الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فنحمد الله عز وجل على ما يسر من هذا اللقاء عن طريق الاساتذة الاستاذات الفضليات مركز الريادة للفتيات لالقاء هذه المحاضرة التي هي بعنوان كيف نحب الوطن ما هذه المحاضرة الا لما قد يلتمس من الظواهر السيئة التي يرفعها بعض من يدعي المواطنة ويدعون حب الوطن فيظنون ان حب الوطن انما يكون بالرقص والطبل او يكون برفع الاعلام ثم اتلافها والدوس عليها ونحو ذلك مما يكون من فعل بعض الناس الذين قل فقههم او لم يتفكروا في العواقب واما نحن فنبحث هذه المسألة من حيث الامر الشرعي كيف نحب الوطن المواطنة او الوطن فطرة انسانية لا يمكن للانسان بفطرته ان يدع حب الارض التي ولد عليها او نشأ فيها وينتمي اليها كما ان الانتساب الى العائلة او الانتساب الى القبيلة امر فطري كما قال جل وعلا وكذلك جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم قد جاء في القرآن الكريم ترسيخ انه لا تنافر بين القيام بحقوق الاوطان والقيام بحقوق الرحمن فقد اعتبر رب العالمين البلدان فما ارسل نبيا الا كان من القوم الذين ارسل اليهم ولم يكن جنيبا عنهم لان ذلك اقرب وادعى واحرى للقبول الا محمدا صلى الله عليه وسلم فقد ارسله الله خاتم النبيين لجميع العالمين وقد ذكر الله جل وعلا انه ارسل عادا فقال والى عاد اخاهم هود فذكر القوم ثم ذكر نبيهم وكذلك قال والى ثمود اخاهم صالحة وهذه الاخوة كما قال العلماء رحمهم الله بالاتفاق ليست هي اخوة الدين لانها منقطعة بين الكافرين وبين المؤمنين فاذا اي اخوة هي هذه التي ذكرها الله بين عاد وهود وبين ثمود وصالح بلى فنجد انفسنا مضطرين ان نقول هذه الاخوة ليست الا اخوة بلد لماذا قلنا اخوة بلد لا اخوة نسب ولا اخوة قبيلة وعشيرة لانا في ديار عاد الناس من قبائل شتى وهود عليه السلام من احدهم فلما قال والى عاد اخاهم هودى علمنا ان المعني هنا الاخوة في هذا الدار او في هذه البلدة وهكذا في قوله والى ثمود اخاهم صالحا واما لما كان القوم واحدا ولم يكونوا اقواما فان الله ذكرهم بقوله ولقد ارسلنا نوحا الى قومه لانهم كانوا قوما واحدا وهكذا قال ولوطا اذ قال لقومه فهذا كله يدلنا على اعتبار المواطنة وان ذلك ليس امرا منافيا الديني والديانة ولهذا نقول اننا بين امرين بين افراط وغلو الغالين في المواطنة الذين يقولون ان ابن الوطن اخونا مهما كان دينه ولا يعتبرون الدين شيئا فوقعوا في الغلو في المواطنة وفي آآ الانتساب الى البلدة مع انه لو تأمل لوجد ان من لم يكن على دينه فعند المصائب لا يعينه ونجد في مقابل هؤلاء الغاليين اناسا اخرين مفرطين متساهلين في هذه المواطنة حتى الغوه الغاء تاما كما يفعله الخوارج ونحوهم والله جل وعلا ما ارسل رسولا الا بلسان القوم. فقال جل وعلا وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم وهذا لان احد اهم عناصر وعوامل قوة التأثير وبداية منطلقه كونه منهم وفيهم وعلى لسانهم ومما يؤكد لنا اهمية المواطنة وانها فطرة انسانية لا تنافي بينها وبين الشريعة المنزلة السماوية ان الله جل وعلا في التشريع امر بالنفي من الارض وهو وطن المنفي وما ذاك اي وما امر الله بنفي المحارب في وطن عن وطنه الا عقوبة وزجر له ولولا ان نفيه عن الوطن عقوبة لما ذكر الله ذلك في كتابه فقال جل وعلا انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلب او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض دل على هذا النفي من الارض التي هو ولد فيها او سكنها او عاش فيها او انتمى اليها نوع من العزاء فاوقع الله عز وجل عليه هذه العقوبة الشديدة لمحاربته الله ورسوله بل ان الله تبارك وتعالى لما ذكر العقوبات ذكر من انواع العقوبات عقوبة الحرمان من الاوطان الا ترى ان اهل البلدة اذا لم يشكروا نعم الله جل وعلا اذا لم يشكروا نعم الله جل وعلا فان الله يقلب دارهم الى بوار كما قال جل وعلا ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون وفي هذه الاية واية قصة سبأ الذين لم يشكروا الله على ما حباهم في وطنهم ودارهم وقالوا ربنا باعد بين اسفارنا ولم يشكروا الله على الارزاق ورغد العيش وبطر فان الله جل وعلا قال مبينا انه مزقهم كل ممزق لقد كان لسبإ في مسكنهم اية ان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له. بلدة طيبة ورب غفور فاعرض فماذا كان جزاؤهم وعقابهم فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفور ونعمة اخرى انعم الله بها على قوم سبأ فقال سبحانه وتعالى واجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واياما امنين فبطر وتكبروا وتجبروا ولم يشكروا وقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق ان في ذلك لايات لكل صبار شكور والله جل وعلا حرم بني اسرائيل من دخول وطن ابيهم يعقوب عليه السلام واسحاق عليه السلام وابراهيم عليه السلام لما خرجوا من مصر مع موسى عليه السلام وابوا مقاتلة من امرهم الله بقتالهم من الذين غصبوا اه بيت المقدس فقال جل وعلا فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض فلا تأس على القوم الفاسقين الله سبحانه وتعالى جعل من العقوبات النفي من الارض التي ينتمي اليها الانسان وهذا نوع من انواع العقوبات اعاذنا الله واياكم من ذلك والنبي صلى الله عليه واله وسلم قد ثبت عنه في السنن احاديث كثيرة كلها تدل على شوقه وحبه لمكان مولده مكة حتى قال الله له مسليا اياه ان الذي فرظ عليك القرآن لرادك الى معاد يعني الى مكة الذي التي مكة التي اخرجوك منها وقال انس رضي الله عنه كان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قدم من سفر فنظر الى جدرات المدينة اوظع راحلته وان كان على دابة حركها من حبها رواه البخاري في صحيحه وجاء ايضا في حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قفل من سفر قال فلما اشرفنا على المدينة قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة. وهذه من ادعية القفول من السفر عند رؤية بنيان الدار ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون اذا لو قال لنا قائل كيف نحب الوطن فاننا نقول ان اول واس واصلح حب الوطن ان نصلح انفسنا وان نستقيم على دين الله جل وعلا ومن جملة ذلك ان نشكر الله تبارك وتعالى على ما حبانا من الامن في هذا الوطن ومن الاستقرار كما قال جل وعلا لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف الواجب علينا ان نصلح انفسنا وان نستقيم على دين الله جل وعلا وان نشكر الله تبارك وتعالى على ما حبانا من جلب الارزاق وعلى ما حبانا من استتابة الامن وعلى ما حبانا من السمع والطاعة للامير وعلى ما حبانا من قيام امور الدين والدنيا عندنا مما يفقده كثير من الناس حولنا فهذا من اعظم علامات وامارات حب الوطن حقيقة واما الحب الزائف فهذه يفعلها كثير من الناس واذا ما حصل شيئا شيء ما في الوطن تجده لان حبه كان زائفا يهرب الى سويسرا ولا يهرب الى لندن ويعيش هناك ولا يبالي بالوطن اما اصحاب الحب الحقيقي بلدتهم فانهم يستقيمون على طاعة الله جل وعلا ويعلمون ان استقامتهم على دين الله تبارك وتعالى سبب من اسباب بقاء ودوام هذا الوطن فان الناس ما داموا يشكرون فان الله جل وعلا يديم عليهم الامن ويجلب لهم الارزاق من حيث لا يحتسبون بلدة طيبة ورب غفور فالصلاح والاستقامة في انفسنا كل فرد يصلح نفسه ويستقيم فلا يمد يده الى الحرام ولا يأكل الحرام ولا يعطي الحرام ويقوم ما يلقى اليه فانه بذلك يكون فعلا قد احب الوطن ويزداد في ذلك اجرا عند الله ان فعل ذلك تعبدا لله تبارك وتعالى فيحافظ على الاموال العامة ويحافظ يده فلا يمدها الى الحرام لا باختلاس ولا بغير ذلك كيف نحب الوطن نحب الوطن باداء الحقوق والواجبات لا نكون ممن يطالب ويطالب وينسى ان يؤدي الحقوق والواجبات وان من اعظم الحقوق والواجبات السمع والطاعة للامير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف وكما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فينبغي على المسلم بوطنه ان يطيع امر الامير بالمعروف وان يسمع لما ما يقول وان لا يظهر المخالفة ومن هذه الحقوق التي يجب عليه ان يؤديها ان يقوم بحماية الوطن وان يكون فردا من افراد حماة الوطن وان يؤدي الواجبات الموكولة اليه على اكمل وجه اتم صورة سواء كان طبيبا في طب او مهندسا في شارع او طريق او معماريا في عمارة او صاحب بنية تحتية او صاحب تخطيط او صاحب تدريس ومدارسة فان فان قام الكل مما وكل اليهم من الواجبات استقام امر الوطن واستقام امر البلد واستقام شأن الناس كيف نحب الوطن؟ نحبه بالمساهمة في الخيرات والتعاون على البر والتقوى بين المجتمعات فان المساهمة في الخيرات والعاقل يحافظ على امه الكبيرة اعظم من محافظته على امه ولهذا نجد الامهات الصادقات الناصحات يقدمن اولادهن لاجل دين الله جل وعلا ولاجل اوطان المسلمين ونرسخ حب الوطن في قلوب سواء كانت على صورة فردية كي اعانة الايتام والارامل والفقراء او كانت على صورة جماعية كي انشائي واقامة الجمعيات الخيرية والمدارس الخيرية وبناء المساجد والاوقاف ونحو ذلك فهذه كلها مساهمات لبناء الوطن وهي منبئة عن حب لهذا الوطن وكم رأينا اناسا انشأوا مستشفيات في البلد وكم رأينا من اناس اوقفوا اوقافا اوقافا لاهل هذا البلد سواء للمدرسين او الائمة او الخطبا والمؤذنين او التعليم او غير ذلك لا شك ان المساهمة في الخيرات والتعاون على البر والتقوى في المجتمعات من اعظم علامات الحب بالوطن وربنا جل وعلا امرنا بان لا نكون سلبيين وحثنا ان نكون ايجابيين فقال جل وعلا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وقال سبحانه وتعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بعكس المنافقين فانهم كما قال الله والمنافقون والمنافقات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف فعلينا اذا اردنا ان نقوم وان نظهر حب الوطن ان نساهم في كل خير فيه وان نكون ايجابيين في كل بر فيه وان نأخذ بيد الظالم بالتعاون على البر والتقوى والنصح ان نأخذ بيد المظلوم حتى نوفيه حقه فلا نترك مظلوما في بلدتنا ولا نترك ظالما قائما وعلينا النصح لولاة امر المسلمين سرا فانه متى ما قام الناس بنصح ولاة امر المسلمين سرا استقام لهم امر البلاء وذلك من علامات حب البلد ومن علامات حب البلد الدعاء للبلد وهذا ابراهيم عليه السلام لما اسكن زوجه هاجر وابنه اسماعيل في واد غير ذي زرع دعا لهذه البلدة فقال رب ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم فدعا لهذه البلدة قال وارزق اهلهم من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر وفي اية سورة ابراهيم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون فالدعاء للوطن من علامات حب الوطن ان يدعو الانسان للوطن بدوام الامن بدوام الالفة والاجتماع بدوام رغد العيش بصلاح بصلاح آآ الراعي والرعية ويدخل ضمن هذا ايضا من ما يدل على حب الوطن النصح والنصيحة لولاة الامر وغيرهم كما جاء في حديث ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله تعالى عنه قال اظهار الامور المشتركة التي تكون بين اهل المجتمع ونشرها والتذكير بها والحديث عنها فان اه الامور الجماعية هذه تتولد عنها آآ امور عظيمة نافعة في الدين والدنيا ونافعة للناس وللقاطنين فيها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الدين النصيح. قلنا لمن قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم آآ النصيحة وبذلها لعمة المسلمين خالصة لله عز وجل على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ضوء ما امر به الله عز وجل في القرآن وبذل هذه النصيحة سرا هذا من تمام دلالات حب الوطن فان المواطن الصالح اذا رأى غشا وخديعة لا يسكن يوصل هذا الامر الى من يستطيع ان يغيره سواء كان هذا الغش في مجالات الصحة او التعليم او الانشاءات او غير ذلك وكذلك ينصح لعامة المسلمين بان يحسن في بلدتهم ولبلدتهم ومن علامات حب الوطن ايظا تقوية صلات المجتمع تقوية الصلات بين المجتمع فكلما رأى ان هناك فرقة بين قبيلة واخرى او عائلة واخرى او منطقة واخرى يسعى ويبادر للاصلاح حتى لا يزيد الصدع و اي يزداد الانشقاق فيقع الاختلاف بين اهل البلدة ومن هنا نعلم لماذا حرم الاسلام قيام الاحزاب والجماعات وامر بالاجتماع على الكتاب والسنة دينا وبالاجتماع على ولاة الامر دنيا ومما يدل على حب الوطن ان نحبه بان نرسخ حب الوطن في نفوس اولادنا لا سيما ونحن ولله الحمد نعيش في اوطان المسلمين فانك اذا حببت الى ابنك حب وطنه فهذا امر عظيم وعلى الخطيب في خطبته ومن رسائل الامام في مسجده والداعي في دعوته او في مكتبه والاعلامي في اعلامه ان يعملوا على ترسيخ حب الوطن في النفوس والدفاع عنه وانه من اغلى ما يكون بعد الدين فان الامور التي بها الخلاص عند الله عز وجل وهو التوحيد اغلى ما يملكه الانسان الايمان اغلى ما يملكه الانسان ثم ما به او فيه يقيم الانسان دينه وهو الوطن هو الامر الثاني الذي يملكه الانسان والوطن كما يقول بعض العقلاء والحكماء الام الكبيرة للمجتمع وللناس الافراد بما يلي اولا التذكير بالمنشأ والمربى واحياء الامور الجميلة في النفوس ثانيا ترسيخ ان البلد والوطن هو مكان اقامة الانسان وقيام دينه ومعاشه فيه فهذا امر يجعل كل فرد يهتم به نفسيا ودينيا وينتج عنه المراقبة والذاتية ثالثا تذكير الاجيال القادمة انى سنعيش في هذا البلد وفي هذا الوطن وكيف نترك لهم الدولة والوطن فهم سيكونون فيها رابعا تعويد كل نواة على الطهارة الاخلاقية وصيانة النفس والاهل والوطن من الامراض الاجتماعية بغرس حب الوطن في النفوس والتحلي بالاخلاق خامسا تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية لهم وبث الوعي فيهم تاريخ وطنهم ودوره وانجازاته سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي والاعتزاز بهذا الدين وبهذا البلد سادسا تنشئة النواة على حب التقيد بالانظمة العامة للدولة فان هذا مما آآ يدل على حب الوطن من جهة وهو يساعد على دوام الوطن وبقائه من جهة اخرى وينتج عنه المراقبة الذاتية في النفس سابعا تعزيز التعايش مع الاخرين سواء كانوا كفارا معاهدين ومستأمنين من اهل البلد او من الواردين على البلد كيف نعيش معه وكيف يمكن لنا التعامل معهم باداء الحقوق الممنوحة لهم وطلب الواجبات التي وكلوا بها منهم على اكمل وجه دون ظلم او اجحاف ثامنا التعود على حب العمل المشترك وهذا يرسخ في القلوب العمل الجماعي النافع للوطن والبلاء والاجتهاد في رفع سمعته والعمل على صيانته تاسعا ترسيخ التعايش الوطني فان من حب الوطن ان نرسخ في قلوب النواة التعايش الوطني وان هناك حقوق مشتركة بين اهل البلد ومنها الدفاع عن هذا البلد ونصرة هذه البلدة كما ان النبي صلى الله عليه وسلم اول ما قدم المدينة وكان فيها اهل الاسلام ولهم الغلبة والقوة واليهود وهم آآ في الدرجة الثانية من القوة ثم اهل الشرك بالدرجة الثالثة فاقام النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف في التاريخ بميثاق المدينة بين هذه الطوائف الثلاث لاجل الدفاع عن هذا الوطن وحماية هذا الوطن عاشرا ومما ينبغي ايضا علينا اذا اردنا ان نحب الوطن كما ينبغي ان نشجع الاعلام الذي يكون هادفا الاعلام الذي يهدف حب الوطن بلا افراط ولا تفريط كذلك علينا اذا اردنا ان نكون اه فعلا ممن يحب الوطن ان نظهر هيبة الدولة وان نظهر المحافظة على النظام العام وان نجلي اهمية الوقوف على الاطر العامة التي بها قوام المجتمع فما الدولة الا ارض وناس وتشريع وحكومة تربط بين هذه الثلاث الارض والناس والدين فينبغي علينا ان نجل امراءنا والمسؤولين واذا ما اخطوا ان ننصح لهم سرا فان قبلوا فذاك والا فقد ادينا الذي علينا وندعوا لهم بالصلاح كذلك علينا ان نلفت نظر المجتمع الى الامور الايجابية العظيمة الموجودة في الوضع وان السلبيات التي قد تكون او تنشأ وينفخ فيها ينبغي عدم الالتفات اليها وان لا نعيش حالة ارهاب الناس وتخويفهم هل علينا ان نسكن الناس فان تسكين الناس امر مطلوب شرعا وترهيب الناس امر خطير شرعا قال عليه الصلاة والسلام من قال هلك الناس فهو اهلكهم او قال من هلك الناس فهو اهلكهم كذلك علينا اذا كنا فعلا نحب الوطن ان نسعى في رفع المستوى التعليمي بالوطن وان نكون معلمين صادقين يربينا ناصحين نسعى بكل ما نقدر ونكد ونجد ونجتهد في تحصيل العلم وفي نشره بين المجتمع من اهم ما يدل على حبنا للوطن حراسة الوطن والحفاظ على الوطن ويرى كل محب له نفسه جنديا في الدفاع عنه والذود عن حماه فاذا جاء من يريد تفريق المجتمع نسأل الله ان لا نراه والا يأتينا ويريدون شق العصا وايجاد آآ السارات فكل المجتمع يكونون ضده ويصدونه ويمنعونه ويوقفونه عند حده كائنا من كان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من جاءكم يريد تشتيت كلمتكم وتفرقة جمعكم وامركم جميع فاقتلوه كائنا من كان فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يديم علينا الامن والامان وان يرزقنا رغد العيش وان يصلح ولاة امورنا وولاة امور المسلمين ونكتفي بهذا القدر وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين