الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فعنوان محاضرتنا هذه الخشوع في الصلاة الخشوع في الصلاة هو لب الصلاة وروحها بل قال جمع من اهل العلم ان المقصود الاعظم من الصلاة الوصول الى الخشوع والتذلل للمعبود تبارك وتعالى واظهار الخظوع والناظر في احوال الامة يجد الخاشعين في الصلاة هم القلة وجاء هذا مرفوعا وفي سنده مقال وموقوفا عن عدة من الصحابة اول شيء يرفع في هذه الامة الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعة والخشوع الذي هو لب الصلاة ليس المقصود به معناه اللغوي وهو السكون والتذلل فقط بل المقصود بالخشوع هو اظهار السكون والتذلل مع التواضع قلبا وقالبا قلبا وقالبا ومن هنا يظهر لنا ان الخشوع في الصلاة منقسم الى قسمين ومن لم ينظر الى القسمين اخطأ في الحكم بغير ميل القسم الاول خشوع القلب وهو المعني بكونه اول مفقود في الامة خشوع القلب فسر به قول الله تبارك وتعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فاثنى الله على المؤمنين بصفات عدة بدأ باعظمها ذكرا واشرفها قدرا واعلاها مقام وهي صفة الخشوع في الصلاة الذين هم في صلاتهم خاشعون وقال علي رضي الله تعالى عنه كما روى ذلك غير واحد من المفسرين عنه في تفسير هذه الاية قال الخشوع في القلب وان تلينا كنفك للمرء المسلم وان لا تلتفت في صلاتك ففسر امير المؤمنين ابو السبطين علي رضي الله تعالى عنه الصفة الممدوحة بها المؤمنون فسرها بنوعي الخشوع الخشوع في القلب والا تلتفت في صلاتك وهذه خشوع الجوارح وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل ما الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك واذا لم يصل المسلم او المصلي الى هذه المرتبة الى هذه المرتبة من مراتب الاسلام العالية في الصلاة فلا يمكنه ان يصل فيما عداها الاحسان في الصلاة ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والاحسان عموما هكذا لكن مبدأ الاحسان انما يتأتى بان يصلي المرء صلاة يحس فيها بانه يرى الله والحال ان الله لا يرى في الدنيا فيتذكر رؤية الله له فلا يرفع رأسه ولا يصدر منه ما يخالف معنى خشوع القلب وفي قول الله جل وعلا وقوموا لله قانتين قال غير واحد من المفسرين ومن القنوت الخشوع اذا قوموا لله قانتين اي خاشعين وفي قوله جل وعلا فله اسلموا وبشر المخبتين قال غير واحد من المفسرين المخبت هو الخاشع وخشوع القلب امر قد لا يملكه الانسان لكن هناك طرق ووسائل يجعل الانسان خاشعا في قلبه غير شارد في ذهنه يكون حاضرا ببدنه ونفسه كيف ذلك اسأل نفسك هذه الاسئلة الثلاث لتحصل خشوع القلب والذهن في الصلاة كيف سيكون حال قلبك وعقلك وشرود ذهنك مع من تحب بالله عليك لو كنت مع من تحب ايشرد ذهنك الى غيره مع ان الغير مخلوق مثلك فكيف اذا كان الله هو حبيبك كما تزعم وهو من تحب اعظم من تحب كما تدعي ان لقلبك ان يلتفت الى غيره في حضوره في الصلاة في عبادتك في الصلاة. وقد قال صلى الله عليه وسلم ان الله قبل المصلي اذا صلى وهو جل وعلا العلي الاعلى والسؤال الثاني المهم ان تسأل نفسك كيف ستكون مع من تخاف كيف سيكون حال قلبك كيف سيكون حال ذهنك مع من تخاف منه مع تعظيمك اياه وتبجيلك له والله جل في علاه احق من يخاف واحق من يعظم واحق من يجل يستغرب الانسان من بعظ الناس يدخل في الاجتماعات بل وربما يدخل في النوم ويغلق الهاتف ولا ينسى اذا دخل على وكيلنا ومديرنا ووزيرنا ان يغلق الهاتف واذا جاء الى الصلاة لا يبالي كان شيئا لم يكن الست ستقف بعد دقائق بين يدي الله عز وجل العلم بالله تبارك وتعالى العلم بمن تقف بين يديه العلم بعظمته وكبريائه وجلاله وجماله يجعل العبد خائفا راجيا راغبا راهبا ولهذا يروى ان الحسن ابن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحسن ابن علي سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ورظي الله تعالى عنهم كان اذا توظأ اصفر لونه فيقال له لم فيقول يا هذا الا تعلم بين يدي من ساقف هذه مسألة عظيمة خشوع القلب من اعظم انواع الخشوع واما النوع الثاني وهو خشوع الجوارح خشوع الجوارح في الصلاة من رأسك الى عيني رأسك الى رقبتك الى صدرك الى يديك الى ركبتيك الى قدميك هذه كلها لها خشوع قال مجاهد في قوله تعالى كما في المسند قال سيماهم كما في التفسير قال في قوله تعالى عن الصحابة سيماهم في وجوههم من السجود قال مجاهد هو الخشوع اذا نظرت اليه تجد الخشوع ظاهرا عليه في الصلاة وكان ابن مسعود رضي الله عنه اذا رأى الربيع ابن خثيم وكان من التابعين يقرأ قوله تعالى وبشر المخبتين وكان الربيع بن خسيم من اخشع الناس في صلاته وكان ابن الزبير رضي الله تعالى عنه اذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع قال مجاهد وحدثت ان ابا بكر رضي الله عنه كان كذلك وكان يقول الخشوع رواه الامام احمد والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الصلاة ما كان يلتفت في صلاته خشوع قلبه امر مفروغ منه وخشوع جوارحه امر ظاهر لكل من يقتدي به صلوات ربي وسلامه عليه يقول ابن مسعود رضي الله عنه متعلما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وامرا لنا قاروا الصلاة يعني تقرروا فيها اسكنوا فيها وكان الزادان وكان زادان يصلي كانه خشبة لا يتمايل كتمايل المتمايلين ولا يراوح بين قدميه وكان مسلم ابن يسار رحمه الله يصلي كانه وتد وروي ابن الزبير وهو يصلي عند الكعبة. مع كثرة الطائفين وطائر على رأسه عمودا من اعمدة المسجد وكان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اذا قام الى الصلاة كأنه ثوب ملقى وقال صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه مروا ابا بكر فليصلي في الناس فقالت عائشة وصفية او حفصة يا رسول الله ان ابا بكر رجل ان ابا بكر رجل اسيف اذا قام الى الصلاة لا يكاد يسمع صوته وهذا يدل على عظيم خشوعه السيف اي بمعنى رقيق كثير البكاء اذا كان هذا حال سلفنا الصالح فماذا عسانا ان نقول عن صلاتنا يرحم الله حالنا وجبر الله كسرنا ورفع الله عن قلوبنا واذهاننا الهموم والغموم والانشغالات التي لا تدوم ولكن العبادة هي التي تكون العبادة والخشوع في العبادة لا شك ان هذا هو سبب الخير المديم وهو يورث الجنات والنعيم لو قال قائل ما حكم الخشوع في الصلاة قد اختلف العلماء رحمهم الله في الحكم على الخشوع في الصلاة فقال الجمهور سنة لان شرود الذهن امر غير ممكن. فكان حضوره سنة فطلبه مندوبة مرجحا مسنونا مؤثرا في الثواب غير مؤثر في الصلاة بطلانا وقال بعض العلماء ان الخشوع واجب لعموم قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة فهذا امر. ثم بين كيف نستعين بالصلاة؟ قال وانها لكبيرة الا على الخاشعين فجعل الوصف المستثنى سببا لنيل الصلاة. فدل على وجوبه في الصلاة ويؤكده ظاهر قوله تعالى في اول سورة المؤمنون قد افلح المؤمنون الذين هم في في صلاتهم خاشعون ويؤكد هذا المعنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فقد اثر عنه انه كان يقول اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت وعليك توكلت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي رواه الامام مسلم في صحيح فلنتأمل ان النبي صلى الله عليه وسلم اظهر في دعائه خشوعه في الصلاة فدل على الوجوب والصحيح من اقوال اهل العلم ان خشوع القلب ان خشوع القلب غير مبطل للصلاة. اذا لم يكن اذا لم اذا كان القلب غير موجود او الذهن شاردا فانه لا يبطل الصلاة ولكن خشوع الجوارح اما واجب واما ركن فاذا كان فاذا كانت الجارحة تتحرك وتضطرب. بحيث يرى المصلي كأنه ليس في الصلاة فهذه مبطلة للصلاة وهو مناف للخشوع واذا كانت الجارحة انما فقدت نوعا من الخشوع لكن له فهذا يعني ترك الواجب وترك في الصلاة محرم وليس مبطلا للصلاة ومثال ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التفات كالتفات الثعلب في الصلاة ولم يقل ان الصلاة باطلة. فدل على ان عدم خشوع الرأس ليس مبطلا للصلاة وكان عليه الصلاة والسلام نهى عن انواع من الافعال في الصلاة ولم يبطل بها الصلاة فدل على ان خشوعها هذه الجوارح في هذه الاحوال واجبة خشوع الجوارح يشمل سكون العين ثبات الرأس واليدين والقدمين قياما وركوعا وسجودا وجلوسه ونحن ايها الاخوة ندرك اذا كان ندرك انه اذا كان الخشوع هو المقصود الاعظم للصلاة فانه يسبب استكانة القلب تذلله بين يدي ما لك القلوب فان ذلك لا يتأتى الا بالمجاهدة. فالواجب على المسلم ان يجاهد في اظهار الخشوع والاتيان بالخشوع في الصلاة كيف يمكننا ان نأتي بالخشوع في الصلاة سواء خشوع الجوارح او خشوع القلب. ذكرنا شيئا مما يجلب به خشوع القلب واما جلب الخشوع من حيث العموم فان هناك عدة امور قبل الصلاة وامور في الصلاة. اما الامور التي قبل الصلاة فاولها اتيان المسجد. على وضوء تام فان حسن الوضوء فان حسن الوضوء واسباغ الوضوء والاهتمام بالوضوء سبب لاستكانة القلب تليين الجوارح كذلك الاتيان الى المسجد متوظئا فانه سبب لغفران الذنوب ورفع الدرجات وذلك يزيد الايمان وزيادة الايمان فيقول غفر الله لك لم لم تعلمني؟ قال والله لولا خشية ان يصاب المسلمون من قبلنا ما قطعت صلاتي هذه عبادة من تربوا على يدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم زيادة في الخشوع في الصلاة الامر الثاني البكور الى الصلاة. وعدم الاتيان اليها منقطع النفس راكظا فان الذي انقطع نفسه يصعب عليه ان يخشع في الصلاة لانه انما بمنشأ انما ينشغل بالزفير والشهيق. ولهذا قال صلى الله عليه واله وسلم اذا اتى احدكم المسجد فلا يسعى وفي رواية اخرى قال صلى الله عليه وسلم واتوا الصلاة وانتم تمشون. ولا تأتوها وانتم تسعون ولذلك كره جمع من اهل العلم السعي وهو الركظ الشديد الى الصلاة. قد يقول قائل اريد رأيك التكبيرة الاحرام ادراك تكبيرة الاحرام بكر لتكبيرة الاحرام حتى يمكنك ان تدرك فضيلة الخشوع في الصلاة الامر الثالث ابعاد المشغلات فلا تأتي الى الصلاة وعندك المشغلات وقد كان السلف يذكرون من المشغلات كون الرجل حاقنا او حاقبا واما اليوم فانا سنذكر مع الحاقن والحاقب من يكون معه الهاتف او من يكون منتظر الحاجة تأملوا معي يا رعاكم الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا حضر العشاء واقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء لماذا ابدأوا بالعشاء؟ لان من سيصلي والطعام امامه او يذهب الى الصلاة والطعام متروك باله منشغل بالطعام فلن يأتي بالصلاة بلبها ومقصودها وروحها وهو الخشوع تأملوا معي ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يصلي الرجل وهو حاقن او حاقد اذا كنت محصور تريد قظاء البول او الحاجة لا تسرع للصلاة لاجل ادراك الصلاة. وانت حاقن او حاقب فلن تستطيع ان تخشع وانت تدافع الاخبثين فقد قال صلى الله عليه وسلم لا يأتين احدكم الى الصلاة وهو يدافع الاخبثين لا ينبغي للانسان ان ينشغل بهذا فكيف بمن يأتي الى الصلاة وقد ترك الهاتف لانه ينتظر مكالمة مهمة وبعض الناس اليوم لا ينتظر اي مكالمة. ومع ذلك يترك يترك هذا المشغل الملهي ووالله ان بعض الناس يتحمل اثام المصلين كلهم يتحمل اثام المصلين كلهم لانه برناته او بترانيمه او بموسيقاه او بمنبهاته يشغل المصلين ما هو يشغل نفسه فقط وغير مرة كدت ان اسلم واترك الصلاة بعض الناس حتى ما عنده ذوق ولا احترام يا اخي اذا رن الهاتف اغلقه واذا كلمته يقول انا ما اريد ابطل صلاتي اي صلاة انت روحت صلاة نفسك وصلاة الناس اللي معك اتق الله عز وجل اما تخاف الله تبارك وتعالى يعني شيء عجب والله اتكلم عن هذه عن هذا الملهي في الصلاة بقلب محترق لان خير شاهد اي صلاة صليتم ولم تسمعوا فيها رنة اكثر من مرة اقول في نفسي اتمنى اني اصلي خمس صلوات ولا اسمرن في الصلاة اكثر من مرة تمنيت وما وقع ما تمنيت الى هذا الحد الى هذا الحد لان الامر اصبح مألوفا وهذا يؤكد معنى اول ما تفقدون من دينكم او من من صلاتكم الخشوع فهذا هو الواقع الواجب علينا ايها الاخوة ان ننتبه عن هذه المشغلات. قال بعض العلماء اذا قال لك زوجتك اشتر كذا وكذا وانت تذهب الى الصلاة اذهب اشتر ثم تأتي الى الصلاة لان بالك سيكون مشغول فالواجب على الانسان يتقي الله تبارك وتعالى. يأتي الى الصلاة فارغ الذهن يا اخي اما اتيت الى الصلاة لترتاح اما اتيت الى الصلاة لتجد الراحة والطمأنينة والسكينة وهل يمكن ان تجد الراحة والطمأنينة والسكينة وبالك مشغول ما يمكن ما يمكن ابدا ولهذا العلماء رحمهم الله يقولون ينبغي على الانسان اذا اراد ان الخشوع في الصلاة ان يبعد المشغلات كلها الدنيا وما فيها تأملوا معي عمر رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين طعن في الصلاة فما تكلم طعن الثانية فما تكلم طعن الثالثة فخشي. ان يبقى المصلون بلا امام ان يموت فقال قد قتلني الكلب وهو في صلاة الفجر وجاء في صحيح البخاري ان رجلا من المسلمين امره النبي صلى الله عليه وسلم بالحراسة في مسير لهم وقد كانوا يخشون اغارة العدو فوقف على مكان ومعه صاحبه للحراسة فاختار ان يكون له اول الحراسة ولصاحبه اخر الليل فقام يصلي وهو في صلاته جعل عدو فرأى حارس القوم واقفا. يصلي فاخذ سهمه ورماه بالنبل فاصيب فقال في نفسه صلاتي او العدو فكمل صلاته فاخذ سهما اخر فضربه وما قطع صلاته لا اله الا الله اليوم الواحد منا لو يشوف صرصور في الصلاة يمكن يركض يترك هذا الصحابي يصاب بالسهم. ثم سهم ثم يقول اخشى ان يؤتى المسلمون من قبلي فيوقد صاحبه شيء عجب والله خشوع ما بعده خشوع ولهذا جاء عن الامام ابي حنيفة رحمه الله انه كان في الصلاة جالسا في التشهد فسقط عقرب من سقف المسجد والناس فزعوا فما فزع الامام حتى انتهى من صلاته ثم اخذ العقرب الى خارج المسجد وقتله انسان يجب ان يدرك اين هو اذا قطعت المشغلات فانت ستخشع والامر الرابع البعد عما يقطع الصلاة. قد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وهذا الحديث في مسلم قال يقطع الصلاة الكلبة الكلب والمرأة والحمار والمقصود بيقطع الصلاة يقطع خشوع الصلاة. هذا هو الصواب الذي ينبغي ان يفسر به الحديث كما قاله الامام البغوي رحمه الله في شرح السنة ناقلا هذا التفسير عن جماهير علماء الامة واما من قال بان المراد بالقطع الصلاة قطع الكل فهذا فيه نظر وقد جاء في سنن ابي داوود لا يقطع الصلاة شيء ولذلك لو يتأمل الانسان لماذا يقطع هذه الامور؟ لماذا يقطع الكلب الصلاة؟ لانه بنباحه يشغل الانسان ويتفكر الانسان هل هذا الكلب يلدغني؟ يعضني او لا طيب والمرأة اذا مرت اذا مرت المرأة من امام المصلي فانها تقطع الخشوع في الصلاة لماذا؟ لان الرجل سيقول في نفسه من هذه من محارم ولا من الاجنبيات فلانة وفلانة؟ جميلة وقبيحة فهذا وجه كون المرأة تقطع الخشوع في الصلاة والحمار قال العلماء لان معه شيطان لان معه شيطان ونهيقه ورفسه يسبب اشغال الفكر. ولهذا قال العلماء كل ما يشغل فكرة فهو يقطع الخشوع في الصلاة لذلك ماذا يفعل المصلي؟ يضع لنفسه سترة وقد قال صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم يصلي فليصلي لا سترة يجعل امامه عمود يجعل امامه رجل يذكر الله او يصلي حتى لا ينقطع عليه حتى لا تنقطع عليه الصلاة ولا ينقطع خشوعه كذلك وهو الامر الخامس البعد عن التصاوير والنقوش والزخارف لا اله الا الله تعجب الانسان والله ايها الاخوة اليوم وانا اصلي العصر بعد الصلاة التفت الى المصلين فرأيت رجل رجل من اهل الصلاة. مصلي وبعد ما قام واعطانا ظهره واذا هو مكتوب على ظهره باللغة الانجليزية انا للبيع هذا على قميصه ثم على سرواله من تحت على الحزام عياذا بالله مكتوب كلمة قبيحة ونزل المسجد عنها. يا اخوان وصلنا الى هذه المرتبة اننا نلبس ما لا نفقه واما التصاوير فحدث ولا حرج. وكم مرة نتمنى ان نصلي في المسجد؟ وان لا ارى صورة وحدث ولا حرج شيء عجب يا اخوان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم صلى مرة بعباءة صلى مرة بعباءة العباءة فيها نقوش مربعات مثل سجاجيدنا هذي فلما قضى الصلاة قالت عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا هذه واعطوها لابي جهم واتوني ابي جهم فانها اشغلتني عن صلاتي. يا الله بس مجرد فيها خطوط ما فيها صور ذوات ارواح مجرد خطوط ما فيها مناظر اما اليوم يأتي الرجل الى رأيت مرة رجل يأتي الى الصلاة وعلى ظهره صورة امرأة. يا اخي ايش هذا؟ اين انت انت الان في كنيسة في بيعة والله ايها الاخوة الواحد يتعجب اين تعظيم المساجد؟ اذا ما تعظم الصلاة يا اخي عظم المساجد. اذا ما تعرف تعظيم ساجد يا اخي احترم المصلين ماذا نقول للناس؟ كيف نوجد الخشوع في صلاتنا صلى رجل مرة من الصحابة فارتج عليه في المسجد. فارتج عليه في القراءة. فلما التفت قال فيكم رجل لم يحسن وضوء لم يحسن الوضوء اثر على قراءته. فكيف بهذه الرنات وهذه التصاوير وهذه الكلمات؟ ماذا نقول ونقول والله ايها الاخوة امر عجيب جدا يجب البعد وقد اتفق الفقهاء ان من صلى على بثوب فيه صورة ان صلاته مكروهة. ثم اختلفوا هل هي كراهة تحريم او كراهة تنزيل؟ ايا كان ايا كان الامر السادس البعد عن الاماكن التي لا يمكن للانسان ان يخشع فيها. مثل الصلاة في الطرقات الصلاة في الاماكن الصاخبة في الاسواق الصلاة في مرابض الغنم في مرابض الابل. قالوا يا رسول الله نصلي في مرابظ الغنم؟ قالوا صلوا في مرابظ الغنم قال نصلي فيما ورد الابل؟ قال لا تصلوا في مرابظ الابل لماذا؟ قال ابن القيم رحمه الله وغير واحد من اهل العلم لان مرابظ الابل مفقدة للخشوع في الصلاة كيف مفقدة للخشوع في الصلاة؟ لان الابل هياجة. ومعها شياطين الامر السابع البعد عن الروايح الكريهة فانها تمنع الخشوع في الصلاة يأتي بعض الناس ورائحة اباطه تؤذي من معه من المصلين يا اخي اذا لم تجد ما تذهب به هذه الراحة يغتسل على الاقل الماء الطيب طهور بعض الناس يأتي وفيها فمه او معه رائحة الدخان. يا اخي الله ابتلاك بهذه الرائحة ظعف شيئا طيبا في حلقك في ثوبك وادخل المسجد حتى تخشع وتخشع الناس واما انت تدخل مع هذه الروائح الكريهة انت لا تخشع واذا انت متعود غيرك لا يخشع قال صلى الله عليه وسلم من اكل الثوم والبصل او الكراس فلا يقربن مصلانا لماذا لا يقربن مصلانا؟ سؤال اولا لان المساجد تنزه عن مثل هذه الروائح الكريهة ثانيا لان هذه الروائح الكريهة تذهب خشوع المصلين ثالثا لان هذه الروائح الكريهة تؤذي الملائكة المقربين هل يليق هذا بمسلم تطيب باطيب ما عندك والله الواحد منا يذهب الى زملائه يتطيب ويترشش والله المسجد اولى وقوفك بين يدي على بين يدي الله على صورة الجمال اولى. ولهذا ما قال الله يا بني ادم استروا عوراتكم في الصلاة والله ما قال هكذا قال يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وباتفاق المفسرين الاية نزلت لوجوب لوجوب ستر العورة لكن يرد هنا سؤال اذا كان المقصود بالاية وجوب ستر العورة فلماذا جاء الخطاب بخذوا زينتك زينتكم عند كل مسجد لان المطلوب ان الانسان يأتي في الصلاة يقابل ملك الملوك جل وعلا باحسن هيئة اليس عيبا ان تأتي بثوب الصلاة؟ بثوب النوم من المسجد يقول الصلاة جائزة يا اخي جائزة صليها في بيتك تأتي الى بيت من بيوت الله بثوب النوم؟ لو قلنا لك اخرج بهذا الثوب الى مديرك لا تخرج تستحي كيف الان تأتي الى بيت من بيوت الله بهذا الثوب التزين والتجمل من اسباب الخشوع في الصلاة ولهذا الفقهاء رحمهم الله استحبوا للمصلي ان يتطيب وان يأتي المسجد منظفا طاهر الثوب طاهر البدن ايضا من الامور التي ينبغي ان نسلكها قبل الصلاة العلم العلم العلم بان فقدان الخشوع يعني فقدان الاجر صح؟ نحن لا نقول بان ذهنك اذا شرد وقلبك اذا غفل ان الصلاة باطلة لكن انتبه ليس لك من اجر صلاتك الا ما اقلت. فقط هذا كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال يقوم الرجل الى صلاته وليس له من صلاته الا نصفها طيب وين النص الاخر؟ راحت مع الخشوع فقد الخشوع ففقد الاجر يقوم الرجل الى صلاته وليس له من صلاته الا نصفها. لا تتساهل في الخشوع فان فقدان الخشوع يعني فقدان الاجور التي انت بحاجة اليها ليس يقوم الرجل الى صلاته وليس له من صلاته الا نصفها او ثلثها او ربعها او خمسها او سدسها او سبعها او ثمنها او تسعها او عشرها او ليس شيء بعض الناس يقول والله انا ما ادري كم صلينا ولا ادري ماذا قرأ الامام ولا ادري ماذا قلت في السجود والركوع والتشهد لولا العادة هذا داء ما بعده داء هذا داء مرض. لا تعرف ماذا تقول. لا تعرف ماذا قال الامام. ولولا عادتك فيما تقوله بركوعك وسجودك لما علمت اذا ايها الاخوة العلم بان فقدان الخشوع يعني فقدان الاجور سبب يحملنا على الاهتمام بهذه الامور التي تجلب الخشوع قبل الصلاة. واما في الصلاة فاول ذلك اول ذلك تشميع النفس تسميع النفس بعض الناس يتمتم. يتمتم ما في صوت ولا في هوا ولا في نفس هذا ما يمكن يجلب الخشوع لا تسميع النفس ما هو تشميع النفس يعني لازم تسمع من هنا الى اذنك لا. تسميع النفس يعني تتكلم بصوت ما هو معناته تسمع جارك لا. يعني تتكلم بصوت لا يسمعه الا انت ليس سماع الاذن سماع القلب تشميع النفس الاقوال واعظمها التكبير يقول بعض مشايخنا لماذا يقول المصلي هكذا الله اكبر يقدم الكف الى جهة القبلة ويجعل القدمين مستقيما الى القبلة لا هكذا ولا هكذا يقول دلالة انه وظع الدنيا وراء ظهره وانه مقبل على الكبير المتعال جل في علاه الله اكبر تشميع النفس الاقوال تكبيرا واستفتاحا تكلم من والله ايها الاخوة ان احدنا يوم ان كنا في المدرسة ونحن نستفتح الاذاعة المدرسية ما يمكن نستفتح نداء وثانيا ان كف الثوب والشعر مشغل في الصلاة مشغل في الصلاة وهكذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نهانا ان نصلي واحدنا فيه نعاس او نوم لماذا قال فانه لا يدري ما يقول. والمطلوب خشوع مع الدراية مدرسية مع مع شرود الذهن كيف تستفتح الصلاة بشرود الذهن تسميع النفس التكبير والاستفتاح والقراءة والتسبيح والتهليل والدعاء هذا امر يجلب لك الخشوع الامر الاخر متابعة الامام في القراءة والانصات له الامام يقول الحمد لله رب العالمين انت ما تسوي نفسك كأنه شيئا لم يكن انت تقول الحمد لله رب كما قال ابو هريرة للاعرج قال يا ابا هريرة ان احدنا يكون خلف الامام قال اقرأ بها في نفسك وقد قال الامام الشافعي رحمه الله ان القراءة خلف الامام يكون في سكتات الامام الامام يقول الحمد لله رب العالمين انت لا تجعل ذهنك يشرد قل الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم قل الرحمن الرحيم فهذه جالبة للخشوع في الصلاة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قرئ القرآن واذا قرأ القرآن الاية مكية ما فيها ايها الذين امنوا واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون الاجتماع انك تسمع الصوت والانصات انك تتأمل فيما يقول فان كان مما امرت بان تقول كما تقول فتقول كما يقول كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو داوود لا تقرأوا خلفي يعني في الجهرية الا بفاتحة الكتاب وقال فيما رواه مسلم اذا كبر فكبروا. واذا قرأ فانصتوا يعني في غير الفاتحة واذا ركع فاركعوا واذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد لماذا يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا؟ لان هذا سبب في المتابعة وسبب في الخشوع الامر الاخر في الصلاة وضع اليدين بعظ الناس من عجائبه اذا سلم على شخص يظع يده هكذا سلام عليكم كيف حالك؟ طيب واذا وقف في الصلاة يحط ايده هكذا مهموم يا اخي اتق الله ضع يديك على صدرك الله اولى بالتقدير والاحترام من هذا المخلوق بعض الناس لا يعرف حتى كيف يضع يديه قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اوصاف الوصف الاول في صحيح البخاري وضع الكف والذراع على الذراع هكذا على الصدر الوصف الثاني جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنن قال امرنا بوظع اليمين على الشمال في الصلاة وجاء في الوصف كما في صحيح ابن خزيمة وغيره قال يقبض الرسغ والساعد هكذا يقبض الرسل هكذا والساعة وجاء عن غير واحد من السلف وضع الكف على الكف هكذا على الصدر هذه امور تجلب الخشوع الامر الاخر في الصلاة ان يكون الرأس ليس مرفوعا الى السماء ولا منخفظا الذقن على الصدر. قد قال عليه الصلاة والسلام لينتهين اقوام عن رفع ابصارهم في الصلاة وفي رواية عن رفع ابصارهم في الدعاء او لتخطفن ابصارهم الاول ان هذه الصيغة كون الانسان يصلي هكذا ينظر الى السماء مخالف او يدعو هكذا وينظر الى السماء مخالف للتعظيم فالواجب على الانسان ان يطلب وهو مستح مستكين خاضع خاشع والامر الاخر ان رفع الابصار لا سيما في المساجد في الصلاة مشغلة لان السقوف تشغل المصلي ولذلك قال العلماء يضع عينيه في موضع سجوده. لا يتخطاهما اين المكان الذي تضع فيه جبهتك تضع عينيك فمه وقد كان عليه الصلاة والسلام لا يتجاوز لا يجاوز بصره موضع سجوده ولذلك يقول العلماء من سكن اي جوارحه تدبر يعني في الايات ومن تدبر تذلل ومن تذلل تفكر فيما يطلب ويستعيذ ولا يكون ذلك الا بالثبات ما تتراوح بين القدمين ما تتقدم وتتأخر ولهذا ولهذا ايها الاخوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يروى عنه انه رأى رجلا يعبث بثوبه ولحيته قال لو لو خشع هذا لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه كم مرة الناس يعدلون الغترة يا اخي انت لازم تعرف نفسك اذا كان في الصلاة هذه الهيئة هي التي لا تشغلك اسدل واذا كانت هذه الهيئة هي التي لا تشغلك فكف فان قال قائل فقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كف الثياب وعن كف الشعر ونهى ايضا عليه الصلاة والسلام عن ان يكف الانسان ان يكف الانسان شعره وثوبه. لماذا طيب؟ يقول العلماء لوجهه الاول ان كف الشعر في الصلاة او كف الثوب في الصلاة يعني الانسان شعره طويل اذا اراد ان يسجد الشعر يأتي في المكان يوخره ثوبه اذا اراد ان يركع يسجد ثوبه ينزل يوخره يكفه او ثوبه واسع يكف يجمع فيشغله هذا الكف قالوا نهى عنه لسببين. الاول ان لهذه الاشياء فهي تسكن بسكون صاحبها وليس خشوعا مع الغفلة والغواية كذلك من الامور التي في الصلاة تجلب الخشوع ان تقرأ قراءة غير مكلفة واما القراءات المكلفة او القراءات التي فيها ترجيع الغناء. فهذه تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة ومقصود الصلاة بعض الائمة مع الاسف يقرأ في الصلاة ما يبقى الا ان المأمومين يتمايلون كتمايل اليهود عند حائط المبكى هذا لا يجوز بل لا يجوز التمايل كما نبه عليه الحافظ ابن كثير رحمه الله ان من صفات اليهود انهم اذا قرأوا التوراة يتهاودون هكذا او هكذا وانما يسكن الانسان وايضا يبتعد الانسان عن الدعاء المتكلف ويبتعد عما يؤلمه. بعض الناس يكون مريض. فيبتعد عن الشيء الذي يؤلمه. يستريح لكي يخشع في صلاته اختم بفوائد الخشوع على وجه سريع اقول ان من فوائد الخشوع حصول الاجر العظيم للصلاة ثانيا انشراح الصدر بالصلاة كما قال صلى الله عليه وسلم لبلال ارحنا ها بها مو منها ارحنا بها ثانيا ان الخشوع في الصلاة تورث القوة العبادة والنشاط لها. اسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يرزقني واياكم الخشوع في الصلاة وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين