ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم القيامة وبعد فهذه كلمة عن الهداية من حيث معناها اولا بين الهداية في الشريعة وفي شرائع الانبياء صلوات ربي وسلامه عليهم تطلق هذه الكلمة على معنيين معنى مرتبط بالامور الدنيوية فيقال فلان هاد رشيد اي الى اموره الدنيوية ومعنى يطلق على المعاني الدينية فلان هداه الله اي صار على الشرع الذي انزله الله تبارك وتعالى فالهداية شرعا هو العلم والعمل الصالح الذي يكون منزلا يتعلمه الانسان من مصادر الشريعة المنزلة ويعمل وفق ذلك ومن هذا الباب تسمية الله جل وعلا بعض عباده بالراشدين وبالهداة وبالمهديين وجاء في الحديث بوصف النبي عليه الصلاة والسلام للخلفاء الاربعة الراشدين بانهم راشدون ومهديون وذلك لانهم كانوا على العلم المنزل وعلى العمل الصالح فحقيقة الهداية هي شاملة للاستقامة على الدين كلا علما وعملا اخلاصا واتباع ومن هذا الباب ندرك وجه تسمية اهل البدع باهل الضلالة ما وجهوا تسمية اهل البدع باهل الضلالة مع انهم في الاصل ينتسبون الى الاسلام لان هدايتهم الدينية ليست كاملة اما فقدوا الاخلاص وهذا هو حال المنافقين واما فقدوا الاتباع وهذا حال المبتدعة الضالين ولهذا حذرنا النبي عليه الصلاة والسلام من المحدثات لانها قواطع من طريق الهداية قواطع تقطع على الانسان الطرق الموصلة الى الهداية التامة والله تبارك وتعالى من اوصافه الهادي فهو سبحانه هدى ويهدي وهو جل وعلا هذه الحائرين وهدي المضلين وهادي العاصين يهدي من يشاء ويظل من يشاء سبحانه وتعالى وهذه الهداية وهذه الضلالة متعلقة بحكمة الله تبارك وتعالى بالتكليف ومتعلقة بحكمة الله تبارك وتعالى بما يعلمه من عبده مما يختاره او مما يرجحه مما يريد عمله واذا اراد الانسان ان يستيقن كيف ان الله تبارك وتعالى يهدي من يشاء ينظر الى اسباب الهداية في بعض الامم السابقة كيف هدى زوجة فرعون وهي في بيت الضلالة في بيت امام الكفر في زمانه وهو فرعون ولا وكيف ان الله تبارك وتعالى اخرج عكرمة من صلب ابي جهل الهداية عندما يتأمل فيها الانسان يجد انها من عطايا الرحمن تبارك وتعالى وكل عطايا الرحمن الفضلية والكسبية كلها مرتبطة بحكمة الله تبارك وتعالى ومرتبطة بعلم الله تبارك وتعالى اما انواع الهداية فان المتأمل في نصوص الشرع يجد ان الهداية نوعان هداية دلالة وارشاد وهي التي تسمى بهداية العلم وهي اشبه ما تكون بالامارات التي ترشدك الى الطريق التي تريد الوصول اليه والله جل وعلا جعل على طريق الحق هدايات ارشادات انتم تشوفون اليوم الحكام الصالحون بل حتى الحكام الكفرة لا يهملون الناس في الطرقات يجعلون يمنة الطريق ويسرة الطريق لوحات ينشدون الناس كيف يسيرون اذا كان هذا من سياسة الملوك في ملكهم فرب العالمين تبارك وتعالى الحكيم العليم اعظم دلالة وارشادا لمن اراد ان يسلك الطريق الموصل الى يا جناته تبارك وتعالى كل ما تمشي في الطريق وانت تشوف اللوحات اللي يقول لك خفف السرعة السرعة المسموحة كذا المنطقة الفلانية يمينك المنطقة الفلانية يسارك تذكر كرب ان الله جل وعلا نصبه علامات للهداية العلمية الموصلة الى طريق الجنة اعظم من نصب الملوك والامراء والحكام العلامات الارشادية الدالة على هذه الطرقات الوضعية وهذا يجعلنا ندرك عظيم منة الله تبارك وتعالى وفضله على العباد وهداية العلم هذه هي التي قال الله عز وجل بحقه عن النبي عليه الصلاة والسلام وانك لتهدي الى صراط مستقيم وقال في وصف القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي يهدي في الموضعين بمعنى يرشد ويعلم ويخبر ويذكر النوع الثاني من انواع الهداية هداية القلب او ما يسميه العلماء بداية التوفيق والالهام وهذه لا يمكن لاحد ان يؤثر فيه الا رب العالمين تبارك وتعالى فهداية القلب بداية التوفيق والارشاد هذه من خصائص رب العالمين تبارك وتعالى حتى انبياؤه ورسله ليس لهم شيء من هذا النوع من الهداية ولهذا قال الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء انك لا تهدي من احببت المنفي من الهداية هنا غير المثبت في الاية السابقة في اية سورة الشورى وانك لتهدي الى صراط مستقيم المنفي انك لا تهدي من احببت هي هداية القلب هداية الالهام والتوفيق واما هداية وانك لتهدي الى صراط مستقيم دائرة العين انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء لا تظنوا ان النبي عليه الصلاة والسلام عياذا بالله قصر في ارشاد عمه او في تذكيره او في اخباره او في وعظه او في امره او في نهيه لا والله بل كان اعظم الناس عناية بعمه صلوات ربي وسلامه عليه وكان يهتم لهداياته اكثر من اهتمامه بدايته قومه من حيث العموم فكان له عناية خاصة بهداية عمه الى عمه صلوات هداية عمه ابي طالب كان اكثر هما صلوات ربي سلامه عليه ومع ذلك الله تبارك وتعالى لم يهدي ابا طالب وذلك لانه جل وعلا هو الذي يملك هو الذي يملك من هنا ندرك ان الملك ملكه ان سلطان سلطانك وان الحكم حكمه وما الناس الا يعني يتحركون من حيث ما يريده جل وعلا في ملكه العام ولو شأن لا يكون كافر ما كان كافر. لا امن من في الارض كلهم جميعا. افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين اذن بداية التوفيق والالهام بداية القلب هذه من خصائص رب العالمين تبارك وتعالى ثم لنعلم ان هداية العلم درجات وهدايته القلب درجات فمن الناس من ينالوا الدرجة الاولى من الهداية يدخل في الاسلام ثم يقصر علمه عن ادراك الدرجات العلا من العلوم الشرعية المنزلة وبناء على ذلك يقصر نيله المراتب العلية في جنات الخلد الابدية وهكذا هداية التوفيق والالهام درجات فقد يوفق الله عز وجل عبده للدخول في الاسلام دخولا اوليا ثم يبقى كذلك ومن هنا ندرك اهمية الدعاء بالهداية ولماذا رب العالمين تبارك وتعالى امرنا في كل ركعة من ركعات صلاتنا ان نقول اهدنا الصراط المستقيم اعظم دعاء على وجه الارض هذا الدعاء الذي نقوله في كل ركعة من ركعات صلاته اهدنا الصراط المستقيم لان بدايتها الدخول في الاسلام اقامة الصلاة نهايتها ويتوسط ذلك وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط مستقيم. نهايتها الجنة تعرفها لهم هداهم اليها يدخل احدهم الى باب الجنة وكأنه يدخل الى قريته وبلدته التي كانت في الدنيا لا يسأل احدا اين داري واين بيتي هذي الهداية عظيمة وذلك يستشعرها لما تقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ومن هنا ندرك اهمية الدعاء بلا ذكاء بالهداية في اذكار الصباح وفي اذكار المساء لان الانسان اذا لم يهدى يظل في اموره الدنيوية فضلا عن اموره الدينية حتى لو كان على علم عظيم فانه اذا لم يسأل الله عز وجل الهداية يغيب عن ذهنه هذا العلم فينكر ما كان معروفا عنده ويصبح معروفا ما كان منكرا عنده ولهذا ينبغي للانسان ان يسأل الله عز وجل الهداية والتوفيق على الدوام وان لا يغيب عن ذهنه ذلك ولكن المقصود ان الهداية درجات فاعظم انواع الهدايات من حيث الدرجة هدايات الانبياء صلوات ربي وسلامه عليه. هم اعظم الناس هدى ولذلك يصح ان يلقبوا بالمهديين وكل نبي هو مهدي وكل نبي هو هاد مهدي يعني حاصل على المرتبة العالية من درجات الهداية ولذلك حتى المهدي الذي سيكون في اخر الزمان من علامات الساعة محمد ابن عبد الله من ذرية الحسن رضي الله تعالى عنهم هذا الرجل يلقب بالمهدي ووجه كونه يلقب بالمهدي لانه من علماء الامة ومن خيار الامة يعرف النبي عليه الصلاة عرف النبي عليه الصلاة والسلام بفظله وبفظائل من معه من المؤمنين حتى اخبر انه يعرف اسمائهم واسماء ومنازلهم في الجنات اذا الناس في الهداية على درجات اذا كان الامر كذلك فينبغي للعاقل ان ينتبه لا يكتفي بمجرد هداية اولية بل ينبغي ان يكون لا يزال ان يكون مستمرا طالبا مجتهدا دوما فلا يمر عليه يوم ولا ليلة الا ويطلب الزيادة من الهداية وينظر الى نفسه ويحاسب ماذا حصل من الهداية ننتقل الى ذكر اسباب الهداية سواء كانت هذه الهداية الهامية او كانت هذه الهداية غير الهامية. فما هي اسباب الهداية الالهامية؟ ما هي اسباب الهداية القلبية هذه قضية مهمة قد يكون القائل عندما طالب حمى النبي عليه الصلاة والسلام. بل وحمى المسلمين ومع ذلك لم ينل الهداية القلبية يقول لي في ذلك حكم ابو طالب هو الذي قال قصيدة طويلة في مدح النبي عليه الصلاة والسلام قاربت مئة بيت هو الذي كان يقول ابيض يسقى استسقى الغمام بوجهه. كان المشركون اذا اجدبوا يقدمونه وهو صبي. يقول له ادع يا محمد الله عز وجل فيغاثوه وكذلك لما شب وكذلك لما صار كهلا قبل النبوة فلما انباه الله جحدوا ذلك كله اذا لا بد ان ندرك ما هي اسباب نيل الهداية القلبية الالهامية لا شك ان ذلك راجع الى فضل الله لكن لابد ان ندرك ان فظل الله تبارك وتعالى عطاؤه الفضلي عطاؤه الفضلي مبني على حكم مبني على علم علم الله جل وعلا ان ابا طالب انما حمى النبي عليه الصلاة والسلام حمية لا له فلم ينله الهداية القلبية ولو انه حماه لله لكان ذلك سببا في هدايته كل ذلك مقدر وقد يقول القائل ان ابا سفيان كان من رسائل كفر وكان رئيس الكافرين في غزوة احد ولكن كسرت فيها رباعية النبي عليه الصلاة والسلام وشج فيها وجهه ودخل السيف والرمح في مغفره صلوات ربي سلامه عليه الجواب نعم لكن هل كان علم ابي سفيان بنبوة النبي عليه الصلاة والسلام ومحاربة ابي سفيان للنبي عليه الصلاة والسلام كان عن جهل في قلبه او لا وقد جاء في حديث ابن عباس في اول حديث في البخاري بعد حديث انما الاعمال بالنيات انه قال لما سأله يرقل عن علامات النبوة اجابه قال في نهاية الحديث قال اه ابو سفيان فعلمت حينئذ ان الله مظهر دينه ها علمت حينئذ معناه ما كان يعلم قبل ذلك فمحاربته وابائه واستكباره للنبي عليه الصلاة والسلام لم يعلم فلما علم اسلم فنال الهداية والفضل. لهذا لابد ان ندرك ان الهداية الهامية القلبية التوفيقية ولا شك انه فظل من الله لكنه مبني على العلم والحكمة ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته لاحظ ارتباط يدخل من يشاء برحمته بالعلم والحكمة ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليمة واما اسباب الهداية الدلالية فالتعلم انسان يتعلم الانسان يطلب الحق يجعل في قلبه شعاره يجعل شعاره في قلبه الحنيفية قبول الحق ممن تاب صغيرا او حقيرا صديقنا وعدوه لا يبالي لان نشد الحق مطلبه وغايته فاذا كان الامر كذلك ربما يفتي اليوم فتوى يرجع عنها غدا وربما يقول اليوم قولا ثم يرجع عن ذلك غدا. حتى قال الصديق والله اني لاحلف على يمين ثم فارى غيرها خيرا منها الا كفرت عن يميني واتيت الذي هو خير. وجاء ذلك مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام اذن من اسباب نيل الهداية الدلالية ان يكون الانسان قاصدا الحق طالبا الحق متحريا يتعلم لا يأتي عليه يوم الا ويتعلم ويكسب العلم ويجتهد فيه حتى ينال المراتب العالية في اسباب الهداية الدلالية ننتقل الى هداة الدلالة لا شك ان الدلالة هداة الدلالة العلمية انه اول من يهدي هذا العلم هو الله جل وعلا ولذلك ربنا تبارك وتعالى يهدي الدلالة القلبية ويهدي الدلالة العلمية ولذلك ذكرت في اول الكلام ان ملوك الدنيا يضعون العلامات والدلالات والهدايات والارشادات التي تسمى باللوحات الارشادية في ملكهم فكيف برب العالمين تبارك وتعالى الذي هو ارحم باحدنا من امه من الام بولدها ارحم باحدنا من الام بولدها فاذا اعظم الهداة وصفا هو رب العالمين تبارك وتعالى. حتى الهداية العلمية. ولذلك انزله قال انزله بعلمه. اي القرآن يقول ابن عباس انزله وفيه علم انزله وفيه علمه لماذا انزله في علمه لنهتدي وايضا من الهداة لا شك انك كتب ربنا تبارك وتعالى كلام ربنا تبارك وتعالى يصح ان يوصف بان هذا الكلام يهدي وهذا القرآن يهدي كما جاء في منصوص القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى فالقرآن هداية التوراة هداية قبل ان يقع فيه التحريف ان يجيه الهداية قبل ان يقع فيه التحريف والقرآن هداية ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام في وصاياه والحديث في صحيح مسلم من حديث زيد ابن ارقم قال واني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا كتاب الله تأمل كلمة لن تضل والمضادة للهداية لن تضلوا ابدا هي تساوي الهداية. لان الضلالة عكسها الهداية كتاب الله وعند الحاكم باسناد صحيح تركت فيكم ما ان تمسكتم به ما لن تضلوا ابدا كتاب الله وسنتي اذن كلام الله يهدي ومن الهداة ايضا الملائكة فانهم يهدون وقد كان جبريل عليه السلام يخص نبينا عليه الصلاة والسلام بالعناية وبالارشاد والدلالة لما عرض عليه الوعاءان عرض عليه وعاء من خمر ووعاء من لبن في ليلة الاسراء والمعراج اشار اليه جبريل ان يشرب من اي الاناءين شاء فكأنه نظر الى جبريل يستشيره فاشار الى وعاء اللبن قال فشرب وعاء اللبن صلوات ربي وسلامه عليه فطرة ولذلك الملائكة يهدون ولو لم يكن من هداية الملائكة الدلالية الا انزال جبريل للقرآن ولو لم يكن من هداية الملائكة الدلالية الا ان الملك اذا وقع الانسان في الذنب في الصباح الى المساء وهو يدعو له ويقول للاخر الذي يكتب السيئات اخر عنه لعله ان يتوب. اخر عنه لعله يتوب. حتى لا تبقى في صحيفته واذا عمل الذنب في المساء يقول الاخر لا تكتب عنهم لعله ان يتوب قبل ان يصبح ولذلك جاء في منصوص القرآن الذين يحملون عرشه ومن حوله يؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيله وقهم عذاب الجحيم هذا نوع من انواع الدلالة او هداية الدلالة ايضا العلماء وهم ورثة الانبياء يهدون هداية الدلالة لا سيما الصادقون العاملون منهم الذين اورثوا العلم واخذوه من منبعه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا سمى الله عز وجل ما انزله من القرآن هداية وسمى الله جل وعلا العلماء العلماء هداة وعلماء الضلالة يفتون من جيوبهم ويقولون هذا من عند الله كما قال عز وجل عن احبار السوء والضلالة قال اكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون ايش هذا من عند الله فهؤلاء شر الخلق لا يستحقون الهداية جعلناهم ائمة يهدون بامرنا يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا لما صبروا مطلقا يحتمل لم يذكروا يرحمك الله لم يذكروا المتعلق به لم فصبروا عن ايش مطلق تضع له التقديرات الصحيحة كلها صحيحة. لما صبروا على العلم فتعلموه لما صبروا عن الدنيا فزهدوا فيها لما صبروا عن الكسب وخلصوا الى تعلم العلم لما لما الى اخره يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون اما فضل الهداية ونتائجها فهي عظيمة ايها الاخوة لو لم يكن من فضل الهداية ونتائجها الا دخول الجنة لكانت حريا بالعبد ان يحرص عليها كيف وفيها من المصالح الدنيوية العاجلة ما الله به عليم ما لا يمكن ان نحصر الفضائل الهداية الدنيوية. فكيف بفظائل الهداية البرزخية؟ فكيف بفظائل الهداية الاخروية تأمل ان المهدي لا يخرج من لسانه الا ما هو حق الا ما فيه حسن بعيد عن قبيح الكلام بعيد عن بذاءة اللسان بعيد عن اذى الجيران بعيد عن اذى الخلق لا يرفع لحظه الا لله ولا يرفع قدمه خطوة الا لله ولا يتكلم يرفع شفته الا لله هذه فضائل عظيمة ولذلك الله سبحانه وتعالى بينوا ومدحهم وبينهم قال عن المؤمنين سيهديهم تأمل الان الفظايل المترتب على هذي الهداية ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم. نسأل الله ان نكون منهم واما فضل الهداة الذين يهدون الناس باقوالهم باعمالهم بافعالهم بحسن سمتهم بحسن سيرتهم فظائلهم عظيمة ويكفي في ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ثم لما اصبح كل الناس حتى عمر يقول ما تمنيت الامارة الا يومين مش ربوا لها. فقال اين علي؟ فاوتي به. وكان وكان قد اصيب بالرمل فدعا له ونفث في عينيه فما اشتكى عينيه قط ثم اعطاه الراية قال انفذ على رسلك. فوالله لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم رجل واحد الهنا بعض الناس في الغرب يدعو الى الله جل وعلا يدعو الى الله جل وعلا ويهدي الله به الخلق هل يمكن وانت هنا وانت تتقن لغة ما ان تدعو الى الله تبارك وتعالى يا عبد الله تذكر هذا الحديث فوالله لان يهدي الله بك هنا ما السببية اي بسببك سواء بكفالة داعي او بكلمة او بنشر او تأليف او او الى اخره بك رجلا واحدا خير لك من حمل الله ولولا ظيق المقام لذكرنا فظائل آآ الدعاة والهداة الى الله تبارك وتعالى. وهي كثيرة ومذكورة في كتب الدعوة الى الله جل وعلا ننتقل للنقطة التاسعة وهي عشر نقاط الذين لا يستحقون الهداية من هم لا شك انه ليس لاحد حق واجب على الله تبارك وتعالى وذلك لان الخلق خلقه والملك ملكه فكيف يكون للعبد حق على شيء لكن الله جل وعلا اخبر انه سبحانه لا يهدي اصنافا من الناس وعلى رأس هؤلاء لا يهدي المضلين المظلون في ظال وفي مظل الظال الذي ظل الطريق المضل اللي يضل غيره ومن هنا ندرك حتى قضية ابليس تأملوا في قضية ابليس ابليس لما عصى ولم يسجد لادم عليه السلام ما اخرجه الله مباشرة من الجنة كما يظن بعض الناس ما اخرجه الله اجرا من الجنة وانما اخرجه من مكان كرامته من المكان الذي خاطبه فيه وكان مع الملائكة المكرمين وبقي لما اصبح مظلا اخرج مع ادم عليه السلام قال اهبطوا منها جميعا. في الاية الاخرى اهبطا. منها جميعا المضل لا يهديه الله عز وجل. ومن هنا قال العلماء رحمهم الله بصحة حديث ان الله لا يقبل توبة صاحب بدعة او ان الله حجر التوبة عن صاحب بدعة بالفاظ متعددة معنى هذا الحديث انه لا يستحق على الله الهداية. ولكن ليس معناه ان الله قد لا يهديك يمكن يهديه منه ومنه لكن نحن نتكلم الان عن الذين لا يستحقون الهداية. سواء كهداية العلم او هداية التوفيق والقلب اولهم المضل. ولهذا قال جل وعلا ان الله لا يهدي من يضيء ان الله لا يهدي من يضل بضم الياء وكذلك المفترون على الله جل وعلا الذي يفتري على الله في حكم او في تشريع يقول هذا دين الله كقول احبار السوء ولهذا تجد في قلوبهم العماية تخيل ان رجل مثل حيي بن اخطأ من كبار احبار اليهود يذهب الى مكة المشركون يسألونهم يقولون له قبل ان نعقد معك معاهدة في غزوة الاحزاب لابد ان تبين لنا من اهدى سبيلا نحن ام محمد صلى الله عليه حين اخطب يعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام يؤمن بموسى وبالتوراة ويؤمن بالجنة وبالنار وبالبعث بالنشور وبالحساب ووالى اخره ويعلم ان المشركين هؤلاء لا يؤمنون لا بموسى ولا بالتوراة حتى لو كان بين حنين بن اخطب وبين النبي عليه الصلاة والسلام عداوة كان ينبغي عقلا ان يقول والله محمد اقرب اليه لكن مع هذا قال الله عز وجل عنهم يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا شوفوا الضلالة وين توصل يوصل بالانسان لان الانسان الذي يفتري الكذب على الله لا تدري باي واد يهلك ولهذا قال العلامة ابن القيم في اعلام الموقعين في بيان خطورة التوقيع عن رب العالمين ليفتي عن الله هذا موقعا لله ولذلك سمى كتابه اعلام الموقعين عن رب العالمين الموقعين شوف عن رب العالمين ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث البغيرة لشعبة وجاء الحديث متواتر عن عدة من الصحابة قال ان كذبا علي ليست كذبا على احد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار كذلك الذين يكذبون ويكثرون من الكذب ولو مادحا لا يستحقون الهداية ولهذا جاء في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذاب وبالعكس ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا والصديقية من مراتب الهداية العلية كذلك من الذين لا يستحقون الهداية الكفار الكفار والكفار والظلام والظالم والفاجر والفاسق وكذلك المتكبر لا يستحق الهداية والخوان ان الله لا يهدي كيد الخائنين الخوان الذي يخون الناس او يخون دين الله ويخون عهد الله ووعد الله وكذلك المسرفون ان الله لا يهدي من هو مشرف كذاب اما الذين يستحقون الهداية هذا الاستحقاق من الله فضل جعله على نفسه. المؤمن يستحق الهداية فلو وقع منه زيغ اذا بك تجده يتنبه كما قال عز وجل اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. شوفوا الفضل من الله. ليش؟ تذكر ليش تنبه اذا وقع في ذنب احس بالم في قلبه من هداية الله له من توفيق الله له من فضل الله عليه اذا بس ام طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون كذلك الذين يستحقون الهداية المنيب الذي يكون دائما كثير التوبة كثير الانابة حتى لو ظل يهديه الله جل وعلا يرجعه الله تبارك وتعالى ولهذا نجد ان بعض السلف لما نظروا الى احوال بعض الناس فاخبروا انهم ظلوا قال اني يعلم الله فيه خيرا يرجع. رجع وهذا يحصل ولذلك الله جل وعلا يهدي المنيب الاواب التواب ولهذا ينبغي الانسان يكثر الاوبة والتوبة الى الله جل وعلا كذلك الطالب في الحق الراغب في المائل اليه وهو الحنيف الذي نقوله في اذكار صباح او مساء وبك اصبحنا بكم سيناء اه ونقول على ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كانوا من المشركين حنيفة اي طالب ان الحق راغبا اليك نسأل الله جل وعلا ان يأخذ بايدينا وايديكم حتى ندرك الهداية التامة الكاملة وان يهدينا واياكم هداية والقلب لما يحب ويرضى وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين