ربه. ولما ذكر الله عز وجل ما تسعى النفوس اليه من امور الدنيا. من امور الدنيا حيث ذكر الله عز وجل في سورة ال عمران بعض ما ترغبه النفوس من وهو نهاية الاقدام ومنتهى النظر والوحي المطهر باجمعه دليل يوضح الطريق لتحقيق مرضات نصا او فحوى او ايمائا. ليعبد الله على بصيرة. كيف يرضى الله عنك؟ سؤال وعنوان يشر للقاء للقاء يشرف يشرف بمعالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي في مساء يوم الاربعاء السادس والعشرين من شهر جمادى الاخرة لعام الف واربعمئة وتسعة وثلاثين للهجرة في جامع الراجحي ببريدة. فحي هلا بالشيخ الكريم فاهلا مرحبا وتزاد طبتم وعمتم بعدها والحب بان وينظم هذا اللقاء فرع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بمنطق بالمنطقة بالتعاون مع مؤسسة الشيخ سليمان الراجحي الوقفية. وهذا المنبر ينتظر صعود خطيبه وهذه الاسماع لسماع حديثه فليتفضل اجزل الله له المثوبة السلام عليكم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يرضى عني وعنكم رضا لا يسخط بعده ابدا رضا الله غاية عظيمة. ينبغي بنا ان نجعلها بين اعيننا كما قال تعالى ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما وكما قال تعالى والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين. فرضا الله مطلب علينا ان نجعله بين اعيننا وان نفعل الاسباب المؤدية لتحصيل هذا المطلب رضا الله جل وعلا اذا حصل للعبد ترتب عليه نتائج كبيرة واثار جميلة في الدنيا في الاخرة فان رضا الله مما يؤدي الى ان يحصل العبد على المطلب الذي يسعى اليه العقلاء الا وهو الهداية الى الصراط المستقيم والى الخير والصلاح كما قال تعالى يهدي به الله من اتبع رظوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. ثم ان رضا الله من اسباب في ثناء الله على العبد فان الله يثني على العبد بكونه مرضيا عنه. كما قال جل وعلا وكان عند ربه مرضيا. وهكذا رضا الله من اسباب سلامة خاتمة العبد من كل لسوء في الدنيا والاخرة. فان الله جل وعلا قد جعل النفس المطمئنة راضية ارضية وبالتالي كانت لها العاقبة الحميدة والنهاية السعيدة. رضا الله من اعلى ما ينبغي ان تتوجهي اليه اهدافنا ورغباتنا كما في الاية التي تلوتها والله رسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين ان من رضي الله عنه فان الله عز وجل يقبل فيه كما قال تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له الرحمن ورضي له قولان. اذا حصلت على رضا الله حينئذ تكون من اهل الجنان كما قال تعالى فمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون. رضا الله يؤدي الى ان يكون للعبد القبول عند خلقا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه ارضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه النار وهكذا رضا الله طريق الى تحصيل الاجور العظيمة. كما في قوله تعالى ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. ولذلك قبل ان تقدم على اي فعل من افعال القربات ليكن مقصودك من ذلك الفعل ان ترضي رب العزة والجلال عنك ما هي الاعمال التي تجعل الله جل وعلا يرضى عنك وتكون ممن يرضى عنه عند رب العزة والجلال. اول ذلك التوحيد بافراد الله بالعبادة والاخلاص في الاعمال لا تريد باعمالك رياء الخلق وانما تريد ارضاء الرب سبحانه وتعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يرظى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فافراد الله بالعبادة وقصد وجه رب العزة والجلال مما يجعل الله يرضى عنك هكذا في الاجتماع وتآلف الناس وكونهم وحدة واحدة مما يكون من اسباب ارظاء الله عز وجل عن العبد كما في الحديث السابق قال ان الله ليرضى لكم ثلاثا وذكر منها ان بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ومن ذلك ان يتقرب الانسان لله عز وجل بجمع الكلمة وبتاليف الناس وبابعاد العداوات عنهم وبجعلهم يتخلقون بالاخلاق الفاضلة التي نجتمع بها الكلمة وهكذا استشعار واجب السمع والطاعة لاصحاب الولاية فان هذا مما اجمع الناس ويؤلف بينهم ومن ثم يستجلب به رضا رب العزة والجلال. ومن اسباب استجلاب رضا الله ان تسارع في الطاعات. كلما سمعت بطاعة اقدمت عليها كما قال الله عز وجل على لسان موسى عليه السلام وعجلت اليك ربي لترضى. وهكذا من الاسباب التي تجعل الله جل وعلا يرضى عنك ان تطلب من ربك سبحانه وتعالى ان يرضى عنك. كما قال عبدالله الصالح في دعائه وان اعمل صالحا ترضاه وحينئذ تطلب من الله الله ان يرظى عنك وان يقبلك لديه والدعاء سلاح عظيم والله تعالى قد وعد المؤمنين باجابة دعائهم. ومن اسباب رضا الله عن العبد ان يختار الالفاظ الطيبة والقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يبلغ منها من الجنة مكانا. وهكذا من الاسباب المؤدية الى ان يرظى الله عن العبد ان ينفق في سبل الخيرات ولو كان بالقليل فان ذلك من اسباب رضا رب العزة والجلال. قال تعالى ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير. ومن الاسباب التي تستجلب بها مرضاة رب العزة والجلال ان يحرص الانسان على الاصلاح سواء كان اصلاحا بين المتخاصمين من اسرة واحدة او بين الزملا المتخاصمين او بين الشركاء فان هذا من اسباب استجلاب رضا بالعزة والجلال. كما قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. وهكذا من التي تستجلب بها رضا الله عنك ان تكون شاكرا لنعم الله مثنيا على الله بها معترفا بانها من عند الله صارفا لها في مرض الله. كما قال تعالى وان تشكروا يرضه لكم. وهكذا من لاسباب ان تكون صادقا في عملك بحيث لا يكون عندك شيء تبطنه خلافا ما تظهره فان العبد متى حرص على ان يكون صادقا كان ذلك من اسباب رظا الله عنه. كما قال قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ثم ذكر انه رضي عنهم ورضوا عنه ومن الاسباب التي نستجلب بها رضا الله ان نسير على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم على سيرة السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم ومن سار على طريقتهم كما قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها. وهكذا من الاسباب التي الله يرضى عن العبد ان يهاجر سواء كانت الهجرة من بلد الكفر الى بلد الاسلام او من بلد البدعة الى السنة او من بلد المعصية الى بلد الطاعة. وهكذا ان يهاجر من عاصي والذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المهاجر من هجر ما نهى الله عنه. يقول الله جل وعلى الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان. وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها. ويقول وهكذا من الاسباب التي يستجلب العبد بها رضا رب العزة والجلال ان يكون من اهل التقوى بان يقدم على على الطاعات وان عن المعاصي والسيئات. فتقوى الله من اعظم الاسباب التي تجعل الله وعن العبد يقبل منه ما يؤديه من العمل. وهكذا من الاسباب التي تجعل الله يرضى عن العبد ان يكون العبد حريصا على رظاه والديه كما في الحديث كما في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رضا الله في رضا الوالدين. وسخط الله في سخط الوالدين من الاسباب التي يستجلب العبد بها ان يكون من الملتزمين بدين الاسلام في كل اعمال فقد قال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا. ومن الامور التي ينبغي بالعبد ان يحرص عليها ان يجتنب الاسباب المؤدية الى ابتعاد رضا الله عنه. فان الله تعالى قد جعل بعض الاعمال اسباب الابتعاد رضا الله عن العبد. ومن ذلك ان يكون الانسان من اهل الفسق والمعاصي كما قال تعالى فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين. وهكذا عندما يجحد الانسان نعم الله او يكفر بدينه فان هذا من الاسباب التي تبعد رضى الله عن العبد كما قال تعالى ان تكفروا فان الله غني عنكم. ولا يرظى لعباده الكفر وهكذا من الاسباب التي تبعد الانسان عن استجلاب رظا الله الاقوال السيئة التي تغظب ورب العزة والجلال كما قال تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون انما لا يرضى من القول اذ يبيتون ما لا يرظى من القول وكان الله بما يعملون محيطا. ومن الاسباب التي تبعد رضى الله عن العبد ان يجامل الناس فيما يسخط الله سبحانه وتعالى. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ان رضا الله من اسباب الحصول على النعيم الدائم في جنات الخلد كما قال تعالى وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في عادل ورضوان من الله اكبر. ذلك هو الفوز العظيم. ويقول جل وعلا افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان. وهذا وان كان في بنيان المساجد اصالة. الا انه في كل ما يؤسس الانسان حياته عليه. افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان. خير ام من بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين. ان ان الله عندما يرضى عن العبد يحسن عاقبته ويجعل له السياق الحسن في اواخر حياته كما في قول الله عز وجل فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رظوانه فاحبط اعمالهم. فمن فمن اتبع رضوان الله فان الله يجعل الملائكة تقبض روحه القبض الهين السهل. ومن كره ما يرضي الله واتبع ما يسخطه فان الله يجعل الملائكة تضرب وجهه ودبره عند وفاته لقد اذن الله عز وجل على الصحابة الكرام وبين ان الله قد رضي عنهم. كما في قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. فعلم ما في قلوبهم فعلم ما في قلوبهم فثابهم فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا. فالله جل وعلا ينزل السكينة على من رضي عنه يعقبه العاقبة الحميدة بالاجر العظيم والثواب الجزيل و والفتح القريب متى كان ممن يستجلب رضا الله. وقال تعالى مثنيا على صحابة نبيه محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. فمن كانت مقاصده ونياته ان يستجلب رضا الله لنفسه فان الله سيرضى عنه وسيرفع درجته كما جعل ذلك لصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولما قسم الله الناس الى قسمين قسم يخادع في دين الله عز وجل جعل القسم الاخر ممن يسعى الى استجلاب رضا الله في قوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. والله رؤوف بالعباد. والله رؤوف بالعباد. ولذلك ينبغي بالمؤمن ان يتقرب لله عز وجل بان يسعى الى استجلاب رضاه جل وعلا. انظر في اخر سورة البينة قسم الله عز وجل الناس الى قسمين. قسم قسم آآ قسم كان قسم هم شر البرية وقسم هم خير البرية. وقال عن خير البرية او لا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن من تحتي الانهار خالدين فيها ابدا. ايش؟ رظي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك لمن خشي الاولاد والاموال والازواج زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب الفضة والخيل المسومة والانعام والحرث. جعل ذلك من متاع الدنيا. ثم قال سبحانه قل اؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد. وحينئذ نتذكر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته بعد غزوة احد لما اصيب من المسلمين ما اصيب وآآ رجع الكفار المشركون فقالوا بانكم قد قتلتم من قتلتم من اصحاب محمد ولكنكم لم تقضوا على دينه فارجعوا واقضوا على دينه. فجاء من جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بانه قريشا قد اعدت لكم وستعود اليكم لتستأصلكم. فانزل الله جل وعلا الايات العظيمة من اخر سورة عمران الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله واتبعوا رضوان الله لانهم خرجوا من مدينة وقالوا سنقف في وجه هؤلاء فسمعت قريش ومن معها بخروج النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا عودوا ويكفيكم ما ما نلتم منهم. نخشى ان تعودوا اليهم تنقلب واحوالكم الى هزيمة. ومن ثم سلم الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كما في قوله جل وعلا لم يمسسهم سوء. وان من الامور ينبغي بالانسان ان يتحرز فيها الاقوال التي يتكلم بها. انتبه قبل ان تتكلم باي كلمة انظر هل كلامك يرضي ربك جل وعلا او يسخطه عنك. ولهذا لما مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم ابراهيم كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا نقول الا ما رضي ربنا وانا بفراقك لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا ومن الامور التي تستجلب رضا الله ان تحمد الله على النعم التي انت فيها. لقد انعم الله علينا في هذه البلاد بنعم كثيرة في امور عديدة من امور حياتنا في مآكلنا ومشاربنا ومراكبنا ملابسنا ومساكننا وفي تآلفنا وفي امننا وفي آآ غير ذلك من امور الحياة. وبالتالي علينا ان نحمد الله عز وجل على هذه النعم من اجل ان نستجلب رضا الله بذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها او يشرب الشربة فيحمده عليها كما رواه الامام مسلم. وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس. كفاه الله مؤنة الناس. ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله الى الناس كما روى ذلك الترمذي في سننه. ومن الامور التي يعلم بانها ترضي رب العزة والجلال الاكثار من ذكره سبحانه وتعالى. فان الله عن العبد عندما يذكره وخصوصا بالتسبيح كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح فيقول قول سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه ورضى نفسه سبحان الله وبحمده عدد خلقه وسبحان الله وبحمده رضا نفسه وسبحان الله وبحمده زنة عرشه وسبحان الله وبحمده عدد كلماته. وان من الاسباب التي تستجلب رضا رب العزة والجلال ان تكون رفيقا في تعاملك مع الناس. بعض الناس اذا قاد سيارته قادها بعنف. يتخطى الناس يمينا ويسارا يرعب من حوله. بعض الناس اذا تعامل مع الخلق اصبح عنيفا شاقا في التعامل معهم. كن رفيقا حتى يرفق الله بك وحتى يرضى عنك رب العزة والجلال جاء في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله رفيق يحب الرفق به فالله يرضى منك ان تكون رفيقا في تعاملك مع الاخرين كان من ادعية النبي صلى الله عليه وسلم في الاسفار اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى مما يدل على انه صلى الله عليه وسلم يظمن دعاءه طلب رظا رب والجلال فاسأل من فاسأل الله ان يرضى عنك. وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر كان يختم وتره بان يقول اللهم اني اعوذ بك اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك عافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك ومن الامور التي ينبغي بالانسان ان يحرص عليها ان يحرص على اختيار الكلام الطيب والنصح والارشاد للخلق وان يبتعد عن وصف الاخرين بمعايبهم او ان ينسب اليهم ما لا يرظون ان ينسب اليهم من افعالهم واقوالهم. وهكذا يحذر الانسان من ان يتكلم بالكلمة التي توبق عمله مما ويسخط الله عز وجل ويبعد رضاه. وقد جاء في الحديث الذي اخرجه اخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله الله بها درجات في الجنة. وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم وفي في الحديث الاخر ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن ان ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه. ومن ثم فعل العبد ان تقرب الى الله عز وجل بان يسعى الى تحصيل مرضاته سبحانه وتعالى. فانك متى سعيت الى كان ذلك من اسباب رضا رب العزة والجلال. من الامور التي ينبغي بنا ان جعلها بين اعيننا ان نجعل رضا الله عنواننا وشعارنا في كل امورنا من اجل في ان يكون ذلك من اسباب سعادتنا في الدنيا والاخرة اذا تقرر ما ذكرته قبل قليل فان رضا الله تستجلب به الخيرات في الدنيا والاخرة وهو من اعلى درجات العبودية. وهو من اعلى ما يسعى الانسان الى تحصيله. فانك متى حصلت رضا الله كان ذلك عنوان سعادتك ونجاحك وسلامتك من العقوبات الدنيوية الاخروية. الله جل وعلا جعل الدار التي يجازى فيها العباد في الاخرة. وحينئذ من كان من اهل مرضاة الله جل وعلا فان الله عز وجل سيرفع درجته في الجنة كما في قوله تعالى قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله وعنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم. وهذه الاية فيها اشعار بانك متى رضيت رضيت عن الله فان الله يرضى عنك كيف ترظى عن الله؟ ترضى عن الله ربا وعنه معبودا وترضى عن الله باسمائه وصفاته. فالرضا عن الله ربا ان تتقبل كل ما قدره الله عز وجل عليك. فلا يكن في نفسك تسخط ولا جزع من اقدار الله المؤلمة مهما كانت من مرض او فقر او موت لاحد من اقربائك فان الله عز وجل قدر هذه الاقدار المؤلمة على جميع عباده. كما في قوله تعالى في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا ما في قوله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك فهم المهتدون وهكذا ترضى عن الله معبودا بحيث ترضى عن ترضى بان تكون عظم عباد الله الذين يؤدون عبادته من صلاة ومن صدقة ومن صيام ومن حج وغيرها فلا يتكبر الانسان بان يصلي مع عباد الله مهما اختلفت مراتبهم ومنازلهم ولو كانوا من الفقراء او من الضعفاء او من العمال لانك حينئذ انتظمت في سلك عباد الله الذين يسعون الى ارضاء رب العزة والجلال. ومن الامور التي تستجلب بها رضى الله عنك ان واضع لعباده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد. ولا يبغي احد على احد. وذلك ان الكبر من اسباب مقت الله للعبد وسخطه عليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. فقال صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس. بطر الحق اي جحده وعدم الاعتراف به واما غمط الناس فالمراد به احتقارهم واستنقاص مكانتهم والتقليل من اثارهم واعمالهم. فاذا كان الكبر عندك فهذا من اسباب ابتعاد رظا الله عنك. واما الرظا عن الله عز وجل في اسمائه وصفاته فان تنسب الى الله ما اتصف به من الاسماء ومن الصفات ومن الافعال ومن الاخبار تستجلب بذلك رضا ربك سبحانه وتعالى. وهكذا يرضى العبد عن نبيه صلى الله عليه وسلم فيقر له بالنبوة ويصدقه فيما اخبر به ويطيعه في اوامره لا يعترض على شيء مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم. ولا يقدح في شيء من سنته. ويكون من الدعاة الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يكون راضيا عن هذا النبي الكريم فيرضى الله عز وجل عنه. وهكذا يرضى العبد عن دينه بان يتمسك به ويرى انه هو الحق الذي ينجيه يوم القيامة. فالمقصود ان العبد متى رضي عن الله فان الله عز وجل يرضى عنه. فان القاعدة في اعمال الشريعة ان جزاء من جنس العمل وان من عمل عملا فان الله يجازيه بمثل ما عمل. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. وقال تعالى وهل جزاء الاحسان الا الاحسان بنصوص كثيرة وان مما يستجلب رضا الله ان يقف الانسان مع من يحتاج الى وقفته معه ايا كان هذا الاحتياج حتى يرضي رب العزة والجلال. فان الله يرضى عن العبد متى كان منفقا في بسبل الخير والانفاق قد يكون بانفاق انفاقا من مال وقد يكون انفاقا للجاه وقد يكون انفاقا للوقت فعندما تقف مع اخوانك في حوائجهم حينئذ يكون هذا من اسباب رضا الله عز وجل عنك كما في الاية التي ذكرناها قبل قليل في قوله ومثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ينفقون اموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من انفسهم. انظر قال ابتغاء مرضات الله. وحينئذ يمكنك يا ايها الانسان ان تحول جميع اعمالك حتى تكون ممن ابتغى بها رضا رب العزة والجلال سواء كان ذلك بان تقصد بهذا العمل الطاعة التي امر الله بها او ان تقصد بعملك ان يكون وسيلة للقوة على طاعة الله سبحانه وتعالى. فان اعمال العبد لا اخلو من هذين الحالين اما ان تكون مقصودا للشارع واما ان تكون وسيلة لذلك المقصود. مثال ذلك ذاتك طاعة ترضي بها رب العزة والجلال. وذهابك الى المسجد وسيلة تحصل بها على العمل الذي تكون قد ارضيت به ربك سبحانه وتعالى. هكذا في بقية اعمالك عندما تنام او تأكل تنوي بذلك التقوي على ما يرضي الله عز وجل. فتستجلب رضا الله بهذا الفعل وان من الامور التي تستجلب بها مرضاة الله ان يسعى الانسان الى التخلق مع الناس بالاخلاق الفاضلة طيبة التي ترضي رب العزة والجلال. ومما يستجلب به العبد لنفسه رضا الله ان يكون داعيا ياللي دينه امرا للناس بما يرضي ربه. فانك عندما تدعو الناس الى ما يرضي الا حينئذ يرضى الله عز وجل عنك. قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله عمل صالح وقال انني من المسلمين. وقال سبحانه وتعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. وقال تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة موعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وقال صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى له مثل اجر من عمل بما دعا اليه. فعندما تدعو الناس الى ان يسلكوا السبل والاعمال التي يستجلبون بها رظا الله تكون حينئذ جلبت لنفسك رظا رب العزة والجلال وان من اعظم ما يستجلب به رضا الله ان يكون العبد على طريق السنة على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فان الله راض عن نبيه وحينئذ اذا اردت ان يرضى الله عنك فسر على طريقة هذا النبي الكريم. كما قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وكما قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لمن كان يرجو الله واليوم اخر وذكر الله كثيرا. وقال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وحينئذ ان يعلم العبد ان هذا النبي الكريم الذي رظي الله عنه بما اداه من العمل نعلم ان من سار على طريقته واهتدى بهديه فانه حينئذ سيستجلب لنفسه رضا رب العزة والجلال. وفي مقابل العبادات البدعية التي لم يأتي بها هذا النبي الكريم تبعد رضى الله عن العبد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. ومن الرد الا يكون العمل مرضيا ولا مقبولا عند الله جل وعلا. فالمقصود ان العبد المؤمن يسعى لان يرضى الله عنه. لانه يستجلب لنفسه بذلك محبة الله ويعلي درجته ويكون ممن اثنى الله عز وجل عليه. ويكون حينئذ من اهل الجنان ومن اهل العاقبة حميدة في الدنيا والاخرة وممن يختم لهم بالخير والصلاح بسبب انه من اهل رضا الله جل وعلا وحين اذ عليك ان تجعل رظا الله بين عينيك في كل عمل تريد ان تؤديه. ومن الامور التي ينبغي ان يؤكد عليها في هذا الجانب اننا اذا امرنا غيرنا بامر فيه مرظاة الله ينبغي ان ننبه من نامره الى ان ذلك الفعل يستجلب رضا الله. فلا يكن مقصودك بالامر والنهي او مجرد الامر وانما تريد ان تستجلب لعباد الله رضاه من محبتك الخير لاخوانك كما تحبه لنفسك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فاذا كنت تحب لنفسك ان يرضى الله عنه فاحب ذلك لغيرك. ومن هذا ما يكون من لاصحاب الولايات سواء كان من المدرس مع طلابه او القاضي مع الخصوم عنده او من صاحب ولاية الشرطة او غيرها من الولايات ينبغي به ان يجعل من تحت يده يسعى الى استجلاب رضا الله لا ان يمتثل امر والنهي لمجرده. وهكذا بالنسبة للوالد مع اولاده. ينبغي به ان يربي في نفوسهم ان يتطلعوا الى ان يرضى الله عز وجل عنهم. ليكون ذلك من اسباب اخلاص النية اصولي على الاجور العظيمة المرتبة على استجلاب العبد لرضا رب العزة والجلال. وهكذا بالنسبة لما يريده العباد من اصحاب الولايات ينبغي بنا ان نقصد منهم ان يجعلوا اعمالهم لمرضاته سبحانه وتعالى. بعض الناس قد يريد منهم ان يفعلوا الطاعات على سبيل التخويف او التهديد بالناس او بالعقوبات الدنيوية. لكن عندما نجعل صاحب الولاية يسعى الى اجلاب رضا رب العزة والجلال نكون بذلك قد حققنا مقصدا من المقاصد الشرعية ومن ثم يكون لنا اجر استجلاب رظا استجلاب هؤلاء لرظا رب العزة والجلال. وحينئذ هذا المعنى ينبغي بنا ان نعممه في الامة وان نجعل الناس يسعون في كل اعمالهم ان تكون لجلب رضا رب العزة والجلال. اسأل الله جل وعلا ان يرضى عنكم رضا لا يسخط بعده ابدا. اللهم وارض عنا جميعا. اللهم ارض عنا جميعا. اللهم ارض عنا جميعا. اللهم اصلح احوال الامة. اللهم اجعلهم قائمين بشرع عاملين بدينك متبعين للهدي نبيك صلى الله عليه وسلم. اللهم يا حي يا قيوم