الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اطلبوا اخوانكم في مركز الدرب دعوتكم لحم اللقاء الشهري لفضيلة الشيخ الثوم محمد هشام طاهري بعنوان سلامة الصدر فليتفضل الشيخ مشكورا مأجورا جزاك الله خيرا الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فالحقيقة يسرني ان التقي باخواني في هذا المكان المبارك الذي اسأل الله جل وعلا ان يجعله عامرا بالطاعة وان يبارك لصاحب الديوان واهله وان يبارك فيكم جميعا كما يسرني ان اتقدم بين يديكم بهذه الكلمة التي اختارها الاخوة وهي بعنوان سلامة الصدر وقبل البدء ان الحديث حول هذا الموضوع نقول ايها الاخوة نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الاسلام ونحمد الله تبارك وتعالى على نعمة السنة ينبغي على الانسان ان يستشعر نعمة الاسلام والايمان هذه النعمة العظيمة التي بها اخرج الله عز وجل عباده من ان يكونوا اشباه البهائم او اضل الانسان الذي يتأمل بنعمة الاسلام يجد انها نعمة عظيمة لو لم يكن من اثار هذه النعمة الا ان الله سبحانه وتعالى عصم الانسان من عبادة المخلوقات لكانت هذه النعمة نعمة لا يمكن ان تثمن باموال الدنيا كلها وانتم اليوم كما يقال العالم اليوم بيت واحد ترون وتشاهدون الذين يعبدون غير الله كيف انهم في المصائب ينادون ويستغيثون بالمخلوقات وترون كيف انهم يذلون لمعبودات باطلة ثم النعمة الثانية نعمة السنة هذه النعمة العظيمة التي ينبغي ان نحمد الله عز وجل عليها والاسلام من اصلي وتربيته المتبعين والمنقادين له والسنة ايضا تربي على هذا الموضوع الذي نحن بصدده وهو سلامة الصدر فينبغي علينا جميعا ان نتأمل في هذا الموضوع وهو كيف نحافظ على سلامة صدورنا اذا تأملنا في احوال انفسنا ونظرنا ان الاعمال معلقة اذا كان في القلب شيء فهذا احد الاسباب الدافعة الى سلامة الصدر فان الاعمال تعرض على الله عز وجل في كل اثنين وخميس والله سبحانه وتعالى يقبل منها ما يشاء الا اعمال المتشاحنين او المتشاحنين وهذا امر خطير ايها الاخوة فقل لو لم يكن من فوائد سلامة الصدر الا ان الانسان يقبل عمله لكان حريا به ان يحرص على سلامة الصدر من ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله ان من الذنوب المانعة من المغفرة وجود الشحناء في القلب وجود الشحناء في القلب ومصداقه ما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال تفتح ابواب الجنة كل اثنين وخميس تفتح ابواب الجنة كل يوم اثنين وخميس فيغفر لكل عبد الا لمشرك او مشاحن وفي رواية اه من غير طريق ابي هريرة ترفع الاعمال في كل اثنين وخميس فيقول الله انظروا هذين حتى يصطلحا فوجود الشحناء في القلب سبب مانع من اسباب قبول الاعمال اي نعم اختلف العلماء في المراد بالشحناء في هذا الحديث فقد قال امام اهل الشام ابو عمرو عبدالرحمن بن عمرو الاوزاعي رحمه الله ان المراد بالشحناء شحناء اهل البدع خيار هذه الامة كما هو موجود في قلوب غلاة الخوارج والروافض وهذه مسألة عظيمة وخطيرة فاول ما نحتاجه في سلامة صدورنا ان نحرص على سلامة صدورنا تجاه من؟ تجاه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تجاه خيار الامة الذين شهدت لهم الامة بالخيرية وشهادة الامة مقبولة بدلالة القرآن والسنة. قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا. لتكونوا شهداء على الناس لتكونوا شهداء على الناس ظن ظان ان المقصود لتكونوا شهداء على الناس خاص بيوم القيامة. لكن الاية عامة والاصل بعموم اللفظ لا بخصوص السبع كذلك جعلناكم الاية من سورة البقرة وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فما دامت الامة شهدت للائمة فينبغي لنا اعتبار هذه الشهادة وسلامة صدورنا تجاههم يأتي بعد الف واربع مئة سنة انسان ويثير الفتن في فلان من العلماء في فلان من المحدثين في فلان من المفسرين في فلان من المؤرخين هذا كلام خطير تلامت الصدور اول سلمها سلامة الصدور تجاه صحابة محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم اذا من من معاني سلامة الصدر عدم وجود الغل في القلب عدم وجود الشحناء عدم وجود الغل في القلب ومعنى حمل الغل في القلب ان يحمل الانسان شيء تجاه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لقضية دينية وهذا امر خطير ايها الاخوة ولذلك ايها الاخوة ينبغي علينا ان ننتبه يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله كلمة جميلة يقول فافضل الاعمال تأملوا هذه الكلمة يقول افظل الاعمال سلامة الصدر من انواع الشحناء كلها افضل الاعمال سلامة الصدر من انواع الشحناء كلها وافضلها اي افضل مراتب سلامة الصدر وافضلها السلامة من شحناء اهل الاهواء انك تبتعد عما في قلوب اهل الاهواء من الشحناء تجاه امة الاسلام تجاه خيار الامة تجاه اه خيرة القرون وهم القرن الاول والثاني والثالث هذه مسألة عظيمة نعيد كلمة الحافظ ابن رجب لانها اعجبتني والله وهي كلمة عظيمة خرج من عالم متمكن مطلع على احوال الامة يقول افضل الاعمال سلامة الصدر من انواع الشحناء كلها ثم قال وافظلها السلامة من شحناء اهل الاهواء والبدع التي تقتضي الطعن على سلف الامة وبغضهم والحقد عليهم واعتقاد تكفيرهم او تبديعهم وتظليلهم ثم يلي ذلك سلامة القلب من لعموم المسلمين وارادة الخير لهم ونصيحتهم وهنا يأتي امور عملية كيف اجعل قلبي سليما لاتجاه عموم المسلمين بثلاثة امور الامر الاول ان تجعل في قلبك ارادة الخير لهم لا يوجد خير ديني الا وانت تحرص على ايصاله لعموم المسلمين بقدر ما بقدر ما اوتيت من وسع وطاقة وتبذل ولا تقصر ولا تكسل ولا تخذل وهذا من معاني قول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم واخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله هذا من معاني ذلكم المعاني العامة وهو داخل تحت العموم في المعدة فينبغي على الانسان ان يحرص اول ما يحرص ان يجعل في قلبه ارادة الخير للمسلمين ويشهد له ما جاء في حديث اه انس رضي الله عنه وغيره في صحيح البخاري ومسلم وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ما معنى هذا الحديث؟ لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. معناه اهمية ارادة الخير للمسلمين مسلم اهمية ارادة الخير للغير من المسلمين وان لا يكون المسلم وان لا يكون المسلم كنودا وان لا يكون المسلم عياذا بالله حقودا وان لا يكون المسلم عياذا بالله تعالى شحيحا بالخير بل تجد من علامات كمال الايمان سخاوة النفس وشخاوة النفس حقيقتها ارادة الخير لعموم المسلمين ما يقول الانسان لماذا فلان يرتقي عليه؟ فلان يصير فوقي ما ينظر هذه النظرة. ينظر كيف يوصل الخير للغير ويعلم ان المراقي الدنيوية هي مراق دنيوية. وهي فانية تفنى بفناء ايامها ولياليها وبفناء اه آآ مناصبها واحوالها وانما المراقي الاخروية هي العظيمة. التي لا تدرك العلو فيها يوم القيامة الا بالسلم العظيم وهو سلامة الصدر تأمل معي حينما تريد الخير لعموم المسلمين كم ستحصل من الخيرات؟ كم ستحصل من البركات؟ كم ستحصل من الرفعة والدرجات عند رب العالمين جل وعلا وفي المسند من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع اصحابه فقال يطلع عليكم رجل من اهل الجنة فدخل رجل وتحت اه ابطه نعاله تقطر لحيته ماء متوضي فجاء دخل وجلس وفي اليوم الثاني قال النبي صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم رجل من اهل الجنة فطلع نفس الرجل وفي اليوم الثالث قال عليه الصلاة والسلام يطلع عليكم رجل من اهل الجنة فطلع نفس الرجل يقول انس رضي الله تعالى عنه فاستضافه عبدالله بن عمرو بن العاص راح وقال له انا ضيف عندك وجا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص نفسه انه قال اي عمان بيني وبين ابي شيئا واني اريد ان ابيت عندك يريد ان يطلع فاستضافه الرجل فلم يرى منه صياما كثيرة ولا صلاة كثيرة ان صلاته صلاة عادية وصومه صوم عادي ما هو من الناس الذين تقول عنده عبادات ظاهرة تميز بها عما يدركه عبد الله ابن عمرو ابن العاص وانت لا تنسى ان عبد الله ابن عمرو ابن العاص هو ذاك الرجل الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان يختم القرآن في كل ثلاث وكان يقوم من الليل ثلثه حتى توفاه الله عز وجل من يوم عمره احدعشر سنة الى ان توفاه الله تبارك وتعالى يقول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه كما قال انس فلم يرى له في بيته كبير عمل ما ما شاف شي فاخبره بالحال فقال له اه هو ما ترى الا اني ابيت وليس في قلبي شيء على احد من المسلمين وليس في قلبي شيء على احد من المسلم وهنا تأتي الاشارة الى ان الانسان ما دام انه انسان فانه يحصل بينه وبين اخيه شيء سواء كان اخوه من امه وابيه اخوه في الاسلام جاره صاحبه المتعامل معه في السوق في العمل في البيت في الذهاب في الاياب في في المجتمعات في مع الزوجة مع الاقارب مع ايا كان يحصل اشياء واشياء لكن المهم انه اذا جاء ينام لا ينفخ لا يجعل للشيطان بابا ينفخ منه الشيطان فيعظم له الامور الصغيرة حتى تصبح كبيرة يغلق هذا الباب ينام مطمئن البال مرتاح النفس ليس في قلبه شيء هو احد رجلين اما ان يكون له حق على الناس فيقول يا ربي تركت ذلك لوجهك واما ان يكون للناس عليه حق فيعزم على العفو والصفح عنهم فينام مطمئن البال. ما يفكر كيد المسلمين ولا يفكر بالمكر للمسلمين ولا يفكر كيف يسقط فلانا وكيف آآ يجعل الفلان اسفل منه وكيف وكيف لا يفكر هذه التفكيرات؟ البتة لماذا؟ لان قلبه قائم على سلامة الصدر واساس سلامة الصدر كما بينا من حيث السلب سلامته من الشحناء والبغضاء ومن حيث الايجاب ارادة الخير للغير من المسلمين ليس هذا فقح فحسب بل بل حبهم حبهم حبا لاجل الاسلام في حب الناس لاجل مراتبهم في دين الله عز وجل. فلان من الناس زاد آآ زاد علمه احبه لذلك علمه نقص حبه لذلك. فلان من الناس زادت عبادته صار حبه اكثر. نقصت عبادته صار حبه له اقل هذا هو من معاني الحب في الله هذا من معاني الحب في الله عز وجل ولذلك ايها الاخوة ينبغي ان ننتبه ان هذا الحديث العظيم الذي يقول غير اني انام يقول غير اني ابيت وليس في قلبي شيء على احد من المسلمين فقال عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنهما بهذا بلغ ما بلغ وفي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال قيل يا رسول الله اي الناس افضل هذا الحديث وان كان متكلم في اسناده لكن نتأمل الان المعنى صحيح له شواهد. قال اي الناس افضل؟ قال كل مخموم القلب كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا يا رسول الله صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال هو التقي النقي الذي لا اثم فيه ولا بغي ولا اغلى ولا حسد تأملوا هذه المعاني العظيمة شرفنا الله بالاسلام الحمد لله على نعمة الاسلام. الحمد لله الذي هدانا لهذا. وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله شرفنا الله بالسنة شرفنا الله بالسنة العظيمة اذا كيف الان نجعل في قلوبنا غنا وحقدا وحسدا قبل امس وانا اقرأ اية سورة الشورى كنت اتأمل مع نفسي لماذا الملائكة خصوا دعاءهم للمسلمين الذين سلموا من الكبائر وسلموا من البدع. تتعجب مع نفسي وانا اقرأ الاية الذين يحملون العرش ومن حوله ها يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما طيب ايش استغفارهم؟ جاء تفسيره الان ربنا ويستغفرون الذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما تم الان استغفاره فاغفر ما قال للذين امنوا قال فاغفر للذين اتابوا اي ليسوا مضطرين على ذنوب فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك اي ليسوا من اهل البدع اقول ليش الملائكة خصوا دعاؤهم للتائبين غير المصرين على الكبائر وللمتبعين سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وسبيل الله غير المبتدعين لم اجد له معنى الا انهم طيبون فيجعلون اقوالهم وافعالهم واعمالهم للطيبين ولهذا ينبغي علينا نحن ان ننتبه لما طيبنا الله بالاسلام وطيبنا الله بالسنة هل يليق بنا ان نجعل في قلوبنا شيئا ليست من صفات الانبياء والمرسلين ولا من صفات الصحابة المرظية عنهم عند رب العالمين ولا من صفات العلماء الربانيين لا فينبغي علينا ان نحفظ ان نجتهد على سلامة قلوبنا وصدورنا. يقول قالوا صدوق اللسان نعرفه. فما مخموم قلب قال هو التقي النقي الذي لا اثم فيه الذي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله قال بعض السلف اعظم الاعمال سلامة الصدور وسخاوة النفس سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للامة ثم قال تأملوا هذه العبارة العظيمة من ابن رجب يقول وبهذه الخصال اللي هي سلامة الصدر وسخاوة النص نفس والنصح للامة. يقول وبهذه الخصال بلغ من بلغ لا بكثرة الاجتهاد بالصوم والعبادة بعض الناس ربما ينفق كثيرا بعض الناس ربما يتعبد كثيرا يصوم كثيرا يصلي كثيرا يبذل كثيرا يعمل كثيرا لكن اذا كان في قلبه شيء فسلامة الصدر من ناحية الايجاب قائم على ارادة الخير للمسلمين هذا رقم واحد والثاني النصيحة كما جاء في حديث تميم آآ رضي الله تعالى عنه الداري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الدين النصيحة هذي رواية مسلم وعند ابي داوود الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة ثلاثا قال قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فكلمة الدين النصيحة تخالف وجود الشحناء والبغضاء في القلب ما يمكن انت تريد ايصال النصيحة للمسلمين نصح معناها انك تخلص له. تطيب له الكلام تطيب له الفعال. توصل له احسن ما تراه من الاعتقادات والاقوال والاعمال والفظايل بطريقة حسنة كما ينصح العسل من الشوائب هذا معنى هذا الحديث اذا سلامة الصدر ارادة الخير للغير. النصيحة للمسلمين وهذا امر عظيم ايها الاخوة. النصيحة للمسلمين وحبهم هذه بعض ما يعني احببت ان اذكر نفسي واياكم به حول سلامة الصدر ولكن هنا انبه على قضية وهي قضية البغض في اللاعب عز وجل ليظنن ظال ان سلامة الصدر منافية للبغظ في الله لا البغظ في الله من سلامة الصدر لانك لا تبغظ الا لله عز وجل فتبغض ما ابغضه الله تبغض الكفر والشرك والكافرين والمشركين تبغض البدعة والمبتدعة وتبغض الكبائر وتبغض اهل الكبائر المجاهرين تستر على من ستر على نفسه من المسلمين هذه امور لا تنافي سلامة الصدر لان المقصود من سلامة الصدر انك لا تحمل على احد من المسلمين لاجل خاصة نفسك نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم سلامة الصدر وسخاوة النفس وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين