الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتبى اثره الى يوم الدين وبعد هذه كلمة بعنوان وظايف شهر شعبان وذلك ان الله تبارك وتعالى نوع في مواسم الخيرات حتى يتعرض عباده نفحاته تبارك وتعالى ورحماته فانه سبحانه وتعالى نوع في العبادات حتى يتقرب اليه البريات كما نوع في البلاءات حتى يرتفع بذلك اصحاب المقامات والاشهر كما نعلم جميعا انها من عند الله تبارك وتعالى فهو سبحانه خالق الزمان كما انه جل وعلا خالق المكان جعل الليل والنهار والشمس والقمر بحساب كما قال حسبانا وهذا الحساب يتعلق به احكام العبادات وكثير من احكام المعاملات والعباد يتقربون الى الله جل وعلا بالعبادات وب ظبط المعاملات وفق الاحكام الشرعية وهذا الشهر الذي هو شهر شعبان قد تبتت رؤيته في السعودية اه رسميا واعلن القضاء ذلك فنكون نحن في هذه الليلة في غرة شعبان عام اربعة واربعين واربعمئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الشهر الثامن من الاشهر العربية التي نعد بها سنوات الهجرية بين شهر الله رجب بعد شهر الله رجب وقبل شهر القرآن رمضان وقد اخرج الامام احمد والنسائي من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الايام يسرد حتى نقول لا يفطر ويفطر الايام حتى لا يكاد يصوم الا يومين من الجمعة يعني من الاسبوع ان كانا في صيامه والا صامهما ولم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان يقول اسامة فقلت يا رسول الله انك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم الا يومين ان دخل في صيامك والا صمتهما قال اي يومين قلت يوم نيكة يومان تعرض فيهما الاعمال على رب العالمين واحب ان يعرض عملي وانا صائم واحب ان يعرض عملي وانا قائم هكذا جاوب النبي عليه الصلاة والسلام اسامة بن زيد قال احب ان يعرض عملي وانا صائم قلت ولم ارك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع الاعمال فيه الى رب العالمين عز وجل فاحب ان يرفع عملي وانا صائم وهذا الحديث العظيم الذي حسنه جمع من اهل العلم ومنهم العلامة الالباني رحمه الله ومن قبل الحافظ ابن رجب وابن مفلح تضمن ان افضل الصيام ما لا يضعف البدن وهو الذي يكون احيانا واحيانا سواء في الاسبوع الاثنين او الخميس او في الشهر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر الايام البيض او اغلب الشهر كشعبان ولا يضعف البدن فلا يعجز عما هو افضل منه من القيام بحقوق الله تعالى وحقوق عباده اللازمة فان اضعف او فان ضعف عن شيء من ذلك مما هو افضل منه كان تركه افضل ولهذا كان ابن مسعود لا يستطيع الصوم بغير رمضان الا قليلا فاذا كان الانسان يقدر على الصوم من دون ان يضعف في شهر شعبان فقد ان اوانه وان كان الصوم يضعفه عن الصلاة مع الجماعة او عن الذكر او عن طلب العلم فان فانه مما لا شك فيه ان الصلاة اوكت والذكر اعظم وطلب العلم افضل ولهذا قيل في النهي عن صيام الجمعة حتى لا يشغل عن الجمعة والنهي عن صوم يوم عرفة للحاج حتى لا يضعف عن الذكر والدعاء وتخصيص ليلة الجمعة بالقيام حتى لا ينام في صبيحة الجمعة وهي من افضل الايام و قال ابن مسعود رضي الله عنه وكان قليل الصوم كما ذكرت انه يمنعني من قراءة القرآن يعني الصوم يمنعني من قراءة القرآن. وقراءة القرآن احب الي وكذلك تعلم العلم النافع وتعليمه افضل من الصيام قد نص الائمة الاربعة ابو حنيفة ومالك والشافعي واحمد رحمهما الله وغيرهم على ان طلب العلم افضل من صلاة النافلة والصلاة افضل من الصيام المتطوع به فيكون العلم افضل من الصيام بطريق الاولى والعلم كما هو معلوم هو حارس الدين ولولا حفظه لضاع الدين ولولا نشره لجهل الناس الدين ولذلك كان العالم الداعي اليه الحافظ له وناشره كان قائما مقام النبي ولذلك جعل النبي عليه الصلاة والسلام طلاب العلم وراثه وقال ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن اخذه فقد اخذ بحظ وافر كما في حديث ابي الدرداء رضي الله عنه في السنن وقال ابن سيرين رحمه الله ان قوما تركوا العلم واتخذوا محاريب فصلوا وصاموا بغير علم والله ما عمل احد بغير علم الا كان ما يفسد اكثر مما يصلح وهذا مشاهد عند اهل البدع الذين يتقربون الى الله بما لم يشرعه الله ومثال اخر لو كان الصايم يضعف عن الكسب للعيال او القيام بحقوق الزوجة والاولاد فيكون تركه افضل واليه الاشارة بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث سلمان وابي الدرداء ان لاهلك عليك حقا ومما يستفاد من هذا الحديث ما اشار اليه صلى الله عليه وسلم بقوله ان لنفسك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه ويشير الى ان النفس وديعة الله فالانسان مأمور بان يقوم بحقها ومن حقها اللطف بها حتى توصل صاحبها الى المنزل ولا يتعطل ولا يعطل قال الحسن البصري رحمه الله نفوسكم مطاياكم الى ربكم فاصلحوا مطاياكم توصلكم الى ربكم فمن وفى نفسه حظها من المباح بنية التقوي به على تقويته على اعمال الطاعات كانا مأجورا كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه اني احتسب نومتي كما احتسب قومتي ومن قصر في حق النفس حتى ظعفت وتظررت كان داخلا في جملة الظالمين للنفس والحذر الحذر من ذلك ولذلك اشار النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص فقال انك اذا فعلت ذلك نفهت له النفس وهجمت له العين ومعنى نفهت اي كلت واعيت ومعنى هجمت العين يعني غارت وقال لاعرابي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم ثم اتاه من عام قابل وقد تغير فلم يعرفه فلما عرفه سأله عن حاله قال ما اكلت بعدك طعاما بنهار فقال النبي صلى الله عليه وسلم ومن امرك ان تعذب نفسك فمن عذب نفسه بان حملها ما لا تطيق من الصيام ونحوه وربما اثر ذلك في ضعف بدنه وعقله فتفوته الطاعات الفاضلة اكثر مما حصله بتعذيبه نفسه بالصيام ولهذا ينبغي لمن اراد ان يصوم شعبان ان يكون رفيقا يعرف قدر ما يصومه وقدر ما يقويه ويدربه على القدر الذي يظعفه ويتعبه وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يتوسط في اعطاء نفسه حقه ويعدل فيها غاية العدل. كما هو حاله وشأنه صلى الله عليه وسلم في جميع احواله فهو عليه الصلاة والسلام يصوم ويفطر فيقوم وينام وينكح النساء ويأكل ما يجري من الطيبات كالحلواء والعسل وغير ذلك من اللحوم وتارة يجوع يربطها على بطن الحجر اذا لم يجد شيئا فكان لا يرد الموجود ولا يطلب المفقود وكان يلبس ما تيسر ما لم يكن محرما كالحرير وربما لبس الجيدة من الثياب ان وجدت وربما لبس الخشن اذا لم يجد وكان في جميع احواله صلوات ربي وسلامه عليه جامعا بين مقامي الشكر والصبر والرضا ولهذا كان عمله عليه الصلاة والسلام على هذا النحو في شهر رمضان من الصيام وذلك انه عليه الصلاة والسلام كان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور ومما يؤكد اكثرية صومه في شعبان حديث عائشة في الصحيحين قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط الا رمضان وما رأيته في شهر اكثر صياما منه في شعبان زاد البخاري في رواية كان يصوم شعبان كله ولمسلم في رواية كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان الا قليلا وفي رواية النسائي يعني عائشة رضي الله عنها قالت كان احب الشهور الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصوم شعبان كان يصله برمضان وعنها عن ام سلمة وعن ام سلمة قالتا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان الا قليلا بل كان يصومه كله وعن ام سلمة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان وقد رجح طائفة من اهل العلم منهم الامام المبارك عبدالله ابن المبارك رحمه الله وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان وانما كان يصوم اكثره وهو اللفظ المتفق عليه ويشهد له ما في صحيح مسلم من افراده ما علمته قالت عائشة ما علمته تعني النبي صلى الله عليه وسلم صام شهرا كله الا رمضان في رواية لمسلم ايضا عنها قالت ما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا ان يكون رمظان وفي رواية له ايضا انها قالت لا اعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا صام شهرا كاملا غير رمظان وفي رواية له ايضا قالت ما رأيته قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا متتابعا الا رمظان ومما يؤكد هذا ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا غير رمضان وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يكره ان يصوم شهرا كاملا غير رمضان وذلك حتى لا يتشبه الناس في صومهم بصوم رمظان فان قيل فما وجه تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم شعبان بصيام التطوع مع انه قال افضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم فالجواب شعبان افضل لصيام النبي صلى الله عليه وسلم له دون شهري المحرم فاذا كان الصيام جوال افضل من الاشهر الحرم ولن يكون صوم شعبان افضل بطريق الاولى وذلك لان المقصود بحديث افضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم يعني مفردة واما افضلية شهر شعبان فهي كالسنة القبلية لصلاة الظهر بالنسبة لرمضان وستة ايام من شوال كالسنة البعدية بالنسبة في رمضان ولهذا كان افضل وهنا وجه اخر للفضل وهو بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وهنا وجه ثالث وهو انه عليه الصلاة والسلام انما كان يصوم لانه في هذا الشهر ترفع اعمال السنة اعمال السنة ترفع في شهر شعبان من سنة الى سنة اذا قوله شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان يشير الى هذا المعنى وهو غفلة الناس فيه الدلالة على فضل التذكر في الغفلات وفضل الذكر في الغفلة وفضل الطاعة عند آآ غفلة الناس وعدم تفطنهم لذلك وكذلك مما ينبغي علينا ان ننتبه ان شهر شعبان هو في الواقع دربة دربة لصوم رمضان فينبغي على الانسان ان يصومه وان لا يتقاعس في وها هنا امر اخر ايضا وهو ان من دخل عليه شعبان وعليه رمظان فان عليه البدار بوجوب قضاء ما عليه مع القدرة ولا يجوز تأخير القضاء الى ما بعد رمضان اخر لغير ظرورة فان اخر القظاء الى رمظان اخر كان تأخيره لعذر مستمر بين الرمضانين كان عليه قضاء بعد رمضان الثاني ولا شيء عليه مع القضاء وهذا باتفاق العلماء وان كان ذلك لغير عذر فقيل يقضي ويطعم مع القضاء في كل يوم مسكينة وهو قول مالك والشافعي واحمد تباعا لاثار وردت بذلك وقيل يقضي ولا يطعم عليه وهو قول ابي حنيفة رحمه الله قيل يطعم ولا يقضي وهو ضعيف وقول مهجور ولصوم شهر تعبان سبب اخر ايضا وهو انه عليه الصلاة والسلام لانه يبين لامته ان يبادروا لو كان عليهم قضاء فلا يدخل عليهم رمظان الا وقد ادوا ما عليهم من الفرض فيدخلون في فرض اخر قد برأت ذمتهم في الفرض من الفرض الاول اذا يشرع في بين يدي رمضان التنفل بالصيام لكن لابد ان انبه الى ان هذا التنفل مباح من اول شهر شعبان الى اخره لمن صام قبل الخامس عشر منه. اما اذا انتصف شعبان فلا تصوموا ويحمل هذا الحديث على الصحيح من اقوال اهل العلم اذا صح قد حسنه بعضهم اذا انتصف شعبان فلا تصوموا يحمل على من لم يصم قبل الخامس عشر منه فان صام قبل الخامس عشر منه فلا بأس ان يصوم بعد ذلك ايضا وهذا في النفل والتطوع. اما في القضاء فلا كراهة فيه والله اعلم كذلك هذا الشهر اعني شهر شعبان يسمى بشهر القراء فعلى قراء القراء قرآن لا سيما الذين اه يتشوقون للختمات في رمضان ويصلون بالناس ان يكثر من الختمات في هذا الشهر وذلك لسببين. اولا حتى يدخل عليهم رمظان وقد تذللت السنتهم بقراءة القرآن فيستطيعون الاكثار من الختمات وثانيا لو صلوا بالناس فانهم يكونون قليلي الخطأ ولو صلوا خلف الحفاظ فانهم يقدرون على تصحيح ذلك. ولهذا جاء في الاثر يعني المسلمون اذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرأوها وكذلك كان السلف يستحبون اخراج زكاة اموالهم في شهر شعبان تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان وعلى الاطعام والسحور. قال سلمة ابن كهيل كان يقال شهر شعبان شهر القراء وكان حبيب ابن ابي ثابت اذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء وكان عمرو بن قيس الملائي اذا دخل شعبان اغلق حانوته يعني دكانه فتفرغ لقراءة القرآن قال الحسن ابن سهل قال شعبان يا ربي جعلتني بين شهرين عظيمين فمالي وهذا القول لانه حكاية يا من فرط في الاوقات الشريف وضيعها واودعها الاعمال السيئة وبئس ما استودعها مضى رجب وما احسنت فيه وهذا شهر شعبان المبارك فيا من ضيع الاوقات جهلا بحرمتها افق واحذر بوارك فسوف تفارق اللذات قسرا ويخلي الموت كرها منك دارك تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مدارك على طلب السلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدار و اذا انتصف شعبان فلا تصوموا كما في حديث ابي هريرة في مسند الامام احمد واصحاب السنن وصححه الترمذي واورده الحاكم في صحيحه وصححه الحاكم والطحاوي ابن عبدالبر والالباني وايضا ينبغي ان انبه على امر اخر وهو انه اذا كان في اخر ايام شعبان فلا ينبغي للانسان ان فلا ينبغي للانسان ان يصوم اخر الشهر فيصل شعبان برمضان الا ان يوافق صومه صومه المعتاد. فمثلا لو كان يوم التاسع والعشرين او الثلاثين من شعبان يوم الاثنين او الخميس وكان من عادته صوم ذلك فلا بأس اما تحريه فهذا منهي عنه والصحيح من اقوال اهل العلم انه صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الشك وهو اليوم الذي يشك فيه هل دخل رمضان ام لم يدخل فيجب قطع الشك باليقين وذلك بعدم الصوم كذلك انبه على امر اخر قد انتشر بين جمع من الناس بل وبين طلبة العلم احاديث واردة في فضل ليلة النصف من شعبان وقد اختلف العلماء في ذلك بين مصحف ومضعف وقد كثرت في ذلك الروايات. ولكن امثل حديث فيه ما اخرجه ابن ماجة من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك او مشاحن وقد صححه العلامة الالباني رحمه الله ومن قبل الحافظ ابن رجب وغيره فهذا الحديث فيه دلالة وبشارة لاهل التوحيد وان الله جل وعلا لا يريد منهم ان يدخلوا على رمضان الا وقد غفر خطاياهم ابتداء من عندي بدون عمل منهم الا التوحيد ومع وجود انتفاء الموانع فان الموانع التي تمنع ادراك هذه المغفرة اعظمها الشرك ثم المشاحنة وهي المباغضة بين اثنين فمن الذنوب المانعة من المغفرة الشرك وهو اعظم مانع فان الله لا يغفر لمشرك حتى يأتي بالتوحيد ومن الذنوب المانعة الشحناء ويدخل في ذلك قطيعة الرحم ويدخل في ذلك العقوق عقوق الوالدين وحقيقة الشحناء حقد المسلم على اخيه بغضا له لهوى نفسه وذلك يمنع ايضا من المغفرة في اكثر اوقات المغفرة والرحمة كما في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا تفتح ابواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا الا رجلا كانت بينه وبين اخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا وقد فسر الامام الاوزاعي هذه الشحناء المانعة بالذي في قلبه شحناء لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا ريب ان هذه الشحناء اعظم جرما من مشاحرة الاقران بعضهم بعضا وايضا ينبغي علينا ان ننتبه ان المشاحن هو التارك لسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما روي عن ابن ثوبان الطاعن على امته صلى الله عليه وسلم السفك دماءه فيكون على هذا التفسير تفسير ابن ثوبان معنى او مشاحن يعني الخوارج وامثالهم من التكفيريين الذين يكفرون الامة ودل الحديث بان افضل الاعمال سلامة الصدر وان على المسلم الذي يريد ان يعرض نفسه لهذه الفظيلة العظيمة حتى يرد في صحيفة بيضاء نقية وبثوب نقي على رمضان ان يطهر قلبه وان يزيل ما في قلبه من الران وان يكثر من هذه الاية ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم اما قيام ليلة النصف من شعبان التي تسميها العامة بليلة البراءة او ليلة الابراء او ليلة البركة فهذا لم يثبت فيه حديث صحيح وان اهل الشام من التابعين كانوا يعظمون هذه الليلة بالعبادة لانه بلغه في ذلك اثار اسرائيلية ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه في عبادة هذه الليلة شيء ولذلك انكر علماء الحجازي منهم عطاء بن ابي مليكة عبدالرحمن بن زيد بن اسلم نقله عن فقهاء المدينة وهو قول مالك وغيرهم قالوا ذلك كله بدعة فلا ينبغي تخصيص ليلة النصف من شعبان بعبادة بل علينا ان نكتفي بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان نحذر من البدع والمحدثات ومن ذلك تقدم رمضان بيوم او يومين مخافة ان يصومه ان يفوته من رمضان كما يفعله بعض الناس و نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان يبلغنا واياكم رمضان ونحن في صحة وعافية وايمان وكان من هدي السلف رحمهم الله تعالى انهم يسألون الله عز وجل ان يبلغهم رمضان حتى اذا بلغوا رمظان بدأوا بالطاعات وشمروا عن ساعد الجد في العبادات فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يمن علينا وعليكم بالعافية والصحة والايمان حتى يدركنا رمضان فنقومه ونصومه على الوجه الذي يرضيه عنا وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين جزاكم الله خير شيخنا وبارك فيكم وجعل الله ما قلتم قدمتم في ميزان حسناته احسن الله اليكم اخوانا الله واياكم الله اذا عندكم اسئلة خمس دقائق اكتفي طيب نشوف تفضلوا ابو مريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا جزاكم الله خير على هذه الدرس الماتع. شيخنا بارك الله فيكم هل يعني اذا كان يعني اه من باب اه رسالة اجتهدت في هذا الشهر في الصيام هل كذلك يعني آآ اذا اجتهد في القيام وكذا اه يعد من اه من نفس النوع او يعني اه يبقى على ما عليه يعني ما كان عليه الافضل انه يزيد في الصوم ان كان لا يضعفه عن اعماله الواجبة الافضل ان يكثر من صوم شعبان ان كان لا يضعفه عن اعماله الواجبة او عن المندوبات الفاضلة على الصوم. نعم طيب جزاكم الله خير. اما العبادات الاخرى كالقيام يعني اه يبقى على ما عليه يعني لا لا يجتهد اكثره لا يزيد في امرين فقط احدهما الصوم. والاخر قراءة القرآن والختمات. جزاك الله خير السلام عليكم عليكم السلام ورحمة الله شيخنا احسن الله اليكم عندي سؤال هل في يعني ادعية مثلا مخصصة مثلا في شهر شعبان مثلا يعني لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ دعاء خاص في شهر كعبة لكن الوارد عن جمع من السلف انهم كانوا يدعون الله عز وجل ان يبلغهم رمضان وهذا ليس مخصوصا بشعبان وهنا ايضا بسؤالك هذا تذكرت امرا ونسيته قبل وهو انا نحذر بعد ليلة النصف من شعبان نحذر من الذنوب حتى ننعم برحمة الله وبركته وفضله واعطائه ومنه حيث ابرأنا من جميع الذنوب ان نعمل عملا من الذنوب فيدخل علينا رمضان وقد كان في صحيفتنا نقاط سوداء اخرى فينبغي استغلال هذه النعمة وهذه العطية الربانية وهذه المنحة الالهية فنبقى على البياض والطاعة حتى نرد على رمضان ونحن مع صحائف بيضاء نقية. نعم جزاكم الله خير يا شيخ وكتب الله اجركم واحسن الله اليكم السلام عليكم عليكم السلام حياك الله شيخ هشام حياك الله شيخنا اهلا وسهلا اولا نحبك في الله الشيخ هشام احبك الله الذي احببتنا فيه سؤالي شيخنا هل يشرع تقصد الإكثار من الأعمال الصالحة في شهر شعبان؟ وجزاكم الله خيرا اه نعم يشرع تقصد عملين تقصد الزيادة في عملين احدهما الصوم النافلة بشرط الا يشغل عن واجب او عن عمل فاضل اخر والثاني يشرع الاكثار من ختمات القرآن في رمضان حتى يتذلل اللسان وتشحذ الهمم و تجلو الافهام وتتذكر الاذهان القرآن اذا دخل رمظان يسهل الامر. نعم انا اعرف من مشايخنا من كان ورده سبعيا فاذا جاء رمضان يصبح فاذا جاء شعبان يصبح ورده كان ثلاثيا فاذا جاء رمظان يصبح ورده يوميا خلال اربعة وعشرين ساعة يختم القرآن فاذا جاء العشر الاواخر يصبح ورده اه ختمتين ختمة في النهار وختمة في الليل فالله الله ان نكون على بعض خطاهم ان لم نقدر على كل خطاهم شكر في احد يسأل الحمد لله نعمة الاسلام. الله يجزيك الخير شيخنا تفضل السلام عليكم ورحمة الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله يجزيك الخير شيخنا الفاضل اللي صام هل يصام مع غالب الدول الإسلامية في في بلادنا يعني انا من الأردن هل يصام مع غالب الدول الاسلامية اذا اتفقت على شهر رمضان البلد مع بلدنا مع البلد يعني في الاردن نعم هذا السؤال المهم وهو مبني على مسألة معلومة عند الفقهاء وهي اختلاف المطالع هل اختلاف المطالع معتبر او لا فابن عباس ومن معه من الصحابة ومن وافقه من التابعين والائمة والفقهاء يرون ان اختلاف المطالع معتبر آآ جمهور اهل العلم يرون انه اذا طامع احد البلاد وكان صومهم صحيحا واعلن باعلان صحيح من ولي الامر ان الناس يتبعونه والذي يظهر لي والله اعلم ان الانسان يتبع ولي امره فيصوم معه الا في حالة واحدة ان يعلم انهم يتقصدون خلاف السنة كاعتمادهم على الفلك مثلا او كتقصدهم خلافة آآ الرؤية الشرعية التي تكون لام القرى. فحينئذ له ان يصوم ولكن لا لا يعلن بذلك. نعم جزاكم الله خير شيخنا الفاضل الله يجزيك الخير تفضل السلام عليكم عليكم السلام ورحمة الله وبركاته والدعاء لفضيلتكم تفضل يعني اه حكم وجوب صيام اول رجب اه وتحديد ايام معينة في السنة يعني ان هي الصيام فيها يعني لم الايام ديت ما كانش صام فيها النبي صلى الله عليه وسلم اولا بارك الله فيكم عندما نقول صلى الله عليه وسلم ينبغي ان ننطق اسم الجلالة على الوجه الصحيح نقول صلى الله عليه وسلم ولا نأكل اللام في صلى صلى الله عليه وسلم لا نأكل لله ثانيا بالنسبة لتخصيص ايام من الشهر بالصوم فالتخصيص فالتخصيص حكم شرعي لا ينبغي ان يقوم به احد الا اذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فسائر الاشهر لم يرد في تخصيصه شيء الا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيص الاثنين والخميس ومن تخصيص ايام البيض اه ومن تخصيص ست من شوال ومن تخصيص العشر من ذي الحجة ومن تخصيص يوم عاشوراء والتاسوعاء ويوم عرفة ونحو ذلك وما عدا ذلك فالاصل البقاء على مطلق الجواز ما لم يأتي اه الكراه وكذلك لا ينبغي تخصيص الكراهة الا بما جاء به الشرع بتخصيص الكراهة صوم يوم الجمعة مفردة او تخصيص كراهة صوم يوم السبت مفردة وكذلك تخصيص صوم اخر يوم او يومين من شهر شعبان اللي هو التاسع والعشرين والثلاثين نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اتباع كتابه وسنة نبيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته