وقال فضالة ابن عبيد رحمه الله لان اكون اعلم ان الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل احب الي من الدنيا وما فيها لان الله يقول انما يتقبل الله من المتقين ذلك يوم الدين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين الحمد لله الكريم المنان احمده سبحانه الرحيم الرحمن واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الملك الديان واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم القيامة وسلم تسليما كثيرا وبعد فان رمظان لا شك انه شهر عظيم. شهر قد تذللت فيه الالسنة بالتلاوة والشفاه بالذكر والعيون بالدمع والاذان بالاجتماع والبعد عن المحرمات ولانت القلوب وخشعت الجوارح وذهبت العيوب وخفت الظهور من احمال الذنوب واحس الكل برقة القلب ولين الجانب فماذا نحن فاعلون بعد رمضان لا سيما وقد اجتمعا عندنا عطلة صيفية بعد هذا الكد والعمل في رمضان يقول الله سبحانه وتعالى فاذا فرغت فانصب فعلينا جميعا ان ندرك انه ليس ثم راحة الا في الجنة عند اول منازل الاخرة في القبر حيث هو روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر نيران عياذا بالله من ذلك علينا ان ندرك جميعا عدة امور اولها ان الراحة امامنا وليست في هذه الدار الفانية واذا ما اصيب عبد منا بالكسل او الخمول او العجز فلينظر الى اهل الدنيا كم يشقون؟ كم يتعبون؟ كم ينصبون لاجل دنيا فانية فحري باهل الاخرة ان لا ينظروا الى نصبهم وتعبهم. بل يمثلوا قول الله تعالى فاذا فرغت فانصب اي اذا فرغت من عبادة وشغل فانصب في عبادة ربك وطاعة مولاك ثانيا اننا نعبد رب رمضان ورب الشهور نعبد خالق الدهور ولهذا نلتزم العبادة في كل وقت وفي كل زمان ومكان وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان لكل شرة فترة يعني انسان بعد الانطلاقة يحس بشيء من الفتور ان لكل شرة فترة فمن كانت فترته الى سنته فقد اهتدى هذا هو المهم والمسلم ينبغي عليه ان يدرك انه اذا لم يستغل ساعاته وايامه فانها تذهب هدرا عليك صفوه لك صفوه وعليك كدره فانت محاسب فيه سواء بهذا او هذا فينبغي علينا ان ندرك اننا نعبد الخالق سبحانه وتعالى لا نعبد شهر رمضان ثالثا ان ندرك ان العبادة فيها زيادة رصيد للعبد فهل التاجر اذا انتهى موسم تجارته هل يترك الربح ان يبحثوا وراء الربح فلو فرظنا ان رمظان وهو شهر ربح الطاعات لان الحسنات فيها ميسورة والسيئات فيها معسورة والنفوس مقبلة والجماعات متآلفة فعليه الانسان اذا ذهب شهر الربح عليه ان يبحث كيف يربح نفسه ويزيد رصيده في اخرته حتى لا يكون ممن يقول يوم القيامة يا ليتني قدمت لحياتي يا ليتني قدمت لحياتي بعض الناس في هذه الدنيا يسرف ويبذر ثم اذا اصابتهم مصيبة بحث عن من يعطيه دينا وعمن يعطيه قرضا ها هنا وها هنا ثم لا يجد احدا فيقول يا ليتني ادخرت هذا في الدنيا فكيف بالاخرة يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا فكيف بالاخرة يوم يحتاج الانسان فيه الى حسنة تكون راجحة للميزان ينبغي الانسان ان يبحث كيف يزيد رصيد اخرته بعبادة ربه جل وعلا رابعا ان ندرك ان العبادة فيها رفعة العبد العبادة فيها شرف الانسان العبادة فيها علو المنزلة ولهذا قال جل وعلا وانه لذكر لك ولقومك قال ابن عباس وانه لشرف لك ولقومك فمن تمسك بالقرآن وتلا القرآن يتشرف وانظروا الى التشرف بالذكر كيف يكون فمن انشغل بالصوم فاهت منه رائحة غير طيبة عند الناس هي اطيب عند الله من ريح المسك ومن انشغل بالذكر ربما تكلم الناس عليه وهو عند الله من اعقل العقلاء فينبغي علينا ان ندرك ان الشرف والعز في العبودية لرب البرية وان المهانة والذل في الانفلات عن هذه العبودية كلما ازداد الانسان في العبودية كلما ازداد رفعة عند الله عز وجل ولهذا الزيادة في العبادات والطاعات والقربات علو منزلة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ميزه الله بانه خاتم النبيين وامام المرسلين وصفه الله في مقامات الرفعة بصفة العبودية فقال سبحان الذي اسرى بعبدي وقال وانه لما قام عبد الله يدعوه في مقام الدعوة وقال في مقام الوحي فاوحى الى عبده ما اوحى في مقامات الرفعة وصفه بالعبودية دل على انها منزلة عظيمة ولهذا قال الله عنهم مشرفا لهم وعباد الرحمن. اظافهم الى نفسي وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام وما اضافهم الرحمن الى نفسه الا لاستحقاقهم هذا المعنى والاستحقاق هذه الرتبة العلية التي لا يدركها الا قلة من البشرية خامسا ان ندرك ان العبادة وان لم تكن هي عوضا عن الجنة لكنها سبب من اسباب دخول الجنة في كثير من مواضع من مواضع القرآن نقرأ قول الله عز وجل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون سادسا ان ندرك ان ترك العبادة قد يؤدي بالانسان الى بطلان عمله الى ذهاب اثر عبادته وطاعته فان الانسان اذا ترك العمل الذي عمله لا سيما العمل الذي لم يكمل فانه كعدمه فينبغي على الانسان ان يستمر ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان الله لا يمل حتى تملوا رواه البخاري وقال عليه الصلاة والسلام ان احب الاعمال الى الله ادومه وان قل وقال عليه الصلاة والسلام ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ومن تمام الاتقان الاستقامة عليه والتزامه والمداومة عليه ولهذا الله سبحانه وتعالى ما مدح المصلين لمجرد صلاتهم وانما مدح المصلين لثلاثة امور اولا مدح المصلين الخاشعين. قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعة ثانيا مدح المصلين المحافظين عليها قال والذين هم على صلواتهم يحافظون اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس ثالثا مدح المصلين المديمين يعني ما هو يصلي محافظا على الاوقات شهر وبعدين يترك لا مدحهم مدحا عظيما تعال هنا يا شيخ تعال تعال قال والذين هم على صلاتهم دائمون اذا لابد ان ندرك ان ترك العمل قد يكون سببا من اسباب اظمحلاله وذهاب اثره وعدم بقائه سابعا ان ترك العبادة سبب لاتباع خطوات الشيطان الشيطان ايها الاخوة مثل ما يقول العامة الشيطان ما يجي يضرب على قفاك ماذا يفعل الشيطان اولا يوسع عليك المباحات ثانيا ييسر عليك ترك المندوبات والمستحبات والسنن ثالثا بعد ذلك يكسلك في بعض العبادات القريبة من الفرائض ثم يكسلك في الفرايض ثم حينئذ النفس لا تميل الى الطاعة وتصبح ميالة الى المعاصي عياذا بالله تعالى. ولهذا ربنا وتعالى قال لا تتبعوا خطوات الشيطان. في عدة مواضع من القرآن في النواهي قال لا تتبعوا خطوات الشيطان في امتثال الاوامر قال لا تتبعوا خطوات الشيطان فاذا ينبغي على الانسان يدرك ان الشيطان له خطوات في تثبيطك عن العبادة كما اثر على المنافقين حتى اصبح حالهم كما قال عز وجل واذا قاموا من الصلاة قاموا كسالى يرىون الناس ها ما الذي ادى به من هذه الحال؟ خطوات الشيطان ثامنا ان ترك العبادة موصل الى ضعف الايمان وظعف الايمان من اسباب مذمة العبد في الدنيا والاخرة حتى وصفهم الله في مواضع في كتابه قال الذين في قلوبهم مرض وصفهم بانهم في قلوبهم مرض هؤلاء هم ضعاف الايمان وهم غير المنافقين المنافقين ليس في قلوبهم ايمان فلذلك ينبغي الحذر من ضعف الايمان اليس احدنا اذا حس بضعف في بدنه يذهب الى الطبيب ليعالج؟ فعلينا ان ندرك ان ترك العبادات قد يوصي الى ضعف الايمان وصاحب ضعف الايمان قد يكون عياذا بالله على شفا جرف هار قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوبكم ولما وصف الله المؤمنين الكمل قالوا اولئك هم المؤمنون حقا ووصفهم بانهم المؤمنون حقا اذا لا بد ان ندرك كيف نصل الى مرتبة المؤمنين حقا والذين او والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا والذين اووا ونصرو هذه هي الاعمال ما ذكرهم الله باسمائهم ولا ذكرهم الله بقبائلهم ولا ذكرهم الله عز وجل انسابهم وانما ذكرهم الله بالاوصاف للدلالة على ان من اوجد هذه الاوصاف يستحق ان يدخل في قول اولئك