الحب والنوى يقول يا ربي انبت لي الزرع وادر لي الضرع وذلك لانه ما من عمل دنيوي يعمله الانسان الا وهو متعلق بعدة امور لا تقل عن اربعة العبد يعمل منها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فأرحب اولا بطالبات كلية الشريعة في جمعية الشريعة. اسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقكن لكل خير وللعلم النافع والعمل الصالح واوصي نفسي واياكن من بادئ ذي بدر باهمية الاخلاص في طلب العلم فان الخلاص في الاخلاص وان الوصول الى العلم من اعظم سلالمه الاخلاص لله تبارك وتعالى وبقدر ما يخلص العبد في طلبه للعلم بقدر ذلك يدرك العلم فنصف العلم الاخلاص والنصف الاخر العمل وهذه المحاضرة التي هي بعنوان التوكل على الله الوكيل سبحانه وتعالى التوكل على الله عز وجل الذي من اسمائه سبحانه الوكيل من العبادات القلبية العظيمة التي لها مكانة رفيعة عند الله تبارك وتعالى بل ان كثيرا من الناس لا سيما العباد والزهاد طلاب العلم يتمايزون في درجات العبودية بسبب تعلق القلوب برب البرية جل وعلا فمن اعظم اسباب الرفعة التوكل على الله جل وعلا الوكيل اولا نريد ان نفهم ما معنى التوكل على الله عز وجل ثانيا ما معنى اسم الله عز وجل الوكيل والربط بين التوكل وبين اسم الله عز وجل الوكيل. فهذه ثلاثة عناصر اتحدث عنها ولو بشيء من الايجاز اما معنى التوكل عند اهل السنة والجماعة فهو بذل الوسع والطاقة من الاسباب المباحة وتعلق القلب بخالق الاسباب جل في علاه بذل الوسع والطاقة من المباحات وتعلق القلب بالله جل وعلا وهذا التوكل هو لا شك باصله القلب عبادة هذه العبادة تكون في الامور الدنيوية المباحة وتكون في الامور الدينية المشروعة فاذا اراد العبد سعة الرزق فانه يبذل الاسباب المباحة المتاحة وقلبه معلق بالله جل وعلا الرزاق فهو كالزارع يعمل العمل فيأخذ البذرة ويبثها بالارض وقلبه على خالق واحدا من هذه الثلاث وهو مباشرة الاسباب واما ايجاد ذلكم العمل خلق ذلكم العمل فهو فعل الرب تبارك وتعالى البركة في ذلك العمل هو فعل الرب جل في علاه ومن هنا نرى في واقع دنيا الناس في امورهم الدنيوية ان هذا زرع وهذا زرع وهما متجاوران ويسقى زرعهما من ماء واحد لكن زرعهما ليس بصنواني يسقى من ماء واحد وفي تربة متجاورة هذه الارض طيبة السمر مباركة الزرع وتلك مجذبة لا روح فيها ولا حياة فنعلم انهما ما قصرا في فعل الاسباب اذا نظرنا الى فعل الاسباب نجد ان هذا باشر وهذا باشر لكن الفرق ان الاول كان قلبه معلقا بالله جل وعلا والثاني كان قلبه معلقا بالاسباب ومثال ذلك ما نقرأه في سورة الكهف في كل يوم جمعة لقوله جل وعلا واضرب لهم مثل الرجلين واضرب لهما مثل رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من عناب وحففناهما بنخل واجعلنا بينهما زرعا فهذا الرجل قد بذل اسباب الزرع كله لكن فقد التوكل على خالق الاسباب ودخل جنته وهو ظالم لنفسه ووجه كونه ظالما لنفسه انه نسب الحرث والزرع وجمالهما وحسنهما الى نفسه ونسي رب العالمين جل في علاه بينما الثاني بذل تلكم الاسباب نفسها او دونها وكانت ارضه بعيدة نوعا ما عن الماء لكنه بذل ما يقدر عليه فأهلك الله زرع الاول وابقى زرع الثاني لتوكله على الله جل في علاه وندرك من هذا المثل الدنيوي ان التوكل على الله جل وعلا حقيقته بذل الوسع والطاقة المباحة في الامور الدنيوية وتعلق القلب بخالق الاسباب سبحانه وتعالى ولنضرب مثلا اخر لهذا التوكل في العبادة يقوم رجل او تقوم امرأة من اخر الليل وتتخذ الاسباب من منبه وغير ذلك فتقوموا وتتوظأوا وتصلي تعبدا لله تبارك وتعالى وقلبها معلق بالله جل في علاه ونجد انها قامت مع قلة نومها وصلت واوترت حتى اذن المؤذن للفجر وهي تستغفر ثم صلت الفجر والثاني قامت واتخذت الاسباب ووضعت المنبه ونامت مبكرة لكن قلبها كانت معلقة لكن قلبها كان معلقا بالمنبه قلبها كان معلقا بنفسها بصدرها اعجاب وزهو في كونها ستقوم فلم تقم لماذا لم تقم وهي قد اتخذت الاسباب لان قلبها لم تكن معلقا لان قلبها لم يكن معلقا بخالق الاسباب جل في علاه ولهذا ما حرم عبد خيرا من الطاعات والعبادات الا بسبب تعلق القلب بالاسباب ويجاب النفس اعجاب المرء بنفسه ودخول العجب عليه في قلبه فيقع منه ما يقع ولهذا اراد اذا اراد الانسان ان يكون متوكلا على الله جل وعلا فليبذل الاسباب الشرعية يبذل الاسباب الكونية المباحة ويعلق قلبه بخالق الاسباب جل وعلا اذا اراد العبد من يعلم ان الاسباب ما هي الا اسباب شبابية عقلية حسية مشاهدة بالنسبة لنا ولافعالنا جعلها الله سننا في الكون لكنها ليست متعلقة بفعل الرب جل في علاه فلنتذكر بكل امر اول خلق الله عز وجل فيه كيف كان بلا سبب ثم يتذكر قدرة الله وقوته وعظمته قد خلق عيسى بلا اب وخلق ادم بلا اب ولا ام وخلق حواء بلا ام ويخلق ما لا تعلمون فالله جل وعلا لا تجري عليه السنن الكونية ولو شاء ان يفعل ما يشاء فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون الملك ملكه والسلطان سلطانه والقهر قهره والعظمة عظمته والامر امره فمن الذي يرده او يعقب امره. من لا احد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولهذا جاء في كتاب الله جل وعلا في مواضع كثيرة باكثر من اربع عشرة مرة اسم الله عز وجل الوكيل وننتقل الان الى معنى اسم الله الوكيل الوكيل بالصيغة الصرفية فعيل وفعيل من معاني المبالغة في اللغة العربية من صيغ المبالغة كفعلان وفعيل ونحوهما ولم يأتي اسم المتوكل كلوا عليه او المتوكل وانما جاء اسم الوكيل بعيد ومعنى وكيل فعيل في القاعدة المعاني ان الله جل وعلا اذا ترك اسم الفاعل فلم يتسمى به وتسمى بصيغة المبالغة مثل الرحيم فلا نقول ان من اسماء الله الراحم وان كان الرحيم يدل على ذلكم المعنى لكن نقول الله الرحيم ورحيم صيغة مبالغة دالة على اسم الفاعل الراحل فلما نقول الوكيل صيغة مبالغة من وكلت امري اليه واكل امري له والناس يقولون في دنياهم فلان وكيل فلان سواء عند القضاة او النيابة او غيرهم او حتى في المؤسسات الرسمية يقولون فلان وكيل عن فلان اي بمعنى يقوم بامره ويقوم على امره ويقوم لاصلاح حاله فالله جل وعلا الوكيل بمعنى انه سبحانه وتعالى ولي المؤمنين وانه جل وعلا هو القائم على ارزاق العباد فهو وكيلهم وبمعنى انه جل وعلا هو سبحانه وتعالى الذي يتكفل بارزاق العباد ويقوم على مصالحهم فالعبد نظره محدود وسمعه محدود وعقله محدود وطلبه محدود لكن الله جل وعلا يعطيه اشياء واشياء لا يخطر له على بال بل ربما يموت ولم يخطر على باله اشياء كثيرة موجودة في جسمه لم يطلبها من الله جل وعلا الوكيل سبحانه اعطاه اياه حتى يمكنه القيام باموره وشؤونه في هذه الحياة الدنيا ولا يعرف قدرها ولا يعرف عظمتها الا اذا تضرر من جهتها او اذا احس بالم فيها فكم من انسان لا يعرف المرارة في جسمه الا اذا حس بالم المرارة وكم من انسان لا يحس بنعمة الكلية فاذا حس بالالام عرف قدر نعمة الله عليه هذا كله من معاني الوكيل سبحانه وتعالى فهو سبحانه وكيل بمعنى محسن الى عباده لا سيما المتقين منهم وكيل لمن التجأ اليه واعتمد عليه فهو سبحانه يكفيهم ويغنيهم ويرضيه وان تعجب فاعجب من الناس اليوم يفرحون بان وكيله المحامي الفلاني المعروف ويفتخر بذلك ثم اذا كان في امر دنيوي اول ما لا حول ولا قوة الا بالله اول ما يخطر له على بال الاسباب لا يخطر له على بال خالق الاسباب جل وعلا اول ما ينزل حاجته ينزل حاجته بالناس لا ينزل حاجته برب الناس سبحانه وتعالى الوكيل جل في علاه فاذا احس بالم في رأسه بدل ان يقول يا رب يا من بيده الشفاء اشفني بدل ان يقول واذا مرضت فهو يشفين اشفني يا رب مباشرة يذهب الى اخذ السبب وهذا ايضا نوع ضعف في التوكل فان من تمام التوكل ان الانسان قبل مباشرته الاسباب يلجأ الى خالق الاسباب جل وعلا اولا ثم ينظر الى ما شرعه خالق الاسباب سبحانه وتعالى وما اباحه فحينئذ يتوسل بهذه الاسباب الى القرب من خالق الاسباب جل في علاه الوكيل اسم من اسماء الله جل وعلا فعيل فهو سبحانه متوكل عليه من عباده المؤمنين حقيقة وتعبدا ورقة فهم يتوكلون على الله جل وعلا فهو متوكل عليه متوكل بمعنى اسم مفعول والوكيل يدل على هذا المعنى لان فعيل يدل على معنى مصدره وعلى معنى اسم المفعول وعلى معنى اسم الفاعل ما لم يمنع منه مانع والوكيل فعيل عظيم الوكالة فانه سبحانه وتعالى وكيل بمعنى قائم بنفسه على الامور فهو بمعنى اسم الفاعل ايضا اذا الوكيل يتضمن معنى المصدرية ويتضمن معنى اسم المفعول ويتضمن معنى اسم الفاعل لكن الاشهر الوكيل القائم بامور عباده بمعنى اسم الفاح او الوكيل كثير قبول الوكالات من عباده او الوكيل بمعنى المتوكل عليه سبحانه وتعالى فالعبد عليه ان يعلم ان الله جل وعلا وكيل على العبد يقوم باموره بلا مقابل ابتداء قلقك ورزقك اعطاك السمع والبصر والفؤاد وو هذا دليل انه سبحانه وتعالى عظيم الوكالات يقوم بامورك من حيث انت لا تعرف مصالحها بل ربما يمرضك ويفقرك ويحوجك لتلجأ اليه اكثر فتعلم معنى الوكالة وتتوكل عليه اكثر كالابل الشاردة التي اذا شردت يتركه اهلها لتشرد مسافات مع اتباعه من نظر اليها ثم اذا عطشت رجعت وعلمت حاجتها الى ربها وصاحبها وهكذا العبد يتكبر ويتجبر فاذا مرض عاد الى ربه اذا ابتلي عاد الى ربه. اذا زل عاد الى ربه. هذه كلها من معاني المتضمن في اسم الله جل وعلا الوكيل ولهذا قال سبحانه وتعالى الله قالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل وتأمل الكلية المطلقة بين خالق وبين كل شيء وكيل فبينهما ارتباط فما من مخلوق الا والله خالقه وما من شيء الا والله وكيله لكن المؤمنون توكلهم على الله وتوكلهم على الله ووكلهم امورهم الى الله تعبدي يرتفعون به عند الله عز وجل مقاماته وغير المؤمنين توكلهم على الله جبري قهري فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاه من البر اذا هم يشركون وقال جل وعلا وتوكل على الحي الذي لا يموت وتوكل على الحي الذي لا يموت هذه وكالة عظيمة لان الانسان في الدنيا حينما يتوكل على اي شيء اخر فانه يجد منه القصور او يجد منه الفتور او يجد منه الفوات يجد منه القصور لقصر علمه وخبرته يجد علم منه الفتور لضعف قوته وعجزه يجد منه الفوات لكونه يموت ويفنى. اما الله القوي العزيز الحي الذي لا يموت الذي لا يعجزه شيء ولا يغيب عنه شيء ولهذا قال وتوكل على الحي الذي لا يموت قال جل وعلا مبينا توكل المؤمنين على الله الوكيل هنا الربط بين التوكل وبين اسم الله الوكيل فاخبر الله عن الكمل من المؤمنين بقوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فهم بذلوا الاسباب الظاهرة للتخويف ولولا ايمان المؤمنين ولولا تعلق قلوبهم بخالق الاسباب لنظروا الى الاسباب الظاهرة فخافوا لكنهم لا يخافون لماذا لا يخافون لانهم متوكلون على الله جل وعلا. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا فهؤلاء لما اجتمع عليهم الناس وقال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا فاخشوه الناس قالوا لهم خافوا هم في مقابل فعل الناس من الاجتماع عليهم بمقابل قولهم فاخشوهم ماذا حصل منهم؟ فزادهم ايمانا لماذا ازدادوا ايمانا لانهم ازدادوا توكلا على الله فزيادة الاعمال القلبية سبب لزيادة الايمان زيادة الاعمال القلبية سبب لزيادة الايمان لما علموا ان المؤمن لابد ان يبتلى فوقع منهم وقع عليهم الابتلاء حينئذ علموا ان الله جل وعلا ابتلاهم فعلموا ان ما اخبر الله به حق ولهذا ازدادوا ايمانا ولهذا ازدادوا ايمانا فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا بمعنى كافينا حسبنا اي بمعنى كافي وفلان حسيب فلان يعني يكفيه وحسبنا الله ونعم الوكيل يكفينا الله على كل ظالم ومعتدي على كل افاك ومفتري ونعم الوكيل وهنا نتأمل الربط بين الاسباب الدنيوية التي بذلها الكفار والاسباب الدينية التي بذلها المؤمنون وبين اسم الله ونعم الوكيل نعم فعل جامد مفيد للمدح اي بمعنى لا انعم وكيل من الله جل وعلا ونعم الوكيل اي هو احسن وافضل الوكلاء جل في علاه وقال سبحانه انما انت نذير والله على كل شيء وكيل من على عينك على بصرك على سمعك على لسانك على يدك لو لم يكن وكيلا على هذه الامور وتركك للحظة اصبت بالعمى او بالصمم او بالبكم او بالشلل او او الى اخره وقال جل وعلا فاعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا فينبغي على الانسان ان يكون متوكلا على الله جل وعلا وان يعلم ان الله يكفيه وان الله يغنيه ان الله يعافيه كما انه سبحانه يبتليه فهو سبحانه يعافيه كما انه جل وعلا خلق الموت والحياة ليبلوكم فهو سبحانه وتعالى الوكيل قال جل وعلا رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا ولنتأمل بان الله جل وعلا ذكر اسمه الوكيل مع افعال الربوبية وذلك لبيان افعال الوكيل سبحانه وتعالى وذكر اسم الوكيل مع الالوهية وذلك لنعلم نحن العبيد ان من ابواب التعبد لله جل وعلا التعبد على لله تعالى التوكل تعبد لله جل وعلا بالتوكل فينبغي على الانسان اذا اراد النجاح واراد الفلاح واراد الفوز في الدنيا والاخرة ان يكون متوكلا على الله جل وعلا ومتى ما كان متوكلا على الله فان الله يكفيه ويغنيه وهذا نوح عليه السلام تهزأ به قومه فاظهر لهم التوكل على الله وهذا ابراهيم عليه السلام اراد قومه ان يحرقوه فضل التوكل على الله قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فيما رواه البخاري وغيره قال قال ابراهيم عليه السلام حسبنا الله ونعم الوكيل لما القي في النار وقال محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه يوم الاحزاب حسبنا الله ونعم الوكيل وما من احد الا وهو يعلم ان الله جل وعلا هو خالق كل شيء بما في ذلك الاسباب فلما يلتفت قلبك ايها الانسان الى شيء مخلوق وتترك الخالق جل في علاه كيف نقوي توكلنا على الله جل وعلا اولا ان نذكر انفسنا بين الفينة والاخرى ان الاسباب ما هي الا اسباب وهي لا تفعل شيئا هي اسباب يعني الان انا لما ارفع يدي واخذ هذا الماء لكي اشرب الماء فهل انا لما اشرب الماء بعد ما اشرب وانتهي كان هذا الوعاء سببا لحفظ الماء فاشكر الوعاء ويدي كان سببا لرفع الماء فاشكر يدي ولا اشكر الخالق الذي اوجد مادة هذا الوعاء فقدرنا ان نصنعه او نشكر خالق هذا اليد الذي اعطى لنا حوله والقوة لنرفع الماء او نخلق ان نشكر خالق الماء الذي اوجد مادة الماء وجعلنا من الماء كل شيء حي فنذكر انفسنا بين الفينة والاخرى ان الاسباب ما هي الا اسباب وانما وقع الضلالة بين الناس في ثلاثة ابوع منهم من جعل قلبه متعلقا بالاسباب فوقع في شرك القدر ومنهم من نفى الاسباب فوقع منه منافاة الشرع والعقل ومنهم من جعل عياذا بالله تبارك وتعالى الخالق خالقا لاشياء والاسباب طالقا لاشياء وغاب ان الله وغاب عن ذهنه ان الله خالق كل شيء وعلينا دائما ان نتعلم عظمة الله فنزداد توكلا عليه جل في علاه وان ننظر الى عدد من توكلوا على الله ماذا كانت نتائج توكلهم وان ننظر الى عظمة الله كيف يكون التوكل عليه حين اذ اذا اردنا ان نقوي توكلنا على الوكيل سبحانه وتعالى فعلينا ان ننظر كم من صاحب عقل معتمد على عقله كان حتفه من جهة عقله فيلسوف اوتي عقلا ربما عشرات من الناس لا يستطيعون مجادلته في اخر النهار يذهب الى البيت يسجد للصلاة ربما يرى انسان مخترعا عقد صاحب عقل عظيم ثم يذهب الى القبر او الى مخلوق مثله فيستغيث به ويدعوه من دون الله جل وعلا فينبغي علينا ان ندرك ان التوكل على الله جل وعلا هو تبرأ من الحول والقوة وهو معنى قول المسلمين لا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين وهذا الذي اوصى به ابراهيم عليه السلام في ليلة الاسراء والمعراج قال لنبينا عليه الصلاة والسلام وان لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر اسأل الله تبارك وتعالى العظيم الوكيل ان يجعل قلوبنا متعلقة به سبحانه وتعالى وان يجعلنا من المتوكلين عليه من المدركين لعظمته وان لا يجعلنا ممن يلتفتون الى الاسباب اكثر من كونها اسبابا وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح اكتفي بهذا القدر واسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يبارك فيكن وان يبارك فينا وفي جميع الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين واعتذر عن آآ عدم مقدرته على الاجابة على الاسئلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته