الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ثم اما بعد فاوصيكم ونفسي بوصيتين عظيمتين التقوى والاخلاص فبالتقوى ترتفع درجات العبد عند الله عز وجل وتحسن دنياه وتصلح اخرته قال الله عز وجل ان اكرمكم عند الله اتقاكم وقال الله عز وجل والعاقبة للمتقين واوصيكم بالاخلاص في كل اقوالكم واعمالكم ولا سيما طلبة العلم اوصيهم بالاخلاص على وجه الخصوص لان وظيفتهم هي تعليم الناس وايصال الخير لهم وتذكيرهم ودلالتهم على الصراط المستقيم فهم ورثوا عمل الانبياء في الدعوة الى الله عز وجل والعلماء ورثة الانبياء فعليهم ان يكونوا مخلصين في سيرهم في دعوتهم الى الله عز وجل فان من ابتغى العلم فان من فان من اساء النية في طلب العلم فان عاقبته ستكون وخيمة كما روى ذلك الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في اول من يقضى عليه يوم القيامة وذكر منهم ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمت وقرأت فيك القرآن فيقول كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ومن تعلم العلم مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا لينال به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة فالله الله يا طلبة العلم بتفقد نياتكم في اقوالكم واعمالكم وليكن ذلك هو هجيركم وديدانكم دائما وابدا ان تتفقدوا هذه النية وان تحاسبوا انفسكم اشد من محاسبة الشريك الشحيح لشريكه حتى تسلم لنا اقوالنا ودعوتنا اعمالنا ونسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من المخلصين باطنا وظاهرا وممن لا يرجون باعمالهم نظر احد ولا مدح احد ولا رياء ولا ونسأله عز وجل ان يخرجنا من هذه الدنيا كفافا عفافا لا لنا ولا علينا ايها الاحبة في الله ان من قدر هذه الامة انها لا تنتصر على اعدائها الا اذا تآلفت قلوبها. واجتمعت كلمتها واتحدت قوتها فلا يمكن ابدا ان ننتصر على عدونا الا اذا حققنا مبدأ الاجتماع والائتلاف والاعتصام ونبذنا جميع اسباب الفرقة والاختلاف وهذا امر معلوم من الدين بالظرورة قد تكاثرت عليه الادلة من الكتاب والسنة. واجمعت عليه علماء الملة رحم الله امواتهم وثبت احياءهم قال الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال الله تبارك وتعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وقال الله عز وجل فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. كل حزب بما لديهم فرحون والمتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة ان الدين مبناه على الاجتماع والائتلاف ونبذ اسباب الفرقة والاختلاف ولكن من قدر الله عز وجل ايضا لهذه الامة انها مهما رفعت رايات تريد ان تجتمع عليها فانها سوف تبوء بالخسران والفشل الا راية واحدة متى ما رفعتها الامة واجتمعت عليها وتآلفت عليها فانها سوف تجتمع عليها قلوبها. وسوف تتآلف عليها كلمتها وسوف تتوحد عليها قوتها وهي راية كلمة التوحيد لا اله الا الله لقد تعبت الامة كثيرا في رفع رايات وبيارق وشعارات كثيرة متعددة رجت الامة ان تكون سببا لاجتماع الكلمة واتحاد الصف. ولكنها لا تزيد الامة الا تشرذما وتفرقا وخصومة ونزاعا الا اذا اجتمعت الامة على هذه الكلمة العظيمة وهي كلمة التوحيد فقدر الله عز وجل لهذه الامة الا تجتمع كلمتها ولا تتآلف قلوبها ولا تتوحد كلمتها الا على كلمة التوحيد ولذلك جربت الامة مبادئ كثيرة. فرفعت راية الوطنية وارادت ان تجمع القلوب على الوطنية ولكن ما اجتمعت القلوب على الوطني ولا اتحدت الكلمة على مسألة الوطنية ارادت ان تجمع الامة على مسألة الاشتراكية والرأسمالية والقومية والعروبة والناصرية ورايات وبيان رفعت في الامة بما والمقصود منها توحد كلمة الامة ولكن ما افلحت تلك الرايات والله ما زادت هذه الامة الا تجرذما وتفرقا وتباعدا وتناطحا وتناحرا وفرقة وخلافا الا اذا اتفقت الامة على كلمة التوحيد لا اله الا الله فانها حينئذ سوف تعرف الطريق للوحدة والاجتماع والله عز وجل امرنا بامرين متلازمين لا قيام لاحدهما الا بالاخر امرنا بان نجتمع وامرنا في المقابل ان لا نجتمع الا على كلمة التوحيد فبكلمة التوحيد تجتمع الامة والمعنى والمقصود بكلمة التوحيد اي لا اله الا الله محمد رسول الله تلك الكلمة التي من اجلها خلق الله عز وجل الخليقة من سماواتها وارضها وكواكبها وافلاكها وانسها وجنها فاذا ان لا تتوحدوا كلمة هذه الامة الا على هذه الكلمة العظيمة وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله وجربوا اي شيء وتذكروا تلك الدعوات والبيارق التي رفعت فلم تزداد الامة منها الا تفرقا واختلافا فاني ادعو الحكام والمحكومين من هذا المنبر ادعو جميع اطياف الامة حكاما ومحكومين. وامراء ومأمورين ورؤساء ومرؤوسين براءة للذمة امام الله عز وجل انهم اذا ارادوا ان تتوحد كلمة شعوبهم عليهم وكلمتهم على شعوبهم فليوحدوها على كلمة التوحيد لا اله الا الله. هكذا تتوحد البلاد. وهكذا تجتمع الكلمة. وهكذا يتحد الصف وهكذا تقوى شوكة المسلمين. ولكن متى ما ابتعدت الامة عن تحقيق مقتضى هذه الكلمة فانها لن تبوء الا بالخسارة والفشل والعطب والهلاك والحيرة واضرب لكم مثالا واحدا فقط لان الوقت قصير والكلام يطول وهي ان الاوس والخزرج طالت بينهم زمن الحروب. وتفاقت وتفاقمت بينهم المشاكل العظيمة التي لم التي لم تستطع وساطات القبائل العظيمة في حلها. الاوس والخزرج حروب طاحنة ودماء مراقة واشلاء متقطعة تجذرت المشاكل فيما بينهم وقد اراق بعضهم دماء بعض ولم تنجح اي راية ترفع في الصلح بينهم بل لا يزدادون الا بعدا واختلافا وتناحرا وتناطحا الا لما جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمة. على كلمة التوحيد. حينئذ لم يسموا لا اوسا ولا خزرج وانما سموا بمسمى واحد لاتفاق قلوبهم وهم الانصار. توحدت كلمتهم واتفقت قلوبهم وضربوا اروع الامثلة في التضحية والفداء والخدمة والتعاون على الخير والبر والتقوى ونصرة الاسلام واعلاء كلمة الله عز وجل لم يكن ذلك ليحصل مع كثرة المشاكل وكثرة الدماء والثارات والانتقامات التي يدخرونها فيما بينهم لم يكن ذلك يحصل اعني الاتفاق لو لم يجمعهم الله عز وجل على كلمة التوحيد وقد قال الله عز وجل والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم. ولذلك تعب رؤساء الدول وتعب الحكام في ان يجتمعوا على مجالس تعاونية وعلى مؤتمرات وطنية ثم لا يخرجون الا باختلاف. لا تتوحدوا كلمتهم لما؟ لان مبدأهم لم يكن منبثقا من لا اله الا الله فلا اله الا الله متى ما انبثقت كلمة الحكام والمحكومين عليها. ومتى ما صارت هي الساق التي تبنى عليه شجرة الامة فانها سوف تكون شجرة يانعة باسقة تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فوصيتي لكم ايتها الامة الكريمة حكاما ومحكومين. الا تغفلوا عن هذه الكلمة. كلمة التوحيد لا اله الا الله. فبها ارتفع شأن سلام وبها انتصرت جحافل الاسلام على اعدائها. وبها توحدت قلوب المؤمنين فيما بينهم وارتفعت رايات الاسلام في مشارق الارض ومغاربها ومتى ما ابتعدت الامة عن هذه الكلمة وعن تحقيق مقتضياتنا فاعلم انها سوف تتخلف وسوف تذل وسوف تفقد مكانتها وتنزل عن عزتها وابهتها بقدر تخلفها عن تحقيق مقتضى هذه الكلمة. فعزتنا في هذه الكلمة وكرامتنا في هذه كلمة وقوتنا في هذه الكلمة واجتماعنا في هذه الكلمة وائتلاف قلوبنا في هذه الكلمة فنحن لهذه الكلمة خلقنا وبها تعبدنا وعليها جاهدنا ونسأل الله ان يقبضنا على قولها. فان من كان اخر كلامه بلا اله الا الله دخل الجنة ولا ولا يستسهل الانسان بهذه الكلمة. فانها منهج حياة. منهج حياة يقول العلماء رحمهم الله تعالى ان هذه الكلمة هو هي الدين الذي بعث به الله عز وجل الانبياء جميعهم وارسل وانزل به الكتب جميعها. ما نزلت الكتب الا لتقرير هذه الكلمة. وما ارسلت الرسل الا لتقرير هذه الكلمة الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. ولذلك المتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة ما عنا دين الانبياء واحد وشرائعهم مختلفة. دينهم لا اله الا الله. دينهم قائم على هذه الكلمة فلعظم هذه الكلمة وحد الله عز وجل عقائد الانبياء جميعا على الدعوة اليها وجميع الانبياء اول ما يفتتحون به دعوتهم لاممهم الدعوة الى هذه الكلمة والايمان بها والعمل بمقتضاها وقبول مدلولها والاقرار بمعناها. اول شيء يدعو الانبياء اممهم الى هذه الكلمة. قال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قبل ان يدعوهم الى اي شريعة اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال ها هود لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقالها صالح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وكذلك تعاقبت على قولها للامم انبياؤها ورسلها فهي زبدة دعوة رسالات الانبياء من اقر بها فهو مسلم ومن كفر بها فهو كافر. فاذا هي هي فيصل بين المؤمنين والكافرين. فلا ينبغي ان يستسهل بها. فهذه العظيمة هي خير الكلمات واجمل الكلمات واجلها على الاطلاق. بل هي افضل الذكر كما في حديث جابر. والذي حسنه الامام الالباني الله تعالى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد وهي مفتاح الجنة. ففي صحيح الامام البخاري معلقا موقوفا بصيغة الجزم انه قيل لوهب بن منبه اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة؟ قال بلى ولكن ليس مفتاح الا وله اسنان. فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك وان لم تأتي بمفتاح له اسنان لم يفتح لك. فلا تفتح ابواب الجنة الا لمن معه هذا المفتاح وهو مفتاح لا اله الا الله. فالجنة دار الموحدين لا يدخلها الا اهل لا اله الا الله. فيا سبحان الله العظيم ما اعظم هذه الكلمة وكذلك هذه الكلمة هي التي يعصم بها دم الانسان وماله. ففي صحيح الامام مسلم من حديث الاغر بن يسار المزني. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه الا بحقه وحسابه على الله عز وجل. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله عز وجل. وفي صحيح الامام البخاري من ابي انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وصلى صلاتنا اقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تغفر الله في ذمته او كما قال صلى الله الله عليه وسلم. وهذه الكلمة العظيمة الفخمة الكبيرة هي مفتاح التمكين لهذه الامة في الارض. فلا يمكن ان يمكن للامة في الارض لا يمكن ان يمكن لها ملك ولا عز ولا سلطان الا بهذه الكلمة الا بهذه الكلمة. قال الله عز وجل وعد الله الذي امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني هذا هو الشرط. وهو مقتضى لا اله الا الله. يعبدونني لا بي شيئا وقوله يعبدونني هو معنى الا الله وقوله لا يشركون بي شيئا هو معنى لا اله فاذا على مدى تحقيق الامة لهذه الكلمة في ارض الله على مدى ما يحصل لها من التمكين والعزة في ملكوت الله تبارك وتعالى هذه الكلمة العظيمة هي مفتاح الامن والامان. فلا امان للامة ولا راحة ولا اطمئنان لها الا بهذه الكلمة الا بهذه الكلمة. وما اصاب الامة من الخوف والجزع والنقص من الانفس والاموال والثمرات وما تخطفتها اعداؤها الا بسبب اخلال تطبيقها لهذه الكلمة. قال الله عز وجل فاي الفريقين احق بالامن فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فقوله الذين امنوا هو معنى الا الله. ولم يلبسوا ايمانهم بظلم هو معنى لا اله. فاذا لا اله الا الله هي مفتاح التمكين ومفتاح الامن والامان في ارض الله عز وجل. وهذه الكلمة العظيمة هي القول الثابت. الذي يثبت الله عز وجل به المؤمنين في هذه الحياة الدنيا وفي الاخرة. وعلى ذلك قول جمهور المفسرين رحمهم الله تعالى في تأويل قول الله تبارك على يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. قال جمع كابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وجمع. قالوا القول الثابت هي لا اله الا الله. ولذلك في صحيح ابن حبان بسند جيد من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك دخل الجنة يوما من الدهر وان اصابه قبل ذلك ما اصابه وقد قرأ امامنا وفقه الله عز وجل في قول الله تبارك وتعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا اي قال اي اي شهدوا ان لا اله الا الله ثم استقاموا على مدلولها فان هؤلاء هم اصحاب الحياة المطمئنة الهادئة الوادعة في الدنيا واصحاب العيش والمقامات المحمودة والدرجات في الاخرة اسأل الله ان يجعلني واياكم والمسلمين جميعا من اهل لا اله الا الله. فلا يستسهل بهذه الكلمة. بل انها هي الطيبة والكلمة الطيبة التي قال فيها الله عز وجل ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء وقد فسر ابن عباس وغيره من المفسرين رحمهم الله تعالى ورضي عنهم الكلمة الطيبة بانها لا اله الا الله وهي كلمة النجاة فلا نجاة للعبد لا في دينه ولا في عقيدته ولا في دنياه ولا في عاجل امره واجله ولا في ولا في دنياه ولا في اخرى الا اذا جاء بهذه الكلمة قالها بلسانه وقبلها بقلبه واقر بها بقلبه. وكذلك عمل عمل بجوارحه بمقتضياتها ولذلك لما سأل عثمان رضي الله تعالى عنه ابا بكر رضي الله عنه عن النجاة من هذا الامر. قال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من قبل الكلمة التي عرظتها على عمي فاباها فهي له نجاة والحديث حسنه جمع من اهل العلم كالهيثم وغيره. من قبل الكلمة التي عرظتها على عمي فهي له نجاة والمقصود بعمه اي اي عمه ابو طالب اي عمه ابو طالب. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد عرظ عليه الاسلام. وعاده لما حضرته الوفاة فوجد عنده ابا جهل ابن هشام وعبدالله ابن ابي امية ابن المغيرة. وهم صناديد قريش. فلما قال له يا عم قل لا اله الا الله كلمة اشهد لك بها عند الله؟ قال يا ابا طالب اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضه عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال ابو طالب اخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله. فمن قبل تلك الكلمة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه فاباها فان هذا من اعظم حبل النجاة الذي يربطه الانسان على بطنه حتى ينجو من الشبهات والشهوات وتلك الكلمة العظيمة هي بطاقة الامان. هي بطاقة الامان. هي بطاقة الامان. في في مسند الامام احمد بسند جيد من حديث ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يصاح برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة تنشر له تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر. فيقول اتنكر منها اتنكر من هذا شيئا؟ قال لا يا ربي لا انكر منه شيئا. قال عندك حسنة؟ قال لا يا ربي. قال بلى ان لك عندنا حسنات. وانه لا ظلم اليوم عليك. فتخرج له بطاقة فيها لا اله الا الله فيقول يا ربي وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول انه لا ظلم اليوم عليك فتوضع تلك السجلات في كفة والبطاقة في كفة قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. وفي رواية ولا يثقل مع اسم الله عز وجل شيء. وفي وفي الحديث عند ابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سأل موسى ربه فقال ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال يا موسى قل لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعمرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. فاذا لا نجاة للامة الا بهذه الكلمة. ولا عز للامة الا بها ولا فخر ولا تمكينا ولا فلاح ولا نصر على عدوها ولا ولا امن ولا اطمئنان ولا تمكين في الارض لها الا اذا دانت بهذه الا اذا دانت بهذه الكلمة. ومن اعظم فضائل هذه الكلمة انها حزام امان من الخلود الابدي المطلق في النار حتى وان الانسان بسبب وجود بعض الكبائر التي لم يشأ الا هو عز وجل ان يغفرها له. فاننا نعتقد معاشر اهل السنة والجماعة ان مرتكب الكبيرة يوم القيامة تحت المشيئة تحت مشيئة الله عز وجل. كما قال الناظم جان الكبيرة ليس يكفر عندنا ويكون بعد قيامة الابدان تحت المشيئة ان اشاء ان اراد عذابه فبعدله او ان اراد الثاني فبفظله فهو الرحيم بخلقه وهو الغفور كل ما جناه الجاني. ما الذي يمنعه من الخلود الابدي في النار بعد فظل الله عز وجل ورحمته؟ انما هو مجيئه بهذه الكلمة هذه الكلمة حزام امان من الخلود الابدي في النار. لاصحاب الكبائر الذين ماتوا ومعهم اصل الاسلام. والمتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة انه لا يخلد في النار احد ممن معه اصل الاسلام حتى وان بقي فيها احقابا متتابعة فانه سيخرج يوما من الدهر حتى فان اصابه قبل ذلك ما اصابه الصحيحين من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم وعليه ثوب ابيض ثم اتيته وقد استيقظ فقال ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة قلت وان زنا وان سرق ثلاث مرات. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له وان زنا وان سرق ولا يعني النبي صلى الله عليه وسلم الاذن في هذه الامور او الاستسهال بها ولكن العلماء قسموا دخول الجنة الى قسمين الى دخول ابتدائي والى دخول انتقالي الدخول الابتدائي هو ان تكون الجنة اول منازل العبد والدخول الانتقالي هي ان تكون الجنة ثاني منازل العبد فمن مات على هذه الكلمة سيدخل الجنة والحديث اطلق هذا الدخول ولم يقيده بالدخول الابتدائي ولا بالدخول الانتقالي. فالانسان اذا مات على اصل الاسلام سيدخل الجنة يوما من الدهر حتى وان عذب في النار على زناه وسرقته. فمجرد موته على الزنا والسرقة لا تكون موجبة له ان يخلد الخلود الابدي المطلقة في النار كخلود من ليس مع واصل الاسلام وهذا باجماع اهل السنة والجماعة. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم الا دخل الجنة لكنه لم يقل ابتداء ولم يقل انتقالا فيدخل فيها نوعا الدخول. فمن فهم ان الانسان وان زنا وان سرق فسيدخل الجنة ابتداء فقد حمل الدليل ما لا يحتمل وقيد المطلق بلا دليل والمتقرر عند العلماء ان ما ورد مطلقا من من ادلة الكتاب والسنة فالواجب بقاؤه على اطلاقه ولا مقيد الا بدليل. وفي الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير. ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي وفي قلبه وزن ذرة من خير. وفي رواية في الصحيح في قلبه ادنى ادنى ادنى وزن ذرة من خير لا يخلد في النار احد ممن معه هذه الكلمة. فلا نجاة للامة ولا للافراد ولا للطوائف ولا للجماعات الا بهذه الكلمة قولا بالسنتهم واعتقادا بقلوبهم وعملا بجوارحهم واحق الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هم اهل هذه الكلمة في صحيح الامام البخاري من حديث ابي هريرة قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال لقد ظننت يا ابا هريرة ان لا يسألني عن هذا الحديث احد قبلك لما رأيت من حرصك على الحديث اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه والامة يوم القيامة لن تدخل في شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الا بهذه الا بهذه الكلمة وكلمة التوحيد هي الكلمة التي مضى عليها قدر الله عز وجل انها هي الفيصل بين السعداء الاشقياء في الجنة في النار. يقول الله عز وجل فريق في الجنة وفريق في السعير. وهذا التفصيل انما يكون على حسب تطبيق الامة لهذه الكلمة. فيا ايتها الامة الكريمة اوصيك في حياتي وبعد مماتي. يا ايها الحكام ايها الحكام الكرام اوصي حكام المسلمين الكرام. اوصيكم في حياتي وبعد مماتي. يا ايها الامراء يا ايها الرؤساء يا ايها السلاطين يا شعوب المسلمين اوصيكم في حياتي وبعد مماتي. اعتصموا بهذه الكلمة. تمسكوا بهذه الكلمة. اجتمعوا على هذه الكلمة فوالله لا تتوحد صفوفنا ولا ولا تقوى كلمتنا الا اذا اعتصمنا بهذه الكلمة. فانها حبل الله المتين ونوره المبين وصراطه المستقيم. فعلينا ان نتحد عليها وان نؤمن بها وان ننطقها بالسنتنا وان نحقق مقتضيات ذاتها واقعا في كون الله عز وجل وارضه. فقد جربت الامة الاجتماع على مسمى الوطنية والمواطنة وفشلت وقد جربت الامة ان تجتمع على شعارات التقريب بين الاديان وما افلحت. بل خابت وخسرت وضل كثير من الطوائف بسبب ذلك. وحاولت ان تجتمع الامة على طاولة الحوار وما افلحت وحاولت الامة ان تجتمع على بيارق الاحساب والانساب وشعارات القبائل مثل ما تشوفونه الان في سوق المزاين وغيرها. انما هي محاولة لجمع كلمة القبائل لكنهم لا يزدادون الا بعدا وخصومة ونزاعا. لان القلوب وقضى الله الا تجتمع على شيء اخر الا على كلمة التوحيد خاصة. مهما اجتهدنا ومهما فعلنا ومهما اخترعنا ومهما ابتدعنا طرقا ورفعنا رايات وشعارات نريد ان تجتمع قلوب الشعب فيها عليها فاننا نزيد النار اشتعالا ونزيد الطين بلة ونزيد الخصومة والخلاف هوة لكن اذا اردنا ان نسلك الطريق الصحيح في اجتماع الامة فانما تجتمع الامة على على لا اله الا الله لذلك قد انفقت الامة الاموال الطائمة الطائلة الاموال الطائلة. انفقت الامة اموالا طائلة على طرق تريد ان قلوب ابناء وطنها ولكن لم تجتمع قلوبهم على هذه الشعارات المرفوعة والبيارق التي ترفرف منها هنا وهنا لانهم جانبوا الطريق الصحيح جانبوا الطريق الصحيح وكثير منهم حكاما ومحكومين يعرفون ان الطريق الصحيح لاجتماع القلوب لا اله الا الله ولكن كثير منهم يأبى عنادا واستكبارا ان يسلكه وعند الله عز وجل تجتمع الخصوم وعند الله عز وجل تجتمع الخصوم. لكن من باب ابراء الذمة نقول متى ما كانت الامة مؤمنة بهذه الكلمة عالمة بمعناها عاملة بمقتضاها. فوالله الذي لا اله الا هو انها ستكون اقوى امة على وجه الارض كما كانت سابقا فان الصحابة ليسوا اكثر منا عددا وعددا وعتادا. ليسوا اكثر منا تقنية في الحروب. وليسوا اكثر منا عددا في الجنود. ولكنهم ما انتصروا بقوة بقوتهم المادية الحسية انما انتصروا بقوة لا اله الا الله في قلوبهم فقظاء فقدر الله في هذه الامة انها ما تنتصر الا بهذه الكلمة ولا تقوى كلمتها الا بهذه الا بهذه الكلمة. فالله الله وحقيقة الامر ايها الاخوان انه لا يمكن ان توحد الطوائف والشعوب في الظاهر الا اذا توحدت في البواطن اولا قلوبها لا يمكن ان تتوحد ظواهر الناس الا اذا اتحدت بواطنهم وقضاء الله وقدره الا تتوحد بواطنهم الا على كلمة فنحن نعيش في حياة التبعية للغرب في كل دقيق وجليل وفي كل صغير وكبير وما ذلك الا لاننا ابتعدنا عن هذا المنبوع الصافي كلمة التوحيد والمورد العذب الشافي الكافي الذي لا يخالطه توحيد الا على كلمة التوحيد. اذا توحدت بواطنهم وقلوبهم على كلمة التوحيد حينئذ توحدت توحدت ظواهره وعادت للاسلام عزة للمسلمين عزتهم ومكانتهم ورفعتهم. ورفعتهم. فاذا يجب علينا ان ان نكون اخوة متحابين ولا يمكن ان نكون ذلك الا بتحقيق كلمة التوحيد. وان نكون اخوة متقاربين متآلفين متواجدين هكذا يريدنا الله ولكن لن نكون كذلك الا بتحقيق كلمة التوحيد. قال الله عز وجل المؤمن انما المؤمنون اخوة وقال النبي عليه الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا ولا يسلمه ولا يحقره ولا يمكن ان نحقق ذلك مبدأا واقعيا الا اذا اجتمعنا على كلمة التوحيد. فلا يمكن ان يجتمع المسلمون في مشارق الارض ومغاربها على اختلاف بلدانهم وتباعد اقطارهم واختلاف لغاتهم والوانهم وهمومهم على كلمة التوحيد الا على كلمة التوحيد. والا والله العظيم لن تزداد الامة بهذه الشعارات المرفوعة التي تنطلق من افواه من لا خلاق له من ها هنا وهناك الا الا نزاع. فكلمة التوحيد يدخل تحتها العربي والعجمي اذا اسلموا وامنوا ويدخل تحتها الاسود والابيض ويدخل تحتها الذكر والانثى كلهم كلهم لا لا تفريق بينهم لا بين ابيض ولا اسود ولا بين قريب ولا بين بعيد ولا بين موافق ولا مخالف ما دامت القلوب مجتمعة على كلمة التوحيد ولذلك فقد فرظ الله عز وجل ان يكون ولاؤنا مبنيا على هذه الكلمة وعداوتنا وبغضنا مبنية على هذه الكلمة. وحبنا مبنيا على هذه الكلمة وبغضنا مبني على هذه الكلمة واحكامنا على الاخرين مبنية على هذه الكلمة. فاذا جميع ما تنطق به السنتنا وجميع ما نفعله بجوارحنا انما ميزان قبوله عند الله هو موافقته لمقتضى هذه الكلمة او مخالفته. فاي قول خالف هذه الكلمة فهو مرفوض عند الله. واي بني على مخالفة هذه الكلمة فهي مرفوضة عند الله عز وجل. فالموالاة والمعاداة انما يقبلها الله على هذه الكلمة. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم من احب لله وابغض لله ووالى لله وعاد في الله فقد استكمل فقد استكمل الايمان. فوصيتي للحكام والمحكومين. ووصيتي لهذه الامة في مشارق الارض ومغاربها من اطراف المغرب الى اقاصي الصين ومن شمال الكرة الارضية الى جنوبها وصيتي لهم هذه الكلمة. ان يعتصموا بها وان تتآلف قلوبهم عليها. وان تتوحد كلمات عليها وقد قرر العلماء ان النطق بهذه الكلمة لوحده لا يكفي. بل لابد ان يحقق الانسان شروطها كما قال الناظم ولم يكن لقائليها نفع ان لم يكن بها شروط سبع. ولا اريد الاطالة في هذه الشروط ولكن نشير لها اشارة قال الناظم وشروطها سبع اليك بيانها العلم والاخلاص للرحمن وكذا المحبة واليقين قبولها والصدق والتسليم يا اي الانقياد. يا اخوة والصدق والتسليم يا اخواني فاعبد الهك مخلصا ومتابعا لنبيك المبعوث المبعوث بالقرآن فاذا لا ينفع لا تنفع الامة هذه الكلمة لا لا تنتفع الامة بقول هذه الكلمة قولا مجردا تتحرك فيه الحبال الصوتية واللسان والشفتان فقط لا ما يكفي هذا لا بد ان تحقق الامة شروطها وان تبتعد عن نواقضها او خوادشها سواء ما النقض المطلق كالشرك الاكبر او ما ينقضها مطلق النقض كالشرك كالشرك الاصغر. كالشرك الاصغر هذه الكلمة لابد من تعاهدها بالسقي وسقيها انما يكون بالايمان والعمل الصالح والقرب من الله عز وجل فهي كلمة تحتاج من المؤمن الى سقي دائم لانها شجرة. وتلك الشجرة لابد ان يسقيها صاحبها حتى لا تذبل اوراقها وتتساقط وحتى لا تموت لا تموت ثمارها. ولتعلم الامة الكريمة ولتعلم الامة الكريمة ان استقلالها لا يتم ابدا الا باستقلالها في عقيدتها فالامة التي لا تستقل بعقيدتها وما ينبثق من عقيدتها من شريعة لا يمكن ان تستقل بين الامم ابدا ان الامة لا تعتصم بتوحيدها وتعيش على عقيدتها الا وتكسب العز والرفعة بين الامم ولذلك نحن في هذا الزمن نحن في هذا الزمن نعيش حياة التبعية للغير. بسبب ماذا؟ بسبب ابتعاد الامة عن هذه الكلمة نحن نعيش في هذا الزمن الذل فكثير من اطياف الامة واطرافها فيهم ذل لا يعلمه الا الله. بسبب ماذا؟ بسبب عدم العمل بمقتضى هذه الكلمة بسبب ابتعاد بسبب ابتعاد الامة عن هذه عن هذه الكلمة شوب ولا قذر ولا كدر وليعلم المجتمع باسره ان امن المجتمع مبني على امن افراده فاذا امن الافراد امن المجتمع ولا يمكن ان يتحقق الامن الحقيقي للافراد الا اذا حققوا الامن والاعتصام بهذه الكلمة وهذه الكلمة تجعل المسلمين جسدا واحدا تجعل المسلمين جسدا واحدا لا يكون المسلمون جسدا واحدا الا بهذه الكلمة يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى متى يكون ذلك؟ اذا اجتمعت الامة على كلمة التوحيد ومن ما يريده الله عز وجل منا ان نكون كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان. يشد بعضه بعض اعضاء وشبك بين اصابعه ولا يمكن ان تكون الامة كالبنيان الواحد الا اذا اجتمعت على هذه على هذه الكلمة ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم المسلمون كرجل واحد المسلمون كرجل واحد اذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وهذه رواية الامام البخاري. وفي رواية الامام مسلم مسلمون كرجل واحد اذا اشتكى عينه الرجل الواحد اذا اشتكى عينه اشتكى كله وان اشتكى رأسه اشتكى كله تجد ان الالم في العين ولكن ثمة صداع في الرأس وثمة الم في الاسنان مع ان مصدر الالم واحد ولكن لان الجسد يحس هذا الموضع يحس بالم هذا الموضع فكل الجسد يتداعى له يتداعى له وهذا التداعي له مظهر يتداعى له بالسهر بالسهر والحمى اي بارتفاع درجة الحرارة مع ان موضع الالم انما ها هو عضو من اعضاء الجسد ولكن تألم الجسد كله وانك اذا نظرت الى احوالك كثير من اهل الاسلام في هذا الزمان يتخطفون في مشارق الارض ومغاربها ويقتلون بالمئات بل بالالاف ولا يتحرك لهم ساكن ولا يعطف قويهم على ضعيفهم ولا يعطف غنيهم على فقيرهم لانهم لم يعيشوا حياة جسدي الواحد ولم يحققوا مبدأ البنيان الواحد لم؟ لانهم تخلفوا عن تطبيق هذه الكلمة. اه ثم اه لو عادت فلما نسوا ما ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. استدراجا من الله عز وجل. واما ما يعطيه الله المؤمنين على توحيدهم وايمانهم فهو عطاء الرحمة. وعطاء المغفرة وعطاء الرضا وهو عطاء الالوهية لهذه الكلمة وليتها تعود واسأل الله عز وجل ان يمتع قلوبنا وابصارنا باتفاق الامة على هذه الكلمة قبل ان يقبض ارواحنا على رؤية هذا الذل الذي اصاب الامة. نسأل الله ان يثلج صدورنا باجتماع الامة على هذه الكلمة. لا اجتماعها على بيارق زائفة وعلى شعارات وزخارف منمقة وانما اجتماعها على هذه الكلمة. نسأل الله ان يجمع كلمة المسلمين على هذه على هذه الكلمة. فهذه الكلمة تجعل المسلمين جسدا واحدا وتجعلهم بنيانا مرصوصا. لا يخترقه العدو ان من قدر الله لهذه الامة والحمدلله على هذا القدر انها لا يتسلط عليها عدوها الخارجي ولا يستطيع عدوها الخارجي ان يجتثها من جذورها حتى وان تسلط العدو الخارجي على بعض افرادها او اطرافها فانه لا يسلط عليها باعتبار كلها. ابدا واني دعوت ربي ان لا يهلك امتي بسنة عامة فاعطانيها كما في صحيح الامام مسلم من حديث ثوبان واني دعوته ان لا يسلط عليها عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم فاعطانيها لكن قضاء الله وقدره ان هلاكها يكمن في داخلها وباطنها ولذلك فالزنبور لا يستطيع ان يختنق الخلية الا اذا كانت ثمة نحلة فاسدة في اثناء يد الخليج فاذا لم نخترق من الداخل وكان بنياننا قويا بوحدة كلمتنا واتفاق صفوفنا وقوة بنياننا ورص صفوفنا فوالله لا يستطيع العدو ان يخترقنا مهما بلغ عتاده وعدده وقوته المادية لا يستطيع ابدا واقسم بالله ثم اقسم بالله على هذا ولكن المشكلة ان الله عز وجل جعل بأس جعل بأسنا بيننا. حتى يكون بعضهم يهلك بعضا بعضهم بعضا. قال الله عز وجل قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. او من تحت ارجلكم. فقال النبي عليه الصلاة والسلام في هاتين اعوذ بوجهك. قال او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. قال النبي صلى الله عليه وسلم هذه وهذه اسهل فاذا بأس هذه الامة وهلاكها فيما بينها. فيا طلبة العلم اوصيكم ونفسي بان تحرصوا على اي طريق تتآلف به الامة على هذه الكلمة اتركوا الكلام في اي سبب يفرق الامة ويمزقها الان. وان اعظم ما تتمزق به الامة الان الكلام في حكامها اعظم الفتن التي تتفرق بها الامة ويكثر اراقة الدماء فيها على حسب الاستقراء انما هو الكلام الحكام والعلماء. فمتى ما وقعت الامة في حصني المجتمع فانها سوف تهلك نفسها من حيث لا تشعر. اوصيكم بالا تغتابوا هاتين الطائفتين لا من اجل سواد عيون هاتين الطائفتين ولا مجاملة لهم وانما لانهم حصن المجتمع وامنه وامانه بعد الله عز وجل تأي سلمة في هذين الحصنين فاننا نفتح ثغرة للعدو الخارجي ان يلج الى مجتمعنا ونكون ممن بيوتهم بايديهم لا نخرب بيوتنا بايدينا فالحكام حصن للمجتمع والعلماء حصن للمجتمع. فما دامت الامة مؤتلفة على حكامها وعلمائها فان الامة لا تزال لا تزال بخير. لكن متى ما تسلط حكامها على شعبها وتسلطت شعوبها على حكامها فحين اذ يحصل الخلل العظيم. والباقعة الكبيرة والداهية الدهياء التي تراق فيها الدماء وتتبدل فيها الاحوال وينقلب التمكين الى عدم تمكين وينقلب الامن الى خوف. فالله الله بالاعتصام بكلمة هاتين الطائفتين العلماء والحكام. واننا نأسف ان بعض طلبة اهل العلم ان بعض طلبة العلم هداه الله ربما جعل همه وهجيراه في نقده هم العلماء والواجب علينا ان نتقي الله في علمائنا وان نحترمهم وان نعلي منازلهم كما اعلاها الله وان نحفظ جنابهم وان نذب عن اعراضهم لانهم امنة الامة. فلا تزال الامة بخير انبثقت من علمائها. واخذت التوجيه من علمائها فالإعتصام على لا اله الا الله هو الإلتفاف حول من يقرر هذه الكلمة وهم العلماء. الله الله ما في حول العلماء اسكتوا عن العلماء. لا تنشروا اخطاء العلماء في المحافل. اذا رأيتم من عالم خطأ بالطريقة التي لا توجب انتشارا فساد ولا ايقاع ضرر ولا اهلاك مصالح او بعث مفاسد. لا نقول نسكت عن العلماء ولا نقول بان العلماء معصومون لا يخطئون لا ولكن ثمة طريق صالح في اصلاح تلك الاخطاء بامن وامان مع حفظ كرامتهم وحفظ منزلتهم وقدرهم فالله الله في علمائنا. وصيتي لكم بالعلماء لا تقدحوا فيهم. ولا تثربوا عليهم. ولا تتبعوا اخطاءهم. فان انهم امان الامة وامنها باذن الله عز وجل وجميع الامم تفخر بعلمائها وجميع الامم تفخر بعلمائها. جميع الامم تفخر بعلمائها. ولا تبقى الامة الا ببقاء علمائها. فاحرصوا على وان من حسن قدر الله عز وجل وكل اقداره حسنة. ان شرف العبد الضعيف قبل صلاة المغرب بنصف ساعة ان التقي بعالم من علماء الزلفي فضيلة شيخنا وتاج رؤوسنا الشيخ محمد بن ابراهيم الحمد اسأل الله عز وجل ان يثبت قلبه ولسانه. وان يوفقه لكل خير. وعامة علماء اهل الزلفي. التفوا حول علمائكم. خذوا التوجيهات منهم لا تزهدوا في نصائحهم لا تفتحوا اذانكم لمن يقدح فيهم او يهرب عليهم او يتتبع زلاتهم بالظلم والعدوان. ولا يقصد بذلك الا اسقاط اشخاصهم فقط حنقا وحقدا عليهم وغلا من قلبه. ينفث سمومه في اعراض العلماء. ويريد ان يتطاول على اكتاف اهل العلم رحمهم الله الله فلنتق الله في السنتنا ما دمنا نحفظ كرامة هاتين الطائفتين. فالمجتمع في امن وامان ان شاء الله. ما تآلفت قلوب الشعوب على حكامها وعلمائهم واقسم بالله اني لا اريد مجاملة حاكم ولا ملك ولا اريد مجاملة عالم او امير. وانما هو دين ندين الله عز وجل دين ندين الله عز وجل به. احترام الحكام كرام سلطان الله بالارض والالتفاف حول ولاة الامر سواء اكانوا ولاة امر في تنفيذ الاحكام وسياسة الامة في الانظمة وهم وهم الحكام الولاة. واو كانوا من ولاة الامر في البيان حجة والعلم والتعليم وهم العلماء. فالله الله في هاتين الطائفتين فلا نزال بخير ما التففنا حولهم يقول خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام فنظر الى السماء فقال النجوم امنة سماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد. وانا امنة لاصحابي. فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون. واصحابي امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما توعد. وفي الصحيحين من فاذا العلماء حزام امان الامة ما دام في الامة عالم فان الامة بخير ولله الحمد والمنة وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبكي عالما اتخذ الناس رؤساء او قال رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا فوصيتي لكم ان تلتفوا حول العلماء فاخذ التوجيهات من العلماء هو اعتصام بكلمة التوحيد. لانهم هم اهل التوحيد فالله الله بالاعتصام بهذه الكلمة والالتفاف حولها ولو لم يكن في هذه الكلمة الا انها تجعل الامة بين احدى الحسنيين فالمعتصم بهذه الكلمة لا خسارة عليه فان انتصرنا على عدونا وغنمنا فتلك حسنى وان قتلنا عدونا على هذه الكلمة فتلك حسنى وهي الشهادة. قال الله عز وجل ونحن نتربص بكم قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين؟ قال العلماء اما النصر واما فالمعتصم بلا اله الا الله لا خسارة عليه. انفتح الله عليه بركات الدنيا وهو معتصم بهذه الكلمة فذلك نور على نور خير على خير بل ان الله عز وجل لا يفتح بركات السماء ولا يخرج خيرات الارض الا للمعتصمين بهذه الكلمة. قال الله ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا من السماء ولا من السماوات لفتحنا عليهم بركات من السماء. اي نعم. بركات من السماء والارظ. ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون. وقال الله عز وجل ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء سماوات والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا ايش بالسماء ولا السماوات هذي من المواضع التي تشكل علي في القرآن كثيرا فاذا خيرات الارض لا تفتح الا لاهل لا اله الا الله. وبركات السماء لا تنزل الا على اهل لا اله الا الله ولا يشكلن عليك كثرة عطاء الله للكفار. فان العلماء قسموا عطاء الله الى قسمين. الى عطاء ربوبية والى عطاء الوهية وعطاء الربوبية هو عطاء الاستدراج. ربما يفتح الله عز وجل على الكفار من العطاء ما لا يفتحه على المسلمين لكنه عطاء استدراج واعطاء استذلال وعطاء يدخل تحت قول الله عز وجل واملي لهم ان ان كيدي متين. هذا من كيد الله. ويقول الله عز وجل فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم فلا تفرح بكثرة عطاء الربوبية لانه ربما يكون استدراج من الله عز وجل. ولكن عليك ان تفرح بعطاء بعطاء الالوهية ولو اننا نظرنا نظرة يسيرة الى العرب في الجاهلية لوجدنا ان العرب قد تحولوا من امة لا قيمة لها. ولا وزن لها. فقد كانوا رعاة غنم لكنهم انتقلوا بهذه الكلمة من رعاة غنم الى قادة امم. بهذه الكلمة تحولوا من كونهم رعاة غنم الى قادة امم وفتحوا الدنيا شرقا وغربا وفتح الله لهم البلاد وقلوب العباد فملأوا الدنيا بهذه الكلمة رحمة وعدلا وخيرا وبركة وامنا وامانا وسلما وسلاما واتسعت لهم رقعة بلادهم بسبب ماذا؟ بسبب اتباعهم لهذه الكلمة واجتماعهم عليها. فهذه الكلمة هي مصدر عز هذه الامة وهي مصدر كرامتها ورفعتها ومصدر تمكينها وفخرها وعلوها بين الامم يقول الله عز وجل ولينصرن الله من ينصره. واعظم ما ننصر الله به تمسكنا واعتصامنا تحقيقنا لمدلول هذه الكلمة وقوة التوحيد خذوها قاعدة مني. قوة التوحيد فرع عن قوة من توحده قوة التوحيد نابعة عن قوة من توحده هذه الامة. فكلما التزمنا بالتوحيد وكلمة التوحيد فلنعلم اننا من اقوى الاشياء. لم لاننا نعتصم بقوة الواحد الاحد الذي وحدناه بهذه الكلمة ولا غالب لامره عز وجل ولا معقب لحكمه. ولن تغلبنا امة من الامم ما دمنا معتصمين وموحدين على كلمة التوحيد ان قوة الامة لا تكمن في الامور الحسية. وانما تكمن في ما تحمله قلوبها من مقتضيات والايمان وقبولها هذه الكلمة فالله الله يا حكام المسلمين. والله الله يا علماء المسلمين اتقوا الله عز وجل في شعوبكم وعلموهم هذه الكلمة وربوهم عليها في مناهج الدراسة وفي حلقات العلم وفقهوهم معناها ومدلولها وشروطها ونواقضها وعلموهم التوحيد لان الخلل في التوحيد بدت مظاهره في الامة بادية لكل ذي عينين فصار بعض شبابنا الحد وانكر وجود الله وبعضهم انكر احقية الاسلام في هذا في الاتباع. بل وبعضهم لبس صليب النصارى ودخل بي على اليهود وكنائس الملاحدة كل ذلك بسبب بعد الامة عن كلمة عن كلمة التوحيد فالحكام مسؤولون عن تعليم شعوبهم لهذه الكلمة ومسئولون عن مناهج الدراسة التي تعلم طلاب المدارس لهذه الكلمة لا يجوز لاي حاكم ولا يجوز لاي وزير ان يستغل منصبه ويحذف تعليم الامة لشيء من مقتضيات هذه الكلمة هذه امانة قد ربطها الله عز وجل في عنقه. وسيسأله الله عز وجل عنها يوم القيامة. فاعظم ما يقدمه الحكام لشعوبهم ان يحفظوا دينهم بتعليمهم لهذه الكلمة وكذلك العلماء مسئولون عن تعليم الامة لهذه الكلمة. في في خطبهم وفي دروسهم ومحاضراتهم ومنتدياتهم حتى تنشأ امة على هذه الكلمة يكبر عليها الصغير ويهرم عليها الكبير حتى تنبثق كلمة الامة من هذه الكلمة من كلمة التوحيد فعلينا ان نتفق على هذه الكلمة وان نكثر من السؤال عنها ان نكثر من سؤال العلماء من سؤال العلماء عنها والا نهمل هذه الكلمة بحجة انها كلمة معروفة. وان التوحيد الان مفهوم. فتلك الكلمة كلمة تدغدغ مشاعر كثير من انصاف المثقفين وتجعلهم يزهدون في تعلم مسائل التوحيد بحجة ان التوحيد قد ارتظعناه ونحن صغار وقد هضمناه ونحن صغار وقد تعلمنا وتفقهنا في مسائله في فنحن صغار فاحوج ما تحتاجه الامة اليوم هي معرفة التوحيد وكلمة التوحيد والثبات على التوحيد والموت على التوحيد نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من الموحدين باطنا وظاهرا وممن عاشوا على التوحيد. وماتوا على التوحيد وحسروا على كلمة التوحيد في ودخلوا دار اهل التوحيد في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ونسأله عز وجل ان يعين حكام المسلمين على تحقيق في نفوسهم وواقع بلادهم وان يجعلهم دعاة للتوحيد في اقوالهم وافعالهم وان جعلهم رحمة على اهل التوحيد وان يحببهم في التوحيد واهل التوحيد. كما اسأله عز وجل ان يجعلنا من اهل من اهل هذه الكلمة التي يحققون مدلولها في الحياة ويعيشون على مذلولها وييسر الله عز وجل ان تنطق السنتهم بهذه الكلمة عند سكرات الموت هذا ما احببت ان ابينه لاخواني مختصرا غير مطول وخلاصته انه هناك امرين متلازمين لا ينفك احدهما عن الاخر الاول ان الله عز وجل امرنا بالاجتماع والائتلاف ونبذ اسباب الفرقة والاختلاف والامر الثاني ان من قدر الله لهذه الامة الا تجتمع الا على كلمة التوحيد. والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واني احب في هذه العجالة ان اخصص اسئلة يسيرة لمن امامي في مضمون هذه المحاضرة حتى ننظر مدى تحصيلهم وفهمهم باذن الله عز وجل