هم المؤمنين دون حقه اولئك هم المؤمنون حقا تاسعا ان ندرك ان ترك العبادات سبب من اسباب الانتكاسات فكم من انسان ترك الاستقامة وكانت البداية ترك العبادات لا سيما الفرائض ولهذا ينبغي على الانسان ان يحذر وان لا يغتر بعض الناس يغتر يقول والله صليت صمت يجي واحد يقول لك والله انا ختمت القرآن ثلاثين مرة طيب ثلاثين مرة وبعدين تهجر القرآن احدى عشر شهر ما يصلح ولا يجوز هذا لا يجوز لعاقل مسلم عنده كتاب الله ان يهجره بحيث يمر عليه اربعين يوما ولم يختم القرآن لا سيما ان كان للناس عذر قبل فما عذرنا ونحن لسنا باميين نقرأ ونكتب ما عذرنا اكثر اسباب الانتكاسات بعد الشبهات ترك العبادة فان الله سبحانه وتعالى يثبت الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة كما قال عز وجل يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ايضا ان ندرك ايها الاخوة ان ترك العبادة سبب من اسباب الردة عياذا بالله لان الانسان المعرض عن طاعة مولاه تزل قدمه عند ادنى شبهة وعند ادنى ورود شهوة فربما يترك الدين رأسا عياذا بالله تعالى ايها الاخوة ان في تصرم الاجال عبر كما قال بعض الواعظين وفي مرور الايام مدكر فالايام تمضي والاعمار تطوى وما انا وانت الا ايام مجموعة كلما ذهب يومنا ذهب بعضنا وصدق القائل نسير الى الاجال في كل لحظة واعمارنا تطوى وهن مراحل ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك ايام وهن قلائل نتخيل دوما اننا نزيد مع الايام ونكبر فلان كبر فلان صار كبيرا هكذا نقول ونحن في الواقع نتلاشى ونصغر فالايام تهدم اعمارنا من حيث نشعر او لا نشعر لان العمر محدود والانفاس معدودة وما المرء الا راكب ظهر عمره على سفر يفنيه في اليوم والشهر يبيت ويظحى كل يوم وليلة بعيدا عن الدنيا قريبا الى القبر وليس لنا من اعمارنا الا ما قضيناها في طاعة ربنا واستودعنا فيها عملا صالحا نجده احوج ما نكون اليه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا سيجد احدنا عمله الصالح مؤنسا له في قبره وظلا له يوم حشره وسببا له لفوزه برضوان الله تعالى وجنته كما قال عز وجل ونودوا ان تلكم الجنة اولي الثموها بما كنتم تعملون هذا جزاء المطيع في الاخرة واما في الدنيا فان للمطيع الحياة الطيبة والطمأنينة الكاملة والعيشة الهنية والسعادة الحقيقية ولو كان من افقر الناس ولو كان في نظر الناس من ابعد ابأس الناس لكنه يعيش حياة السعادة الحقيقية وسيجد من توفيق الله تبارك وتعالى واعانته له وتشديده وهدايته وحفظه وحراسته واعزازه اكرامه وتيسير اموره وتوسيع رزقه ما لا يخطر على بال المجرمين الفاسقين الذين تركوا طاعة الله عز وجل نجد ان الله سبحانه وتعالى يجعل له القبول في الارض المحبة في قلوب الخلق نجد ان ما اصابه من خير العبادة في الدنيا اعظم من ان نتخيله شؤمها عظيم على الانسان هذا فقط في الدنيا طيب في الاخرة في الاخرة ينبغي للانسان ان يتذكر ان شؤم المعصية في الاخرة عظيمة منها انها كتبت على صاحبها هذه واحدة اهل الدنيا ينظرون نظرة نظرة دنيئة نظرة دونية فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون. انه لذو حظ عظيم. هذه هي النظرة النية الدنيئة وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لو علم الانسان ان ايتين خير له من كوماوة ناقتين كوماوتين فايهما خير في نظر الشرع من حفظ ايتين خير ممن حصل مرسيدسين ايهما خير؟ في نظر الشرع الذي حصل الايتين خير. في نظر الدنيا اللي حصل مرسيدسين هذا اللي خير هكذا الموازين لكن عند الله عز وجل الامور مختلفة واما عياذا بالله تبارك وتعالى من يعني اه ترك العبادة ولم يحس بلذة العبادة في رمضان فهذا حسرته عاجلة قبل الاجلة لان اصحاب العبادة والطاعة في رمظان يجدون في نفوسهم من لذة الانتصار على النفس وعلى الشيطان يجدون من حلاوة القلوب وحلاوة الايمان من الرحمن يشعرون في نفوسهم بانهم غلبوا اعدائهم غلبوا الدنيا غلبوا النفوس غلبوا الشيطان. وان الله نصرهم يعلمون ان الله عز وجل لم يخذلهم وانه اظهره وانه لن يشقى ما دام هذا وفي حاله في الدنيا فكيف يشقى في الاخرة؟ والله تبارك وتعالى هو هاديه. وهو سبحانه وتعالى دليله. ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ولا شك ان اصحاب العبادة الحقيقية ينالون من معية الله عز وجل ما يجدون معها الانس الكامل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين وقال جل وعلا ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم هذه المعية الخاصة والولاية الخاصة التي تقتضي النصر والتأييد والهداية والتسديد والتوفيق والاعانة هي للمؤمن العابد المستقيم المسدد الذي استقام فادى حق الله وادى حق عباد الله اما صاحب المعصية فليتأمل وليتريس وليتفكر فان فاعلها قد قد يجد لذة حين اقترافها ثم ينسى انها لذة موقوتة وان لها شؤما عظيما وظررا كبيرا يلحقه في دنياه وفي اخراه يجد اثر الذنب على نفسه على مالي على اهلي على بيتي على اولادي على ذريتي هذا عاجل فكيف بالاجل فكيف بالآجل يجد في نفسه من القلق والاضطراب وقلة التوفيق وتعسير الامور ومن الذلة والمهانة وانحطاط القدر وسقوط المنزلة وظلمة القلب وسواد الوجه وحرمان العلم وحرمان الرزق اضعاف اضعاف اضعاف ما كان يتخيله في لذة المعصية الوقتية هذا في الدنيا فكيف بعقوبات الله عز وجل للعصاة يوم القيامة تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار تبقى عواقب تبقى عواقب سوء في مغبتها. لا خير في لذة من بعدها النار ولهذا قال سبحانه وتعالى محذرا ومرشدا عبادة فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم كل هذا الوعيد على ماذا على مخالفة الامر فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال في سورة محمد صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا هذا خطاب لنا للمؤمنين للمسلمين يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله الرسول ولا تبطلوا اعمالكم مفهوم الاية ان عدم طاعة الله وعدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم قد يكون سببا في ها بطلان العمل. اسأل الله السلامة والعافية لذلك ايها الاخوة ينبغي علينا ان نحذر وان ندرك ان عاقبة المعاصي عاجلة واجلة عاجلة واجلة وان ندرك ان هذه الملذات الوقتية المكدرة ملحقاتها ومآلاتها صعبة قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو يقارن بين الحسنة والسيئة يقول ان للحسنة ضياء في الوجه ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق خمسة امور وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق وقال بعض الصالحين ما حرم عبد قيام الليل الا بذنب ما حرم عبد قيام الليل الا بذلك. لماذا لان قيام الليل شرف هذا الشرف لا يناله الا من هو اهلا له ولهذا قال سبحانه وتعالى عنهم انهم يعني اهل لان ينسبوا الى الى الله سبحانه وتعالى لذلك نسبهم الى نفسه وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هولا هؤلاء هم لزلك ينبغي للانسان ان يحذر من ترك العبادة وان يعلم ان المعاصي قد يقول قائل ان الله غفر لي طيب الغفر معناه الستر وبعدين قد يقول القائل ان الله محاها عني اي نعم محا لكن يبقى انها مكتوبة عليك كيف يقابل العبد ربه ولو بذنب قد غفر له؟ هذا سؤال ينبغي للانسان ان يسأل نفسه والله الذي لا اله الا هو ان الانسان الذي يسب انسانا ثم ذاك الانسان يسامحه كل ما يراه لا يستطيع النظر في عينه طيب هذاك سامحه فلماذا لا يستطيع النظر في عينه خجلا منه والشرك والمعاصي والبدع كلها هذه تكتب على العبد وان محيت فينبغي على الانسان يدرك ان المعاصي تكتب وسيجد احدنا جزاء وسوء عاقبة هذه المعاصي يوم الجزاء والحساب يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ويحذركم الله نفسي فيقول جل وعلا يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه احصاه الله ونسوء والله على كل شيء شهيد يوم يقول المجرمون وهم خائفون نادمون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا قد يأتي الشيطان ويقول امامك عمر يقول جل وعلا افرأيت ان متعناهم سنين ها اي متعناهم مدة حياتهم في هذه الدنيا ثم جاءهم ما كانوا يوعدون وهو الموت فاين يذهبون من عاقبة ما فعلوا اين يذهبون وقال جل وعلا ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون بعض الناس مغتر بعيشة الكفار وما هم فيه من زهرة الحياة الدنيا واستدراج الله لهم ولا شي انها لا تساوي عند الله جناح بعظ. ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويليموا الامل فسوف يعلمون لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون فاما من طغى واثار الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى روى الامام مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يعني رجل لا يوجد انعم منه في الدنيا لكنه من اصحاب النار فيغمس او قال فيصبغ في النار صبغة او صبغة يعني مرة واحدة ثم يقال يا ابن ادم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا ربي ما رأيت خيرا قط ولا مر بي نعيم قط بغمسة واحدة في العذاب نسي كل ما كان يتمتع به في الدنيا من شهوات ولذائذ محرمات فما حاله يا ترى اذا كان مخلدا في النار؟ عياذا بالله تعالى ثم قال صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث قال ويؤتى بابئس اهل الدنيا من اهل الجنة يعني رجل في نظر الناس بقيس لا مال له لا بيت له لا مركبة له لا خدم له لا حشم له ليس له من الدنيا شيء ابئس رجل في الدنيا لكنه مستحق دخول الجنة ويؤتى بابئس اهل الدنيا من اهل الجنة يوم القيامة فيصبغ صبغة او صبغة في الجنة. فيقال له يا ابن ادم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا ربي ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط بصبغة واحدة في النعيم نسي ما كان يعانيه في الدنيا ذكر لي احد الصالحين رحمه الله انه رأى في المنام انه دخل الجنة في المنام يقول ورأيت اني اتناول شيئا من فاكهة الجنة ووضعتها في فمي يقول لا ادري هل بلعتها او لا غير اني استيقظت على صوت ملك يقول لابعد لا بعد انك ما زلت من اهل الدنيا يقول استيقظت وانا اجد لذة تلك الفاكهة في فمي يقول والله منذ ان رأيت تلك الرؤيا ارى كل ملذات الدنيا ليس بشيء امام تلك اللذة التي رآها في المنام. فكيف بالحقيقة يا اخوان الانسان ينصب وان يتعب الصلة عند الله الجنة الصلة عند الله الجنة فينبغي على العاقل ان يفكر وان ينظر الى اي الفريقين يريد ان يكون الجزاء من جنس العمل هل جزاء الاحسان الا الاحسان وجزاء سيات شية مثلها. فينبغي على العاقل ان يدرك ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما اعملوا من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد انقظى رمظان فمن الفائز منا فنهنيه ومن المحروم منا فنعزيه؟ ولهذا كان السلف يدعون الله ستة اشهر يقولون تقبل الله تقبل الله. اللهم تقبل اللهم تقبل ويجتهدون في اتمام العمل واتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء هم الذين مدحهم الله بقوله الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون عن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله اهم الذين يسرقون ويزنون ويشربون الخمر ويخافون الله عز وجل اي من مغبة ذنوبهم فقال صلى الله عليه وسلم لا يا بنت الصديق لكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ان لا تقبل منهم ويخافون الا تقبل منهم رواه الامام احمد والترمذي وحسنه وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كونوا لقبول العمل اشد اهتماما منكم بالعمل الم تسمعوا الله عز وجل يقول انما يتقبل الله من المتقين ومن اسباب القبول ودلائل التوفيق اتباع الحسنة بالحسنة. والمداومة على فعل العبادة والطاعة. والبعد عن المعصية. قال بعض السلف ان من عقوبة السيئة السيئة بعدها. وان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها واليك اخي العزيز هذه الخطوات العملية للسير على طريق العبود. اولا المبادرة الى قضاء ما فاتك من شهر ثانيا المبادرة الى النوافل لا سيما صوم الست من شوال والاثنين والخميس وايام البيض ثالثا المحافظة على الصلوات في اوقاتها بواجباتها وشروطها واركانها رابعا المحافظة على قيام الليل واقله الوتر فمن قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة اية كتب من القانطين. ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين. واذا كنت تعلم انك لا تستيقظ في اخر الليل فقم من الليل اوله ثم نم وهذا خير لك من تسويف ابليس وقال صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل وقد مدح الله عباده المؤمنين بقوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون قال جل وعلا كانوا قليلا من الليل ما يهجعون فاحرص رعاك الله على صلاة الليل ولو ان توتر بثلاث ركعات او ركعة واحدة على الاقل ويقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من صلى بعد العشاء ركعتين فقد قام الليل هذا اقله من صلى بعد العشاء ركعتين فقد قام الليل صلي ركعتين واوتر بركعة هذا اقل شيء اذا كنت ما تستطيع اكثر من هذا مع ان النبي صلى الله عليه وسلم حرصنا فقال عليه الصلاة والسلام اوتروا يا اهل القرآن فان الله وتر يحب الوتر ابو داوود والترمذي وقال حسن حديث حسن. يقول الامام احمد رحمه الله من ترك الوتر ثلاث ليال متتاليات من ترك الوتر ثلاث ليال فهو رجل سوء لا تقبل شهادته خامسا المحافظة على حلق العلم فانها رياض الجنة واعظم سبب من اسباب زيادة الايمان حضور حلق العلم. حضور حلق الذكر والذكر اذا اطلق فيراد به مجالس الذكر سادسا استدامة الذكر والدعاء وانت تمشي تذكر الله وانت تجلس تذكر الله وانت تمشي تذكر الله وانت تدخل بيتك تذكر الله فان استدامة الذكر والدعاء بالثبات من اعظم اسباب المحافظة على الطاعات. سابعا المحافظة على ورد من القرآن الكريم حافظ على ورد من القرآن الكريم ولو اقله انك تقرأ في يوم كل يوم جزء بحيث لا يمر عليك شهر الا وانت تختم القرآن حتى لا تدخل في قول الله عز وجل وقال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ثامنا ان تحافظ على الصدقة اليومية ولو بشيء يسير فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة تصدق ولو بربع دينار في اليوم لو حسبته في الشهر الكامل في الشهر الكامل ما راح يجي شيء مبلغ يسير زود يمكن انت تدخل المطعم تدخل الجمعية خلص هذا المبلغ تصدق كل يوم واني لاعجب من رجل كلما دعته نفسه الى شراء شيء ثمين ها اخرج مقداره وجعله في سبيل الله وشرى لنفسه مثله نظيره بثمن زهيد. يا سبحان الله شوفوا العقلاء كيف يفكرون هؤلاء هم الذين قال الله عنهم اولوا الالباب. هؤلاء هم اصحاب العقول تاسعا المحافظة على طهارة الالسنة. فان من اعظم اسباب آآ ترك العبادات ومن اعظم اسباب ان يحرم العبد الطاعة والعبادة انشغال اللسان بالقيل والقال انشغال اللسان بالغيبة والنميمة. انشغال اللسان بفلان وفلنتان. فان طهارة الالسنة من اعظم الاسباب المعينة على طاعة لله عز وجل لذلك لما ذكر الله صفات المؤمنين المفلحين قال قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم قم عن اللغو معرضون. وهذا يشمل طهارة الالسنة اخيرا المحافظة على بذل الخير وعمل المعروف والاحسان للخدم والحشم ومن حولنا ومن ومن هم معنا فان صنائع المعروف تقي مصارع السوء. اخيرا وصيتي الى نفسي واليكم ان نكون ربانيين وان لا نكون رمضانيين ونسأل الله تعالى ان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة اللهم نسألك رحمة تغفر بها ذنوبنا تحيي بها قلوبنا وتزكي بها نفوسنا وتهدينا بها للتي هي اقوم. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم تقبل منا شهر رمضان. واحفظه لنا يا رب العالمين واجعله في ختم حتى نلقى