ضلمه وانت تحاسب على الدينار والدرهم كان ابو ذر رضي الله عنه من الصحابة امام الزاهدي وكان يلبس رضي الله عنه فاذا لبس شيئا يلبس غلامه مثله واذا اكل شيئا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فيسرني في هذه الليلة المباركة ان شاء الله ليلة الجمعة ان نتذاكر مع اخواننا عبر هذه الوسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي في موضوع مهم جدا وهو الزهد في الدنيا لماذا هذا الموضوع وما اهميته اولا ان الناظر الى احوال الدنيا مع هذه الجائحة العالمية يدرك انها برمتها لا قيمة لها عند الله عز وجل فهو سبحانه ان شاء يجعل الناس لا يخرجون من بيوتهم ما خرجوا وان شاء ان ينقب الرجال والنساء نقبهم وان شاء ان يمرض الصغار والكبار فعل بهم ذلك وان شاء عافاهم وهذا يجعلنا ينظر الى ما حولنا فان الاعتبار والعظة بالدنيا من اعظم الامور التي تزيد الاقبال على الله عز وجل وتزيد الاقبال على الطاعة ويجعل الانسان يدرك وظيفته الاساس التي من اجلها خلق وهي عبادة الله سبحانه وتعالى والزهد في الدنيا له اهمية كبرى ولهذا نجد ان الله سبحانه وتعالى اولا امر عدم الاغترار بهذه الدنيا لان الاغترار بهذه الدنيا من اعظم الوسائل الموصلة الى سخط الله عز وجل بل هما وسيلتان ذكرهم الله في كتابه يا ايها الناس اتقوا ربكم والشوا يوما لا يجزي والد عن ولده فخوفنا بيوم القيامة وحذرنا من الاغترار بالدنيا فقال فلا تغرنكم الحياة الدنيا هذه الاولى ولا يغرنكم بالله الغرور هذه الثانية ولهذا المتأمل في حال الدنيا يستيقنون زواله والا فاين القرون الماضية واين اباؤنا واجدادنا بل اين الفراعنة الذين بدل الغالية والرخيص في سبيل البقاء وانى لهم البقاء في دار الفناء اين عاد الذين قال الله عنهم وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وما اشبه اليوم بحال قوم عات فكم من مؤسسات عالمية ومن مختبرات دولية تسعى وتبحث عما يسمى باكسير الحياة ونسوا او تناسوا او تغافلوا ان هذه الدنيا هي كاشمها دنيا دنية دنيا وراءها اخرى هي الحياة الدنيا ولهذا ايها الاخوة الزهد في الدنيا ليس كما يظنه البعض فضله لاهل الكمال من اهل الايمان. لا الزهد في الدنيا واجب فرظ على كل مسلم ومنه ما هو مندوب على كل مسلم ما الذي نقصده بالزهد في الدنيا؟ يظن بعض الناس اذا سمع كلمة الزهد في الدنيا ان المقصود ان يلبس الرث من من الثياب وان يلبس الخشن من السياق وان يأكل اليابس من الخبز لا ليس هذا هو الزهد بل هذا من الغلط الذي وقع فيه بعض المدعين للزهد فسيد الزاهدين هو محمد صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام كما قال له عمر يا رسول الله هل اشتريت هذه لتلبسها في الجمع والاعياد واذا اتاك الوفود فكان يلبس عليه الصلاة والسلام ما يتيسر من الثياب. اي نعم الجهد في الثياب متصور سواء فيما يتعلق بالواجب منه او في المندوب منه وذلك بان لا يلبس الانسان ثوبا يفتخر به فهذا خلاف الزهد الواجب وكل ما كان سبيلا الى الفخر بالدنيا من ملبس او مأكل او مشرب او مسكن فانه خلاف الزهد الواجب ولهذا لا نجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الا على خلاف هذه الامور فما كان عليه الصلاة والسلام ليفتخر بثياب بالية ولا بمآكل فانية ولا بمراكب تليدة ولا ببيوت متروكة وبئر معطلة وقصر مشيك لكنه عليه الصلاة والسلام يلبس ما ما يتيسر ولما لبس ثوبا اشغله عن بعض المندوبات لما كان فيه من الزخارف والاشكال والصور قال خذوا هذه واتونية ابي جهل لم يكن عليه الصلاة والسلام وهو سيد الزاهدين يأنف اكل اللحم بل دخل مرة على بيته عليه الصلاة والسلام فرأى برمته فقال لاهله قربوا لي هذه البرمة وقد قرب اليه خبز شعير واذا من الخل فقال عليه الصلاة والسلام الم ارى البرمة يعني توجه نظره الى ما رأى من اللحم فقالوا يا رسول الله لحم اهدي الى بريرة وقال عليه الصلاة والسلام لحم تصدق به على بريرة فقال عليه الصلاة والسلام هي لها صدقة ولنا عدية اذن استخدام الميسور من الملابس واه الاكل من الميسور من المطعومات في البيت وركوب المراكب المتيسرة دون كلافة ليس مخالفا للزهد اذا ما هو الزهد الذي نريده حتى نكون زاهدين في الدنيا نريد اربعة امور الامر الاول الا تنشغل القلوب بالدنيا الفانية وانما تكون امور الدنيا الفانية في ايدينا سواء كانت دنانير او دراهم او ريالات او دولارات وهذا رأس وهذا رأس الزهد الا يتعلق القلب بالدنيا الفانية كما قال نبي الله عيسى ان يستوي التبر من الذهب بالتراب في قلبك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد وصل الى نهاية هذه المرحلة حتى قال عليه الصلاة والسلام لو كان لي احد ذهبا ما احب ان امسي وان عندي منه شيئا الا ان انفقه في سبيل الله الا شيئا يدخره لي جهاد او كما قال عليه الصلاة والسلام اذا الامر الاول الذي لا بد منه لمن يريد ان يكون جاهدا الا يعلق قلبه بالدنيا الفانية فانها والله لا تساوي عند الله جناح بعوضة فهل من العقل وهل من الايمان ان يعلق الانسان قلبه بشيء لا يساوي عند الله جناح بعوضة الدنيا برمتها دار ممر وليست بدار مستقر فهل العاقل يعلق قلبه الطريق الذي يمر فيه اي نعم ربما يعجب من بعض الاشياء لكن يرفع همته بالنظر الى ما في الجنة كما جاء في الحديث ان الصحابة رضوان الله عليهم تعجبوا من ثوب حرير قد جلب الى المدينة فاراد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان يرفع همم وان يعلق قلوبهم بالدار الاخرة فقال اتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولموضع صوت احدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها اذا يا عبد الله انظر هل هذه الدنيا الفانية تستحق منك ان تعلق قلبك به والقلب مخلوق لكي يسكن فيه الايمان ويقر فيه طاعة الرحمن ويكون مملوءا بالحب في الله والبغض في الله والاعطاء لله والمنع لله هذا هو اساس الزهد القلبي الامر الثاني ان لا تتطلع الى ما ليس في يدك هذه ايضا من علامات الزاهدين الثانية الا تتطلع الى ما ليس في يدك فتستخدم الميسور الموجود ولا تتكلف المفقود وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم لما خير بين ان يكون نبيا ملكا وبين ان يكون نبيا عبدا قال بل نبيا عبده اجوع يوما فيذكر ربي واشبع يوما فاشكر الله عز وجل اذا ينبغي على من يريد الزهد في الدنيا ان يستخدم الميسور والا يتطلع الى المعسور وهذا كان حال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فانه عليه الصلاة والسلام كان في مأكله وفي مشربه وفي مركبه وفي مسكنه انما يستخدم الميسور واذا رأى من بعض اصحابه طول امد نبههم وهذا هو الامر الثالث من الامور التي عليها بناء الزهد في الدنيا وهو ان يقطع الانسان طول الامل فان طول الامل والنظر الى المدى البعيد بحيث ينشغل الانسان فيه لجمع الدنيا هذا يخالف الزهد ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لبعض اصحابه وهو ابن عمر قال كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل بالله عليكم اسألكم سؤالا عندكم وعندنا اناس غرباء يعملون هل رأيتم غريبا يجمع مالا ثم يجعله في مكان غربته ام يرسل المال الى داره وموطنه كلنا نرى ان الغرباء يجمعون الاموال ويرسلونه الى موطنهم فاذا من يريد ان يكون زاهدا في الدنيا فعلي ان يكون غريبا يجمع ويرسل يجعل رصيده لاخرته لا ينظر الى الارصدة في الخزانة الدنيوية لا ينظر الى الارقام الحسابية في البنوك وانما ينظر الى رصيده الاخروي لانه يعلم انه سيكون اناس يقولون يوم القيامة يا ليتني قدمت لحياتي مثل بعض الناس اليوم من المسرفين الذين يسرفون على انفسهم فيما في ايديهم ثم اذا جاءهم امر من الخير اذا بهم يتأسفون يعتذرون ولا ينفقون ثم هم في امور الفساد وفي امور الفسق ينفقون الالاف المؤلفة واذا قيل لهم في سبيل الخير لا ينفقون الدرهم ولا الدينار هؤلاء يقولون يا ليتني قدمت لحياتي اذا لابد لمن يريد ان يكون زاهدا في الدنيا ان يقصر الامل وان يقطع الامد كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل الان انسان سافر من البحرين يريد ان يذهب الى مكة اذا فتح الله طريق العمرة نسأل الله عز وجل ان يدفع الوباء عن بلاد المسلمين وعن العباد والبلاد حتى يتيسر الذهاب والاياب فهل احد منكم اذا اراد الذهاب الى مكة في الطريق وهو عابر شبيه اذا رأى واحة خضراء ربما ينتظر عندها برهة من الدقائق فلنقل ساعات ويستريح ثم يكمل سيره ولا يلتفت الا الى هدفه الاسمى وغايته العظمى وهو الوصول الى بيت الله عز وجل فهكذا ينبغي علينا ان نكون اذا اردنا ان نكون زاهدين في الدنيا كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل طالع نافع وكان ابن عمر اذا اصبح لا ينتظر المساء واذا امسى لا ينتظر الصباح وهذه الكلمة او هذا الخبر يتضمن امرين الاول قصر الامل والثاني انه لا يؤخر اعماله التي تقربه الى الله عز وجل فيسير بها اولا باول اذا لا نعلق قلوبنا بالدنيا ولا نتطلع الى المعسور واذا ما ليس عندنا ولا نطيل الامل الامر الرابع الذي يسهل على الانسان الزهد في الدنيا ان يعلم ان الارزاق الدنيوية المالية والجاهية والاحوالية والصفاتية كلها مقسمة فماذا كالاجل المحتوم والشكل الموسوم والحال فانا نرى بعض الناس عنده مال ولا صحة عنده نرى بعض الناس عنده الاولاد ولا مال عنده ونرى بعض الناس عنده الجاه لكن ليس عنده اولاد وهكذا فهي مقسمة فاذا كان الامر كذلك يجب على الانسان ان يستيقن ان مقسم الارزاق هو الله عز وجل فحينئذ يسهل عليه الزهد ويرضى بما قسم الله له وهي درجة عالية فوق درجة الصابرين ان يصبر الانسان على قل للدنيا ومرها كيف يصبر الانسان على حلم الدنيا وذلك باستخدامها في طاعة الله عز وجل المال والبنون زينة الحياة الدنيا فيستخدم ذلك في طاعة الله تبارك وتعالى واذا كان يعيش في مر الدنيا فعليه ان يعلم انه في عافية ولو لم يكن من يعيش في مرارة الدنيا الا في عافية انه قليل الحساب يسير المآب يوم القيامة يتجاوز الاغنياء فيدخل الجنة قبلهم بخمسمائة عام بخمس مئة عام وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون ومن اراد الزهد فلينظر الى حال النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان يعيش جاءته المغانم من البحرين فصلى الفجر فقسم المغانم كلها وزكوات وفيها من الوان الدنيا ما فيها حتى المطاعم والمشارب والملابس فلما صار الضحى قد انتهى من القسمة جاء الى اهله وقال هل عندكم من طعام اكله او اطعمه؟ قالوا لا. قال فاني صائم علينا ان ننظر الى خليل رب العالمين كيف كان زاهدا في الدنيا مات عليه الصلاة والسلام والجزيرة تحت يده من شرقها الى غربها من بحر الخليج الى بحر القلزم الاحمر ومن شمالها الى جنوبها ودرعه مرهونة عند يهودي الدرع مرهون عند يهودي بحفلة من شعير لماذا؟ لانه عليه الصلاة والسلام كان يعيش عيشة الزاهدة ايها الاخوة ان سلفنا الصالح علموا وعرفوا اهمية الزهد ولهذا الفوا في هذا الباب وقلما نسمع في هذه الدنيا الفانية الحديث عن الزهد حتى اصبح مع الاسف الشديد من يدعي الديانة والاستقامة يقاتل الناس على دنياهم وعلى جاههم وعلى مناصبهم واصبح هو واياهم شيئا واحدا لا تكاد تفرق بين اهل الدنيا واهل ان الدين لا يمنع ان يكون عند الانسان مال كما كان عند عثمان وعبد الرحمن ابن عوف لكن يكون ذلك الحق الا من قال هكذا وهكذا وهكذا وكان منهم عثمان ومنهم عبدالرحمن بن عوف فعلى الانسان ان يزهد في هذه الدنيا وربما تجد من يقول ولا تنسى نصيبك من الدنيا يا اخي هذه الاية ليست لاجل ان تأخذ من الدنيا للدنيا لا هذا فهم خاطئ انما المقصود ولا تنسى نصيبك من الدنيا اي خذ من الدنيا لاخرتك قدم من الدنيا لاخرتك ولهذا لما قسم لحم قالت بعض امهات المؤمنين يا رسول الله قد ذهب كله ولم يبقى الا هذا. واشار الى قطعة واشارت الى قطعة لحم فقال صلى الله عليه وسلم بل بقي كله الا هذا يقول الانسان كما جاء في الحديث مالي مالي الناس يحسبون المال هو ما في البنوك او ما في الخزائن وهل لك من ما لك الا ما اكلته فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت يعني جعلته امامك وما سوى ذلك فهي لورثتك ليس مالا لك غرمه عليك وظلمه لهم ان يحسن التصرف ان يحسن التصرف حمدوا وان اساءوا التصرف يطعم غلامه مثله وكان لا يكنز دينارا ولا درهما فان كنز الانسان فلا بأس لكن باعطاء حقي المكنوز وهو اعطاء السائل والمحروم اخراج الزكاة وتحصيله بلا طمع ولا حرص ومن حلال وانفاقه في حلال لذلك ايها الاخوة لان وقت هذه المحاضرة كما قيل لي لا ينبغي ان يزيد عن عشرين دقيقة وقد زدنا احيلكم جميعا الى كتاب الى ما الفه علماؤنا في هذا الباب وعلى رأسهم الامام العلامة الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى وامام اهل السنة والجماعة تلميذ تلاميذ عبد الله بن المبارك الامام احمد فقد الف هؤلاء كتبا بعنوان الزهد فانظروا فيها رعاكم الله واختم حديثي هذا بقول للحسن البصري رحمه الله قال قيل لي عيسى عليه السلام الا نبني لك بيتا فقال لا احب ان يضاف الي شيء من الدنيا فقال رجل للحسن البصري رحمك الله اويعذبنا الله على هذه قال لا ولكن على حب الدنيا ولكن على حب الدنيا. الله يبغض الدنيا حتى قال عليه الصلاة والسلام الدنيا ملعونة ملعون ما فيها قلا ذكر الله الا ذكر الله او عالما او متعلما وما والاه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم الزهد في الدنيا وان يجعلنا وان يجعل الدنيا في ايدينا لا في قلوبنا وان يرزقنا واياكم اتباع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الفقر والغنى بالعسر واليسر بالمنشق والمكره وشكر الله للاخوة هذه الظيافة ولكم حسن الاستماع وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاك الله خير يا شيخ ما قصرت الله يرحم والديك واياكم الله يبارك فيك ويحفظكم الله يرحم والديك ما قصرت يا شيخ وان شاء الله تروح يروح هذا المرض وتشرفنا ان شاء الله باذن الله ان شاء الله معزز ومكرم الله يحفظكم يعزكم ونستفيد من علمك طال عمرك الله يكرمكم وان شاء الله لنا لقاء ثاني ان شاء الله وياك. ان شاء الله سلامي للاخوة جميعا الله يسلمك سلم على الجماعة يا شيخ وعليكم السلام