يقول الله تعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر عنده من كل ما يشتهي من الثمار الهوينة ما فات يدرك وما مضى يستدرك انما ما فات مضى وما ذهب لن يعود ولكن المؤمل ان يصلح الانسان فيما بقي ولهذا ينبغي لنا ان نعرف قيمة ما نحن فيه من وقت اما يشعر بالغبن بلى يشعر بغب عظيم. ايهما اشد بؤسا واشقى حالا رجل هذه حاله التي وصفناها من كد وتعب وجمع وحساب وجهد ثم تذهب المال ام ذاك الذي لم يعمل شيئا ولم يكسب شيئا ان لا شك ان الذي عملوا واجتهد وثم ذهب عمله هو في الخسارة اعظم من ذاك الذي لم يعمل شيئا. ضرب الله تعالى في كتابه مثلا لهذه القضية في الاعمال الصالحة والوقت هو عمري هو عمري وعمرك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما ابلاه. وعن شبابه فيما امضاه. وعن ماله فيما الحمد لله رب العالمين نحمده جل في علاه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد يسرني في هذه الليلة ان التقي باخوتي في هذا الملتقى والتقى رغد ان الصيفي واسأل الله جل وعلا ان يجزي القائمين على هذا العمل المبارك خير الجزاء فان النبي صلى الله عليه وسلم بشر من يسر الهدى ودعا اليه بالاجر العظيم والثواب الكبير. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ومثل هذه الملتقيات والقيام عليها ومن العمل الصالح الذي ترجى بركته ويؤمل خيره فجزى الله القائمين والمنظمين والمشاركين خير الجزاء على مثل هذه الاعمال المباركة كما لا يفوتني ان اشكر الاخوة الحضور على حضورهم ومشاركتهم فان هذه الاعمال انما نجاحها بجهد المشاركين وحضورهم وتفاعلهم ولا شك ان حضور مثل هذه الملتقيات مما يشجع القائمين عليها ويكون في ذلك مشاركة له ويكون في ذلك مشاركة لهم في الدعوة الى الخير ونشر البر والفضل بين الناس اخواني واحبابي نحن في هذه الدنيا استعملنا الله جل وعلا لعبادته فليس لنا في هذا الكون من غاية او قصد الا ما ذكره الله في محكم التنزيل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وفي قوله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا كلنا في هذه الدنيا نسعى الى تحقيق العبادة لله جل وعلا في القول والعمل وهذا هو الغرض من هذه العبودية ومن هذه الدنيا فالدنيا مزرعة الاخرة نحن فيها في اجال معدودة مظروبة وانفاس معدودة وايام محدودة كلنا نسير فيها الى غاية وهدف وقد جعل الله تعالى لكل اجل كتاب لابد ان يقف الانسان عندما جعله الله تعالى له من حد قد جعل الله لكل شيء قدرا فنحن نسير الى هذه الاقدار ولا ندري متى نبلغ الاجل ولذلك يقول ربنا جل وعلا وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت فلا ندري ما كسبنا ولا ندري اين يوافينا اجلنا وبالتالي فلا ندري متى يكون انتهاء اعمارنا هذا المظمار مضمار سباق يستبق فيه الناس الى الله تعالى ولان الامر ليس المتيسر لكل احد ما فاتك اليوم تدركه غدا انما ما فاتك اليوم لن تدركه غدا. ما فاتك لن يعود كما قال بعض العلماء في توصيف الوقت سريع التقظي ابي الرجوع اي انه لا يمكن ان يرجع بعد ان يمضي والوقت هو عمري وعمرك الوقت هو عدد انفاسي وعدد انفاسك ولا يمكن ان يرد الانسان نفسا مظى. لهذا نحن في مظمار سباق ليس الامر كما يتصوره كثير من الناس ان السير في هذه الايام على سير من اين اكتسب وفيما انفق؟ فالسؤال عن الوقت والزمن متكرر في ما جاء الخبر به عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا يا اخواني الله تعالى يقول وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. لم يقل بادروا او اشتغلوا بعمل انما سارعوا معناه ان هناك شيء سيفوت اذا لم تدركه الله تعالى يقول سابقوا الى سابقوا الى جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين فالله تعالى يأمرنا بالمسابقة والمسارعة وان لم نستدرك ذلك بالمبادرة فانه يفوت ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال خمسا. اذا هناك اشياء محظورة ومخوفة اذا لم نبادر باغتنام الايام والليالي فانها ستفوت. اخواني ما في شك اننا نقوم ونتقرب باعمال صالحة لله جل وعلا. الغالب ان المؤمنين يتقربون بالوان من القربات. منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب وليس منا الا وهو داخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا يزيد المؤمن عمره المؤمن عمره الا خيرا. يعني كلما طال عمر الانسان ازداد هذا في الخير وهذا يعني قد يقول قائل كيف يكون؟ كيف يكون ما طال عمر الانسان زاد خيره يعني من الناس من يعمل سيئا ويسرف على نفسه ومنهم من يفسد بعمله لكن يبقى ان المؤمن لا يزيده عمره الا خيرا. كيف هذا قال العلماء الايمان بالله تعالى التوحيد الذي في قلبه هذا من اعظم واجل الاعمال التي لا ينفك عنها مؤمن. ولهذا ليس في الدنيا مؤمن الا وعمره لا يزيده الا خيرا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا العمر والحياة فرصة وينبغي لنا ان نستكثر فيها من كل صالح يقربنا الى الله تعالى. وان نستزيد فيها من التقوى التي امرنا الله تعالى بالاستزادة منها في قوله جل وعلا وتزودوا فان خير الزاد التقوى يقول رحمه الله في ابيات له في التزود من التقوى اذا انت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت يوم حشر من قد تزود ندمت على الا تكون كمثله وانك لم ترصد كما كان ارصده اذا لا بد لنا من التزود وهذه هي البضاعة التي نرحل بها. في الصحيحين من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مات الانسان تبعه ثلاث ما له وعمله واهله يرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والاهل ويبقى العمل العمل قرينك لا يفارقك في كل مراحل حياتك تجده في الدنيا انشراحا وبهجة. وتجوده في القبر سرورا اذا كان صالحا فالعمل كما في حديث البراء بن عازب يأتي بصورة الحسنة ان كان حسنا وبصورة سيئة في القبر ان كان سيئا. ثم لا يفارقه حتى يوم يقوم الناس لرب العالمين ان العمل وهو عملي وعملك صنعي وصنع يدك قرين لنا كما قال الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه شورى هذا الطائر الذي يلزم العنق هو العمل هذا العمل يا اخواني يوم القيامة لا يفارق الانسان جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد يأتي يوم القيامة فينظر ايمن منه يعني جهة اليمين فلا يرى الا عمله وينظر اشأم من يعني جهة الشمال فلا يرى الا عمله. وينظر قبل وجهه ماذا يرى لا يرى الا النار ولما كان العمل عن اليمين وعن اليسار هما هو هو في الحقيقة كالجناحين الذين يطير بهما الطائر ان احسن العمل كان قويين فنهظ به عن النار. ولذلك الناس يوم قيامة يعبرون جهنم نسأل الله ان ان يسلمنا واياكم منها يعبرون الجنس المضروب على جهنم ما الذي يسير بهم على ذلك الجسر الذي يسير بهم اعمالهم. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في في في بيان تفاوت احوال الناس قال منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح الشديدة ومنهم من يمر كركاب الخيل ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوى ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من تتخطفه الكلاليب هذا التفاوت في هذا السير انما هو لتفاوت سيرهم في الدنيا. فمن كان صالحا في عمله في هذه الدنيا كان سيره على قدر عمله ان اعظم الخسارة واكبر البوار ان يجمع الانسان من العمل الصالح ثم يفني ثم يزهقه ثم يبطله ويحبطه هذا لا شك ان الغبن فيه اكبر واضرب لكم مثلا يعني ذاك الذي عمل في انواع من الاعمال التجارية وصنوف من الاعمال اه الكسبية بانواعها وتفننها في اعمال الدنيا وكون ارصدة من الاموال ثم هذه الارصدة ذهبت ومحقت بصفقة اما باسهم واما بتجارة دائرة واما بسبب الازمة العالمية تبدد ذلك الرصيد العالي الكبير الذي جمعه لكسبه طوال عمره ثم ليس الامر كذلك فقط بل واصابه الكبر يعني ظعفت قواه وتهاوت آآ طاقته وله ذرية ضعفاء ويعني يحمل هم نفسه وظعفه وهم الذرية الضعفاء. فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت هذا المثل الذي ضربه الله تعالى في كتابه جرى بحث بين الصحابة في معناه روى البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه انه سأل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم فيما قال من يعلم منكم ماذا يريد الله تعالى بقوله ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل وعنب؟ قال فيما ترون هذه الاية؟ يعني ما معناها وفيما نزلت؟ وما المثل المضروب؟ قالوا الله ورسوله اعلم او قالوا له كما في الرواية الله اعلم فغضب عمر رضي الله عنه قال قولوا نعلم او لا نعلم. يعني لا تجيبوني بهذا الجواب الذي تنفكون فيها مع العلم ان الله يعلم. لكن اريد جوابا فصلا قولوا الله اعلم قالوا يقولوا نعلم او لا نعلم فقالوا لا نعلم قال ابن عباس وكان ابن عباس حدثا بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يشهد مجلس عمر فقهه ومكانته العلمية وقرابته ايضا من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم فقال يا امير المؤمنين انه قد وقع في نفسي من هذه الاية شيء فقال يا ابن اخي قل ولا تحقرن نفسك يعني لا تحتقر نفسك امام هؤلاء الكبراء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا تبين عما في نفسك مما وقع من فهم معناها وادراك المقصود منها. فقال ابن عباس رضي الله عنه هذا مثل ضربه الله تعالى لرجل عمل بالطاعات والصالحات ثم بعث الله تعالى له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى اغرق اعماله هكذا قال ابن عباس في تمثيل بسيط بين تجارتين الله تعالى ذكر تجارة حاضرة رجل كد في مزرعة وعمل فيها حتى اينعت وطابت ثمارها وتفنن في نتاجها ثم اصابها اعصار فاحترقت لم يبق منها شيء. هو كبير وله ذرية ضعفاء تكالبت عليه الهموم لو لم يكن من الهم الا انه خسر تلك الحديقة الغناء والجنة النظرة لكان خسارا كافيا. فكيف اذا اظيف الى هذا الخسار خسار اخر وهو ظعف حاله اصابه الكبر وله ذرية ضعفاء لا يستطيعون ان يقوم ان يقوموا به ضرب الله تعالى مثلا دنيويا لمثل اخروي فهمه ابن عباس رضي الله عنه فقال ذاك رجل من الله تعالى عليه بالاعمال الصالحة حتى اذا مظى وقت بعث الله له شيطان فاغواه بالمعاصي حتى اغرق اعماله اي اذهبها لا شك يا اخواني ان العمل الصالح اعظم ثروة يقتنعها الانسان العمل الصالح هو الثمرة التي ينبغي للمؤمن ان يجتهد في حفظها. ولهذا يقول ابن القيم ليس الشأن في عمل انما الشأن كيف يحفظ العمل وهذا هو الحقيقة يعني مو اليس الهم ان تعمل؟ انما الهم الذي ينبغي ان لا يغيب عن ذهنك انك اذا عملت عمل فاحرص على الا يذهب تحرص على الا يظيع فاحرص على الا يحبط. وقد كان جؤار المؤمنين في دعائهم وسؤالهم ربهم جل وعلا الا يضيع اعمالهم. يقول الله تعالى في ذكر جملة من ادعية اهل الايمان ربنا اتنا ما وعدتنا على رسلك ربنا ربنا اتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد فاستجاب لهم ربهم انظر ما الذي استجاب الله تعالى به لدعاء هؤلاء اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى. قال اهل التفسير ان استجابة الله تعالى لهم في عدم اضاعة اعمالهم اي انه يحفظها لهم ويمنعها من الحبوط والخسران ويثيبهم عليها وهذا ما سألوه الله تعالى في قولهم ربنا واتنا ما وعدتنا ربنا اتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك تخلفوا الميعاد ايها الاخوان ان السلف الصالح جمعوا بين امرين هما مفقودان في حياة كثير من الناس. الامر الاول صلاح الاعمال والاجتهاد في بذل كل ما يستطيعون في طاعة الله تعالى والامر الثاني خوفهم من حبوط اعمالهم وخوفهم الا يتقبل منهم الله جل وعلا يصف جماعة في كتابه وهم الذين امنوا وصدقوا فيقول جل وعلا الذين والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قالت عائشة رضي الله عنها كما في المسند وغيره يا رسول الله اهو الرجل يسرق ويزني ويخاف الله قال لا يا ابنة الصديق انما هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخشى الا يقبل منه هذا لا شك انها مرتبة عالية ومنزلة رفيعة تبين ان القلوب عمرت باجلال الله وتقديره حتى بلغ من اجلالها لله تعالى ان ترى اما انها تقدم عملا لا يكافئ ولا يبلغ حق الله جل وعلا فهي وجلة ان لا تكون قد بلغت منزلة يرضاها الله جل وعلا. فتخشى ان ترد عليها في الاخبار ان ابن عمر طرق على بابه سائل يسأله شيئا من المال فقال عبدالله بن عمر رضي الله عنه لابن له اعطه دينارا فاخذ الولد دينارا وذهب الى الفقير او السائل واعطاه ذلك الدينار ثم رجع الى ابيه فقال ليهنك قبول الله لك قال يا يا بني والله لو علمت ان الله قبل مني سجدة او درهما ما كان غائب احب الي من الموت الله اكبر يقول يعني لو اني علمت ان الله قبل هذي ما في شي غائب هو احب الي من ان يأتيني هذه اللحظة الا الموت حتى يختم له بالقبر انما يتقبل الله من اولئك علموا يا اخواني من يعاملون. فكانت الاعمال عندهم على منزلة عالية ورفيعة وفي اه نظرة مختلفة عن نظرة كثير من الناس. الان الواحد منا يسرف على نفسه بالوان من المعاصي والخطايا الظاهرة والباطنة الصغيرة والكبيرة ثم مع هذا كله يغتر بصلاحه في بعض الجوانب يغتر مثلا بمحافظته على الصلاة او بقيامه ببعض الاعمال الصالحة على انه اذا فتش ونظر حاله في تلك الاعمال لوجد فيها من القصور والظعف ما اسأل الله تعالى الستر وان يخرج منها سالما لا له ولا عليه. اذا كان ابو بكر وعمر وعثمان والاجلة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تمنوا ان يخرجوا من الدنيا كفافا لا لهم ولا عليهم. مع كونهم قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كما في احمد والمسند وغيرها من كما في عند في المسند في مسند احمد وغيره انه قال صلى الله عليه وسلم ابو بكر في الجنة عمر في الجنة عثمان في الجنة علي في سعد في الجنة سعيد في الجنة ابو عبيدة في الجنة عبد الرحمن بن عوف في الجنة ويذكر وطلحة في الجنة والزبير في الجنة مع هذا المنقول عن هؤلاء العشرة المبشرون في الجنة عجب منه الانسان كيف يكون هذا قولهم مع بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة مع تلك الفظيلة التي ادركوها وسبقوا بها من من من بعدهم حتى صاروا سادات الدنيا بعد النبيين ان اولئك القوم عرفوا من يعاملون فادركوا انهم مقصرون. اما نحن فاغتررنا باعمالنا فظننا انها قد اوفت الله تعالى حقه واننا ندل على الله تعالى باعمالنا حالنا كحال اولئك الذين تعقب الله تعالى قولهم يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. اذا يا اخواني لا بد ان نعرف اننا بحاجة الى الاعمال الصالحة وانه مهما كانت هذه الاعمال جودة واتقانا فانها اذا لم تصادف قبولا من الله تعالى فلا نجاح ولا بلح ولا فوز ولا سبق ولا نجاة من مخاوف في دنيا ولا في اخرة الشأن كل الشأن في القبول لهذه الاعمال. وقبول هذه الاعمال هو سلامتها من الافات المهلكة. والاضرار التي دبوا اليها فتفسدها ان العمل يتقبل برحمة الله لا بجهد الانسان فالانسان يقدم العمل الصالح ويرجو من الله القبول. ولكن هذا العمل لو استقل عن رحمة الله لما كان مقبولا. اذكر لكم حديثا رواه البخاري وكذلك مسلم من حديث عائشة وحديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا يعني عمل النبي صلى الله عليه وسلم من اتقى الناس؟ رسول الله محمد. من اعبدهم؟ رسول الله محمد. من اعلمهم بالله؟ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومع هذا عمله لا يكفي ولا يستقل في ادخال الجنة ولذلك ينبغي ان ينظر كل واحد منا الى رحمة الله اعظم من ان ينظر الى عمله. فالعمل انما هو وسيلة وعربون يتقدم به الانسان بين يدي رب الله بين يدي رب العالمين الرحمن الرحيم لاجل ان يتقبله وان يرحمه وان يجعله من اهل الجنة والا فالاعمال مهما كانت لا لا ليست سببا للاستحقاق ذلك الفضل ولا سببا لتبوء تلك هل لي من ذلك شيء؟ هل ينفعني شيء من ذلك؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم اسلمت على ما اسلفت من خير. يعني ما مضى من خير هو محفوظ لك مثاب عليه بعد اسلامك. كذا بعد توبة الانسان ما كان من الصالحات كالمنازل انما هو فضل الله تعالى. يقول ابن القيم في استشهاده لهذا المعنى فيما نقله وتلك مواهب الرحمن ليست تحصل باجتهاد او بكسب ولكن لا غنى عن بذل جهد باخلاص وجد لا بلعب. اذا لابد من بذل واخلاص لكن مع هذا البذل والاخلاص ان نعلم ان ان الرحمة هي فضل الله الذي يسوقه لنا وهي عطاؤه الذي يمن به علينا اخواني واحبابي السلف كانوا يخشون على اعمالهم فاذا عملوا عملا اجتهدوا في حفظه من الفساد اجتهدوا في حفظه من الابطال. هل هناك ما يبطل العمل؟ نعم اشياء كثيرة يقول ابن القيم رحمه الله ومحبطات الاعمال اكثر من ان تحصر محبطات الاعمال اكثر من ان تحصى لان كثيرة يتعب الانسان في في احصائها وحصرها. ولهذا لا بد من ادراك المعاني التي الرئيسة التي يحبط بها العمل حتى يتواقاها الانسان اعظم ما يحبط العمل الشرك والشرك كلمة نطرق اسماعنا وكانها شيء يعني نحن ما لنا دخل في الشرك ليش نتكلم في الشرك شرك ما لنا في دخل ولا والله مسلمنا منه ونحن الحمد لله على توحيد وقد امنا من الشرك ونقول هنا موظع الاشكال تعرفون يا اخواني ان افظل الخلق يخاطب سادات الدنيا بعد الانبياء يخاطب صحابته كما في المسند من حديث محمود بن لبيب ويقول لهم اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر يتصور هذا قوم قاتلوا الكفار اه بذلوا كل ما يستطيعون في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي بيان هذه الدعوة والذب عن آآ الاسلام واهله. يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر هذا بيان ان الشرك امر ليس اه مأمونا على القلوب بل القلوب يخشى ان يدب اليها من الشرك ما يفسد اعمالها وما يحبط هذا السعي وهذا الكد وهذا العمل وهذا الجهد وهذه الصلاة وتلك الزكاة وذلك العمل الصالح. الله يقول طوله لئن اشركت لئن اشركت ليحبطن عملك. وهذا يبين لنا ان الشرك يحبط حتى اعمال الانبياء لو وقع منهم وهذا ليس ان الانبياء سيقع منهم شرك فالله تعالى عاصمهم من ان يقع منهم شرك كما قال جل وعلا والله يعصمك من الناس لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الله تعالى له هذا وبين عاقبته حتى يعرف ايش مرتبة الشرك ايش خطورة الشرك؟ انه لو وقع الشرك من الانبياء لكان سببا لاحباط عملهم مع مع كون عملهم من اعظم الاعمال واجلها اذا لابد للمؤمن ان يعرف ان الشرك من اعظم الاخطار التي تهدد القلوب. والشرك ليس لغزا. الشرك هو ظد التوحيد. ظد هذه الكلمة التي ينطق بها المسلمون لا اله الا الله هذه الكلمة كلمة التقوى التي اوصى الله تعالى بها الاولين والاخرين ظدها هو الشرك. ما معنى هذه الكلمة؟ لا معبود حق الا الله. هذا معنى لا لا اله الا الله اي انه ليس هناك من يستحق العبادة الا الله جل وعلا. فكل نوع من التعبد يصرف لغير الله فانه اركن وهنا ينبغي ان يعرف ان الشرك مراتب فمثلا الذبح لغير الله شرك النظر لغير الله شرك. يقول قائل هذا غير موجود يا اخواني نحن يعني اذا كنا لا نراه اعيننا من ان نشاهده في مجتمعنا او في بلادنا او في محيطنا لا يعني ان هذا غير موجود اخرجوا مدوا ابصاركم الى اولئك الذين يقولون في دعائهم يا علي يا حسين يا بدوي يا كذا من المخلوقين يستغيثونهم يستغيثون بهم ويدعونهم من دون الله. هذا اليس ليس هذا مخالفا لقول الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. اليس هذا مخالف لهذه الايات وكثير من الذين يقولون هذا القول يعرفون هذه الايات لكن لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في اذا ينبغي للمؤمن ان يحذر من الشرك دقيقه وجليله صغيره وكبيره وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرا كبيرا حتى انه في اه بعض الاحاديث قال الشرك في امتي اخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء من دبيب النمل على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء. فقال ابو بكر رضي الله عنه ما النجاة منه يا رسول الله يعني كيف ننجو منه اذا كان بهذا الخفا ويتسرب للقلوب والقلب لا يشعر قال ان تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. ولهذا ينبغي للمؤمن ان يخافه من اعظم الناس تحقيقا للتوحيد ممن ذكرهم الله في كتابه انه خليل الرحمن انه ابراهيم عليه السلام. ماذا كان يقول في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. تصورون ان ابراهيم عليه السلام الذي القي في النار بسبب منابذته للاصنام ان يرجعوا يعبدوا الاصنام هذا من ابعد ما يكون. ومع هذا ما امن على نفسه. انما قال في دعاء صريح وواضح واجنبني وبني ان نعبد الاصنام وهي السورة الفاضحة للشرك. فما بالكم بما هو ادنى من ذلك اذا كان يخشى الصورة الواضحة صنم يسجد له او يطاف عليه او يقدس ويعبد. كان يخشى هذا اليس حريا بالمؤمنين ان يخافوا ما هو اخفى من ذلك من الشرك كالرياء التوكل على غير الله ومحبة غير الله تعظيم غير الله والاشياء الكثيرة التي تدب الى القلوب بلى والله. ولهذا ينبغي الحذر من هذا غاية الحذر ولا تستهينوا امر الشرك والتوحيد ولا يظن الظن انه يعني والله الحمد لله نحن ما عندنا شيء من هذا النبي قلت لكم انه النبي صلى الله عليه وسلم في اصفى واطهر مجتمع يخاف الشرك على الناس ويقول اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر اخواني المحبط الثاني وهو من المحبطات الكبرى للعمل الردة والردة هي الرجوع عن الاسلام والرجوع الى الاسلام يقول يكون بالاقوال فسب الله وسب النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيب القرآن والاستهزاء به. ويكون بالاعتقاد كاعتقاد شيء ينافي الاسلام ويعارض آآ اصول الايمان وكذلك يكون بالاعمال كأن يسجد لغير الله تعبدا او ما اشبه ذلك من الاعمال الشركية والكفرية فالردة تكون بالقول وتكون بالعمل وتكون القلب ولابد للمؤمن ان يعرف ان الردة هي من اعظم ما يحبط العمل. قال الله جل وعلا ومن يرتدي منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبهم اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين هذا في بيان ان الله غني عن عنا وعن عباداتنا ويقول في عقوبة المرتد ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب ابو النار هم فيها خالدون. وقد قال الله جل وعلا في اعمال المشركين وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله ارأيت عبدالله بن جدعان كان يفعل ويفعل من اعمال الخير. اينفعه ذلك يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لا انه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين اذا لم يكن عنده ايمان فكان هذا من اسباب حبوط الاعمال. قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ان من الامور التي يحبط بها العمل وهو هبوط كلي للاعمال مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم مباينة هديه منابذة ما جاء به. ولذلك يقول الله تعالى والذين كفروا والذين كفروا فتعسا لهم واضل اعمالهم ذلك بانهم كرهوا ما اسخط الله كذلك بانهم كرهوا ما انزل الله ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم و كل من اختط طريقا غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم او ذم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم او كره شيئا من التشريع الاسلامي الثابت الذي دلت عليه الادلة وتواطأت عليه كلمات الائمة فانه على خطر وهو مهدد بهذه الاية التي يقول الله تعالى فيها والذين كفروا فتعسا لهم واضل اعمالهم ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم ان مما يحبط العمل يا اخواني وهو من الاحباط ايضا الكلي التصديق ان غير الله تعالى يعلم الغيب ونحن نذكر هذا لانه جاءت به النصوص والا هذا يندرج تحت ما يتصل بصور الردة النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم فقد كفر بما انزل على محمد وهذا دليل على احباط كلي وهذا اذا صدقه. طيب اذا جاء وسأله ولم يصدقه كما هو الحال الان في الذين يتصلون على القنوات السحرية او على المشعوذين في بلدانهم. فالاتيان لا يلزم الاتيان بالقدمين بل كل اتيان لو تكتب رسالة تقول له لو سمحت انا عندي كذا وكذا وش رايك؟ ما هو حل هذه المشكلة؟ او ما ما الذي في؟ او بماذا تنصحني؟ وهو آآ ساحر او كاهن او عراف فانت قد اتيته فلا يلزم في الاتيان الاتيان بالاقدام بل كل سورة يأتي فيها الانسان الى هؤلاء السحرة والمشعوذين والدجالين فانه داخل في هذا الحديث وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من اتى كاهنا او عرافا فسأله لم تقبل له صلاة اربعين يوما ومثله ورد في شرب الخمر ان من شرب الخمر لم تقبل له صلاة اربعين صباحا هذان هذان نموذجان من الاحباط الجزئي للاعمال النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هنا سيئتين. الاتيان للكهان ولم يصدقهم. وشرب الخمر جعل النتيجة او من عقوبة هذا المجيء وهذا العمل هو حبوطه هبوط صلاة اربعين يوما هل معنى هذا انه ما يصلي؟ بعض الناس يقول يعني خلاص ما يصلي ما عليه صلاة اربعين يوما هذا فهم غلط هو ما مطالب بالصلاة والله ما اسقط الصلاة عن مؤمن يقول الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة فلا بد من اقامة الصلاة لكن المعنى معنى انه يعني لم تقبل له الصلاة اربعين يوما في الحديثين انه سيئة هذا العمل كبيرة الى درجة انه اذا وضع عمل المعصية في كفة ووضع اجره وثوابه صلاة اربعين يوما كان الوزر مذهبا لاجر وثواب هذه الاربعين يوم الاربعين ليلة واضح يا اخواني او لا؟ بمعنى مثال لما يكون عندك مال ثم تستدين وتقترض الدين الذي اقترظته واستدنته اما ان يكون اقل مما معك واما ان يكون بقدر ما معك واما ان يكون اكثر مما معك فهذا الدين سيذهب ما معك من ارصدة سيذهب ما معك مما جمعته واكتسبته هذه الفترة. فكذلك هذا الاحباط المذكور في هذه الاحاديث انما هو بهذه الصورة بمعنى انه اذا كان انا عندي صارت اربعين يوم وحصل هذا الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الانسان في اتيان كاهن او وسؤاله او او شرب الخمر فانه سيذهب اجر تلك الاعمال الصالحة وهذا نوع من الاحباط وهو احباط جزئي للعمل من الاسباب التي تحبط بها الاعمال ضعف تعظيم الله تعالى في القلوب واستمع الى هذا الحديث حديث ثوبان رظي الله عنه في المسند وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه لاعلمن اقواما من امتي يأتون يوم القيامة بامثال جبال تهامة بيضاء جبال تهامة هي التي نحن عليها. احسنت هي التي نحن عليها امثال هذه الجبال وانت حتى تعرف عظم هذه الجبال انظر وانت في الطائرة ما ما ما علوها او اذهب الى الشاطئ وانظر الى ارتفاعها وكيف هي عظيمة مرتفعة شاهقة هذه الجبال يأتيه بعض الناس يوم القيامة بامثالها حسنات ثم يجعلها الله هباء منثورا الله اكبر تتبدد وتتلاشى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. ما السبب ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون وما ربك بظلام للعبيد. اذا هناك سبب ما هو السر؟ ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث انهم قالوا يا رسول الله بينهم لنا عسى ان لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال انهم منكم يصلون كما تصلون ويأخذون من الليل كما تأخذون يعني نقول لهم نصيب من صلاة الليل لكنهم قوم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. يعني اذا خلا لهم الجو ولم يكن عين مراقبة ولا اذن سامعة ولا بصر يرى عند ذلك انتهكوها ووقعوا في الوان من المعاصي. طيب هل معنى هذا ان الانسان اذا اراد ان يعصي يأتي الى الملأ ويقع في المعصية؟ لا. النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة كل امتي الا المجاهرين اذا ليس الامر دعوة الى المجاهرة اذا وليس الامر انه هذا وقع في خطيئة ما في انسان ما يخطئ. النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. اذا ما ما السبب؟ ما السر؟ الذي جعل هذا العمل سببا لاحباط تلك السيئة الحسنات العظيمة السبب والسر تدرون ما هو يا اخواني؟ هو ضعف التعظيم في القلوب هؤلاء قوم خلا خلت قلوبهم وفرغت من تعظيم الله فليس فيها تعظيم لله جل وعلا وكان هذا من اسباب هذه الاحباط الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وكان الامام احمد رحمه الله كثيرا ما يكرر تلك الابيات الجميلة اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة اذا ولا تحسبن الله يغفل ما مضى وان ما تخفي عليه يغيب بل الله تعالى بصير خبير يدرك الدقيق والجل فنسأل الله ان يعاملنا بعفوه اخواني من اسباب احباط العمل وهو قد يكون كلي او جزئي بحسب العمل الذي اه وقع فيه المحظور المن والاعجاب المن والاعجاب. الله تعالى يقول للمؤمنين يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. وهذا يبين ان المن من اسباب الاحباط المن انك تقول انا اعطيتك انا فعلت هذا المنع العباد سبب للاحباط. فالمن على الله ايضا من سبب الاحباط. يعني لما تقول انا اصلي واصوم وازكي واحج والله تعالى تسوي بكذا كما يفعله بعض الناس ويقوله وان لم يقولوه بالسنتهم بعض الاحيان تقوله قلوبهم وتشهد به افعالهم يمنون على الله تعالى بالاعمال ويمنون على الله تعالى بما يكون من الصالح مع ان ان مع ان الصالح هو منة من الله على العبد كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فكل عمل صالح هو من توفيق الله تعالى لنا اذا يا اخواني الشأن ليس في ان تكون على عمل صالح انما الشأن في ان تشهد منة الله تعالى عليك بهذا العمل الصالح. وتسأله جل وعلا ان يتمم لك ذلك قبول. اذا المن بالاعمال هو من اعظم اسباب فساد العمل. فاذا من الانسان بدينه واسلامه كان هذا من اسباب باحباطه واذا من بجزئية بصلاة او بصدقة او بنوع من الاعمال وفرد منها فانه مما يحبط عمله كما اه قال اه الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وفي الصحيح من حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ثم قال صلى الله عليه وسلم ولهم عذاب اليم. من هم؟ قال صلى الله عليه وسلم المسبل ازار راح والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم المنان اي الذي يمن على العباد بالاحسان ويمن على الله تعالى بالطاعة والقيام بالاعمال. افسدت بالمن ما اسديت من حسن ليس الكريم اذا اسدى بمنان ان من اسباب هبوط العمل ترك الصلاة يقول الله جل وعلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والصلاة الوسطى هي صلاة العصر كما جاء بيانها في قول النبي صلى الله عليه وسلم امرنا بالمحافظة على الصلاة والصلاة الوسطى خصوصا ولعظم هذه الصلاة ورفيع منزلتها قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث بريدة رضي الله عنه من فاته العصر فقد حبط عمله من فاتته العصر من ترك العصر فقد حبط عمله. وفي حديث ابن عمر من فاته العصر فكأنما وتر اهله وماله. اي فقد اهله وماله. وهذا يبين لنا ان ترك الصلوات من اسباب حبوط الاعمال. يقول ابن القيم وليس هذا خاصا بصلاة العصر انما ذكرت العصر لانها اشرف الصلوات. وكل صلاة يتركها الانسان هي سبب لحبوط العمل. طيب معنى هذا انه اذا ترك صلاة عصر يحبط عمل كل هذه السنوات التي مضت يوم واحد ترك صلاة العصر. معنى هذا انه يحبط كل ما كان من عمل صالح يقول بعض العلماء نعم وهذا المروي عن اسحاق ابن راهوية رحمه الله جماعة من اهل العلم قالوا من ترك صلاة واحدة من غير عذر حتى خرج وقتها فقد كفر واذا كفر فقد حبط عمله هكذا قالوا ومن اهل العلم من يقول ان المقصود بالحبوط هنا هبوط عمل ذلك اليوم بمعنى انه لما يترك الانسان صلاة صلاة في يوم فمهما عمل في هذا اليوم من الاعمال الصالحات فان وزر واثم تركه لهذا العمل لهذه الفريضة يحيط بكل ما يعمله من الصالحات يعني تتبدد هذه الصالحات مقابل الاساءة لكن اعلموا يا اخواني انه ما احد اكل ليس هناك اكرم من الله تعالى ولا اجود منه جل في علاه وهو الذي يحب التوابين. فاذا تاب العبد واناب ارد الله تعالى له ما كان من حافظ. ما كان من عمل قد حبط. ولهذا يعني اذا حصل هذا الاحباط ما يصاب الانسان بنوع من اليأس ويقول خلاص حبط عملي اذا لا سبيل الى التوبة والاوبة الرجوع والاستدراك لا نقول اذا صدق في التوبة والرجوع الى الله تعالى فان الله سيعيد له ما كان من عمل صالح وذلك كما في حديث حكيم ابن حزام سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله آآ يعني انا كان لي في الجاهلية صدقات واحسان وصلة يردها الله تعالى الى العبد بمنه وكرمه وعظيم احسانه جل في علاه هذي جملة يا اخواني من الاسباب التي تحبط بها الاعمال وهي في الجملة محبطات العمل نوعان. ما يحبط العمل بالكلية ويذهب كل ما قدمه الانسان وهذا ابرزه الكفر والردة الشرك والردة ومنه ما يحبط باك جزئي كالمن في بعض العمل والرياء في بعض العمل وايضا آآ ما ذكرنا من ترك الصلاة شرب الخمر اتيان بسؤالهم وما اشبه ذلك من الاعمال. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعيننا واياكم على الصالح من الاعمال وان يستعملنا واياكم فيما فيما يحب ويرضى وان يحفظ علينا اعمالنا وان يتقبلها منا انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اللهم صلي وسلم