وهذه الايات باتفاق المفسرين نزلت في السنة الثانية من الهجرة النبوية ذلك لان الصوم كان قبل ذلك لم يكن فرضا وانما كان نفلا ومن اهل العلم من قال ان الصوم كان فرظا صوم عاشوراء الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فان من الاهمية بمكان التفقه في ما يتعلق بفقه الزمان. وبما اننا مقبل على شهر رمضان فينبغي علينا ان نتأمل وان ننظر الى ايات كتاب الله جل وعلا فيما يتعلق بالصيام وايات الصيام كحال الصيام. فالصيام انما هو مجموع في شهر واحد وهو شهر وقد وردت اياتها مجموعة في مكان واحد في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام الى الصفحة التي تليها امر ميسور قد كتب على من قبلكم من الامم. وامتثله من امتثله من اهل الايمان منهم. ووقع من غيرهم ثم بين الحكمة من ايجاب هذا الصوم. فقال جل وعلا لعلكم تتقون ولم يكن قد فرض الله رمظان فلما فرض الله صوم شهر رمضان نسخ ما عداه وكان المشركون هو الجاهليون يعرفون الصوم. حالهم كحال اهل الكتابين اليهودي والنصارى. يعرف هنا الصوم لكنهم في صومهم يقعون في شركيات وفي بدعيات اخرجوا الصوم عن معناه الشرعي وربنا جل وعلا في هذه الايات ابتدأ الخطاب بنداء لطيف. يا ايها الذين امنوا وياء نداء بمعنى اقبلوا واي تعميم بمعنى الكل. وهاء تنبيه فتأملوا ما في في هذا الخطاب يا اي هاء. يا ايها ما الطفه من خطاب يا ايها الذين امنوا والذين اسم الموصول وصلته امنوا هم المنادون ولهذا يقول عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعي لها سمعك فانه اما خير يأمرك الله به او شر ينهاك الله عنه. وهذه النداءات في القرآن قد جاوزت ثمانين نداء وهي نداءات خاصة لان النداءات في القرآن على انواع عامة يا ايها الناس يا بني ادم وخاصة يا ايها الذين امنوا يا اهل الكتاب ونحو ذلك يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام فمن قوله امنوا كتب عليكم الصيام استدل العلماء رحمهم الله انه لا يصح الصوم وان صامه ليس بمؤمن فالكافر لو صام فانه لا يصح صومه. لان من شرط الصوم الاسلام والايمان وفي قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام فيه دلالة على ان الايمان قد يكون مدركا ببعض اجزائه وببعض اشياء لكن الكمال في الاتيان بتمامه ومن جملة ذلك الاتيان بالصيام. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام ومعنى كتب يعني فرض. واصبح لازما. وهذا يعني انه امر مفروغ منه لا يعتريه نسخ ولا تبديل وهو مكتوب في اللوح المحفوظ عند الله جل وعلا. ومكتوب في بيت العزة ومكتوب في هذا القرآن. كتب عليكم الصيام ومعنى عليكم يعني على سبيل الالزام. كتب عليك الشيء يعني الزمت به والصيام مصدر صام يصوم صوما والمقصود بالصيام هنا المعنى الشرعي لا المعنى اللغوي فان الصوم معناه في اللغة مطلق الامساك واما الصوم في المعنى الشرعي فهو الامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس ومن رحمة الله انه قال الصيام ولم يقل الصوم لانه لو قال كتب عليكم الصوم لكان الامر اشق لانه يلزم حينئذ ان من اغتاب انه ما صام الصيام والصوم كلاهما مصدران لصامه لكن الفرق بينهما ان الصوم متضمن للمعاني الجوفية والقلبية للصوم كما قال عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور وشهادة الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه الصوم معنى ارقى من الصيام. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل الصوم لي وانا اجزي به وكم من صائم ليس له من صومه شيء؟ هو صايم لكن ليس له من صومه شيء لماذا؟ لان انه صام بمعنى امسكه. لكنه لم يأتي بالصوم المطلوب وهو ترك الحرام واجتناب المنهيات كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. وكما تشبيه اي كالذي كتب على الذين من قبلكم قد يقول قائل هل الصوم المفروض علينا شهر رمضان؟ هو عينه كان مفروضا على الامم السابقة اما من حيث في الشهر فلا. اما من حيث فرضية الصوم فبالاجماع فان مباني الاسلام الخمس شهادة ان لا اله الا الله. وان نبي الزمان هو رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت هذه المباني الخمس هي فرض في زمن ادم في زمن نوح في زمن ابراهيم في زمن موسى في زمن عيسى في زمن النبي صلى الله هذه المباني الخمس لا تختلف وانما الاختلاف قد يقع في كمية الصلاة. في كيفية الصلاة في كمية الصوم في كيفية الصوم كذلك اركان الايمان الست امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله مسائل الاعتقاد ما فيها خلاف لهذا قال كما على الذين من قبلكم فان قال قائل فان الذين من قبلنا لا نراهم يصومون كصيامنا فهذا يدل على تحريفهم وتغييرهم كما ترون انتم وتشاهدون في الواقع العملي من ينتسب الى الاسلام وليس صومه كصومنا اما في الامساك واما في الافطار واما في الزمان واما في النيات واما في فكذلك وقع التحريف عند اهل الكتاب في الصوم. كما كتب على الذين من قبلكم. وفي قوله كما كتب على الذين من قبلكم تسلية لهذه الامة ان هذا الفرض ليس شيئا شاقا بل هو وهذه لعلكم تتقون علة غائية. اذا العلة الغائية من فرضية الصوم الوصول الى التقوى وليس المعنى كتب عليكم الصيام لتصلوا الى التقوى وان من وصل الى التقوى ليس بفرظ عليه هذا لم يقله احد من المفسرين. وانما يقوله بعض المنتسبين الى التصوف ممن يزعم الحقيقة والباطنية. فقوله لعلكم تتقون اي لعلكم بصيامكم تنالون درجات المتقين. فدلنا على ان الصوم من اعظم ما يصل به العبد الى منازل المتقين فهذه غاية مقصودة ولعل اذا كان من جانب الله جل وعلا فهي بمعنى وجب كذلك عسى ولكن اذا اضيف الى العباد فمعناه لعلكم ترجون بصيامكم اجرا والثواب و المراتب العلية. ولهذا لما قال الله جل وعلا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة خايفة انهم الى ربهم راجعون. قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله اهم الذين يسرقون ويفعلون ويفعلون. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا. هم الذين يصلون ويصومون ويفعلون ويخافون الا تقبل منهم. هذا هو معنى الترجي. الانسان يعيش بين الخوف والرجاء لعلكم تتقوا ومن هنا ندرك ادراكا جازما ان من يقول ان قلبي ابيض وانا الحمد لله محصل التقوى وهو لا يصوم انه كذاب. لانه لا يمكن النيل لا يمكن نيل مراتب المتقين الا بالصوم لان الله قال لعلكم تتقون والمقصود به تتقون اي تصلون الى مراتب الخائفين الله عز وجل. المراقبين الله جل وعلا. والصوم مدرسة لاعداد النفس فان الانسان اذا اختلى بنفسه لم يطعن. ولم يشرب يراقب الله جل وعلا. فكذلك في ذلك تربية للنفس انه اذا ما جابها الحرام فانه لا يرتكب لانه يراقب الله جل وعلا ثم بين ماهية هذا الصوم بقوله اياما معدودات كتب عليكم الصيام. كم يوم؟ قال اياما معدودات. والمعدودات عند العرب ما يمكن عده بالاصابع بدون حاجة الى قلم او ورق اياما معدودات قيل الايام المعدودات هي التي يمكن عدها بالاصال. فالعرب تستطيع ان تعد بالاصابع. فيقول واحد ثلاثة اربعة خمسة واذا فعلوا هكذا معناه واحد وخمسين فلهم اشارات يمكنهم ان يعدوه بالاصابع اياما معدودات يعني قليلات وقوله اياما نكرها وذلك لان الله لم يبينها بعد ما هي هذه الايام المعدودات من حيث التعيين قال فمن كان منكم مريضا هو فرظ الان الايام المعدودات. فمن كان منكم مريظا بين ان ثم استثناءات في هذا الوجوب فمن كان منكم مريضا لا يستطيع الصوم الا بمشقة او لا يستطيع الصوم البتة فمن كان منكم مريظا سواء كان مريظا لا يستطيع الصوم البتة او يستطيع الصوم مع المشقة فهو المريظ. وقد كان عامة السلف اذا اصيبوا بمرض ما كانوا يصوموا. ويأخذون العلاج والدواء ولا يتحملون لان الله جل وعلا خيرا بان اطعم الصائمين. وقد جاء في الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال من اطعم اما صائما كان له مثل اجره من غير ان ينقص من اجره شيء. فمن تطوع خيرا فهو خير له يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه فمن كان منكم مريظا منو المريظ اللي يفطر؟ هو اللي يعرف نفسه. اني انا اذا كملت صومي اتعب. كملت صومي ادخل في مرظ يزيد عندي المرض اذا ما اخذت الدوا يزيد عندي المرظ. اذا كان لا يفهم فيسأله طبيب مسلمين ويصح حينئذ ان يعمل بشهادتيهما فمن كان منكم مريضا او على سفر او على سفر فيه دلالة على ان المسافر يجوز له ان لا يصوم فان الله جل وعلا استثناه من هذه الايام المعدودات ولم يلزمه بالصيام. ولو كان مطيقا ولو كان مطيقا للصف. فمن كان منكم مريضا او على سفره. فان صام المسافر فباتفاق الفقهاء ان صام المسافر فان صومه صحيح. لكن يكره له الصوم ان لحقه اندحقته المشقة والا فلا يكره. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يصومون في السفر ولكن قال الصلاة والسلام لمن اصابه تعب او نصب في السفر ليس من الصيام البر من ليس من البر الصيام في السفر قال مبينا ان الذي يجوز له ان يترخص المريض والمسافر فعدة من ايام اخر فعدة اي فعدة ما افطر من ايام اخر غير الايام المعدودة فعليه بقدر عدة بقدر ما افطر من ايام اخر غير الايام المعدودات الفرض فيه الصوم. ثم قال وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قال في اخر هذه الاية وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون. فمن الذي يعلم خيرية شهر رمضان؟ من الذي يعلم خيرية الصوم. من الذي يعلم خيرية التطوعات؟ هم العالمون هذه الاية اول ما نزلت كان على عمومها كان المعنى على العموم وكانت الاية على عمومها فمن كان وعلى الذين يطيقونه اي ان انسان الذي يطيق الصوم ولا يريد ان يصومه فماذا عليه؟ فدية طعام مسكين فكان في اول الاسلام من شاء لا يصوم مع طاقته للصوم لم يصم. واطعم مكان كل يوم مسكينا ثم هذا المعنى نسخ في عموم قوله في الاية التي بعدها فمن شهد منكم الشهر فليصمه ولكن هذا النسخ ليس عاما بل نسخ لخصوص بعض المعنى. وباق لبعضه. فيكون قد تكون الاية باقية على المعاني الاخرى. مثلا وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسك. اي على الذي يطيق الصوم لكنه لا يصوم لانه يلحقه المشك مشقة. فعليه ان يطعم هو ما هو مريظ لكن يلحقه المشقة. كيف؟ كان يكون حامل مثلا او مرظع. فان كان حاملا او مرضعا او كان يريد انقاذ انسان هو يطيق الصوم لكنه يحتاج الفطر لحاجة انسان اخر لإنقاذ غريق او اطفاء حريق فالله يقول وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فاذا دلت الاية فيما لم ينسخ من معانيها كما قال ابن عباس الشيخ والشيخة اذا افطرا فعليهما الاطعام. هما يطيقان الصوم لكن بالمشق. فعليهما اذا افطرا الاطعام وكذلك من اسطر من المرأة الحامل او المرضع اذا افطرت الحامل او المرضع خوفا على نفسها فعليها القضاء فقط وليس عليها الفطر لان حالها كحال المريض. فان افطرت ليس خوفا على نفسها بل خوفا على جنينها. او خوفا على رضيعها فهي تنطبق عليها الاية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فعليها القضاء لانها افطرت وعليها لانها كانت مطيقة وافطرت. وهذا هو قول الامام احمد رحمه الله وبه قال جمع من الصحابة. ومعنى فدية طعام مسكين جاء تفسيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يطعم مكان كل يوم مكان كل يوم مسكينا يطعمه مد بر او نصف آآ المد من البيضاء عند بعض العلماء. والذي يضبطه ان يكون يطعام مسكين غداء او عشاء. فان كان في رمظان ففطور او سحور مش ففدية طعام مسك فان افطر الشيخ الكبير المدرك للفرد لماذا نقول المدرك للفرظ؟ لان الشيخ الكبير او الشيخ الكبيرة اذا لم يكونا مدركين للفرد فهما غير مكلفين. فليس عليهما شيء ولا في مالهما شيء هذه مسألة مهمة لابد من التنبه لها. لو ان الرجل خرف في اخر عمره اعاذنا الله واياكم من ذلك. لو خرف في اخر عمره ما يخرجون عنه كل يوم اطعام مسكين. لان الصوم في حقه غير فرض. لان من شروط الفرضية الادراك والبلوغ عقل والاسلام وهذا غير مدرك ما عنده عقل. وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فمن تطوع خيرا فهو خير له. فمن تطوع خيرا بان حمل نفسه مع المشقة فصام فهو خير له وهذا تفسير مروي عن جمع من الصحابة. والمعنى الاخر فمن تطوع خيرا بان زاد عن اطعام المسكين فهو خير له لان الاطعام كله خير. وكلا المعنيان وكلا المعنيين صحيحا من تطوع خيرا بان صام مع المشقة فهو خير له لان في الصوم منافع عظيمة فمن وهذه وهذه الجملة الخبرية فمن تطوع خيرا فهو خير له عامة في بكل التطوعات فتذكر ان كل تطوع فهو خير لك. عاجلا واجلا. في نفسك وفيما حياتك وفي مماتك وفي مالك وفي ذريتك. فاكثر من التطوعات. وهذا المعنى جاء منصوصا عليه في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل يعني تطوعات حتى احبه فمن تطوع خيرا فهو خير له. وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون. وان وما بعدهم الفعل المضارع ممول بالمصدر والمعنى وصيامكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يعني ما الصوم لنلحق بكم المشقة بل فرضنا الصوم لتنالوا به التقوى وفرضنا الصوم لانه خير لكم وان تصوموا مع وجود المشقة فهو خير لكم. وان تصوموا مع وجود الرخصة فهو خير لكم وان تصوموا خير لكم فصيامكم خير لكم. الا ترون البركات في شهر الطاعات؟ الا تحسون قيادة الايمان مع الصيام وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون. دل على ان في الصوم والخيرية في الطاعة والخيرية في التطوعات انما يعلمها من حصل نوع علم شرعي واما من لم يكن عنده نوع علم شرعي فانه لا يدرك هذه الخيريات. ولا هذه البركات تمر عليه شهر اه ايام رمظان كسائر الايام. ليس في حياته فرق بين هذا وذاك. لماذا؟ لانه لا يعلم. لان الله وكلما زاد الانسان في علمه ازداد علمه بخيريات شهر الطاعات والعبادات ونوافل الطاعات. وكل ما قل علمه كلما قل علمه بخيرية هذه الاشياء. ثم بين هذه الايام المعدودات في الزمان. هي ايام معدودات من حيث العدد. طيب في الزمان متى نصومه؟ قال شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن. اذا اياما معدودات متى؟ شهر رمظان دل على ان الركن في الصوم في شهر رمظان. فمن صام الفرظ في غير رمظان لغير عذر لم تقبل منه قدمه عن شهر رمضان او اخره لغير عذر. وقد يروى في هذا حديث من افطر في في رمضان عامدا لم يقظه وان صام الدار لكنه لا يصح. لكن هذه كبيرة من كبائر الذنوب ذنوب ينبغي للانسان يحذر من الفطر في شهر رمضان. شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. ورمضان قال هو الاسم الشهر الوحيد المذكور في القرآن. والله جل وعلا قال ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله. وليش اثنعشر شهر؟ ليش مو ثلتعش شهر ليش الاسبوع سبعة ايام؟ ليش مو ثمانية ايام؟ لانه الله اللي خلق الزمان فهو اللي وضع له الاسبوع ووضع له الاشهر. موب على كيفي. حتى لو وضع ثلتعشر شهر الحسابات راح تخربط عندهم لو وضعوا الاسبوع ثمانية ايام حساباتهم تتخربط. رب العالمين هو الذي وضع هذا النظام في الكون. شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن. لذلك يسمى هذا الشهر بشهر القرآن. ومعنى انزل يعني ابتدي انزاله فيه كما قاله سعيد وغيره. وقال ابن عباس انزل فيه القرآن اي جملة واحدة من السماء من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في بيت العزة. ولا تعارض بين هذا وبين كون القرآن منزلا من عند الله المنزل الى السماء الدنيا الى بيت العزة هو المصاحف التي قال الله عنها في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي فهم يقرأون القرآن كما انت تقرأ القرآن. يتلون القرآن ويتقربون الى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الماهر في القرآن ها مع السفرة الكرام البررة اي الذين يقرأون القرآن قال جل وعلا شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. فاول الايات اقرأ باسم ربك الذي خلق نزل في شهر رمضان. هدى الناس وبينات من الهدى والفرقان. هدى للناس هنا بمعنى لكي يهتدوا للعمل فهدى للاولى هداية عمل. وبينات من الهدى والفرقان الهدى الثانية هداية العلم فدلنا على ان الصوم من هدايات العمل. وان العلم بفرضية الصوم من هدايات العلم. ومن جمع بينهما جمع الهدايات التي فيها النفع هداية العلم وهداية العمل وهداية العلم معرفة الدليل وهداية العمل العمل وفق الدليل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس. القرآن هدى لكل الناس. عربيهم وعجمهم. مشركهم وكتابيهم لكن في هدايات خاصة للمتقين هدى للمتقين. وبينات من الهدى والفرقان. اي ادلة واضحات من الهدى اي من الدلالات الدالة على فردانية الله جل وعلا والوهيته وعلى دينه وعلى ما يتقرب به عبد الى ربي وبينات من الهدى والفرقان. ومعنى الفرقان الدليل الفارق الذي يفرق به المسلم بين الحق والباطل بين الشرك والتوحيد. بين الكفر والايمان. بين السنة والبدعة. فمن شهد منكم الشهر بقي حيا ونسأل الله ان يبلغنا واياكم رمظان ونحن في صحة وعافية وايمان فمن شهد منكم الشهر بقي الى ان جاء رمضان فشهد شهر رمضان فليصمه وهذا الزام وهذا الذي قال فيه كما انها ناسخة لعموم قوله وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فمن شهد منكم من؟ اي البالغ عاقل وكتب عليكم الصيام اي المسلم. فدلنا ان الصوم لازم ويلزم المسلم البالغ العاقل الصحيح المقيم. هذه شروط فرظية في رمظان اما شروط فرض الصوم فالاسلام والبلوغ والعقل طيب والصبيان؟ الصبيان يصومون تدريبا. قال جل وعلا فمن شهد منكم الشهر فليصمه وقوله من من الفاظ العموم وقوله شهد منكم الشهر فليصمه. دل على جواز اعتبار شهادة الواحد. لان منكم اي من اهل الاسلام فان شهد الهلال هلال رمضان مسلم واحد وكان معروفا بعدالته وثقته فينبغي على الاخرين ان صوموا فان لم يعتبر شهادة الواحد فليس للناس ان يصوموا. وانما الصوم يكون جمعيا والفطر الجمعية والصوم يوم تصومون والفطرة يوم تفطرون كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. هذا ايضا تأكيد انه وان كان نسخ عموم ما سبق لكن المريض والمسافر باق حكمهما. ولهذا كرر ومن كان مريضا من اهل الاسلام او على فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. هذه قاعدة مطردة في الشريعة ان الشريعة على اليسر لا على العسر. فكل امر تجد فيه تعسيرا فاعلم ان العلة ان العلة ان هذه التي تفعلها او هذا الذي تقوله فيه شيء زائد عن الشريعة ولذلك ادخلتك في التعسير انتبه الشريعة بابنائها كلها على السماح على اليسر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر اليسر المقصود به الشريعة السمحة ما هو اليسر على كيف الناس التساهل وترك الواجبات دلنا على ان هذه الشريعة الاسلام الخاص مبنية على السماحة مبنية على اليسر ولهذا كان من قواعد الشريعة المشقة تجري بالتيسير يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وهذه ارادة شرعية. ولا يريد بكم العسر. ولتكملوا العدة يعني عدة شهر ايش؟ ولتكملوا عدة شهر ايش؟ اكملوا عدة شعبان اذا لم تروا الهلال. واكملوا شهر رمظان اذا لم تروا هلال شوال ولتكملوا العدة تام على المعنيين. فاذا لم نستطع ليلة تسعة وعشرين رؤيته الى رمضان فنكمل عدة شعبان ثلاثين. واذا لم نستطع رؤية شوال في ليلة تسعة وعشرين من رمظان فنكمل رمظان ثلاثين يوما ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم وهذه في ليلة العيد. يبدأ التكبير المطلق ها في ليلة العيد بمجرد رؤية الهلال او بمجرد اكمال العدة ثلاثين يوما فاذا اذن المغرب في يوم ثلاثين من رمضان يبدأ التكبير المطلق الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. ولتكبروا الله على ما هداكم. على ما هداكم ايضا هذا المقصود به هداية علم وعمل. فصمت ووفقتم لذلك ولعلكم تشكرون. فالله جل وعلا ينبغي ان يشكر على توفيقه حيث وفقنا للعمل وعلى توفيقه حيث هدانا للعلم. ثم ذكر ضمن ذلك واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون على ان من خصائص رمظان الدعاء. الا ترون ان الناس يقنتون في رمظان قنوتا خاصا فالدعاء من الامور العظيمة التي ينبغي التشاغل بها في التشاغل به في رمظان وايظا فيه دلالة على ان الصائم له دعوة فقرن الدعاء بالصوم. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ان للصائم دعوة مستجابة فادعوا بها ثم قال احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم. اذا في الليل لا يوجد صيام. صيامنا اهل الاسلام من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس. كان في اول الاسلام ان الذي اه يأتي عليه المغرب ولا يأكل ولا يشرب ثم يذهب ويصلي ثم يأتي وينام فاذا قعد بعد ذلك بعد ما نام اذا جلس في منتصف الليل ما كان له ان يفطر لا ان يأكل ولا ان يشرب ولا ان يأتي اهله كان عليه ان يواصل الى اليوم اللي بعده ثم ان بعض الصحابة وجدوا مشقة في ذلك فالله سبحانه وتعالى نسخ ذلك بقوله احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم. يعني يجوز آآ فعل مفطرات في الليل. فالصوم في النهار. والرفث الجماع ودواعيه كما قال ابن عباس. هن لكم وانتم لباس لهم. ما اعظم هذا المعنى العظيم وهذا وهذه قاعدة من قواعد التعامل الزوجي في الستر بين الزوجين وتحمل بعضهما البعض ثم قال علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم. اي يوم ان فرض عليكم والزمكم بانه اذا لم تفطروا عند الاذان ثم نام احدكم فليس له بعد ذلك ان يأكل ولا ان يشرب ولا ان يأتي آآ اهله علم الله عز وجل علما آآ من حيث افعالكم ووقوع ما حدث منكم انكم كنتم انفسكم ومعنى تختارون انفسكم يعني انكم تبحثون عن طريقة لكي يزيل الله عز وجل ذلك عنكم وختن الانسان نفسه اي بمعنى انه بحث عن امر يكون له فيه سعة. تختانون انفسكم عليكم وعفا عنكم. فهذه من نعم الله جل وعلا. انه جعل بعد اذان المغرب المفطرات امرها مفتوحا الى اذان الفجر لهذا قال فالان باشروهن مطلقا. وابتغوا ما كتب الله لكم من الولد والحرص والحرث والعفاف العفة ونحو ذلك وكلوا واشربوا من ما دام اذن المغرب كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر الخيط الابيظ يكون في جهة المشرق وهو الفجر الصادق هكذا افقيا. بخلاف الفجر الكاذب فانه يكون عمود والمقصود بالخيط الابيض هنا الفجر الصادق. والخيط الاسود ما يكون في الفجر من الظلام في جهة المغرب. قال فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم. وقوله باشروهن على سبيل الاباحة بعد الحظر. وهذه قاعدة مطردة قال كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم يتموا الصيام الى الليل فاذا بان الفجر الصادق او سمعت اذان الثقة المؤذن بالفجر وجب عليك الامساك ولا امساك قبل الاذان والامساك الموضوع قبل الاذان بدعة. قال صلى الله عليه وسلم ان بلالا يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم حتى يؤذن ابن ام مكتوم. وهنا قال كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من يتبين ثم قال ثم يتموا الصيام الى الليل. فالإمساك الصوم هو الإمساك بنية مخصوصة من طلوع الفجر الصادق الى الشمس الى سقوط قرص الشمس الى اذان المغرب. ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد. هذه مسألة خاصة متعلقة اعتكاف فمن لوازم صحة الاعتكاف تركه مباشرة النساء ولزوم المسجد. ثم قال تلك حدود الله اي ما بينه الله مما يجب عليكم ان تلتزموه. وما بينه مما يجب عليكم ان تنتهوا عنه. هي حدود الله جل وعلا فاحذر ان تنتهك حدود الله تلك حدود الله فلا تقربوها. مجرد القربان لا ينبغي لك ان تقربها. لانه كما جاء في حديث النعمان ابن بشير ومن آآ يركع في الحمى يوشك ان يقع فيه. ثم قال كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون. نسأل الله عز وجل ان يبلغنا واياكم رمظان وان يرزقنا التقوى والايمان والصيام. هذا باختصار ومن اراد التفصيل فليقرأ كتاب آآ في تنبيهات على ايات احكام الصيام. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يتقبل منا ومنكم صالح العمل ويعينا واياكم على انفسنا وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين اذا احد عنده سؤال نفتح المجال سلاسل تفضل يا عمر فمن فمن تطوع خيرا فهو خير له. ها وان تصوموا خير لكم فمن تطوع خيرا فهو خير له نعم المريض الذي لا يرجى برؤه يفطر ويطعم مسكين المريض الذي يرجى برؤه يفطر وليس عليه شيء يفطر وليس عليه ليس عليه الا للطعام الا في سورة واحدة ان يكون مريضا قد افطر. ثم جاء وقت القضاء فلم يقضي. حتى ادركه رمضان الاخر. فعليه القضاء نعم الغريقة الذي يريد ان ينقذ الغريق. يفطر يفطر. وعليه الاطعام وعليه القضاء عليه للطعام وعليه القضاء لماذا عليه للطعام؟ لانه افطر لغيره. نعم حاله كحال الحامل والمرضع اذا خاف على ولديهما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت