فيها الاشارة الى ان من الاحسان في استقبال رمظان ما ينبغي ان نكون عليه من الاحسان الجمعي والاجتماعي. فليس ليس لاحد ان يصوم مفرده ولا ان يسبق رمضان عن الناس الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فهذه الكلمة التي هي بعنوان الاحسان في استقبال رمظان يجعلنا نتساءل فيما بيننا كيف نحسن استقبال رمضان مع الاسف الشديد نرى من بعض المنتسبين الى الاسلام يظنون ان استقبال رمظان انما يكون بتزيين البيوت وتجميل الشوارع ووضع الشموع ورفع الشعارات ولم ينتبهوا ان هذا من تقليد اهل الكتاب فانا لم نؤمر شرعا ولم يأتي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم شيء من هذا القبيل في استقبال رمضان لكنا ان اردنا ان نكون من اهل الاحسان في استقبال رمضان فعلينا ان نلتفت الى الامور الشرعية المطلوبة منا قبل رمضان فمن الاحسان في استقبال رمضان تعلم العلم المتعلق بشهر رمضان سواء كان هذا العلم واجبا وفرضا عينيا على كل صائم من مثل معرفة اركان الصيام وشروط الصيام وواجبات الصيام او كان من المندوبات لان فقه الوقت المتعين لازم على كل احد فلا يعذر الانسان بجهل فقه الوقت فلو جاء انسان في شهر رمضان واكل وشرب وقال ما كنت اعلم ان شرب الدخان ليس من المفطرات فهذا ليس بنافعه عند الله عز وجل لانه لم يحسن اذ اهمل تعلم العلم الشرعي فمن اعظم الاحسان في استقبال رمظان ان نتعلم فقه الوقت ان نتعلم الاحكام المتعلقة بشهر رمضان من حيث العموم وبالصيام والقيام والقرآن من حيث الخصوص و النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لمعاذ بن جبل انك تأتي قوما من اهل الكتاب فذكر له الترتيب الواجب في التعليم ثم قال فان هم اجابوك لذلك تعليمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فان هم اجابوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فدلنا قوله فاعلمهم على وجوب التعلم ولا ننسى ان من اعظم ما يقرب الى الرحمن هو طرق الابواب العلمية الشرعية الموصلة الى رضاه جل في علاه ومن هذه الابواب ابواب الصيام وابواب الاعتكاف وابواب صلاة القيام ونحو ذلك فهذا اول درجات الاحسان في استقبال رمضان وربنا جل وعلا في ايات الصيام قال سبحانه وتعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وليس الهدى في الاية مكررا المعنى كما يظنه من ينظر الى المبنى فان الهدى في الموضع الاول بداية عمله والهدى في الموضع الثاني هداية علم وانما قدم العمل لانه الغاية واخر العلم لانه وسيلة وهذه الاية ايضا ويظن ان ذلك سبقا بل انما نصوم معا ونفطر معا ولهذا جاء في الحديث قوله صلى الله عليه واله وسلم صوموا لرؤيته. وافطروا لرؤيته فالمقصود الذي ينبغي ان ننتبه اليه ان من مقاصد تشريع الصوم اظهار الصورة الجمعية الاجتماعية وهذا يجعلنا ان نتهيأ فنحسن ما يتعلق بالامور الاجتماعية وقد حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الى بعض الصور الدالة على الاحسان الاجتماعي في شهر رمضان فقال عليه الصلاة والسلام من فطر صائما كان له كاجره غير انه لا ينقص من اجره شيء وهنا من الاحسان في استقبال رمظان ان نتفقد من حولنا من ذوينا واقاربنا وان نتفقد المحتاجين من المسلمين فلا نحوجهم في شهر رمضان بل نطعمهم ونخرج لهم زكاة اموالنا وصدقاتنا ونطعم فان في ذلك احسانا عظيما فينبغي ان نقتدي بسلفنا الصالح الذين كانوا يخرجون زكاة اموالهم في شهر شعبان حتى يكون لدى الفقير والمسكين ما يتقوم به في شهر رمضان ومن الاحسان في استقبال رمضان الاحسان الاسري وهو ان نهيئ اسرنا وان نجلس معهم ونتذاكر معهم ونتدارس معهم في كيفية استقبال رمضان لا ان يكون شغلنا الشاغل هو كيفية الاكلات وتنويع المطعومات فوالله ليس هذا الشهر شهر الاكل كما يريد ان يصوره التجار لنا فتجدهم يعملون عروضات وكأن الشهر شهر اكل شهر بطن لا ان هذه ان هذا الشهر شهر اللقيمات التي يقمن صلبك ما هو لقيمات القاضي ولا لقيمات الاكل ينبغي علينا ان نتجانس مع اهلنا في الاسرة وان نوزع الادوار بحيث لا يكون نصيب زوجتك وبناتك الدخول في المطبخ والجلوس في المطبخ والانشغال بالمطبخ اي نعم هي لها اجر اه كل من يطعم من يطعم من طعامها لا شك ولا ريب لكن ينبغي ان نعلم ان شهر رمضان كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فليفطر على تمرات ما قال على تمر هو عليه الصلاة والسلام فصيح يستطيع ان يقول فليفطر على تمر قال تمرات فان لم يجد ما قال على ماء قال على حسوات من ماء بعض الناس لا يتهيأ ولا يهيئ نفسه هذا التهيؤ المطلوب لرمضان بل بالعكس يظن ان رمظان شهر الاكل مشفوع كأنه ما شاف الخير الا في رمظان بل في غير رمظان اذا جا وقت الغدا ما عنده من الاكل الا عيش ومرق وخلاص ليش طيب اذا جاء وقت رمضان لازم عشرين نوع ليش هذا من تلبيسات ابليس ليشغلنا عن ماذا؟ ليشغلنا باعداد هذه الاشياء والاشراف في هذه الاشياء عن التصدق للفقراء وبالاشتغال باعداد هذه الاشياء عن تلاوة القرآن وعن الذكر وعن الدعاء وبالاكل الكثير حتى نصاب بالتخمة ثم يأتي احدهم ليصلي التراويح بل يصلي المغرب واذا يتارع وكأنه اكل الدنيا كلها لا يستطيع القيام واني قام فهو يفكر متى يخلص الامام ما يفكر كيف يطول الايمان احدنا يسأل نفسه سؤالا لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. لماذا الصوم يقطع الشهوة لانهم يصومون ثم اذا افطروا يفطرون فطرا قليلا يقيم صلبه بحيث لا يهلك ولا يتلف ولا يمرض ما هو مثل حالنا بعظ الناس يجي اليوم يقول والله يا شيخ انا اذا صمت الشهوة تزيد طبعا انت اذا صمت الشهوة تزيد لانك اذا افطرت تدب دم ما هي الصحة من الاحسان في استقبال رمضان ان ننتبه الى ان نقلل قدر الامكان الذهاب الى الاسواق والمتاجر والتبظع لا نضيع الاوقات والله ان شهر رمضان اوقات شهر رمضان من انفس الاوقات لكن اذا لم يكن الانسان مهيئا نفسه مقدرا شرف هذا الظرف شرف هذا الوقت فتجد ان هذه الساعات تضيع عليه آآ هباء منثورا بالواتسابات بالتويترات بفتح كذا وبفتح كذا والذهاب الى كذا لا من الاحسان في استقبال رمضان ان تجعل على نفسك عهدا ان هذا الذي يسمونه وسائل التواصل وانا اسميه وسائل الله ووسائل الانقطاع ووسائل الانشغال عليك ان تحدد له وقتا فتفتحه ولا تكثر منه تجعل له وقتا معينا ما عدا ذلك فوقتك اما لنوم تقوم بعده بنشاط لطاعة او في تلاوة او في ذكر او في دعاء او في مجلس تفسير او في مجلس علم اي نفسك واولادك هذه التهيئة العظيمة اهل الفن والعفن يهيئون انفسهم في رمضان شياطين الانس والجن قبل رمضان الشياطين تؤزهم ازا كيف يشغلون المسلمين في رمضان بما يسمونه زورا وبهتانا مسلسلات رمضان ما يستحون من الله صدق من قال ان صفيع الوجه صفيق الوجه يقول اشياء يستحي منه صغار الناس وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت كان المنبغى على كل مسلم ومسلمة ان يهيأ نفسه وغيره في رمظان شهر شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن شهر الدعاء شهر الذكر شهر الشكر شهر العبادة شهر الطاعة شهر الصلاة شهر القيام مدرسة عظيمة انا بسألكم سؤال تعرفون كلنا نعرف ان فيه مدارس عندنا الصبح ليش ما يخلون عيالنا يدخلون التليفونات معهم المدارس ليش ما يخلون المسلسلات في المدارس ترى رمظان مدرسة مدرسة ايمانية فكيف تشغل نفسك بالهواتف وتشغل نفسك بالمسلسلات وتشغل نفسك بهذه الترهات؟ كيف اذا دخل احدنا في مدرسة تدريبية عسكرية مثلا قبل لا يدخل المدرسة ياخذون منه التليفون ويحطونه عند الباب احيانا يجلس اسبوع بدون هاتف مدرسة تدريبية طيب ونحن لابد ان نهيئ انفسنا نهيئ انفسنا واولادنا نجلس معهم نبين لهم نعلمهم نقنعهم ان هذا الشهر شهر عظيم لا يمكن ان يفوته الانسان الا مغبون الا مخدوع الا رجل لم يعرف قدر الوقت ونعمتان مغبون فيهما كثير من الناس. الصحة والفراغ فوالله نحن اليوم في صح وفي فراغ لكن يأبى شياطين الانس والجن الا ان يضيعوا صحتنا فيما يظرنا. ويأبون الا ان يضيعوا اوقات فراغنا فيما يشغلنا عن ربنا جل وعلا فمن الاحسان في استقبال شهر رمضان الاستقبال الاسري هيئ نفسك واسرتك باستقبال رمضان اذا كان عندك مفسديون اغلقه تماما لا تشغله الا عند الحاجة كسماع الاذان او لقراءة القرآن ونحو ذلك وانت قدوة في البيت شئت ما بيت فهم ينظرون اليك ما يصلح تقول لعيالك يا عيالي خلوا التليفونات لا تشغلون الا في وقت معين. وانت اول ما تدخل معاهم تجلس امامك سلام عليكم شلونكم تطلع التليفون وش سويت ابو زيد كانك ما غزيت ما استفادوا شي ترى الناس ما يقبلون الكلام يقبلون الانفعال ينبغي عليك ان تنظر الى نفسك كيف تهيأ احسن فان الله جل وعلا يقول واحسنوا ان الله يحب المحسنين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ان الله كتب الاحسان في كل شيء فاحسن في كل شيء ومن الاحسان في استقبال رمضان ان تحرص من الان على امرين عظيمين احدهما الاخلاص ربي نفسك هيا نفسك كيف تزيد في الاخلاص في رمظان وتأمل ان آآ رمضان مدرسة لتعلم الاخلاص وانت بمفردك ترى الاكل والشرب لا تأكل ولا تشرب ليش؟ لانك صايم لله الصوم لي وانا اجزي به. ولهذا قال بعض العلماء لا يتصور الرياء في الصوم ليش ما يتصور الرياء في الصوم الفرض يعني ما تبي تصوم لله؟ تقدر تدخل اي مكان وتاكل وتشرب ما حد يراك الا الله عز وجل فلما لا تأكل ولا تشرب فانت اذا مخلص لله جل وعلا الامر الثاني احرص كل الحرص ان تجعل صومك كصوم النبي صلى الله عليه وسلم اقتدي به وهذا هو معنى اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. تخلص لله في العبادة وتقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعة وبذلك انت تكون محسنا اسأل كيف كان عليه الصلاة والسلام يصوم اما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه انت تصوم وتسب تصوم وتشتم تصوم وتغتاب تصوم وتنم ما صمت اتيت بالصيام ما اتيت بالصوم واللي فيه الاجر الصوم الصيام يسقط عنك الفرض ان الصوم يوجب لك ماذا باب الريان انتبه يا عبد الله لابد ان ندرك ان من اعظم الاحسان ان نهيئ انفسنا في فهم معاني الصوم ما هو المقصود انك تغلق فمك عن الاكل والشرب فقط لا المقصود اكبر من هذا ان تتعلم ان المباح في غير رمظان من المطعوم والمشروب اصبح حراما عليك فكيف بالحرام ذاته؟ فكيف بالحرام نفسي فكيف بالمحرمات الامر عظيم يا اخوة الامر عظيم ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة وذكر من صيامها ومن قيامها الشيء الكثير لكن قيل غير انها تؤذي جيرانها قال عليه الصلاة والسلام هي في النار طيب وين الصوم الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما. وينه ما نفع لماذا؟ لان الصوم كان صوما للجوف لم يكن صوما للقلب لم يكن صوما للبصيرة لم يكن صوما للعقل لم يكن صوما للعين لم يكن صوما سمعي لم يكن صوما للسان رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه الا السهر ومن هنا كانت عائشة رضي الله عنها وغيرها تقول يا حبذا نوم الاكياس نومهم عبادة وفطرهم عبادة تأمل انسان في غير رمظان ما هو صايم اجره اعظم من الصايم في غير رمظان ليش لانه اذا استغظب امسك نفسه اذا استجهل حلو ولم يسفح يمسك لسانه يمسك عينه وصل الى المعاني العظيمة التي هي لاجلها شرع الله الصوم بخلاف الثاني يصوم ويسب يصوم ويغضب ما ما هذا بالصائم؟ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فان سابه احد او شتمه صعب واحد يسبك ويشتمك تتعلم ان الصيام يخليك تمسك نفسك. ما ترد السيئة بالسيئة ليش لانك في وقت في ظرف في حال لا يجعلك لا يؤهلك يمنعك يحجبك من ان ترد السيئة بالسيئة ترد السيئة اما بالحسنة واما بالسكوت. فقال عليه الصلاة والسلام فان سابه احد او شتمه فليقل اني صائم فليقل اني صائم ومن اعظم الاحسان في استقبال رمضان ان تقطع على نفسك عهدا بينك وبين الله ووعدا بينك وبين الله على ترك المنكرات ترك الذنوب وان تنظر الى نفسك تحاججها تخاطبها ايا نفس قد تركت المطعوم والمشروب وهو محبوب الى نفسك والى جوفك قد تركت شهوتك المباحة في النهار لاجل الله عز وجل اما ان لك ان تتوبي يا نفس فتتركي المحرمات نعاهد انفسنا على التوبة لا سيما من كبائر الذنوب فان كبائر الذنوب بحاجة الى توبة صادقة واذا اظهرت التوبة الصادقة فابشر بالخير والله يوفقك الله في صومك بخلاف من يصوم وهو مصر على المعصية ما يعرف قدر الصيام بخلاف من يصوم وهو مبيت النية انه اذا انتهى شهر رمظان يعود على ما كان عليه من السيئات والفجور عياذا بالله تبارك تعال هذا الشهر الكريم قادم ان شاء الله. نسأل الله ان يبلغنا واياكم رمظان ونحن في صحة وعافية وايمان فلينظر احدنا كيف يستقبله الضيف الكريم بالله عليك لو قيل لك ان فلان من وجهاء قومك يقدم عليك كيف تستقبله باحلى لسان واجمل حال واطيب ما يكون في المجالس تظهر له المحاسن تخفي عنه المساوي ونحن كذلك ينبغي علينا ان نراجع انفسنا كيف نستقبل الشهر العظيم الذي هو شهر القرآن شهر الصيام هذا الشهر الذي فيه ليلة القدر ليلة خير من الف شهر فان قال قائل فان ذنوبي قد اثقلتني نقول اياك اياك والتمسك بما ليس بممسكه فان الذنوب قد غفرت وقد جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره وهو حديث حسن ان شاء الله ان الله اطلع ليلة النصف من شعبان على اهل الارض فغفر لكل من عليها الا لمشرك او مشاحن. ابتداء كرما منه جل في علاه بدون ان يكون منك اي شيء مكرمة الهية مكر ما ربانية فانت الان استقبل عملك استقبل عملك الان صحيفتك بيضاء فاستقبل عملك وانظر ماذا تضع في صحيفتك سوادا في سواد فتلقاه يوم القيامة بياضا في بياض فتراه يوم القيامة وتفرح وتقول هاءم اقرؤوا كتابي نسأل الله الكريم ان يرزقنا واياكم الطاعة وان يعيننا واياكم على انفسنا وان يبلغنا رمظان ونحن في صحة وعافية وايمان. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين