ختم القرآن في سبعة ايام هي عادة مطردة لعامة الصحابة رضوان الله عليهم مما رواه الامام احمد وغيره وصححه الحافظ ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره قال كان النبي عليه الصلاة والسلام يأتينا بعد صلاة العشاء فيقوم يعلمنا وهذا في عام الوفود يعني سنة تسع من الهجرة قبل ان يموت عليه الصلاة والسلام باشهر قال فتأخر ليلة ونحن ننتظره قال فلما جاء قلنا له يا رسول الله قد تأخرت علينا وانا ننتظرك قال ان وفد بني فلان جاءوني فاشغلوني عن وردي فما احببت ان اتيكم الا وقد قرأت حزبي من القرآن الا وقد قرأت حزبي من القرآن يقول الراوي فعلمت ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لهم حزب فلما اصبحنا سألناهم كيف تحزبون القرآن سألناهم ظمير الجمع فمعناه ان السؤال الجمعي وقع من الجمع وهذا دليل الاضطرار قالوا كنا قال سألناهم كيف تحزبون القرآن؟ قالوا نحزبه ثلاثا فسبعا فتسعا فاحدى عشرة فثلاث عشرة المفصل يعني في سبعة ايام يختمون القرآن وعبدالله بن عمرو لم يرضى حزبي او بايه؟ تقسيمي او بوردي عامة الصحابة فطلب من النبي عليه الصلاة والسلام امرا خاصا فاذن له في ان يختم القرآن كل ثلاثة ايام بلياليها ثم قال له ومن ختم القرآن في اقل من ليلة لم يفقهوا او في اقل من يوم وليلة لم يفقهوا فصار عادة عبد الله ابن عمر حتى توفاه الله وقد جاوز السبعين كان يختم القرآن في كل ثلاثة ايام بلياليها لكن هذا لا يعني ان الانسان لا يختم القرآن ايوب او في ليلة لا سيما مع ما جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث حذيفة حديث ابن مسعود قام ليلة يصلي افتتح بالبقرة ثم ال عمران ثم النساء تأمل معي اذا كان في ركعة واحدة قد ختم الحزب الاول من الحزب السبعي بمعنى هذا انه لو شاء ان يستمر لاستطاع ان يختم القرآن في ست ركعات ولا لا؟ يبقى السابعة يجعله لورده ومن هنا ندرك ونفهم معنى قول بعض الرواة ان عثمان رضي الله عنه كان يختم القرآن في ركعة اي من باب الشرد ومما يدل على هذا انه عليه الصلاة والسلام قد ثبت عنه القراءة باكثر من نصف القرآن باكثر من جبينة وبردين من اوراده عليه الصلاة والسلام في ركعتين وهذا يجعلنا ندرك انه كان له تلاوة خاصة احيانا واذا تأملنا بتلاوات الخاصة وفي الورد الخاص او الورد العام ندرك ان المغزى والمقصد الاعظم من ذلك ما هو هو العرض والتلاوة يحصل عرظ وحفظ للقرآن وتلاوة وتدبر للقرآن والكتاب الوحيد الذي مجرد تلاوته وان لم تفهم معناه فيه اجر هو القرآن الكريم الا ترى ان الاعجمي الذي لا يفهم شيئا من العربية حينما يختم القرآن يعطيه الله جل وعلا اجرا بناء على ما جاء في حديثي عبدالله بن مسعود عند الترمذي وغيره محسنة قال من قال الف لام ميم من قرأ حرفا من كتاب الله فله عشر حسنات لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف وهذا يؤكد لنا لمجرد التلاوة وان كانت ليست للتدبر ولا بالتفكر مجرد التلاوة فيها اجر عظيم كيف لا والانسان يريد من وراء ذلك تذليلا لسهم يريد من وراء ذلك تذكير ما قد انسيه من القرآن يريد من وراء ذلك ان يمسك ما قد حفظ فان القرآن اشد تفلتا من الابل في عقولها وانتم اذ وفقكم الله جل وعلا واسأل الله ان يثبتنا واياكم وفقكم الله لاقامة هذه الدورة القرآنية في شهر القرآن في شهر القراء. اسأل الله ان تكونوا من شهر من اهل القراء ومن القراء تعلمون ان شهر شعبان هو شهر القراء كما سماه بعض السلف وهو شهر النبي عليه الصلاة والسلام كما قاله بعض العلماء لما كان يخصص فيه من الصوم وتلاوة القرآن هذا من خصائص شهر شعبان والحكمة في تخصيص شهر شعبان بالصوم وبتلاوة القرآن يرجع الى امرين احدهما راجع الى مال شعبان من الخصائص والثاني راجع لانه تقدمة ومقدمة لرمضان فاما الاول فقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه ان انه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة صومه في شعبان فقال هذا شهر ترفع الاعمال فيه فاحب ان يرفع عملي وانا صائم فهذا راجع الى فظل شهر شعبان وفيه بيان ان اعمال السنة من سنة الى سنة ترفع جملة في شهر شعبان كما ان اعمال السنة تنزل جملة في ليلة القدر من الشمال الى الارض فالرفع اولا ثم الانزال ثانيا ويكونان في شهرين متواليين او متتاليين والحكمة الثانية انه عليه الصلاة والسلام قال ان شهر شعبان شهر بين رجب ورمضان يغفل فيه كثير من الناس والاهتمام بالعبادات في الغفلات من اكثر ما يرفع الدرجات الاهتمام بالعبادات في وقت الغفلات في اماكن الغفلات وفي ازمان الغفلات من اعظم ما يرفع الدرجات عند رب البريات سبحانه وتعالى واذا كان الناس في ايام العطل هذه وغيرها منشغلون بدنياهم ولهوهم ولعبهم وانتم انشغلتم بالقرآن فهذه والله ميزة ما يلحقكم بها الا من شارككم بمثلها ومما يدل على ان العبادة والطاعة في الغفلات شأنها عظيم اضافة الى هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة الي لو تذكرنا لماذا كانت العبادة في الهرج وقت القتل وكثرة القتال كعبادة كهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم لا نجد سببا الا ان الناس في وقت القتل والقتال ينشغلون بالسلاح وبانفسهم وبحماية اموالهم وبدراية اعراضهم وب التحزبات والتفرقات وب مع من؟ فلان مع من؟ وفلان مع من؟ والقيل والقال وهذا الرجل اشتغل بالعبادة فادرك في وقت الغفلة ما لم يدركه غيره هذا الامر الثاني الراجع الى فضل شعبان ان الناس يغفلون في فانتم ولله الحمد والمنة لم تغفلوا بل جعلتم الوقت الذي كان فراغا في طاعة وعبادة عظيمة الا وهي عبادة تلاوة القرآن وختمه وعرضه الامر الثاني وهو راجع الى ان شعبان توطئة لرمضان ومن استطاع ان يصوم فان ذلك دربة له على الصوم في رمظان بحيث يصبح الصوم في رمظان عادة له وقد جاء رجل الى ابي هريرة رضي الله عنه قال يا ابا هريرة اني خرجت وانا صائم فلقيت اناسا يأكلون التمر فاكلت معه ثم خرجت من عندهم فرجعت الى فلان وجدت يتغدى فتغديت معهم ثم اتيت العشي يعني بعد العصر الى اقوام يشربون اللبن فشربت معه فقال له في الاول اتم صومك قاله في الثانية يتم صومك وقاله في الثالث يا اخي انك رجل لم تعود الصيام فاذا من معاني كون الانسان يصوم في شعبان حتى يتعود الصوم في رمضان بعد ذلك. وهكذا ختم القرآن في شهر شعبان لمعان جليلة منها اذا ما جاء رمظان وجعلكم الله ائمة تصلون بالناس لاسيما مع هذه الاصوات الندية التي اسأل الله ان يحفظها ويبارك فيها تكونون بذلك مؤهلين ان شاء الله جل وعلا وان لم تكونوا ائمة فانتم قد تأهلتم في المراجعة والحفظ فتستطيعون ان تردوا على من يريد ختم القرآن فتصلون خلفه وتصححون تلاوته فهذه النية ايضا مقصودة ونية عظيمة وان لم يكن لا هذا ولا ذاك فيكفي ان يدخل الانسان ويكون من اهل القراءة في هذا الشهر اسأل الله الكريم رب العرش العظيم كما بلغنا واياكم شعبان ان يبلغنا واياكم رمضان ونحن في صحة وعافية وايمان اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا ونحن في عافية وصحة وايمان وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين. الحمد لله رب العالمين. جزى الله الشيف الفاضل والمربي فضيلة الشيخ الدكتور محمد هشام ظاهري حفظه الله تعالى على ما قدم وافاد واجاد ومن كان عنده بعض الاسئلة يا شيخ يتفضل من خمس دقايق بدي بسؤال بعض الاخوة شيخ قد يستصعب قضية سرد القرآن وحفظ القرآن وغيره وربما ينظر بنفسه بنظرة النقص والسلبية وغيره ربما يرى ذلك من بني جنسه ومن عمره ومن غيره قد ختم القرآن وحفظ القرآن وما هي النصيحة شيخ لرفع الهمة في القرآن اولا لابد ان الانسان يدرك ان الله جل وعلا خلق الانسان واعطاه ذهنا وعقلا لو اراد ان يحفظ هذه الكتب كلها لاستطاع هذه العضلة وهي عضلة العقل هي مثل اي عضلة مثل عضلة الجري مثل عضلة الاكل ليش الانسان ياكل وياكل وياكل وما يتعب يقولون ان المعدة خلقها الله بطريقة ما تتعب. هذه صحيحة لكن في سبب اخر هو ان الانسان من يوم ما يولد واهله يدربونه على الاكل اكل اكل اكل خلاص فالانسان ينبغي عليه ان يدرك انه اعظم ما يحتاج اليه الهمة اذا قدر فلان استطاع فلان فما الذي يجعلني انا لا اقدر؟ نعم قد لا تقدر من اول وهلة ان تسابق السباقين وتفوز على الخيالة في مرابظ السباق في مظامير السباق هذا امر معلوم لكن ما المانع في ان تحاول ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام ضرب مثلا لهذا فقال عليه الصلاة والسلام الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والماهر تشبيهه في امور الدنيا كالخير والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع في هذا مثل اللي يركب اول مرة الخيل يقوم ويطيح يسابق ويطيح والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه فله اجران اذا لابد للانسان ان يتعلم الصبر والعلم بالتعلم كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال العلم بالتعلم والحلم بالتحلم وربنا جل وعلا يقول اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيء ما يكون كاع عنده علم يعني ما يسميه بعظ الناس العلم اللي دني هذا غير صحيح العلم اللي دني هذا يكون فقط للانبياء وحيا يحيي الله عز وجل اليهم ويفهمهم ويعلمهم اما ان يكون بشر اخر غيرهم عنده علم لدني ما يحتاج ان يتعلم هذا غير صحيح فكل انسان لا بد له ان يتعلم ويجتهد فنصيحتي لهم ان لا ينظر الى اه ضعفهم وعجزهم وان ينظروا الى كرم الله سبحانه وتعالى وان ينظروا الى عظيم رحمته بعباده فهو يقدر فهو يقدر العبد على ما يشاء ويقدر العبد على ما يشاء سبحانه وتعالى ومن اكثر من من ذكر لا حول ولا قوة الا بالله يوشك ان يجد همة تهد الجبال. نعم ناس طيبين ما عندهم اشهد ان لا اله الا انت